المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌[حرف الْعَيْنِ] 105- (عَامِرُ بْنُ سَعْد بْنِ أَبِي وقّاص) [1] ع- - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ٧

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد السابع (سنة 101- 120) ]

- ‌الطَّبَقَةُ الْحَادِيَةَ عَشَرَةَ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةَ إِحْدَى وَمِائَةٍ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَمِائَةٍ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةَ ثَلاثٍ وَمِائَةٍ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةَ تِسْعٍ وَمِائَةٍ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ

- ‌تَرَاجِمُ أَعْيَانِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ عَلَى حُرُوفِ الْمُعْجَمِ

- ‌[حَرْفُ الأَلِفِ]

- ‌[حرف الباء]

- ‌[حرف التَّاءِ]

- ‌[حرف الثاء]

- ‌[حرف الْجِيمِ]

- ‌[حرف الْحَاءِ]

- ‌[حرف الخاء]

- ‌[حرف الدَّالِ]

- ‌[حرف الذَّالِ]

- ‌[حرف الرَّاءِ]

- ‌[حرف الزاي]

- ‌[حرف السين]

- ‌[حرف الشين]

- ‌[حرف الصاد]

- ‌[حرف الضاد]

- ‌[حرف الطاء]

- ‌[حرف الْعَيْنِ]

- ‌[حرف الْفَاءِ]

- ‌[حرف الْقَافِ]

- ‌[حرف الْكَافِ]

- ‌[حرف اللام]

- ‌[حرف الْمِيمِ]

- ‌[حرف النُّونِ]

- ‌[حرف الْهَاءِ]

- ‌[حرف الْوَاوِ]

- ‌[حرف الياء]

- ‌[الكنى]

- ‌الطَّبَقَةُ الثَّانِيَةُ عَشْرَةُ

- ‌ذِكْرُ سَنَةِ إِحْدَى عَشْرَةَ وَمِائَةٍ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ

- ‌[حوادث] سنة خمس عشرة وَمِائَةٍ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةِ سِتَّ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةِ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ

- ‌ذِكْرُ رِجَالِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ عَلَى الْحُرُوفِ

- ‌[حَرْفُ الأَلِفِ]

- ‌[حرف الْبَاءِ]

- ‌[حرف التَّاءِ]

- ‌[حرف الثَّاءِ]

- ‌[حرف الْجِيمِ]

- ‌[حرف الحاء]

- ‌[حرف الْخَاءِ]

- ‌[حرف الذَّالِ]

- ‌[حرف الراء]

- ‌[حرف الزاي]

- ‌[حرف السين]

- ‌[حرف الشِّينِ]

- ‌[حرف الصاد]

- ‌[حرف الضاد]

- ‌[حرف الطاء]

- ‌[حرف العين]

- ‌[حرف الغين]

- ‌[حرف الفاء]

- ‌[حرف القاف]

- ‌[حرف اللام]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف النون]

- ‌[حرف الهاء]

- ‌[حرف الواو]

- ‌[حرف الياء]

- ‌[الكنى]

الفصل: ‌ ‌[حرف الْعَيْنِ] 105- (عَامِرُ بْنُ سَعْد بْنِ أَبِي وقّاص) [1] ع-

[حرف الْعَيْنِ]

105-

(عَامِرُ بْنُ سَعْد بْنِ أَبِي وقّاص)[1] ع- الزّهري المدني، وَلَهُ ثَمَانِيَةُ إِخْوَةٍ. سَمِعَ: أَبَاهُ، وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ، وَأَبَا هُرَيْرَةَ، وَعَائِشَةَ، وَجَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ.

وَعَنْهُ: ابْنُهُ دَاوُدُ، وَابْنَا أَخَوَيْهِ، وَالزُّهْرِيُّ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ وَآخَرُونَ.

وَكَانَ ثقة شريفا، كثير الحديث. توفّي سنة أربع ومائة.

[1] الطبقات الكبرى 5/ 167، الطبقات لخليفة 243، التاريخ الكبير 6/ 449 رقم 2956، تاريخ الثقات 243 رقم 750، المعارف 44 و 343، المعرفة والتاريخ 1/ 368- 369 و 419 و 657، تاريخ أبي زرعة 1/ 649، الجرح والتعديل 6/ 321 رقم 1794، مشاهير علماء الأمصار 66 رقم 449، الثقات 5/ 186، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 256 رقم 278، تهذيب الكمال 2/ 641، تحفة الأشراف 13/ 242 رقم 1126، العبر 1/ 127، سير أعلام النبلاء 4/ 349 رقم 122، الكاشف 2/ 49 رقم 2553، الوافي بالوفيات 16/ 586- 587 رقم 627، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 376، البداية والنهاية 9/ 230، تهذيب التهذيب 5/ 63- 64 رقم 106، تقريب التهذيب 1/ 387 رقم 42، خلاصة تذهيب التهذيب 184، شذرات الذهب 1/ 126.

ص: 123

106-

عامر بن شراحيل [1] ع الشّعبي، شَعْبُ هَمْدَانَ، أَبُو عَمْرٍو، عَلامَةُ أَهْلِ الْكُوفَةِ فِي زِمَانَةَ، وُلِدَ فِي وَسَطِ خِلافَةِ عُمَرَ. وَرَوَى عَنْ: عَلِيٍّ يَسِيرًا، وَعَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، وَعِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَجَرِيرِ الْبَجَلِيِّ، وَعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَمَسْرُوقٍ، وَخَلْقٍ كَثِيرٍ. وَقَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى عَلْقَمَةَ، وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّلَمِيِّ.

قَرَأَ عَلَيْهِ: مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وَرَوَى عَنْهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، وَالأَعْمَشُ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَمُجَالِدٌ، وَأَبُو حَنِيفَةَ، وَيُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، وَمَنْصُورُ بْنُ عبد الرحمن، وخالق كثير.

[1] الطبقات الكبرى 6/ 246- 256، تاريخ خليفة 330، الطبقات لخليفة 156، التاريخ لابن معين 2/ 285- 287، التاريخ الكبير 6/ 450- 451 رقم 2961، التاريخ الصغير 115- 116، تاريخ الثقات 243 رقم 751، المعارف 152 و 395 و 398 و 449 و 451 و 473 و 479 و 486 و 537 و 583 و 595، المعرفة والتاريخ 1/ 440 و 457 و 483 و 2/ 30 و 31 و 32 و 48 و 108 و 152 و 156 و 176 و 189 و 255 و 277 و 362 و 368 و 577 و 581 و 592 و 604، المنتخب من ذيل المذيل 635، أخبار القضاة 2/ 413- 428، الكنى والأسماء 2/ 43، الجرح والتعديل 6/ 322- 323، المراسيل 159- 160 رقم 300، الكامل في التاريخ 5/ 44، حلية الأولياء 4/ 310- 238 رقم 276، الإكليل 8/ 145، طبقات الشافعية للعبادي 58، تاريخ بغداد 12/ 227- 233 رقم 6680، طبقات الفقهاء 81، سمط اللآلئ 751، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 377، نور القبس 237، جمهرة أنساب العرب 433، صفة الصفوة 3/ 75- 77 رقم 410، تاريخ دمشق (عاصم- عائذ) 138- 247 رقم 42، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 141- 158، الزيارات 79، قلائد العقيان 40، طبقات فقهاء اليمن 70، شرح الشريشي 2/ 245، معجم البلدان 3/ 348 (مادّة شعب) ، اللباب 2/ 198 (الشّعبي) ، وفيات الأعيان 3/ 12- 16 رقم 317، ربيع الأبرار 1/ 219- 220 و 4/ 100 و 184 و 260 و 266 و 269 و 334، تهذيب الكمال 2/ 643- 644، عيون الأخبار (انظر فهرس الأعلام 4/ 203) ، تحفة الأشراف 13/ 242- 247 رقم 1127، العبر 1/ 127، سير أعلام النبلاء 4/ 294- 319 رقم 113، تذكرة الحفاظ 1/ 79- 88 رقم 76، الكاشف 2/ 49 رقم 2556، غاية النهاية 1/ 350، طبقات المعتزلة 130 و 139، البداية والنهاية 9/ 230- 231، مرآة الجنان 1/ 215- 219، مروج الذهب 4/ 212، دول الإسلام 1/ 73، جامع التحصيل 248 رقم 322، الوفيات لابن قنفذ 105 رقم 105، الوافي بالوفيات 16/ 587- 589 رقم 629، تهذيب التهذيب 5/ 65- 69 رقم 110، تقريب

ص: 124

قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ [1] : مُرْسَلُ الشَّعْبِيِّ صَحِيحٌ، لا يَكَادُ يُرْسِلُ إِلا صَحِيحًا [2] . قَالَ الشَّعْبِيُّ: وُلِدْتُ عَامَ جَلُولَاءِ [3] ، قَالَهُ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، أَحَدُ الضُّعَفَاءِ، وَجَلُولَاءُ كَانَتْ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ [4] . وَقَالَ عَاصِمٌ الأَحْوَلِ: كَانَ الشَّعْبِيُّ أَكْثَرَ حَدِيثًا مِنَ الْحَسَنِ، وَأَكْبَرَ مِنْهُ بِسَنَتَيْنِ [5]، وُلِدَ لِأَرْبَعٍ بَقَيْنَ مِنْ خِلافَةِ عُمَرَ [6] . وَقَالَ خَلِيفَةُ [7] : وُلِدَ سَنَةَ إِحْدَى وعشرين، وقيل غَيْرُ ذَلِكَ. شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْغُدَانِيِّ [8]، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ:

أَدْرَكْتُ خَمْسَمِائَةً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَوْ أَكْثَرَ [9] . وَقَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ:

سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ: مَا كَتَبْتُ سَوْدَاءَ فِي بَيْضَاءَ إِلَى يَوْمِي هَذَا، وَلا حَدَّثَنِي رَجُلٌ بِحَدِيثٍ قَطُّ إِلا حَفِظْتُهُ، وَلا أَحْبَبْتُ أَنْ يُعِيدَهُ عَلَيَّ. رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ فَضْلٍ عَنْهُ [10]، وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: ثَنَا ابْنُ شُبْرُمَةَ، سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يقول: ما

[ () ] التهذيب 1/ 387 رقم 46، طبقات الشعراني 1/ 47، النجوم الزاهرة 1/ 239 و 246 و 253، خلاصة تذهيب التهذيب 184، طبقات الحفاظ 32، شذرات الذهب 1/ 126- 128، مجمع الرجال 3/ 238، خلاصة الذهب المسبوك 29- 30، تاريخ الخميس 2/ 355، إيضاح المكنون 2/ 373، هدية العارفين 1/ 435.

[1]

تاريخ الثقات 244.

[2]

في تاريخ الثقات تكرّرت كلمة «صحيحا» .

[3]

الطبقات الكبرى 6/ 248، تاريخ دمشق 141 وجلولاء: قرية بناحية فارس كانت بها الوقعة المشهورة التي انتصر فيها المسلمون على الفرس، وهي في العراق اليوم تسمّى «السعدية» وانظر: أخبار القضاة 2/ 425.

[4]

تاريخ خليفة 137.

[5]

الطبقات الكبرى 6/ 238.

[6]

تاريخ دمشق 142.

[7]

تاريخ خليفة 149.

[8]

الغداني: بضم الغين وفتح الدال المخفّفة. نسبة إلى غدانة بن يربوع بن حنظلة.. (اللباب 2/ 167) .

[9]

قال ابن الجوزي في (صفة الصفوة 3/ 76) : وإنّما أشار بهذا إلى معاصرتهم لا إلى الأخذ عنهم.

وانظر الخبر في: أخبار القضاة 25/ 426 و 428 وتاريخ دمشق 156، التاريخ الكبير 6/ 451، حلية الأولياء 4/ 323.

[10]

تاريخ دمشق 157، حلية الأولياء 4/ 321 وفيهما «ابن فضيل» ، صفة الصفوة 3/ 75.

ص: 125

سَمِعْتُ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً رَجُلا يُحَدِّثُ بِحَدِيثٍ إِلا وَأَنَا أَعْلَمُ بِهِ مِنْهُ، وَلَقَدْ نَسِيتُ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَوْ حَفِظَهُ رَجُلٌ لَكَانَ بِهِ عَالِمًا [1] .

وَقَالَ نُوحُ بْنُ قَيْسٍ الطَّامِيُّ، عَنْ يُونُسَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ وَادِعٍ الرَّاسِبِيِّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: مَا أَرْوِي شَيْئًا أَقَلَّ مِنَ الشِّعْرِ، وَلَوْ شِئْتُ لأَنْشَدْتُكُمَ شَهْرًا لا أُعِيدُ [2] . رَوَاهُ عُبَيْدُ اللَّهِ الْقَوَارِيرِيُّ، عَنْ نُوحٍ أيضا، لكنّه قَالَ: عَنْ يُونُسَ، وَوَادِعٍ، كِلاهُمَا عَنِ الشَّعْبِيِّ. قَالَ أَبُو أُمَامَةَ: كَانَ عُمَرُ فِي زَمَانِهِ، وكان بعده ابن عبّاس، وكان بعده الشّعبيّ، وكان بعده الثّوريّ في زمانه [3] . قال محمود ابن غِيلانَ: وَكَانَ بَعْدَ الثَّوْرِيِّ يَحْيَى بْنِ آدَمَ. وَقَالَ شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: مَرَّ ابْنُ عُمَرَ بِالشَّعْبِيِّ وَهُوَ يَقْرَأُ الْمَغَازِي، فَقَالَ: كَأَنَّهُ كَانَ شَاهِدًا مَعَنَا، وَلَهُوَ أَحْفَظُ لَهَا مِنِّي وَأَعْلَمُ [4] .

وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ [5]، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَفْقَهَ مِنَ الشَّعْبِيِّ [6] . قُلْتُ: وَلا شُرَيْحَ، قَالَ: تُرِيدُ أَنْ تُكَذِّبَنِي [7] . وَقَالَ أَشْعَثُ بْنُ سوار، عن ابن سيرين، قال: قدمت الكوفة وَلِلشَّعْبِيِّ حَلَقَةٌ عَظِيمَةٌ، وَالصَّحَابَةُ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ [8] . وَرَوَى سليمان التّيمي، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ فَقِيهًا أَفْقَهَ مِنَ الشَّعْبِيِّ [9] . وَقَالَ مَكْحُولٌ: مَا رَأَيْتُ أَعْلَمَ بِسُنَّةِ مَاضِيَةٍ مِنَ الشَّعْبِيِّ [10] . وَقَالَ عَاصِمٌ الأَحْوَلُ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنَ الشَّعْبِيِّ [11] . وقال داود بن أبي هند:

[1] المعرفة والتاريخ 3/ 372، تاريخ بغداد 12/ 229، تاريخ دمشق 158.

[2]

أخبار القضاة 2/ 420، تاريخ بغداد 12/ 229، تاريخ دمشق 160.

[3]

التاريخ الكبير 6/ 451، تاريخ بغداد 9/ 154، تاريخ دمشق 160 و 161.

[4]

تاريخ بغداد 12/ 232، تاريخ دمشق 164.

[5]

مهمل في الأصل.

[6]

تاريخ بغداد 12/ 230، تاريخ دمشق 165.

[7]

تاريخ دمشق 170.

[8]

أخبار القضاة 2/ 421.

[9]

تاريخ بغداد 12/ 230، تاريخ دمشق 167.

[10]

تاريخ بغداد 12/ 230، تاريخ دمشق 167.

[11]

تاريخ بغداد 12/ 230، تاريخ دمشق 168.

ص: 126

مَا جَالَسْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنَ الشَّعْبِيِّ [1] . وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: سَمِعْتُ الأَعْمَشَ يَقُولُ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: أَلا تَعْجَبُونَ مِنْ هَذَا الأَعْوَرِ، يَأْتِينِي بِاللَّيْلِ فَيَسْأَلُنِي، وَيُفْتِي بِالنَّهَارِ، يَعْنِي إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيَّ [2] . وَرَوَى أَبُو شِهَابٍ الْخَيَّاطُ، عَنِ الصَّلْتِ بْنِ بِهْرَامَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا بَلَغَ مَبْلَغَ الشَّعْبِيِّ أَكْثَرَ مِنْهُ، يَقُولُ: لا أَدْرِي [3] .

وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: كَانَ الشَّعْبِيُّ إِذَا جَاءَهُ شَيْءٌ اتَّقَاهُ، وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ يَقُولُ وَيَقُولُ، وَكَانَ مُنْقَبِضًا، وَكَانَ الشَّعْبِيُّ مُنْبَسِطًا، إِلا فِي الْفَتْوَى [4] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى: كَانَ الشَّعْبِيّ صَاحِبُ آثَارٍ، وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ صَاحِبُ قِيَاسٍ [5] . وَقَالَ سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ: مَا اجْتَمَعَ الشَّعْبِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ إِلا سَكَتَ إِبْرَاهِيمُ [6] . وَقَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ: سُئِلَ الشَّعْبِيّ عَنْ شَيْءٍ فَلَمْ يُجِبْ، فَقَالَ رَجُلٌ عِنْدَهُ: أَبُو عَمْرٍو يَقُولُ فِيهِ كَذَا، فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: هَذَا فِي الْمَحْيَا، فَأَنْتَ فِي الْمَمَاتِ أَكْذَبُ عَلَيَّ! [7] .

قَالَ ابْنُ عَائِشَةَ: وَجَّهَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ بِالشَّعْبِيِّ إِلَى مَلِكِ الرُّومِ، فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: تَدْرِي يَا شَعْبِيُّ مَا كَتَبَ بِهِ مَلِكُ الرُّومِ؟ قُلْتُ: وَمَا كَتَبَ؟ قَالَ كَتَبَ: الْعَجَبُ لِأَهْلِ دِينِكَ كَيْفَ لَمْ يَسْتَخْلِفُوا رَسُولَكَ؟ قُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لِأَنَّهُ رَآنِي وَلَمْ يَرَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. رَوَاهَا الأَصْمَعِيُّ، وَفِيهَا: يَا شَعْبِيُّ إِنَّمَا أَرَادَ أَنْ يُغْرِينِي بِقَتْلِكَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ مَلِكَ الرُّومِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا أَرَدْتُ إِلا ذَلِكَ [8] .

جَابِرُ بْنُ نُوحٍ الْحِمَّانِيُّ: حَدَّثَنِي مُجَالِدٌ، عن الشّعبيّ قال: لما قدم

[1] تاريخ بغداد 12/ 230، تاريخ دمشق 169.

[2]

تاريخ دمشق 174، المعرفة والتاريخ 2/ 603.

[3]

الطبقات الكبرى 6/ 250، تاريخ دمشق 175.

[4]

تاريخ دمشق 177.

[5]

تاريخ دمشق 177.

[6]

تاريخ دمشق 177.

[7]

تاريخ دمشق 179، وانظر: المعرفة والتاريخ 2/ 594.

[8]

تاريخ بغداد 12/ 231، تاريخ دمشق 199، الكامل في الأدب 1/ 307.

ص: 127

الْحَجَّاجُ الْعِرَاقَ سَأَلَنِي عَنْ أَشْيَاءٍ مِنَ الْعِلْمِ فَوَجَدَنِي بِهَا عَارِفًا، فَجَعَلَنِي عَرِّيفًا عَلَى الشَّعْبِيِّينَ وَمُنْكَبًا [1] عَلَى جَمِيعِ هَمْدَانَ، وَفَرَضَ لِي، فَلَمْ أَزَلْ عِنْدَهُ بِأَشْرَفِ مَنْزِلَةٍ، حَتَّى كَانَ ابْنُ الأَشْعَثِ، فَأَتَانِي قُرَّاءُ أَهْلِ الْكُوفَةِ، وَقَالُوا: يَا أَبَا عَمْرٍو إِنَّكَ زَعِيمُ الْقُرَّاءِ، فَلَمْ يَزَالُوا حَتَّى خَرَجْتُ مَعَهُمْ، فَقُمْتُ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ أَذْكُرُ الْحَجَّاجَ وَأَعِيبُهُ بِأَشْيَاءَ، فَبَلَغَنِي أَنَّ الْحَجَّاجَ قَالَ: أَلا تَعْجَبُونَ مِنْ هَذَا الشَّعْبِيِّ الْخَبِيثِ، أَمَا لَئِنْ أَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ لأَجْعَلَنَّ الدُّنْيَا عَلَيْهِ أَضْيَقَ مِنْ مَسْكِ [2] حَمَلٍ [3]، قَالَ: فَمَا لَبِثْنَا أَنْ هُزِمْنَا، فَجِئْتُ إِلَى بَيْتِي وَأَغْلَقْتُ عَلَيَّ فَمَكَثْتُ تِسْعَةَ أَشْهُرٍ، فَنُدِبَ النَّاسُ لِخُرَاسَانَ، فَقَالَ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ: أَنَا لَهَا، فَوَلاهُ خُرَاسَانَ، وَنَادَى مُنَادِيهِ: مَنْ لَحِقَ بِقُتَيْبَةَ فَهُوَ آمِنٌ، فَاشْتَرَى مَوْلَى لِي حِمَارًا وَزَوَّدَنِي، فخرجت، فكنت في العسكر، فلم أزل معه حتى أتينا فرغانة [4] ، فجلس ذات يوم وقد سر [5]، فنظرت إليه فقلت: أيها الأمير، عندي علم، قَالَ: وَمَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: أُعِيذُكَ، لا تَسْأَلْ عَنْ ذَلِكَ، فَعَرِفَ أَنِّي مِمَّنْ يَخْتَفِي [6]، فَدَعَا بِكِتَابٍ وَقَالَ: اكْتُبْ نُسْخَةً، قُلْتُ: لَسْتَ تَحْتَاجُ إِلَى ذلك، فجعلت أملّ عَلَيْهِ، وَهُوَ يَنْظُرُ، حتى فرغ من كتاب الفتح، قَالَ: فَحَمَلَنِي عَلَى بَغْلَةٍ، وَبَعَثَ إِلَيَّ بِسَرَقٍ [7] مِنْ حَرِيرٍ، وَكُنْتُ عِنْدَهُ فِي أَحْسَنِ منزلة، فإنّي ليلة أتعشّى معه، إذا أَنَا بِرَسُولِ الْحَجَّاجِ بِكِتَابٍ فِيهِ: إِذَا نَظَرْتَ فِي كِتَابِي هَذَا، فَإِنّ صَاحِبَ كِتَابِكَ الشَّعْبِيُّ، فإن فَاتَكَ قَطَعْتُ يَدَكَ عَلَى رِجْلِكَ وَعَزَلْتُكَ، قَالَ: فَالْتَفَتَ إِليَّ وَقَالَ: مَا عَرَفْتُكَ قَبْلَ السَّاعَةِ، فاذهب حيث شئت

[1] قال الزبيدي في تاج العروس: ومن المجاز: المنكب عريف القوم أو عونهم. وقال الليث:

رأس العرفاء.

[2]

المسك: الجلد.

[3]

هكذا في الأصل، وفي تاريخ دمشق، وهي «جمل» في سير أعلام النبلاء 4/ 304.

[4]

بالفتح ثم السكون وغين معجمة. مدينة وكورة واسعة بما وراء النهر متاخمة لبلاد تركستان..

على يمين القاصد لبلاد الترك. (معجم البلدان 4/ 253) .

[5]

في تاريخ دمشق 209 وسير أعلام 4/ 305 «برق» .

[6]

في تاريخ دمشق والسير «يخفي نفسه» .

[7]

سرق: جمع سرقة، وهي القطعة من جيّد الحرير (لسان العرب- مادة: سرق) .

ص: 128

من الأرض، فو الله لأَحْلِفَنَّ لَهُ بِكُلِّ مُمْكِنٍ [1] يَمِينٍ، فَقُلْتُ: أَيُّهَا الأَمِيرُ، إِنَّ مِثْلِي لا يَخْفَى، قَالَ: فَأَنْتَ أَعْلَمُ، وَبَعَثَنِي إِلَيْهِ وَقَالَ: إِذَا وَصَلْتُمْ إِلَى خَضْرَاءِ وَاسِطٍ فَقَيِّدُوهُ، ثُمَّ أَدْخِلُوهُ عَلَى الْحَجَّاجِ، فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْ وَاسِطَ اسْتَقْبَلَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا عُمَرَ إِنِّي أَضِنُّ بِكَ عَلَى الْقَتْلِ، إِذَا دَخَلْتَ، فَقُلْ: كذا وكذا، فلما دخلت قَالَ: لا مَرْحَبًا وَلا أَهْلا، فَعَلْتُ بِكَ وَفَعَلْتُ، ثُمَّ خَرَجْتَ عَلَيَّ! وَأَنَا سَاكِتٌ، فَقَالَ: تَكَلَّمْ. قُلْتُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ، كُلُّ مَا قُلْتَهُ حَقٌّ، وَلَكِنَّا قَدِ اكْتَحَلْنَا بَعْدَكَ السَّهَرَ وَتَحَلَّسْنَا [2] الْخَوْفَ، وَلَمْ نَكُنْ مَعَ ذَلِكَ بَرَرَةً أَتْقِيَاءَ، وَلا فَجَرَةً أَقْوِيَاءَ، وَهَذَا أَوَانُ حَقَنْتَ لِي دَمِي، وَاسْتَقْبَلْتَ بِي التَّوْبَةَ، قَالَ: قَدْ فَعَلْتُ ذَلِكَ [3] .

وَقَالَ الأَصْمَعِيُّ: لَمَّا أُدْخِلَ الشَّعْبِيُّ عَلَى الْحَجَّاجِ قَالَ: هِيهْ يَا شَعْبِيُّ، فَقَالَ: أَحْزَنَ بِنَا الْمَبْرَكَ [4] وَاكْتَحَلْنَا السَّهَرَ، وَاسْتَحْلَسْنَا الْخَوْفَ، فَلَمْ نَكُنْ فِيمَا فَعَلْنَا بَرَرَةً أَتْقِيَاءَ، وَلا فَجَرَةً أَقْوِيَاءَ، قَالَ: للَّه دَرُّكَ [5] . وَقَالَ جَهْمُ بْنُ وَاقِدٍ:

رَأَيْتُ الشَّعْبيَّ يَقْضِي فِي أَيَّامِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ [6] . مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: مَا بَكَيْتُ مِنْ زَمَانٍ إِلا بَكَيْتُ عَلَيْهِ [7] . مُجَالِدٌ عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ رَجُلا لَقِيَهُ وَامْرَأَةٌ، فقال: أيكما الشعبي، فقلت: هذه [8] . وقيل: كان الشعبي ضئيلا نحيفا، فقيل له في ذلك، فقال: زوحمت في الرحم، وكان توأما [9] .

مجالد، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: فَاخَرْتُ أَهْلَ الْبَصْرَةِ فَغَلَبْتُهُمْ بِأَهْلِ الْكُوفَةِ، وَالأَحْنَفُ سَاكِتٌ، فَلَمَّا رَآنِي قَدْ غَلَبْتُهُمْ، أَرْسَلَ غُلامًا لَهُ، فجاءه بكتاب فقال

[1] ممكن: غير موجودة في تاريخ دمشق والسير.

[2]

تحلّس، واستحلس الخوف بفلان، إذا لم يفارقه الخوف.

[3]

راجع الخبر في تاريخ دمشق 208- 210، وبعضه في: المعرفة والتاريخ 2/ 598.

[4]

في تاريخ دمشق والسير 4/ 306 «المنزل» .

[5]

انظر حلية الأولياء 4/ 325، تاريخ دمشق 210 و 211، لسان العرب (مادة: حلس) .

[6]

أخبار القضاة 2/ 413، تاريخ دمشق 218.

[7]

حلية الأولياء 4/ 323، تاريخ دمشق 225.

[8]

تاريخ دمشق 233 وهي من دعابات الشعبي.

[9]

الطبقات الكبرى 6/ 247، أخبار القضاة 2/ 424.

ص: 129

لِي: هَاكَ اقْرَأْ، فَقَرَأْتُهُ، فَإِذَا فِيهِ مِنَ الْمُخْتَارِ إِلَيْهِ يَذْكُرُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، فَقَالَ الأَحْنَفُ: أَفِيهَا مِثْلُ هَذَا؟ رَوَاهَا الْفَسَوِيُّ [1] عَنِ الْحُمَيْدِيِّ، ثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مُجَالِدٍ. وَكَانَ الشَّعْبِيُّ يَذُمُّ الرأي ويفتي بالنّصّ، قال مجالد: سمعت الشّعبيّ يقول: لعن الله رأيت [2] .

وروى الثّوريّ، عمّن سمع الشَّعْبِيُّ يَقُولُ: لَيْتَنِي أَنْفَلِتُ مِنْ عِلْمِي كَفَافًا لا عَلَيَّ وَلا لِي [3] . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ: سُئِلَ الشَّعْبِيُّ عَنْ شَيْءٍ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ فِيهِ شَيْءٍ، فَقِيلَ لَهُ: قُلْ فِيهِ بِرَأْيِكَ، فَقَالَ: وَمَا تَصْنَعُ بِرَأْيِي، بَلْ عَلَى رَأْيِي [4] . رَوَى سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي السَّفَرِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: مَا أَنَا بِعَالِمٍ، وَمَا أَتْرُكُ عَالِمًا [5] .

