الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على حافة الطريق المسماة اليوم بمقبرة الشيخ رسلان الإمام الرباني المولى الكبير معاصر سيدي عبد القادر الكيلاني -رضي الله تعالى عنهما- ونفعنا ببركتهما -رحمه الله تعالى وعفا عنا وعنه بمنه وكرمه آمين.
* * *
الشيخ زين الدين بن الجلال العراقي
عبد الرحمن (1) بن الجلال العراقي الشافعي الإمام العلامة زين الدين.
أحد المهرة في المعقولات، وكان فقيهاً يحفظ الحاوي الصغير ويفهمه على وجهه عالماً بالقراآت السبع ديّناً خيّراً سخيّاً.
قدم دمشق فاعترف بعلمه وفضله شيخنا الإمام علاء الدين بن البخاري وأكرمه وأخذ عنه جماعة من الفضلاء منهم صاحبنا العلامة شهاب الدين أَحْمد الكوراني وكان يثني على فضله، ثم زار القدس والخليل وكان شريف النفس فضائله جمة.
توفي إلى رحمة الله تعالى بعد الأربعين وثمان مائة عفا الله تعالى عنه آمين.
* * *
الحافظ الكبير زين الدين العراقي
عبد الرحيم (2) بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن إبراهيم الشيخ
(1) لم أعثر له على ترجمة.
(2)
طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4/ 29 (732)، إنباء الغمر لابن حجر 5/ 170، لحظ الألحاظ لابن فهد 220، الضوء اللامع للسخاوي 4/ 171 (452)، حسن المحاضرة =
الإِمام العلامة حافظ الإسلام بقية الأعلام زين الدين أبو الفضل العراقي الأصل الكردي ثم المصري نزيل القاهرة، ولد في جمادى الأولى سنة خمس وعشرين وسبع مائة.
وقرأ القرآن ثم حفظ التنبيه وعدة كتب واشتغل بالفقه والقراآت وبقية الفنون ولازم الشيوخ في ذلك ومهر وسمع في غضون طلبه العلم من الشيخ جمال الدين ابن شاهد الجيش وعبد الرحمن بن عبد الهادي وعلاء الدين التركماني والشهاب أحمد بن أبي الفرج البابا وابن سمعون وغيرهم.
وولع بتخريج أحاديث الإحياء ووافق الزيلعي في تخريجه أحاديث الكشاف وأحاديث الهداية فكانا يتعاونان.
وكان مفرط الذكاء فأشار عليه القاضي عز الدين ابن جماعة بطلب الحديث لما رآه مكباً على تحصيله وعرّفه الطريق في ذلك فطلبه على وجهه من بعد الخمسين وسبع مائة.
ولو كان طلبه قبل ذلك لأدرك الإسناد العالي فإنه كان يمكنه السماع من ابن المصري خاتمة أصحاب ابن الجميزي وابن رواج بالإجازة ومن جمع من أصحاب النجيب فأكثر عنه ثم رحل إلى دمشق فأدرك ابن الخباز -هو محمد بن إسماعيل- خاتمة أصحاب ابن عبد الدائم والمرداوي -هو أحمد بن. . . .- خاتمة أصحاب الكرماني وأخذ عنهم وعن غيرهم.
ثم أكثر الترحال إلى الشام والحجاز وهمّ بالتوجه إلى بغداد ثم فتر عزمه وسمع بحلب وحماة وحمص وبعلبك وطرابلس وإسكندرية، وأراد التوجه إلى تونس فلم يتفق له ذلك.
ثم أقبل على التصنيف فنظم علوم الحديث لابن الصلاح المسماة اليوم بالألفية ثم شرحه وعمل نكتاً على ابن الصلاح وشرع في تكملة شرح الترمذي تذييلًا على ابن سيد الناس كمّل نحو عشر مجلدات إلى دون ثلثي
= للسيوطي 1/ 360 (96)، شذرات الذهب 9/ 87، البدر الطالع للشوكاني 1/ 354 (236)، الأعلام للزركلي 3/ 344، معجم المؤلفين - كحالة 5/ 205.
الجامع، واختصر تخريج أحاديث الأحياء في مجلدة وله نظم غريب القرآن ونظم منهاج البيضاوي وتخريج أحاديثه، واستدرك على المهمات لشيخه الأسنوي كتاباً سماه مهمات المهمات وعلى وفيات الأعيان ذيلًا على ذيل الحسين بن أيبك.
وعقد مجلس الإملاء في كل ثلاثاء غالباً أكثر من أربع مائة مجلس من حفظه، كثير الفائدة.
وولي قضاء المدينة الشريفة سنة ثمان وثمانين فأقام بها نحو ثلاث سنين.
قال تلميذه الحافظ ابن حجر: وصار المنظور إليه في هذا الفن وخرّج أربعين. . . . متباينة البلدان ولكن لم يكملها رأيتها بخطه وقد زادت على الثلاثين.
ووصفه بحافظ العصر شيخه الشيخ جمال الدين الأسنوي الآتي ترجمته عقبها في طبقاته في ترجمة ابن سيد الناس وفي المهمات أيضاً.
ووصفه بالمهارة في الفن شيخه الشيخ صلاح الدين العلائي، ومن قبله الشيخ تقي الدين السّبكي.
وأخذ عنه فقهاء العصر كأبي المعالي ابن عشائر الحلبي ومات قبله بدهر.
وقرأت عليه كثيراً ولازمته طويلًا وكان لا يترك قيام الليل وإذا صلى الصبح ذكر الله في مجلسه حتى تطلع الشمس ويصلي الضحى ولم أرَ في مشايخي أحسن صلاة منه -انتهى كلام شيخنا الحافظ ابن حجر.
وقال الشيخ العلامة شيخ الشام في عصره ومحدثه ومؤرخه شهاب الدين ابن حجي السعدي المتقدم ترجمته في الأحمدين في حق المذكور: الإِمام الحافظ شيخ المحدثين، كان محدث الديار المصرية، انتهت إليه بها معرفة علم الحديث، كتب وجمع وصنف.
وولي مشيخة الحديث بعدة مواضع ودرّس بالفاضلية وغيرها، ورأيت خطه على فتوى في هذه السنة.