الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حفظ القرآن ثم المنهاج، واشتغل بالقاهرة على مشايخ العصر، وخدم القاضي برهان الدين ابن جماعة فلما ولي قضاء الشام طلبه من مصر واستنابه وباشر بعده النيابة مرات، وفوّض إليه ابن جماعة نظر الصدقات ثم أخذه منه القضاة ثم سُعي فيه أيام النائب تَنُم ورسم له به وكان المذكور حسن المباشرة كثير المواظبة لها ويقضي أشغال الناس كثيراً، وعنده ظرف وله نوادر كثيرة، وكان فقيراً مع عفة في مباشرته.
وكان يحفظ المنهاج إلى آخر وقت وعبارته في العلم مزجاة.
ثم رجع إلى مصر في فتنة تمرلنك وناب في الحكم أيضاً.
توفي بالقاهرة في ذي القعدة سنة خمس وثمان مائة بعد وفاة الشيخ بيومين.
قلت: وكان سكنه بدمشق أيام مباشرته بها بالناصرية الجوانية داخل باب الفراديس وعلى بابها كان يحكم وينسخ وكتب بخطه الكثير.
رحمه الله تعالى وإيانا.
* * *
ابن ناصر الدين الدمشقي
محمد بن (1) أبي بكر بن عبد الله بن محمد بن أحمد، شيخنا الإمام العلامة الحافظ المؤرخ شمس الدين محدث العصر الشهير بابن ناصر الدين الدمشقي.
(1) النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 15/ 205، الضوء اللامع للسخاوي 8/ 103 (215)، ذيل طبقات الحفاظ للسيوطي 317، الدارس في أخبار المدارس للنعيمي 1/ 41، شذرات الذهب لابن العماد 9/ 354، معجم المؤلفين - كحالة 9/ 112.
له الإنشاءات الحسنة والنظم البديع والنثر البليغ والخطب الجليلة والكتابة الحسنة والدروس البديعة.
ودرس بدار الحديث الأشرفية وغيرها وله المصنفات النافعة المباركة الكثيرة نظماً ونثراً في علوم الحديث وله الاستدراكات الحسنة والتعقبات المستحسنة على الحفاظ المتأخرين ضابطاً لما يقوله ويرويه مع تأني وحسن أداء ذو معرفة وسياسة وعقل صحيح.
مولده كما أخبرني به في العشر الأول من المحرم سنة سبع وسبعين وسبع مائة أخذ عن جماعة وسمع على المسند المعمر علاء الدين خطيب عين ترما المعروف بابن المجد الدمشقي وابن الذهبي وغيرهما من أصحاب ابن الشحنة وأجاز له جماعة منهم حافظ عصره الشيخ زين الدين العراقي والشيخ البلقيني وغيرهما. وجل أخذه بدمشق عن الحافظ جمال الدين البعلي المشهور بابن الشرائحي وعن الحافظين العلامتين ابن حجي وابن الحسباني وغيرهما من مشايخ العصر وبرع ومهر في الفن وشاع اسمه واشتهر صيته وصار حافظ البلاد الشامية في عصره بإذعان الموافق والمخالف وسمعنا منه الكثير على شيخنا المذكور وعلى ابن المحب وابن مفلح بصالحية دمشق سنن ابن ماجة بإسناد عال في سنة ست وعشرين وثمان مائة وانتفعت به في هذا الفن وقرأت عليه صحيح مسلم وغيره، وبالجملة فمحاسنه كثيرة.
توفي إلى رحمة الله تعالى في صبيحة نهار الجمعة سابع عشرين ربيع الآخر سنة اثنين وأربعين وثمان مائة وله خمس وستون سنة وقبر بكرة النهار بباب الفراديس، حضره الجم الغفير وتأسف الناس عليه وبموته طوي هذا العلم الشريف، إنا لله وإنا إليه راجعون.
* * *