المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌شيخ الشافعية جمال الدين الأسنوي -تغمده الله برحمته - بهجة الناظرين إلى تراجم المتأخرين من الشافعية البارعين

[الرضي الغزي]

فهرس الكتاب

- ‌وصف النسخ المخطوطة:

- ‌أولاً: نسخة الظاهرية:

- ‌ثانياً: نسخة الرباط:

- ‌نسبة الكتاب للمصنف رحمه الله

- ‌شكر وتقدير:

- ‌ترجمة المصنف -رضي الدين الغزي-رحمه الله 811 - 864 ه

- ‌اسمه وكنيته و‌‌مولده:

- ‌مولده:

- ‌آل بيت الغزي:

- ‌ترجمة الأب شهاب الدين الغزي: 770 - 822 هـ رحمه الله

- ‌ترجمة الابن -رضي الدين بن رضي الدين الغزي- 862 - 935 هـ رحمه الله

- ‌ترجمة الحفيد: بدر الدين الغزي 904 - 984 هـ رحمه الله

- ‌ترجمه ابن الحفيد -نجم الدين الغزي- 977 - 1061 هـ رحمه الله

- ‌مشايخه وأقرانه:

- ‌مؤلفاته:

- ‌وفاته:

- ‌مصادر ترجمة المصنف رحمه الله

- ‌ بدر الدين ابن العصياتي

- ‌القلقشندي وبيته

- ‌الونائي

- ‌ابن كثير

- ‌ابن الشاغوري

- ‌الشيخ نجم الدين المرجاني

- ‌عز الدين ابن جماعة

- ‌شمس الدين الغَرّاقي

- ‌جمال الدين البهنسي

- ‌ابن ناصر الدين الدمشقي

- ‌محمد شمس الدين ابن أبي الحياة

- ‌الشيخ شمس الدين بن ركن الدين

- ‌الشيخ بهاء الدين ابن إمام المشهد

- ‌شمس الدين الأسيوطي

- ‌شمس الدين الحصني ابن أخي الشيخ تقي الدين

- ‌شيخنا الشيخ شمس الدين الكفيري

- ‌الشيخ بدر الدين الرمثاوي

- ‌شمس الدين البيجوري

- ‌تاج الدين ابن بهادر

- ‌الشيخ تاج الدين ابن بهرمان

- ‌الشيخ تاج الدين الغرابيلي

- ‌الشيخ شمس الدين ابن الطباخ

- ‌شمس الدين البلاطنسي

- ‌الشيخ شمس الدين المكيسي

- ‌الشيخ شمس الدين ابن الحدادني

- ‌شمس الدين ابن الخراط

- ‌شمس الدين الأذرعي

- ‌الشيخ بدر الدين الزركشي

- ‌شمس الدين القليوبي

- ‌جمال الدين ابن ظهيره

- ‌الشيخ الصالح شمس الدين البرشنسي

- ‌الشيخ شمس الدين ابن المنهاجي

- ‌شيخنا العلامة شمس الدين البرماوي

- ‌العلامة بدر الدين ابن الشيخ -رحمهما الله

- ‌الشيخ شمس الدين النابلسي

- ‌شمس الدين الكفتي

- ‌الشيخ شمس الدين ابن القطان

- ‌جمال الدين الشيبي

- ‌شمس الدين القاياتي

- ‌القاضي بدر الدين ابن أبي البقا السبكي -وبيته

- ‌الشيخ شمس الدين ابن الجزري

- ‌الشيخ شمس الدين العيزري

- ‌الشيخ العلامة كمال الدين الدميري

- ‌الشيخ محمد البلالي العالم الصوفي

- ‌الشيخ البارنباي

- ‌الشيخ الشطنوفي

- ‌ شمس الدين الأسيوطي

- ‌قاضي القضاة شمس الدين الهروي

- ‌محمد الحمصي

- ‌بدر الدين الجعبري

- ‌الشيخ شمس الدين ابن زهره الحبراضي

- ‌الأحمدون

- ‌الشيخ شهاب الدين ابن العماد الأقفهسي

- ‌الشيخ شهاب الدين ابن حجّي-رحمه الله تعالى -شيخ الشافعية

- ‌شهاب الدين بن كيكلدي

- ‌الشيخ العلامة شهاب الدين الملكاوي

- ‌الشيخ شهاب الدين الحلبي

- ‌شيخ الإسلام الوالد -رحمه الله تعالى--شهاب الدين الغزي- نفعنا الله به

- ‌ولي الدين أبو زرعة العراقي

- ‌الشيخ شهاب الدين الطنتدائي-شارح جامع المختصرات

- ‌شهاب الدين الحسيني

- ‌شيخنا الإمام حافظ العصر ابن حجر

- ‌الخيوطي

- ‌شهاب الدين السلاوي

- ‌الشيخ شهاب الدين اين الناصحالمصري رحمه الله

- ‌بدر الدين الطُّنْبُذي

