الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الهندي الذي ورد دمشق ثم توطن حماة آخراً ومات بها.
وله في كل فن حظ وافر مع قصر المدة ولكن أعانه الله وبارك له في أوقاته ولم يزل على ما ذكرناه من الإشغال والاشتغال والقيام بوظائف العبادات وغير ذلك من المحاسن مع حسن الشكالة والتواضع وعدم الكلام فيما لا يعنيه إلى أن أتاه أجله وفجع به أهل عصره.
فمرض أياماً في أوائل رمضان وتوعك توعكاً شديداً لزيادة الثواب والأجر إن شاء الله تعالى، وانتقل إلى رحمة الله تعالى في يوم الثلاثاء تاسع رمضان المعظم قدره سنة إحدى وثلاثين وثمان مائة وله ثلاث وثلاثون سنة وقبر بالصوفية بتربتهم عند القلندرية، وكان يوماً مشهوداً وحزن عليه العامة والخاصة وشيعه خلق كثير تغمده الله برحمته.
* * *
الشيخ تاج الدين ابن بهرمان
محمد بن (1) الخطيب البعلي الأصل المعروف بابن بهرمان الدمشقي أبو الفضل المفنن الأديب البارع تاج الدين أحد الفضلاء والأذكياء المشهورين.
اشتغل على والدي وبرع ومهر في الفنون وشارك في الفضائل، وكان الوالد يصفه بالذكاء.
وكان يلبس على هيئة الجند صغير الحجم ضخم المعاني له محاضرة حسنة ومحاسن متعددة وله الإنشاءات البليغة وهو منشئ الخطبة التي خطبت بها في ختم القرآن في سنة عشرين وثمان مائة في حياة الوالد وكانت بديعة.
(1) لم أعثر له على ترجمة.
وكان كثير الملازمة لدروس الوالد في الجامع وفي البيت ويسافر معه وأخذ عنه الأصول وبرع فيه وكان فيه أمثل من الفقه، وكانت له أيضاً معرفة جيدة بعلم الطب.
وله نثر ونظم حسن فمنه القصيدة الدالية التي مدحني بها لما أكملت نسختي البديعة بالمنهاج وصليت بالقرآن وابتدأت في الكتاب المذكور وذلك في أخريات حياة الوالد في سنة أحد وعشرين فقال:
ليهنى رضى الدين سعد مجددُ
…
وجد على مرّ الجديدن مُسْعدُ
فمولده أبدى الدلائل أنه
…
على الخير والأسوا يحمى ويُحمَدُ
ونبهنا منهاجه للطائف
…
حَوَت نكتاً تغني اللبيب وترشدُ
وأصحاب علم الحرف دلهم اسمه
…
على حسن فعل منه للضد يُكمدُ
وإن بسطا فوق السماكين منزلا
…
له الأنجم الزهر الثواقب تحسدُ
بوفق اسمه سرٌّ بسر محبه
…
وذو الفهم في ذا السر لا يترددُ
أتى غاية في الحسن إذ جا تسعه
…
ومن شانه مَن شانَه فهو مُبعَدُ
فالأول والثاني اسمه وفقيهه
…
وناسخه ثالثهما والمجلدُ
لهم رابع ثم المذهب خامس
…
وسادسهم منشي المديح محمدُ
ومادحه قبلي بذلك سابع
…
وثامنهم فهو الإمام المسددُ
عنيت الإمام الشافعي بلدّيه
…
وتاسعهم خير النبيين أحمدُ
محمد المبعوث للخلق رحمة
…
ومن شرعه الشرع القويم المؤيدُ
بحرمته يارب عبدك أبقه
…
وبلغ أباه منه ما منك يقصدُ
إلى أن نراه في العلوم شبيهه
…
تُحل لديه المشكلات وتعقدُ
إذا صدر الطلاب هماً لعلمه
…
رووا عن بحار العلم ما عنه يُورَدُ
فيمنح ما أعيا الألبّاء جمعه
…
وعن فهمهم ما يوهم العكس يطردُ
هو البحر لكن ليس للبحر قدره
…
يقابله وانظر له كيف يرعُدُ
وإن أوقد الحساد ناراً لحربه
…
نراه بما أوتيه للمال تخمدُ
فعش وابق واسلم وارق واسمُ وسُدْ وَدُمْ
…
ومُرْ وَانْه وامنَع واحم أنت المسَّودُ