قَالَ أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ: حَدَّثَنِي أَبُو حَنِيفَةَ قَالَ: رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ يَلْبِسُ الْخَزَّ، وَيُجَالِسُ الشُّعَرَاءَ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ مُسْلِمَةَ فَقَالَ: مَا يَقُولُ فِيهَا بَنُو اسْتَهَا، يَعْنِي الْمَوَالِيَ [6] . وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ عِمَامَةً بَيْضَاءَ، قَدْ أَرْخَى طَرَفَهَا وَلَمْ يَرُدَّهَا [7] . وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ: سَمِعْتُ لَيْثًا يَقُولُ: رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ وَمَا أَدْرِي مِلْحَفَتَهُ أَشَدَّ حُمْرَةً أَوْ لِحْيَتَهُ [8] . وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: ثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ الزَّيَّاتُ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ مِطْرَفَ خَزٍّ أَصْفَرَ [9] . وَقَالَ رَوْحٌ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ قُلُنْسُوَةَ خَزٍّ خَضْرَاءَ [10] . وَقَالَ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ: كَانَ يَلْبِسُ المعصفر [11] . وقال عبيد بن عبد

[1] المعرفة والتاريخ 2/ 31 و 32 و 255.

[2]

هكذا في الأصل، وفي حلية، الأولياء 4/ 320 «أرأيت» .

[3]

الطبقات الكبرى 6/ 250، تاريخ دمشق 175، المعرفة والتاريخ 2/ 602.

[4]

الطبقات الكبرى 6/ 250.

[5]

الطبقات الكبرى 6/ 250 وله تكملة، المعرفة والتاريخ 2/ 592.

[6]

الطبقات الكبرى 6/ 251.

[7]

الطبقات 6/ 252.

[8]

الطبقات 6/ 252.

[9]

الطبقات 6/ 253.

[10]

الطبقات 6/ 253.

[11]

الطبقات 6/ 253.

ص: 130

الْمَلَكِ: رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ جَالِسًا عَلَى جِلْدِ أَسَدٍ [1] . وَرَوَى قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ مُجَالِدٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى الشَّعْبِيِّ قِبَاءَ سِنَّوْرٍ [2] .

جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: مَا اخْتَلَفَتْ أُمَّةٌ بَعْدَ نَبِيِّهَا إِلا ظَهَرَ أَهْلُ بَاطِلِهَا عَلَى أَهْلِ حَقِّهَا [3] .

قُتَيْبَةُ: ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ:

رَأَيْتُ الشَّعْبِيَّ يُسَلِّمُ عَلَى مُوسَى النَّصْرَانِيِّ فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَكُلِّمَ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: أَوَلَيْسَ فِي رَحْمَةِ اللَّهِ، لَوْ لَمْ يَكُنْ فِي رَحْمَتِهِ هَلَكَ [4] .

الْمَدَائِنِيُّ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ قَالَ: قَالَ الشَّعْبِيُّ: أَرَأَيْتُمْ لَوْ قُتِلَ الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ، وَقُتِلَ طِفْلٌ، أَكَانَتْ دِيَتُهُمَا سَوَاءً، أَمْ يُفَضَّلُ الأَحْنَفُ لِعَقْلِهِ وَحِلْمِهِ؟ قُلْتُ: بَلْ سَوَاءً، قَالَ: فَلَيْسَ الْقِيَاسُ بِشَيْءٍ [5] . أَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي:

ثَنَا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: نِعْمَ الشيء الغوغاء يسدّون السّبل، ويطفئون الْحَرِيقَ، وَيَشْغَبُونَ عَلَى وُلاةِ السَّوْءِ [6] . ابْنُ شُبْرُمَةَ قَالَ: وَلَّى ابْنُ هُبَيْرَةَ الشَّعْبِيَّ الْقَضَاءَ، وَكَلَّفَهُ أَنْ يُسَامِرَهُ فَقَالَ: لا أَسْتَطِيعُ، فَأَفْرِدْنِي بِأَحَدِهِمَا [7] .

إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، عَنِ الأَعْمَشِ: سَأَلَ رَجُلٌ الشَّعْبِيَّ فَقَالَ: مَا اسْمُ امْرَأَةِ إِبْلِيسَ؟ قَالَ: ذَاكَ عُرْسٌ مَا شَهِدْتُهُ [8] . سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ وَغَيْرُهُ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: شَهِدْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه جَلَدَ شِرَاحَةَ يَوْمِ الْخَمِيسِ، وَرَجَمَهَا مِنَ الْغَدِ، وَقَالَ: جَلَدْتُهَا بِكِتَابِ اللَّهِ، وَرَجَمْتُهَا بِسُنَّةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم.

[1] الطبقات 6/ 253.

[2]

في طبقات ابن سعد 6/ 254 «سمّور» .

[3]

حلية الأولياء 4/ 313.

[4]

هذا يخالف حديث مسلم في صحيحه (2167) عن أبي هريرة مرفوعا: «لا تبدءوا اليهود ولا النصارى بالسلام» .

[5]

حلية الأولياء 4/ 320.

[6]

حلية الأولياء 4/ 324.

[7]

المعرفة والتاريخ 2/ 593، أخبار القضاة 2/ 414.

[8]

تاريخ دمشق (عاصم- عائذ)232.

ص: 131

قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ: تُوُفِّيَ الشَّعْبِيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ، وَلَهُ اثْنَتَانِ وَثَمَانُونَ سَنَةً. وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ. وَقَالَ الْفَلاسُ: مَاتَ فِي أَوَّلِ سَنَةِ سِتٍّ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ.

(عَامِرُ بْنُ وَاثِلَةَ) أَبُو الطُّفَيْلِ الْكِنَانِيُّ.

107-

(عَاصِمُ بْنُ عَمْرٍو الْبَجَلِيُّ)[1] وَيُقَالُ ابْنُ عَوْفٍ. هُوَ أَحَدُ مَنْ قَدِمَ مَعَ حُجْرِ بْنِ عَدِيٍّ إِلَى عَذْرَاءَ فَسَلِمَ وَأُطْلِقَ. رَوَى عَنْ: أَبِي أُمَامَةَ، وَعَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلٍ، وَغَيْرِهِمَا.

وَعَنْهُ: أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَفَرْقَدٌ السَّبَخِيُّ [2] ، ومُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، وَحَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، وَمَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ.

قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [3] : صدوق.

108-

(عبادة بن الوليد)[4] سوى ت- بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ الأَنْصَارِيُّ الْمَدَنِيُّ، أَبُو الصّامت، وَهُوَ أَخُو يَحْيَى. رَوَى عَنْ: جَدِّهِ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي أَيُّوبَ، وَأَبِيهِ، وَالرُّبَيْعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ.

وعنه: أبو حزرة يعقوب بن مجاهد، ويحيى بن سعيد الأنصاريّ، وعبيد

[1] التاريخ لابن معين 2/ 284، تاريخ خليفة 358، التاريخ الكبير 6/ 483- 484 رقم 3055، تاريخ الرسل والملوك 5/ 271، الجرح والتعديل 6/ 348 رقم 1921، المراسيل 153 رقم 287، تاريخ دمشق (عاصم- عائذ) 75- 84 رقم 15، تهذيب تاريخ دمشق 7/ 131- 132، تهذيب الكمال 2/ 639، ميزان الاعتدال 2/ 356 رقم 4063، الكاشف 2/ 47 رقم 2538، جامع التحصيل 347 رقم 319، لسان الميزان 7/ 253 رقم 3416، تهذيب التهذيب 5/ 54- 55 رقم 87، تقريب التهذيب 1/ 385 رقم 23، خلاصة تذهيب التهذيب 183.

[2]

في الأصل «السبخي» والتصويب من اللباب 2/ 99 بفتح السين والباء.

[3]

الجرح والتعديل 6/ 348.

[4]

التاريخ الكبير 6/ 94 رقم 1812، المعرفة والتاريخ 1/ 316، الكنى والأسماء 2/ 11، الجرح والتعديل 6/ 96 رقم 496، تهذيب الكمال 2/ 655، الكاشف 2/ 58 رقم 2613، سير أعلام النبلاء 5/ 107 رقم 42، تهذيب التهذيب 5/ 114 رقم 194، تقريب التهذيب 1/ 396 رقم 129، خلاصة تذهيب التهذيب 188.

ص: 132

الله بن عمر، وابن إسحاق، وآخرون.

وثقه أبو زرعة.

109-

عائشة بنت طلحة [1] ع ابن عبيد الله التّيمي، وأمها أُمُّ كُلْثُومٍ ابْنَةُ الصَّدِّيقِ، تَزَوَّجَتْ بِابْنِ خَالِهَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، وَبَعْدَهُ بِمُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ، فَأَصْدَقَهَا مُصْعَبٌ مِائَةَ أَلْفَ دِينَارٍ، وَكَانَتْ أَجْمَلَ أَهْلِ زَمَانِهَا وَأَحْسَنَهُنَّ وَأَرْأَسَهُنَّ، فَلَمَّا قُتِلَ مُصْعَبٌ تَزَوَّجَهَا عُمَرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ وَأَصْدَقَهَا أَيْضًا أَلْفَ أَلْفٍ، حَتَّى قَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ:

بُضْعُ الْفَتَاةِ بِأَلْفِ أَلْفٍ كَامِلٍ

وَتَبِيتُ سَادَاتُ الْجُيُوشِ جِيَاعُ

[2]

حَدَّثَتْ عَنْ خَالَتِهَا عَائِشَةَ رضي الله عنها.

وَعَنْهَا: حَبِيبُ بْنُ أَبِي عَمْرٍو، وَابْنُ أَخِيهَا طَلْحَةُ بْنُ يَحْيَى، وَابْنُ أَخِيهَا الآخَرُ مُعَاوِيَةُ بن إسحاق، وابن ابن أَخِيهَا مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِسْحَاقَ،

[1] الطبقات الكبرى 8/ 467، نسب قريش 314، حذف من نسب قريش 70، أنساب الأشراف 1/ 244 و 421، المحبّر 442 وغيرها، تاريخ الثقات 521 رقم 2102، المعارف 174 و 233، الأغاني 11/ 176- 194، جمهرة أنساب العرب 137، ربيع الأبرار 4/ 50، تاريخ دمشق (تراجم النساء) 207- 220 رقم 61، الجمع بين رجال الصحيحين 2/ 609، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 352 رقم 754، تهذيب الكمال 3/ 1690، سير أعلام النبلاء 4/ 369- 370 رقم 147، الكاشف 3/ 430 رقم 99، العبر 1/ 123، الوافي بالوفيات 16/ 599- 603 رقم 646، البداية والنهاية 9/ 302، تهذيب التهذيب 12/ 436- 437 رقم 2844، تقريب التهذيب 2/ 606 رقم 5، النجوم الزاهرة 1/ 290، خلاصة تذهيب التهذيب 493، شذرات الذهب 1/ 122، الحدائق الغناء 54، تاريخ أبي زرعة 1/ 476 و 639، مصارع العشاق 260، عيون الأخبار 4/ 21، الأمالي 3/ 189، العقد الفريد 4/ 12، نهاية الأرب 4/ 272.

[2]

البيت لأنس بن زنيم الديليّ. انظر: المعارف 233، الأغاني 3/ 361 (طبعة دار الكتب المصرية) والبيت الّذي قبله:

أبلغ أمير المؤمنين رسالة من ناصح لك لا يريد خداعا والبضع: بضم الباء، المهر.

ص: 133

وَفُضَيْلٌ الْفُقَيْمِيُّ [1] وَغَيْرُهُمْ.

وَفَدَتْ عَلَى هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَأَكْرَمَهَا وَاحْتَرَمَهَا. وَثَّقَهَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ. وَمِنْ أَعْجَبِ مَا تَمَّ لَهَا، مَا روى هشيم قال: أنا مُغِيرَةُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، أَنَّ عَائِشَةَ بِنْتَ طَلْحَةَ قَالَتْ: إِنْ تَزَوَّجَتْ مُصْعَبًا فَهُوَ عَلَيْهَا كَظَهْرِ أُمِّهَا، فَتَزَوَّجَتْهُ، فَسَأَلَتْ عَنْ ذَلِكَ، فَأُمِرَتْ أَنْ تُكَفِّرَ، فَأَعْتَقَتْ غُلامًا لَهَا، ثَمَنُهُ أَلْفَانِ.

رَوَاهُ سَعِيدٌ [2] فِي سُنَنِهِ.

110-

(عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أمامة)[3] د ق- بن ثعلبة الأنصاريّ البلوي المدني.

رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ.

وَعَنْهُ: صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ مُهَاجِرٍ.

وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ.

111-

(عَبْدُ الله بن باباه)[4] م 4 [5]- ويقال ابن بابيه المكيّ.

لَهُ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، وَيَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو.

وعنه: حبيب بن أبي ثابت.

[1] الفقيمي: مهملة في الأصل، والتصحيح من (اللباب 2/ 437) بضم الفاء وفتح القاف وسكون الياء. نسبة إلى فقيم بن دارم بن مالك.

[2]

هو: سعيد بن منصور المروزي المتوفى سنة 227 هـ. وسننه يغلب عليها المعضل والمنقطع والمرسل. (الرسالة المستطرفة 34) .

[3]

التاريخ الكبير 5/ 45 رقم 92، الجرح والتعديل 5/ 10 رقم 47، تهذيب الكمال 2/ 666، الكاشف 2/ 65 رقم 2659، تهذيب التهذيب 5/ 149 رقم 255، تقريب التهذيب 1/ 402 رقم 188، خلاصة تذهيب التهذيب 191.

[4]

التاريخ لابن معين 2/ 297، التاريخ الكبير 5/ 48 رقم 101، تاريخ الثقات 250 رقم 780، المعرفة والتاريخ 2/ 27 و 205- 207، الجرح والتعديل 5/ 12 رقم 58، مشاهير علماء الأمصار 86 رقم 630، موضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 306- 312، الإكمال 1/ 162، تهذيب الكمال 2/ 667، المشتبه 1/ 38، الكاشف 2/ 65 رقم 2665، تهذيب التهذيب 5/ 152- 153 رقم 261، تقريب التهذيب 1/ 403 رقم 194، خلاصة تذهيب التهذيب 191.

[5]

الرمز في الأصل خطأ، والتصحيح من الكاشف والخلاصة.

ص: 134

112-

(عبد الله بن حنين)[1] ع- المدني، مولى العبّاس، ويقال: مولى عليّ ابن أَبِي طَالِبٍ، وَهُوَ وَالِدُ إِبْرَاهِيمَ الْمَذْكُورِ. رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَأَبِي أَيُّوبَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَالْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ.

وعنه: ابنه إبراهيم، ومحمد بن المنكدر، وشريك بن أبي نمر، وأسامة بن زيد، وآخرون.

حديثه في الأصول الستة.

113-

(عبد الله بن رافع)[2] م 4- أبو رافع المدني، مولى أُمِّ سَلَمَةَ. عَنْ: أُمِّ سَلَمَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ.

وَعَنْهُ: سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ، وَأَفْلَحُ بْنُ سَعِيدٍ، وَمُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ، وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَأَيُّوبُ بْنُ خَالِدٍ، وَخَلْقٌ.

وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ.

114-

(عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَافِعٍ [3] أَبُو سَلَمَةَ الْحَضْرَمِيُّ الْمَصْرِيُّ. عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَعَمْرِو بْنِ معديكرب، وَابْنِ جُزْءٍ الزُّبَيْدِيِّ.

وَعَنْهُ: جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ، وعيّاش [4] ابن عبّاس، وسعيد بن أبي هلال،

[1] الطبقات الكبرى 5/ 286، التاريخ الكبير 5/ 69- 70 رقم 173، تاريخ الثقات 253 رقم 795، المعرفة والتاريخ 3/ 180، الجرح والتعديل 5/ 40 رقم 177، تهذيب الكمال 2/ 676، سير أعلام النبلاء 4/ 604 رقم 242، الكاشف 2/ 73 رقم 2723، تهذيب التهذيب 5/ 193- 194 رقم 333، تقريب التهذيب 1/ 411 رقم 267، خلاصة تذهيب التهذيب 195.

[2]

الطبقات الكبرى 5/ 297، التاريخ لابن معين 2/ 305، الطبقات لخليفة 246، التاريخ الكبير 5/ 90 رقم 244، تاريخ الثقات 255 رقم 802، تاريخ أبي زرعة 1/ 430، الكنى والأسماء 1/ 175، الجرح والتعديل 5/ 53 رقم 247، الثقات لابن حبّان 5/ 30، تهذيب الكمال 2/ 680، الكاشف 2/ 76 رقم 2738، تهذيب التهذيب 5/ 206 رقم 355، تقريب التهذيب 1/ 413 رقم 289، خلاصة تذهيب التهذيب 196.

[3]

التاريخ الكبير 5/ 90 رقم 245، تاريخ الثقات 255 رقم 803، الجرح والتعديل 5/ 53- 54 رقم 249، تهذيب الكمال 2/ 680، تهذيب التهذيب 5/ 206 رقم 356، تقريب التهذيب 1/ 414 رقم 290، حسن المحاضرة 1/ 106، خلاصة تذهيب التهذيب 196.

[4]

مهمل في الأصل.

ص: 135

وَسُلَيْمَانُ بْنُ رَاشِدٍ، وَعَيَّاشُ بْنُ عُقْبَةَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ أَبِي فَرْوَةَ.

قَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ثِقَةٌ.

115-

(عبد الله بن زيد)[1] ت ق [2]- أو ابن يزيد الدمشقيّ الأزرق القاصّ، كَانَ يَقُصُّ فِي غَزْوِ الرُّومِ مَعَ مُسْلِمَةَ. رَوَى عَنْ: عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ.

وَعَنْهُ: بُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَشَجِّ، وَأَخُوهُ يَعْقُوبُ، وَأَبُو سَلامٍ مَمْطُورٌ، وَزَيْدُ بْنُ سَلامٍ، وَابْنُ أَبِي حَفْصَةَ، وَآخَرُونَ.

116-

(عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ الْكُوفِيّ)[3] خ م ت ن- أَخُو عَبْدِ الْمَلِكِ.

سَمِعَ أَبَاهُ.

وَعَنْهُ: إِسْحَاقُ السَّبِيعِيُّ، وَأَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ [4] .

قَالَ السِّخْتِيَانِيُّ: كَانُوا يَعُدُّونَهُ أَفْضَلَ مِنْ أَبِيهِ، يعني فِي الْعِبَادَةِ.

117-

(عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ)[5] م د ن- مَوْلَى آلِ الْمُنْكَدِرِ.

[1] التاريخ الكبير 5/ 93 رقم 256 و 257، الجرح والتعديل 5/ 58 رقم 269 و 270، تاريخ دمشق (عبد الله بن جابر- عبد الله بن زيد) 569- 574 رقم 297، تهذيب الكمال 2/ 685، ميزان الاعتدال 2/ 426 رقم 4335، الكاشف 2/ 80 رقم 2763، تهذيب التهذيب 5/ 226- 227 رقم 388، تقريب التهذيب 1/ 417 رقم 320، خلاصة تذهيب التهذيب 198.

[2]

الرمز من مصادر الترجمة.

[3]

التاريخ لابن معين 2/ 311، التاريخ الكبير 5/ 103 رقم 299، الجرح والتعديل 5/ 70 رقم 333، مشاهير علماء الأمصار 145 رقم 1141، تهذيب الكمال 2/ 688، الكاشف 2/ 82 رقم 2779، تهذيب التهذيب 5/ 236 رقم 409، تقريب التهذيب 1/ 419 رقم 341، خلاصة تذهيب التهذيب 199.

[4]

الطبقات لخليفة 268، التاريخ لابن معين 2/ 312، التاريخ الكبير 5/ 100 رقم 287، المعرفة والتاريخ 1/ 429 و 573 و 578، المراسيل 112 رقم 182، الجرح والتعديل 5/ 70 رقم 331، مشاهير علماء الأمصار 137 رقم 1087، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 271 رقم 305، تهذيب الكمال 2/ 690، الكاشف 2/ 83 رقم 2790، جامع التحصيل 258 رقم 365، تهذيب التهذيب 5/ 343 رقم 421، تقريب التهذيب 1/ 420 رقم 354، خلاصة تذهيب التهذيب 200.

[5]

الماجشون: بفتح الجيم وضم الشين، كما في المغني، وهو معرّب: ماه كون أي: شبه

ص: 136

رَوَى عَنْ: عَائِشَةَ، وَأُمِّ سَلَمَةَ، وَابْنِ عُمَرَ- فقيل لم يلقهم-، وعن عبد الله بن عبد الله بن عمر، والنعمان بن أبي عياش، وعمرو بن قيس الزرقيين، وجماعة.

وعنه: ابنه عبد العزيز، وحكيم بن عبد الله بن قيس، ويحيى بن سعيد الأنصاري، ومحمد بن إسحاق، وآخرون.

وثقه النسائي. وَقَالَ حَفِيدُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: تُوُفِّيَ جَدِّي سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ.

118-

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَقِيقٍ الْعُقَيْلِيُّ الْبَصْرِيُّ) [1] م 4- رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَعُثْمَانَ، وَعَلِيٍّ وَعَائِشَةَ، وَأَبِي ذَرٍّ.

وَعَنْهُ: ابْنُ سِيرِينَ، وَقَتَادَةُ، وَأَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَعَوْفٌ الأَعْرَابِيُّ، وَآخَرُونَ.

وَثَّقَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ، وَعُمِّرَ دَهْرًا. قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حنبل: ثقة. وكان سليمان التّيميّ سيّئ الرَّأْيِ فِيهِ [2] لِكَوْنِهِ كَانَ يَنَالُ مِنْ عَلِيٍّ بَعْضَ الشَّيْءِ. قِيلَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ.

119-

(عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ)[3] سوى ق- العدوي

[ () ] القمر، وقيل: شبه الورد، سمّي به لحمرة وجنتيه، وحكي فيه تثليث الجيم.

[1]

الطبقات الكبرى 7/ 126، التاريخ الكبير 116 رقم 345، الطبقات لخليفة 197 و 208، تاريخ الثقات 261 رقم 824، تاريخ خليفة 339، المعرفة والتاريخ 2/ 88 و 128، الجرح والتعديل 5/ 81 رقم 376، مشاهير علماء الأمصار 94 رقم 691، الثقات 5/ 10، تهذيب الكمال 2/ 693، ميزان الاعتدال 2/ 439 رقم 4380، الكاشف 2/ 86 رقم 2807، تهذيب التهذيب 5/ 253- 254 رقم 444، تقريب التهذيب 1/ 423 رقم 378، خلاصة تذهيب التهذيب 201.

[2]

الجرح والتعديل 5/ 81.

[3]

الطبقات الكبرى 5/ 201- 202، الطبقات لخليفة 246، تاريخ خليفة 214، التاريخ الكبير 5/ 125 رقم 368 (وفيه: عبد الله بن عمر بن الخطاب) ، تاريخ الثقات 266 رقم 840، المعارف 186، المعرفة والتاريخ 1/ 374 و 2/ 737، الجرح والتعديل 5/ 90 رقم 411، مشاهير علماء الأمصار 65 رقم 439، الثقات 5/ 6، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/

ص: 137

المدني، وَصِيُّ أَبِيهِ. سَمِعَ: أَبَاهُ، وَأَبَا هُرَيْرَةَ، وَأَسْمَاءَ بِنْتَ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ.

وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْقَاسِمِ، وَالزُّهْرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، وَغَيْرُهُمْ.

وثقه وكيع. تُوُفِّيَ سنة خمس، قبل أخيه سالم بعام.

120-

(عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُرْوَةَ بْنِ الزّبير)[1] سوى د- بن العوّام، أبو بكر الأسديّ المدني، لَهُ جَمَاعَةٌ إِخْوَةٌ، وَهُوَ أَكْبَرُهُمْ، وَأَبُوهُ أَكْبَرُ مِنْهُ بِخَمْسِ عَشْرَةَ سَنَةً.

رَوَى عَنْ: الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَحَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، وَجَدَّتِهِ أَسْمَاءَ.

وَعَنْهُ: أَخُوهُ هِشَامٌ، وَالزُّهْرِيُّ، وَحَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ، وَالضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ الْحِزَامِيُّ [2] ، وَنَافِعٌ الْقَارِئُ، وَغَيْرُهُمْ.

وَهُوَ الَّذِي خَرَجَ رَسُولا مِنْ عَمِّهِ ابْنِ الزُّبَيْرِ إِلَى حُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ السَّكُونِيِّ. وَكَانَ سَيِّدًا نَبِيلا فَصِيحًا، يُشَبَّهُ بِعَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ فِي بَيَانِهِ، وَبَنُو عُرْوَةَ، هُوَ، وَيَحْيَى، وَمُحَمَّدٌ، وَعُثْمَانُ، وَهِشَامٌ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ.

121-

(عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْفٍ)[3] أَبُو الْقَاسِمِ الْكِنَانِيُّ الشَّامِيُّ. رَأَى عُثْمَانَ رضي الله عنه، وَرَوَى عَنْ: أَبِي جُمْعَةَ الأَنْصَارِيِّ، وَبَشِيرِ بْنِ عقربة، وكعب الأحبار.

[276- 277] رقم 314، تهذيب الكمال 2/ 701، الكاشف 2/ 91 رقم 2840، الوافي بالوفيات 17/ 296 رقم 249، العبر 1/ 129، تهذيب التهذيب 5/ 285- 286 رقم 483، تقريب التهذيب 426 رقم 413، أسد الغابة 3/ 199، خلاصة تذهيب التهذيب 203.

[1]

الطبقات الكبرى 167، التاريخ الكبير 5/ 163 رقم 513، المعارف 222، المعرفة والتاريخ 1/ 550، - 551، الجرح والتعديل 5/ 133 رقم 618، تاريخ أبي زرعة 1/ 496- 497، تهذيب الكمال 711، الكاشف 2/ 98 رقم 2888، جامع التحصيل 261 رقم 383، تهذيب التهذيب 5/ 319- 320 رقم 546، تقريب التهذيب 1/ 433 رقم 475، خلاصة تذهيب التهذيب 206- 207.

[2]

في طبعة القدسي 4/ 138 «الحرامي» والتصويب من: تقريب التهذيب.

[3]

التاريخ الكبير 5/ 156 رقم 479، تاريخ الثقات 270 رقم 858، المعارف 235، المعرفة والتاريخ 1/ 402 و 607 و 2/ 299 و 366 و 373، تاريخ أبي زرعة 1/ 68، الجرح والتعديل 5/ 125 رقم 577، الثقات لابن معين 5/ 42، الوافي بالوفيات 17/ 391 رقم 321، تعجيل المنفعة لابن حجر 231.

ص: 138

وعنه: الزهري، وحجر بن الحارث، ورجاء بن أبي سلمة.

وقد ولي خراج فلسطين، لعمر بن عبد العزيز.

122-

(عبد الله بن غابر)[1] ن ق- أبو عامر الألهاني الحمصيّ. أَدْرَكَ عُمَرَ رضي الله عنه، وَحدَّثَ عَنْ: ثَوْبَانَ، وَعُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ، وَأَبِي أُمَامَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ.

وعنه: أرطأة بن المنذر، وثور بن يزيد، وحريز بن عثمان، ومعاوية بن صالح.

123-

(عبد الله بن أبي قيس النّصريّ)[2] م 4- أبو الأسود الحمصي.

روى عن: عمر، وأبي ذرّ، وأبي الدرداء- وَأَرَى ذَلِكَ مُنْقَطِعًا- وَرَوَى عَنْ عَائِشَةَ، وَابْنِ عُمَرَ.

وعنه: محمد بن زياد الألهاني، ويزيد بن خمير، ومعاوية بن صالح.

وثقه النسائي.

124-

(عبد الله بن قدامة)[3] أبو سوار العنقري، قاضي البصرة، وأبو قاضيها. روى عَنْ: أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ. وَعَنْهُ: تَوْبَةُ الْعَنْبَرِيُّ. ذَكَرَهُ أَبُو حاتم الرازيّ ولم يضعفه.

[1] التاريخ الكبير 5/ 167 رقم 529، تاريخ أبي زرعة 1/ 391، الجرح والتعديل 5/ 135 رقم 629، تهذيب الكمال 2/ 721، الكاشف 2/ 104 رقم 2937، تهذيب التهذيب 5/ 354 رقم 606، تقريب التهذيب 1/ 440 رقم 532، خلاصة تذهيب التهذيب 209 (وفيه «عبد الله بن غالب» ) .

