الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأحمدون
الشيخ شهاب (1) الدين ابن الحسباني
أحمد بن خليفة بن إسماعيل بن خليفة بن عبد العال الحسباني الأصل ثم الدمشقي الإمام العلامة قاضي القضاة شهاب الدين أبو العباس بن العلامة فقيه الشام في زمانه عماد الدين ابن الحسباني، مولده في سنة تسع وأربعين وسبع مائة أو في التي قبلها بدمشق.
اشتغل على والده وغيره من مشايخ عصره وقرأ على العتابي في العربية وبرع فيها وفي الحديث، وكان يقرأ قراءة حسنة، ودخل إلى القاهرة وسمع بها وبدمشق من جماعة، وحصّل الأجزاء وضبط الأسماء واعتنى بتحرير المشتبه منها وكتب بخطه أشياء مفيدة، وكان يحضر عند والده في حلقة الفقه وفهمه جيد صحيح.
ودرّس بالأمينية والإقبالية وغيرهما وخطب بجامع التوبة وقد قدمنا في ترجمة ابن الجزري تنازعه هو وإياه فيها ثم استمرت بيد الحسباني.
وأفتى وحكم نيابة مدة ثم استقلالًا وشارك في الخطابة ومشيخة
(1) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 4/ 10 (176)، إنباء الغمر لابن حجر 7/ 78، الضوء اللامع للسخاوي 1/ 237، لحظ الألحاظ لابن فهد 244، ذيل تذكرة الحفاظ 374، الدارس في تاريخ المدار للنعيمي 1/ 123، شذرات الذهب لابن العماد 9/ 162، الأعلام للزركلي 1/ 97، معجم المؤلفين - كحالة 1/ 164.
الشيوخ، وآذاه القاضي برهان الدين ابن جماعة كثيراً، وامتحن من جهة الدولة مرات وكاد يهلك.
وكان له همة عليا وكرم وإحسان للطلبة وغيرهم، وتخرّج عليه جماعة وقرأ عليه القاضي ناصر الدين البارزي في القلعة السيرة النبوية.
وبالجملة: فكان من أعيان العلماء، والناس يرونه بالمنزلة العليا لكونه ابن شيخ المذهب، وكان الشيخ لما يقدم دمشق ينزل عنده بالإقبالية، وكان من وجوه الفقهاء، وبعضهم يكرهه لوجاهته عليهم وبتقدمه على الأعيان منهم، كالشيخ شهاب الدين ابن حجي وغيره، وهو أهل لذلك وكان مقداماً في الأمور.
مات في ربيع الآخر سنة خمس عشر وثمان مائة ودفن بسفح قاسيون.
قلت: كذا أرّخه شيخنا الشيخ تقي الدين ابن قاضي شهبة في تاريخه وطبقاته، وأظنه وهم وإنما توفي في أوائل سنة ست عشرة قبل صاحبه الشيخ شهاب الدين ابن حجي بيوم أو يومين رحمهما الله تعالى.
* ووالده الشيخ (1) الإمام عماد الدين، فقيه الشام في زمنه أبو الفدا، مولده تقريباً سنة ثمان عشرة وسبع مائة.
وأخذ بالقدس عن الشيخ تقي الدين القلقشندي ولازمه حتى فضل، وقدم دمشق سنة ثمان وثلاثين وتنزل بالشامية البرانية وأنهاه مدرسها الشيخ شمس الدين النقيب تلميذ النووي، وانتهى معه الشيخ جلال الدين حجّي في تلك السنة، ولم يزل في عزٍّ وازدياد واشتهر بالفضيلة ولازم الشيخ محيي الدين المصري شيخ شيخه حتى أذن له بالإفتاء.
ودرس وأفتى وأفاد وقُصد بالفتاوى من البلاد وناب في الحكم عن أبي البقاء والشيخ لما ولِّي قضاء الشام في سنة تسع وستين تلك المدة.
(1) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 83 (637)، ذيل العبر للعراقي 2/ 450، إنباء الغمر لابن حجر 1/ 203، الدرر الكامنة 1/ 366 (925)، الدارس في أخبار المدارس للنعيمي 1/ 121، شذرات الذهب لابن العماد 8/ 440، معجم المؤلفين - كحالة 2/ 269.