الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صحب الشيخ زين الدين العراقي وكان أصغر من الشيخ بعشر سنين وكان أكثر مسموعاته بقراءة الشيخ، وربما قرأ بنفسه بإذن الشيخ له في ذلك.
وتخرّج برفيقه المذكور ولازمه ملازمة شديدة حتى خلطه بنفسه وزوجه بابنته ولم يكن أحدهما يؤثر على الآخر أحداً.
وقد هذّبه الشيخ حتى صنّف تصانيف مفيدة منها ترتيب الثّقات لابن حبان والزوائد على الكتب الستة في معجم الطبراني الكبير والمعجمين الأوسط والأصغر وفي مسند الدّارمي وأبي يعلى وأحمد بن حنبل، كل من هذه الخمسة على حدة بأسانيده ثم جمع الكل بلا أسانيد في كتاب وتكلم على علم كل حديث بحسب اجتهاده، وكان أكثر اعتماده في ذلك على تهذيب الكمال والميزان للذهبي ثم على ثقات ابن حبان، قل أن يتجاوز ذلك.
وكان شيخاً ساكناً خيراً ديّناً هيّناً ليّناً سليم الفطرة كثير الاحتمال للأذى محباً في الحديث وأهله.
مات في تاسع عشرين رمضان سنة سبع وثمان مائة وله إحدى وسبعون سنة وأشهر رحمه الله تعالى.
* * *
الإمام نور الدين السلمي
علي بن (1) أحمد بن محمد بن سلامة بن عطوف بن يعلى السلمي المكي الشيخ الفقيه البارع الصالح المعمّر العدل الفاضل نور الدّين أبو
(1) العقد الثمين للفاسي 6/ 139 (2035)، إنباء الغمر لابن حجر 8/ 85، الضوء اللامع للسخاوي 5/ 183 (629)، شذرات الذهب لابن العماد 9/ 267.
الحسن أحد فقهاء مكة وعلمائها ومفتيها.
اشتغل على جماعة من الأئمة منهم الشيخ شهاب الدين الأذرعي صاحب القُوت والغُنية، وقد روي لي عنه في عرضي عليه المنهاج بمكة سنة اثنين وعشرين وسأذكر عبارته.
وكان فقيه الحجاز في زمنه بعد ابن ظهيرة وكان يرفع على ولده العلامة محب الدين، وهو الذي سجل عليه وصية شيخ الإسلام الوالد وهي عندي بخطه.
وكان كثير الملازمة لدروس الوالد بمكة وقال فيه في عرضي عليه وهذه عبارته في الإجازة "سيدنا وشيخنا الإمام الأوحد الحجة الحافظ العلامة شيخ الإسلام صفوة الأنام شهاب الدّين أبي العبّاس أحمد بن الشيخ الإمام الصالح عبد الله بن بدر الغزّي.
ثم قال عني في آخرها وأخبرته أني أروي الكتاب -يعني به المنهاج- عن جماعة من شيوخ المذهب من أجلهم علاّمة المذهب وطِرازه المُذْهب شهاب الدين أبو العباس أحمد بن حمدان بن أحمد الأذرعي بحق روايته عن الإمام الحافظ أبي الحجاج يوسف بن الزّكي عبد الرحمن بن يوسف القضاعي عن المؤلف وبروايتي له أيضاً عن الإمام الحافظ بهاء الدين عبد الله بن خليل المكّي إلى آخره.
وكان للمذكور بستان بمكّة يزرع فيه الخضروات، وكان يهدي للوالد منه في كل جمعة وله محاسن كثيرة.
وعمّر إلى قريب التسعين، وقال بعضهم أنّه قارب المائة، توفي رحمه الله تعالى في سنة سبع وعشرين وثمان مائة بمكة، وكانت جنازته مشهودة.
* * *