الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المسألة 173:
ب- أشهر الصيغ المستعملة في جموع الكثرة.
أشهرها ثلاثة وعشرون جمعا قياسيا. وقيل أن نسردها، ونذكر شروط اطرادها نذكر أن لكل مفرد من مفرداتها جموعا مسموعة متعددة تخالف هذه الجموع القياسية المطردة -وقد أوضحنا الحكم في هذا-1 وفيما يلي القياسية:
1-
فعل "بضم فسكون" وهو جمع قياسي لشيئين، هما:"أفعل" وصف لمذكر2، و"فعلاء" وصف لمؤنث؛ نحو:"أحمر وحمراء، وجمعهما: حمر". "وأخضر وخضراء، وجمعهما: خضر"، "وأصفر وصفراء، وجمعهما: صفر"
…
ويجب ترك فائه مضمومة إن كانت عينه صحيحة وأو معتلة بالواو، نحو: خضر، وزرق، وسود، وحو؛ "في جمع: أخضر وخضراء، وأزرق وزرقاء، وأسود وسوداء، وأحوى وحواء"3، ففي هذه الأمثلة -وأشباهها- تسلم ضمة الفاء في الجمع، وتبقى على حالها.
أما إن كانت عينه ياء فيجب قلب ضمة الفاء كسرة؛ لتسلم الياء من القلب، "نحو: أبيض وبيضاء، وجمعهما: بيض؛ بكسر الباء"4، ومثل: "أعين5
1 في ص633.
2 استثنى ابن هشام -كما نقل عنه الصبان- أربعة من ألفاظ التوكيد المعنوي التي سبق الكلام عليها في بابه من الجزء الثالث؛ هي: "أجمع، أكتع، أبتع، أبصع" مصرحا بأنها لا تجمع جمع تكسير، وإنما تجمع جمع سلامة فقط. ولكن الأمثلة التي عرضتها المراجع النحوية المختلفة في باب التوكيد اشتملت على جمعها للتكسير على صيغة:"فعل" ولم تقتصر على جمع السلامة. فلعل المراد هو منع تكسيرها على: "فعل".
3 الحوة: سواد يميل إلى خضرة، أو حمرة تميل إلى سواد.
4 كقول الشاعر يمدح:
له خلائق بيض لا يغيرها
…
صرف الزمان كما لا يصدأ الذهب
5 أعين الرجل: اتسعت عينه واشتد سوادها.
وعيناء وجمعهما: عين، بكسر العين"، ووزن الجمع "فعل"، بضم الفاء كأصله، برغم ما طرأ على فائه من قلب ضمتها كسرة.
ويجوز في ضرورة الشعر ضم العين من هذا الجمع بشرط أن تكون صحيحة وغير مضعفه، وأن تكون لامه صحيحة كذلك؛ مثل:"النجل"1 في قول الشاعر:
طوى الجديدان2 ما قد كنت أنشره
…
وأنكرتني ذوات الأعين النجل
ولا يجوز ضم العين إن كانت معتلة، نحو: بيض وسود، أو كانت مضعفة، نحو: غر، جمع أغر أو غراء. أو كانت اللام معتلة؛ نحو: عشي وعمي، جمع: أعشى وعشواء، وأعمى وعمياء3
…
2-
فعل "بضم أوله وثانيه"، وينقاس في شيئين:
أولهما: وصف على: "فعول""بفتح فضم" بمعنى فاعل، نحو: صبور وغفور؛ فجمعهما القياسي: صبر وغفر، فإن كان بمعنى مفعول -نحو: حلوب، وركوب- لم يجمع هذا الجمع.
ثانيهما: اسم رباعي صحيح اللام، قبل لامه مدة؛ سواء أكانت، ألفا، أم واوا؛ أم ياء، غير أن المدة إن كانت ألفا يجب أن يكون الاسم غير مضاعف ومن الأمثلة؛ عماد وعمد، وأتان وأتن، وعمود وعمد، وقلوص4 وقلص، وبريد وبرد
…
فلا فرق في هذا الاسم بين المذكر والمؤنث.
فإذا كانت المدة ألفا والاسم الرباعي مضعفا فقياس تكسيره: "أفعله"، نحو: زمام وأزمة، وهلال وأهلة، وسنان، وأسنة
…
-كما سبق عند الكلام على: "أفعلة"5. أما إن كانت المدة ياء أو واوا فالاسم المضعف يجمع على:
1 جمع، مفرده: نجلاء، وهي العين المتسعة؛ يقال: عين نجلاء، أي واسعة.
2 الليل والنهار.
3 وإلى ما سبق يشير ابن مالك في صدر البيت السالف في هامش ص640، وهو:
فعل لنحو أحمر وحمرا
…
...........................
4 الناقة الشابة القوية.
5 ص636.
"فعل" أيضا؛ نحو: سرير وسرر، وذلول وذلل1.
ويجب -في غير الضرورة الشعرية- تسكين عين هذا الجمع إن كانت واوا؛ نحو: سوار وسور، وسواك وسوك، وصوان2 وصون -أما في الضرورة الشعرية، فيجوز بقاؤها مضمومة.
وإن كانت عينه ياء جاز ضمها أو تسكينها. لكن يجب عند تسكينها كسر فائه، لتسلم الياء؛ نحو: سيال3 وسيل، أو: سيل
…
ويجوز تسكين عينه إن كانت حرفا صحيحا؛ نحو: كتاب وكتب، أو: كتب، وأتان وأتن أو أتن
…
ويمتنع تسكين عين المضعف4؛ نحو: سرير سرر5....
فللعين في هذا الجمع أربع حالات: وجوب ضمها -وجوب تسكينها، إلا في المضعف، فيمتنع- جواز الأمرين من غير تغيير حركة الفاء جواز الأمرين مع وجوب كسر الفاء إن سكنت العين وكانت ياء.
3-
فعل "بضم ففتح" ويطرد في أربعة أشياء.
أ- اسم على وزن: "فعلة""بضم فسكون" سواء أكان صحيح اللام،
1 انظر "د" في ص644، ففيها بيان حكم آخر.
2 ما يسمى: "الدولاب".
3 "بفتح السين وكسرها" نوع من الشجر له شوك.
4 ويجوز فتحها بمراعاة ما سيأتي في "د" في الصفحة التالية.
5 وفي الكلام على: "فعل" يقول ابن مالك:
وفعل لاسم رابعي بمد
…
قد زيد قبل لام اعلالا فقد
ما لم يضاعف -في الأعم- ذو الألف
…
وفعل جمعا لفعلة عرف
"إعلالا: مفعول به للفعل: فقد. والأصل؛ قد زيد قبل لام، وحرف اللام فقد إعلالا. أي بشرط أن تكون اللام صحيحة، و"ذو" نائب فاعل للفعل: يضاعف. وبشرط ألا يكون الاسم الذي قبل آخره ألف مضاعفا، وهذا في الاستعمال الأعم الأغلب المطرد. وبقية البيت الثاني لا شأن له بصيغة "فعل" "وإنما يختص بوزن آخر سيجيء؛ هو: فعل.
أم معتلها، أم مضاعفها؛ نحو: غرفة وغرف، ومدية ومدى، وحجة وحجج.
ب- وصف على وزن: "فعلى" التي هي مؤنث الوصف المذكر: "أفعل"، نحو: الكبرى، والوسطى، والصغرى؛ فجمعها القياسي: الكبر والوسط، والصغر، والمفرد المذكر هو: أكبر، أوسط، وأصغر، ولا يصح جمع "حبلى" على "حبل" لأنها وصف لمؤنث لا مذكر له.
ح- اسم على وزن: "فعلة "بضم أوله وثانيه"، نحو: جمعة وجمع.
د- كل جمع تكسير على وزن "فعل"1 "ضمتين" وعينه ولامه من جنس واحد، فإنه يجوز عند بعض القبائل العربية تخفيفه بجعله على وزن:"فعل""بضم أوله؛ وفتح ثانيه"، نحو: جديد وذلول؛ فقياس جمعهما للتكسير: جدد وذلل، ويصح التخفيف، فيقال: جدد وذلل.
4-
فعل "بكسر ففتح" ويطرد في اسم تام2 على وزن: "فعلة""بكسر فسكون"، نحو: كسرة وكسر، بدعة وبدع، فرية وفرى. وقد يجمع فعلة على فعل؛ وهو قياسي، ولكنه قليل نحو حلية وحلى، ولحية ولحى "بضم أولها في التكسير أو بالكسر".
فإن كان المفرد صفة لم يجمع قياسا هذا الجمع؛ نحو: صغرة وكبرة "بمعنى: صغير وكبير" وكذلك إن كان غير تام، نحو: رقة3، وأصلها ورق "بكسر الواو" حذفت فاؤها، ونقلت حركتها إلى الحرف الساكن بعدها، وعوض عنها تاء التأنيث في آخره؛ فلا يقال:"ورق" بجمع المفرد بعد بعد إرجاع الحرف المحذوف، وإبقاء التي هي عوض عنه، فهذا لا يصح؛ لأن فيه جمعا بين العوض والمعوض عنه4
…
1 سبق الكلام عليه في ص642.
2 لم يحذف من أصوله شيء.
3 فضة.
4 في الجمعين: فعل وفعل يقول ابن مالك:
.............................
…
وفعل جمعا لفعلة عرف
ونحو:
كبرى، ولفعلة فعل
…
وقد يجيء جمعه على فعل
5-
فعلة "بضم ففتح" وهو مقيس في كل وصف لمذكر عاقل، على وزن: فاعل، معتل اللام بالياء أو بالواو؛ نحو: رام ورماة، ساع وسعاة، غاز وغزاة، داع ودعاة. وأصل: رماة وسعاة وغزاة ودعاة رمية، وسعية وغزوة، ودعوة. وكلها على وزن:"فعلة" تحرك حرف العلة وانفتح ما قبله، فانقلب حرف العلة ألفا؛ فصار جمع التكسير على الصورة السالفة، ووزنها "فعلة" بالرغم مما دخلها من التغيير.