[2]

التاريخ الكبير 5/ 172- 173 رقم 549، تاريخ الثقات 273 رقم 869، المعرفة والتاريخ 2/ 311، الكنى والأسماء 1/ 107، الجرح والتعديل 5/ 140 رقم 653، تهذيب الكمال 2/ 725، الكاشف 2/ 107 رقم 2958، الوافي بالوفيات 17/ 408 رقم 345، تهذيب التهذيب 5/ 365- 366 رقم 231، تقريب التهذيب 1/ 442 رقم 557، الثقات لابن حبّان 5/ 44، خلاصة تذهيب التهذيب 210.

[3]

الطبقات لخليفة 212، التاريخ الكبير 5/ 176 رقم 556، أخبار القضاة 2/ 57، الكنى والأسماء 1/ 201، الجرح والتعديل 5/ 141 رقم 661، تهذيب الكمال 2/ 723، الكاشف 2/ 106 رقم 2951، تهذيب التهذيب 5/ 361 رقم 621، تقريب التهذيب 1/ 441 رقم 547، خلاصة تذهيب التهذيب 210.

ص: 139

125-

عبد الله بن أبي عتيق [1] خ م ن ق مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرِ الصّدّيق التّيمي، وَالِدُ مُحَمَّدٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ.

عَنْ: أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ، وَابْنِ عُمَرَ.

وَعَنْهُ: شَرِيكُ بْنُ أَبِي نَمِرٍ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَيَعْقُوبُ بْنُ مُجَاهِدٍ، وَخَالِدُ بْنُ سَعْدٍ، وَابْنُ إِسْحَاقَ، وَغَيْرُهُمْ.

قَالَ مُصْعَبُ الزُّبَيْرِيُّ: كَانَ أَمْرَأً صَالِحًا، وَفِيهِ دُعَابَةٌ. مَرَّ بِهِ رَجُلٌ مَعَهُ كَلْبٌ، فَقَالَ لَهُ: مَا اسْمُكَ؟ قَالَ: وَثَّابٌ. قَالَ: فَمَا اسْمُ كلبك؟ قال عمرو:

فقال: وا خلافاه.

وَحَكَى مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ: لَقِيَ ابْنُ أَبِي عَتِيقٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ فَقَالَ: إِنَّ إِنْسَانًا هَجَانِي، فَقَالَ:

أَذْهَبْتَ مَالَكَ غَيْرَ مُتْرَكٍ

فِي كُلِّ مُومِسَةٍ وَفِي الْخَمْرِ

ذَهَبَ الإِلَهُ بِمَا تَعِيشُ بِهِ

فَبَقِيتَ وَحْدَكَ غَيْرَ ذِي وَفْرِ

فَقَالَ لَهُ: أَرَى أَنْ تَصْفَحَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لأَفْعَلَنَّ بِهِ- لا يُكَنَّى- فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: سُبْحَانَ اللَّهِ لا تَتْرُكِ الْهَزْلَ، وَافْتَرَقَا، ثُمَّ لَقِيَهُ فَقَالَ: قَدْ أَوْلَجْتُ فِيهِ.

فَأَعْظَمَ ذَلِكَ ابْنُ عُمَرَ وَتَأَلَّمَ! فَقَالَ: امْرَأَتِي وَاللَّهِ الَّتِي قَالَتِ الْبَيْتَيْنِ. قَالَ مُصْعَبٌ: وَامْرَأَتُهُ هِيَ أُمُّ إِسْحَاقَ بِنْتُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَكَانَتْ قَدْ غَارَتْ عَلَيْهِ، وَلَهُ مُزَاحٌ وَنَوَادِرُ.

126-

(عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَوْهِبٍ الشَّامِيُّ)[2] 4- وُلِّيَ قَضَاءَ فلسطين لعمر بن عبد

[1] الطبقات الكبرى 5/ 194، الطبقات لخليفة 269، تاريخ خليفة 242، التاريخ الكبير 5/ 184- 185 رقم 577، المحبّر 66 و 442، تاريخ الثقات 277 رقم 879، المعارف 233، الجرح والتعديل 5- 154 رقم 707، الثقات 5/ 7، تهذيب الكمال 2/ 735- 736، الكاشف 2/ 113 رقم 2997، الوافي بالوفيات 17/ 425- 426 رقم 364، تهذيب التهذيب 6/ 11 رقم 15، تقريب التهذيب 1/ 447 رقم 603، خلاصة تذهيب التهذيب 212.

[2]

التاريخ الكبير 5/ 198- 199 رقم 625، تاريخ الثقات 281 رقم 895، المعرفة والتاريخ 2/ 369 و 373 و 439، تاريخ أبي زرعة 1/ 569- 570، الجرح والتعديل 5/ 174 رقم

ص: 140

الْعَزِيزِ. وَحَدَّثَ عَنْ: تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَمُعَاوِيَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، وَغَيْرِهِمْ، وَعَنْ قَبِيصَةَ بْنِ ذُؤَيْبٍ.

وَعَنْهُ: ابْنُهُ يَزِيدُ، وَأَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، وَالزُّهْرِيُّ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ، وَعَبْدُ العزيز بْن عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيزِ، وَآخَرُونَ.

وَالأَصَحُّ أَنَّهُ لَمْ يُدْرِكْ تَمِيمًا، وَإِنَّمَا هُوَ: ابْنُ مَوْهِبٍ عَنْ قَبِيصَةَ عَنْ تَمِيمٍ.

وَقَدْ رَوَى عَنْهُ: ابْنُ أَبِي غِيلانَ الْفِلَسْطِينِيُّ، قَالَ: ثَلاثٌ إِذَا لَمْ تَكُنْ فِي الْقَاضِي فَلَيْسَ بِقَاضٍ: يَسْأَلُ وَإِنْ كَانَ عَالِمًا، وَلا يَسْمَعُ مِنْ أَحَدٍ دَعْوَى إِلا مَعَ خَصْمِهِ، وَلا يَقْضِي إِلا بَعْدَ أَنْ يَفْهَمَ.

127-

(عبد الله بن واقد)[1] م د ق- بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ.

عن: جده، وعائشة.

وعنه: الزهري، وفضيل بن غَزْوَانَ، وَعُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُمَرِيُّ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَرَآهُ مَالِكٌ.

ثُمّ وَجَدْتُ وَفَاتَهُ سَنَةَ سبع عشرة وَمِائَةٍ، وَرَّخَهُ ابْنُ سَعْدٍ فَيُؤَخَّرُ.

128-

(عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَسَارٍ الْجُهَنِيُّ الْكُوفِيُّ)[2] د ن- شَيْخُ مُعَمَّرٍ. رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَحُذَيْفَةَ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ صرد، وغيرهم.

[812،) ] تهذيب الكمال 2/ 746- 747، الكاشف 2/ 121 رقم 3049، جامع التحصيل 264 رقم 399، تهذيب التهذيب 6/ 47 رقم 87، تقريب التهذيب 1/ 455 رقم 675، خلاصة تذهيب التهذيب 216، أخبار القضاة 15/ 23 و 3/ 213- 214 و 324.

[1]

الطبقات لخليفة 256، تاريخ خليفة 350، التاريخ الكبير 5/ 219 رقم 712، المعارف 187، المعرفة والتاريخ 1/ 375 و 2/ 459، الجرح والتعديل 5/ 190 رقم 881، تهذيب الكمال 2/ 751، الكاشف 2/ 124 رقم 3077، تهذيب التهذيب 6/ 65 رقم 129، تقريب التهذيب 1/ 459 رقم 717، خلاصة تذهيب التهذيب 218، تحفة الأشراف 13/ 266 رقم 1153.

[2]

التاريخ الكبير 5/ 234 رقم 771، المعرفة والتاريخ 3/ 223، الجرح والتعديل 5/ 202 رقم 943، المراسيل 105- 106 رقم 166، تهذيب الكمال 2/ 758، الكاشف 2/ 128 رقم 3104، تهذيب التهذيب 6/ 84- 85 رقم 368، تقريب التهذيب 1/ 462 رقم 755، خلاصة تذهيب التهذيب 219.

ص: 141

وَعَنْهُ: مَنْصُورٌ، وَالأَعْمَشُ، وَجَابِرٌ الْجُعْفِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ أَشْوَعَ، وَفِطْرُ بْنُ خَلِيفَةَ، وَآخَرُونَ.

وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.

129-

(عَبْدُ اللَّهِ الهيّ)[1] م 4- مَوْلَى مُصْعَبِ بْنِ الزُّبَيْرِ. رَوَى عَنْ:

عَائِشَةَ، وَفَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، وَابْنِ عُمَرَ، وعروة بن الزبير.

وعنه: أبو إسحاق السبيعي، وإسماعيل السدي، وإسماعيل بن أبي خالد، والعباس بن ذريح، والصلت بن بهرام، وآخرون. وهو من تابعي أهل الكوفة وثقاتهم.

130-

(عبد الأعلى بن عدي)[2] ن ق- البهراني الحمصي القاضي. عَنْ ثَوْبَانَ، وَعُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَأَرْسَلَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.

وَعَنْهُ: أَحْوَصُ بْنُ حُكَيْمٍ، وَلُقْمَانُ بْنُ عَامِرٍ، وَحَرِيزُ [3] بْنُ عُثْمَانَ، وَصَفْوَانُ بْنُ عُمَرَ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ الْغَسَّانِيُّ.

وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ. وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبَّهُ: تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ.

131-

(عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ هِلالٍ)[4] أَبُو النَّضْرِ السَّلَمِيُّ الحمصي. روى عن:

[1] التاريخ لابن معين 2/ 339، التاريخ الكبير 5/ 56 رقم 124، المعارف 226، المراسيل 115 رقم 193، تهذيب الكمال 759، تحفة الأشراف 13/ 267 رقم 1155، الكاشف 2/ 130 رقم 3112، تهذيب التهذيب 6/ 89- 90 رقم 171، تقريب التهذيب 1/ 463 رقم 764، جامع التحصيل 266 رقم 408.

[2]

التاريخ الكبير 6/ 72- 73 رقم 1747، تاريخ أبي زرعة 1/ 243 و 2/ 694، الجرح والتعديل 6/ 25 رقم 131، مشاهير علماء الأمصار 116 رقم 894، تهذيب الكمال 2/ 761، تحفة الأشراف 13/ 267 رقم 1156، الكاشف 2/ 130 رقم 3119، تهذيب التهذيب 6/ 97 رقم 200، تقريب التهذيب 1/ 465 رقم 785، خلاصة تذهيب التهذيب 220، التاريخ الصغير 118.

[3]

محرّف في الأصل، والتصويب من تقريب التهذيب 1/ 159.

[4]

التاريخ الكبير 6/ 68- 69 رقم 1736، المعرفة والتاريخ 2/ 345، تاريخ أبي زرعة 1/ 68، الكنى والأسماء 2/ 137، الجرح والتعديل 6/ 25 رقم 129.

ص: 142

الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ، وَوَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ، وَأَبِي أُمَامَةَ.

وَعَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَسَعِيدُ بْنُ سُوَيْدٍ، وَيَزِيدُ بْنُ الأَيْهَمِ [1] .

وَرِوَايَتُهُ فِي مُسْنَدِ الإِمَامِ أَحْمَدَ، وَمَا عَلِمْتُ بِهِ بَأْسًا.

132-

(عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبَانٍ)[2] 4- بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ الأُمَوِيُّ الْمَدَنِيُّ، أَحَدُ سَادَاتِ بَنِي أُمَيَّةَ وَكُبَرَائِهِمْ. سَمِعَ أَبَاهُ.

رَوَى عَنْه: عُمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْعُمَرِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ، وَمُحَمَّدُ ابْنَا أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ، وَمُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، وَآخَرُونَ.

قَالَ مُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ: مَا رَأَيْتُ أَحْمَدَ لِلدِّينِ وَالْحِكْمَةِ وَالشَّرَفِ مِنْهُ. وَقَالَ مُصْعَبُ بْنُ عُثْمَانَ [3] : كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبَانٍ يَشْتَرِي أَهْلَ الْبَيْتِ، ثُمَّ يَكْسُوهُمْ، ثُمَّ يَعْرِضُهُمْ عَلَيْهِ وَيُعْتِقَهُمْ، وَيَقُولُ: أَنْتُمْ أَحْرَارٌ أَسْتَعِينُ بِكُمْ عَلَى غَمَرَاتِ الْمَوْتِ، فَمَاتَ وَهُوَ نَائِمٌ فِي مَسْجِدِهِ.

قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ [4] : كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ مِنْ خِيَارِ الْمُسْلِمِينَ، كَانَ كَثِيرَ الصَّلاةِ، فَرَآهُ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، فَأَعْجَبَهُ هَدْيُهُ وَنُسْكُهُ وَقَالَ: أَنَا أَقْرَبُ رَحِمًا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْهُ، وَأَوْلَى بِهَذِهِ [5] الْحَالِ، فَمَا زَالَ مُجْتَهِدًا حَتَّى مَاتَ.

133-

(عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ [6] الثقفي)[7] ع- أول مولود ولد بالبصرة.

[1] مهمل في الأصل، والتصويب من: تقريب التهذيب 2/ 362 حيث قال: بتحتانية، وزن أحمر..

[2]

الطبقات لخليفة 259، نسب قريش 120، التاريخ الكبير 5/ 254 رقم 820، المعارف 201، الجرح والتعديل 5/ 210 رقم 991، تهذيب الكمال 2/ 771، سير أعلام النبلاء 5/ 10- 11 رقم 7، الكاشف 2/ 137 رقم 3171، تهذيب التهذيب 6/ 130- 131 رقم 273، تقريب التهذيب 1/ 471 رقم 855، خلاصة تذهيب التهذيب 223، وانظر: جمهرة أنساب العرب 78.

[3]

نسب قريش 120.

[4]

نسب قريش 120.

[5]

في الأصل «بهذا» ، وفي القاموس للفيروزآبادي:«ويذكر» .

[6]

في طبعة القدسي 4/ 141 «بكر» ، والتصويب من مصادر ترجمته.

[7]

الطبقات الكبرى 7/ 190، الطبقات لخليفة 203، تاريخ خليفة 129 و 165 و 212 و 303،

ص: 143

رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَنِ الأَسْوَدِ بْنِ سَرِيعٍ، وَعَنْ عَلِيٍّ إِنْ صَحَّ.

وَعَنْهُ: أَبُو بِشْرٍ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ، وَابْنُ عَوْنٍ، وَالْجُرَيْرِيُّ، وَيُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ، وَإِسْحَاقُ بْنُ سويد، آخرون. وَكَانَ ثِقَةً كَبِيرَ الْقَدْرِ.

قَالَ ابْنُ سَعْدٍ [1] : نَحَرُوا جَزُورًا يَوْمَ مَوْلِدِهِ وَهُمْ بِالْخُرَيْبَةَ، فَكَفَتَهُمْ، وَكَانُوا قَدْرَ ثَلاثِمِائَةِ رَجُلٍ.

قُلْتُ: لَمْ أَرَ أَحَدًا ضَبَطَ وَفَاتَهُ، وَهِيَ بَعْدَ الْمِائَةِ بِقَلِيلٍ [2] .

134-

(عبد الرحمن بن جابر)[3] ع- بن عبد الله الأنصاري. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَعَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ [4] .

وَعَنْهُ: سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، وَعَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ، وَمُسْلِمُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَحِزَامُ بْنُ عُثْمَانَ، وَآخَرُونَ.

وكان ثقة، قاله الْعِجْلِيُّ وَالنَّسَائِيُّ. وقَالَ ابْنُ سَعْدٍ [5] : لا يُحْتَجُّ به.

[ () ] التاريخ لابن معين 2/ 345، التاريخ الكبير 5/ 260 رقم 738، تاريخ الثقات 289 رقم 935، المعارف 288- 289، المعرفة والتاريخ 3/ 355، الثقات لابن حبّان 5/ 77، مشاهير علماء الأمصار 98 رقم 723، تهذيب الكمال 2/ 779، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 195 رقم 345، الكاشف 2/ 140 رقم 3195، سير أعلام النبلاء 4/ 319- 320 رقم 114، وص 411- 413 رقم 161، العبر 1/ 123، الإصابة 3/ 147 رقم 6678، تهذيب التهذيب 6/ 148- 149 رقم 300، تقريب التهذيب 1/ 474 رقم 882، خلاصة تذهيب التهذيب 224، شذرات الذهب 1/ 122.

[1]

الطبقات الكبرى 7/ 190.

[2]

وقيل توفي سنة 96 هـ. (انظر تهذيب التهذيب)، وقال خليفة: مات بعد الثمانين (الطبقات 203) .

[3]

الطبقات الكبرى 5/ 275، الطبقات لخليفة 249، التاريخ الكبير 5/ 266 رقم 861، تاريخ الثقات 290 رقم 939، المعارف 307، الجرح والتعديل 5/ 220 رقم 1036، المحبّر لابن حبيب 413 و 415، الثقات لابن حبّان 5/ 77، تهذيب الكمال 2/ 779، المغني في الضعفاء 2/ 377 رقم 3541، ميزان الاعتدال 2/ 553 رقم 4835، الكاشف 2/ 141 رقم 3203، تهذيب التهذيب 6/ 153 رقم 309، تقريب التهذيب 1/ 475 رقم 891، خلاصة تذهيب التهذيب 225.

[4]

نيار: بكسر النون، وياء مخفّفة.

[5]

الطبقات الكبرى 5/ 275.

ص: 144

135-

عبد الرحمن بن حسّان بن ثابت [1] ق الأنصاريّ المدنيّ، الشَّاعِرُ ابْنُ الشَّاعِرِ، الْمُؤَيَّدُ بُرُوحِ الْقُدُسِ، وَهُوَ ابن خالة إبراهيم ابن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. رَوَى عَنْ: أُمِّهِ سِيرِينَ الْقِبْطِيَّةِ، وَعَنْ أَبِيهِ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ.

وَعَنْهُ: ابْنُهُ سَعِيدٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ بُهْمَانَ. لَهُ حَدِيثٌ عِنْدَ ابْنِ مَاجَهْ.

وَيُقَالُ: إِنَّهُ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَصَحِبَ عُمَرَ.

وَفِي «مُسْنَدِ أَحْمَدَ» [2] مِنْ حَدِيثِ بهمان، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَعَنَ زَوَّارَاتِ الْقُبُورِ، وَلَكِنَّ ابْنَ بُهْمَانَ لا يُعْرَفُ.

رَوَى مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، أَنَّ مُعَاوِيَةَ لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ، لَقِيَهُ أَبُو قَتَادَةَ الأَنْصَارِيُّ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: تَلَقَّانِي النَّاسُ كُلُّهُمْ غَيْرَكُمْ يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ! قَالَ: لَمْ يَكُنْ لَنَا دَوَابٌّ، قَالَ: فَأَيْنَ النَّوَاضِحُ؟ قَالَ:

عَقَرْنَاهَا فِي طَلَبِكَ وَطَلَبِ أَبِيكَ يَوْمَ بَدْرٍ، ثُمَّ قَالَ أَبُو قَتَادَةَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

[1] الطبقات الكبرى 5/ 266، الأخبار الموفقيات (انظر فهرس الأعلام- ص 671) . الطبقات لخليفة 251، الكامل في الأدب 1/ 154 و 174 و 300، العقد الفريد (انظر فهرس الأعلام- ج 7/ 123) ، التاريخ الكبير 5/ 270 رقم 871، المعرفة والتاريخ 1/ 235 و 2/ 462، المحبّر لابن حبيب 76 و 98 و 110، المعارف 143 و 312، البرصان والعرجان 69 و 156 و 276 و 350، أنساب الأشراف 1/ 45 و 151 و 452، الروض الأنف للسهيلي 1/ 72، أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 17 و 59 و 299، الأمالي 2/ 221 و 3/ 188 و 216، عيون الأخبار 1/ 321 و 2/ 198 و 3/ 172، تاريخ الرسل والملوك 2/ 619 و 3/ 22 و 172، جمهرة أنساب العرب 347، الأغاني 15/ 110- 121 و 157- 173 و 21/ 269، الجرح والتعديل 5/ 222 رقم 1047، الكامل في التاريخ 5/ 117، وفيات الأعيان 5/ 193 (في ترجمة مروان بن أبي حفصة) ، معجم الشعراء في لسان العرب 258 رقم 634، تهذيب الكمال 2/ 783- 784، الكاشف 2/ 144 رقم 3218، سير أعلام النبلاء 5- 64- 65 رقم 22، تهذيب التهذيب 6/ 162- 163 رقم 329، تقريب التهذيب 1/ 477 رقم 912، الإصابة 3/ 67 رقم 6203، خلاصة تذهيب التهذيب 226.

[2]

2/ 337 (مكرّر) قال: حدّثنا عبد الله، حدّثني أبي، ثنا يحيى بن إسحاق، ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبيه، عن أبي هريرة. وهو أيضا في 2/ 356، أما رواية عبد الرحمن بن بهمان فهي في 3/ 442- 443.

ص: 145

قَالَ لَنَا: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً» [1] قَالَ مُعَاوِيَةُ: فَمَا أَمَرَكُمْ؟ قَالَ: أَمَرَنَا بِأَنْ نَصْبِرُ، قَالَ: فَاصْبِرُوا، فَبَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ، فَقَالَ:

أَلا أَبْلِغْ مُعَاوِيَةَ بْنَ حَرْبٍ

أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ نَثَا كَلامِي

فَإِنَّا صَابِرُونَ وَمُنْظِرُوكُمْ

إِلَى يَوْمِ التَّغَابُنِ وَالْخِصَامِ

أَبُو عُبَيْدٍ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، أَنَّ يَزِيدَ قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: أَلا تَرَى إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانٍ يُشَبِّبُ بِابْنَتِكَ وَيَقُولُ:

هِيَ زَهْرَاءُ مِثْلَ لُؤْلُؤَةِ

الْغَوَّاصِ مِيزَتْ مِنْ جَوْهَرٍ مَكْنُونِ

فَقَالَ: صَدَقَ، قَالَ: فَإِنَّهُ يَقُولَ:

فإذا مَا نسبتها لَمْ تجدها

فِي سناء من المكارم دون

فَقَالَ: صَدَقَ، قَالَ: فَإِنَّهُ يَقُولَ:

ثُمَّ خَاصَرْتُهَا إِلَى القبّة الخضراء

نَمْشِي فِي مَرْمَرٍ مَسْنُونِ

[2]

فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: كَذَبَ. قَوْلُهُ خَاصَرْتُهَا: أَخَذْتُ بِيَدِهَا.

تُوُفِّيَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ.

136-

(عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدٍ الْمَدَنِيُّ)[3] م د ق- رَأَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ.

وَرَوَى عن: أبي هريرة، وأبي سعيد.

[1] أخرجه البخاري في كتاب الفتن 8/ 87 و 3/ 80 في كتاب المساقاة، باب كتابة القطائع، و 4/ 225 كتاب مناقب الأنصار، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار اصبروا حتى تلقوني على الحوض، ومسلم (1845) في الإمارة، باب الأمر بالصبر عند ظلم الولاة، والترمذي (2190) في الفتن، باب ما جاء في الأثرة، والنسائي 8/ 224 و 225 في القضاة، باب ترك استعمال من يحرّض على القضاء.

[2]

راجع الأبيات مع أبيات أخرى في: الكامل في الأدب 1/ 174 و 175، أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 18، ذيل الأمالي 3/ 188، الأغاني 15/ 110، سير أعلام النبلاء 5/ 65.

[3]

التاريخ الكبير 5/ 287 رقم 930، الجرح والتعديل 5/ 237 رقم 1121، تاريخ الثقات 292 رقم 955، تهذيب الكمال 2/ 790، الكاشف 2/ 147 رقم 3246، تهذيب التهذيب 6/ 184 رقم 370، تقريب التهذيب 1/ 481 رقم 952، خلاصة تذهيب التهذيب 227.

ص: 146

وَعَنْهُ: هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، وَعُمَرُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، وَغَيْرُهُمْ.

وَهُو مَوْلَى الأَسْوَدِ بْنِ نُفَيْلٍ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.

137-

(عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعْدٍ الْكُوفِيُّ)[1] مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ. رَوَى عَنْ: مَوْلاهُ، وَعَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللَّهِ.

وَعَنْهُ: مَنْصُورٌ، وَأَبُو إِسْحَاقَ، وَحَمَّادُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، وَأَبُو شَيْبَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ. ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ.

138-

(عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ يَرْبُوعٍ الْمَخْزُومِيُّ)[2] أَبُو مُحَمَّدٍ، عَاشَ ثمانين سنة. روى عَنْ: أَبِيهِ حَدِيثًا، وَعَنْ عُثْمَانَ.

وَعَنْهُ: أَبُو حَازِمٍ الأَعْرَجُ، وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ، وَحَفِيدَاهُ: عَمْرٌو، وَمُحَمَّدٌ ابْنَا [3] عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. وَهُوَ مُقِلٌّ.

139-

(عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شِمَاسَةَ [4] الْمَهْرِيُّ [5] الْمَصْرِيّ)[6] م 4- عن:

[1] التاريخ الكبير 5/ 287 رقم 931، الجرح والتعديل 5/ 237 رقم 1122، تهذيب التهذيب 6/ 186 رقم 373، تقريب التهذيب 1/ 481 رقم 955، خلاصة تذهيب التهذيب 228.

[2]

الطبقات لخليفة 247، تاريخ خليفة 339 و 350، التاريخ الكبير 5/ 288- 289 رقم 948، الجرح والتعديل 5/ 239 رقم 1131، مشاهير علماء الأمصار 86 رقم 629، تهذيب الكمال 2/ 791، الكاشف 2/ 148 رقم 3249، تهذيب التهذيب 6/ 187 رقم 376، تقريب التهذيب 1/ 482 رقم 958، خلاصة تذهيب التهذيب 228.

[3]

في الأصل «ابن» والتصحيح من السياق.

[4]

شماسة: بكسر الشين المعجمة.

[5]

في طبعة القدسي 4/ 142 «المهدي» بالدال، وهو تصحيف، والتصويب من: تقريب التهذيب وقال: بفتح الميم وسكون الهاء (1/ 484) .

[6]

التاريخ الكبير 5/ 295- 296 رقم 964، تاريخ الثقات 293 رقم 958، المعرفة والتاريخ 1/ 148 و 2/ 301 و 500 و 3/ 358، الجرح والتعديل 5/ 243 رقم 1158، مشاهير علماء الأمصار 119 رقم 924، تهذيب الكمال 2/ 794، الكاشف 2/ 149- 150 رقم 3261، تهذيب التهذيب 6/ 195 رقم 393، تقريب التهذيب 1/ 484 رقم 974، خلاصة تذهيب التهذيب 228.

ص: 147

زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَرَوَى عَنْ أَبِي ذَرٍّ، فَلَعَلَّهُ مُرْسَلٌ.

وَعَنْهُ: يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَكَعْبُ بْنُ عَلْقَمَةَ، وَحَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ، وَآخَرُونَ.

تُوُفِّيَ فِي أَوَّلِ خِلافَةِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَقَدْ وَثَّقَهُ الْعِجْلِيُّ.

140-

(عبد الرحمن بن الضّحّاك)[1] بن قَيْسٍ الْفِهْرِيُّ، أَحَدُ أَشْرَافِ الْعَرَبِ، وُلِّيَ إِمْرَةَ الْمَدِينَةِ، فَأَحْسَنَ إِلَى أَهْلِهَا. رَوَى الْوَاقِدِيُّ أَنَّهُ خَطَبَ فَاطِمَةَ بِنْتَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ رضي الله عنها، فَأَبَتْ، فَأَلَحَّ عَلَيْهَا، فَشَكَتْهُ إِلَى الْخَلِيفَةِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَغَضِبَ لَهَا وَعَزَلَهُ، وَغَرَّمَهُ أَرْبَعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ، وَطَوَّفَ بِهِ في جبّة صوف [2] ، وأبوه المقتول يوم مرج راهط [3] .

141-

(عبد الرحمن لن عبد الله بن كعب)[4] خ م د ن- بْنِ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ السَّلَمِيُّ الْمَدَنِيُّ. وَرَوَى عَنْ: جَدِّهِ، وَعَمِّهِ عُبَيْدِ الله بن كعب، وأبي هريرة، وجابر.

وعنه: الزهري، ومحمد بن أبي أمامة بن سهل، وعبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى. وكان أحد الفقهاء بالمدينة.

142-

(عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عمّار)[5] م 4- القرشيّ المكّي،

[1] تاريخ خليفة 325 و 327 و 328 و 332 و 334 و 335، نسب قريش 447، المحبّر لابن حبيب 28، المعارف 412، المعرفة والتاريخ 2/ 820- 821، أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 607، تاريخ الرسل والملوك 5/ 535 و 6/ 574 و 575 و 589 و 617 و 618 و 620 و 7/ 12- 14، الكامل في التاريخ 5/ 67 و 77 و 101 و 105 و 113 و 114.

[2]

انظر تفصيل ذلك عند الطبري في تاريخ الرسل والملوك 7/ 12- 14.

