المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌5 - باب ما يقول إذا خرج من الخلاء - النفح الشذي شرح جامع الترمذي ط الصميعي - جـ ١

[ابن سيد الناس]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة الأولى* التعريف بأبي عيسى الترمذي وبمن بيننا وبينه:

- ‌ وأما مَنْ بيننا وبينه:

- ‌المقدمة الثانية* في ذكر كتاب "الجامع" لأبي عيسى وفضله:

- ‌فصل

- ‌1 - كتاب الطهارة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌1 - باب ما جاء لا تقبل صلاة بغير طهور

- ‌2 - باب ما جاء في فضل الطهور

- ‌3 - باب ما جاء أن مفتاح الصلاة الطهور

- ‌4 - باب ما يقول إذا دخل الخلاء

- ‌5 - باب ما يقول إذا خرج من الخلاء

- ‌6 - باب في النهي عن استقبال القبلة بغائط أو بول

- ‌7 - باب ما جاء من الرخصة في ذلك

- ‌8 - باب ما جاء في النهي عن البول قائمًا

- ‌9 - باب الرخصة في ذلك

- ‌10 - باب ما جاء في الاستتار عند الحاجة

- ‌11 - باب ما جاء في كراهة الاستنجاء باليمين

- ‌12 - باب الاستنجاء بالحجارة

- ‌13 - باب ما جاء في الاستنجاء بالحجرين

- ‌14 - باب ما جاء في كراهية ما يستنجى به

- ‌15 - باب ما جاء في الاستنجاء بالماء

- ‌16 - باب ما جاء أنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد الحاجة أبعد في المذهب حدثنا محمد بن بشار: حدثنا عبد الوهاب الثقفي، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن المغيرة بن شعبة قال: كنت مع النبيّ صلى الله عليه وسلم في سفر؛ فأتى النبيّ صلى الله عليه وسلم حاجته فأبعد في المذهب

- ‌17 - باب ما جاء في كراهية البول في المغتسل

- ‌18 - باب ما جاء في السواك

- ‌19 - باب ما جاء إذا استيقظ أحدكم من منامه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها حدثنا أبو الوليد الدمشقي أحمد بن بكار، من ولد بسر بن أرطاة صاحب النبيّ صلى الله عليه وسلم: ثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة، عن أبي هريرة عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "إذا استيقظ أحدُكم من اللَّيل فلا يُدخل يده في الإناء حتَّى يُفرغ عليها مرتين أو ثلاثًا، فإنَّه لا يدري أين باتت يده

- ‌20 - باب ما جاء في التسمية عند الوضوء

- ‌21 - باب ما جاء في المضمضة والاستنشاق

- ‌22 - باب المضمضة والاستنشاقِ من كفٍ واحدٍ

- ‌23 - باب ما جاء في تخليل اللحية

- ‌25 - باب ما جاء أنَّه يبدأ بمؤخَّر الرأسِ

- ‌26 - باب ما جاء أنَّ مسح الرأس مرَّة

- ‌27 - باب ما جاء أنّه يأخذ لرأسه ماءً جديدًا

- ‌28 - باب ما جاء في مسح الأُذُنين ظاهرهما وباطنهما

- ‌29 - باب ما جاء أن الأذنين من الرأس

- ‌30 - باب ما جاء في تخليل الأصابع

- ‌31 - باب ما جاء ويل للأعقاب من النار

- ‌32 - باب ما جاء في الوضوء مرة مرة

- ‌33 - باب ما جاء الوضوء مرتين مرتين

- ‌34 - باب ما جاء في الوضوء ثلاثًا ثلاثًا

- ‌35 - باب ما جاء في الوضوء مرة ومرتين وثلاثًا

- ‌36 - باب ما جاء فيمن يتوضأ بعض وضوئه مرتين وبعضه ثلاثًا

- ‌37 - باب ما جاء في وضوء النبي صلى الله عليه وسلم كيف كان

- ‌38 - باب ما جاء في النضح بعد الوضوء

- ‌39 - باب ما جاء في إسباغ الوضوء

- ‌40 - باب ما جاء في التمندل بعد الوضوء

الفصل: ‌5 - باب ما يقول إذا خرج من الخلاء

‌5 - باب ما يقول إذا خرج من الخلاء

حدثنا محمد بن إسماعيل ثنا مالك بن إسماعيل عن إسرائيل عن يوسف بن أبي بردة عن أبيه عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج من الخلاء قال: "غفرانك".

قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث إسرائيل عن يوسف بن أبي بردة.

وأبي بردة بن أبي موسى اسمه عامر بن عبد الله بن قيس، ولا نعرف في هذا الباب إلا حديث عائشة.

الحديث أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه من حديث إسرائيل.

وأخرجه أبو داود عن عمرو الناقد عن هاشم بن القاسم، والنسائي عن أحمد بن نصر النيسابوري، وابن ماجه عن أبي بكر كلاهما عن يحيى بن أبي بكر كلاهما عن إسرائيل به.

وقوله: (حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث إسرائيل

إلى آخره)، ثم قال:(ولا نعرف في هذا الباب إلا حديث عائشة) أثبت له غرابة السند بتفرد إسرائيل فمن فوقه، وغرابة المتن لكونه لا يعرف في الباب إلا حديث عائشة.

ثم وصفه بعد ذلك بأنه حسن ولو لم تكن تلك الغرابة الراجعة إلى الإسناد لا عارض ذلك، وأما قوله:(لا يعرف في الباب إلا حديث عائشة) مع قوله في الحسن: (أنه يروي مثل ذلك الحديث أو نحوه من وجه آخر) فهذا قد يوهم منافاة الحسن الذي وصفه به على شرطه فيحتاج إلى الجواب عن ذلك؟ فنقول: لا يشترط

ص: 80

في كل حسن أن يكون كذلك، بل الذي يحتاج فيه إلى أن يروى نحوه من وجه آخر هو ما كان راويه في درجة المستور ومن لم تثبت عدالته ولا ارتقى إلى أن يدخل في الصحيح مع المتابعة رواية، فهناك يحتاج إلى تقويته بالمتابعات والشواهد لنقل مجموع ذلك إلى تلك الدرجة.

وأمّا هذا فقد كان من شأنه أن يكون من الصحيح، فإن إسرائيل المنفرد به متفق على إخراج حديثه عند الشيخين، وقد تقدم في الكلام على الشذوذ والمنفردات ما يوضح أن ما انفرد به الثقة ولم يتابم عليه لا يرتقي إلى درجة الصحاح حتى يكون مع الثقة في الرتبة العليا من الحفظ والإتقان، وإن لم يجاوز الثقة فحديثه هناك حسن، كما أن المستور مع التفرد لا يرتقي إلى درجة الحسن بل تفرده مردود. فكذلك هذا الحديث لو وجد شاهدًا له لما وقف عند مرتبة الحسن وربما لم يقف عندها، فقد أخرجه أبو حاتم بن حبان في صحيحه كما يأتي بيانه، وأكثر ما في الباب أن الترمذي في الموضع الذي شرط فيه في الحسن تقويته بالمتابعات عرّف بنوع منه وهو أكثره وقوعًا عنده لا بكل أنواعه وهذا نوع آخر منه مستفاد من كلامه وكلام الحاكم والمحاملي وغيرهم من أئمة هذا الشأن في الغرائب والشذوذ والانفرادات كما قلناه، وقد بقي علينا أن نعرف محل رواته من الثقة ليتبين ما ذكرناه فنقول:

محمد بن إسماعيل الذي رواه عنه هو ابن يوسف السلمي أبو إسماعيل الترمذي، سكن بغداد، سمع محمد بن عبد الله الأنصاري وأبا نعيم الفضل بن دكين والحسن بن سوار العنبري وعبد الله بن الزبير الحميدي وإسحاق الفروي وقبيصة بن عقبة في خلق يطول ذكرهم.

روى عنه أبو داود والترمذي والنسائي وأبو بكر بن أبي الدنيا وموسى بن هارون الحمّال وجعفر الفريابي وأبو علي الصواف ويحيى بن صاعد والمحاملي ومحمد بن

ص: 81

مخلد وإسماعيل الصفار ومحمد بن عمرو ابن البختري وأبو عمرو بن السماك وأحمد بن سلمان النجاد وأبو سهل بن زياد القطان وأبو علي بن خزيمة وأبو بكر الشافعي وآخرون.

قال النسائي: ثقة.

وقال الخلال: رجل معروف ثقة كثير العلم متفقه.