فلا يجمع على هذا الوزن ما كان اسما، نحو: واد، وعاد "اسم قبيلة"، ولا ما كان وصفا لمؤنث؛ نحو: سارية وعادية، ولا ما كان وصفا لمذكر غير عاقل؛ نحو: ضار في مثل: أسد ضار، أو وصفا وزنه على غير فاعل؛ كجميل، أو صحيح اللام؛ كعالم
…
6-
فعلة "بفتح أوله وثانيه"، وهو مقيس في كل وصف على وزن:"فاعل"، لمذكر، عاقل، صحيح اللام، نحو: كامل وكملة، وكاتب وكتبة، وبار وبررة.
فلا يجمع هذا الجمع ما كان غير وصف؛ نحو: واد وعاد، اسمين
…
ولا ما كان وصفا على غير فاعل، ن نحو: حذر، ولا ما كان وصفا لمؤنث؛ نحو: طالق، وحامل "بمعنى حبلى" ولا ما كان وصفا لغير العاقل؛ نحو: صاهل، ولاحق، وسابق؛ من أوصاف الحصان، ولا ما كان وصفا معتل اللام، نحو: ساع، وداع1
…
فأوصاف المفرد هنا هي أوصافه في الصيغة السابقة إلا أن اللام هنا صحيحة وهناك معتلة.
1 وفي الجمعين: "فعلة، وفعلة" يقول ابن مالك:
في نحو:
رام ذو اطراد فعله
…
وشاع نحو: كامل وكمله
واكتفى بالمثال "رام" فلم يذكر الشروط الخاصة بجمع هذا المفرد على: فعلة؛ لأن الشروط التي سردناها متحققة في المثال. كما استغنى بالمثال: "كامل" الذي قياس جمعه للتكسير "فعلة" عن سرد الشروط؛ لأن المثال جامع لها. والمراد بالشيوع في الشطر الثاني من البيت: الشيوع الذي يفيد الاطراد؛ لأن بعض الأشياء الشائعة لا تكون مطردة عند فريق من قدامى النحاة. وقد ذكرنا في رقم 3 من هامش ص634 ما قرره المجمع اللغوي، وهو: أن الشيوع والاطراد في كلام القدماء بمعنى واحد، وكلاهما يقاس عليه.
7-
فعلى "بفتح فسكون"، وهو مقيس في كل وصف دال على آفة طارئة؛ من موت، أو ألم، أو عيب ونقص، "أي نقص"، ويشمل سبعة أنواع:
أ- المفرد الذي على وزن: "فعيل" بمعنى: مفعول، نحو: صريع، وقتيل، وجريح، والجمع؛ صرعى، وقتلى، وجرحى. وهذه أوصاف دالة على موت، أو توجع.
ب- المفرد الذي على وزن: فعيل؛ بمعنى فاعل؛ نحو: مريض ومرضى1.
ج- المفرد الذي على وزن: فعل؛ كزمن وزمنى، والوصفان السالفان دالان على الألم.
د- المفرد الذي على وزن فاعل، نحو: هالك وهلكى.
هـ- المفرد الذي على وزن: فعيل "بفتح، فسكون، فكسر"، نحو: ميت وموتى.
و المفرد الذي على وزن: أفعل؛ كأحمق وحمقى.
ز- المفرد الذي على وزن فعلان؛ كسكران وسكرى.
وهذان الوصفان الأخيران دالان على نقص وعيب2
…
8-
فعلة "بكسر ففتح" وهو مقيس في كل اسم صحيح اللام، على وزن: فعل "بضم فسكون"، نحو: قرط وقرطة. ودرج ودرجة، وكوز وكوزة، ودب ودببة. ومن القليل المقصور على السماع أن يكون جمعا لفعل "بفتح
1 وقد يجمع "فعيل" هذا على صيغة أخرى إن وافق البيان الآتي في ص649 و652 و653.
2 وفي: فعلى يقول ابن مالك:
فعلى لوصف، كقتيل وزمن
…
وهالك. وميت به قمن
"قمن، أي: حقيق وجدير". يريد: أن: "فعلى" جمع لكل وصف على وزن: "فعيل" و"فعل"، و"فاعل" كالأمثلة السابقة، وما يؤدي معناها في الدلالة على الهلاك أو المرض أو الألم. ثم قال: إن ما كان على وزن: فيعل، مثل: ميت، حقيق بأن يجمع هذا الجمع؛ فيقال فيه: موتى. وأصل: "ميت" ميوت، اجتمعت الواو والياء، وسبقت إحداهما بالسكون؛ قلبت الواو ياء، وأدغمت الياء في الياء.
فسكون" أو: لفعل "بكسر فسكون"، نحو: غرد1 وغردة قرد وقردة2
…
9-
فعل: "بضم أوله، وتشديد ثانيه المفتوح"، وهو مقيس في كل: وصف، صحيح اللام، على وزن: فاعل، أو فاعلة، سواء أكانت عينهما صحيحة أم معتلة؛ نحو: قاعد وقاعدة، ونائم ونائمة، وراكع وراكعة، وساجد وساجدة،
…
والجمع: قعد، ونوم، وركع، وسجد3
…
، ومن النادر الذي لا يقاس عليه أن يكون:"فعل" جمعا لوصف معتل اللام لمذكر على وزن: فاعل، نحو: غزى، وسرى، وعفى، ف جمع: غاز، وسار، وعاف.
10-
فعال "بضم أوله وتشديد ثانيه"، وهو مقيس في كل وصف صحيح اللام لمذكر، على وزن: فاعل، نحو: صائم وصوام، قارئ وقراء، ومن النادر الذي لا يقاس عليه أن يكون جمعا لوصف صحيح اللام على وزن:"فاعلة"، كقول الشاعر:
أبصارهن إلى الشبان مائلة
…
وقد أراهن عني غير صداد
جمع صادة4..................
…
.................................
1 نوع من النبات الصحراوي، المسمى: الكمأة، واختلفوا في ضبط الغين في المفرد؛ فقيل مفتوحة، وقيل مكسورة.
2 وفي "فعلة" يقول ابن مالك:
لفعل اسما صح لاما "فعلة"
…
والوضع -في فعل وفعل- قلله
"الوضع العربي، وهو وضع العرب للألفاظ بصيغها ومعانيها الواردة عنهم قلل أن يكون وزن فعلة جمعا لاسم على وزن: فعل، أو فعل؛ فكلمة: "الوضع مبتدأ، خبره الجملة الفعلة: قلله".
3 ومن الأمثلة لهذين قوله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا} .
4 وفي الجمعين الأخيرين: "فعل وفعال" يقول اين مالك.
وفعل لفاعل، وفاعله
…
وصفين؛ نحو: عاذل وعاذله
ومثله الفعال فيما ذكرا
…
وذان في المعل لاما ندرا
ويفهم من البيت الثاني أن الفعال كالفعال، ولكن بشرط أن يكون المفرد مذكرا، وأن الوزنين نادران في الوصف المعتل اللام؛ نحو: غاز، وغزى، وغزاء.
11-
فعال "بكسر ففتح من غير تشديد"، وهو مقيس في مفردات كثيرة الأوزان، وأشهرها ثلاثة عشر وزنا:
الأول والثاني: "فعل"، و"فعلة""بفتح الأول وسكون الثاني فيهما" اسمين أو وصفين، ليست فاؤهما ولا عينهما ياء. نحو: كعب وكعاب، وقصعة وقصاع، وصعب وصعاب، وخدله1 وخدال.
فإن كان معتل الفاء أو العين بالياء فجمعه على "فعال" نادر، لا يقاس عليه؛ نحو: يعر2 ويعار، وضيف وضياف، وضيعة وضياع3
…
الثالث، والرابع: فعل وفعلة "بفتح أولهما وثانيهما"، بشرط أن يكونا اسمين، لامهما صحيحة، وغير مضعفة، نحو: جبل وجبال، وجمل وجمال، ورقبة ورقاب، وثمرة وثمار
…
فخرج نحو: بطل وبطلة؛ لأنه وصف، ونحو: فتى وعصا؛ لاعتلال لامهما، نحو: طلل، لأن مضعف اللام
…
الخامس، والسادس: فعل "بكسر فسكون" وفعل "بضم فسكون" بشرط أن يكونا اسمين، وأن يكون "فعل" غير واوي العين: كحوت، ولا يائي اللام كمدي4، ومن الأمثلة: ذئب وذئاب، بئر وبئار، رمح ورماح، دهن ودهان5
…
1 سمينة الذراعين والساقين.
2 الجدي يوضع في حفرة عميقة، ليجيء الأسد لافتراسه؛ فيتردى فيها، ويتمكن الصيادون من صيده. أو الإجهاز عليه. ومن أمثال العرب: أذل من يعر، وهو: الجدي..
3 وفي هذا يقول ابن مالك:
"فعل وفعلة"؛ "فعال" لهما
…
وقل فيما عينه "اليا" منهما
ولم يذكر أنه قليل فيما فاؤه "الياء" أيضا.
4 نوع من المكاييل يسمى: القفيز الشامي وهو غير المكيال الذي يسمى: المد.
5 في الأربعة الأخيرة يقول ابن مالك:
و"فعل" أيضا له: "فعال"
…
ما لم يكن في لامه اعتلال
أو يك مضعفا. ومثل: "فعل"
…
ذو التا، و"فعل""مع فعل"؛ فاقبل
أي: اقبل جمع: "فعل وفعل" على "أفعال". ولم يذكر شروط جمعهما وقد ذكرناها.
والمراد بقوله: "ذو التاء" ما كان على وزن" "فعل" وختم بها فصار "فعلة". مع استيفائه الشروط.
السابع، والثامن: فعيل بمعنى فاعل1، ومؤنثه؛ بشرط أن يكونا وصفين، ولامهما صحيحة، نحو: ظريف وظريفة وجمعهما: ظراف. وكريم وكريمة وجمعهما: كرام، وشريف وشريفة وجمعهما: شراف. فخرج نحو: حديد وجريدة؛ لأنهما اسمان، ونحو: غنى وولي؛ لاعتلال لامهما، وكذلك غنية وولية. وكذلك جريح ورجيحة؛ لأنهما وصفان بمعنى مفعول، لا فاعل2
…
وإذا كان "فعيل" هذا ومؤنثه معتلي العين بالواو، صحيحي اللام فإن العرب تكاد تلتزم في جمعهما صيغة:"فعال"؛ نحو: "طول وطويلة، وجمعهما: طوال"، "وقويم3 وقويمة، وجمعهما: قوام"، "وصواب وصويبة4، وجمعهما: صواب
…
".
