الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مولده تقريباً في حدود الثمانين وسبع مائة.
أخذ العلوم النقلية والعقلية من وجهها من الأئمة الأعلام، ومهر فيها سيما العقليات.
ومن شيوخه الشيخ عز الدين بن جماعة، والقاضي شمس الدين البساطي، وشيخنا الإمام شمس الدين البرماوي، وحضر مجالس الشيخ كما أخبرني به، ومجالس ولده جلال الدين، ولازم شيخنا الإمام ولي الدين العراقي وكان من أعيان جماعته، ثم لازم الإمام علاء الدين البخاري وقرأ عليه في الأصول والمعقول وهو الذي. . . . الدولة الأشرفية فولي من الأشرف شيخه الشافعية بمدرسة. . . .
* * *
القاضي بدر الدين ابن أبي البقا السبكي -وبيته
-
محمد بن (1) محمد بن عبد البر بن يحيى بن علي بن تمام العلامة قاضي القضاة بدر الدين أبو عبد الله محمد بن الإمام العلامة قاضي القضاة بهاء الدين بن أبي البقاء بن القاضي سديد الدين بن القاضي صدر الدين الأنصاري الخزرجي السبكي.
مولده في شعبان سنة إحدى وأربعين وسبع مائة.
سمع بدمشق من أبي اليسر ونفيسة بنت الخَبَّاز وعلي بن المعمر وغيرهم، وأخذ العلم عن والده وغيره من علماء العصر، وفضل في عدة
(1) إنباء الغمر لابن حجر 4/ 333، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 12/ 276، الضوء اللامع للسخاوي 9/ 88 (250)، حسن المحاضرة للسيوطي 1/ 437 (181)، شذرات الذهب لابن العماد 8/ 496.
فنون وأشغل ودرس وأفتى وحدث بمصر والشام وينبع من طريق الحجاز ودرّس بدمشق بالأتابكية والرواحية وغيرهما.
وناب عن والده في القضاء بالقاهرة وباشر عدة من وظائفه وولي مشيخة الحديث بالقبة المنصورية ولما انتقل والده إلى قضاء الشام ولي عوضه تدريس المنصورية والشافعي ولي القضاء بالقاهرة مستقلًا عوضاً عن ابن جماعة في شعبان سنة تسع وسبعين، وأُعطيت قبة الشافعي للشيخ البلقيني والمنصورية للقرافي، فباشر سنة ونحو أربعة أشهر، ثم أُعيد ابن جماعة في أوائل سنة إحدى وثمانين، واستمر القاضي بدر الدين بطالًا ليس بيده وظيفة أزيد من ثلاث سنين، ثم أعيد للقضاء في سلخ صفر سنة أربع وثمانين ودرس بقبة الشافعي لأن ابن جماعة كان قد أخذها في مباشرته وعوض الشيخ عنها الدرس بجامع طولون فباشر خمس سنين ونحو خمسة أشهر ثم عزل بابن الملقن، فلما توفي ابن جماعة ولي خطابة الجامع الأموي وتدريس الغزالية إلى أن وقعت الفتنة بالشام فصرف في رجب سنة إحدى وتسعين ثم ولي القضاء مرتين على القاضي صدر الدين المناوي وعزل في المرتين به -ومدة مباشرته ولاياته الأربع ثمان سنين وصنف في مدة ثمانية عشر سنة، وكان ليناً في مباشرته وفي لسانه رخاوة.
وكان ولده جلال الدين غالباً على أمره فمقت من أجله.
قال شيخنا ابن حجر: اشتغل في الفقه وغيره فمهر، وكان لين الجانب قليل المهابة بخيلًا بالوظائف حسن الخلق كثير الفكاهة، منصفاً في البحث، وكان أعظم ما يعاب به تمكينه ولده جلال الدين من أمور.
توفي في شهر ربيع الآخر قبيل الفتنة -التمرية سنة ثلاث وثمان مائة وله اثنان وستون سنة إلا أشهر- رحمه الله وعفا عنه.
قلت: هو أفضل أولاد القاضي بهاء الدين أبي البقاء وله أخوة ثلاثة غيره منهم:
* قاضي الشام ولي الدين عبد الله (1)، ولي قضاء الشام بعد أبيه في سنة سبع وسبعين واستمر إلى وفاته وكتابه الحاوي وكان يستحضره ويدرس به في مدارس القضاء.