- ‌الشيخ شهاب الدين ابن المحمّرة

- ‌الشيخ العلامة شهاب الدين ابن الهائم

- ‌الشيخ العلامة شهاب الدين ابن نشوان

- ‌قاضي القضاة محب الدين ابن ظهيرة

- ‌شهاب الدين الوجيزي

- ‌الشيخ شهاب الدين ابن رسلان

- ‌قاضي القضاة شهاب الدين الباعوني

- ‌برهان الدين ابن علوان

- ‌أبو إسحق البيجوري

- ‌برهان الدين السرّائي

- ‌برهان الدين ابن زقاعة

- ‌الشيخ شهاب الدين ابن خطيب عذرا رحمه الله

- ‌إبراهيم الملكاوي

- ‌الحافظ أبو إسحاق الحلبي

- ‌إبراهيم الأصيل

- ‌الشيخ العلامة برهان الدين الأبناسي

- ‌الشيخ العلامة مجد الدين البرماوي

- ‌شرف الدين أبو الفدا اليمني المقرئ

- ‌شيخنا شيخ الإسلام تقي الدين ابن قاضي شهبة

- ‌الزين المراغي

- ‌أبو بكر الخزرجي

- ‌الشيخ تقي الدين اللوبياني

- ‌الشيخ تقي الدين الحِصني

- ‌ حرف الباء *

- ‌حرف التاء

- ‌الشيخ العلامة تاج الدين البديري

- ‌ حرف الثاء *

- ‌ حرف الجيم *

- ‌حرف الحاء

- ‌الشيخ حسام الدين الأبيوردي

- ‌الشيخ بدر الدين ابن قاضي أذرعات

- ‌ حرف الخاء *

- ‌حرف الدال

- ‌الشيخ داود الكردي الحلبي

- ‌ حرف الذال *

- ‌حرف الراء

- ‌بهاء الدين البلقيني -ابن أخي الشيخ

- ‌ حرف الزاي *

- ‌حرف السين

- ‌الشيخ سعد الدين النَّوَاوِي

- ‌الشيخ سعد الدين الآمدي

- ‌الشيخ سالم النّاعوري

- ‌ حرف الشين *

- ‌حرف الصاد

- ‌الشيخ شرف الدين

- ‌الشيخ صدقة الترمنتي

- ‌ حرف الضاد *

- ‌حرف الطاء

- ‌الشيخ زين الدين ابن الصلف

- ‌ حرف الظاء *

- ‌حرف العين

- ‌الحافظ جمال الدين ابن الشرايحي

- ‌القاضي جمال الدين ابن الزهري -وفيها ترجمة والده

- ‌الشيخ جمال الدين الفرخاوي

- ‌العلامة جمال الدين الطيماني

- ‌عبد الله بن عنين

- ‌قاضي القضاة شيخ الإسلام جلال الدين ابن الشيخ

- ‌العلامة زين الدين الفارسكوري

- ‌الشيخ زين الدين ابن لاجين

- ‌الشيخ أبو هريرة ابن النقاش واعظ القاهرة

- ‌الشيخ زين الدين الملكاوي

- ‌الشيخ زين الدين الكردي الواعظ

- ‌الشيخ زين الدين بن الجلال العراقي

- ‌الحافظ الكبير زين الدين العراقي

- ‌شيخ الشافعية جمال الدين الأسنوي -تغمده الله برحمته

- ‌القاضي تاج الدين ابن الزُّهري رحمه الله

- ‌الشيخ زين الدين الكفيري وأخوه صدر الدين

- ‌الفقيه عمر الحمصي

- ‌قاضي القضاة نجم الدين ابن حجّي

- ‌الشيخ سراج الدين ابن الملقّن

- ‌الشيخ فخر الدين البرماوي

- ‌الإمام نور الدين الهيثمي

- ‌الإمام نور الدين السلمي

- ‌نور الدّين الأزرق

- ‌الإمام نور الدين الآدمي

- ‌الإمام نور الدين ابن الزيّات

- ‌الشيخ العلامة نور الدين الأبياري النّحوي

- ‌القاضي نور الدين ابن الملقن

- ‌الشيخ علاء الدين بن سَلامَّ

- ‌شيخنا الشيخ علاء الدّين ابن الصَّيْرَفِيّ

- ‌ابن خطيب الناصرية

- ‌الشيخ علاء الدين الصَّلَخْدِي

- ‌ حرف الغين *

- ‌ حرف الفاء *

- ‌ حرف القاف *

- ‌ حرف الكاف *

- ‌ حرف اللام *

- ‌حرف الميم

- ‌الشيخ ماهر المصري

- ‌الشيخ نور الدّين ابن خطيب الدَّهْشَة

- ‌موسى الحلبي

- ‌موسى البعلي

- ‌ حرف النون *

- ‌حرف الهاء

- ‌همّام الخوارزمي

- ‌ حرف الواو *

- ‌حرف الياء

- ‌شيخنا الشيخ محيي الدين المصري

- ‌يوسف النابلسي