[3]

نسب قريش، المعارف.

[4]

الطبقات لخليفة 257، التاريخ الكبير 5/ 303- 304 رقم 991، المعرفة والتاريخ 1/ 318 و 378 و 3/ 257- 258، تاريخ أبي زرعة 1/ 618، الجرح والتعديل 5/ 249 رقم 1187، تهذيب الكمال 2/ 800، الكاشف 2/ 153 رقم 3285، تهذيب التهذيب 6/ 214- 215 رقم 432، تقريب التهذيب 1/ 488 رقم 1013، خلاصة تذهيب التهذيب 230.

[5]

التاريخ الكبير 5/ 301 رقم 982، عيون الأخبار 4/ 134- 135، الجرح والتعديل 5/ 249

ص: 148

الملقّب بالقسّ، لِعِبَادَتِهِ وَدِينِهِ، وَهُوَ صَاحِبُ سَلامَةَ وَلَهُ مَعَهَا أَخْبَارٌ، وَكَانَ قَدْ هَوِيَهَا.

روى عَن: أبي هُرَيْرَةَ، وجابر، وشداد بْن الهاد، وعبد الله بْن بابيه، وجماعة.

وَعَنْهُ: عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَابْنُ جُرَيْجٍ.

143-

(عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرِو بْنِ عبسة)[1] د ت ق- السّلميّ الشّامي.

عن: العرباض بن سارية، وعتبة بن عبد.

وَعَنْهُ: ابْنُهُ جَابِرٌ، وَخَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الأَلْهَانِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.

وَهُوَ صَدُوقٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.

144-

(عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ الأنصاريّ)[2] ع- المدني القاصّ، فِي اسْمِ أَبِيهِ أَقْوَالٌ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ- وَلَهُ صُحْبَةٌ- وَعَنْ عُثْمَانَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَعُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، وَرِوَايَتُهُ عَنْ عُثْمَانَ فِي «صَحِيحِ مُسْلِمٍ» .

رَوَى عَنْهُ: إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، وَشَرِيكُ بْنُ أَبِي نَمِرٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ حِبَّانَ، وَهِلالُ بْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ، وَيَزِيدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي الموال.

وثّقه محمد بن سعد.

[ () ] رقم 1186، الكاشف 2/ 152 رقم 3283، تهذيب التهذيب 6/ 213 رقم 430، تقريب التهذيب 1/ 487 رقم 1011، خلاصة تذهيب التهذيب 230.

[1]

التاريخ الكبير 5/ 325 رقم 1032، تاريخ أبي زرعة 1/ 606، تهذيب الكمال 2/ 807، الكاشف 2/ 158 رقم 3320، تهذيب التهذيب 6/ 237- 238 رقم 483، تقريب التهذيب 1/ 493 رقم 1063، خلاصة تذهيب التهذيب 232.

[2]

الطبقات لخليفة 39 و 251، التاريخ الكبير 5/ 327 رقم 1036، الجرح والتعديل 5/ 273 رقم 1297، تهذيب الكمال 2/ 808، الكاشف 2/ 159 رقم 3323، الإصابة 3/ 72 رقم 6227، تهذيب التهذيب 6/ 243 رقم 487، تقريب التهذيب 1/ 493 رقم 1067، خلاصة تذهيب التهذيب 232، جامع التحصيل 274 رقم 447، المراسيل 121 رقم 205، تحفة الأشراف 13/ 274 رقم 1169.

ص: 149

145-

(عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَوْفٍ الْجُرْشِيّ)[1] د ن- قاي حمص. روى عن: مرو بْنِ الْعَاصِ، وَأَبِي هِنْدٍ الْبَجَلِيِّ، وَالْمِقْدَامِ بْنِ معديكرب.

وَعَنْهُ: ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، وَالزُّبَيْدِيُّ، وَحَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، وَصَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو.

146-

(عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ كعب)[2] ع- بن مالك الأنصاري السّلميّ المدني.

عَنْ: أَبِيهِ، وَأَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.

وَعَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَسَعْدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَهِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، وَأَبُو عَامِرٍ صَالِحُ بْنُ رستم الخزّاز [3]، وَابْنَاهُ: كَعْبٌ، وَعَبْدُ اللَّهِ.

147-

(عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مطعم)[4] ع- بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَبُو الْمِنْهَالِ الْبُنَانِيُّ [5] الْبَصْرِيُّ، وقيل الكوفي، نَزِيلُ مَكَّةَ. حَدَّثَ عَنْ: ابْنِ عَبَّاسٍ، وَالْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ.

وعنه: حبيب بن أبي ثابت- م ن- وَسُلَيْمَانُ الأَحْوَلُ- خ- وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ- ع- وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ كَثِيرٍ- ع.

[1] التاريخ الكبير 5/ 336 رقم 1071، تاريخ الثقات 297 رقم 973، المعرفة والتاريخ 2/ 343 و 349 و 427 و 430 و 3/ 400، تاريخ أبي زرعة 1/ 601، الجرح والتعديل 5/ 274 رقم 1299، الثقات لابن حبّان 5/ 104، تهذيب الكمال 2/ 809، الكاشف 2/ 159 رقم 3327، تهذيب التهذيب 6/ 246 رقم 491، تقريب التهذيب 1/ 494 رقم 1071، خلاصة تذهيب التهذيب 233.

[2]

الطبقات الكبرى 5/ 274، تاريخ خليفة 316، الطبقات لخليفة 252، التاريخ الكبير 5/ 432 رقم 1091، تاريخ الثقات 298 رقم. 976، المعرفة والتاريخ 3/ 336 و 380، تاريخ أبي زرعة 1/ 568 و 618، الجرح والتعديل 5/ 280 رقم 1329، مشاهير علماء الأمصار 70 رقم 481، تهذيب الكمال 2/ 813، الكاشف 2/ 162 رقم 3342، تهذيب التهذيب 6/ 259 رقم 512، تقريب التهذيب 1/ 496 رقم 1091، خلاصة تذهيب التهذيب 234، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 303 رقم 360.

[3]

في الأصل «الحزازة» ، والتصحيح من: تقريب التهذيب 1/ 360 حيث قيّده بمعجمات.

[4]

التاريخ لابن معين 2/ 357- 358، التاريخ الكبير 5/ 352 رقم 1118، المعرفة والتاريخ 3/ 200، الكنى والأسماء 2/ 129، الجرح والتعديل 5/ 284 رقم 1354، تهذيب الكمال 2/ 817، الكاشف 2/ 164 رقم 3358، تهذيب التهذيب 6/ 270 رقم 535، تقريب التهذيب 1/ 498 رقم 1112، خلاصة تذهيب التهذيب 234.

[5]

البناني: بضم الباء.

ص: 150

148-

عبد الرحمن بن أبي نعم البجلي [1] ع أبو الحكم الكوفي. عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ.

عَنْهُ: ابْنُهُ الْحَكَمُ، وَسَعِيدُ بْنُ مَسْرُوقٍ، وَصَالِحُ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ، وَعِمَارَةُ بْنُ الْقَعْقَاعِ، وَفَضْلُ بْنُ غَزْوَانَ، وَفُضَيلُ بْنُ مَرْزُوقٍ، وَيَزِيدُ بْنُ مِرْدَانُبَةَ [2] .

وَكَانَ مِنَ الثِّقَاتِ الْعَابِدِينَ.

قَالَ بُكَيْرُ بْنُ عَامِرٍ: كَانَ لَوْ قِيلَ لَهُ قَدْ تَوَجَّهَ إِلَيْكَ مَلَكُ الْمَوْتِ، مَا كَانَ عِنْدَهُ زِيَادَةٌ. وَكَانَ يَمْكُثُ نِصْفَ شَهْرٍ لا يَأْكُلُ [3] .

وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي نُعْمٍ يُحْرِمُ مِنَ السَّنَةِ إِلَى السَّنَةِ، وَيَقُولُ: لَبَّيْكَ، لَوْ كَانَ رِيَاءً لاضْمَحَلَّ [4] . وَقِيلَ:

إِنَّهُ أَنْكَرَ عَلَى الْحَجَّاجِ كَثْرَةَ سَفْكِهِ لِلدِّمَاءِ، فَهَمَّ بِهِ، فَقَالَ لَهُ: مَنْ فِي بَطْنِهَا أَكْثَرُ مِمَّنْ عَلَى ظَهْرِهَا، رَوَاهَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ مُغِيرَةَ [5] .

وَرَوَى حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ: كُنَّا نَجْمَعُ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعْمٍ، وَهُوَ يُلَبِّي بِصَوْتٍ حَزِينٍ، ثُمَّ يَأْتِي خُرَاسَانَ وَأَطْرَافَ الأَرْضِ، ثُمَّ يُوَافِي مَكَّةَ وَهُوَ محرّم، وكان يفطر في الشّهر مرّتين [6] .

[1] الطبقات الكبرى 6/ 298، التاريخ لابن معين 2/ 360، التاريخ الكبير 5/ 356 رقم 1130، الكنى والأسماء 1/ 154، الجرح والتعديل 5/ 295 رقم 1400، مشاهير علماء الأمصار 102 رقم 759، حلية الأولياء 5/ 69- 73 رقم 290، تهذيب الكمال 2/ 822، سير أعلام النبلاء 5/ 62- 63 رقم 20، ميزان الاعتدال 2/ 595 رقم 4992، الكاشف 2/ 166 رقم 3375، تهذيب التهذيب 6/ 286 رقم 560، تقريب التهذيب 1/ 500 رقم 1136، خلاصة تذهيب التهذيب 235.

[2]

مردانبة: بضم النون وفتح الباء الموحّدة. (انظر تقريب التهذيب 2/ 370) .

[3]

حلية الأولياء 5/ 69.

[4]

حلية الأولياء 5/ 70.

[5]

حلية الأولياء 5/ 70.

[6]

حلية الأولياء 5/ 69.

ص: 151

أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ الصَّفَّارُ، أَنَا يُوسُفُ بْنُ خَلِيلٍ، أَنَا اللَّبَّانِ، أَنَا أَبُو عَلِيٍّ، أَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا سُلَيْمَانُ، ثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، ثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، ثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَرْدَانُبَةَ، وَالْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعْمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي نُعْمٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ» [1] . 149- (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هِلالٍ [2] الْعَبْسِيُّ الْكُوفِيُّ) م د س ق [3]- عَنْ:

جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ [4] .

وَعَنْهُ تَمِيمُ بْنُ سَلَمَةَ، وَبَيَانُ بْنُ بِشْرٍ، وَمُجَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ.

150-

عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ [5] ابْنُ أَبِي سفيان الأموي الدمشقيّ، كان مِنْ خِيَارِ بَنِي أُمَيَّةَ وَصُلَحَائِهِمْ.

سَمِعَ ثَوْبَانَ.

وَعَنْهُ: أَبُو طُوَالَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَأَبُو حَازِمٍ سَلَمَةُ بْنُ دِينَارٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ قَيْسٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِر، وغيرهم.

[1] أخرجه الترمذي رقم 3778 في المناقب، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، وقال الترمذيّ: هذا حديث صحيح حسن.

[2]

ويقال: ابن أبي هلال، انظر: المعرفة والتاريخ 3/ 218، ترتيب الثقات 300 رقم 989، الجرح والتعديل 5/ 297 رقم 1411، تهذيب الكمال 2/ 824، الكاشف 2/ 167 رقم 3382، تهذيب التهذيب 6/ 292 رقم 570، تقريب التهذيب 1/ 501 رقم 1145، خلاصة تذهيب التهذيب 236.

[3]

في طبعة القدسي 4/ 145 «ن» بدل «س» والتصحيح من مصادر الترجمة.

[4]

في طبعة القدسي «عبد الحميد» والتصويب من الجرح والتعديل وتهذيب الكمال.

[5]

نسب قريش 130، التاريخ الكبير 5/ 364 رقم 1154، المعارف 351، تاريخ أبي زرعة 1/ 358، المعرفة والتاريخ 1/ 576، الجرح والتعديل 5/ 299 رقم 1419، الكامل في التاريخ 5/ 372، تهذيب الكمال 2/ 826، الكاشف 2/ 169 رقم 3391، سير أعلام النبلاء 4/ 49 رقم 14، تهذيب التهذيب 6/ 300 رقم 581، تقريب التهذيب 1/ 502 رقم 1156، خلاصة تذهيب التهذيب 237، معجم بني أمية 98- 99 رقم 188.

ص: 152

رَوَى رَجَاءُ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَرِقُّ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، لِمَا هُوَ عَلَيْهِ مِنَ النُّسُكِ [1] ، فَرَفَعَ دَيْنًا عَلَيْهِ إِلَى عُمَرَ، وَهُوَ أَرْبَعَةُ آلافٍ، فَوَعَدَهُ أَنْ يَقْضِيَ عَنْهُ وَقَالَ: وَكِّلْ أَخَاكَ الْوَلِيدَ، فَوَكَّلَهُ، وَقَالَ عُمَرُ لِلْوَلِيدِ: إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَقْضِيَ عَنْ رَجُلٍ وَاحِدٍ أَرْبَعَةَ آلافِ دِينَارٍ، وَإِنْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ أَنْفَقَهَا فِي حَقٍّ، قَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، يُقَالُ: مِنْ أَخْلاقِ الْمُؤْمِنِ أَنْ يُنْجِزَ مَا وَعَدَ، قَالَ: وَيْحُكَ، وَضَعْتَنِي هَذَا الْمَوْضِعَ، فَلَمْ يَقْضِ عَنْهُ شَيْئًا.

قَالَ الْمُفَضَّلُ الْغَلابِيُّ: كَانَ يُقَالُ: جَمَاعَةٌ كلُّهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَكُلُّهُمْ عَابِدٌ قُرَشِيٌّ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زياد بن أبي سفيان، وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد، وعبد الرَّحْمَنِ بْنِ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ.

وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: اجْتَهَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ فِي الْعِبَادَةِ حَتَّى صَارَ كالشّنّ [2] .

قلت لعلّ هذا الرجل أفضل عند اللَّهِ مِنْ آبَائِهِ.

151-

(عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَعْقُوبَ الْجُهَنِيُّ)[3] م 4- مَوْلَى الْحَرَقَةَ [4] . أَكْثَرَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

رَوَى عَنْهُ: ابْنُهُ الْعَلاءُ بْنُ عَبْدِ الرحمن، وابن عجلان، وسالم أبو النّضر، ومحمد بن عمرو بن علقمة.

قال أبو عبد الرحمن النّسائيّ: ليس به بأس.

[1] تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 10/ 127 ب.

[2]

في سير أعلام النبلاء 4/ 50 «كالشّنّ البالي» .

[3]

التاريخ الكبير 5/ 366 رقم 1158، الطبقات لخليفة 249، ترتيب الثقات للعجلي 301 رقم 994، الجرح والتعديل 5/ 301 رقم 1428، الثقات لابن حبّان 5/ 108، تهذيب الكمال 826، الكاشف 2/ 169 رقم 3393، تهذيب التهذيب 6/ 301 رقم 584، تقريب التهذيب 1/ 503 رقم 1159، خلاصة تذهيب التهذيب 237.

[4]

الحرقة: بفتح الحاء المهملة، وفتح الراء والقاف.

ص: 153

152-

(عبد العزيز بن أبي بكرة)[1] د ت ق- الثقفي البصري. رَوَى عَنْ أَبِيهِ.

وَعَنْهُ: ابْنُهُ بَكَّارُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَسَوَّارٌ أَبُو حَمْزَةَ، وَأَبُو كَعْبٍ صَاحِبُ الْحَرِيرِ [2] ، وَاسْمُهُ عَبْدُ رَبِّهِ، وَبَحْرُ [3] بْنُ كَنِيزٍ السَّقَّاءُ.

153-

(عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ جُرَيْجٍ الْمَكِّيُّ)[4] مَوْلَى قُرَيْشٍ. عَنْ: عَائِشَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ أبي مليكة، وسعيد بن كثير، وروى عَنْ أُمِّ حُمَيْدٍ أيضا، عن عَائِشَةَ.

وَعَنْهُ: ابْنُهُ عَبْدُ الْمَلِكِ شَيْخُ مَكَّةَ، وخصيف الجزري.

قال البخاري [5] : لا يتابع في حديثه. وذكره ابن حبّان في «الثقات» . وفي رواية أحمد في مسندة [6] : ثنا محمد بن سلمة، عن خصيف، عن عبد العزيز بن جريج: سألت عائشة عن الوتر. حسّنه التّرمذيّ [7] .

154-

(عبد العزيز بن عبد الله)[8] د ت ن- بن خالد بن أسيد بن

[1] الطبقات لخليفة 203، التاريخ الكبير 6/ 9 رقم 1515، المعارف 288، الجرح والتعديل 5/ 398 رقم 1842، ترتيب الثقات للعجلي 304 رقم 1006، الثقات لابن حبّان 5/ 122، تهذيب الكمال 2/ 835، الكاشف 2/ 173 رقم 3426، تهذيب التهذيب 6/ 332 رقم 638، تقريب التهذيب 1/ 508 رقم 1209، خلاصة تذهيب التهذيب 239.

[2]

مهمل في الأصل. والتصحيح من خلاصة التذهيب 223.

[3]

مهمل في الأصل، والتصحيح من تقريب التهذيب 1/ 93.

[4]

التاريخ لابن معين 2/ 365، التاريخ الكبير 6/ 23 رقم 1564، ترتيب الثقات 304 رقم 1007، الجرح والتعديل 5/ 379 رقم 1772، مشاهير علماء 145 رقم 1145، تهذيب الكمال 2/ 835، المغني في الضعفاء 2/ 397 رقم 3730، ميزان الاعتدال 2/ 624 رقم 5091، الكاشف 2/ 174 رقم 3427، تهذيب التهذيب 6/ 333 رقم 640، تقريب التهذيب 1/ 508 رقم 1211، خلاصة تذهيب التهذيب 239.

[5]

التاريخ الكبير 6/ 23.

[6]

مسند أحمد 1/ 300 و 305 و 316 و 372.

[7]

الترمذي 1/ 286- 287 رقم 458 في باب: ما جاء في الوتر بثلاث.

[8]

نسب قريش 191 و 202، المحبّر 26، التاريخ الكبير 6/ 11- 12 رقم 1524 وفيه: عبد العزيز بن خالد بن عبد الله بن أسيد، المعارف 462 و 488، تاريخ الرسل والملوك 6/ 168- 170 وما بعدها، الجرح والتعديل 5/ 386 رقم 1799 و 1800، تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 10/ 181 ب، الكامل في التاريخ 5/ 20 و 26 و 36 و 43 و 77 و 102 و 105

ص: 154

أبي العيص ابن أميّة الأموي المكّي [1] أَمِيرُ مَكَّةَ.

رَوَى عَنْ: أَبِيهِ مُحَرِّشٍ [2] الْكَعْبِيِّ.

وَعَنْهُ: حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ، وَمُزَاحِمٌ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَابْنُ جُرَيْجٍ.

وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. وَقَدْ حَجَّ فَأَقَامَ الْمَوْسِمَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ.

وَحَكَى الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ لَمَّا حَجَّ فِي خِلافَتِهِ قَالَ: مَنْ سَيِّدُ أَهْلِ مَكَّةَ؟ قَالُوا لَهُ: عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، وَعَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ يَتَنَازَعَانِ الشَّرَفَ، فَقَالَ: مَا سُوِّيَ عَمْرُو بِعَبْدِ الْعَزِيزِ فِي سُلْطَانِنَا وَهُوَ ابْنُ عَمِّنَا [3] ، أَلا وَهُوَ أَشْرَفُ مِنْهُ، ثُمَّ خَطَبَ ابْنَةَ عَمْروٍ وَتَزَوَّجَ بِهَا، وَكَانَ عَبْدُ الْعَزِيزِ جَوَّادًا مُمَدَّحًا.

تُوُفِّيَ بِرُصَافَةَ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ زَائِرًا لَهُ، فَرَثَاهُ أَبُو صَخْرٍ الْهُذَلِيُّ بِأَبْيَاتٍ [4] .

155-

عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْوَلِيدِ [5] ابْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ الأَمِيرُ أَبُو الأَصْبَغِ الأُمَوِيُّ. وَهُوَ ابْنُ أُخْتِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، سَعَى أَبُوهُ الْوَلِيدُ فِي خَلْعِ سليمان من العهد وتولية عبد

[ () ] تهذيب الكمال 2/ 838 الكاشف 2/ 176 رقم 3442، تهذيب التهذيب 6/ 342- 343 رقم 659، تقريب التهذيب 1/ 510 رقم 1230، خلاصة تذهيب التهذيب 240، معجم بني أميّة 101- 102 رقم 197.

[1]

في طبعة القدسي 4/ 146 «عبد العيص» والتصحيح من: نسب قريش 187 وتهذيب التهذيب، وتاريخ دمشق.

[2]

محرّش: بكسر الراء المشدّدة مثل معلّم.

[3]

تاريخ دمشق 10/ 181 ب.

[4]

الأبيات في نسب قريش 191.

[5]

نسب قريش 165، تاريخ خليفة 305 و 306 و 311 و 312 المحبّر 26 و 445 و 448 و 449 و 477، الأخبار الموفقيات 353، المعرفة والتاريخ 1/ 554، تاريخ أبي زرعة 1/ 519، جمهرة أنساب العرب 89 و 92، تاريخ الرسل والملوك 6/ 454، تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 10/ 200 أ- 201 ب، الكامل في التاريخ 4/ 555 و 578 و 582 و 5/ 41 و 91 و 6/ 438، سير أعلام النبلاء 5/ 148- 149 رقم 50، معجم بني أمية 106- 107 رقم 204.

ص: 155

الْعَزِيزِ هَذَا فَلَمْ يَتِمَّ لَهُ مَا رَامَهُ، وَقَدْ وُلِّيَ نِيَابَةَ دِمَشْقَ لِأَبِيهِ، وَدَارُهُ بِنَاحِيَةِ الْكُشْكِ قِبْلِيِّ دَارِ الْبِطِّيخِ الْعَتِيقَةِ، وَلَهُ ذُرَّيَّةٌ بِالْمَرْجِ بِقَرْيَةِ الْجَامِعِ.

وَرُوِيَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ: أَرَادَ الْوَلِيدُ أَنْ يُبَايِعَ لابْنِهِ، فَأَرَادَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ: لِسُلَيْمَانَ بَيْعَةٌ فِي أَعْنَاقِنَا، فَأَخَذَهُ الْوَلِيدُ وَطَيَّنَ عَلَيْهِ، ثُمَّ فَتَحَ عَنْهُ بَعْدَ ثَلاثٍ فَأَدْرَكُوهُ وَقَدْ مَالَتْ عُنُقُهُ. وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: فَكَانَ ذَلِكَ الْمَيْلُ فِيهِ حَتَّى مَاتَ. وَحَكَى نَحْوَ هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْجُمَحِيُّ لَكِنَّهُ قَالَ: خُنِقَ بِمِنْدِيلٍ حَتَّى صَاحَتْ أُخْتُهُ أُمُّ الْبَنِينِ، فَشَكَرَ سُلَيْمَانُ لِعُمَرَ ذَلِكَ وَعَهِدَ إِلَيْهِ بِالْخِلافَةِ. وَقَدْ حَجَّ عَبْدُ الْعَزِيزِ بِالنَّاسِ سَنَةَ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ، وَغَزَا الرُّومَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ [1] ، وَكَانَ مِنْ أَلِبَّاءِ بَنِي أُمَيَّةَ وَعُقَلائِهِمْ.

رَوَى الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ شِبْلٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْوَلِيدِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ لَهُ: يا بن أُخْتِي، بَلَغَنِي أَنَّكَ سِرْتَ إِلَى دِمَشْقَ تَدْعُو إِلَى نَفْسِكَ، وَلَوْ فَعَلْتَ مَا نَازَعْتُكَ. قَالَ عَامِرُ بْنُ شِبْلٍ: أَنَا مِمَّنْ سَارَ مَعَ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى دِمَشْقَ، فَجَاءَنَا الْخَبَرُ بِأَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَدْ بُوِيعَ وَنَحْنُ بِدِيرِ الْجُلْجُلِ، فَانْصَرَفْنَا.

156-

(عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي بكر)[2] ع- بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ بن المغيرة المخزومي المدني، أَخُو الْحَارِثِ وَعُمَرَ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وَخَلادِ بْنِ السَّائِبِ، وَخَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، وقيل: إنه روى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.

رَوَى عَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَأَبُو حَازِمٍ الأَعْرَجُ، وَابْنُ جُرَيْجٍ وَآخَرُونَ. وَكَانَ

[1] تاريخ خليفة 306.

[2]

التاريخ الكبير 5/ 407- 408 رقم 1318، ترتيب الثقات للعجلي 308 رقم 1028، الثقات لابن حبّان 7/ 93، التاريخ لابن معين 2/ 370، تاريخ أبي زرعة 1/ 591، الجرح والتعديل 5/ 344 رقم 1626، مشاهير علماء الأمصار 132 رقم 1037، تهذيب الكمال 2/ 851، الكاشف 2/ 183 رقم 3489، تهذيب التهذيب 6/ 387 رقم 729، تقريب التهذيب 1/ 517 رقم 1297، خلاصة تذهيب التهذيب 243.

ص: 156

جَوَّادًا سَخِيًّا سَرِيًّا. قَرَنَهُ الْبُخَارِيُّ بِغَيْرِهِ.

157-

(عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ رِفَاعَةَ)[1] بْنِ خَالِدٍ الْفَهْمِيُّ الْمَصْرِيُّ الأَمِيرُ. وُلِّيَ مِصْرَ لِلْوَلِيدِ وَسُلَيْمَانَ، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَزَلَهُ بِأَيُّوبَ بْنِ شُرَحْبِيلَ، ثُمَّ إِنَّهُ وُلِّيَ مِصْرَ لِهِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فِي أَوَّلِ سَنَةِ تِسْعٍ، فَمَاتَ بَعْدَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا، وَوُلِّيَ مِصْرَ بَعْدَهُ أَخُوهُ الْوَلِيدُ بْنُ رِفَاعَةَ.

158-

(عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْمُغِيرَةِ الطَّائِفِيُّ)[2] رَوَى عَنْ: عَبَّاسٍ، وَأَوْسِ بْنِ أَبِي أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ.

وَعَنْهُ: حَجَّاجُ بْنُ أَرْطَأَةَ، وَعُمَيْرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْخَثْعَمِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.

وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ الْبُسْتِيُّ، وَلَمْ يُخَرِّجْ لَهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ الْكُتُبِ السّتّة.

159-

(عبد الملك بن المغيرة)[3] ق- بْن نَوْفَلِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ هاشم أبو محمد الهاشمي المدنيّ. رَوَى عَنْ: عَلِيٍّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، وما أحسبه أدرك عليا.

روى عنه: ابنه يزيد بن عبد الملك النوفلي، وبكير بن عبد الله بن الأشج، والزهري، ومحمد بن عمرو بن علقمة.

وثّقه يحيى بْن معين.

160-

(عَبْد الملك بْن نافع الشيباني الكوفي)[4] قيل هو عبد الملك بن أبي

[1] الولاة وكتاب القضاة للكندي 64- 67، النجوم الزاهرة 1/ 265- 266، حسن المحاضرة 2/ 7.

[2]

التاريخ الكبير 5/ 433 رقم 1411، الجرح والتعديل 5/ 365 رقم 1715، تهذيب الكمال 2/ 863، الكاشف 2/ 189 رقم 3532، تهذيب التهذيب 6/ 426 رقم 884، تقريب التهذيب 1/ 523 رقم 1355، خلاصة تذهيب التهذيب 246.

[3]

الطبقات الكبرى 5/ 222، الطبقات لخليفة 239 و 255، التاريخ الكبير 5/ 433 رقم 1410، المعارف 127، المعرفة والتاريخ 1/ 363، الجرح والتعديل 5/ 365 رقم 1716، تهذيب الكمال 2/ 863، الكاشف 2/ 189 رقم 3531، تهذيب التهذيب 6/ 425- 426 رقم 883، تقريب التهذيب 1/ 523 رقم 1354، خلاصة تذهيب التهذيب 246.

[4]

التاريخ الكبير 5/ 433- 434 رقم 1413، الجرح والتعديل 5/ 371- 372 رقم 1739،

ص: 157

القعقاع [1] . روى عَنِ ابْنِ عُمَرَ.

وَعَنْهُ: أُبو إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، وَالْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ. لَهُ حَدِيثٌ وَاحِدٌ يُسْتَغْرَبُ.

161-

(عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ يَسَارٍ)[2][س [3]-] مَوْلَى مَيْمُونَةَ، أَخُو عَطَاءٍ، وَسُلَيْمَانَ، وَعَبْدِ اللَّهِ، مَدَنِيُّونَ. رَوَى عَنْهُ أَخُوهُ سُلَيْمَانُ.