وأثنى عليه الخطيب وأبو العباس بن عقدة وغيرهم.

قال ابن سخبرة: مات في رمضان سنة ثمانين ومائتين ودفن عند قبر أحمد بن حنبل.

ومالك أبو غسان هو مالك بن إسماعيل بن درهم ويقال ابن زياد بن درهم النهدي الكوفي، سمع من حماد بن زيد وإسرائيل وغيرهم.

أخرج له الجماعة كلهم وأثنى عليه الأئمة ثناء حسنًا.

قال أبو حاتم: متقن ثقة، له فضل وصلاح وعبادة، وصحة حديث واستقامة، في ثناء أكثر من هذا.

وقال ابن نمير: محدث من أئمة المحدثين.

وقال يعقوب بن شيبة: ثقة صحيح الكتاب، وكان من العابدين.

وقال ابن معين: ليس بالكوفة أتقن من أبي غسان وهو أجود كتابًا من أبي نعيم.

وقال مرة أخرى لأحمد بن حنبل: إن سرك أن تكتب عن رجل ليس في قلبك منه شيء فاكتب عن أبي غسان.

ص: 82

قال البخاري: مات سنة تسع عشرة ومائتين.

وأما إسرائيل وهو المنفرد بالحديث فهو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، سمع جده وعبد الملك بن عمير والمقدام بن شريح وغيرهم.

روى عنه وكيع وابن مهدي وابن أبي زائدة وغيرهم.

وثقه أحمد ويحيى وأبو حاتم، ولد سنة مائة ومات سنة ستين ومائة.

روى له الجماعة.

ويوسف بن أبي بردة يروي عن أبيه، يعد في أهل الكوفة.

روى عنه إسرائيل بن يونس وسعيد بن مسروق.

ذكره أبو حاتم بن حبان في الثقات.

وأبو بردة اسمه عامر وقيل غير ذلك ولي قضاء الكوفة فعزله الحجاج وجعل أخاه أبا بكر مكانه.

روى عن الزبير بن العوام وعوف بن مالك، وسمع أباه وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن عمر والأغر المزني وعبد الله بن سلام وعائشة.

روى عن الشعبي وأبو إسحاق السبيعي وعبد الملك بن عمير وعمر بن عبد العزيز وثابت البناني ومحمد بن المنكدر وقتادة والقاسم بن مخيمرة وأبو حصين عثمان بن عاصم وسالم أبو النضر وعدي بن ثابت وبكير بن عبد الله بن الأشج وحميد بن هلال وعاصم بن بهدلة وأبو إسحاق الشيباني وأبو جناب يحيى بن [أبي] حية وجابر بن يزيد الجعفي ومحمد بن واصل وعمرو بن مرة وموسى الجهني وأبو حريز قاضي سجستان وطلحة بن مصرف وسيار أبو الحكم وإبراهيم السكسكي وأبو مجلز وجماعة يطول ذكرهم.

ص: 83

قال أحمد بن عبد الله العجلي: أبو بردة وأبو بكر ابنا موسى تابعيان ثقتان كوفيان.

وقال ابن سعد: توفي بالكوفة سنة ثلاث وأربعين، وكان ثقة كثير الحديث ويقال سنة أربع.

روى له الجماعة، وذكره ابن حبان أيضًا في الثقات.

فرواته إذن كلهم موثقون فلم يقصر به عن درجة التصحيح إلا التفرد الذي أشار إليه بالغرابة، فثبت بذلك كونه حسنًا غريبًا.

وقد أخرجه أبو حاتم بن حبّان في "صحيحه" من هذا الوجه قال: ثنا عمران بن موسى ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا يحيى بن زياد نا إسرائيل فثبت بذلك ثقة رواته بما ذكرناه ولا يعترض على الترمذي بتصحيح ابن حبان، فقد يكون ابن حبان عد من متابعته على ما لو عدَّ عليه الترمذي لصححه به.

وقد ذكرنا في الباب أحاديث تأتي بعد هذا وهي شواهد له ولو كانت ضعيفة والأولى أن يكون الحديث صحيحًا لذلك والله أعلم.

قال الترمذي: وأبو بردة اسمه عامر بن عبد الله بن قيس وكذا قال الإمام أحمد.