- ‌يوسف الأنبابي

- ‌ابن خطيب المنصورية

- ‌يوسف التّبريزي

الفصل: ‌شيخ الشافعية جمال الدين الأسنوي -تغمده الله برحمته

وكان حسن الوجه والشيبة، مات بعد خروجه من الحمام في شعبان سنة ست وثمان مائة وله إحدى وثمانون سنة وثلاثة أشهر -رحمه الله تعالى-.

قلت: وترجمة الحافظ المذكور استيعابها يطول لا سيما في مختصرنا هذا وشهرته تغني عن الإطناب في أمره وتصانيفه ناطقة بفضله وهو شيخ الجماعة والأئمة الذين كانوا في عصره ولعل غالبهم تلامذته في الفن، وقد أدركنا غالب أعيان تلامذته وأخذنا عنهم بحمد الله وهو ولد شيخنا الإمام وليّ الدين المتقدم في الأحمدين ولنقتصر منها على ما ذكرناه.

وقد أحببت أن أترجم سميّه وشيخه إمام المذهب وشيخه في عصره جمال الدين عبد الرحيم الأسنائي، وقد أفرد له تلميذه الحافظ المذكور ترجمة حسنة وقفت عليها وهي عندي فلنذكر مقاصدها ونضيف إلى ذلك ما تيسر من كلام غيره مع ما اطلعت عليه من ترجمته إن شاء الله تعالى فلا تمل من طولها فإنها بديعة تشتمل على فوائد ومحاسن جليلة فنقول وبالله التوفيق.

* * *

‌شيخ الشافعية جمال الدين الأسنوي -تغمده الله برحمته

-

هو الإمام العلم شيخ الإسلام وأُستاذ المتأخرين الأعلام وإمام عصره في الفنون مُرتّب المذهب ومنقّحه ومتقنه ومهذبه جمال الأئمة مفتي الأمة أبو الحسن عبد الرحيم الأسنوي القرشي الشافعي.

وقد ساق نسبه صاحب الترجمة الحافظ المذكور إلى معد بن عدنان من ولد إسماعيل جد النبي صلى الله عليه وسلم فقال:

ص: 200

هو عبد الرحيم (1) بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن إبراهيم بن علي بن جعفر بن سليمان بن الحسن بن الحسين بن عمر بن الحكم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان القرشي الأموي الإسنوي الشافعي أبو محمد جمال الدين.

سُمّي ولقب بذلك باسم عمه جمال الدين عبد الرحيم بن علي، وكان توفي قبل مولد صاحب الترجمة بيسير فلما ولد سمّوه باسمه ولقبوه بلقبه.

قلت: وقد أشار هو -أعني الشيخ جمال الدين- إلى ذلك في طبقاته في آخر ترجمة والده من أوائل الكتاب المذكور، وكان مولده رحمه الله بِأَسنا (2) من صعيد مصر الأعلى في أواخر سنة أربع وسبعمائة ونشأ بها وحفظ القرآن والتنبيه وتوفي أبوه سنة ثمان عشرة وسبع مائة.

قلت: وقد ذكر هو ذلك في طبقاته في ترجمة أبيه -أعني مولده ووفاة والده.

ثم قدم إلى مصر سنة إحدى وعشرين وسبع مائة ونزل بدار الحديث الكاملية بالقاهرة وتفقه بها على الشيخ قطب الدين محمد بن عبد الصمد بن عبد القادر السنباطي والشيخ جمال الدين أحمد بن محمد بن سليمان الوجيزي.

قلت: لقب بذلك لكونه كان يحفظ الوجيز للغزالي كما نبّه على ذلك

(1) طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 3/ 98 (646)، الدرر الكامنة لابن حجر 2/ 354 (2386)، النجوم الزاهرة لابن تغري بردي 11/ 91، بغية الوعاة للسيوطي 2/ 92 (1518)، حسن المحاضرة للسيوطي 2/ 429 (175)، شذرات الذهب لابن العماد 8/ 383، البدر الطالع للشوكاني 1/ 352 (235)، الأعلام للزركلي 3/ 344، معجم المؤلفين - كحالة 5/ 203.

(2)

أسنا: مدينة بأقصى الصعيد -معجم البلدان- ياقوت الحموي 1/ 224 (636).

ص: 201

صاحب الترجمة في طبقاته في ترجمة المذكور من أواخر الكتاب في حرف الواو فاعلم ذلك.