التاسع، والعاشر والحادي عشر: وصف على وزن: فعلان، أو على مؤنثة: فعلى، وفعلانة "بضم وسكون في الثلاثة"، نحو: غضبان وغضبي، وجمعهما: غضاب، ومثل: ندامان وندمانة، وجمعهما: ندام.
الثاني عشر، والثالث عشر: وصف على وزن: فعلان، أو على مؤنثة: فعلانة "بضم فسكون فيهما"؛ نحو: خصمان5 وخمصانة، وجمعهما: خماص
…
6.
هذا، وجمع:"فعال" من جموع التكسير التي لها مفردات كثيرة غير
1 قد يجمع على صيغة أخرى إن وافق، ما في ص652 و653.
2 وفي: "فعيل" هذا يقول ابن مالك:
وفي: "فعيل" وصف فاعل ورد
…
كذاك في أنثاه أيضا اطرد
3 حسن القامة.
4 صائبة.
5 جائع.
6 يقول ابن مالك في الجموع الخمسة الأخيرة، وفي:"فعيل" معتل العين بالواو، صحيح اللام؛ نحو: طويل -وقد سبق الكلام عليه قبلها مباشرة: ما نصه:
وشاع في وصف على: "فعلانا"
…
أو: "أنثييه"، أو على: "فعلانا
ومثله: "فعلانة". وألزمه في
…
نحو: "طويل، وطويلة" تفي
أي: تفي بالمطلوب، وتحقق القياس. والمراد بالشيوع هنا: الاطراد والكثرة التي يقاس عليها.
قياسية، منها: رجل ورجال، وحدأة وحداء، وخروف وخراف1 وقلوص2 وقلاص
…
12-
فعول "بضم أوله وثانيه" ويطرد في ألفاظ:
منها: الاسم الذي على: "فعل""بفتح فكسر"، نحو: كبد وكبود، نمر، ونمور
…
ومنها الاسم الثلاثي الساكن العين بشرط أن يكون مفتوح الفاء، ليس معتل العين بالواو، نحو: كعب وكعوب، رأس وروس، عين وعيون، فخرج منه، نحو: حوض، فلا يجمع على: فعول
…
ومنها الاسم الثلاثي الساكن العين، مكسور الفاء؛ نحو: علم وعلوم، حلم وحلوم، ضرس وضروس3.
ومنها: الاسم الثلاثي ساكن العين، مضموم الفاء بشرط ألا يكون معتل العين بالواو: كحوت، ولا معتل اللام؛ كمدى وهو نوع من المكاييل، كما سبق4، ولا مضعف اللام؛ كمد -لنوع من المكاييل أيضا- ومن الأمثلة الصحيحة: جند وجنود، برد وبرود.
1 جاء في الهمع في هذا الموضع "ج2 ص177 بعد أن سرد المفردات التي تجمع على: "فعال" قياسا مطردا" ما نصه: "وشذ فعال" فيما عدا ما ذكر؛ كخروف وخراف، و
…
". ا. هـ. وسرد كلمات أخرى. وبذا تكون كلمة: "خراف" مجموعة سماعا وصحيحة الاستعمال.
2 ناقة شابة: أما الجمع: "قلاص" فيقول فيه "التصريح" إنه من الجموع المحفوظة، يريد: الشاذة.
3 وفي جمع: "فعول" بأنواعه المختلفة التي شرحناها يقول ابن مالك:
وبفعول: "فعل"؛ نحو: كبد
…
يخص غالبا. كذاك يطرد:
في "فعل" اسما مطلق "الفا" و"فعل"
…
له وللفعال فعلان حصل
المراد بمطلق "الفا" أن فاءه ليست مقيدة بالفتح، أو بالكسر، أو بالضم، ولم يذكر الشروط والتفصيلات الخاصة بمفتوح الفاء، ومضمومها، وقد سردناها. والجزء الأخير من البيت الثاني خاص بجمع آخر هو، "فعلان" وسيجيء الكلام عليه.
4 في رقم 4 من هامش ص648.
أما: معتل العين بالواو فالغالب جمعه على: فعلان؛ مثل: حوت وحيتان وأما المعتل اللام فالغالب جمعه على: "أفعال"، نحو: مدي وأمداء -بقلب يائه همزة؛ طبقا لقواعد الإعلال -وكذلك مضعف اللام، نحو: مد وأمداد.
ومنها: اسم ثلاثي على وزن: "فعل""بفتح أوله وثانيه" الخالي من حروف العلة. وهذا النوع مختلف في اطراده؛ فقيل: يجمع قياسا على: "فعول" وهذا حسن، وقيل سماعا فقط، نحو: أسد وأسود، وشجن وشجون. والذين يقولون بقياسيته يشترطون ألا يكون وصفا ولا مضاعفا. فلا يجمعون كلمة: نصف1 ولا لبب2 على: نصوف، ولبوب.
13-
فعلان "بكسر فسكون" وهو مقيس في ألفاظ، منها: اسم على وزن: "فعال""بضم ففتح": نحو؛ غلام وغلمان، وغراب وغربان.
ومنها: اسم على: "فعل""بضم ففتح"؛ نحو: جرذ وجرذان، صرد3 وصردان.
ومنها: اسم على: "فعل""بضم فسكون" معتل العين بالواو؛ نحو: حوت وحيتان، كوز وكيزان، عود وعهيدان
…
ومنها: اسم على "فعل""بفتح ففتح"؛ والأغلب أن تكون عينه في الأصل معتلة؛ نحو: تاج وتيجان، ونار ونيرات، وقاع وقيعان، وخال وخيلان4، والأصل: توج، ونور، وخيل5
…
"تحرك حرف العلة في المفرد، وانفتح ما قبله، فانقلب ألفا".
1 المزأة المتوسطة السن.
2 موضع القلادة من العنق.
3 طائر ضخم الرأس يصطاد العصافير. وقد سبقت الإشارة لهذا الجمع في ص637.
4 النقط المخالفة لبقية لون البدن.
5 وفي "فعلان" يقول ابن مالك:
..............................
…
... وللفعال: فعلان حصل
وشاع في حوت وقاع مع ما
…
ضاهاهما. وقل في غيرهما
14-
فعلان "بضم فسكون" ويطرد في اسم على وزن: فعل "بفتح فسكون"، نحو: ظهر وظهران، وبطن وبطنان، وفي اسم صحيح العين على وزن: فعل "بفتح ففتح"، نحو: حمل وحملان، بلد وبلدان. وفي اسم على: فعيل؛ نحو: رغيف ورغفان، وكثيب وكثبان1
…
15-
فعلاء "بضم ففتح" ويطرد في أشياء منها:
"فعيل" بمعنى: فاعل، وصفا لمذكر عاقل2؛ أو بمعنى: مفعل "بضم فسكون: فكسر" أو بمعنى: مفاعل "بضم ففتح، ثم كسر العين" بشرط أن تكون صيغة "فعيل" في الثلاثة غير مضعفة، ولا معتلة اللام. ومن الأمثلة:"كريم وكرماء، وبخيل وبخلاء، وظريف وظرفاء" وكذا: "سميع؛ بمعنى: مسمع، وجمعه: سمعاء، وأليم بمعنى: مؤلم، وجمعه ألماء. وخصيب بمعنى: مخصب وجمعه: خصباء"، وكذا: "خليط بمعنى: مخالط وجليس؛ بمعنى: مجالس، وقريع بمعنى: مقارع
…
وجموعها: خلطاء، جلساء، قرعاء".
ومنها: فاعل"، وصفا دالا على غريزة، وسجية، وأمر فطري غير مكتسب -غالبا- نحو: عاقل وعقلاء، نابه ونبهاء، شاعر وشعراء3. أودلا
1 وفي هذه الأسماء الثلاثة التي تجمع قياسا على: فعلان، يقول ابن مالك:
و"فعلا" اسما، و"فعيلا" و"فعل"
…
غير معل العين: فعلان شمل
"فعلا: مفعول به مقدم للفعل: شمل في آخر البيت". يريد: أن الجمع: "فعلان" يشمل من المفردات أنواعا منها: فعل، وفعل، وفعل
…
2 وقد يجمع على صيغة أخرى إن وافق ما في ص649 و653.
3 وفي فعلاء وأفعلاء يقول ابن مالك:
ولكريم وبخيل فعلا
…
كذا لما ضاهاهما قد جعلا
وناب عنه "أفعلاء"؛ في المعل
…
لاما، ومضعف. وغير ذاك قل
وقد قيل: إن "أفعلا" هذا نائب عن "فعلاء" لعلل مصنوعة دفعها المحققون. ولا داعي للتسمية ولا للتعليل؛ لأن العلة الحقيقية هي استعمال العرب هذا الوزن جمعا لفعيل بمعنى فاعل إذا كان مضعفا أو معتل اللام. كقوله: "لا عظمة ولا سلطان إلا للأعزاء الأقوياء، وليس بعزيز ولا قوي من لم يتحصن بالفضيلة، ويتسلح بمكارم الأخلاق".
على ما يشبه الغريزة والسجية في الدوام وطول البقاء؛ نحو: صالح وصلحاء.
16-
أفعلاء "بفتح، فسكون، فكسر، ففتح
…
" وهو مقيس في كل وصف على وزن: "فعيل" "بفتح فكسر" بمعنى: فاعل1. بشرط أن يكون مضعفا أو معتل اللام، نحو: "عزيز وأعزاء، وشديد وأشداء2، وقوى وأقواء، وولى وأولياء
…
ومن القليل الذي لا يقاس عليه: صديق وأصدقاء؛ لأنه ليس مضعفا، ولا معتل اللام. وكذلك ظنين "أي: متهم"، وأظناء؛ لأنه بمعنى مفعول، لا فاعل.
17-
فواعل: وهو مقيس في أشياء أشهرها سبعة؛ هي:
أ- فاعلة: سواء أكان اسما أم صفة، وقد اجتمعا في قوله تعالى:{لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ، نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ} . فالناصية: اسم، وكاذبة وخاطئة: وصفان3. والجمع: نواص، كواذب، وخواطئ.
ب- اسم على: "فوعل" أو: "فوعلة "بفتح، فسكون، ففتح، فيهما"، نحو: جوهر، وكوثر، وصومعة، وزبعة، وجمعها: جواهر، وكواثر، وصوامع، وزوابع.