وقد ذكره الشيخ شهاب الدين ابن حجي في تاريخه وقال: كان من أذكياء زمانه وله نظم حسن ومشاركة في الفضل سمعنا عليه وعلى والده، وله كرم وإحسان لطلبة العلم.
مات كهلًا في سنة خمس وثمانين وسبع مائة، وولي بعده بالشام القاضي برهان الدين ابن جماعة.
* والثاني (2): شهاب الدين أحمد وكنيته أبو العباس القاضي شهاب الدين وتمام نسبه تقدم في أخيه.
اشتغل على والده وغيره وفضل ولما توفي والده أعطى تدريس أم الصالح والظاهرية الجوّانية وكانتا بيد أخيه القاضي ولي الدين، فدرس بالظاهرية درساً واحداً ولم تطب له الشام فتوجه إلى مصر وأقام بها إلى أن مات.
وناب في القضاء بمصر عن أخيه بدر الدين وولي نظر بيت المال.
توفي قبل أخيه بسنة في ربيع الآخر سنة اثنتين وثمان مائة وقد جاوز الأربعين بسنوات -رحمه الله تعالى.
* الثالث: قاضي الشام وهو القاضي علاء الدين أبو الحسن (3) علي، ولي قضاء الشام قبل الفتنة وبعدها مرات وكان يرتكب الدين المنصب وهو أول من وزن البرطيل في القضاء وأدى ذلك إلى ضرر في حاله حتى لما مات امتنع من الصلاة عليه جماعة من الناس.
(1) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 154 (687)، إنباء الغمر لابن حجر 2/ 147، الدرر الكامنة لابن حجر 2/ 292 (2212)، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 11/ 244، شذرات الذهب 8/ 496.
(2)
إنباء الغمر لابن حجر 4/ 154، الضوء اللامع للسخاوي 2/ 118 (351).
(3)
إنباء الغمر لابن حجر 6/ 37، الضوء اللامع للسخاوي 5/ 308 (1021).
وكان سبب موته أن السلطان الملك الناصر في بعض قدماته الشام كان المذكور قد التزم بمال كثير وولي القضاء فقدم السلطان عقب ولايته فطالبه بعض أعوانه المرجفين فكبس بيته فهرب القاضي من ناحية أخرى من البيت واختفى فأخذوا ما وجدوا في الدار وحصل للقاضي رجفة عظيمة فأثرت فيه وتمرّض عقب ذلك أياماً يسيرة ومات وذلك في سنة سبع -بتقديم السين- وثمان مائة.
وكان له اشتغال على والده ومشاركة في الفضائل في الجملة، وكان شكلًا حسناً قليل شعر اللحية يخطب خطباً بليغة في الجامع بصوت جهوري حسن، وناب له جماعة في أيام مباشرته وامتحن مرات وكشف عليه ورمي بأمور وأهين من غرمائه في القضاء كالأخنائي وغيره.
وكان عنده صبر واحتمال للأذى كثير الحياء سامحه الله وإيانا -مولده سنة تسع وخمسين وسبع مائة.
* وأما والدهم (1): فهو الإمام العلامة ذو الفنون قاضي القضاة بمصر والشام، بقية العلماء الأعلام بهاء الدين أبو البقاء -وتقدم نسبه أولًا في ترجمة ابنه القاضي بدر الدين.
وذكره الذهبي في المعجم المختص فقال: محمد بن عبد البر بن يحيى بن علي القاضي العلامة بهاء الدين أبو البقاء السبكي الشافعي إمام متبحر مناظر بصيرٌ بالعلم محكم للعربية وغيرها.
ولد سنة سبع وسبع مائة، وطلب الحديث وحصل وناب في الحكم لابن عمهم مع الدين والتقى والتصون. انتهى كلام الحافظ الذهبي.
(1) معجم محدثي الذهبي 160 (292)، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 127 (668)، الذيل على العبر للعراقي 2/ 406، الدرر الكامنة لابن حجر 3/ 490 (1316)، إنباء الغمر لابن حجر 1/ 183، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 11/ 110، حسن المحاضرة للسيوطي 1/ 437 (180)، بغية الوعاة للسيوطي 1/ 152 (254)، شذرات الذهب لابن العماد 8/ 437.