وتفقه أيضاً على علاء الدين علي بن إسماعيل بن يوسف القونوي شارح الحاوي والشيخ مجد الدين الزنكلوني والشيخ تقي الدين السبكي، وأخذ الأصلين عن الشيخ علاء الدين القونوي المذكور وعن الشيخ بدر الدين محمد بن أسعد التستري وأخذ النحو عن الشيخ أبي الحسن الأنصاري والد تلميذه الشيخ سراج الدين ابن الملقن الآتي ذكره إن شاء الله في هذا الباب والشيخ أثير الدين أبي حيان وسمع الحديث من أبي النون يونس بن إبراهيم بن عبد القوي العسقلاني وأبي علي بن الأثير وأبي الفضل بن الصابوني وأبي الحسن بن النقيب وأبي محمد بن عبد العزيز بن عيسى بن العادل أبي بكر بن أيوب والعلاّمة شمس الدين القمّاح والعلامة الفقيه كمال الدين الأسواني في آخرين.

وبرع في الفقه وأصوله وجمل النحو وفصوله حتى صار في الفقه أوحد زمانه وفي الأصول فارس ميدانه وفي النحو ترجمان لسانه، سلك من طريق العلوم أفسح المسالك وأدرك في تحقيق المفهوم أنقح المدارك، جرّد الهمة لما درس في معاهد التدريس وجدد في الأمة ما أسس من قواعد محمد بن إدريس، طار اسمه في الأقطار فعلًا وسار علمه في الأمصار فحلاً وصار حكمه في الأعصار مثلًا، فإن ذكر في النسب فهو في دوحة عليائه وأن ذكر في الأدب فهو حامل لوائه، وأن ذكر التصون والعفاف فهو ذو جريجه، وإن ذكر الفقه فهو ابن سريجه، وإن ذكر الأصول فهو أصيله وأثيله، وإن ذكر النحو والعروض فهو خليله، وإن ذكر التاريخ فهو إنسان عيونه، وإن ذكر الحديث فهو لسان متونه، وإن ذكر التوحّد في تأويل التنزيل فهو سعيد بن جبير، وإن ذكر التفرّد فهو أبو السليل ضريب بن نفير، وإن ذكر التفوه بالحكم فهو قس بن ساعدة، وإن ذكر التوجه في الظلم فما ريحانة العابدة، وإن ذكر بذل الفضل فهو عديُّهُ وحاتمه، وإن ذكر قول العدل فهو وليّه وحاكمه، وإن ذكرت السباق فهو صهيبها وبلالها، وإن ذكرت مكارم الأخلاق فهو صيّبُها وطلَالها.

ص: 202

كان بحراً لا تدركه الدَّلاء وحبراً لا يضجره الإملاء وسراً لا يغيره الابتلاء، إن جلس مع أهل الدنيا فهو سيدهم وإن حضر مع أصاغر طلبته فهو أحدهم، لا يستأثر عليهم بمأكل ولا مشرب وليس له عن طالبيه مفر ولا مهرب، لا يطوي عن أحد منهم بشراً ولا يلوي عنقه عن السائل كبراً ولا يأوي إلى حب التعاظم فخراً ولا ينوي لأحد من أهل الدين عذراً.

سما عن سمات الغدر فهو بريّه

فليس له فيما رأيت شبيه

فما ناطق في الكون إلا بعلمه

وإحسانه في الخافقين يفوه

انتصب للإقراء والتدريس والإفادة من سنة سبع وعشرين وسبع مائة وهلمّ جرا إلى قبل وفاته بيومين فتفقه عليه وتخرّج به جماعة من الأئمة الفضلاء منهم أولاد شيخه الشيخ علاء الدين القونوي الثلاثة محب الدين محمود والشيخ بدر الدين الحسن والشيخ صدر الدين عبد الكريم والشيخ جمال الدين إبراهيم بن محمد بن عبد الرحيم بن الأسيوطي والشيخ علاء الدين علي بن محمد بن عبد الرحيم الأقفهسي والشيخ برهان الدين إبراهيم بن موسى بن أيوب الأبناسي والشيخ سراج الدين عمر بن الشيخ أبي الحسن علي بن أحمد الأنصاري والشيخ شهاب الدين أحمد بن أحمد بن إبراهيم بن القمّاح والشيخ زين الدّين أبو بكر بن الحسين بن عمر المراغي والشيخ صدر الدين سليمان بن إبراهيم الأمسيطي في آخرين لا يحصون كثرة.

وسمع عليه الحديث جماعة من الأئمة منهم الشيخ شمس الدين أبو العباس محمد بن أحمد بن موسى بن سند اللّخمي والشيخ جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن رجب البغدادي والشيخ شهاب الدين أحمد بن علي بن محمد العرياني والشيخ صدر الدين سليمان بن يوسف بن مفلح الياسوفي والشيخ نور الدين علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي.

