الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
19 - كتاب العقيقة
1167 -
حديث سمرة: "كُلُّ غُلامٍ مُرْتَهِنٌ بِعَقِيقَتِهِ تُذْبَح عنه يومَ سابعه ويُمَاط عنه الأذى".
أبو داود والطيالسي وأحمد والدارمي وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن الجارود والطحاوي في مشكل الآثار والحاكم والبيهقي وأبو نعيم في الحلية من حديث الحسن عنه. وصحّحه الترمذي والحاكم وهو في صحيح البخاري بدون ذكر متنه فإنه قال: حدثني عبد الله بن أبي الأسود حدثنا قريش بن أنس عن حبيب بن الشهيد قال أمرني ابن سيرين أن أسأل الحسن: ممن سمع حديث العقيقة. فسألته فقال: من سمرة بن جندب. قال الحافظ: لم يقع في البخاري بيان الحديث المذكور وكأنه اكتفى عن إيراده
بشهرته، وقد أخرجه أصحاب السنن من رواية قتادة عن الحسن عن سمرة فذكره، ثم قال وقد جاء مثله عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة أخرجه البزار وأبو الشيخ في كتاب العقيقة من رواية إسرائيل عن عبد الله بن المختار عنه ورجاله ثقات، فكأن ابن سيرين لما كان عنده عن أبي هريرة وبلغه أن الحسن يحدث به احتمل عنده أن يكون يرويه عن أبي هريرة أيضًا وعن غيره فسأل فأخبر الحسن أنه سمعه من سمرة فقوي الحديث برواية هذين التابعين الجليلين عن الصِحابيين.
قلت: حديث أبي هريرة خرّجه أيضًا الحاكم في صحيحه من حديث جرير بن حازم عن عبد الله بن المختار عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن مع الغلام عقيقته فاهريقوا عنه دمًا وأميطوا عنه الأذى". قال جرير: سئل الحسن عن الأذى، فقال: هو الشعر. قال الحاكم: صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. ورواه أسلم بن سهل الواسطي بحشل في تاريخ واسط من الطريق التي خرجها البزار منه فقال حدثنا أبو عبد الله محمد بن أبي نعيم ثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن عبد الله بن المختار به.
1168 -
حديث: "سئل عن العقيقة فقال لا أُحِبُّ العُقُوقَ وَمَنْ وُلِدَ له وَلَدٌ فأحَبّ أن يَنْسُكَ عن وَلدِهِ فَلْيَفْعَل".
أحمد وأبو داود والنسائي والطحاوي في مشكل الآثار والحاكم والبيهقي من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العقيقة فقال: "لا أحب العقوق" وكأنه كره الاسم، فقالوا: يا رسول الله إنما سألك عن أحدنا يولد له. فقال: "من أحب منكم أن ينسك عن ولده فليفعل عن الغلام شاتان مكافأتان وعن الجارية شاة". قال الحاكم صحيح الإِسناد ورواه مالك في الموطأ وأحمد والطحاوي في المشكل والبيهقي من حديث زيد بن أسلم عن رجل من بني ضمرة عن أبيه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العقيقة فذكر مثل ما نقله ابن
رشد، إلا أنه زاد: وكأنه إنما كره الاسم وقال من ولد له ولد. الحديث.
1169 -
حديث ابن عباس: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عقَّ عن الحسن والحسين كَبْشًا كَبْشًا".
أبو داود وابن الجارود والطحاوي في المشكل وابن أبي حاتم في العلل والبيهقي كلهم من حديث عبد الوارث عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس به وقال ابن الجارود رواه الثوري وابن عيينة وحماد بن زيد وغيرهم عن أيوب لم يجاوزوا به عكرمة. وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: هذا وهم قد رواه وهيب وابن عليه عن أيوب عن عكرمة مرسلًا وهو أصح.
قلت: لا معنى للحكم بالأصحية إلا ما يرتضيه الأقدمون من ترجيح المرسل على الموصول بدون مرجح، ولا دليل يدل على ذلك أصلًا، كيف والكثير منهم يتعمد إرسال الموصول ويراه من باب الاحتياط، مع أنهم قرروا أن الحكم للموصول. ويرد هذا التصحيح هنا أن الحديث ورد موصولًا بذكر ابن عباس من غير طريق أيوب الحافظ الثقة مع زيادة موافقة لرواية الأكثرين من الصحابة الذين رووا أحاديث العقيقة. وهي أن الذكر يعق عنه شاتين لا شاة واحدة، فرواه النسائي من طريق إبراهيم بن طهمان عن الحجاج بن الحجاج عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال عَقَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
الحسن والحسين عليهما السلام بكبشين كبشين. ومن الغريب اقتصار الحافظ على عزوه هذه الطريق لأبي الشيخ في كتاب الضحايا والعقيقة مع كونه في أحد الكتب الستة فإِنه قال في الفتح بعد إيراد أحاديث التفرقة بين الغلام والجارية: (وهذه الأحاديث حجة للجمهور في التفرقة بين الغلام والجارية، وعن مالك هما سواء فيعق عن كل واحد منهما شاة، واحتج له بما جاء "أن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن الحسن والحسين كبشًا كبشًا" أخرجه أبو داود ولا حجة فيه فقد أخرجه أبو الشيخ من وجه آخر عن عكرمة عن ابن عباس بلفظ "كبشين كبشين" وأخرجه أيضًا من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مثله).
