الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
***
[ما وقع من الحوادث سنة 369]
السنة الرابعة من ولاية العزيز نزار على مصر وهى سنة تسع وستين وثلثمائة.
فيها تزوّج الخليفة الطائع ببنت عضد الدولة؛ وقد مرّ «1» ذلك، ولكن الأصح فى هذه السنة. وعقد العقد بحضرة الخليفة الطائع على صداق مبلغه مائتا «2» ألف دينار.
وكان الوكيل عن عضد الدولة في العقد أبا على الحسن بن أحمد الفارسىّ النحوىّ.
والخطيب أبو على المحسّن بن على القاضى التّنوخىّ وكيلا عن الخليفة.
وفيها حجّ بالناس أبو الفتح أحمد بن عمر بن يحيى العلوىّ.
وفيها توفّى فارس بن زكريّا، والد ابن فارس أبى الحسين اللغوىّ صاحب كتاب المجمل في اللغة. كان عالما بفنون العلوم، وروى عنه الأئمة، ومات ببغداد.
وفيها توفّى أحمد بن عطاء بن أحمد بن محمد بن عطاء أبو عبد الله الرّوذبارىّ ابن أخت أبى علىّ الرّوذبارىّ. كان شيخ الشام في وقته، وكان ممّن جمع بين علم الشريعة والحقيقة، ومات بقرية بين عكّا وصور يقال لها منواث.
وفيها توفّى الحسين «3» بن على أبو عبد الله البصرىّ؛ ويعرف بالجعل، سكن بغداد.
وكان من شيوخ المعتزلة، وصنّف على مذاهب المعتزلة، ومات يوم الجمعة ثانى ذى الحجة.
وفيها توفّى عبد الله بن محمد الراسبىّ، كان بغدادىّ الأصل وكان من كبار المشايخ وأرباب المعاملات. ومن كلامه قال: خلق الله الأنبياء للمجالسة، والعارفين للمواصلة، والمؤمنين للمجاهدة. ومن كلامه: أعظم حجاب بينك وبين الحق اشتغالك بتدبير نفسك، واعتمادك على عاجز مثلك في أسبابك. وتوفّى ببغداد.
وفيها توفّى أبو تغلب الغضنفر بن ناصر الدولة الحسن بن حمدان التغلبيّ، وقد تقدّم ذكر وفاته، والأصحّ أنّه في هذه السنة. كان ملك الموصل وديار ربيعة وقلاع ابن حمدان، ووقع له حروب مع بنى بويه وأقاربه بنى حمدان، إلى أن طرقه عضد الدولة وأخذ منه بلاده فانهزم إلى أخلاط «1» ؛ ثمّ توجّه نحو الديار المصريّة وحارب أعوان العزيز صاحب مصر فقتل في المعركة، وبعث برأسه إلى العزيز صاحب الترجمة.
وفيها توفّى عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيّان «2» الحافظ أبو محمد الأصبهانىّ أبو الحافظ صاحب التصانيف؛ ولد سنة أربع وسبعين ومائتين، وسمع في صغره من جدّه لأمّه محمود بن الفرج الزاهد وغيره، وهو صاحب تاريخ بلده، والتاريخ على السنين، و" كتاب السنّة" و" كتاب العظمة" وغيرها.
وفيها توفّى أبو سهل محمد بن سليمان بن محمد بن سليمان بن هارون العجلىّ الصّعلوكىّ النّيسابورىّ الفقيه الشافعىّ. كان أديبا لغويّا مفسرا نحويّا شاعرا صوفيّا. ولد سنة ستّ وتسعين ومائتين، ومات في ذى القعدة. ومن شعره:[الطويل]
أنام على سهو وتبكى الحمائم
…
وليس لها جرم ومنّى الجرائم
كذبت وبيت الله لو كنت عاشقا
…
لما سبقتنى بالبكاء الحمائم
وفيها توفّى محمد بن صالح بن علىّ بن يحيى بن عبد الله أبو الحسن القاضى القرشىّ الهاشمى، ويعرف بابن أمّ شيبان؛ سمع الكثير، وتفقّه على مذهب مالك رضى الله عنه، وكان عاقلا متميّزا كثير التصانيف. ولم يل القضاء بمدينة السلام من بنى هاشم غيره.
وفيها توفّى محمد بن على بن الحسن أبو بكر التّنيّسىّ «1» ، سمع منه الدارقطنى؛ وراه وحده فقال له: يا أبا بكر، ما في بلدك مسلم؟ قال: بلى، ولكنّهم اشتغلوا بالدنيا عن الآخرة.
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم في هذه السنة، قال: وفيها توفّى ابو عبد الله بن عطاء الروذپارىّ. وعبد الله بن إبراهيم، أيّوب بن ماسى «2» فى رجب وله خمس وتسعون سنة. وأبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيّان أبو الشيخ في المحرّم وله خمس وتسعون سنة. وأبو سهل محمد بن سليمان الصعلوكىّ ذو الفنون في آخر السنة وله ثمانون «3» سنة. وقاضى العراق ابن أمّ شيبان أبو الحسن محمد بن صالح الهاشمىّ فجأة في جمادى الأولى عن ستّ وسبعين سنة. وأبو بكر محمد بن على بن الحسن المصرىّ بن النقاش في شعبان، وكان حافظا. وأبو عمرو «4» محمد بن صالح ببخارى.
وأبو علىّ مخلّد بن جعفر الباقرحىّ «5» .