قال الحافظ زين الدين العراقي -صاحب الترجمة الأولى-: وحضرت آخراً من مسموعاته، سمعها ابني أبو زرعة أحمد وقرأت عليه أيضاً من مصنفاته التمهيد والكوكب، وكان بعض الكتابين بقراءة الشيخ جمال الدين

ص: 203

ابن الأميوطي وسمع الكتابين المذكورين ابني أبو زرعة وصاحبنا الشيخ نور الدين الهيثمي المذكور، وقرأت عليه قطعة صالحة من المهمات سمعها ابني أبو زرعة والهيثمي أيضاً. انتهى.

قلت: ومن طلبته الذين لم يذكرهم الحافظ زين الدّين العراقي جماعة آخرين أذكر منهم من حضرني الآن ذكره فمنهم الشيخ بدر الدين الزركشي الإمام المشهور صاحب المصنّفات، وهو الذي كفل شرحه على المنهاج والشيخ نور الدين الأدمي والبرسهسي والشيخ كمال الدين الدميري والطنبدي والشيخ برهان الدين البيجوري والشيخ مجد الدين البرماوي والشيخ زين الدين الفارسكوري والشيخ محب الدين الخصوصي والشيخ شهاب الدين القمني شيخ زين الدين القمني والبكري الكبير وغيرهم، وطلبته الأعيان يزيد على المائة.

وأما من حضره أو قرأ عليه وهو صغير فكثير لا يحضرني، منهم ولد الشيخ زين الدين شيخنا الإمام ولي الدين، وكذلك الشيخ سراج الدين البلقيني كما تقدم بإشارة أبيهما في آخرين.

وكان الشيخ زين الدين لم يذكر إلَّا الأعيان من الطبقة الأولى من تلامذته الذين هم من أضرابه وأخبرني بعض الفقهاء من المصرين المطلعين أن تلامذته تشتمل على سبع طبقات.

قال شيخنا الإمام ولي الدين ولد الحافظ زين الدين المذكور في وفياته: اشتغل بالعلوم فمهر في الفنون واشتهر صيته وطبق الأرض ذكره حتى صار أكثر علماء الديار المصرية من طلبته. انتهى.

ذكر مصنفاته: قال الشيخ زين الدين: صنف كتباً مفيدة نفع الله بها الناس فمن أجلّها كتاب المهمّات في ثمان مجلدات في الكلام على مواضع من شرح الرافعي الكبير والروضة، ومنها كتاب جواهر البحرين في تناقض الحبرين مجلد، ومنها الهداية إلى أوهام الكفاية لابن الرفعة مجلدان أو مجلد ضخم، ومنها شرح منهاج البيضاوي مجلد، ومنها التصحيح والتنقيح يتعلقان بالتنبيه، ومنها زوائد المحصول والأحكام وأصول ابن الحاجب على

ص: 204

منهاج البيضاوي جزء لطيف، ومنها كتاب التمهيد فيما يبنى من المسائل الفقهية على القواعد الأصولية، ومنها كتاب الكوكب الدرّي فيما يبنى من المسائل الفقهية على القواعد العربية، ومنها كتاب الألغاز، ومنها كتاب أحكام الخناثى، ومنها شرح عروض ابن الحاجب، ومنها كتاب الطبقات، ومنها كتاب الأشباه والنظائر، ومنها كتاب الجمع والفرق، وهذان الأخيران مات عنهما قبل تبييضهما -ولكن يبيضان إن شاء الله تعالى- ومن التصانيف التي لم يكملها شرح المنهاج للنووي كتب فيه من أوله إلى الإجارة، وشرح التنبيه كتب منه نحو مجلد، ومختصر الشرح الصغير للرافعي كتب منه قطعة، وكتاب البحر المحيط كتب فيه مجلداً، وشرح الألفية لابن مالك -رأيت بخطه منه أربعة كراريس- مبيضة، وشرح التسهيل لابن مالك كتب منه قطعة وله ثلاث مجاميع أحدها المجموع الكبير في مجلد ضخم والآخران في قطع ربع البلدي.

وحجّ إلى بيت الله الحرام مرتين، مرة في الموسمي سنة سبع وثلاثين وسبع مائة ومرة مع الرّكب الرّجبي في سنة تسع وأربعين وسبعمائة.

وتصدّر للإقراء بالمدرسة المالكية ودرّس بالمدرسة الأقبغاوية والفارسية وتدريس التفسير بجامع ابن طولون وأعاد بالمدرسة الناصرية وتدريس المصالح بالمدرسة المنصورية وولي تدريس المدرسة الفاضلية ولم يتناول شيئاً من معلوم التدريس مدة ولايته وهي ثماني سنين بل عمّر أوقافها حتى صارت أجرتها ضعفي ما كانت عليه، ولم يحضر بها الدرس وكان يتورع عنها لكونها شُرط في مدرّسها الورع.

