الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الوافر]
أعلّل بالمنى روحى لعلّى
…
أروّح بالأمانى الهمّ عنى
وأعلم أنّ وصلك لا يرجّى
…
ولكن لا أقلّ من التمنّى
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم أربع أذرع وثمانى عشرة إصبعا.
مبلغ الزيادة ستّ عشرة ذراعا وثمانى عشرة إصبعا.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 402]
السنة السادسة عشرة من ولاية الحاكم منصور على مصر وهى سنة اثنتين وأربعمائة.
فيها في شهر ربيع الآخر كتب الخليفة القادر العباسىّ محضرا في معنى الخلفاء المصريّين والقدح في أنسابهم وعقائدهم، وقرئت النسخ ببغداد، وأخذت فيها خطوط القضاة والأئمة والأشراف بما عندهم من العلم بمعرفة نسب الديصانيّة؛ قالوا:" وهم منسوبون الى ديصان بن سعيد الخرّمى «1» إخوان الكافرين، ونطف الشياطين؛ شهادة يتقرّبون «2» بها الى الله، ومعتقدين ما أوجب الله على العلماء أن ينشروه للناس؛ فشهدوا جميعا «3» أن الناجم بمصر وهو منصور بن نزار الملقب بالحاكم- حكم الله عليه بالبوار والخزى والنكال- ابن معدّ بن إسماعيل بن عبد الرّحمن بن سعيد- لا أسعده الله- فإنه لمّا صار الى المغرب تسمّى بعبيد الله وتلقّب بالمهدىّ، هو ومن تقدّمه «4» من سلفه الأرجاس الأنجاس- عليه وعليهم اللعنة- أدعياء
خوارج لا نسب لهم في ولد علىّ بن أبى طالب، وأن ذلك باطل وزور، وأنهم لا يعلمون «1» أن أحدا من الطالبيّين توقّف عن إطلاق القول في هؤلاء الخوارج إنهم أدعياء. وقد كان هذا الإنكار شائعا بالحرمين في أوّل أمرهم بالمغرب، منتشرا انتشارا يمنع من أن يدلّس على أحد كذبهم، أو يذهب وهم الى تصديقهم؛ وأن هذا الناجم بمصر هو وسلفه «2» كفّار وفسّاق فجّار زنادقة، ولمذهب الثنويّة «3» والمجوسيّة معتقدون؛ قد عطّلوا الحدود، وأباحوا الفروج، وسفكوا الدماء، وسبّوا الأنبياء، ولعنوا السلف، وادّعوا الربوبيّة. وكتب في [شهر] ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعمائة» . وكتب خلق كثير في المحضر المذكور منهم الشريف الرضى والمرتضى أخوه، وابن الأزرق الموسوىّ، ومحمد بن محمد بن عمر بن أبى يعلى العلويّون، والقاضى أبو محمد عبد الله بن الأكفانىّ، والقاضى أبو القاسم الجزرىّ، والإمام أبو حامد «4» الإسفراينى، والفقيه أبو محمد الكشفلى «5» ، والفقيه أبو الحسين القدورىّ «6» الحنفىّ، والفقيه أبو على بن حمكان «7» وأبو القاسم «8» التنوخىّ، والقاضى أبو عبد الله
الصّيمرىّ «1» . انتهى أمر المحضر باختصار. فلما بلغ الحاكم قامت قيامته وهان فى أعين الناس لكتابة هؤلاء العلماء الأعلام في المحضر.
وفيها حجّ بالناس من العراق أبو الحارث محمد بن محمد بن عمر العلوىّ، وهبّت عليهم ريح سوداء وفقدوا الماء ولقوا شدائد.
وفيها توفّى أحمد بن مروان أبو نصر، وقيل: أبو منصور، ممهّد الدولة الكردىّ صاحب ميّافارقين. وقد ذكرنا مقتل الحسن «2» بن مروان على باب آمد، وأنهم من غير بيت في الرياسة، وأنهم وثبوا على ديار بكر وملكوها. ووقع لأحمد هذا أمور ووقائع وحروب.
وفيها توفّى عبد الرّحمن بن محمد بن عيسى بن فطيس بن أصبغ بن فطيس أبو المطرّف الإمام قاضى الجماعة بقرطبة، سمع الحديث وروى عنه جماعة، وكان من الحفّاظ وكبار العلماء، عارفا بعلل الحديث والرجال، وله مشاركة في سائر العلوم.
وفيها توفّى محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الرّحمن بن يحيى بن جميع أبو الحسين الصّيداوىّ الغسّانىّ. رحل [إلى] البلاد وسمع الكثير، وروى عنه غير واحد. ولد سنة خمس وثلثمائة، وكان ثقة محدّثا كبير الشأن، ووفاته فى شهر رجب.
وفيها توفّى محمد بن عبد الله بن الحسن أبو الحسين بن اللبّان البصرىّ العلامة صاحب الفرائض، سمع الحديث وبرع في الفرائض حتى إنه كان يقول:
ليس في الدنيا فرضىّ إلّا من أصحابى وأصحاب أصحابى «3» أو لا يحسن شيئا.