قلت: حديث عمرو بن شعيب أخرجه أيضًا الحاكم في المستدرك من طريق سوار أبي حمزة عنه عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم: "عق عن الحسن والحسين عن كل واحد منهما كبشين اثنين مثلين متكافئين". سكت عليه الحاكم وقال الذهبي في التلخيص (سوار ضعيف، وقد روى له أبو داود وابن ماجه).
قلت: (وليس كما قال فما هو بضعيف على الإطلاق فقد قال أحمد لا بأس به روى عنه وكيع وهو شيخ يوثق بالبصرة وقال ابن معين ثقة وذكره ابن حبان في الثقات
وقال يخطئ وقال الدارقطني يعتبر به). وفي الباب أيضًا عن عائشة وأنس فحديث عائشة رواه أبو يعلى والبزار وأبو الشيخ في الأضاحي والبيهقي في السنن من حديث عمرة عنها قالت: "عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن والحسين شاتين شاتين يوم السابع وأمر أن يماط عن رأسه الأذى" الحديث. وفي لفظ للبيهقي: "عق عن الحسن شاتين وعن الحسين شاتين ذبحهما يوم السابع وسماهما" وسنده صحيح.
وحديث أنس رواه الطحاوي في المشكل ثنا يونس أنبأنا ابن وهب انبأنا جرير بن حازم أن قتادة حدّثه عن أنس بن مالك قال: "عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن والحسين بكبشين" ومن هذا الوجه خرّجه البزار وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح. وقد سأل ابن أبي حاتم أباه عن هذا الحديث فزعم أن جرير أخطأ فيه، وإنما هو قتادة عن عكرمة مرسلًا كذا قال. وقد سبق ما في مثل هذه الدعاوى المجردة عن الدليل.
1170 -
قوله: (ودليل الجمهور على تعلقها بالصغير قوله صلى الله عليه وسلم "يوم سابعه").
تقدم ذلك في حديث سمرة.
1171 -
حديث أنس: "أن النبي صلى الله عليه وسلم عَقَّ عن نفسه بعدما بُعث بالنبوة".
البيهقي من طريق عبد الرزاق أنبأنا عبد الله بن محرر عن قتادة عن أنس به. قال عبد الرزاق: إنما تركوا عبد الله بن محرر لحال هذا الحديث. قال البيهقي: وقد روي من وجه آخر عن قتادة من وجه آخر عن أنس وليس بشيء. قال الحافظ في التلخيص: أما الوجه الآخر عن قتادة فلم أره مرفوعًا، وإِنما ورد أنه كان يفتي به، كما حكاه ابن عبد البر، بل جزم البزار وغيره بتفرد عبد الله بن محرر به عن قتادة، وأما الوجه الآخر عن أنس فأخرجه أبو الشيخ في الأضاحي، وابن أيمن في مصنفه، والخلال من طريق عبد الله بن المثنى عن ثمامة بن عبد الله بن أنس عن أبيه، وقال النووي في شرح المهذب: هذا حديث باطل. ا. هـ. وهذا الإِقرار لما قال النووي غريب من الحافظ فإنه كلام باطل، فالحديث خرّجه أيضًا الطحاوي في مشكل الآثار ثنا الحسن بن عبد الله بن منصور ثنا الهيثم بن جميل ثنا عبد الله بن المثنى بن أنس به. ورواه أيضًا عن الحسين بن نصر عن الهيثم بن جميل به والطحاوي لا يورد الأسانيد القوية كما قال وكما عرف من صنيعه أيضًا، ولما عزا هذا الطريق الحافظ الهيثمي في الزوائد إلى أوسط الطبراني قال: رجاله رجال الصحيح خلا الهيثم بن جميل وهو ثقة وشيخ الطبراني أحمد بن مسعود الخياط المقدسي ليس هو في الميزان.
قلت: وهو غير محتاج إليه لتقدم الحديث عن الهيثم بن جميل من أوجه أخرى، فالحديث على شرط الصحيح، ثم وجدت الحافظ ذكر في الفتح خلاف ما ذكره في
التلخيص مع زيادة وتوسع فقال: (أخرجه البزار من رواية عبد الله بن محرر -وهو بمهملات- عن قتادة عن أنس، قال البزار: تفرد به عبد الله وهو ضعيف، وأخرجه أبو الشيخ من وجهين آخرين: أحدهما من رواية إسماعيل بن مسلم عن قتادة وإِسماعيل ضعيف أيضًا. وقد قال عبد الرزاق: إنهم تركوا حديث عبد الله بن محرر من أجل هذا الحديث، فلعل إسماعيل سرقه منه. ثانيهما من رواية أبي بكر المستملي عن الهيثم بن جميل وداود بن المحبر قالا حدثنا عبد الله من المثنى عن ثمامة عن أنس، وداود ضعيف لكن الهيثم ثقة، وعبد الله من رجال البخاري، فالحديث قوي الإسناد، وقد أخرجه محمد بن عبد الملك بن أيمن عن إبراهيم بن إسحاق السراج عن عمرو الناقد، وأخرجه الطبراني في الأوسط عن أحمد بن مسعود كلاهما عن الهيثم بن جميل وحده، فلولا ما في عبد الله بن المثنى من المقال لكان هذا الحديث صحيحًا، لكن قد قال ابن معين: ليس بشيء، وقال النسائي: ليس بقوي، ثم ذكر أقوال ضعفه ثم قال: ووثقه العجلي والترمذي وغيرهما، فهذا من الشيوخ الذين إذا انفرد. أحدهم بالحديث لم يكن حجة، وقد مشى الحافظ الضياء على ظاهر الإِسناد فأخرج هذا الحديث في الأحاديث المختارة مما ليس في الصحيحين).