وسأل بها مرة بحضوري الشيخ شهاب الدين ابن النقيب أن ينزل له عنها وكان المانع من الشيخ شهاب الدين، ثم أراد النزول عنها في آخر عمره للشيخ عماد الدين إسماعيل بن إبراهيم بن جماعة، وقال هو أورع مني فلم يتفق ذلك.

وولي وكالة بيت المال ونظر الكسوة وولي الحسبة بالقاهرة كالمكره على ذلك ورأيته بعد أن لبس لها وهو يبكي بسبب ذلك وبلغني أن الملك

ص: 205

الناصر حسن قال بعد أن ألزمه بها: خوّفته فخاف، وأقام فيها مدة ثم صُرف عنها مختاراً لذلك ثم استعفى من وكالة بيت المال مدة وهو ممتنع من الحضور في دار العدل باختياره لذلك فأعفي منها والحمد لله.

وأقبل على نشر العلم والورع في إتمام مؤلفاته إلى أن كمل منها ما يسره الله تعالى مما تقدم ذكره.

وكان له إحسان كثير للطلبة وبر خفي لا يعلم به إلا الله تعالى ومن هو على يديه.

وكان لا يحب أن يأكل وحده بل يدعو من وجده، وكان كثيراً ما يهيئ عنده من الأطعمة لمن يأتيه من الطلبة والواردين ويدعوهم واحداً واحداً.

وكان يحب الخلوة والانفراد عن الناس إلا في وقت إفادة العلم في تصدّر أو درس أو مقابلة، وجمع إخوانه على ما يسرهم في الله سبحانه وتعالى فجزاه الله عنا خير الجزاء.

ثم حكي عنه أخباراً ببعض المغيبات وذكر أنه شاهده منه، ثم قال: والله يطلع من يشاء على ما يشاء، وهذا يسير بالنسبة إلى صالحي العوام فضلاً عن صالحي العلماء فقد كان من أهل بيت مشهور بذلك.

ثم ذكر ترجمة والده وقد ذكرها هو في طبقاته فلتراجع منها، ثم ذكر أبواباً فيما جاء في فضل قريش والأمر بالتعلم منهم والأخذ عنهم، ثم ذكر شيئاً من مروياته ومن اختياراته في المذهب وغالبها في مصنفاته فلا حاجة إلى الإطالة بذكرها.

ولا بأس بذكر شيء من نظمه، قال الشيخ زين الدين: أنشدنا الإمام العلامة جمال الدين عبد الرحيم بن الحسن رحمه الله تعالى لنفسه من لفظه يمدح الشرح الكبير للرافعي:

يا من سما نفساً إلى نيل العلا

ونحى إلى العلم العزيز الرافع

قلد سميّ المصطفى ونسيبه

والزم مطالعة العزيز الرافعي

ص: 206

وأنشدنا أيضاً من لفظه لنفسه وكتب بها إلى بعض الدولة حين سافر إلى الصعيد مع الأمير:

أقول للركب إذ أّمُّوا بوجههم

ظَهْرَ الصَّعيد رضىّ للواحد الأحد

لا ترفعوا المسح قبل الظهر واجتهدوا

إذ تصعدون ولا تلووا على أحد

ومن شعره أيضاً فيما قرئ عليه وأنا أسمع ونقلته من خطه يمدح معهده و. . . . ويذكر سلفه وأباه:

أيا قاصداً أعلى الصعيد وأسناها

أقصر عناك واقصد حب أسناها

ديار بها أغصان عمري أورقت

وأشجار مسك للعلوم غرسناها

بطيب هواً واصطفاء مشارب

وتدريب أباءٍ فلا عشت أنساها

فيا أيها الحادي برقة لفظها

إلى لطف معناها وبهجة مغناها

رويدك من عبد الرحيم تحية

لأجداث صرعى بالسداد عرفناها

عرفنا بها للخير كل محجة

وبالجانب الغربي قدماً دفناها

حوت ورعاً علماً حياءً وعفّةً

رعى الله هاتيك النفوس وحياها

إذا هجع النّوام قاموا وأعملوا

لرب البرايا ألسناً وشفاها

يخرّون للأذان يبكون خشية

فناهيك منها أعيناً وجباها

إلى الدوحة العليا قريشٌ تناسبوا

نسيبهم خير الخلائق طاها

ومن اختياراته الحسنة في المذهب أنه كان يختار للمنفرد الجمع بين الشفع والوتر بتسليمة واحدة إذا أوتر بثلاث وهو اختيار الروياني والذي عليه الرافعي والنووي وغيرهما أن الفصل أفضل.

ومنها أنه كان يختار استحباب القنوت في جميع السنة وهو الذي اختاره النووي في التحقيق والمشهور المذكور خلافه.