وقال يحيى بن معين: اسمه الحارث حكاه عنهما أبو أحمد الحاكم.

قال: "ولا نعرف في الباب إلا حديث عائشة".

قل الحافظ المنذري (1): "وفي الباب حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج من الخلاء؛ قال: "الحمد لله الذي أذهب عني

(1)"مختصر السنن"(1/ 232 / 28).

ص: 84

الأذى، وعافاني".

وحديث أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم .. مثله (1).

وفي لفظ: "الحمد لله الذي أحسن إلي في أوله وآخره".

وحديث عبد الله بن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم يعني: كان إذا خرج- قال: "الحمد لله الذي أذاقني لذته، وأبقى فيّ قوته، وأذهب عني أذاه".

غير أن هذه الأحاديث أسانيدها ضعيفة. ولهذا قال أبو حاتم: أصح ما فيه حديث عائشة (2).

قلت: وفي الباب أيضًا مما لم يذكره الترمذي ولا المنذري: حديث طاوس؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أتى أحدكم البراز؛ فليكرم (3) قِبلة الله"

الحديث وسيأتي في (باب الاستنجاء بالحجارة) وفيه؛ "ثم ليقل الحمد لله الذي أخرج عني ما يؤذيني، وأمسك علي ما ينفعني".

رواه الدارقطني مرسلًا (4)، وبعضه مرفوعًا عن ابن عباس، وضعف مَن رفعه.

وحديث أبي ذر: ذكر ابن أبي حاتم (5): أنه سأل أباه وأبا زرعة عنه وقال: قد روى شعبة عن منصور، عن الفيض (عن)(6) ابن أبي حثمة، عن أبي ذر

الحديث.

(1) أخرجه ابن ماجه في "سننه"(301) من طريق إسماعيل بن مسلم عن الحسن وقتادة عن أنس، وقال الألباني: ضعيف.

(2)

"العلل"(1/ 243 / 93).

(3)

في "السنن": فليكرمن.

(4)

"السنن"(1/ 57 / 13).

(5)

"العلل"(1/ 224 / 45).

(6)

في "العلل": ابن، وعند ابن الجوزي: أبي الفيض.

ص: 85

فقال أبو زرعة: وهم شعبة في هذا الحديث، ورواه الثوري فقال: عن منصور، عن أبي علي عبيد بن علي. وهو الصحيح وكان أكثر وهم شعبة في أسماء الرجال، وقال أبي: كذا قال سفيان، وكذا قال شعبة، والله أعلم أيهما الصواب.

والثوري أحفظ، وشعبة ربما أخطأ في أسماء الرجال، ولا ندرى هذا منه أم لا؟

وفي الباب مما لم يذكراه معًا: حديث سهل ابن أبي حثمة. ذكره ابن الجوزي في كتاب "العلل المتناهية"(1).

وهذه الأحاديث كلها تضمنت: حمد الله تعالى على خروج الأذى.

وحديث الباب عند الترمذي، تضمن الدعاء بالمغفرة، وهو غير الأول، غير أن التبويب تضمن ما يقول إذا خرج من الخلاء، فهي داخلة تحت التبويب، وإن لم تكن في معنى حديث الباب.

والغفران: مصدر، كالمغفرة، وإنما نصبه بإضمار "الطلب" و"المسألة" كأنه يقول:"اللهم إني أسألك غفرانك".

وقد قيل في تأويل ذلك، وفي تعقيبه الخروج من الخلاء بهذا الدعاء قولان:

" أحدهما: أنه قد استغفر مِن ترك ذكر الله سبحانه وتعالى مدة لبثه على الخلاء وكان صلى الله عليه وسلم لا يهجر ذكر الله سبحانه وتعالى إلا عند الحاجة، فكأنه رأى هجران الذكر في تلك الحال تقصيرًا، وعده على نفسه ذنبًا؛ فتداركه بالاستغفار.

* وقيل معناه: التوبة من تقصيره في شكر النعمة التي أنعم الله بها عليه فأطعمه ثم هضمه ثم سهل خروج الأذى منه، فرأى شكره قاصرًا عن بلوغ حق هذه النعم، ففزع إلى الاستغفار منه، والله أعلم. قاله الخطابي (2).

(1)"العلل المتناهية"(1/ 329 / 539).

(2)

"معالم السنن"(1/ 22، 23).

ص: 86