الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبد الله بن عنين
عبد الله بن (1) عنين الدمشقي أحد الفضلاء البارعين من طلبة والدي.
اشتغل ومهر وبرع، مات شابًا في طاعون سنة تسع عشرة وثمان مائة رحمه الله تعالى.
* * *
قاضي القضاة شيخ الإسلام جلال الدين ابن الشيخ
عبد الرحمن (2) بن عمر بن رسلان بن نصير بن صالح بن شهاب بن عبد الخالق بن عبد الحق البلقيني الكناني المصري الإمام العلامة قاضي القضاة شيخ الإسلام جلال الدّين أبو الفضل ابن الشيخ، مولده في سنة ثلاث وستين وسبعمائة بالقاهرة.
وحفظ بها القرآن العظيم وعدة محفوظات واشتغل على أبيه وغيره من مشايخ العصر وأدرك جده لأمه الشيخ الإمام بهاء الدين بن عقيل وروى عنه.
وبلغني أنه حضر هو وأخوه عند الشيخ جمال الدين الأسنوي بإشارة أبيهما، ودخل دمشق هو وأخوه مع أبيهما لمّا ولي القضاء بها سنة تسع وستين.
(1) لم أعثر له على ترجمة.
(2)
طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4/ 78 (768)، إنباء الغمر لابن حجر 7/ 440، رفع الإصر عن قضاة مصر 2/ 332، لحظ الألحاظ لابن فهد 282، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 14/ 74، الضوء اللامع للسخاوي 4/ 106 (301)، شذرات الذهب لابن العماد 9/ 242، الأعلام للزركلي 3/ 320، معجم المؤلفين 5/ 161.
وفي تلك السنة توفي جده الشيخ بهاء الدين المذكور فاستجاز له حينئذ الشيخ شهاب الدين ابن حجي شيوخ ذلك الوقت.
ولما رجع والده إلى القاهرة صرف همته إليه حتى مهر في مدة يسيرة وتقدم واشتهر بالفضل وقوة الحفظ.
ثم لما مات أخوه القاضي بدر الدين سنة إحدى وتسعين كما تقدم في ترجمته استقر مكانه في قضاء العسكر ودخل مع أبيه أيضاً دمشق في سنة ثلاث وتسعين والعلماء إذ ذاك بالشام كثيرون فظهر فضله وعلا صيته، وكان والده يعظّمه وُيصغي إلى أبحاثه ويصوّب ما يقول، ثم دخل دمشق معه ثالثاً في سنة ست وتسعين وهي آخر قَدَمات والده.
واستمر على الطلب والاجتهاد والإفتاء والتدريس وشغل الطلبة، ثم ولي قضاء الديار المصرية بعد تحقق موت القاضي صدر الدين المناوي في سنة أربع وثمان مائة قبل وفاة والده بسنة وكُسر ثم عُزل ثم أُعيد مراراً إلى أن تعصّب له جمال الدين الاُستادار الحلبي المشهور في الدولة الناصرية فرحل عنه القاضي شمس الدين الأخنائي إلى الشام فاستمر من سنة ثمان وثمان مائة إلى أن صرف في وقعة الناصر بدمشق سنة خمس عشرة ثم أُعيد عن قريب واستمر في الدولة المؤيدية لكن صرف بعد ذلك بالقاضي شمس الدين الهروي ثم أُعيد قبل سنة وذلك في سنة اثنين وعشرين.
قال بعضهم: وقد جلس في بعض المهمات التي قدم فيها مع الناصر بالجامع الأموي وقرئ عليه البخاري وكان يتكلم على مواضع منه.
وكان فصيحاً بليغاً ذكياً سريع الإدراك، وكان قد نقص عما كان عليه قبل ولاية القضاء، قال مرة: نسيت من العلم بسبب القضاء والأسفار العارضة بسببه ما لو حفظه شخص لصار عالماً كبيراً. انتهى.
قال صاحبه شيخنا الحافظ ابن حجر -أمتع الله ببقائه- كان له بالقاهرة صيت لذكائه وعظمة والده في النفوس، وكان من عجائب الدنيا في سرعة الفهم وجودة الحفظ وكان من محاسن القاهرة ويكتب على الفتوى كتابة
حسنة بسرعة، وكان سليم الباطن حسن الشكالة لا يعرف الخبث والمكر كوالده -رحمهما الله تعالى. انتهى.
قلت: وصنف كتباً كثيرة منها الإبهام على البخاري في أسماء رجاله المبهمين وقد حضرته يقرأ عليه، وجمع فوائد على الروضة وعلى المنهاج وهي المسماة بالنكت وبعضهم يسميها بتصحيح المنهاج، وجمع كتاباً في مناقب والده وغير ذلك وقد حضرته مرات.
وكان كثير المحبة للوالد والمكاتبة له وينزل عنده أيام قدومه دمشق في الدولة المؤيّدية، وقد صلى خلفي لما صلّيت بالقرآن في سنة عشرين وثمان مائة من أوله إلى قوله تعالى:{وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ} (1) من قبل نصف الأنبياء متوالياً.
ثم رحل تلك السنة رابع عشر شهر رمضان مع المؤيد إلى البلاد الشمالية ثم قدم إلى دمشق بعد ذلك في سنة أربع وعشرين صحبة ابن المؤيد شيخ.
وعَرضت عليه تلك السنة المنهاج والمحرر في أحاديث الأحكام لابن عبد الهادي بمنزله بصالحية (2) دمشق وكتب لي بهما إجازة عظيمة بخطه رحمه الله تعالى وذلك بعد موت الوالد كما علمتَه في ترجمته، وأضفناه في تلك السنة بمنزلنا ببيت الآلهة ظاهر دمشق.
وكان سهل الانقياد حسن الخَلْقِ والخُلُقِ كثير الاستحضار له حرمة وعظمة في النفوس.
ثم رد تلك السنة في أواخر رمضان صحبة الظاهر طَطَرْ فحصل له مرض في الطريق وضاقت أخلاقه فلما قدم القاهرة لم يقم إلا قليلاً وتوفي يوم الأربعاء عاشر شوال سنة أربع وعشرين وثمان مائة عن إحدى وستين
(1) سورة الأنبياء، الآية:51.
(2)
الصالحية: قرية كبيرة. . . من غوطة دمشق -معجم البلدان- ياقوت الحموي 3/ 442 (7442).