قلت: ولا يخفى أن الحق معه في تصحيح هذا الحديث فإِن عبد الله بن المثنى ثقة احتج به البخاري، فهو على شرطه، وغاية ما ضعف به أنه ربما أخطأ وأنه لم يكن من أهل الحديث، وكلا الأمرين بعيد عن هذا الحديث إذ ليس فيه ما يشتبه بغيره حتى يقع فيه الخطأ، ولا فيه ما ينكر حتى يحكم برده مع ثقة راويه، والله أعلم.
1172 -
حديث: "عن الجَارية شاة وعن الغُلامِ شَاتَانِ".
تقدم في حديث سئل عن العقيقة ويأتي بعد حديث.
1173 -
حديث: "كُلُّ غُلامٍ مُرتَهَنٌ بعَقِيقَة".
تقدم.
1174 -
حديث أم كُرْز الكعبية، قالت:"سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في العقيقة: عَن الغلامِ شاتان مُكافأتانِ وعن الجاريَة شاةٌ". والمكافأتان: المتماثلتان قال ابن رشد: خرّجه أبو داود.
قلت: هو كذلك وأخرجه أيضًا أحمد والدارمي والترمذي والنسائي
وابن ماجه والطحاوي في المشكل والحاكم والبيهقي وغيرهم وصحّحه الترمذي والحاكم ولفظ أبي داود الذي عزاه إليه المصنف "الغلام شاتان مكافأتان وعن الجارية شاة". قال أبو داود: سمعت أحمد قال: مكافأتان مستويتان أو متقاربتان. ثم رواه بلفظ "عن الغلام شاتان وعن الجارية شاة، لا يضركم أذكرانًا كنَّ أم إناثًا وبهذه الزيادة رواه أيضًا أكثر الباقين، ورواه الحاكم من وجه آخر عن عطاء عن أم كرز وأبي كرز قالا: "نذرت امرأة من آل عبد الرحمن بن أبي بكر إن ولدت امرأة عبد الرحمن نحرنا جزورًا فقالت عائشة رضي الله عنها لا بل السنة أفضل عن الغلام شاتان مكافأتان وعن الجارية شاة، تقطع جدولًا ولا يكسر لها عظم، فيأكل ويطعم ويتصدق، وليكن ذاك يوم السابع، فإِن لم يكن ففي أربعة عشر فإِن لم يكن ففي إحدى وعشرين"، ثم قال صحيح الإِسناد، وفي الباب عن جماعة.
1175 -
قوله: (وما روي أنه عق عن الحسن والحسين كبشًا كبشًا يقتضي الاستواء
بينهما).
تقدم ذلك وتقدم أنه عق عنهما كبشين كبشين.
1176 -
حديث بريدة الأسلمي قال: "كنا في الجاهلية إذا ولد لأحدنا غلام ذبح له
شاة ولطخ رأسه بدمها فلما جاء الإسلام كنا نذبح ونحلق رأسه ونلطخه بزعفران".
أحمد وأبو داود والحاكم وصحّحه والبيهقي والطحاوي في مشكل الآثار وغيرهم.
1177 -
قوله: "لما رواه مالك في الموطأ أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حلقت شعر الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم وتصدقت بزنة ذلك فضة".
رواه مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه كما هنا وعن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن محمد بن علي أيضًا بدون ذكر زينب وأم كلثوم، وهذا منقطع وموقوف،
وقد رواه الترمذي من حديث محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر عن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قال: "عق رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن شاة وقال يا فاطمة احلقي رأسه وتصدقي زنة شعره فضة فوزنته فكان وزنه درهمًا وبعض درهم قال الترمذي: حسن غريب وإِسناده ليس بمتصل أبو جعفر محمد بن علي لم يدرك علي بن أبي طالب. ورواه الحاكم في المستدرك من هذا الوجه: فقال عن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن جده عن علي، وقال: فكان وزنه درهمًا، ولم يزد وبعض درهم، وهكذا رواه البيهقي من طريق حسين بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر فاطمة رضي الله عنها فقال: زني شعر الحسين وتصدقي بوزنه فضة وأعطي القابلة رجل العقيقة".