162-

(عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ)[4] خ 4- بن بسر، أبو بسر [5] النّصري [6] الشامي. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنِيِّ، وَوَاثِلَةَ بْنِ الأسقع.

[ () ] الضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 36 رقم 991، المجروحين لابن حبّان 2/ 132، الكامل في الضعفاء 5/ 1944، تهذيب الكمال 2/ 863، الكاشف 2/ 189 رقم 3534، ميزان الاعتدال 2/ 665- 666 رقم 5257، المغني في الضعفاء 2/ 408 رقم 3849 تهذيب التهذيب 9/ 427 رقم 889، تقريب التهذيب 1/ 524 رقم 1360، خلاصة تذهيب التهذيب 246.

[1]

في طبعة القدسي 4/ 147 «أبي» والتصويب من مصادر الترجمة.

[2]

الطبقات لخليفة 247، تاريخ خليفة 340، التاريخ الكبير 5/ 437- 438 رقم 1426، المعارف 226، الجرح والتعديل 5/ 375، رقم 1751، مشاهير علماء الأمصار 69 رقم 475، تهذيب الكمال 2/ 864، ميزان الاعتدال 2/ 668 رقم 5264، الكاشف 2/ 190 رقم 3539، تهذيب التهذيب 6/ 429 رقم 894، تقريب التهذيب 1/ 524 رقم 1365، خلاصة تذهيب التهذيب 246.

[3]

ما بين الحاصرتين إضافة من مصادر الترجمة.

[4]

في الأصل «عبيد الله» والتصويب من مصادر الترجمة وهي:

تاريخ خليفة 330 و 334 و 335، الطبقات لخليفة 314 المحبّر 263، التاريخ الكبير 6/ 55 رقم 1690، ترتيب الثقات للعجلي 313 رقم 1043، المعرفة والتاريخ 2/ 336، تاريخ أبي زرعة 1/ 19- 21، تاريخ الرسل والملوك 7/ 12- 14 و 20 و 28، الجرح والتعديل 6/ 22 رقم 115، الكامل في التاريخ 5/ 105 و 114 و 116 و 126 و 133، الثقات لابن حبّان 5/ 127، المغني في الضعفاء 2/ 411 رقم 3873، الكاشف 2/ 191 رقم 3552، تهذيب التهذيب 6/ 436- 437 رقم 916، تقريب التهذيب 1/ 526 رقم 1388، خلاصة تذهيب التهذيب 247.

[5]

بسر: بضم الباء وسكون السين المهملة. وقيل: بشر: بالشين المعجمة. (خلاصة التذهيب) .

[6]

وحرّفت إلى «النضري» بالضاد المعجمة في: الطبقات لخليفة، وتاريخ الطبري، والكامل لابن الأثير.

ص: 158

وَعَنْهُ: ابْنُ عَجْلانَ، وَحَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ، وَالأَوْزَاعِيُّ، وَعُمَرُ بْنُ رُؤْبَةَ.

وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.

قَالَ أَبُو زرعة الدمشقي [1] : هُوَ جدنا، وَلِيَ إمرة حمص وإمرة المدينة، وكان محمود السيرة.

163-

(عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ الأَرْقَمِ)[2] بْنِ أَبِي الأَرْقَمِ الْقُرَشِيُّ الْمَخْزُومِيُّ، مِنْ أَبْنَاءِ الْمُهَاجِرِينَ. وَفَدَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَخَرَجَ إِلَى الْغَزْوِ، فَاسْتُشْهِدَ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى. لا أَعْلَمُ لَهُ رِوَايَةً.

164-

عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ) [3] ع- العدويّ المدنيّ. سَمِعَ: أَبَاهُ، وَصُمَيْتَةَ [4] اللَّيْثِيَّةَ.

وَعَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَأَبُو بِشْرٍ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، وَآخَرُونَ.

يُكَنَّى أَبَا بَكْرٍ، وَهُوَ ثِقَةٌ قَلِيلُ الْحَدِيثِ. تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ.

165-

(عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مِقْسَمٍ الْقُرَشِيُّ)[5] سِوَى ت- مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، وَعَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، وَالْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ.

وَعَنْهُ: أَبُو حَازِمٍ، وَسُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَابْنُ عَجْلانَ، وَآخَرُونَ.

[1] تاريخ أبي زرعة 1/ 19.

[2]

لم أجد له ترجمة.

[3]

نسب قريش 357، الطبقات لخليفة 246، التاريخ الكبير 5/ 387 رقم 1241، المعرفة والتاريخ 1/ 263 و 374، ترتيب الثقات للعجلي 317 رقم 1060، الجرح والتعديل 320 رقم 1520، مشاهير علماء الأمصار 65 رقم 440، تهذيب الكمال 2/ 880، تحفة الأشراف 13/ 282 رقم 1184، الكاشف 2/ 200 رقم 3613، تهذيب التهذيب 7/ 25 رقم 52، تقريب التهذيب 1/ 535 رقم 1471، خلاصة تذهيب التهذيب 251.

[4]

في الأصل «الصميتة» ، والتصويب من مصادر الترجمة.

[5]

التاريخ الكبير 5/ 397 رقم 1282، المعرفة والتاريخ 2/ 472، الجرح والتعديل 5/ 333 رقم 1574، تهذيب الكمال 2/ 889، الكاشف 2/ 205 رقم 3642، تهذيب التهذيب 7/ 50 رقم 96، تقريب التهذيب 1/ 539 رقم 1511، خلاصة تذهيب التهذيب 253.

ص: 159

وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ.

166-

(عُبَيْدُ بْنُ جُرَيْجٍ التَّيْمِيُّ)[1] سِوَى ت- مَوْلاهُمُ الْمَدَنِيُّ. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، وَغَيْرِهِمَا.

وَعَنْهُ: سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَيَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ، وَسُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى.

وَثَّقَهُ أَبُو زُرْعَةَ.

167-

(عُبَيْدُ بْنُ حُصَيْنٍ النُّمَيْرِيُّ)[2] الشَّاعِرُ، هُوَ الْمَشْهُورُ بِالرَّاعِي. قَدْ ذُكِرَ وَمِنْ شِعْرِهِ:

إِنَّ الزَّمَانَ الَّذِي تَرْجُو هَوَادِيَهُ [3]

يَأْتِي عَلَى الْحَجَرِ الْقَاسِي فَيَنْفَلِقُ

مَا الدَّهْرُ وَالنَّاسُ إِلا مِثْلُ وَارِدِهِ [4]

إِذَا مَضَى [5] عُنُقٌ مِنْهَا بَدَا [6] عُنُقُ

[7]

168- (عُبَيْدُ بن حنين المدني)[8] ع- أبو عبد الله، مَوْلَى آلِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ. عَنْ: أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وابن عبّاس، وجماعة. وعنه سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، وَأَبُو الزِّنَادِ، وَأَبُو طَوَالَةَ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَآخَرُونَ. وَلَهُ أَخَوَانِ: عَبْدُ اللَّهِ، وَمُحَمَّدٌ. تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ.

[1] التاريخ الكبير 5/ 444 رقم 1446، ترتيب الثقات للعجلي 320 رقم 1075، الجرح والتعديل 5/ 403 رقم 1868، الثقات لابن حبّان 5/ 133، الكاشف 2/ 207 رقم 3662، تهذيب التهذيب 7/ 62 رقم 125، تقريب التهذيب 1/ 542 رقم 538، خلاصة تذهيب التهذيب 254.

[2]

ترجم له المؤلّف قبل الآن، وقد ذكرت مصادر ترجمته في موضعها.

[3]

في طبعة القدسي 4/ 148 «هوادته» والتصويب من ديوانه 226.

[4]

في طبعة القدسي 4/ 149 «دائرة» والتصويب من الديوان.

[5]

الديوان «قضى» .

[6]

في الديوان «أتى» وكذا عند الثعالبي.

[7]

البيتان في خاصّ الخاصّ للثعالبي 106- 107، والإيجاز والإعجاز له 43، وديوان النميري الّذي نشره د. نوري حمّودي القيسي والأستاذ هلال ناجي ص 226 رقم 135 طبعة المجمع العلمي العراقي 1400 هـ. / 1980 م.

[8]

الطبقات لخليفة 267، التاريخ الكبير 5/ 446 رقم 1451، الجرح و

ص: 160

169-

(عبيدة بن سفيان)[1] م 4- بن الحارث الحضرميّ المدنيّ. رَوَى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي الْجَعْدِ الضَّمْرِيِّ، وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ. وعنه: بسر بن سعيد، وإسماعيل بن أبي حكيم، ومحمد بن عمرو بن علقمة وكان ثقة قليل الحديث.

170-

(عبيدة بن أبي المهاجر)[2] سمع من: معاوية، وأرسل عَنْ حُذَيْفَةَ، وَكَعْبٍ الأَحْبَارِ. وعنه: ابنه يزيد بن عبيدة، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر.

171-

(عثمان بن حيّان)[3] م ن- بن معبد المزني مَوْلَى أُمِّ الدَّرْدَاءِ أَوْ مَوْلَى عُتْبَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ. غَزَا الرُّومَ فِي سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ [4]، وَحَدَّثَ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ. وَعَنْهُ: هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ. وَهُوَ الَّذِي كَانَ عَلَى الْمَدِينَةِ فِي خِلافَةِ الْوَلِيدِ، وَكَانَ ظَلُومًا عَسَّافًا جَائِرًا، كَانَ يَرْوِي فِي خُطَبِهِ الشِّعْرَ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

قَالَ ابْنُ شَوْذَبٍ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: الْوَلِيدُ بِالشَّامِ، وَالْحَجَّاجُ بِالْعِرَاقِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بِالْيَمَنِ، وعثمان بن حيّان بالحجاز، وقرّة بن

[ () ] التعديل 5/ 404 رقم 1872، مشاهير علماء الأمصار 73 رقم 515، تهذيب الكمال 2/ 892، الكاشف 2/ 207 رقم 3664، تهذيب التهذيب 7/ 63 رقم 129، تقريب التهذيب 1/ 542 رقم 1541، خلاصة تذهيب التهذيب 254.

[1]

التاريخ الكبير 6/ 82 رقم 1778، ترتيب الثقات للعجلي 325 رقم 1092، تهذيب الكمال 2/ 898، الكاشف 2/ 211 رقم 3699، تهذيب التهذيب 7/ 83- 84 رقم 184، تقريب التهذيب 1/ 547 رقم 1597، خلاصة تذهيب التهذيب 256.

[2]

التاريخ الكبير 6/ 83 رقم 1781، الجرح والتعديل 6/ 91 رقم 468.

[3]

«حيان» مهملة في الأصل، والتصحيح من مصادر ترجمته وهي: تاريخ خليفة 311 و 312 و 317 و 328 و 330، التاريخ الكبير 6/ 217 رقم 2210، المعارف 622، المعرفة والتاريخ 1/ 575 و 590 و 609 و 660، الجرح والتعديل 6/ ج 148 رقم 805، تهذيب الكمال 2/ 907، الكاشف 2/ 217 رقم 3744، تهذيب التهذيب 7/ 113- 114 رقم 242، تقريب التهذيب 2/ 8 رقم 50، خلاصة تذهيب التهذيب 259.

[4]

تاريخ خليفة 330.

ص: 161

شريك بمصر، امتلأت والله الأرض جورا. قال ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ أَنَّ ابْنَ حَيَّانَ الْمُرِّيَّ إِذْ كَانَ أَمِيرًا) عَلَى الْمَدِينَةِ: وَعَظَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ وَأَصْحَابُهُ نَفَرًا فِي شَيْءٍ، وَكَانَ فِيهِمْ مَوْلًى لابْنِ حَيَّانَ، فَرُفِعَ ذَلِكَ إِلَى ابْنِ حَيَّانَ فَضَرَبَ ابْنَ الْمُنْكَدِرِ وَأَصْحَابَهُ لِإِنْكَارِهِمْ وَقَالَ: تَتَكَلَّمُونَ فِي مِثْلِ هَذَا!.

172-

(عَجْلَانُ الْمَدَنِيُّ)[1] م ن- رَوَى عَنْ مَوْلاتِهِ فَاطِمَةَ بنت عتبة بن ربيعة، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ. وَعَنْهُ: ابْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلانَ، وَبُكَيْرُ بْنُ الأَشَجِّ، قَالَ النَّسَائِيُّ: لا بَأْسَ بِهِ.

173-

عَدِيُّ بْنُ أَرْطَأَةَ الْفَزَارِيُّ الدِّمَشْقِيُّ [2] أَخُو زَيْدٍ، وُلِّيَ الْبَصْرَةَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَحَدَّثَ عَنْ: عَمْرِو بْنِ عَبْسَةَ، وَأَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ.

وَعَنْهُ: أَبُو سَلامٍ الأَسْوَدُ، وَبُكَيْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، وَبُرَيْدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَعُرْوَةُ بْنُ قُبَيْصَةَ.

قَالَ عبّاد بن منصور: سَمِعْتُ عَدِيَّ بْنَ أَرْطَأَةَ يَخْطُبُ عَلَى مِنْبَرِ الْمَدَائِنِ، فَوَعَظَ حَتَّى بَكَى وَأَبْكَانَا، ثُمَّ قَالَ: كُونُوا كَرَجُلٍ قَالَ لابْنِهِ: يَا بُنَيَّ لا تُصَلِّ صَلاةً إِلا ظَنَنْتَ أَنَّكَ لا تُصَلِّي بعدها غيرها.

[1] التاريخ لابن معين 2/ 397، التاريخ الكبير 7/ 61 رقم 277، الجرح والتعديل 7/ 18 رقم 90، تهذيب الكمال 2/ 922، الكاشف 2/ 226 رقم 3809، تهذيب التهذيب 7/ 162 رقم 324، تقريب التهذيب 2/ 16 رقم 130، خلاصة تذهيب التهذيب 263.

[2]

الطبقات لخليفة 312، تاريخ خليفة 322 و 325، التاريخ الكبير 7/ 44 رقم 194، المعارف 83 و 363 و 364 و 400 و 408 و 417 و 601، تاريخ أبي زرعة 1/ 58، تاريخ الرسل والملوك 6/ 554 و 556 و 578 و 584 و 600، الجرح والتعديل 7/ 3 رقم 8 الكامل في التاريخ 5/ 43 و 44 و 49 و 71 و 85 و 99، تهذيب الكمال 2/ 923، المغني في الضعفاء 2/ 431 رقم 4083، ميزان الاعتدال 3/ 61 رقم 5590، سير أعلام النبلاء 5/ 53 رقم 17، العبر 1/ 124، تهذيب التهذيب 7/ 164 رقم 164 رقم 328، تقريب التهذيب 2/ 16 رقم 134، خلاصة تذهيب التهذيب 263، شذرات الذهب 1/ 124، رغبة الآمل 2/ 76 و 7/ 159، التذكرة الحمدونية 425.

ص: 162

وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أَنْبَأَ مَعْمَرٌ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَتَبَ إِلَى عَدِيِّ بْنِ أَرْطَأَةَ: «أَمَّا بَعْدَ، فَإِنَّكَ غَرَرْتَنِي بِعِمَامَتِكَ السَّوْدَاءِ، وَمُجَالَسَتِكَ الْقُرَّاءِ، وَإِرْسَالِكَ الْعِمَامَةِ مِنْ وَرَائِكَ، وَأَظْهَرْتَ لِي الْخَيْرَ، وَقَدْ أَظْهَرَنَا اللَّهُ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّا تَكْتُمُونَ» . زَادَ غَيْرُهُ: قَاتَلَكُمُ اللَّهُ، أَمَا تَمْشُونَ بَيْنَ الْقُبُورِ» . قَالَ خَلِيفَةُ [1] :

وَفِي سَنَةِ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ قَدِمَ عَدِيٌّ وَالِيًا مِنْ قِبَلِ عُمَرَ عَلَى الْبَصْرَةِ، فَأَتَى يَزِيدُ بْنُ الْمُهَلَّبِ يُسَلِّمُ عَلَيْهِ، فَقَيَّدَهُ عَدِيٌّ وَبَعَثَ بِهِ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَحَبَسَهُ.

قُلْتُ: فَلَمَّا تُوُفِّيَ عُمَرُ انْفَلَتَ يَزِيدُ مِنَ الْحَبْسِ، وَقَصَدَ الْبَصْرَةَ وَدَعَا إِلَى نَفْسِهِ، وَتَسَمَّى بِالْقَحْطَانِيِّ، وَنَصَبَ رَايَاتٍ سَوْدَاءَ، وَقَالَ: أَدْعُو إِلَى سِيرَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَامَ الْحَسَنُ البصريُّ فِي النَّاسِ خَطِيبًا، فَذَمَّ يَزِيدَ وَخُرُوجَهُ، فَأَرْسَلَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَخَاهُ مُسْلِمَةَ فِي جَيْشٍ، فَحَارَبَ ابْنَ الْمُهَلَّبِ، فَظَفَرَ بِهِ فَقَتَلَهُ، فَوَثَبَ ابْنُه مُعَاوِيَةُ بْنُ يَزِيدَ، فَقَتَلَ عَدِيَّ بْنَ أَرْطَأَةَ وجماعة صبرا.

قال الدار الدَّارَقُطْنِيُّ: عَدِيٌّ يُحْتَجُّ بِحَدِيثِهِ.

قُلْتُ: قُتِلَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَمِائَةٍ.

174-

عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ الْعَامِلِيُّ الشَّاعِرُ [2] الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الرِّقَاعِ، مَدَحَ الْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الملك وغيره، وهاجى

[1] تاريخ خليفة 320.

[2]

طبقات الشعراء لابن سلّام 31، تاريخ خليفة 482- 483، الشعر والشعراء 1/ 515- 518 رقم 114، البرصان والعرجان للجاحظ 263، الأغاني 9/ 307- 317، المؤتلف والمختلف للآمدي 116، سمط اللآلئ 309، معجم الشعراء للمرزباني 253، تاريخ الرسل والملوك 6/ 151، ثمار القلوب 299 و 408 و 409، الكامل 2/ 109، الأمالي 1/ 100 و 228 و 2/ 61، أمالي المرتضى 1/ 103 و 277 و 511 و 567 و 2/ 11 و 12 و 32 و 124 و 303، ربيع الأبرار 4/ 288 و 291، جمهرة أنساب العرب 300، بدائع البدائه 18- 19، وفيات الأعيان 2/ 426 و 6/ 312، نهاية الأرب للنويري 4/ 236، الاشتقاق لابن دريد 225، الزاهر للأنباري 2/ 255، سير أعلام النبلاء 5/ 110 رقم 45، شرح الشواهد 168، خزانة الأدب

ص: 163

جَرِيرًا، وَكَانَ أَبْرَصَ. وَفِيهِ يَقُولُ الرَّاعِي [1] :

لَوْ كُنْتَ مِنْ أَحَدٍ يُهْجَى هَجَوْتُكُمْ

يَا بْنَ الرِّقَاعِ وَلَكِنْ لَسْتَ مِنْ أَحَدٍ

تَأْبَى قُضَاعَةُ أَنْ تَعْرِفَ لَكُمْ نَسَبًا [2]

وَابْنَا نِزَارٍ فَأَنْتُمْ بِيضَةُ الْبَلَدِ

[3]

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ [4] : ثَنَا أَبُو الْغَرَّافِ قَالَ: دَخَلَ جَرِيرٌ عَلَى الْوَلِيدِ وَعِنْدَهُ ابْنُ الرِّقَاعِ، فَقَالَ لِجَرِيرٍ: أَتَعْرِفُ هَذَا؟ قَالَ: لا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: هَذَا رَجُلُ مِنْ عَامِلَةَ، قَالَ: الَّذِي يَقُولُ اللَّهُ تعالى: عامِلَةٌ ناصِبَةٌ. تَصْلى ناراً حامِيَةً 88: 3- 4 [5] ثُمَّ أَنْشَأَ يَقُولُ:

يَقْصُرُ بَاعُ الْعَامِلِيِّ عَنِ الْعُلا

وَلَكِنَّ أَيْرَ الْعَامِلِيَّ طَوِيلُ

فَقَالَ ابْنُ الرِّقَاعِ:

أَأُمُّكَ [6] يَا ذَا خَبَّرَتْكَ [7] بِطُولِهِ

أَمْ أَنْتَ امْرِؤٌ لَمْ تَدْرِ كَيْفَ تَقُولُ

فَقَالَ: لا، بَلْ لَمْ أَدْرِ كَيْفَ أَقُولُ، فَوَثَبَ ابْنُ الرِّقَاعِ إِلَى الْوَلِيدِ فَقَبَّلَ رِجْلَهُ وَقَالَ أَجِرْنِي مِنْهُ، فَقَالَ الْوَلِيدُ: لَئِنْ سَمَّيْتَهُ لَأُسْرِجَنَّكَ ولألجمنّك وليركبنّك فتعيّرك الشعراء بذلك [8] .

[4] / 470، الطرائف الأدبية 81- 97، ونشر الأستاذ خليل مردم بك شعره في مجلّة المجمع العلمي العربيّ 15/ 340- 350، معجم الشعراء في لسان العرب 279 رقم 692، وقد ورد في مواضع كثيرة من العقد الفريد (انظر فهرس الأعلام 7/ 132) .

[1]

أي الراعي النّميري الّذي مرّ ذكره قبل قليل.

[2]

في ديوان الراعي:

تأبى قضاعة أن ترضى دعاوتكم

[3]

البيتان من جملة أبيات في ديوان النميري 202- 203 رقم 54.

[4]

طبقات الشعراء 31.

[5]

سورة الغاشية، الآيتان 3 و 4.

[6]

في الأصل «أآمل» والتصحيح من طبقات الشعراء لابن سلّام، والأغاني 9/ 308.

[7]

في الطبقات والأغاني «أأمّك كانت أخبرتك» .

[8]

طبقات الشعراء 31، الأغاني 9/ 307، 308.

ص: 164

175-

عَدِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْحَمَّارِ [1] الْعَبَّادِيُّ التَّمِيمِيُّ الشَّاعِرُ: جَاهِلِيٌّ نَصْرَانِيٌّ مِنْ فُحُولِ الشُّعَرَاءِ، ذَكَرْتُهُ هُنَا تَمْيِيزًا لَهُ مِنَ ابْنِ الرِّقَاعِ الْعَامِلِيِّ، وَأَظُنُّهُ مَاتَ قَبْلَ الإِسْلامِ أَوْ فِي زَمَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ. ذَكَرَهُ مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ [2] فِي الطَّبَقَةِ الرَّابِعَةِ مِنْ شُعَرَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ، وَقَالَ: هُمْ أَرْبَعَةُ فُحُولٍ: طُرْفَةُ بْنُ الْعَبْدِ، وَعُبَيْدُ بْنُ الأَبْرَصِ، وَعَلْقَمَةُ بْنُ عَبْدَةَ، وَعَدِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْحِمَارِ. وَأَمَّا أَبُو الْفَرَجِ صَاحِبُ «الْأَغَانِي» فَقَالَ: ابْنُ الْخُمَارِ بِخَاءٍ مُعْجَمَةٍ مَضْمُومَةٍ [3] .

رَوَى إِسْحَاقُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ شَيْبَةَ، عَنْ خَالِد بْنِ صَفْوَانَ قَالَ:

أَوْفَدَنِي يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ فِي وَفْدِ الْعِرَاقِ إِلَى هِشَامِ بن عبد الملك فقال: هات يا بن صَفْوَانَ، قُلْتُ: إِنَّ مَلِكًا مِنَ الْمُلُوكِ خَرَجَ مُتَنَزِّهًا فِي عَامٍ مِثْلَ عَامِنَا هَذَا إِلَى الْخَوَرْنَقِ، وَكَانَ ذَا عِلْمٍ مَعَ الْكَثْرَةِ وَالْغَلَبَةِ، فَنَظَرَ وَقَالَ لِجُلَسَائِهِ: لِمَنْ هَذَا؟ قَالُوا: لِلْمَلِكِ، قَالَ: فَهَلْ رَأَيْتُمْ أَحَدًا أُعْطِيَ مِثْلَ مَا أُعْطِيتُ؟ قَالَ:

وَكَانَ عِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ بَقَايَا حَمَلَةِ الْحُجَّةِ، فَقَالَ: إِنَّكَ قَدْ سَأَلْتَ عَنْ أَمْرٍ أَفَتَأْذَنُ [4] لِي بِالْجَوَابِ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَرَأَيْتَ مَا أَنْتَ فِيهِ، أَشَيْءٌ لَمْ تَزَلْ

[1] تاريخ خليفة 482، 483، المحبّر 304، الشعر والشعراء 1/ 150- 156 رقم 15، طبقات الشعراء لابن سلام 117، طبقات الشعراء للمرزباني 242، المعارف 76 و 649، تاريخ الرسل والملوك 1/ 623 و 625 و 2/ 50 و 67 و 193- 200 و 206، الأغاني 2/ 95- 154، الأمالي للقالي 1/ 60 و 171 و 3/ 5، العقد الفريد 2/ 269، الزاهر للأنباري 1/ 153 و 156 و 219 و 250 و 344 و 500 و 539 و 572 و 576 و 625 و 2/ 7 و 21 و 45 و 87 و 97 و 111 و 238 و 267 و 275 و 299 و 379 و 411، ثمار القلوب 611، أمالي المرتضى 1/ 33 و 39 و 56، لباب الآداب 392، التذكرة الحمدونية 1/ 155 و 280 و 2/ 217 و 334، الموشح 72، معاهد التنصيص 1/ 315، خزانة الأدب 1/ 184، معجم الشعراء في لسان العرب 280 رقم 693.

[2]

طبقات الشعراء 117.

[3]

هذه العبارة من المؤلّف الذهبي، إذ ليس في الأغاني هذا الضبط، حيث قيّده «حمّاد» بالدال، وجاء في حاشية الأغاني 2/ 97 أنه كذا في أغلب النسخ، ويروى: خمار وحماد وحماز.

[4]

في الأصل «فتأذن» والإضافة من الأغاني.

ص: 165

فِيهِ، أَمْ شَيْءٌ صَارَ إِلَيْكَ مِيرَاثًا، وَهُوَ زَائِلٌ عَنْكَ إِلَى غَيْرِكَ، كَمَا صَارَ إِلَيْكَ؟

قَالَ: كَذَا هُوَ، قَالَ: فَتَعَجَّبَ بِشَيْءٍ يَسِيرٍ لا تَكُونُ فِيهِ إِلا قَلِيلا وَتُنْقَلُ عَنْهُ طَوِيلا، فَيَكُونُ عَلَيْكَ حِسَابًا [1]، قَالَ: وَيْحُكَ، فَأَيْنَ الْمَهْرَبُ، وَأَيْنَ الْمَطْلَبُ؟

وَأَخَذَتْهُ قَشْعَرِيرَةٌ. قَالَ: إِمَّا أَنْ تُقِيمَ فِي مُلْكِكَ فَتَعْمَلَ فِيهِ بِطَاعَةِ اللَّهِ عَلَى مَا سَاءَكَ وَسَرَّكَ، وَإِمَّا أَنْ تَنْخَلِعَ مِنْ مُلْكِكَ وَتَضَعَ تَاجَكَ وَتُلْقِي عَلَيْكَ أَطْمَارَكَ وَتَعْبُدَ رَبَّكَ، قَالَ: إِنِّي مُفَكِّرٌ اللَّيْلَةَ وَأُوَافِيكَ السَّحَرَ، فَلَمَّا كَانَ السَّحَرُ قَرَعَ عَلَيْهِ بَابَهُ فَقَالَ: إِنِّي اخْتَرْتُ هَذَا الْجَبَلَ وَفَلَوَاتِ الأَرْضِ، وَقَدْ لَبِسْتُ عَلَيَّ أَمْسَاحِي [2] فَإِنْ كُنْتَ لِي رَفِيقًا لا تُخَالِفْ، فَلَزِمَا وَاللَّهِ الْجَبَلَ حَتَّى مَاتَا.

وَفِيهِ يَقُولُ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ الْعِبَادِيُّ:

أَيُّهَا الشَّامِتُ الْمُعَيِّرُ بِالدَّهْرِ

أَأَنْتَ الْمُبَرَّأُ الْمَوْفُورُ

أَمْ لَدَيْكَ الْعَهْدُ الْوَثِيقُ مِنَ الأَيَّامِ

بَلْ أَنْتَ جَاهِلٌ مَغْرُورُ

مَنْ رَأَيْتَ الْمَنُونَ خَلَّدْنَ أَمْ مَنْ

ذَا عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يُضَامَ خَفِيرُ

أَيْنَ كِسْرَى كِسْرَى الْمُلُوكِ أَبُو سَاسَانَ

[3] أَمْ أَيْنَ قَبْلَهُ سَابُورُ

وَبَنُو الأَصْفَرِ الْكِرَامُ مُلُوكُ

الرُّومِ لَمْ يَبْقَ مِنْهُمُ مَذْكُورُ

وَأَخُو الْحَضْرِ [4] إِذْ بَنَاهُ وَإِذْ دِجْلَةُ

تُجْبَى إِلَيْهِ وَالْخَابُورُ

شَادَ مَرْمَرًا وَجلَّلَه كِلْسًا

فَلِلطَّيْرِ فِي ذُرَاهُ وَكُورُ

لَمْ يَهَبْهُ رَيْبَ الْمَنُونِ فَبَادَ

الْمُلْكُ عَنْهُ فَبَابُهُ مَهْجُورُ

وَتَذَكَّرْ رَبَّ الخورنق إذ أشرف

يوما وللهدى تذكير

[5]

[1] العبارة في الأغاني: «فلا أراك إلّا عجبت بشيء يسير تكون فيه قليلا وتغيب عنه طويلا، وتكون غدا بحسابه مرتهنا» .