ومنها أن غرس الشجر في المسجد حرامٌ والذي جزم به النووي في الروضة من زياداته أنه مكروه فقط وقد وافقه في التحريم القاضي حسين في تعليقه وتلميذه البغوي في فتاويه.

ص: 207

ومنها أنه اختار أن الردة تبطل العمل مطلقاً يقول أبي حنيفة وحكاه عن نص الشافعي في الأم وهو خلاف ما جزم به الشيخان.

ومنها أنه اختار كراهة الطواف راكباً بغير عذر وهو خلاف ما نقله الرافعي عن الأصحاب أنه لا يكره.

وله اختيارات كثيرة معروفة فليقتصر على ذلك.

ثم قال الشيخ زين الدين العراقي -ذِكْرُ مرضه ووفاته:

وكان ابتداء ذلك أنه حصل له يوم الثلاثاء سادس جمادى الأولى سنة اثنين وسبعين وسبع مائة هواء في حلقه فانقطع عن الدرس جمعة ثم عوفي منه يوم الثلاثاء ثالث عشر الشهر المذكور وحضر الدرس بجامع ابن طولون في يوم الأربعاء رابع عشر وانتهى في الدرس إلى قوله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} (1) وقال: هاهنا نقف.

قال الحافظ زين الدين: وأخبرني من حضر معه الدرس المذكور أنه قام من الدرس وهو يكرر هذه الآية الكريمة ويمسح عينيه من الدموع إلى أن ركب وهو يكررها {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} .

ثم حضر يوم الخميس الدرس بالأقبغائية وقال للطلبة في الدرس: أن الغزالي ذكر في الإحياء أن المستحب أن لا يعاد المريض إلا بعد ثلاثة أيام فلا تشوشوا علي ولا تعودوني إلا بعد ثلاثة أيام، ورجع إلى منزله.

ثم ركب بقية النهار في عقيقة لبعض فقهاء المالكية، ورأيته يومئذ في وقت العصر حين رجع من الركوب وهو طيب.

ثم جئت إليه يوم الجمعة قبل الصلاة فذُكر لي أنه شرب دواء فدخلت إليه منزله وهو متكئ فقال لي: أنا طيب وإنما شربت دواء بسبب البلغم.

قال الشيخ زين الدين: وهو آخر ما رأيته حياً، ثم انقطع عن الركوب للدرس يوم السبت فقط، وبلغني أنه كتب ذلك اليوم في بعض تصانيفه.

(1) سورة البقرة، الآية:281.

ص: 208

ثم خرج ليلة الأحد من منزله إلى المدرسة بعد صلاة العشاء الآخرة وجلس يتحدث مع الجماعة ساعة ثم دخل منزله.

ثم خرج بعد رقدة وحده فمشى حول الفسقية ثم استقبل القبلة ودعا طويلًا.

ثم دعا بعض طلبته فتوكأ عليه إلى أن دخل منزله.

ثم قال: ادع لي الجارية تحضر لي ثياباً نظيفة أغيّر علي ثيابي واتكأ على ساعده، فلما نزلوا له بالثياب وجدوه قد قضى إلى رحمة الله تعالى في ليلة الأحد من عشر الشهر المذكور.

ودفن من الغد بتربته التي أنشأها خارج باب النصر وتقدم في الصلاة مولانا قاضي القضاة بهاء الدين أبو البقاء، وصُلي عليه بجامع الحاكم لكثرة الناس، ثم صُلي عليه عند تربة ابن جوشن، ثم صُلي عليه عند تربته.

قال الشيخ زين الدين: وحضرت غسله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه، ولم أرَ في عمري جنازة أكثر بكاءً منها ولا أكثر جمعاً إلا ما كان في جنازة الشيخ حسين الجاكي فإني حضرتها وأنا صغير، وكذلك جنازة سيدي الشيخ عبد الله المنوفي لم أرَ أكثر جمعاً منها، إلا أن الناس كانوا خرجوا اتفاقاً ليدعوا الله. . . . ويرغبوا إليه لدفع الوباء، ونودي فيهم لذلك فخرجوا إلى الصحراء، وَكَأَنَّ اجتماعهم في الحقيقة للصلاة على الشيخ عبد الله المنوفي -رحمه الله تعالى.

وقد روي عن الإمام أحمد بن حنبل -رضي الله تعالى عنه- أنه قال: بيننا وبينهم الجنائز يريد بذلك والله أعلم اجتماع الخلق واجتماع ألسنتهم على الثناء الحسن الجميل.

ثم قال الحافظ: وكان شيخنا -رحمه الله تعالى- يعني الأسنوي صاحب الترجمة -وقد ظهر عليه قبل موته بيسير استشعار الموت واقترابه.