ج- فاعل "بفتح العين" اسما؛ كخاتم، وقالب، وطابع "بفتح العين في الثلاثة. طبقات لإحدى اللغتين"4 وجمعها: خواتم، وقوالب، وطوابع.
د- فاعلاء "بكسر العين وفتح اللام"، واسما، نحو: قاطعاء، وراهطاء ونافقاء، والأسماء الثلاثة لجحر اليربوع5.
1 وقد يجمع على صيغة أخرى إن طابق ما في ص649 و652.
2 ومن هذا قوله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} وقد سبقت الآية في رقم 3 من هامش ص647 لمنافسة أخرى هناك.
3 ومثلهما: "العوادي" جمع: "عادية" كقول الشاعر:
همم الرجال إذا مضت لم يثنها
…
خدع الثناء، ولا عواد الذام
4 والثانية: الكسر.
5 حيوان كالفأر، ولكنه أكبر منه قليلا.
هـ- فاعل "بكسر العين" اسما، نحو: جائز1 وكاهل2، وجمعهما: جوائز وكواهل.
و فاعل "بكسر العين" وصفا خاصا بالمؤنث العاقل، ولا تدخله تاء التأنيث -غالبا-3 نحو؛ طالق وطوالق.
ز- فاعل "بكسر العين" وصفا لمذكر غير عاقل4؛ نحو: صاهل وشاهق "للمكان المرتفع" والجمع: صواهل وشواهق.
ومن كلامهم السالف يتبين أن صيغة: "فاعل""بكسر العين" إذا كانت وصفا لمذكر عامل فإنها لا تجمع على "فواعل" وقد حكم أكثر النحاة بالشذوذ على ما خالف هذا من مثل: شاهد وشواهد، وفارس وفوارس، وناكس ونواكس في قول الفرزدق:
وإذا الرجال رأوا يزيد رأيتهم
…
خضع الرقاب، نواكس الأبصار
وتأول غير الأمثلة السالفة ونظائرهما -مع كثرتها- تأويلا غير مقبول، "كأين يقول: إن مفرد هذا الجمع ليس: "فاعلا"، وإنما هو:"فاعلة" والأثل: طوائف فوارس، وطوائف نواكس
…
فالجمع عنده صفة لموصوف محذوف، مفرده: فاعلة؛ فيكون جمعها قياسا: على: "فواعل". وتأويلات أخرى يحاولون بها إخضاعا للقياس. وفي كل هذه التأويل تكلف وتصنع معيبان".
والحق أن صيغة "فاعل" تجمع قياسا على "فواعل" سواء أكانت صيغة
1 الخشبة فوق حائطين. والخشبة التي تحمل خشب السقف
…
2 اسم للمكان الذي تتلاقى فيه الكتفان.
3 انظر هامش ص594 لتكملة المسألة.
4 وفي: "فواعل" يقول ابن مالك:
فواعل: لفوعل، وفاعل
…
وفاعلاء مع نحو: كاهل
وحائض، وصاهل. وفاعله
…
وشذ في الفارس مع ماثله
يشير "بكاهل" إلى الاسم الذي على وزن: فاعل "بكسر العين" و"بحائض" إلى الوصف الذي على وزن: فاعل "بكسر العين"، خاصا بالأنثى. و"بصاهل": إلى فاعل "بكسر العين" وصفا لما لا يعقل
…
"فاعل" صفة للمذكر العاقل أم غير العاقل؛ لكن مراعاة الشرط1 أفضل لأنه الأكثر، أما من لا يراعيه فلا يحكم عليه بالتخطئة، وإنما يحكم عليه بترك الأفضل إلى ما هو مباح، وإن كان دونه في القوة2
…
18-
فعائل وهو مقيس في كل رباعي -اسم أو صفة- مؤنث تأنيثا لفظيا أو معنويا، ثالثة مدة، ألفا كانت، أو واوا، أو ياء. فيشمل عشرة أوزان؛ خمسة مختومة بالتاء3، وخمس مجردة منها.
فالتي بالتاء منها: "فعالة""مضمومة الفاء، أو مفتوحها، أو مكسورة"؛ نحو: ذؤابة وذوائب، وسحابة وسحائب، ورسالة ورسائل.
ومنها: فعولة "بفتح الفاء"، نحو: حمولة وحمائل.
1 وهو أن تكون الصيغة وصفا لمذكر غير عاقل.
2 أما سبب الإباحة وعدم التقيد بالشرط "الذي يقضي بألا تجمع صيغة "فاعل" على "فواعل" إذا كانت وصفا لمذكر عاقل"؛ فهو ما تيسر لبعض الباحثين المعاصرين من اهتدائه في الكلام الفصيح الذي يحتج بصحته، إلى جموع كثيرة جاوزت الثلاثين، وكل واحد منها وصف لمذكر عاقل مراجع في ونصوص يحتج بها. ومن هذه الجموع: سابق وسوابق، هالك وهوالك، سابح وسوابح، حاسر وحواسر، قارئ وقوارئ، كاهن وكواهن، عاجز وعواجز، غائب وغوائب، رافد وروافد، حاج وحواج
…
وقبل اليوم وقف صاحب خزانة الأدب "في الجزء الأول، ص190 طبعة المطبعة السلفية" عند كلامه على بيت الفرزدق السابق وما تضمنه من جمع التكسير: "نواكس" فعرض أمثلة من هذا الجمع، جاوزت العشرة ثم وصلت بعده إلى ما ذكرناه أو يزيد، وفي المصباح المنير "مادة: فرس" بعض منها، وبعض يغايرها؛ مثل: صاحب وصواحب، وناكص ونواكص
…
و
…
وأقوى مما سبق وأصرح ما جاء في كتاب "تاج العروس، شرح القاموس" ج1 مادة: قرآن: عند الكلام على: "قوارئ" ونصه: "قوارئ" كدنانير وفي نسختنا: "قوارئ" كفواعل، وجعله شيخنا من التحريف. قلت: إذا كان جمع: "قارئ" فلا مخالفة للسماع ولا للقياس؛ فإن فاعلا يجمع على فواعل
…
". ا. هـ. وهذا نص قاطع آخر. فلا داعي اليوم للتمسك بالشرط السالف. إلا على أنه الأفضل، لا على سبيل أنه -وحده- الصحيح.
3 ويلحق بها المختوم بألف التأنيث -وستجيء- ويشترط بعض النحاة في المختوم بالتاء مما ليس على وزن "فعيلة" أن يكون اسما، لا صفة أما "فعيلة" فتجمع عنده مطلقا؛ سواء أكانت وصفا، أم غير وصف
…
وهو بشرطه السالف يخالف غيره ممن لم يشترطه، والأحسن إهمال شرطه.
هذا، وإذا كانت "فعيلة" بمعنى "مفعولة" لم تجمع على:"فعائل" -كما سيجيء.
ومنها: فعيلة1 "بفتح فكسر"؛ نحو: صحيفة وصحائف. ويشترط ألا تكون صفة بمعنى "مفعولة"؛ كجريحة، بمعنى: مجروحة؛ فلا يقال: جرائح.
والمجردة من التاء "ويشترط فيها أن تكون لمؤنث معنوي" هي:
فعال: بكسر أوله وفتح ثانيه"، نحو: شمال2 وشمائل وفعال "بضم أوله، وفتح ثانيه"، نحو: عقاب3 وعقائب، وفعول "بفتح فضم"، نحو: عجوز4 وعجائز. وفعيل "بفتح فكسر"، نحو: لطيف "اسم امرأة" ولطائف. وفعال "بفتح ففتح"، نحو: شمال5 وشمائل.
ومن المؤنث: النوع المختوم بألف التأنيث المقصورة؛ مثل: حبارى3 وحبائر. والممدودة، نحو: جلولاء6 وجلائل7....
19-
فعال
…
"بفتح أوله ثانيه، وكسر ما قبل آخره"، ويطرد في أوزان؛ أشهرها سبعة.
أولها: فعلاة "بفتح فسكون"، نحو: موماة8 وموام.
ثانيها: فعلاة "بكسر فسكون"؛ نحو: سعلاة9 وسعال.
ثالثها: فعلية "بكسر فسكون فكسر ففتح
…
"، نحو: هبرية10 وهبار.
1 قد يلحق هذه الصيغة في بعض الصور عند جمعها على "فعائل"، أنواع من الإعلال والإبدال، مفصلة في ص767 وما بعدها؛ كالذي يقال في بريئة وبرايا، وخطيئة وخطايا
…
و
…
2 لليد اليسرى.
3 و3 اسم طائر.
4 للمرأة -غالبا- إذا كانت عجوزا، وقد يقال للرجل أيضا.
5 اسم ربح.
6 اسم بلد في فارس.
7 وفي فعائل يقول ابن مالك:
و"بفعائل" اجمعن: "فعاله"
…
وشبهه؛ ذا تاء، أو مزاله
"أي: ذا تاء ثابتة أو مزالة، فمزالة معطوفة على محذوف. ومعنى مزالة: أنها أزيلت وأبعدت، والمراد: أنها غير موجودة، والمراد يشبه: "فعالة": صيغتان؛ هم: "فعيل وفعول" "بفتح أولهما" مشتملتين على التاء أو مجردتين منها؛ كظريفة وظرائف، ولطيف "اسم امرأة" ولطائف. وحلوبة وحلائب.
8 صحراء واسعة.
9 وهي -في زعمهم- الغول، أو ساحرة من الجن.
10 القشر الذي في شعر الرأس. أو ذرات القطن والدقيق المتطاير
…
رابعها: فعلوة "بفتح، فسكون، فضم، ففتح"، نحو: عرقوة1 وعراق.
خامسها: ما كان ذا زيادتين بينهما حرف أصلي، ويحذف أول الزيادتين عند بعض العرب، نحو: حبنطى2 وحباط، وقلنسوة وقلاس، بحذف النون فيهما. بخلاف من يحذف ثاني الزائدتين فإنه يجمعهما على: حبانط وقلانس بحذف الألف الأخيرى "الياء"3 والواو.
سادسها: فعلاء: "بفتح فسكون ففتح" اسما؛ كصحراء وصحار، أو وصفا لأنثى، لا مذكر له؛ نحو: عذراء4، وعذار5
…
سابعها: ما يحتوي على ألف مقصورة للتأنيث، أو: للإلحاق، كحبلى وحبال، وذفرى6 وذفار.