[2]

في الأصل «أمساجي» ، والتصحيح من الأغاني حيث قال: ولبس أمساحه» .

[3]

ويقال: «أنوشروان» ، انظر الشعر والشعراء، والأغاني.

[4]

قال الزبيدي في تاج العروس 11/ 40 الحضر: بفتح فسكون، قديم مذكور في شعر القدماء بإزاء مسكن. قال محمد بن جرير الطبري: بحيال تكريت بين دجلة والفرات.

[5]

في الأغاني «تفكير» .

ص: 166

سرّه حاله [1] وكثرة ما يم

لك وَالْبَحْرُ مُعْرِضٌ [2] وَالسَّدِيرُ

فَارْعَوَى قَلْبُهُ وَقَالَ: وَمَا غِبْطَةُ

حَيٍّ إِلَى الْمَمَاتِ يَصِيرُ

وَزَادَ بَعْضُهُمْ فِي هَذِهِ الْقَصِيدَةِ:

ثُمَّ بَعْدُ الْفَلاحِ وَالْمُلْكِ وَالإِمَّةِ

[3] وَارَتْهُمُ هُنَاكَ الْقُبُورُ

ثُمَّ صَارُوا [4] كَأَنَّهُمْ وَرَقٌ

جَفَّ فَأَلْوَتْ بِهِ الصِّبَا وَالدَّبُورُ

[5]

وَزِدْتُ أَنَا [6] :

فَافْعَلِ الْخَيْرَ مَا اسْتَطَعْتَ وَلا تَبْغِ

فَكُلٌّ بِبَغْيهِ مَأْسُورُ

وَاتَّقِ اللَّهَ حَيْثُ كُنْتَ وأتبع

سيّئ الْفِعْلَ صَالِحًا فَهُوَ نُورُ

قَالَ: فَبَكَى هِشَامٌ حَتَّى أَخْضَلَ لِحْيَتَهُ، وَأَمَرَ بِنَزْعِ [7] أَبْنِيَتِهُ، وَطَيِّ فَرْشِهِ، وَلَزِمَ قَصْرَهُ، فَأَقْبَلَتِ الْمَوَالِي وَالْحَشَمُ عَلَى خَالِدِ بْنِ صَفْوَانَ بْنِ الأَهْتَمِ وَقَالُوا:

مَاذَا أَرَدْتَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، أَفْسَدْتَ عَلَيْهِ لَذَّتَهُ؟! فَقَالَ: إِلَيْكُمْ عَنِّي فَإِنِّي عَاهَدْتُ اللَّهَ أَنْ لا أَخْلُو بِمَلِكٍ إِلا ذَكَّرْتُهُ اللَّهَ تَعَالَى، قَالَ: فَبَعَثَ هِشَامٌ إِلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنَ الْوَفْدِ بِجَائِزَةٍ، وَكَانُوا عَشَرَةَ أَنْفُسٍ، وَبَعَثَ إِلَى خَالِدٍ بِمِثْلِ جَمِيعِ مَا وَجَّهَ إِلَيْهِمْ. رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ بُهْلُولِ بْنِ حَسَّانَ الأَنْبَارِيِّ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ زِيَادٍ بِنَحْوِهِ.

وَمِنْ شِعْرِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدٍ هَذِهِ الْكَلِمَةُ السَّائِرَةُ، رَوَاهَا أبو بكر الهذلي وخلف الأحمر:

[1] في الأغاني «ماله» .

[2]

في الأغاني «معرضا» ، بمعنى متّسع، ومنه أعرض الثوب أي اتسع وعرض.

[3]

الإمّة: بالكسر النعمة.

[4]

في معجم الشعراء للمرزباني 249، ومعاهد التنصيص «ثم أضحوا» .

[5]

الأبيات في معجم الشعراء للمرزباني، ومعاهد التنصيص، والأغاني 2/ 138- 139، والشعر والشعراء، وأمالي الشجري 1/ 91 وحماسة البحتري 86، والشريشي 2/ 86، وسلوان المطاع 91، وشرح شواهد المغني 160 وبعضها في الغفران 518 والحور العين 311.

[6]

أي المؤلّف الذهبي.

[7]

كلمة «نزع» ساقطة من الأصل، استدركتها من الأغاني 2/ 140.

ص: 167

أَيْنَ أَهْلُ الدِّيَارِ مِنْ قَوْمِ نُوحٍ

ثُمَّ عَادٍ مِنْ بَعْدِهِمْ وَثَمُودُ

أَيْنَ آبَاؤُنَا وَأَيْنَ بَنُوهُمْ

أَيْنَ آبَاؤُهُمْ وَأَيْنَ الْجُدُودُ

سَلَكُوا مَنْهَجَ الْمَنَايَا فَبَادُوا

وَأَرَانَا قَدْ حَانَ مِنَّا وُرُودُ

بَيْنَمَا هُمْ عَلَى الأَسِرَّةِ وَالأَنْمَاطِ

أَفْضَتْ إِلَى التُّرَابِ الْخُدُودُ

ثُمَّ لَمْ يَنْقَضِ الْحَدِيثُ وَلَكِنَّ

بَعْدَ ذَاكَ الْوَعِيدُ وَالْمَوْعُودُ

وَأَطِبَّاءُ بَعْدَهُمْ لَحِقُوهُمْ

ضَلَّ عَنْهُمْ سُعُوطُهُمْ وَاللَّدُودُ

وَصَحِيحٌ أَضْحَى يَعُودُ مَرِيضًا

هُوَ أَدْنَى لِلْمَوْتِ مِمَّنْ يَعُودُ

176-

الْعُرْيَانُ بن الهيثم) [1] س [2]- بن الأسود النّخعي الكوفي. رَأَى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ بِدِمَشْقَ، وَكَانَ قَدْ وَفَدَ مَعَ وَالِدِهِ الْهَيْثَمِ عَلَى يَزِيدَ.

وَحَدَّثَ عَنْ أَبِيهِ، وَقُبَيْصَةَ بْنِ جَابِرٍ.

وعنه: عبد الملك بن عمير، وعلي بن زيد بن جدعان. وولي شرطة الكوفة في أيام خالد القسري، وكان شريفا مطاعا في قومه. خرج له النسائي.

177-

عراك بن مالك الغفاري المدني) [3] ع- الْفَقِيهُ الصَّالِحُ مِنْ جلّة

[1] تاريخ خليفة 328 و 351، الطبقات لخليفة 148، المحبّر 305 و 444، التاريخ الكبير 7/ 85 رقم 379، تاريخ الرسل والملوك 6/ 60 و 61 و 599 و 7/ 152، الجرح والتعديل 7/ 38 رقم 202،. الكامل في التاريخ 4/ 241 و 5/ 84 و 220، تهذيب الكمال 2/ 931، الكاشف 2/ 230 رقم 3840، تهذيب التهذيب 7/ 19- 191 رقم 362، تقريب التهذيب 2/ 20 رقم 168، خلاصة تذهيب التهذيب 305.

[2]

في طبعة القدسي 4/ 153 «ن» بدل «س» والتصويب من مصادر الترجمة.

[3]

الطبقات لخليفة 248، التاريخ الصغير 1/ 248، ترتيب الثقات للعجلي 330 رقم 1118، المعرفة والتاريخ 1/ 396، تاريخ أبي زرعة 1/ 420- 421 و 713- 714، الجرح والتعديل 7/ 38 رقم 204، المراسيل 162- 163 رقم 310، مشاهير علماء الأمصار 116 رقم 891، تهذيب الكمال 2/ 927، تحفة الأشراف 13/ 287 رقم 1196، ميزان الاعتدال 3/ 63 رقم 5598، المغني في الضعفاء 2/ 431 رقم 4088، العبر 1/ 122، سير أعلام النبلاء 5/ 63- 64 رقم 21، الكاشف 2/ 227 رقم 3820، جامع التحصيل 288 رقم 511، تهذيب التهذيب 7/ 172- 174 رقم 339، تقريب التهذيب 2/ 17 رقم 145، خلاصة تذهيب التهذيب 264، شذرات الذهب 1/ 122.

ص: 168

التَّابِعِينَ. رَوَى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَائِشَةَ، وَابْنِ عُمَرَ، وَزَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ.

وَعَنْهُ: ابْنُهُ خُثَيْمُ بْنُ عِرَاكٍ، وَبُكَيْرُ بْنُ الأَشَجِّ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ وجعفر بن ربيعة، وآخروه.

وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِمٍ [1] وَغَيْرُهُ، وَكَانَ يَصُومُ الدَّهْرَ.

قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا أَعْلَمُ أَحَدًا أَكْثَرَ صَلاةً مِنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ.

وَكَانَ عِرَاكٌ يُحَرِّضُ عُمَرَ عَلَى انْتِزَاعِ مَا بِأَيْدِي بَنِي أُمَيَّةَ مِنَ الْمَظَالِمِ، فَوَجَدُوا عَلَيْهِ، فَلَمَّا استُخْلِفَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ نَفَاهُ إِلَى دَهْلَكَ [2] ، فَلَمْ يَطُلْ مَقَامُهُ بِهَا، وَانْتَقَلَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فِي أَيَّامِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ.

178-

(عُرْوَةُ بْنُ أَبِي قَيْسٍ)[3] مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، فَقِيهٌ فَاضِلٌ.

رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ.

وعنه: بكير بن الأشج، وعبيد الله بن أبي جعفر، وسعيد بن راشد، وعبد العزيز بن صالح، وآخرون.

قال أبو سعيد بن يونس: توفي قريبا من سنة عشر ومائة.

179-

(عروة بن عياض القرشي القاري)[4] م س [5]- أَمِيرُ مَكَّةَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. رَوَى عَنْ: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَأَبِي سَعِيدٍ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ.

وعنه: عمرو بن دينار، وسعيد بن حسان، وابن جريج. وهو ثقة غزير الحديث.

[1] الجرح والتعديل 7/ 38.

[2]

دهلك: جزيرة في بحر اليمن، ضيّقة حرجة حارّة، كان بنو أميّة إذا سخطوا على أحد نفوه إليها. (معجم البلدان) .

[3]

التاريخ الكبير 7/ 43 رقم 149، الجرح والتعديل 6/ 397 رقم 2214.

[4]

التاريخ الكبير 7/ 32- 33 رقم 140، الجرح والتعديل 6/ 396 رقم 2208، تهذيب الكمال 2/ 929، الكاشف 2/ 229 رقم 3834، تهذيب التهذيب 7/ 186- 187 رقم 356، تقريب التهذيب 2/ 19 رقم 162، خلاصة تذهيب التهذيب 265.

[5]

في طبعة القدسي 4/ 154 «ن» بدل «س» والتصويب من مصادر الترجمة.

ص: 169

180-

عروة بن محمد بن عطيّة السّعديّ) [1] د- الأمير. رَوَى عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ.

وَعَنْهُ: رَجَاءُ بن أبي سلمة، وحنظلة بن أبي سُفْيَانَ، وَأَبُو وَائِلٍ الْقَاصُّ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ. وَوُلِّيَ إِمْرَةَ الْيَمَنِ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ العزيز وقبله. وكان ذَا زُهْدٍ وَصَلاحٍ. وَلَمَّا اسْتُخْلِفَ يَزِيدُ عَزَلَهُ، فَخَرَجَ عَنِ الْيَمَنِ بِسَيْفِهِ وَرُمْحِهِ وَمُصْحَفِهِ فَقَطْ رَاكِبًا رَاحِلَتَهُ. وَرَوَى حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا اسْتُعْمِلْتُ عَلَى الْيَمَنِ، قَالَ لِي أَبِي: إِذَا غَضِبْتَ فَانْظُرْ إِلَى السَّمَاءِ فوقك والأرض تحتك، ثم أعظم خالقهما.

181-

(عزرة بن عبد الرحمن)[2] م د ت س [3]- بن زرارة الخزاعيّ الكوفيّ الأعور. عَنْ عَائِشَةَ مُرَسَّلا، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَسَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، وَالْحَسَنِ الْعُرَنِيِّ.

وَعَنْهُ: قَتَادَةُ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَآخَرُونَ. وَثَّقَهُ عَلِيُّ بْنُ المديني، ويحيى.

182-

(عطاء بن يزيد اللّيثي)[4] ع- أبو محمد الجندعي المدني. نزل

[1] تاريخ خليفة 318 و 323 و 332، التاريخ الكبير 7/ 34 رقم 147، المعرفة والتاريخ 1/ 593 و 2/ 30 و 370 و 3/ 345، الجرح والتعديل 6/ 397 رقم 2217، تهذيب الكمال 2/ 929، الكاشف 2/ 229 رقم 3834، تهذيب التهذيب 7/ 187- 188 رقم 357، تقريب التهذيب 2/ 19 رقم 163، خلاصة تذهيب التهذيب 265.

[2]

التاريخ الكبير 7/ 65 رقم 302، ترتيب الثقات للعجلي 331 رقم 1124 (ذكر اسمه فقط) ، المعرفة والتاريخ 3/ 213، الجرح والتعديل 7/ 21 رقم 112، الثقات لابن حبّان 7/ 300، تهذيب الكمال 2/ 931، الكاشف 2/ 231 رقم 3844، تهذيب التهذيب 7/ 192- 193 رقم 368، تقريب التهذيب 2/ 20 رقم 173، خلاصة تذهيب التهذيب 265.

[3]

في طبعة القدسي 4/ 154 «ن» بدل «س» والتصويب من مصادر الترجمة.

[4]

تاريخ خليفة 338، الطبقات لخليفة 248، التاريخ الكبير 6/ 459- 461 رقم 2990، ترتيب الثقات للعجلي 334 رقم 1134، المعارف 443، المعرفة والتاريخ 2/ 725- 726، تاريخ أبي زرعة 1/ 347 و 524، الجرح والتعديل 6/ 338 رقم 1866، مشاهير علماء الأمصار 113 رقم 858، الثقات لابن حبّان 5/ 200، تهذيب الكمال 2/ 938، ميزان الاعتدال 3/ 77 رقم 5653، الكاشف 2/ 233 رقم 3864، تهذيب التهذيب 7/ 217 رقم 398، تقريب التهذيب 2/ 23 رقم 203، خلاصة تذهيب التهذيب 267.

ص: 170

الشَّامَ، وَحَدَّثَ عَنْ تَمِيمِيٍّ الدَّارِيِّ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ، وَأَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ.

وَعَنْهُ: أَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ، وَابْنُهُ سُهَيْلُ بْنُ أَبِي صَالِحٍ، وَالزُّهْرِيُّ، وَأَبُو عُبَيْدٍ الْحَاجِبُ، وَآخَرُونَ. وَعُمِّرَ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ سَنَةً، وَكَانَ مِنْ عُلَمَاءِ التَّابِعِينَ وَثِقَاتِهِمْ. تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ.

183-

عَطَاءُ بْنُ يسار [1] ع أبو محمد المدني الفقيه، مَوْلَى مَيْمُونَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، وَهُوَ أَخُو سُلَيْمَانَ، وَعَبْدِ اللَّهِ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ. وَكَانَ قَاصًّا وَاعِظًا ثقة جليل القدر. أرسل عن أبيّ ابن كَعْبٍ وَغَيْرِهِ، وَحَدَّثَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، وَأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ وَمُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ، وَطَائِفَةٍ.

وَعَنْهُ: زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، وَصَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ، وَعَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، وَهِلالُ بْنُ أَبِي مَيْمُونَةَ- عَلَى الأَرْجَحِ- وَشَرِيكُ بْنُ أَبِي نَمِرٍ.

قَالَ ابْنُ وهب: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: كَانَ أَبُو حَازِمٍ يَقُولُ: مَا رَأَيْتُ رَجُلا كَانَ أَلْزَمَ لِمَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدٍ: قَالَ أَبِي: كان عطاء يحدّثنا حتى يبكينا أنا

[1] الطبقات الكبرى 5/ 173، طبقات خليفة 247، تاريخ خليفة 329 و 340، التاريخ لابن معين 2/ 406، التاريخ الكبير 6/ 461 رقم 2992، المعارف 459، ترتيب الثقات 334 رقم 1135، المعرفة والتاريخ 1/ 564، تاريخ أبي زرعة 1/ 631 و 726- 727، الجرح والتعديل 6/ 338 رقم 1867، المراسيل 156 رقم 293، مشاهير علماء الأمصار 69 رقم 474، الثقات لابن حبّان 5/ 199، طبقات الفقهاء 60، الكنى والأسماء 2/ 100، الكامل في التاريخ 5/ 26 و 106، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 335 رقم 411، تهذيب الكمال 2/ 938، تحفة الأشراف 13/ 306 رقم 1203، تذكرة الحفاظ 1/ 90 رقم 80، سير أعلام النبلاء 4/ 448- 449، ميزان الاعتدال 3/ 77 رقم 5654، الكاشف 2/ 233 رقم 3865، العبر 1/ 125، جامع التحصيل 291 رقم 524، غاية النهاية رقم 2122، تهذيب التهذيب 7/ 217- 218 رقم 399، تقريب التهذيب 2/ 23 رقم 204، النجوم الزاهرة 1/ 229، طبقات الحفاظ للسيوطي 34، خلاصة تذهيب التهذيب 267، خلاصة الذهب المسبوك 28، الوفيات لابن قنفذ 104 رقم 103، شذرات الذهب 1/ 125.

ص: 171

وَأَبُو حَازِمٍ، ثُمَّ يُحَدِّثُنَا حَتَّى يُضْحِكُنَا، وَيَقُولُ: مَرَّةً هَكَذَا، وَمَرَّةً هَكَذَا.

ذَكَرَهُ ابْنُ عَسَاكِرٍ. وَكَانَ ثِقَةً، تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَمِائَةٍ، وَقِيلَ قَبْلُ الْمِائَةِ.

رَوَى ابْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أزين لِمَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ. وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ: قَدْ سَمِعَ مِنَ ابْنِ مَسْعُودٍ.

184-

عَطِيَّةُ بْنُ قيس [1] م 4 أبو يحيى الكلبي مَوْلاهُمُ الْحِمْصِيُّ الدِّمَشْقِيُّ الْمُقْرِئُ، وَيُعْرَفُ بِالْمَذْبُوحِ [2] . قَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى أُمِّ الدَّرْدَاءِ، وَأَرْسَلَ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَحَدَّثَ عَنْ مُعَاوِيَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَجَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ.

وَعَنْهُ: ابْنُهُ سَعْدٌ، وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَالْحَسَنُ بْنُ عِمْرَانَ الْعَسْقَلانِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي حملة- وقرءوا عَلَيْهِ [3]- وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، وَآخَرُونَ. وَسَأُعِيدُهُ لاخْتِلافِهِمْ فِي مَوْتِهِ. رَوَى سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْهُ قَالَ:

غَزَوْتُ فَارِسًا زَمَنَ مُعَاوِيَةَ، فَبَلَغَ نَفْلِي مِائَتَيْ دِينَارٍ، فَتَحْنَا شَمَّاسَةَ. وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: ذَكَرْتُ لِسَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قِدَمَ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ، فَقَالَ: لَقَدْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ إِنَّهُ كَانَ فِيمَنْ غَزَا القُسْطَنْطِينِيَّةَ زَمَنَ مُعَاوِيَةَ.

وَقَالَ دُحَيْمٌ: كَانَ هُوَ وإسماعيل بْنُ عُبَيْدِ [4] اللَّهِ قَارِئَ الْجُنْدِ. وَقَالَ عَبْدُ

[1] الطبقات الكبرى 7/ 460، طبقات خليفة 311، التاريخ لابن معين 2/ 407، التاريخ الكبير 7/ 9 رقم 37، التاريخ الصغير 1/ 307، المعرفة والتاريخ 2/ 332 و 397، تاريخ أبي زرعة 1/ 166 و 234 و 345- 348، الجرح والتعديل 6/ 383- 384 رقم 2131، مشاهير علماء الأمصار 115 رقم 877، الكنى والأسماء 2/ 165، تهذيب الكمال 2/ 942، تحفة الأشراف 13/ 307 رقم 1205، الكاشف 2/ 235 رقم 3881، سير أعلام النبلاء 5/ 324- 325 رقم 158، جامع التحصيل 292 رقم 527، تهذيب التهذيب 7/ 228 رقم 418، تقريب التهذيب 2/ 25 رقم 222، خلاصة تذهيب التهذيب 268.

[2]

قال ابن حجر في «نزهة الألقاب» : شهد اليرموك فأصابه سهم فنحره ولم يقطع الأوداج فعاش دهرا.

[3]

في غاية النهاية: «وفيه نظر» .

[4]

في طبعة القدسي 4/ 156 «عبد» والتصحيح من سير أعلام النبلاء 5/ 325، وهو المعروف

ص: 172

الْوَاحِدِ بْنُ قَيْسٍ: كَانَ النَّاسُ يُصْلِحُونَ مَصَاحِفَهُمْ عَلَى قِرَاءَةِ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ وَهُمْ جُلُوسٌ عَلَى دَرَجِ الْكَنِيسَةِ مِنَ الْمَسْجِدِ. قَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا كَانَ أَحَدٌ يَطْمَعُ أَنْ يَفْتَحَ فِي مَجْلِسِهِ ذِكْرَ الدُّنْيَا.

قَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّارٍ: سَمِعْتُ أَبَا مُسْهِرٍ يَقُولُ: كَانَ مَوْلِدُ عَطِيَّةَ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَنَةَ سَبْعٍ، وَمَاتَ سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ. وَأَمَّا الْبُخَارِيُّ [1] فَقَالَ: قَالَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ: أَنْبَأَ عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ مُسْهِرٍ، حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ عَطِيَّةَ أَنَّ أَبَاهُ مَاتَ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، وَهُوَ ابْنُ مِائَةٍ وَأَرْبَعِ سِنِينَ. وَكَذَا رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنِ ابْنِ مُسْهِرٍ.

185-

(عَطِيَّةُ مَوْلَى سَلَمِ بْنِ زِيَادٍ الدِّمَشْقِيُّ)[2] عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَانِقٍ الأَشْعَرِيِّ.

وَعَنْهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي مَيْسَرَةَ، وَبُرْدُ بْنُ سِنَانٍ، وَثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ.

قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ [3] : ثِقَةٌ.

186-

(عِكْرِمَةُ بْنُ عَبْدِ الرحمن)[4] خ م د س [5]- بن الحرث بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ المخزومي، أَخُو أَبِي بَكْرٍ. سَمِعَ أَبَاهُ، وَأُمَّ سَلَمَةَ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو.

وعنه: ابناه عبد الله، ومحمد، والزهري، ويحيى بن محمد بن صيفي.

[ () ] بابن أبي المهاجر.

[1]

التاريخ الكبير 7/ 9.

[2]

التاريخ الكبير 7/ 12 رقم 53 وفيه «مولى السلام» ، الجرح والتعديل 6/ 384 رقم 2136، ترتيب الثقات للعجلي 336 رقم 1144، الثقات لابن حبّان 7/ 277.

[3]

ترتيب الثقات 336.

[4]

الطبقات لخليفة 245، تاريخ خليفة 330، التاريخ الكبير 7/ 50 رقم 225، تاريخ أبي زرعة 1/ 591، المعرفة والتاريخ 1/ 372 و 633، الجرح والتعديل 7/ 10 رقم 37، مشاهير علماء الأمصار 83 رقم 601، تهذيب الكمال 2/ 949، الكاشف 2/ 240 رقم 3922، تهذيب التهذيب 7/ 260- 261 رقم 473، تقريب التهذيب 2/ 30 رقم 275، خلاصة تذهيب التهذيب 270.

[5]

في طبعة القدسي 4/ 156 «ن» بدل «س» والتصحيح من مصادر الترجمة.

ص: 173

قال ابن سعد [1] : ثقة. وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [2] : توفّي سنة ثلاث ومائة.

187-

عكرمة البربريّ [3] ع ثم المدني، أبو عبد الله مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَحَدُ الْعُلَمَاءِ الرَّبَّانِييِّنَ. رَوَى عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَائِشَةَ، وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ- وَذَلِكَ فِي «سُنَنِ النَّسَائِيِّ» - وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَأَبِي سَعِيدٍ، وَابْنِ عَمْرٍو. وَعَنْهُ: أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ، وَثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ، وَثَوْرُ بْنُ زَيْدٍ الدِّيلِيُّ، وَأَبُو بِشْرٍ، وَخَالِدٌ الْحَذَّاءُ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، وَعَاصِمٌ الأَحْوَلُ، وَعَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ، وَعُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْغَسِيلِ، وَيَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ. وَأَفْتَى فِي حَيَاةِ مَوْلاهُ، وَقَالَ: طَلَبْتُ الْعِلْمَ أَرْبَعِينَ سَنَةً. مَلَكَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ، إِذْ وُلِّيَ الْبَصْرَةَ، لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَلا يَبْعُدُ سَمَاعُهُ مِنْ عَلِيٍّ. قَالَ يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ: كَانَ عِكْرِمَةُ بَرْبَرِيًّا لِلْحُصَيْنِ بْنِ أَبِي الْحُرِّ الْعَنْبَرِيِّ، فوهبه لابن

[1] الطبقات الكبرى 5/ 209.

[2]

مشاهير علماء الأمصار 83.

[3]

الطبقات الكبرى 5/ 287، تاريخ خليفة 336، الطبقات لخليفة 280، التاريخ الكبير 7/ 49 رقم 219، التاريخ الصغير 1/ 257- 258، و 2/ 119، التاريخ لابن معين 2/ 412- 413، ترتيب الثقات للعجلي 339 رقم 1160، المعارف 438 و 455 و 457، مقدّمة فتح الباري 2/ 5- 12، تاريخ أبي زرعة 1/ 167، المراسيل 158 رقم 297، الجرح والتعديل 7/ 7- 9 رقم 32، طبقات الفقهاء 49 و 70، المنتخب من ذيل المذيل 633، مشاهير علماء الأمصار 82 رقم 593، حلية الأولياء 3/ 326- 347، صفة الصفوة 2/ 103- 105 رقم 168، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 340- 341 رقم 421، وفيات الأعيان 3/ 265، تهذيب الكمال 2/ 950- 952، تحفة الأشراف 13/ 308 رقم 1209، خلاصة الذهب المسبوك 31، تذكرة الحفاظ 1/ 95- 96 رقم 87، المغني في الضعفاء 2/ 438- 439 رقم 4169، سير أعلام النبلاء 5/ 12- 36 رقم 9، ميزان الاعتدال 3/ 93- 97 رقم 5716، العبر 1/ 131، دول الإسلام 1/ 75، العقد الثمين 6/ 123- 125، جامع التحصيل 292- 293 رقم 532، الكاشف 2/ 241 رقم 3924، مرآة الجنان 1/ 226، البداية والنهاية 9/ 244- 250، الوفيات لابن قنفذ 106، تهذيب التهذيب 7/ 263- 273 رقم 475، تقريب التهذيب 2/ 30 رقم 277، النكت الظراف 13/ 309، النجوم الزاهرة 1/ 163، طبقات الحفّاظ 37، خلاصة تذهيب التهذيب 270، طبقات المفسّرين 1/ 380، شذرات الذهب 1/ 130، شرح العلل 1/ 325- 326.

ص: 174

عَبَّاسٍ حِينَ وُلِّيَ الْبَصْرَةَ.

ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو: سَمِعَ أَبَا الشَّعْثَاءِ يَقُولُ: هَذَا عِكْرِمَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، هَذَا أَعْلَمُ النَّاسِ [1] .

ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي عُتْبَةُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ قَالَ: وَفَدَ ابْنُ عَبَّاسٍ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَكَانَا يَسْمُرَانِ إِلَى شَطْرِ اللَّيْلِ أَوْ أَكْثَرَ، فَرَأَيْتُ مُعَاوِيَةَ أَوْتَرَ بِرَكْعَةٍ. قَالَ عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَهْرَامَ: رَأَيْتُ عِكْرِمَةَ أَبْيَضَ اللِّحْيَةِ، عَلَيْهِ عِمَامَةٌ بَيْضَاءُ، طَرَفُهَا بَيْنَ كَتِفَيْهِ، قَدْ أَدَارَهَا تَحْتَ حَنَكِهِ، وَقَمِيصُهُ إِلَى الْكَعْبَيْنِ، وَرِدَاؤُهُ أَبْيَضٌ، قَدِمَ عَلَى بِلالِ بْنِ مِرْدَاسٍ الْفَزَارِيِّ وَالِي الْمَدَائِنِ فَأَجَازَهُ بِثَلاثَةِ آلافٍ.

حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، [عَنِ الزُّبَيْرِ][2] بْنِ الْخِرِّيتِ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَضَعُ فِي رِجْلِي الْكَبْلَ عَلَى تَعْلِيمِ الْقُرْآنِ وَالْفِقْهِ وَالسُّنَنِ [3] .

حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ دَاوُدَ، عَنْ عِكْرِمَةَ: قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً الله مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ 7: 164 [4] . فَقَالَ: لَمْ أَدْرِ، أَنَجُوا أَمْ هَلَكُوا، فَمَا زِلْتُ أُبَيِّنُ لَهُ أَبَصِّرُهُ حَتَّى عَرِفَ أَنَّهُمْ قَدْ نَجَوْا، فَكَسَانِي حُلَّةً [5] .

أَبُو حَمْزَةَ السُّكَّرِيُّ، عَنْ يَزِيدَ النَّحْوِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ:

انْطَلِقْ فَأَفْتِ، فَمَنْ جَاءَكَ يَسْأَلُكَ عَمَّا يَعْنِيهِ فَأَفْتِهِ [6] .

ابْنُ سَعْدٍ [7] : ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ قَالَ: بَاعَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عِكْرِمَةَ مِنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ معاوية بأربعة آلاف

[1] حلية الأولياء 3/ 327.

[2]

ما بين القوسين ساقط من طبعة القدسي 4/ 157 والتصويب من طبقات ابن سعد 5/ 287.

[3]

الطبقات الكبرى 5/ 287، حلية الأولياء 3/ 326 وفيه: الزبير بن الحارث.

[4]

سورة الأعراف، الآية 164.

[5]

في حلية الأولياء 3/ 331 «فكساني ابن عباس ثوبين» ، وراجع الموضوع فيه مفصّلا، وانظر:

الطبقات الكبرى 5/ 287- 288.

[6]

حلية الأولياء 3/ 327، الجرح والتعديل 7/ 8.

[7]

الطبقات الكبرى 5/ 287.

ص: 175

دِينَارٍ، فَقَالَ عِكْرِمَةُ: مَا خِيرَ لَكَ، بِعْتَ عِلْمَ أَبِيكَ [1] ! فَاسْتَقَالَ خَالِدًا، فَأَقَالَهُ وَأَعْتَقَ عِكْرِمةَ. رَوَى أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، عَنْ مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيِّ مِثْلَهُ. وَعَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ: عِكْرِمَةُ حَبْرُ الأُمَّةِ.

وَقَالَ مُغِيرَةُ: قِيلَ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: تَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، عِكْرِمَةُ [2] . وَقَالَ الشَّعْبِيُّ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِكِتَابِ اللَّهِ مِنْ عِكْرِمَةَ [3] . وَقَالَ قَتَادَةُ: أَعْلَمُ النَّاسِ بِالتَّفْسِيرِ عِكْرِمَةُ [4] . وَقَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: كُنْتُ إِذَا سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ يُحَدِّثُ عَنْهُمْ كَأَنَّهُ مُشْرِفٌ عَلَيْهِمْ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ [5] . قَالَ أَيُّوبُ السِّخْتِيَانِيُّ:

قَالَ عِكْرِمَةُ: إِنِّي لأَخْرُجُ إِلَى السُّوقِ فَأَسْمَعُ الرَّجُلَ يَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ، فَيَنْفَتِحُ لِي خَمْسُونَ بَابًا مِنَ الْعِلْمِ [6] . وَقَالَ لَنَا عِكْرِمَةُ مَرَّةً: أَيُحْسِنُ حَسَنُكُمْ مِثْلَ هَذَا [7] ؟

قُلْتُ: وَكَانَ عِكْرِمَةُ كَثِيرَ التَّطواف، كَثِيرَ الْعِلْمِ وَيَأْخُذُ جَوَائِزَ الأُمَرَاءِ.

قَالَ شَبَابَةُ: أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ يَسَارٍ قَالَ: رَأَيْتُ عِكْرِمَةَ قَادِمًا مِنْ سَمَرْقَنْدَ وَهُوَ عَلَى حِمَارٍ تَحْتَهُ جوالقان حَرِيرٌ، أَجَازَهُ بِذَلِكَ عَامِلُ سَمَرْقَنْدَ، فَقِيلَ لَهُ: مَا جَاءَ بِكَ إِلَى هُنَا؟ قَالَ: الْحَاجَةُ [8] . وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: قَدِمَ عِكْرِمَةُ الْجَنَدَ، فَحَمَلَهُ طَاوُسُ عَلَى نَجِيبٍ لَهُ، فَقَالَ: إِنِّي ابْتَعْتُ عِلْمَهُ بِهَذَا الْجَمَلِ [9] . قَالَ مَعْمَرٌ: سَمِعْتُ أَيُّوبَ يَقُولُ: إنّي لفي سوق البصرة إذا رجل

[1] في الطبقات: «بعت علم أبيك بأربعة آلاف دينار» وانظر: صفة الصفوة 2/ 103، والتاريخ لابن معين 2/ 412.

[2]

حلية الأولياء 3/ 326.

[3]

حلية الأولياء 3/ 326.

[4]

حلية الأولياء 3/ 326.

[5]

العبارة في حلية الأولياء 3/ 327- 328: «كنت إذا سمعت من عكرمة يحدّث عن المغازي، كأنّه مشرف عليهم ينظر كيف كانوا يصنعون ويقتتلون» .

[6]

الطبقات الكبرى 5/ 288.

[7]

الطبقات الكبرى 5/ 289، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1909.

[8]

الطبقات الكبرى 5/ 291.

[9]

العبارة في الطبقات الكبرى 5/ 279 «فحمله على نجيب ثمن ستين دينارا وقال: ألا نشتري علم هذا العبد بستّين دينارا» . وفي حلية الأولياء 3/ 327 بلفظ «هذا العالم» .

ص: 176

عَلَى حِمَارٍ فَقِيلَ لِي: هَذَا عِكْرِمَةُ، وَاجْتَمَعَ النَّاسُ، فَمَا قَدِرْتُ عَلَى شَيْءٍ أَسْأَلُهُ، فَجَعَلُوا يَسْأَلُونَهُ وَأَنَا أَحْفَظُ [1] . قِيلَ لِأَيُّوبَ: كَانُوا يَتَّهِمُونَهُ؟ قَالَ: أَمَّا أَنَّا فَلَمْ أَكُنْ أَتَّهِمُهُ [2] .

ابْنُ لَهِيعَةَ: قَالَ أَبُو الأَسْوَدِ: هَيَّجْتُ عِكْرِمَةَ عَلَى السَّيْرِ إِلَى إِفْرِيقِيَةَ، فَلَمَّا قَدِمَهَا اتَّهَمُوهُ، قَالَ: وَكَانَ قَلِيلَ الْعَقْلِ خَفِيفًا، كَانَ قَدْ سَمِعَ الْحَدِيثَ مِنْ ذَا وَمِنْ ذَا، فَيُحَدِّثُ بِهِ مَرَّةً عَنْ هَذَا وَمَرَّةً عَنْ هَذَا، فَيَقُولُونَ: مَا أَكْذَبَهُ. قَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: وَكَانَ يُحَدِّثُ بِرَأْيِ نَجْدَةَ الْحَرُورِيِّ، أَتَاهُ فَأَقَامَ عِنْدَهُ سِتَّةَ أَشْهُرٍ، ثُمَّ أَتَى ابْنَ عَبَّاسٍ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: قَدْ جَاءَ الْخَبِيثُ.

الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ الْحَدَّانِيُّ: ثَنَا زِيَادُ بْنُ مِخْرَاقٍ قَالَ كَتَبَ الْحَجَّاجُ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ حَيَّانَ الْمُرِّيِّ: سَلْ عِكْرِمَةَ عَنْ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَمِنَ الدُّنْيَا هُوَ أَوْ مِنَ الآخِرَةِ.

حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ: سَمِعْتُ رَجُلا قَالَ لِعِكْرِمَةَ: فُلانٌ سَبَّنِي فِي النَّوْمِ، قَالَ: اضْرِبْ ظِلَّهُ ثَمَانِينَ.

أَيُّوبُ: بَلَغَنِي عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: لَوْ كَفَّ عِكْرِمَةُ عَنْ بَعْضِ حَدِيثِهِ لشدّت إليه المطايا [3] . وقال طاوس: لو ترك مِنْ حَدِيثِهِ وَاتَّقَى اللَّهَ لَشُدَّتْ إِلَيْهِ الرِّحَالُ. وَمِنْ كَلامِهِمْ فِي عِكْرِمَةَ، وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ [4] وَغَيْرُهُ، وَكَانَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَالْبُخَارِيُّ وَالْجُمْهُورُ يَحْتَجُّونَ [5] بِهِ، قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ [6] : يحتجّ به

[1] الطبقات الكبرى 5/ 289، حلية الأولياء 3/ 328.

[2]

الطبقات الكبرى 5/ 289.

[3]

الكامل في الضعفاء 5/ 1905.

[4]

قال يحيى بن معين في تاريخه 2/ 412: «وبلغنا عن عكرمة أنّه كان لا يقول هذا (أي قول الخوارج) وهذا باطل» .

[5]

قال ابن الجزري في غاية النهاية: «قد تكلّم فيه لرأيه لا لروايته فإنّه اتهم بأنّه كان يرى رأي الخوارج» . وقال الذهبي في تذكرة الحفّاظ: «قد تكلّم فيه بأنّه على رأي الخوارج، ومن ثمّ أعرض عنه مالك الإمام ومسلم» .

[6]

الجرح والتعديل 7/ 8.

ص: 177

إِذَا كَانَ عَنْ ثِقَةٍ، أَصْحَابُ ابْنُ عَبَّاسٍ عِيَالٌ فِي التَّفْسِيرِ عَلَى عِكْرِمَةَ [1] . وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [2] : إِذَا رَوَى عَنْهُ ثِقَةٌ فَهُوَ مُسْتَقِيمُ الْحَدِيثِ، وَلا بَأْسَ بِهِ.

رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ: ثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُرَّةَ: قُلْتُ لِلْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ: كَيْفَ تَرَى فِي هَذِهِ الأَوْعِيَةِ، فَإِنَّ عِكْرِمَةَ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَرَّمَ النَّقِيرَ [3] وَالدُّبَّاءَ وَالْحَنْتَمَ [4]، فَقَالَ: عِكْرِمَةُ كَذَّابٌ.

ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ لِنَافِعٍ: لا تَكْذِبْ [عَلَيَّ][5] كَمَا كَذَبَ عِكْرِمَةُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ. هَذَا ضَعِيفُ السَّنَدِ، وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو خَلَفٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى، عَنْ يَحْيَى الْبَكَّاءِ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُهُ.

أَبُو نُعَيْمٍ: ثَنَا أَيْمَنُ بْنُ نَابِلٍ، حَدَّثَنِي رَجُلٌ عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّهُ قَالَ لِغُلامِهِ بُرْدٍ: لا تكذب عليّ كما كذب عبد ابن عبّاس. رواه إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ [6] عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ المسيّب أنّه قال لبرد: لا تَكْذِبْ عَلَيَّ كَمَا كَذَبَ عِكْرِمَةُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ.

حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَمَّنْ مَشَى بَيْنَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَعِكْرِمَةَ فِي رَجُلٍ نَذَرَ نَذْرًا فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ فَقَالَ سَعِيد يُوفِي بِهِ، وَقَالَ عِكْرِمَةُ: لا يُوفِي بِهِ، فَأَخْبَرَ الرَّجُلُ سَعِيدًا بِقَوْلِ عِكْرِمَةَ، فَقَالَ سَعِيدٌ: لا يَنْتَهِي عِكْرِمَةُ حَتَّى يُلْقَى فِي عُنُقِهِ حَبْلٌ وَيُطَافُ بِهِ، فَجَاءَ الرَّجُلُ إلى عكرمة فأبلغه، فقال: أنت

[1] الجرح والتعديل 7/ 9.

[2]

الكامل في الضعفاء لابن عديّ 5/ 1910.

[3]

في طبعة القدسي 4/ 159 «المقير» وهو تصحيف.

[4]

رواه أبو جمرة نصر بن عمران عن ابن عباس، انظر صحيح البخاري 1/ 120 و 125 و 166 و 6/ 146 و 8/ 67، ومسلم (17) وأبو داود (3692) ومسند أحمد 1/ 228 و 274.

والنّقير: أصل خشبة تنقر، وقيل: أصل نخلة.

والدّباء: القرع، واحدها: دبّاءة.

والحنتم: جرار خضر كانوا يخزنون فيها الخمر.

[5]

ما بين الحاصرتين إضافة من سير أعلام النبلاء 5/ 23.

[6]

في طبعة القدسي 4/ 159 والتصحيح من سير أعلام النبلاء 5/ 22.

ص: 178

رَجُلُ سُوءٍ كَمَا أَبْلَغْتَنِي عَنْهُ، فَأَبْلِغْهُ عَنِّي، قُلْ لَهُ: هَذَا النَّذْرُ للَّه أَمْ لِلشيَّطَانِ، وَاللَّهِ لَئِنْ قَالَ: للَّه لَيَكْذِبَنَّ، وَإِنْ قَالَ: لِلشَّيْطَانِ، لَيَكْفُرَنَّ، وَلَئِنْ زَعَمَ أَنَّهُ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَا فِيهِ وَفَاءٌ.

هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ: ثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى، ثَنَا فِطْرُ [1] بْنُ خَلِيفَةَ: قُلْتُ لِعَطَاءٍ:

إِنَّ عِكْرِمَةَ يَقُولُ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ سَبَقَ الْكِتَابَ الْمَسْحَ [2]، فَقَالَ: كَذِبَ عِكْرِمَةُ، سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ: لا بَأْسَ بِالْمَسْحِ، ثُمَّ قَالَ عَطَاءٌ: وَإِنْ كَانَ بَعْضُهُمْ لَيَرَى أَنَّ الْمَسْحَ عَلَى الْقَدَمَيْنِ يُجزِئُ [3] . رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ فِطْرٍ مِثْلَهُ.

جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَعِكْرِمَةُ مُقَيَّدٌ، قُلْتُ: مَا هَذَا! قَالَ: إِنَّهُ يَكْذِبُ عَلَى أَبِي.

مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: ثَنَا الصَّلْتُ أَبُو شُعَيْبَ: سَأَلْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: مَا يَسُوؤُنِي أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ، وَلَكِنَّهُ كَذَّابٌ [4] .

قَالَ أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَدِيّ [5] : ثَنَا ابْنُ أَبِي عِصْمَةَ، ثَنَا أَبُو طَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ حُمَيْدٍ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ: كَانَ عِكْرِمَةُ مِنْ أَعْلَمَ النَّاسِ، وَلَكِنَّهُ يَرَى رَأْيَ الصُّفْرِيَّةِ، وَلَمْ يَدَعْ مَوْضِعًا إِلا خَرَجَ إِلَيْهِ: خُرَاسَانَ، وَالشَّامِ، وَالْيَمَنِ، وَمِصْرَ، وَإِفْرِيقِيَةَ، كَانَ يَأْتِي الأُمَرَاءَ فَيَطْلُبُ جَوَائِزَهُمْ. وَيُقَالُ: إِنَّمَا أَخَذَ أَهْلُ إِفْرِيقِيَةَ رَأْيَ الصُّفْرِيَّةِ [6] مِنْ عِكْرِمَةَ. قَالَ وُهَيْبٌ: شَهِدْتُ يَحْيَى بن

[1] في سير أعلام النبلاء 5/ 24 «مطر» وهو تصحيف..

[2]

في سير أعلام النبلاء: «سبق الكتاب المسح على الخفّين» .

[3]

الكامل في الضعفاء 5/ 1905.

[4]

الكامل في الضعفاء 5/ 1905.

[5]

الكامل في الضعفاء 5/ 1905- 1906.

[6]

في طبعة القدسي 4/ 159 «عن» والتصحيح عن الكامل لابن عديّ، والصّفرية: فرقة من الخوارج.

ص: 179

سَعِيدٍ الأَنْصَارِيَّ وَأَيُّوبَ السِّخْتِيَانِيَّ فَذَكَرَا عِكْرِمَةَ، فَقَالَ يَحْيَى: كَانَ كَذَّابًا، وَقَالَ أَيُّوبُ: لا.

إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ: حَدَّثَنِي مُطَرِّفٌ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَكْرَهُ أَنْ يَذْكُرَ عِكْرِمَةَ وَلا يَرَى أَنْ يُرْوَى عَنْهُ [1] . قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: مَا عَلِمْتُ أَنَّ مَالِكًا حَدَّثَ فَسَمَّى عِكْرِمَةَ إِلا فِي حَدِيثٍ [1]، وَقَالَ الشَّافِعِيُّ: قَالَ مَالِكٌ: لا أَرَى لِأَحَدٍ أَنْ يَقْبَلَ حَدِيثَ عِكْرِمَةَ.

يَحْيَى الْقَطَّانُ: حَدَّثُونِي وَاللَّهِ عَنْ أَيُّوبَ أَنَّهُ ذُكِرَ لَهُ عِكْرِمَةُ، وَأَنَّهُ لا يُحْسِنُ الصَّلاةَ، فَقَالَ أَيُّوبُ: وَكَانَ يُصَلِّي. الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّينَانِيُّ، عَنْ رِشْدِينٍ قَالَ: رَأَيْتُ عِكْرِمَةَ قَدْ أُقِيمَ فِي لَعِبِ النَّرْدِ. قَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: قَدِمَ عِكْرِمَةُ، فَأَتَاهُ أَيُّوبُ، وَسُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَيُونُسُ، فَبَيْنَا هُوَ يُحَدِّثُهُمْ، إِذْ سَمِعَ صَوْتَ غِنَاءٍ فَقَالَ: اسْكُتُوا، ثُمَّ قَالَ: قَاتَلَهُ اللَّهُ لَقَدْ أَجَادَ، فَأَمَّا سُلَيْمَانُ وَيُونُسُ فَمَا عَادَا إِلَيْهِ.

عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّ: ثَنَا خَلادُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْحَضْرَمِيُّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ قَالَ: كُنَّا بِالْمَغْرِبِ وَعِنْدَنَا عِكْرِمَةُ فِي وَقْتِ الْمَوْسِمِ، فَقَالَ عِكْرِمَةُ:

وَدِدْتُ أَنَّ بِيَدِي حَرْبَةٌ أَعْتَرِضُ بِهَا مَنْ شَهِدَ الْمَوْسِمَ، قَالَ: فَرَفَضَهُ أَهْلُ إِفْرِيقِيَةَ.

عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، عَنْ يَعْقُوبَ الْحَضْرَمِيِّ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ، وَقَفَ عِكْرِمَةُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ: مَا فِيهِ إِلا كَافِرٌ، قَالَ: وَكَانَ يَرَى رَأْيَ الإِبَاضِيَّةِ [2]، قَالَ ابْنُ الْمَدِينِيِّ: كَانَ يَرَى رَأْيَ نَجْدَةَ [3] . وَقَالَ مُصْعَبٌ الزُّبَيْرِيُّ: كان يرى

[1] الكامل في الضعفاء 5/ 1908.

[2]

انظر عنهم: الملل والنّحل للشهرستاني 1/ 134.

[3]

هو نجدة بن عامر الحروري الحنفي رأس الفرقة النجدية، انفرد عن سائر الخوارج بآراء.

(لسان الميزان 6/ 148، شذرات الذهب 1/ 76) .

والحروراء: موضع على ميلين من الكوفة، كان أول اجتماع الخوارج به. وقد برّأ العجليّ في ثقاته 339 عكرمة من التّهم التي الصقت به فقال إنّه: ثقة، وهو بريء مما يرميه الناس به من الحرورية.

ص: 180

رأي الخوارج، وادّعى على ابن عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يَرَى رَأْيَ الْخَوَارِجِ. نَقَلَهُ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ، عَنْ مُصْعَبٍ.

وَقَالَ خَالِدُ بْنُ نِزَارٍ الأَيْلِيُّ: ثَنَا عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ أَنَّ عِكْرِمَةَ كَانَ إِبَاضِيًّا.

إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أُتِيَ بِجِنَازَةِ عِكْرِمَةَ وَكُثَيْرِ عَزَّةَ بَعْدَ الْعَصْرِ [1]، فَمَا عَلِمْتُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْمَسْجِدِ حَلَّ حَبْوَتَهُ إِلَيْهِمَا. قَالَ الدَّرَاوَرْدِيُّ: مَاتَا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ فَمَا شَهِدَهُمَا إِلا سُودَانُ الْمَدِينَةِ [2] . قَالَ جَمَاعَةٌ: تُوُفِّيَا سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ. وَقَالَ الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ وَغَيْرُهُ:

سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ. وَقَالَ أَبُو نُعَيْمٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَجَمَاعَةٌ: سَنَةَ سبع، وقال يحيى بن معين والمدائني: سَنَةَ خَمْسَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ، وَأَظُنُّ هَذَا الْقَوْلَ غَلَطًا، لَمْ يَبْقَ إِلَى هَذَا التَّارِيخِ قَطُّ.

188-

(عِلْبَاءُ بْنُ أَحْمَرَ الْيَشْكُرِيُّ الْبَصْرِيُّ)[3] م ت ن ق- رَوَى عَنْ:

أَبِي زَيْدٍ عَمْرِو بْنِ أَحْطَبَ رضي الله عنه، وَعَنْ عِكْرِمَةَ.

وَعَنْهُ: عُزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ، وَدَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ، وَحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ الْمَرْوَزِيُّ، وَحُسَيْنُ بْنُ قَيْسٍ الرَّحْبِيُّ. [2] وَثَّقَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ.

189-

(عَمَّارُ بن سعد القرظ)[4] ق- بن عائذ المؤذّن. عن أبيه، وأبي هريرة.

[1] في سير أعلام النبلاء 5/ 33 «بعد الظهر» .

[2]

قال ابن سعد في طبقاته 5/ 262: «أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني خالد بن القاسم البياضي قال: مات عكرمة وكثيّر عزّة الشاعر في يوم واحد سنة خمس ومائة فرأيتهما جميعا صلّي عليهما في موضع واحد بعد الظهر في موضع الجنائز فقال الناس: مات اليوم أفقه الناس وأشعر الناس. قال: وقال غير خالد بن القاسم: وعجب الناس من اجتماعهما في الموت واختلاف رأيهما، عكرمة يظنّ أنه يرى رأي الخوارج، يكفّر بالنظرة، وكثيّر شيعيّ يؤمن بالرجعة» .

[3]

المعرفة والتاريخ 1/ 331، الجرح والتعديل 7/ 28 رقم 151، مشاهير علماء الأمصار 125 رقم 985، تهذيب الكمال 2/ 953، الكاشف 2/ 241 رقم 3925، تهذيب التهذيب 7/ 273- 274، تقريب التهذيب 2/ 30 رقم 278، خلاصة تذهيب التهذيب 270.

[4]

التاريخ الكبير 7/ 26 رقم 110، المعرفة والتاريخ 1/ 281، الجرح والتعديل 6/ 390 رقم

ص: 181

وَعَنْهُ ابْنُهُ سَعْدٍ، وَابْنُ أَخِيهِ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، وَأَبُو الْمِقْدَامِ هِشَامُ بْنُ زِيَادٍ.

190-

(عَمَّارُ بْنُ سَعْدٍ التُّجِيبِيُّ)[1] أَحَدُ مَنْ شَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ، وَعُمِّرَ دَهْرًا. وَحَدَّثَ عَنْ: أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ.

وعنه: الضحاك بن شرحبيل، وعطاء بن دينار. توفي سنة خمس ومائة.

191-

(عمارة [2] بن أكيمة)[3] الليثي ثم الجندعي [4] ، حجازي. روى عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. لَمْ يَرْوِ عَنْهُ غير الزّهري. حديثه في السّنن.

192-

(عمارة بن خزيمة)[5] 4- بن ثابت الأنصاري. روى عَنْ: أَبِيهِ ذِي الشَّهَادَتَيْنِ، وَعَمِّهِ، وَعُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ، وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ.

وَعَنْهُ: الزُّهْرِيُّ، وَيَزِيدُ بْنُ الْهَادِ، وَعَمْرُو بْنُ خُزَيْمَةَ الْمُزَنِيُّ، وَأَبُو جعفر

[2172،) ] تهذيب الكمال 2/ 996، المغني في الضعفاء 2/ 459 رقم 4376، ميزان الاعتدال 3/ 165 رقم 5988، الكاشف 2/ 260 رقم 4051، جامع التحصيل 295 رقم 548، تهذيب التهذيب 7/ 401 رقم 649، تقريب التهذيب 2/ 47 رقم 440، خلاصة تذهيب التهذيب 279.

[1]

التاريخ الكبير 7/ 27 رقم 112 (وفيه: ابن سعيد) ، الجرح والتعديل 6/ 390 رقم 2170، تهذيب الكمال 2/ 996، تهذيب التهذيب 7/ 401- 402 رقم 450، تقريب التهذيب 2/ 47 رقم 442، خلاصة تذهيب التهذيب 279.

[2]

التاريخ الكبير 498 رقم 3101، المعرفة والتاريخ 1/ 393 و 680 و 2/ 216 و 3/ 169 و 379، الجرح والتعديل 6/ 362 رقم 2002، تهذيب الكمال 2/ 999، الكاشف 2/ 262 رقم 4062، ميزان الاعتدال 3/ 173 رقم 6014، تهذيب التهذيب 7/ 410- 411 رقم 667، تقريب التهذيب 2/ 49 رقم 457، خلاصة تذهيب التهذيب 280.

[3]

بضم الألف وفتح الكاف وسكون الياء وفتح الميم.

[4]

الجندعي: بضم الجيم وسكون النون وفتح الدال المهملة وكسر العين المهملة نسبة إلى جندع، وهو بطن من ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة. (اللباب 1/ 295) .

[5]

تاريخ خليفة 336، التاريخ الكبير 6/ 498 رقم 3103، تاريخ الثقات 353 رقم 1211، المعرفة والتاريخ 1/ 380 و 3/ 371، الجرح والتعديل 6/ 365 رقم 2011، مشاهير علماء الأمصار 69 رقم 478، تهذيب الكمال 2/ 1000، الكاشف 2/ 262 رقم 4068، تهذيب التهذيب 7/ 416 رقم 674، تقريب التهذيب 2/ 49 رقم 364، خلاصة تذهيب التهذيب 280.

ص: 182

الْخَطْمِيُّ [1] عُمَيْرُ بْنُ يَزِيدَ. وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ. تُوُفِّيَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ.

193-

عُمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ [2] عُمَرُ بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ، أَحَدُ فُحُولِ الشُّعَرَاءِ بِالْحِجَازِ.

وَفَدَ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، وَامْتَدَحَهُ، فَوَصَلَهُ بِمَالٍ عَظِيمٍ لِشَرَفِهِ وَبَلاغَةِ نَظْمِهِ، وَوَفَدَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ. وَحدث عن سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ.

وَقِيلَ: إِنَّهُ وُلِدَ فِي زَمَنِ عُمَرَ رضي الله عنه.

رَوَى عَنْهُ: مُصْعَبُ بْنُ شَيْبَةَ، وَعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، وَأَخْشَى أَنْ تَكُونَ رِوَايَةُ عَطَّافٍ عَنْهُ مُنْقَطِعَةٌ، فَمَا أَرَاهُ بَقِيَ إِلَى حُدُودِ الْعِشْرِينَ وَمِائَةٍ، فَإِنَّهُ مِنْ طَبَقَةِ جَرِيرٍ وَالْفَرَزْدَقِ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ الرُّقَيَّاتِ.

حَكَى الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ بَعَثَ إِلَى عُمَرَ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيِّ، وَإِلَى جَمِيلِ بْنِ مَعْمَرٍ الْعُذْرِيِّ، وَإِلَى كُثَيِّرِ عَزَّةَ، وَأَوْقَرَ نَاقَةً

[1] الخطميّ: بفتح الخاء وسكون الطاء المهملة. نسبة إلى بطن من الأنصار، هم بنو خطمة بن جشم بن مالك. (اللباب 1/ 453) .