وكان على ما حكي لي، قد رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبل موته بيسير، حكى لي بعض أصحابه -وهو الذي كان ينسخ تصانيفه

ص: 209

وهو القاضي نور الدين إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن الخلّال الأسنائي قال: دخلت للشيخ فأعطاني كراريس لأنسخها، وكان في الكراريس ورقة فرفعها هو من الورق فأردت أن آخذها لأنظرها فقال: هذه مما تتعلق بك فألححت عليه أسأله، فقال لي: رأيت في النوم كأني جالس في مكان وكأني أشغل وأنا أتكلم فقال لي رجل جالس إلى جانبي: اشتقنا إليك يا فلان، فسألت جليسي من هذا؟ فقال لي: هذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه في منام له ذكره فكأنه بسبب ذلك استشعر الموت وقرب أجله والله تعالى أعلم.

قال تلميذه العلامة سراج الدين ابن الملقن في طبقاته: هو شيخ الشافعية ومفتيهم ومصنفهم ومدرسهم ذو الفنون، ومات فجأة ليلة الأحد ثامن عشر جمادى الأولى سنة اثنين وسبعين وسبع مائة، وكانت جنازته مشهورة، وتقضّى بالحسينية بالجامع الطولوني وحكم بالقاهرة، وتولى وكالة بيت المال وحسبة القاهرة ومن شعره ما أنشدنيه بعض طلبته -أقول للركب- الأبيات المتقدمة. انتهى.

ذكر ما رثي به من الشعر:

قال الحافظ زين الدين: وقد رثاه جماعة من الأئمة من أصدقائه وطلبته فمما رثاه به جامع هذه الترجمة عبد الرحيم بن الحسين:

تنكّرت الدّنيا فلست أَخَالُها

لفقدكم إلا تداني زوالها

وأيامنا اسودّت وكانت بقربكم

ليالي الوفا بيضاً بريقاً صقالها

فلله أوقات تقضّت بقربكم

وروضات أنس مورقات ظلالها

غدا الدّهر وهو الدّهر ما زال مؤلماً

فغيّر معناها وزال أمالها

أراه بصيراً بالأحبة يبتغي

خياراً ويبقي في الديار رذالها

يعز على نفسي وعيني أن ترى

مجالس علم ليس فيها جمالها

فمن بعده للمعضلات يحلها

إذا أغلقت فهماً وأعيا سؤالها

أباً كان للطلاب لطفاً ورأفةً

وأوصاف برٍ ليس يلفَى مثالها

ص: 210

لقد أيتم الطلاب حتى لقد غدوا

كطعن عوان مات عنها رجالها

وقد درست يوم استقلوا بنعشه

دروس غزار الفضل فصل مقالها

بكاه سماء الجو يوم مماته

كذا الأرض حتى سهلها وجبالها

ويبكيه أهل الدين إنْسٌ وجنة

وأولادها في مهدها وعيالها

أَطُلابه موتوا جوىّ بعده فما

بقاء علوم غاب عنها هلالها

أُصبنا به وقت الكمال وإنما

خسوف بدور إذ يكون إكمالها

أأبكي جمال الدين عبد الرحيم من

فقيد بنفس للنعيم مآلها

أعزي جميع المسلمين به فهم

بنوا علمه شيخانها واكتهالها

لقد كان مأوىً للغريب وملجأً

لذي عثرة حتى تراه يُقالها

وينفق في ذات الإله فما درت

بما أنفقت يمناه يوما شمالها

عزوبٌ عن الدنيا عكوف على التقى

أَلوفُ فعالٍ لا يبيد فعالها

شغولٌ بما يعنيه عن غيره ولا

يُدَهُرِهُهُ قيل النفوس وقالها

صحيح اعتقاد ولم يكن متفلسفاً

ولا شأنه إرجاؤها واعتزالها

له نفس حرٍ لا تذلّ لمطمع

سمت عن سماء الفرقدين خصالها

فلم يبتذل نفساً لذلٍ وإنما

لخدمة بذل العلم كان ابتذالها

وكم في قريش عالم متقدمٌ

وآخرها عبد الرحيم كمالها

لئن فجعتنا الحادثات بشخصه

فآثاره فينا يدوم اتصالها

تصانيفه تُتلى وأصحابه لها

مجالس يردي الملحدين جدالها

قال الشيخ زين الدين: ومن ذلك مما رثي به ما أنشدنيه الشيخ الإمام العلامة جمال النحاة شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن الصايغ لنفسه من لفظه:

أتيتَ يا موتُ بخطبٍ عظيم

وجئت بالأمر الممر الجسيم

الجاهل الناقص أَبقيته

ورحت بالفاضل عبد الرحيم

وهذا آخر ترجمة شيخ الإِسلام جمال الدين الأسنوي -تغمده الله

ص: 211