وما كان "كفعلاء" السابقة أو مختوما بألف التأنيث المقصورة أو بالألف الإلحاق يجوز جمعه على: "فعال" كما يتبين من الصيغة التالية.
20-
فعلى: "بفتح أوله وثانيه ورابعه"، وهو مقيس فيما سبقت الإشارة في الوزنين السادس والسابع، أي: في "فعلاء"، إما اسما؛ كصحراء؛ وإما وصفا لمؤنث لا مذكر له؛ كعذراء5 وإما مختوما بألف التأنيث المقصورة كحبلى. أو بألف الإلحاق كذفرى6؛ فيقال في الجمع: صحارى، وعذارى، وحبالى، وذفارى، كما يصح: صحار، وعذار، وحبال وذفار على أساس ما تقدم "في: 19 سادسها"، فهذه المفردات، ونظائرها، مشتركى عند جمعها بين صيغتي فعالي
…
وفعالى
…
بكسر اللام أو فتحها.
وتنفرد صيغة: "فعالي"
…
"بكسر اللام" فالخمسة التي ذكرت قبل
1 الخشبة المعترضة على رأس الدلو
2 الكبير البطن.
3 سيجيء في ص666 بيان حذف وسببه.
4 وهي: البكر.
5 يخالف الأشموني غيره في صيغة "فعلاء" التي هي صفة لأنثى؛ كعذراء، فيرى أن جمعها على الفعالى والفعالى -بكسر اللام وفتحها- غير قياسي وأنه مقصور على السماع؛ طبقا لما جاء في التسهيل، دون ما في الألفية، وابن عيل سواهما "انظر ما سبق متصلا بهذا في ص209 و212 عند الكلام على صيغة منتهى الجموع في الممنوع من الصرف".
6 و6 موضع خلف أذن البعير يرشح منه العرق.
صيغة: فعلاء؛ كما تنفرد "فعال""بفتح اللام" بوصف على وزن: "فعلان" أو"فعلى""بفتح فسكون فيهما"، نحو: كسلان، وسكران وغضبان، وجمعها: كسالى، وسكارى، وغضابى؛ بفتح ما قبل الآخر ولا يصح كسره. والأحسن في صيغة هذا الوصف ضم أوله عند جمعه، فيقال: كسألى، وغضابى، وسكارى.
"وملاحظة": عرفنا أن وزن "فعلاء" اسما أو صفة يجمع1 على: الفعالي والفعالى "بكسر اللام أو فتحها". فنقول في الصحراء والعذراء: الصحاري والصحارى، والعذاري، والعذارى
…
ويجوز شيء ثالث؛ هو: جمعهما على: الفعالي "بكسر اللام وتشديد الياء"2. ذلك أن وزنهما الصرفي هو: "فعلاء". فالألف التي قبل الهمزة تقلب عند الجمع ياء، بسبب كسر ما قبلها، وتقلب الهمزة أيضا ياء، وتدغم في الياء السابقة؛ فتصير الكلمة بعد الجمع، صحاري وعذاري
…
ومن الممكن التخفيف بحذف إحدى الياءين، فإن حذفت الثانية التي تحركت بالفتحة بعد إدغامها صار الجمع: صحاري وعذاري، بإسكان الياء مع كسر ما قبلها؛ ثم حذفها للسبب الذي من أجله تحذف في المنقوص3. وإن حذفت الأولى الساكنة فتح الحرف الذي قبلها لتنقلب الياء الثانية ألفا، وتبقى من غير حذف، فقال: صحارى وعذارى3
…
21-
فعالى: "بفتح، ففتح مع مد، فكسر، فياء مشددة" ويطرد في:
أ- كل ثلاثي ساكن العين، في آخره ياء مشددة تلي الأحرف الثلاثة سواء أكانت هذه الياء في أصلها لغير النسب؛ نحو: قمري4 وكركي5
1 مع الخلاف في هذا.
2 وسيجيء الكلام عليه بعد هذا مباشرة.
3، 3 انظر السبب والحكم في ص653 -وفي الفعالي والفعالي "بكسر اللام وفتحها" يقول ابن مالك من غير إيضاح ولا تفصيل:
وبالفعالي والفعالى جمعا
…
صحراء. والعذراء. والقيس اتبعا
أي: اتبع القياس على هذين المثالين. يريد: قس عليهما نظائرهما
…
4 طائر مفرد.
5 أحد الطيور المائية.
وكرسي، وبردي1 أم كانت في أصلها مزيدة لغرض النسب، ثم أهمل هذا الغرض؛ وصار متروكا غير ملحوظ، مثل: مهري، فأصله: الجمل المنسوب إلى قبيلة: "مهرة" اليمنية التي اشترهت قديما بإبلها النجيبة القوية، ثم كثر استعماله حتى نسي النسب، وأهمل، وصار، "المهري" اسما للنجيب من الإبل مطلقا بغير نظر إلى أصله ولا تفكير فيه. ومثله: بختي، فأصله الجمل المنسوب إلى "بخت" وهو إبل خراسانية اشتهرت بوقتها وحسنها. ثم شاع استعمال "البختي" في كل "جمل" قوي جميل من غير نظر لنشأته، ولا تكفير في نسبته. فمثل الأشياء السابقة تجمع قياسا على:"فعالي"، فيقال فيها: قماري، كراكي، كراسي، برادي، مهاري، بخاتي،
…
وهكذا.
ويفهم مما سبق أن المختوم بياء النسب المتجدد2، "كمصري، وتركي، وبصري
…
" لا يجمع هذا الجمع. ومن ثم قالوا في أناسي: إنه جمع: إنسان، لا: إنسي؛ لأن الياء في: "إنستي" للنسب الباقي على حاله3، وكذلك لا يجمع على هذا الوزن مثل: عربي، وعجمي"
…
لتحرك عينهما
…
ب- ووزن فعالي مقيس أيضا -على الصحيح- في وزن: "فعلاء" على الوجه الذي سبق شرحه وإبانته في الصغيتين السالفتين "19، 20"..4.
1 نبات مائي كان قدماء المصريين يكتبون عليه ما يريدون، كما نكتب اليوم على الوراق.
2 يتردد هنا على ألسنة النحاة: "النسب المتجدد"
…
يريدون به: النسب الباقي على حاله لأداء الغرض منه -وهو مذكور في بابه ص714، لا النسب الذي أهمل أصله، وترك الغرض منه. وعلامة ياء النسب المتجدد أن يدل اللفظ بعد حذفها على معنى معين معروف؛ وهو المنسوب إليه. وأما غير الدالة عليه فيختل اللفظ بسقوطها ويصير خالي المعنى. "راجع حاشية الخضري".
3 ويؤيد هذا أن العرب تقول فيه أيضا: "أناسين" فنطقوا به على الأصل كما نطقوا بالصورة الأخرى التي أبدلوا فيها النون ياء، وأدغموا الياء في الياء، كطريقهم في بعض الكلمات؛ ومنها: ظربان -لدابة صغيرة تشبه الكلب أو القط، كريمة الرائحة- فقالوا: ظرابين وظرابي، على أن الخلاف شديد في مفرد: أناسي وأشباهها.
4 وفي صيغة؛ فعالى يقول ابن مالك:
واجعل: "فعالي" لغير ذي نسب
…
جدد، كالكرسي؛ تتبع العرب
المراد بالنسب الذي جدد -كما سبق في رقم 2- هو النسب القائم وقت جمع الكلمة، الباقي لأداء الغرض منه. فمثله يمنع جمع الكلمة على:"فعالي" أما النسب غير المجدد وهو النسب القديم في أصله، المهمل في حاضره عند جمع الكلمة، فإنه لا يمنع جمعها. فإن لم تكن الياء للنسب مطلقا فلا شبهة تمنع جمعه على هذا الوزن.
22-
فعالل "بفتح أوله، وثانيه، وكسر رابعه"، ويطرد في أنواع، أهما أربعة، مفرد كل نوع منها أربعة أحرف أصلية أو خمسة كذلك.
الأول: الرباعي المجرد -أي: الذي كل حروفه أصلي- سواء أكان مفتوح الأول والثالث أم مضمومها، أم مكسورهما، أم غير ذلك؛ نحو: جعفر، وجعافر، برثن وبراثن1، زبرج2 وزبارج، سبطر3 وسباطر، جخدب4 وجخادب.
الثاني: الخماسي المجرد؛ نحو: سفرجل وجحمرش5، وجمعهما: سفارج وجحامر؛ بحذف الحرف الخامس من أصولهما. ولهذا الحذف ضابط تجب مراعاته، وهو:
أ- أن الحرف الخامس الشبيه6 بالزائد واجب الحذف مطلقا؛ نحو: جحمرش5 وجحامر؛ سواء أكان الرابع شبيها6 بالزائد أم غير شبيه؛ نحو: قذعمل7 وقذاعم، وسفرجل وسفارج.
1 مخالب الحيوان المتوحش. وتشبه أصابع اليد مع الأظفار.
2 من معانيه: الذهب، والسحاب الرقيق الذي يخالط لونه حمرة، والزهر
…
3 من معانيه: الطويل، والشهم، واللسان الحاد.
4 الأسد.
5، 5 المرأة العجوز، أو: الوقحة.
6، 6 حروف الزيادة عشرة، مجموعة في قولهم:"أمان وتسهيل" أو: في "سألتمونيها". ولكل واحد من العشرة أمارات ومواضع لزيادته، ولا يكون زائدا بغيرها، وله معان يؤديها. ومن الممكن الاستغناء عن الحرف الزائد، مع تأدية الكلمة معنى بعد حذفه "كل ذلك يجري طبقا للتفصيل المدون في الباب الخاص بذلك، وهو باب: "التصريف" ص474 و753".
أما الحرف الشبيه بالزائد فهو:
أ- الذي يكون لفظه لفظ الزائد، ولكنه ليس زائد، لعدم انطباق صفة الزائد وموضعه عليه.
ب- أو يكون لفظه مخالفا للزائد، ولكن موضعه في الحلق واللسان هو، وضع الزائد.
