المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

ثقات، وفي هشام بن سعد كلامٌ يسيرٌ لا يُنزل حديثَه - النصيحة بالتحذير من تخريب «ابن عبد المنان» لكتب الأئمة الرجيحة وتضعيفه لمئات الأحاديث الصحيحة

[ناصر الدين الألباني]

الفصل: ثقات، وفي هشام بن سعد كلامٌ يسيرٌ لا يُنزل حديثَه

ثقات، وفي هشام بن سعد كلامٌ يسيرٌ لا يُنزل حديثَه عن رتبة الحسن.

وذلك ما يفيده كلامُ الحُفَّاظ؛ كالذهبي؛ فإنَّه قال في "المغني": "صدوق مشهور"، ثم ذكر بعض ما قيل فيه.

وقال الحافظ: "صدوقٌ له أوهام".

بل صَرَّح الذهبي بما قلتُ: فقال في "الكاشف" -بعد أن حكى بعضَ ما قيل فيه-: "قلت: حسن الحديث"، وكذلك قال في "الرواة المتكلَّم فيهم بما لا يوجب الرّد"(182 - 183).

فلا غرابةَ -إذن- في تقوية الحافظ للحديث بسكوته عنه في "الفتح"(12/ 168)؛ كما هي قاعدته، ولذلك كنت حسّنته في "الإرواء"(5/ 94).

بل الحديث صحيحٌ. . .

فقد قال أبو داود -في هشام بن سعد-: "هو ثقة، أثبتُ الناس في زيد ابن أسْلَم".

كلُّ هذه الحقائق، تجاهلها (الهدَّام) في سبيل نشر هَوَاهُ في تضعيف الأحاديث، عامله اللَّه بما يستحق!

‌157

- "كان صلى الله عليه وسلم يفتخرُ بقوله: "أنا ابن الذبيحين"؛ يعني: أباه عبد اللَّه، وجَدّه إسماعيل":

قال الجاهلُ (2/ 414): "بهذا اللفظ في "الكشاف" للزمخشري، كما ذكر العجلوني (1/ 199)، وذكره أيضًا -به- الحاكم في "مستدركه" (2/ 559)، ولم يُسنده، ونسبه ابن حجر في "الفتح" (12/ 378) إلى

ص: 272

"الخِلَعيات" من حديث معاوية، وهو نفسُه عند الحاكم (2/ 554) من حديث معاوية، وفيه: أنَّ أعرابيًّا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: "يا ابن الذبيحين! "، فتبسَّم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليه. . . وتعقّبه الذهبي بقوله:"إسناده واهٍ".

قلت: هذا الحديثُ لا أصلَ له بهذا اللفظ الذي ذكره المؤلف رحمه الله، ومع ذلك فقد استهلّ (الهدَّام) تخريجَه بما لا فائدة يستفيدُها القرّاء من ذكره للزمخشري، والعجلوني، والحاكم! فإنّهم لو أخرجوا الحديث أو أسندوه لم يُفِد ذلك شيئًا إلّا ببيان حال إسناده، فكيف وهم علّقوه، ولم يذكروا إسنادًا له؟ !

ولو أنَّ الحاكم أسنده وصحّحه ولو بسندٍ حسن، لبادر إلى الرَّدِّ عليه وتصديره بقوله:"إسناده ضعيف" -كما هي عادته! -، فما الذي جرى -هنا- حتى خرج عن عادته، فعَمّى على القرّاء حقيقةَ هذا الحديثِ، وأنَّه لا أصل له؟ !

لا شيءَ سوى المشاكسةِ والمعاكسةِ التي عَجَنَ نفسَه بها، وجرى -كما رأيتَ فيما تقدّم في كُلِّ تخريجاته- عليها؛ فقد رآني قد صَدَّرتُ الحديثَ بقولي:"لا أصلَ له بهذا اللفظ"، في، "سلسلة الأحاديث الضعيفة" رقم (331)، ثم خرَّجته مفصّلًا في صفحتين من رواية الحاكم مُعَلّقًا بهذا اللفظ، ومسندًا من حديث معاوية باللفظ الواهي، ومن تخريجي المذكور؛ قدَّم (الهدَّام) الخلاصةَ المذكورةَ أعلاه! وهي، خلاصةٌ مظلمةٌ لا نُورَ فيها، فقد كان من الواجبِ عليه أن يصرِّح بأنَّ اللفظَ المذكورَ لا أصلَ له -كما فعلتُ-، ولكنْ منعه من ذلك حبُّ المشاكسة والمعاكسة، والظهورُ بمظهر الباحث المستقلّ الذي لا يُقَلِّد (! )، وهو في الواقع لا يُحسن حَتّى أن يكون (إمَّعة) لأهلِ العلم! لِعُجْبهِ وغروره! ! نسألُ اللَّه السلامة.

ص: 273

وهذا آخرُ حديثٍ في كتاب ابن القيم: "إغاثة اللهفان" خرَّجه (الهدَّام)، وانكشف به حالُه عِلمًا وخُلُقًا، واللَّه المستعانُ، ولا حول ولا قوَّة إلا باللَّه.

{رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} .

عمان صباح السبت 22 ذي القعدة سنة 1415 هـ

وكتب محمد ناصر الدين الألباني أبو عبد الرحمن

ص: 274