الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيها توفّى محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد الفقيه أبو الحسن البغدادىّ الحنفىّ، ولد سنة تسع وعشرين وثلثمائة، وسمع الكثير ورواه، وكان يتّجر وله مال عظيم، صادره ملوك بنى بويه حتى افتقر، ومات فلم يكفّن حتّى بعث إليه الخليفة كفنا.
ومات ولم يكن في زمانه أعلى سندا منه. وكان صدوقا صالحا ثقة فقيها فاضلا عالما.
وفيها توفّى أبو الفوارس قوام الدولة بن بهاء الدولة فيروز بن عضد الدولة بويه بن ركن الدولة الحسن بن بويه الديلمىّ. كان عزم على نقض الصلح بينه وبين أخيه أبى كاليجار فعاجلته منيّته فمات في ذى القعدة، وحمل تابوته الى شيراز فدفن في تربة عماد الدولة بن بويه.
وفيها هلك قسطنطين أخو بسيل ملك الروم، وبعد موته انتقل الملك إلى بنت له وزوجها، وهو ابن خالها، يسمى أرمانوس، ولم يكن من بيت الملك، وجعلت ولاية العهد في أرمانوس المذكور، ولبس الخفّ الأحمر، وتسمّى قيصرا.
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم سبع أذرع سواء. مبلغ الزيادة سبع عشرة ذراعا وأربع أصابع.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 420]
السنة التاسعة من ولاية الظاهر لإعزاز دين الله على مصر وهى سنة عشرين وأربعمائة.
فيها وقع بالعراق برد في الواحدة مائة وخمسون رطلا كانت كالثور النائم، ونزلت فى الأرض مقدار ذراع؛ قاله أبو المظفر في مرآة الزمان.
وفيها فسد الأمر بين قرواش صاحب الموصل وبين أبى «1» نصر بن مروان صاحب ميّافارقين. وسببه أن قرواشا كان تزوّج ببنت أبى نصر المذكور فأقامت عنده مدّة، ثمّ هجرها؛ فطلبها أبو نصر فنقلها إليه، وهذا أوّل الشر.
وفيها توفّى على بن عيسى بن الفرج «2» أبو الحسن الرّبعىّ صاحب أبى علىّ الفارسىّ، قرأ الأدب ببغداد على السّيرافىّ، وخرج الى شيراز ودرس بها النحو على الفارسىّ عشرين سنة، ثم عاد الى بغداد وأقام بها باقى عمره. خرج يوما يمشى على جانب الشطّ، فرأى الشريف الرضى والمرتضى في سفينة ومعهما عثمان بن جنىّ النحوىّ، فصاح أبو الحسن: من أعجب أحوال الشريفين أن يكون «عثمان» جالسا فى صدر السفينة «وعلى» يمشى على الحافة؛ فضحكا وقالا: باسم الله. قلت:
وهذا مما يدل على أن الرضى والمرتضى كانا يصرّحان بالرفض.
وفيها توفّى الأستاذ الأمير المختار عزّ الملك محمد بن أبى القاسم عبد الله بن أحمد ابن إسماعيل بن عبد العزيز المعروف بالمسبّحىّ الكاتب، الحرانىّ الأصل المصرىّ المولد والمنشأ، صاحب التاريخ المشهور وغيره من المصنّفات. قال ابن خلكان:
«كانت فيه فضائل ولديه معارف، ورزق حظوة في التصانيف، واتصل بخدمة الحاكم العبيدىّ. قال: وتاريخه ثلاثة عشر ألف ورقة» انتهى. قلت: وله عدّة تصانيف أخر. مات في شهر ربيع الآخر. والمسبحى: بضم الميم وفتح «3» السين المهملة وكسر الباء الموحدة ثانية الحروف وفي آخرها حاء مهملة. قال السمعانىّ: هذه النسبة إلى الجدّ.