فمثال النوع الأول حرف النون من: خدرنق "بمعنى: عنكبوت" وخورنق "ومن معانيه: موضع الأكل، واسم قصر للنعمان بن المنذر" فهذه النون شبيهة بالحرف الزائد في مادتها، ولكنها ليست بزائدة؛ إذ يغلب على الزائدة أن تكون في آخر الكلمة، كغضبان وندمان، أو في الوسط مع السكون كغضنفر. ومثال النوع الثاني: حرف "الدال" في مثل: "فرزدق"؛ فإنها ليست من حروف الزيادة. ولكن موضع نطقها في الفم واللسان هو: طرف اللسان، كموضع "التاء" الزائدة؛ فأشبهها من هذه الناحية، فكلاهما من طرف اللسان.
7 الجمل الضخم.
ب- وكذلك إن لم يكن أحدهما شبيها بالزائد.
ج- فإن كان الرابع وحده "أي: دون الخامس" هو الشبيه بالزائد جاز حذفه أو حذف الخامس، لكن حذف الخامس هو الأفصح والأعلى1؛ كالدال في فرزدق، والنون في خدرنق أو خورنق؛ فيقال في الجمع: فرازق وفرازد، وخدارق وخدارن، وخوارق وخوارن، وهكذا2
…
الثالث: الرباعي المزيد، وهو ما كانت حروفه الأصلية أربعة، ثم زيد عليها بعض حروف الزيادة، نحو: مدحرج، ومتدحرج، فيحذف عند الجمع ما كان زائدا في مفرده؛ ولا يحذف غيره؛ فيقال: دحارج، بحذف الميم في الكلمة الأولى، والميم والتاء في الثانية، ولا يبقى في الجمع إلا الحروف الأصلية، كل هذا بشرط ألا يكون الحرف الزائد رابعا ولينا3، قبل الحرف الأخير الأصيل.
1 لأن الأكثر في الكلام المأثور هو الحذف من الآخر؛ إذ الأواخر محل الحذف والتغيير.
2 مزج ابن مالك الكلام على صيغة "فعالل" والكلام على: "شبهه"، الذي سيجيء ذكره في الصيغة التالية مباشرة -وهي رقم 23 ص612- قال:
وبفعالل وشبهه انطقا
…
في جمع ما فوق الثلاثة ارتقى
من غير ما مضى. ومن خماسي
…
جرد الآخرانف بالقياس
"ارتقى، أي: زاد. من غير ما مضى: بشرط أن يكون ما زاد على الثلاثة مفردا من غير المفردات التي سبق الكلام عليها، وعلى جموعها القياسية". فإن ما سبق من تلك المفردات التي لها جموع مطردة ذكرناها، لا يصح أن تجمع على:"فعالل" وشبهه.
ثم وضح في آخر البيت الثاني: أن آخر الخماسي المجرد يحذف عند جمعه للتكسير. وتقدير كلامه: وانف بالقياس الآخر من خماسي جرد. أي: احذف الآخر من خماسي جرد من الزياة، وخلا منها. وهذا الحذف بسبب القياس. فكلمة:"الآخر"، مفعول به للفعل:"انف" والجار والمجرور: "بالقياس" متعلق بهذا الفعل، وكذا الجار والمجرور: من خماسي.
ثم بين أن الخماسي المجرد إن كان رابعه شبيها بالمزيد -دون خامسه الأصلي- فقد يحذف الرابع دون الخامس الذي تتم به أصول الكلمة. ويفهم من هذا أنه يجوز أيضا حذف الخامس. قال:
والرابع الشبيه بالمزيد قد
…
يحذف دون ما به تم العدد
3 سبق في رقم 2 من هامش ص58 أن أحرف العلة ثلاثة؛ الألف، والواو، والياء:
أ- فإن كانت ساكنة وقبلها حركة تناسبها سميت أحرف علة، ولين؛ ومد، نحو: عالم، طوم، عليم.
ب- إن سكنت وقبلها حركة لا تناسبها، سميت أحرف علة، ولين، نحو: عون، وعين.
ج- إن تحركت سميت أحرف علة، فقط؛ نحو: سهو، جرى. وعلى هذا تكون الألف دائما حرف علة، ولين. ومد.
د- المراد باللين الذي يبقى في الجمع هنا عام؛ يشمل ما قبله حركة تناسبه، أو لا تناسبه؛ كما في الأمثلة.
فإن كان الرابع الزائد اللين: "ياء" بقي، ولم يحذف عند الجمع، ويجمع ما هو فيه على:"فعاليل" في الأغلب؛ نحو: قنديل وقناديل، وغرنييق وغرانيق
…
وإن كان ألفا أو واوا قلب عند الجمع ياء ثابتة، ويجمع ما هو فيه على:"فعاليل" كذلك في الأغلب؛ نحو: عصفور وعصافير، وسرداح1 وسراديح وفردوس وفراديس2
…
فإن كان حرف العلة متحركات وجب حذفه عند الجمع؛ نحو: كنهور3، وهبيخ4؛ فيقال في جمعهما: كناهر وهبايخ؛ لأن حرف العلة حينئذ ليس حرف لي، ومثلهما: مصور ومصاور؛ فيحذف حرف العلة المدغم فيه لتحركه؛ فليس حرف لين.
فإن كان حرف العلة غير رابع حذف، نحو: فدوكس5 وخيسفوج6 وجمعهما: فداكس وخسافج.
الرابع: الخماسي المزيد، -أي: ما كانت حروفه الأصلية خمسة، ثم زيد عليها بعض أحرف الزيادة- نحو: فرطبوس7،
1 المكان اللين، والناقة السمينة.
2 وفي الرباعي المزيد يقول ابن مالك:
وزائد العادي الرابعي احذفه. ما
…
لم يك لينا إثره الذ ختما
"الذ= الذي. إثره= بعده".
والعادي: اسم فاعل من الفعل: عدا، بمعنى: جاوز. أي: احذف زائد الاسم المجاوز الرباعي. فالرباعي: مفعول به لاسم الفاعل؛ العادي، ويصح أن يكون مضافا إليه، والمراد بزائد الرباعي هنا. ما كان على خمسة أحرف؛ أربعة منها أصلية، وواحد زائد. ويقول: إن هذا الزائد يحذف إلا إن كان حرف لين وبعده الحرف الذي يكون ختام الاسم. فيفهم من هذا أن حرف اللين الزائد هو: "الرابع" لوقوع الذي يختم الاسم بعده، وهو الخامس.
3 السحاب المتراكم، والرجل الضخم.
4 الغلام السمين.
5 أسد.
6 من معانيه: حب القطن.
7 أو: قطربوس، الناقة السريعة، أو القوية.
وخندريس1، وقبعثرى2؛ فيحذف عند جمعها شيئان، هما: الخامس الأصلي، وما كان زائدا في المفرد؛ فيقال: قراطب، وخنادر، وقباعث، بحذف الواو والسين من الكلمة الأولى، والياء والسين من الثانية. "والسين فيهما هي الحرف الخامس الأصلي الذي يجب حذفه مع الزائد، كما سبق" وبحذف الراء والألف الأخيرة "المكتوبة ياء" من الكلمة الثالثة.
هذا، وجمع التكسير حين يكون على وزن:"فعالل" السالف، أو:"ما يشبهه"3 يصح في جميع صوره وحالاته -ولو لم يحذف من حروف مفرده شيء بسبب الجمع- زيادة ياء قبل آخره إن لم تكن موجودة، وحذفها إن كانت موجودة4؛ فيقال في الأمثلة السالفة ونظائرها: جعافر، وجعافير، وبراثن وبراثين كما يقال: جحامر وجحامير، وفرازق وفرازيق، وخدارق وخداريق، وكناهر وكناهير5. ويستثنى من هذا الحكم أمران.
الأول: ما كان مختوما بياء مشددة مثل كرسي وكراسي. فلا تزاد عليه الياء؛ لئلا يجتمع في آخر الكلمة الواحدة ثلاثة أحرف من نوع واحد، وهذا مردود6. ولا تصح أن تحذف منه الياء المشددة.
والثاني: ما كان حذف الياء من آخره مؤديا إلى اجتماع مثين متجاورين
1 خمر.
2 الجمل الضخم، واسم بعض الدواب والناس.
3 وقد يعبرون عنهما أحيانا بالجمع المماثل في صيغته لصيغتي: "مفاعل ومفاعيل" والمراد بها يشبهه: الوزن الثالث والعشرون الآتي "في ص664" ويجب التنبه إلى أن الحكم الآتي خاص بجمع التكسير الذي على وزن: "فعالل وشبهه" -دون غيرهما- سواء أحذف منه شيء بسبب التكسير أم لم يحذف. بخلاف الحكم الذي يليه "تحت عنوان: "ملاحظة" فإن خاص بالتكسير الخالي من الياء الذي حذف بعض أحرفه؛ سواء أكان على وزن: "فعالل وشبهه" أم كان على وزن غيرهما.
4 وقد اجتمع الأمران "زيادة الياء وعدم زيادتها" في بيت لأبي تمام يمدح قومه، هو:
نجوم طواليع، جبال فوارع
…
غيوث هواميع، سيول دوافع
انظر تفصيل البيان في "ب" ص671 ثم رقم 3 من هامش ص670.
5 انظر ما يتصل بهذا في رقم 3 من هامش ص670 وأيضا لهذا الحكم في ص671 إشارة، ويليها تقييد -كالذي هنا- بألا يؤدي حذف الياء إلى اجتماع مثلين؛ كما في جمع جلباب على جلابيب وتقييد آخر في هامشها.
6 كما فصلناه في رقم 3 من ص615 وهامشها.
بغير إدغام، نحو: جلابيب -جمع جلباب- فلا يقال: "جلابب" بحذف الياءن لأن الإدغام هنا واجب، ولو أدغمنا لم يعرف الأصلي ولا المعنى -كما يجيء1.
"ملاحظة": في كل حالات جمع التكسير -ما كان منه على وزن: "فعالل" أو على وزن شبهه الآتي: أو على وزن غيرهما- إذا حذف منه بسبب الجمع بعض أحرف أصلية أو زائدة وكان خاليا من "ياء"، يجوز زيادة ياء قبل آخره؛ لتكون بمنزلة العوض2 عما حذف؛ فيصح في الأمثلة السالفة ونظائرها مما فيه حذف بسبب التكسير؛ دحارج ودحاريج، وخنادر، وخنادير، وكناهر وكناهير، وقباعث وقباعيث3.
وإذا كان "فعالل وشبهه" منقوصا فله حكم خاص يجيء4.
