الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شرف الدين أبو الفدا اليمني المقرئ
إسماعيل (1) بن محمد بن أبي بكر الشيخ الإمام العلامة المصنف شرف الدين أبو الفدا اليمني المقرئ، واشتهر بذلك مع تفننه في بقية العلوم، مولده في عشر الستين وسبع مائة.
تفقه على الشيخ كمال الدين الريمي شارح التنبيه وكان منقطع القرين في علم الأدب.
تصرَّف للأشرف صاحب اليمن في الأعمال الجليلة، ناظر أتباع ابن عدي فعميت عليهم الأبصار ودمغهم بأبلغ حجة في الإنكار.
وله من المصنفات المدح الرائق والأدب الفائق ومختصر الروضة والحاوي الصغير وشرحه في ثلاثة أجزاء وله عنوان الشرف في الفقه قدر التنبيه.
ترشح لقضاء الشافعية بعد القاضي مجد الدين صاحب القاموس ودرس بمدارس ولم يزل محترماً إلى أن توفي في سنة سبع وثلاثين وثمان مائة في رجب منها رحمه الله تعالى.
* * *
شيخنا شيخ الإسلام تقي الدين ابن قاضي شهبة
أبو بكر (2) بن أحمد بن محمد بن قاضي شهبة الأسدي الدمشقي
(1) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4/ 85 (765)، إنباء الغمر لابن حجر 8/ 309، الضوء اللامع للسخاوي 2/ 292 (914)، بغية الوعاة للسيوطي 1/ 444 (909)، شذرات الذهب 9/ 321، البدر الطالع للشوكاني 1/ 142 (89)، معجم المؤلفين 2/ 262.
(2)
درر العقود الفريدة للمقريزي 1/ 179 (68)، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 15/ 251، =
الشافعي، وقد صار شيخ الشافعية، ولد سنة إحدى وسبعين وسبع مائة.
وحيد دهره وفريد عصره علماً وزهداً وورعاً وتصنيفاً وإشغالاً وطلبة وحفدة وتداريساً، وصار في عمره ليس له شغل آخر سوى تهذيب تصانيفه وتهذيب تداريسه مكباً على العلم ليلًا ونهاراً لا سيما الفقه والأصول والتاريخ من حين نشأ إلى أن توفي.
لابساً ثوب الصيانة والعفة والديانة والرياسة مع صفاء الخاطر مع الشفقة والخشوع سريع الدمعة والانقياد في الطاعة مع طلابه معاملته لهم بالخير والمسامحة بكل جميل والتردد إلى منازلهم في أفراحهم وعزائهم وتشييع جنائزهم وإعادة مرضاهم مع الهمة العلية الأسدية.
ولهذا تصدى للإشغال بالجامع الأموي من حدود عشرين وثمان مائة، وناب في الحكم بعد ذلك بيسير عن قاضي القضاة نجم الدين ابن حجي واستقر في نيابة الحكم إلى أن انعزل ابن المحمرة، وفي غضون ذلك تولى إفتاء دار العدل بدمشق عوضاً عن الوالد -رحمه الله تعالى- ثم بعده استناب ولده الشيخ بدر الدين -أيده الله تعالى، ثم باشرها استقلالاً حين باشر النيابة للحكم عن قاضي القضاة سراج الدين الحمصي، واستمرت في يده.
ثم أنشأ طلبة كثيرة لم تحصل لمشايخه فضلًا عن أقرانه وهم طبقات:
الطبقة الأولى: ابن الطباخ وتقي الدين الأذرعي وولده العلامة بدر الدين ومن أضرابهم.
الطبقة الثانية: السيد تاج الدين والشيخ شمس الدين البلاطنسي وشهاب الدين ابن قرا ومن أقرانهم.
الطبقة الثالثة: الشيخ زين الدين ابن السناوي وابن سعد وابن أبي خطاب.
= الضوء اللامع للسخاوي 11/ 21 (61)، شذرات الذهب لابن العماد 9/ 392، البدر الطالع للشوكاني 1/ 164 (107)، الأعلام للزركلي 2/ 61.
الطبقة الرابعة: السيد عز الدين وبرهان الدين ابن سقط والأذرعي ونجم الدين ابن قاضي عجلون ومن أضرابهم.
الطبقة الخامسة: مسطرها ومبيضها العبد الفقير أحمد بن محمد الغزي الشافعي بن الشهاب الغزي والمحب ابن قاضي عجلون ومن أضرابهم.
قال الوالد -رحمه الله تعالى-: ولقد حضرت مجالسه في أول الأمر، ورافقت في السماع عليه الطَّبقة الأولى والثانية ثم في سنة خمس وأربعين قسمنا عليه مختصر ابن الحاجب الأصولي وكان القارئ في القسم الثاني قاضي القضاة برهان الدين ابن أبي مفلح اللحياني في جامع التوبة بخط الأوزاع في كل يوم ست وثلاثين إلى أن ختمناه بحمد الله تعالى.
وكان الذي يحضر هذا المجلس مثل الشيخ أبو الفضل المقرئ وغيره من الأفاضل، مثل الشيخ زين الدين. . . . وابن خطاب وتقي الدين الأذرعي وولده وحصلنا منه فوائد.
ثم تولى القضاء بدمشق استقلالًا ثم عزل منها، وقد انفرد في دمشق، لم يبقَ أحد من مشايخه ولا أقرانه فصار هو الشافعي بها.
أخذ الفقه عن جماعة منهم شيخ الإِسلام شهاب الدين ابن حجي والوالد والطيماني وغيرهم، حتَّى صار مكباً على الفقه والتاريخ فلم يزل يكتب فيه إلى أن أسقط القلم من يده ومات فجأة قبل العصر من نهار الخميس خامس عشر ذي القعدة الحرام سنة إحدى وخمسين وثمان مائة عن اثنين وسبعين سنة، وصلى عليه من الغد نهار الجمعة في غدوة بجامع بليق، ودفن بباب الصغير بالمقام المعد له، ودفن على والده بالقرب من سيدي بلال الحبشي مؤذن النبي عليه الصلاة والسلام، وحضرها النواب والقضاة ومن دونهم وكان يوماً عظيماً رحمه الله رحمة واسعة بمنه وكرمه.
* * *