الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيها توفّى عبد الله بن علىّ بن عبيد الله أبو القاسم الواردىّ البصرىّ القاضى شيخ أهل الظاهر في عصره، سمع الكثير وحدّث، وكان موصوفا بالفضل وحسن السيرة، وولى القضاء بعدّة بلاد وحسنت سيرته.
الذين ذكر الذهبىّ وفاتهم في هذه السنة، قال: وفيها توفّى أبو زرعة الرازىّ الصغير أحمد بن الحسين الحافظ. وأبو علىّ الحسين بن علىّ التميمىّ حسينك. والحسين ابن محمد بن عبيد أبو عبد الله العسكرىّ الدّقاق في شوّال. وأبو مسلم عبد الرّحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران البغدادىّ الحافظ الزاهد. وأبو القاسم عبد العزيز بن عبد الله الدّاركىّ «1» شيخ الشافعيّة ببغداد. وأبو القاسم عبد العزيز بن جعفر الخرقىّ.
وعمر بن محمد بن على أبو حفص الزيّات. ومحمد بن عبد الله بن محمد القاضى أبو بكر الأبهرىّ شيخ المالكيّة بالعراق. ويوسف بن القاسم القاضى أبو بكر الميانجىّ «2» .
أمر النيل في هذه السنة- الماء القديم أربع أذرع واثنتان وعشرون إصبعا. مبلغ الزيادة ستّ عشرة ذراعا وعشر أصابع.
***
[ما وقع من الحوادث سنة 376]
السنة الحادية عشرة من ولاية العزيز نزار على مصر وهى سنة ست وسبعين وثلثمائة.
فيها استقرّ الأمر على الطاعة لشرف الدّولة بن عضد الدّولة، وتحالف الإخوة الثلاثة أولاد عضد الدولة وتعاقدوا؛ ومضمون ما كتب بينهم:
«هذا ما اتّفق عليه وتعاهد وتعاقد شرف الدولة أبو الفوارس، وصمصام الدولة، وأبو النصر أبناء عضد الدولة بن ركن الدولة، اتفقوا على طاعة أمير المؤمنين الطائع
لله ولشرف الدولة بن عضد الدولة» ، وذكر ما جرت به العادة؛ وكان ذلك بعد أمور وقعت بين صمصام الدولة وبين أخيه شرف الدولة المذكور حتى أذعن «1» له صمصام الدولة.
وفيها توفّى أبو القاسم المظفّر بن علىّ الملقب بالموفّق أمير البطيحة، وولى بعده أبو الحسن علىّ بن نصر بعهد منه. فبعث ابن نصر هذا لشرف الدولة يبذل الطاعة وسأل الخلع والتقليد؛ فأجيب إلى ذلك ولقّب مهذّب الدولة؛ فسار بالناس أحسن سيرة.
وفيها توفّى الحكم «2» بن عبد الرّحمن بن عبد الله بن محمد الأموىّ المغربىّ أمير الأندلس. ولى مملكة الأندلس بعد وفاة أبيه يوم مات سنة خمسين وثلثمائة.
وكنيته أبو العاصى، ولقبه المستنصر بالله؛ وأقام واليا على الأندلس خمسا وعشرين سنة، ومات في صفر. وأمّه أم ولد يقال لها مرجان. وتولّى بعده ولده هشام ابن الحكم، وكان مشكور السيرة. وهو الذي كتب إليه العزيز صاحب الترجمة من مصر يهجوه، وقد ذكرنا ذلك في أوّل ترجمة العزيز؛ فردّ المستنصر هذا جواب العزيز، وكتب في أوّل كتابه قصيدة أوّلها:
[الطويل]
ألسنا بنى مروان كيف تقلّبت
…
بنا الحال أو دارت علينا الدوائر
إلى أن قال:
إذا ولد المولود منّا تهلّلت
…
له الأرض واهتزّت إليه المنابر
ثمّ قال: وبعد، فقد عرفتنا فهجوتنا، ولو عرفناك لهجوناك. والسلام.