23-
شبه فعالل "بفتح أوله وثانيه، وكسر رابعه"، والمراد به: ما يماثل: "فعالل" في عدد الحروف، وفي ضبطها بالسكون، أو بالحركة، ولو كانت الحركة مختلفة في نوعها بين الاثنين مؤدية إلى الاختلاف في الوزن الصرفي؛ فيشمل صيغا كثيرة.
منها: مفاعل: كمنابر، وفياعل، كصيارف، وفواعل كجواهر، وفعاعل كسلالم، وفعالي ككراسي5
…
فليست هذه الأمثلة وصيغها على وزن:
1 في ص671 وفي ص672، وهامشها.
2 مع مراعاة الشرط الآتي في رقم 2 من هامش ص671.
3 كما سيأتي في ص671. والحكم هنا مخالف لسابقه في أمرين:
أولهما: أنه ليس مقصورا على وزن "فعالل" وشبهه؛ بل يشملهما وغيرهما..
ثانيهما: أنه لا يصح زيادة هذه الياء إلا إذا كان جمع التكسير خاليا منها، وكان قد حذف بعض أحرفه.
4 في رقم 2 من ص673.
5 ومنها غير ما ذكر هنا: "فعاول، فعانل، تفاعل، مفاعل، فعالن، أفاعل، فناعل، فعالم
…
وما أشبه هذه الأوزان، بشرط ألا يكون الحرف الثاني فيها حرف مد، وبشرط ألا يكون المفرد مما يدخل في ضوابط جمع آخر تختلف صيغته عن صيغة:"فعالل" وشبهه. أي: أن المفرد لا يجمع على "فعالل" وشبهه إذا أمكن جمعه على صيغة أخرى من صيغ الجموع السالفة "راجع الهمع في هذا ج2 ص180".
"فعالل" وإنما تشبهه في عدد حروفها، وهيئتها أي ضبط حروفها ضبطا متماثلا في مجرد الحركة والسكون دون التقيد بنوع الحركة، ولا بالوزن بالصرفي الدقيق1.
وهذا الجمع مقيس في كل لفظ ثلاثي الأصول، زيدت عليه أحرف الزيادة. بشرط أن يكون هذا الثلاثي المزيد ليس داخلا تحت حكم جمع من الجموع السالفة، وبهذا الشرط لا يجمع جمعا قياسيا على:"شبه فعالل" ما كان مثل: أحمر، وغضبان، وقائم، وساع، وصغرى، وسكرى
…
و
…
؛ لأن لهذه الألفاظ ونظائرها جموعا أخرى قياسية -وقد عرفناها2.
وحكم هذا الثلاثي المزيد عند جمعه على: "شبه فعالل" ما يأتي:
أ- إن كانت زيادته حرفا واحدا فالواجب إبقاؤه عند الجمع مطلقا، "أي: سواء أكان الزائد حرف علة، أم غير علة، وسواء أكان في الأول في غيره، وللإلحاق أم لغير الإلحاق"، نحو: "أكرم وأكارم، معبد ومعابد"، "جوهر وجواهر، صيرف وصيارف"، "وعلقى3
1 انظر ما يوضح هذا في رقم 4 من هامش ص671.
2 ويدخل "شبه فعالل" في الحكمين السابقين:
وأولهما: أن كل جمع تكسير -مهما كانت صيغته- إذا حذف من مفرده شيء عند جمعه جمع تكسير، جاز زيادة ياء قبل آخره إن كان خاليا منها؛ لتكون بمنزلة العوض عن المحذوف سواء أكان المحذوف أصليا أم زائدا -مع مراعاة الشرط الذي في رقم 2 من هامش ص671- مثل دحارج ودحاريج وفرازق وفرازيق. وهذا حكم عام ينطبق على:"فعالل" وعلى شبهه، وعلى غيرهما -كما أشرنا، في الصفحة السابقة.
وثانيهما: أن كل جمع تكسير -كما سبق في ص664- على وزن: "فعالل" أو ما يشبهه، يجوز -ولو لم يحذف منه شيء بسبب الجمع- زيادة ياء قبل آخره إن لم تكن موجودة، وحذفها إن كانت؛ نحو: جعافر
وجعافير، براثن وبراثين، وعصافر وعصافير. إلا الجمع الذي يؤدي حذف الياء من آخره إلى اجتماع مثلين بغير إدغام في مثل: جلابيب، وإلا الجمع المختوم بياء مشددة، مثل: كراسي وكراكي. فلا يجوز فيه زيادة الياء؛ لئلا يجتمع في آخر الكلمة الواحدة ثلاثة أحرف من جنس واحد، وهذا ممنوع -طبقا لما سبق إيضاحه في ص664- وكذلك لا يجوز حذف الياء المشددة منه. انظر البيان تفصيلا في:"ب" ص671 ورقم 3 من هامش ص670.
3 اسم نبت.
وعلاق"
…
1.
ب- إن كانت زيادته حرفين فالواجب حذف أحدهما؛ وهو الضعيف، وترك القوي2؛ نحو: منطلق ومطالق، ومغترف، ومغارف؛ ولا يقال: نطالق ولا غتارف؛ لأن الميم تمتاز بمزايا لفظية ومعنوية3 لا توجد في النون والتاء.
ومثل: مصطفى ومحتفظ، فيقال في جمعهما: مصاف ومحافظ؛ بحذف "تاء4 الافتعال"، دون الميم5 التي لها المزايا
…
1 زيادة الواو، والياء، وكذلك الألف "المكتوبة ياء" في علقى -هي للإلحاق. أما الزيادة في: أكرم وأكارم فليست له.
2 يراد بالقوي هنا: ما يسمونه: "الفاضل". وهو: ما له مزية ليست للآخر. وتتحقق المزية في أمور؛ منها:
تقدم الحرف في مكانه من الكلمة، تحركه، دلالته على معنى، مقابلته لحرف أصلي؛ بأن يكون حرفا للإلحاق، الوقوع في موقع يدل فيه بعض الحروف الزائدة على معنى، كما سيأتي مثاله في منطلق، وما بعدها، أن يكون في أصله حرف زيادة من أحرف "سألتمونيها.."، ولكنه خرج عنها وصار حرفا آخر لداع لغوي؛ كأن ينقلب دالا، أو طاء، أو غيرهما من حروف ليست للزيادة، ألا يؤدي وجوده إلى صيغة غير موجودة، أن يؤدي حذفه إلى حذف الآخر الذي يساويه في جواز الحذف، أن يكون مختصا بالاسم. وقد رد صاحب التسهيل الأسباب السالفة كلها إلى ثلاثة فقط؛ هي المزية المعنوية، والمزية اللفظية، وأن يغني حذفه عن حذف غيره.
3 فالمزية المعنوية أن الميم تدل على معنى خاص بالأسماء وهو دلالتها على اسم الفاعل هنا وعلى اسم المفعول أحيانا، واللفظية أنها أسبق مكانا منهما، وأنها متحركة دون النون، وأنها مختصة بالاسم.
4 قلبت طاء في مصطفى. "وستجيء أحكامها في باب القلب 756 و793".
5 انظر الحكم الثاني من الأحكام العامة الآتية "في ص673" ففيه تكملة الحكم السالف. وبهذه المناسبة نعرض لصحة جمع: "مفعول" على: "مفاعيل" قياسا مطردا.
قال ابن هشام في شرحه لقصيدة: "بانت سعاد" ما معناه: إنه لا يجوز جمع نحو: مضروب جمع تكسير. وقد ورد من ذلك ألفاظ قليلة مجموعة شذوذا. ومثل مضروب في منع تكسيره: مختار ومنقاد من اسمى الفاعل والمفعول المبدوءين بميم زائدة. والقياس عنده أن يجمع: "مفعول" جمع مذكر سالما إن كان الوصف لمذكر، وجمع مؤنث سالما إن كان الوصف لمؤنث، فيقال مضروبون مختارون منقادون
…
، كما يقال: مضروبات، مختارات، منقادات. "راجع الصبان في آخر جمع التكسير، تحت عنوان: فائدة، عند الكلام على بيت ابن مالك:
وخيروا في زائدي سرندي..
ويفهم من كلامه ومما نقله أنهم منعوا تكسير كل اسم فاعل، واسم مفعول إذا كانا مبدوءين بميم زائدة، وقالوا إن قياسهما هو التصحيح، إلا وزن:"مفعل" المختص بالإناث، نحو: مرضع؛ فإنه يكسر. =
ومثل: ألندد، ويلندد؟ "ومعناهما: ألد، أي: شديد
= وقد ردد هذا الرأي كثير ممن جاءوا بعد ابن هشام، وحكموا بتخطئة سواه. غير أن كتاب:"المعاني الكبير" لابن قتيبة، يحوي أعدادا كثيرة صحيحة من جمع "مفعول على مفاعيل" مسموعة ممن يحتج بكلامهم. وبعض المحققين المعاصرين "هو الأب أنستاس الكرملي رحمه الله وكان عضوا بمجموع اللغة العربية، بالقاهرة" نشر بحثا لغويا مستقى من الكلام العربي الفصيح، والمعجمات اللغوية الأصيلة، أثبت فيه صحة جمع "مفعول" على "مفاعيل"، قياسا مطردا. وعرض عشرات من الأمثلة الصحيحة منسوبة وصحابها الذين نحتج بكلامهم، أو مأخوذة من مراجعها اللغوية الوثيقة.
على أن سيبويه "كما في كتابه ج2 ص210" قد سبق ابن هشام إلى المنع، بالرغم مما ساقه في هذا من جموع متعددة تخالف رأيه؛ "منها: مكسور ومكاسير، ملعون وملاعين، مشئوم ومشائيم، مسلوخ ومساليخ، مغرود ومغاريد، مصعود ومصاعيد، مسلوب ومساليب"، فلا داعي للتأويل الذي يمنع القياس على هذه الجموع المتعددة، ولا سيما بعد كشف نظائر أخرى تبلغ العشرات -وهي غير ما سلف- منها: ميمون وميامين، مجنون ومجانين، مملوك ومماليك، مرجوع ومراجيع، متبوع ومتابيع، مستور "بمعنى: عفيف" ومساتير، معزول "أي: لا سلاح له" ومعازيل "وقيل مرده معزال"، بل إن هذه الجموع وحدها، منضمة إلى ما نقله "سيبويه" تعتبر كثرة وافرة تبيح القياس عليها. هذا إلا أن "الأشموني" في شرحه باب: "جمع التكسير" من ألفية "ابن مالك" قد نص صراحة عند بيت الناظم:
وزائد العادي الرباعي احذفه ما
…
.....................................
على جمع مختار ومنقاد -بنصهما- على مخاتر ومناقد "وتعقبه "الخضري" في حاشيته قائلا: "إن القياس أن يقال: مخاير، ومقايد، بحذف النون والتاء؛ لزيادتهما، دون الألف، بل ترد لأصلها، وهو الياء
…
" وتعقبه آخرون من ناحية أخرى، هي أن اللفظين هما من جموع تكسير الثلاثي المزيد، لا من تكسير العادي الرباعي الذي يتحدث عنه ابن مالك في بيته. ولم يعترض أحدهم على صحة تكسير هذين الجمعين، ولم يشر من قرب أو بعد إلى أن تكسيرهما معيب أو غير جائز. فلم يبق مجال بعد كل ما سبق لمنع جمع "مفعول على مفاعيل" مع مراعاة الضوابط العامة.
وقد فصل مجمع اللغة العربية القاهري ومؤتمره فصلا نهائيا في هذه المسألة، طبقا لما ورد في ص224 من العدد السادس والعشرين من مجلته الصادرة في شهر ربيع الأول سنة1380هـ ومايو سنة 1970م وكان قد أحال تلك المسألة من قبل على لجنة الأصول وفيما يلي النص المنقول:"راجعت اللجنة كثيرا من أمثلة "مفعول" مجموعا على "مفاعيل" في المعجمات فاطمأنت إلى كثرة ما ورد من هذا الجمع، وانتهت إلى القرار التالي: قاس النحاة جمع "مفعول" اسما أو مصدرا على "مفاعيل" وترى اللجنة قياسية جمعه كذلك وصفا، لكثرة ما ورد أمثلة. ووافق المؤتمر على أن تكون صيغة القرار على النحو التالي: "يجمع مفعول على مفاعيل" مطلقا". ا. هـ.
هذا، وقد صرح الخضري في كلامه السالف بأن الألف في "منقاد" أصلها: ياء. وهو مخالف لما في القاموس والمصباح من عرضها في مادة: "قود" الواوية، ولا:"قيد" اليائية. لذا جمعها الهمع "ج2 ص180" على؛ "مقاود".
الخضومة" وجمعهما: ألادد، ويلادد، ثم تدغم الدلان في كل واحدة؛ فتصير ألاد، ويلاد؛ بحذف النون، وبقاء الهمزة والياء؛ لتقدمهما وتحركهما؛ ولأنهما يدلان على المعنى التكلم والغيبة إذا كان في أول المضارع -أما النون المتوسطة بين الحرفين الثالث والرابع من الكلمة فلا تدل على معنى.
ج- إن كانت زيادته ثلاثة أحرف، حذف اثنان، وبقي الثالث الأقوى؛ نحو: مستدع1 ومداع، ومقعنسس2 ومقاعس3؛ فلا يقال في الأول: سداع ولا تداع؛ لأن حذف "الميم، والتاء" من مستدع يؤدي إلى: سداع، وهي صيغة لا نظير في العربية، ولأن حذف الميم والسين يضيع الدلالة على اسم الفاعل4
…
وكذلك لا يقال في الثاني -عند سيبويه- قعاسس. وحجته: أن الكلمة مشتملة على ثلاثة أحرف من أحرف الزيادة؛ هي: الميم، والنون، والسين الأخيرى المزيدة للإلحاق؛ فالميم عنده أولى بالبقاء؛ لتصدرها؛ ولأنها تدل على معنى يختص بالاسم وهو الدلالة على اسم الفاعل.
وخالفه بعض النحاة فجمعه على: قعاسس؛ بحذف الميم والنون مع بقاء السين الأخيرة الزائدة للإلحاق. وحجته: أن السين زيدت في الفعل -وفروعه- لإلحاق لفظه بكلمة: "احرنجم، وبقاء الملحق أولى من غيره
…
1 أصله مستدعي "
…
بزيادة الحروف الثلاثة الأولى. وحذف آخره الياء، لأن الاسم هنا منقوص. مثن: داع. "انظر الحكم الثاني من الأحكام العامة الآتية، في ص673".
2 هو: الشديد، أو المتأخر الراجع للخلف.
3 هذا هو الجمع القياسي وقد جاء في "القاموس" أي جمعه: مقاعس، ومقاعس "بفتح الميم أو ضمها" ومقاعيس.
4 وفي هذا يقول ابن مالك:
و"السين" و"التا" من كمستدع أزل
…
إذ ببنا الجمع بقاهما مخل
يريد: لأن بقاءهما مخل ببنا الجمع، أي: ببنائه، وصيغته. ثم قال فيما يتصل بهذا، وبالهمزة والياء في مثل "الندد وبلندد" وقد تقدم الكلام عليها:
والميم أولى من سواه بالبقا
…
والهمز واليا مثله، إن سبقا
وهذه تعليلات جدلية، مصطنعة. والتعليل الحق الذي يعتمد عليه في هذا الموضوع وأشباهه، هو السماع ليس غير. وقد ورد السماع بما يؤيد الرأيين.
ومن الأمثلة: استخراج، وجمعه: تخاريج، بإبقاء التاء دون السين؛ لأن إبقاء التاء سيؤدي إلى وزن للجمع على:"تفاعيل" وهو وزن له نظراء في العربية؛ "منهاك تماثيلن وتهاويل، وتباشير، وتفاريق، وتسابيح
…
و
…
" أما بقاء السين فيؤدي إلى سخاريج على وزن: سفاعيل وهو وزن لا نظير له.
وإذا كان أحد الأحرف الزائدة يغني بحذفه عن حذف زائد آخر وجب حذف ما يغني عن غيره؛ كحيزبون1 وعيطموس2؛ يقال في جمعهما: حزابين وعطاميس؛ بحذف ياء المفرد، وإبقاء الواو، وقلبها ياء في الجمع؛ لوقوعها بعد كسرة.
ولو حذفت الواو وبقيت الياء لقيل في جمعهما: حيازين وعياطمس، بتحريك الياء والميم أو بتسكينهما. وهو في الحالتين وزن لا نظير له3، وإذا أريد جعله على وزن عربي وجب حذف الياء أيضا؛ فيقال: حزابن، وعطامس؛ وبذا نصل إلى صيغة عربية بعد حذف الواو والياء معا. في حين استطعنا في الصورة الأولى أن نصل إلى صيغة عربية بعد حذف الياء وحدها. فحذف حرف واحد أولى من حذف حرفين مادم الأثر من الحذف واحدا4
…
ح- إن كان أحد الأحرف الزائدة المستحقة للحذف مكافئ في قوته لحرف زائد آخر -أي: مساو له في الأفضيلة- جاز حذف أحدهما من غير ترجيح: كالنون والألف المقصورة "المكتوبة ياء" فينحو: سرندي5 وعلندي6؛
1 من معانيها: المرأة العجوز
…
و.
2 المرأة الجميلة الطويلة، والناقة السليمة.
3 وتحريكهما يؤدي أيضا إلى ما لا نظير له في العربية؛ فإن ما بعد ألف صيغة منتهى الجموع إن كان ثلاثة أحرف -يجب أن يكون ثانيهما ساكنا.
4 وفي هذا يقول ابن مالك:
و"الياء" لا "الواو" احذف ان جمعت ما
…
كحيزبون؛ فهو حكم حتما
5 من معانيه: سريع قوي، جرئ مقدام
…
6 الجمل الضخم، واسم نبت، والغليظ الضخم عامة
…
فيقال في جمعهما: سراند، وعلاند، أو: سراد وعلاد. فالحرفان قد زيدا معا في المفرد لإلحاقه بالخماسي: سفرجلن وكل حرفين هذا شأنهما لا يكون لأحدهما مزية على الآخر1..
"ملحوظة": قلنا2 إنه يصح في جمع التكسير المشابه لصيغة: "فعالل" ما صح في "فعالل" من زيادة الياء قبل آخره إن لم تكن موجودة، وحذفها إن كانت موجودة "طبقا لما سبق"2. ومما ينطبق عليه هذا أن تحذف إحدى الياءين جوازا، للتخفيف، في مثل: أماني، أغاني، أثافي
…
ومفرداتها: أمنية، أغنية، أثفية
…
بتشديد الياء في هذه المفردات3
…
1 وفي هذا التكافؤ يقول ابن مالك:
وخيروا في زائدي: سرندي
…
وكل ما ضاهاه؛ كالعلندي
2 و2 في ص664 وفي رقم 2 في هامش ص665 ويجيء في "ب" من ص671.
3 جاء في الجزء الأول من تفسير القرطبي لقوله تعالى في سورة البقرة: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ} ما نصه:
"قرأ أبو جعفر، وشيبة، والأعرج: إلا أماني، خفيفة الياء؛ حذفوا إحدى الياءين استخفافا وقال أبو حاتم: كل ما جاء من هذا النحو واحده مشدد فلك فيه التشديد والتخفيف، مثل: أثافي، وأغاني، وأماني، بياء واحدة، أو بياء مشددة، في كل ما سبق
…
ونحوه. وقال الأخفش: هذا كما يقال في جمع مفتاح: مفاتيح ومفاتح. وهي ياء الجمع. قال النحاس: الحذف في المعتل أكثر. قال الشاعر:
وهل يرجع التسليم أو يكشف العمى
…
ثلاث الأثافي، والرسوم البلاقع
ا. هـ.
ومثل ما سبق قول أبي إسحاق الزجاج "كما جاء في ص205 من كتاب المختار من شعر بشار" ونصه: "في لفظ: "الأماني" وجهان؛ العرب تقول: هذه أمان وأماني؛ بالتخفيف والتشديد. فمن قال "أماني" بالتشديد فهو مثل أحدوثة وأحاديث، ومن قال: "أمان" بالتخفيف فهو مثل أحدوثة وأحادث، وقرقور وقراقر، إلا أن التخفيف أكثر؛ لكثرة استعمالهم أثاف. والأثافي الأحجار التي تجعل تحت القدر". ا. هـ.
- انظر ما يتصل بهذا في ص664 وفي رقم 2 من هامش ص665 والبيان في "ب" ص681.