[2]

الشعر والشعراء 2/ 457- 462 رقم 99، عيون الأخبار 4/ 109، الكامل في الأدب 1/ 172 و 378 و 2/ 168، نسب قريش 319، المعارف 73، الأخبار الموفقيات 283، أنساب الأشراف 1/ 421 و 433 وق 3/ 47 وق 4 ج 1/ 578 و 608، الأمالي، انظر فهرس الأعلام 4/ 170) ، الزاهر للأنباري (انظر فهرس الأعلام 2/ 647) ، العقد الفريد (انظر فهرس الأعلام 7/ 136) ، ثمار القلوب 223 و 508 و 617، الأغاني 1/ 61- 248، الفرج بعد الشدة 3/ 10 و 147 و 4/ 402 و 407 و 408 و 410، ربيع الأبرار 1/ 156 و 4/ 54 و 259 و 265 و 273 و 291 و 334 و 405 و 422 و 460، أمالي المرتضى (راجع فهرس الشعراء 2/ 592) ، وفيات الأعيان 3/ 436- 439 رقم 490، الموشح 201، سرح العيون 198، زهر الآداب 246- 257، شرح شواهد المغني 11، معاهد التنصيص 3/ 172، خزانة الأدب 1/ 240، شذرات الذهب 1/ 101، معجم الشعراء في لسان العرب 295 رقم 743، الجرح والتعديل 6/ 119، العقد الثمين 6/ 311- 329، النجوم الزاهرة 1/ 247، البداية والنهاية 9/ 92، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 15، الوافي بالوفيات 22/ 492- 501 رقم 350، حذف من نسب قريش 70، الجرح والتعديل 6/ 119، بدائع البدائه 26 و 62 المقاصد النحويّة 1/ 314، حاشية على شرح بانت سعاد 1/ 369.

ص: 183

ذَهَبًا وَفِضَّةً، ثُمّ قَالَ: لَيُنْشِدَنِي كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ ثَلاثَةَ أَبْيَاتٍ، فَأَيُّكُمْ كَانَ أَغْزَلَ شِعْرًا، فَلَهُ النَّاقَةُ وَمَا عَلَيْهَا. فَقَالَ عُمَرُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ:

فَيَا لَيْتَ أَنِّي حَيْثُ تَدْنُو مَنِيَّتِي

شَمَمْتُ الَّذِي مَا بَيْنَ عَيْنَيْكِ وَالْفَمِ

وَلَيْتَ طَهُورِي كَانَ رِيقُكِ كُلَّهُ

وَلَيْتَ حَنُوطِي مِنْ مُشَاشِكِ وَالدَّمِ

وَلَيْتَ سُلَيْمَى فِي الْمَنَامِ ضَجِيعَتِي

لَدَى الْجَنَّةِ الْخَضْرَاءِ أَوْ فِي جَهَنَّمَ [1]

وَقَالَ جَمِيلٌ:

حَلَفْتُ يَمِينًا يَا بُثَيْنَةُ صَادِقًا

فَإِنْ كُنْتُ فِيهَا كَاذِبًا فَعَمِيتُ

حَلَفْتُ لَهَا بِالْبُدْنِ تُدْمِي نُحُورَهَا

لَقَدْ شَقِيَتْ نَفْسِي بِكُمْ وَعَيِيتُ

وَلَوْ أَنَّ رَاقِي الْمَوْتِ يَرْقِي جَنَازَتِي

بِمَنْطِقِهَا فِي النَّاطِقِينَ حَيِيتُ [2]

فَقَالَ كُثَيِّرٌ:

بِأَبِي وَأُمِّي أَنْتِ مِنْ مَعْشُوقَةٍ [3]

ظَفِرَ الْعَدُوُّ بِهَا [4] فَغَيَّرَ حَالَهَا

وَمَشَى إِلَيَّ بِبَيْنِ [5] عَزَّةَ نِسْوَةٌ

جَعَلَ الْمَلِيكُ خُدُودَهُنَّ نِعَالَهَا

لَوْ أَنَّ عَزَّةَ خَاصَمَتْ شَمْسَ الضُّحَى

فِي الْحُسْنِ عِنْدَ مُوَفَّقٍ لَقَضَى لَهَا [6]

فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ: خُذِ النَّاقَةَ يَا صَاحِبَ جَهَنَّمَ. وَكَانَ يُقَالُ: مَنْ أَرَادَ رِقَّةَ الْغَزَلِ وَالنَّسِيبِ فَعَلَيْهِ بِشِعْرِ عُمَرَ بْنِ أبي ربيعة. ومن شعره رَوَاهُ الأَنْبَارِيُّ:

لَبِثُوا ثَلاثَ مِنًى بِمَنْزِلِ قَلْعَةٍ [7]

وَهُمُ عَلَى عَرَضٍ [8] لَعَمْرُكَ مَا هُمُ

مُتَجَاوِرِينَ بِغَيْرِ دَارِ إِقَامَةٍ

لَوْ قَدْ أَجَدَّ رَحِيلُهُمْ [9] لم يندموا

[1] راجع الاختلاف في الأبيات، في الأمالي 3/ 67.

[2]

راجع الأمالي 3/ 66 ففيه البيت الثاني غير المذكور هنا.

[3]

في الأمالي وديوان ابن أبي ربيعة «مظلومة» .

[4]

في الأمالي والديوان: «طبن العدوّ لها» .

[5]

في الأمالي والديوان: «سعى إليّ بصرم.

[6]

في الأمالي قدّم الثالث على الثاني.

[7]

في الأغاني 1/ 277 «غيطة» .

[8]

في الأغاني 1/ «سفر» .

[9]

في الأصل «أجرر حبلهم» ، وفي الأغاني «أجدّ تفرّق» .

ص: 184

وَلَهُنَّ بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ لُبَانَةٌ

وَالْبَيْتُ يَعْرِفُهُنّ لَوْ يتكلم

لو كان حيا قبلهن ظعائنا

حيا الْحَطِيمُ وُجُوهَهُنَّ وَزَمْزَمُ [1]

لَكِنَّهُ مِمَّا يَطِيفُ بِرُكْنِهِ

مِنْهُنَّ صَمَّاءُ الصَّدَا مُسْتَعْجَمُ

وَكَأَنَّهُنَّ وَقَدْ صَدَرْنَ عَشِيَّةً

بِيضٌ بِأَكْنَافِ الْخِيَامِ مُنَظَّمُ [2]

وَفِي كِتَابِ النَّسَبِ لِلزُّبَيْرِ بْنِ بَكَّارٍ لِعُمَرَ بْنِ أَبي رَبِيعَةَ:

نَظَرْتُ إِلَيْهَا بِالْمُحَصِّبِ مِنْ مِنَى

وَلِي نَظَرٌ لَوْلا التَّحَرُّجُ عَارِمُ

فَقُلْتُ: أَشُمُسٌ أَمْ مَصَابِيحُ بَيْعَةٍ

بَدَتْ لَكَ تَحْتَ [3] السِّجْفِ أَمْ أَنْتَ حَالِمُ

بَعِيدَةُ مَهْوَى الْقُرْطِ إِمَّا لَنَوْفَلٌ

أَبُوهَا وَإِمَّا عَبْدُ شَمْسٍ وَهَاشِمٌ

فَلَمْ أَسْتَطِعْهَا غَيْرَ أَنْ قَدْ بَدَا لَنَا

عَشِيَّةَ رَاحَتْ وَجْهُهَا وَالْمَعَاصِمُ [4]

قَالَ الزُّبَيْرُ: وَثَنَا سَلَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ جُنْدُبٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:

أَنْشَدَ ابْنُ أَبِي عَتِيقٍ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ، قَوْلَ عُمَرَ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيِّ:

أَيُّهَا الرَّاكِبُ الْمُجِدُّ ابْتِكَارَا

قَدْ قَضَى مِنْ تِهَامَةَ الأَوْطَارَا

إِنْ يَكُنْ قَلْبُكَ الْغَدَاةَ جَلِيدَا

فَفُؤَادِي بِالْحُبِّ أَمْسَى مُعَارَا [5]

لَيْتَ ذَا الدَّهْرِ كَانَ حَتْمًا عَلَيْنَا

كُلَّ يَوْمَيْنِ حِجَّةً وَاعْتِمَارَا

فَقَالَ سَعِيدٌ: لَقْد كَلَّفَ الْمُسْلِمِينَ شَطَطًا. وَرَوَى الأَصْمَعِيُّ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ: إِنِّي قَدْ أَنْشَدْتُ مِنَ الشِّعْرِ مَا بَلَغَكَ، وَرَبُّ هَذِهِ الْبُنَيَّةِ مَا حَلَلْتُ إِزَارِي عَلَى فَرْجٍ حَرَامٍ قَطُّ. وَرُوِيَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ غَزَا الْبَحْرَ، فَاحْتَرَقَتْ سَفِينَتُهُ وَاحْتَرَقَ، رحمه الله.

[1] الأبيات الأربعة في الأغاني بتقديم وتأخير (1/ 277) وانظر 1/ 281- 282، والبيتان 3 و 4 في سير أعلام النبلاء 5/ 150.

[2]

البيت في الأغاني 1/ 281.

وكأنّهنّ وقد حسرن لواغبا

بيض بأكناف الحطيم مركّم

[3]

في الأغاني 1/ 127 «خلف» .

[4]

الأبيات مع غيرها في الأغاني 1/ 127.

[5]

البيت في الأغاني 1/ 167.

من يكن قلبه صحيحا سليما

ففؤادي بالخيف أمسى معارا

ص: 185

194-

(عُمَرُ بْنُ خَلْدَةَ)[1] قَاضِي الْمَدِينَةِ فِي خِلافَةِ عَبْدِ الْمَلِكِ، لِهِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْمَخْزُومِيِّ أَمِيرِ الْمَدِينَةِ، وَكَانَ رَجُلا مَهِيبًا عَفِيفًا، لَمْ يَرْتَزِقْ عَلَى الْقَضَاءِ شَيْئًا [2] . قَالَ رَبِيعَةُ الرَّأْيُ: كَانَ يَقْضِي فِي الْمَسْجِدِ [3] . وَقَالَ مَالِكٌ:

كَانَ ابْنُ خَلْدَةَ قَاضِي عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَغَيْرُه يَقْضُونَ فِي الْمَسْجِدِ، وَكَانَ ابْنُ خَلْدَةَ يَجْلِسُ مَعَ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ، وَمَعَ رَبِيعَةَ، فَكَانُوا يَقُولُونَ: آذَيْتَنَا وَأَبْرَمْتَنَا، فَيَقُولُ: لا تُقِيمُونِي مِنْ عِنْدِكُمْ دَعُونِي أَتَحَدَّثُ مَعَكُمْ، فَإِذَا جَاءَ الْخَصْمَانِ تَحَوَّلْتُ إِلَيْهِمَا ثُمَّ عُدْتُ [4] . وَذَكَرَ الْوَاقِدِيُّ، عَنِ ابن أبي ذِئْبٍ قَالَ:

حَضَرْتُ عُمَرَ بْنَ خَلْدَةَ يَقُولُ لِخَصْمٍ: اذْهَبْ يَا خَبِيثُ فَاسْجُنْ نَفْسَكَ، فَذَهَبَ الرَّجُلُ وَلَيْسَ مَعَهُ حَرَسِيٌّ، وَتَبِعْنَاهُ وَنَحْنُ صِبْيَانُ حَتَّى أَتَى السَّجَّانَ فَحَبَسَ نَفْسَهُ [5] .

195-

(عُمَرُ بْنُ عبد الله بن عروة)[6] خ م ن- بن الزّبير، تُوُفِّيَ شَابًّا.

رَوَى الْقَلِيلَ عَنْ جَدِّهِ.

وَعَنْهُ: ابْنُ جُرَيْجٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ.

وكان ثقة خيارا.

[1] الطبقات لخليفة 257، التاريخ الكبير 6/ 152 رقم 1999، المعرفة والتاريخ 1/ 556 و 671، تاريخ أبي زرعة 1/ 427، الجرح والتعديل 6/ 106 رقم 559، تهذيب الكمال 2/ 1008، ميزان الاعتدال 3/ 192 رقم 6094، الكاشف 2/ 268 رقم 4110، تهذيب التهذيب 7/ 442- 443 رقم 728، تقريب التهذيب 2/ 54 رقم 417، خلاصة تذهيب التهذيب 282، الطبقات الكبرى 5/ 279، الفقيه والمتفقه 2/ 269.

[2]

الطبقات الكبرى 5/ 279.

[3]

الطبقات.

[4]

انظر: المعرفة والتاريخ 1/ 671.

[5]

الطبقات الكبرى 5/ 279.

[6]

الطبقات لخليفة 267، التاريخ الكبير 6/ 167 رقم 2056، المعرفة والتاريخ 1/ 436، الجرح والتعديل 6/ 117 رقم 634، تهذيب الكمال 2/ 1015، الكاشف 2/ 273 رقم 4145، تهذيب التهذيب 7/ 469 رقم 780، تقريب التهذيب 2/ 58 رقم 466، خلاصة تذهيب التهذيب 284، جمهرة نسب قريش 273- 274.

ص: 186

196-

عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ [1] ابْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ بْن عَبْد شَمْسِ بْن عَبْد مَناف بْن قُصَيِّ بْنِ كِلابٍ، أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَبُو حَفْصٍ الْقُرَشِيُّ الأُمَوِيُّ رضي الله عنه وَأَرْضَاهُ. وُلِدَ بِالْمَدِينَةِ سَنَةَ سِتِّينَ، عام تُوُفِّيَ مُعَاويَة أو بعده بسنة، وَأُمُّهُ هِيَ أُمُّ عَاصِمِ بِنْتُ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. رَوَى عَنْ: أَبِيهِ، وأنس،

[1] سيرة عمر بن عبد العزيز لابن عبد الحكم، الطبقات الكبرى 5/ 330- 408، نسب قريش (انظر فهرس الأعلام 461) ، تاريخ خليفة (انظر فهرس الأعلام 569) ، التاريخ الكبير 6/ 174- 175 رقم 2079، المعارف (انظر فهرس الأعلام 751) ، المعرفة والتاريخ 1/ 568- 620، تاريخ أبي زرعة (انظر فهرس الأعلام 2/ 949- 950) ، التاريخ لابن معين 2/ 432، المحبّر لابن حبيب (انظر فهرس الأعلام 678) ، التاريخ الصغير 117، الكنى والأسماء 1/ 151، تاريخ اليعقوبي 2/ 301- 302، أنساب الأشراف 1/ 16 و 561 و 576، جمهرة أنساب العرب 105- 106، العيون والحدائق 3/ 37- 64، الكامل في الأدب 1/ 87- 91 و 123 و 139- 141 و 214 و 268 و 305 و 375 و 401- 404 و 2/ 380، الأخبار الموفقيات (انظر فهرس الأعلام 676) ، تاريخ الرسل والملوك 6/ 565- 573، الجرح والتعديل 6/ 122 رقم 663، المراسيل 136- 137 رقم 242، مشاهير علماء الأمصار 178 رقم 1411، الأغاني 9/ 254- 268، ثمار القلوب 74 و 96 و 494، ربيع الأبرار (انظر فهرس الأعلام 4/ 538) ، الفخري في الآداب السلطانية 129- 130، أمالي المرتضى (انظر فهرس الأعلام 2/ 592) ، مروج الذهب 4/ 192- 205، البدء والتاريخ 6/ 45- 47، العنوان للمنبجي 2/ 357- 358، حلية الأولياء 5/ 253- 353 رقم 323، التذكرة الحمدونية 1/ 145- 152، الكامل في التاريخ 5/ 54- 67، طبقات الفقهاء 64، سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي، تهذيب الكمال 2/ 1016- 1018، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 17- 24 رقم 8، تحفة الأشراف 13/ 319- 321 رقم 1220، صفة الصفوة 2/ 113- 127 رقم 172، خلاصة الذهب المسبوك 18- 25، نهاية الأرب 21/ 355- 365، دول الإسلام 1/ 69- 71، الكاشف 2/ 275 رقم 4154، تذكرة الحفّاظ 1/ 118- 121 رقم 104، سير أعلام النبلاء 5/ 114- 148 رقم 48، العبر 1/ 120، فوات الوفيات 3/ 133- 135 رقم 375، جامع التحصيل 297 رقم 559، البداية والنهاية 9/ 192- 219، مرآة الجنان 1/ 208- 211، الوفيات لابن قنفذ 103 رقم 101، سيرة عمر بن عبد العزيز للآجري، العقد الثمين 6/ 331، غاية النهاية 1/ 593، تهذيب التهذيب 7/ 475- 478 رقم 790، تقريب التهذيب 2/ 59- 60 رقم 476، النجوم الزاهرة 1/ 246، تاريخ الخلفاء 228- 246، خلاصة تذهيب التهذيب 284، شذرات الذهب 1/ 119- 121، شفاء الغرام 2/ 420، تاريخ الخميس 2/ 354- 355، أخبار الدول 138- 140.

ص: 187

وعبد الله بْن جَعْفَر بْن أَبِي طَالِب، وابن قارظ، وأرسل عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَخَوْلَةَ بِنْتِ حُكَيْمٍ، وَرَوَى أَيْضًا عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، وَيُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلامٍ، وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَالرَّبِيعِ بْنِ سَبْرَةَ، وَطَائِفَةٍ.

وَعَنْهُ: أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحَدُ شُيُوخِهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَالزُّهْرِيُّ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَمُسْلِمَةُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَرَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ زَيْدٍ، وَيَعْقُوبُ بْنُ عُتْبَةَ، وَوَلَدَاهُ: عَبْدُ اللَّهِ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ. وَكَانَتْ خِلافَتُهُ تِسْعَةً وَعِشْرِينَ شَهْرًا، كَأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ.

قَالَ الْخُرَيْبِيُّ: وُلِدَ عَامَ قُتِلَ الْحُسَيْنُ رضي الله عنه.

وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ الْخُطَبِيُّ: رَأَيْتُ صِفَتَهُ فِي كِتَابٍ: أَبْيَضَ، رَقِيقَ الْوَجْهِ، جَمِيلا، نَحِيفَ الْجِسْمِ، حَسَنَ اللِّحْيَةِ، غَائِرَ الْعَيْنَيْنِ، بِجَبْهَتِهِ أَثَرٌ حَافِرِ دَابَّةٍ، وَلِذَلِكَ سُمِّيَ أَشَجُّ بَنِي أُمَيَّةَ، وَقَدْ وَخَطَّهُ الشَّيْبُ. قَالَ ثَرْوَانُ مَوْلَى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: إِنَّهُ دَخَلَ إِلَى إِصْطَبْلِ أَبِيهِ وَهُوَ غُلامٌ، فَضَرَبَهُ فَرَسُهُ فَشَجَّهُ، فَجَعَلَ أَبُوهُ يَمْسَحُ عَنْهُ الدَّمَ وَيَقُولُ: إِنْ كُنْتَ أَشَجَّ بَنِي أُمَيَّةَ إِنَّكَ لَسَعِيدٌ [1] .

رَوَاهُ ضَمْرَةُ عَنْهُ.

نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ، عَنْ ضِمَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَكَى وَهُوَ غُلامٌ، فَقَالَتْ أُمُّهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: ذِكْرُ الْمَوْتِ- وَكَانَ قَدْ جَمَعَ الْقُرْآنَ وَهُوَ غُلامٌ صَغِيرٌ- فَبَكَتْ أُمُّهُ.

سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، عَنْ يَعْقُوبَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مَرْوَانَ أَمِيرَ مِصْرَ بَعَثَ ابْنَهُ عُمَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ يَتَأَدَّبُ بِهَا، وَكَتَبَ إِلَى صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ أَنْ يَتَعَاهَدَهُ، وَكَانَ يَخْتَلِفُ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ يَسْمَعُ مِنْهُ الْعِلْمَ، فَبَلَغَهُ أَنَّ عُمَرَ يَنْتَقِصُ عَلِيًّا، فَقَالَ لَهُ: مَتَى بَلَغَكَ أَنَّ اللَّهَ سَخَطَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ بَعْدَ أَنْ رَضِيَ عَنْهُمْ! فَفَهِمَ، وَقَالَ: مَعْذِرَةً إِلَى اللَّهِ وَإِلَيْكَ لا أَعُودُ [2] .

[1] الطبقات الكبرى 5/ 331.

[2]

المعرفة والتاريخ 1/ 568.

ص: 188

وَقَالَ غَيْرَهُ: لَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ الْعَزِيزِ، طَلَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى دِمَشْقَ، فَزَوَّجُوهُ بِابْنَتِهِ فَاطِمَةَ، وَكَانَ الَّذِينَ يَعِيبُونَ عُمَرَ مِنْ حُسَّادِهِ لا يَعِيبُونَهُ إِلا بِالإِفْرَاطِ فِي التَّنَعُّمِ وَالاخْتِيَالِ فِي الْمِشْيَةِ، هَذَا قَبْلَ الإِمَرَةِ، فَلَمَّا وُلِّيَ الْوَلِيدُ الْخِلافَةَ، أَمَّرَ عُمَرَ عَلَى الْمَدِينَةِ، فَوُلِيَهَا مِنْ سَنَةِ سِتٍّ وَثَمَانِينَ، إِلَى سَنَةِ ثَلاثٍ وَتِسْعِينَ، وَعُزِلَ، فَقَدِمَ الشَّامَ، ثُمَّ إِنَّ الْوَلِيدَ عَزَمَ عَلَى أَنْ يَعْزِلَ أَخَاهُ سُلَيْمَانَ مِنَ الْعَهْدِ وَأَنْ يَجْعَلَ وَلِيَّ عَهْدِهِ وَلَدَهُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ الْوَلِيدِ، فَأَطَاعَهُ كَثِيرٌ مِنَ الأَشْرَافِ طَوْعًا وَكَرْهًا، وَصَمَّمَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَامْتَنَعَ، فَطَيَّنَ عَلَيْهِ الْوَلِيدُ، كَمَا ذَكَرْنَا فِي تَرْجَمَةِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.

قَالَ أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الأَحَدِ بْنُ اللَّيْثِ الْفِتْيَانِيُّ: سَمِعْتُ مَالِكًا يَقُولُ: أَتَى فَتَيَانِ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالُوا: إِنَّ أَبَانَا تُوُفِّيَ وَتَرَكَ مَالا عِنْدَ عَمِّنَا حُمَيْدٍ الأَمَجِيِّ [1] ، فَأَحْضَرَهُ عُمَرُ، وَقَالَ لَهُ: أَنْتَ الْقَائِلُ:

حُمَيْدٌ الَّذِي أَمَجٌ دَارُهُ

أَخُو الْخَمْرِ ذُو الشَّيْبَةِ الأَصْلَعُ [2]

أَتَاهُ الْمَشِيبُ عَلَى شُرْبِهَا

فَكَانَ كَرِيمًا فَلَمْ يَنْزَعُ [3]

قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: مَا أَرَانِي إِلا حَادُّكَ، أَقْرَرْتُ بِشُرْبِهَا، وَأَنَّكَ لَنْ تَنْزَعَ عَنْهَا، قَالَ: أَيْنَ يُذْهَبُ بِكَ، أَلَمْ تَسْمَعِ اللَّهَ يَقُولُ: وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ. أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ. وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ 26: 224- 226 [4] قَالَ: أَوْلَى لَكَ يَا حُمَيْدُ مَا أَرَاكَ إِلا قَدْ أُفْلِتَّ، وَيْحَكَ يَا حُمَيْدُ، كَانَ أَبُوكَ رَجُلا صَالِحًا وَأَنْتَ رَجُلُ سَوْءٍ، قَالَ: أصلحك الله وأيّنا يشبه أباه، كان أبوك

[1] الأمجي: بفتح الألف والميم. والأمج في اللغة: العطش. وهو بلد من أعراض المدينة بينها وبين مكة على أميال من قديد. (معجم ما استعجم 1/ 190، معجم البلدان 1/ 249، الروض المعطار 30) .

[2]

أورد المبرّد هذا البيت في الكامل في الأدب بضم العين في آخره (1/ 148) .

[3]

البيتان في معجم ما استعجم للبكري 1/ 191 بالضمّ في الآخر، وأوردهما ياقوت مع بيت ثالث بكسر الآخر (معجم البلدان 1/ 250) ، والبيتان أيضا في الروض المعطار 30 (انظر في المصادر مادّة «أمج» ) وفيها «علاه» بدل «أتاه» .

[4]

سورة الشعراء، الآية 224- 226.

ص: 189

رجل سوء، وأنت رجل صالح، قَالَ: إِنَّ هَؤُلاءِ زَعَمُوا أَنَّ أَبَاهُمْ تُوُفِّيَ وَتَرَكَ مَالا عِنْدَكَ، قَالَ: صَدَقُوا، وَأَحْضَرَهُ بِخَتْمِ أَبِيهِمْ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ أَبَاهُمْ مَاتَ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا، وَكُنْتُ أُنْفِقُ عَلَيْهِمْ مِنْ مَالِي، وَهَذَا مَالُهُمْ، قَالَ: مَا أَحَدٌ أَحَقُّ أَنْ يَكُونَ عِنْدَهُ مِنْكَ، فَامْتَنَعَ [1] .

وَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ: قَالَ أَنَسٌ رضي الله عنه: مَا صَلَّيْتُ وَرَاءَ إِمَامٍ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَشْبَهَ صَلاةً بِرَسُولِ اللَّهِ مِنْ هَذَا الْفَتَى، يَعْنِي عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَكَانَ عُمَرَ أَمِيرًا عَلَى الْمَدِينَةِ، قَالَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ: فَكَانَ يُتِمُّ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ، وَيُخَفِّفُ الْقِيَامَ وَالْقُعُودَ. رَوَاهُ الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ [2] .

قَالَ عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ الْمُلائِيُّ: سُئِلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الحسين، عن عمر ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَقَالَ: هُوَ نَجِيبُ بَنِي أُمَيَّةَ، وَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً وَحْدَهُ [3] . قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:

كَانَتِ الْعُلَمَاءُ مَعَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ تَلامِذَةً [4] . أَبُو مُصْعَبٍ، عَنْ مَالِكٍ:

بَلَغَنِي أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ حِينَ خَرَجَ مِنَ الْمَدِينَةِ، الْتَفَتَ إِلَيْهَا وَبَكَى، ثُمّ قَالَ: يَا مُزَاحِمُ أَتَخْشَى أَنْ نَكُونَ مِمَّنْ نَفَتْهُ الْمَدِينَةُ؟

مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: سَمَرْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَيْلَةً فَقَالَ: كُلُّ مَا حُدِّثْتُ اللَّيْلَةَ قَدْ سَمِعْتُهُ، وَلَكِنَّكَ حَفِظْتَ وَنَسِيتُ. قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بن

[1] راجع الخبر في: معجم ما استعجم 1/ 190- 191، معجم البلدان 1/ 250، الروض المعطار 30- 31.

[2]

أخرجه النسائي 2/ 166 في الافتتاح، باب تخفيف القيام والقراءة من طريق قتيبة، عن الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قال: دخلنا على أنس بن مالك، فقال: صلّيتم؟ قلنا:

نعم، قال: يا جارية هلمّي إليّ وضوءا، ما صلّيت وراء إمام أشبه صلاته بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ إمامكم هذا، قال زيد: وكان عمر بن عبد العزيز يتم الركوع والسجود، ويخفف القيام والقعود. إسناده حسن.

[3]

انظر: حلية الأولياء 5/ 254.

[4]

المعرفة والتاريخ 1/ 607، سيرة عمر لابن الجوزي 27.

ص: 190

الْمَاجِشُونِ: ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: يَا آلِ عُمَرَ، كُنَّا نَتَحَدَّثُ- وَفِي لَفْظٍ: يَزْعَمُ النَّاسُ- أَنَّ الدُّنْيَا لا تَنْقَضِي حَتَّى يَلِي رَجُلٌ مِنْ آلِ عُمَرَ، يَعْمَلُ مِثْلَ عَمَلِ عُمَرَ، قَالَ: فَكَانَ بِلالُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بِوَجْهِهِ شَامَةٌ، وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُ هُوَ، حَتَّى جَاءَ اللَّهُ بِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أُمُّهُ بِنْتُ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ.

قَالَ التِّرْمِذِيُّ فِي تَارِيخِهِ: ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثَنَا عَفَّانُ بْنُ عُثْمَانُ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ لاحِقٍ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ، عَنْ نَافِعٍ: بَلَغَنَا أَنَّ عُمَرَ قَالَ: إِنَّ مِنْ وَلَدِي رَجُلا بِوَجْهِهِ شَيْنٌ، يَلِي فَيَمْلَأُ الأَرْضَ عَدْلا، قَالَ نَافِعٌ: فَلا أَحْسِبُهُ إِلا عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ.

مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ: لَيْتَ شِعْرِي مَنْ هَذَا الَّذِي مِنْ وَلَدِ عُمَرَ فِي وَجْهِهِ عَلامَةٌ، يَمْلَأُ الأَرْضَ عَدْلا [1] !.

أيّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَزَّانُ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالا: ثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى، عَنْ رِيَاحِ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ: خَرَجَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى الصَّلاةِ، وَشَيْخٌ مُتَوَكِّئٌ عَلَى يَدِهِ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: إِنَّ هَذَا لَشَيْخٌ جَافٍ، فَلَمَّا صَلَّى وَدَخَلَ لَحِقْتُهُ، فَقُلْتُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ، مِنَ الشَّيْخِ الّذي كان يتّكئ عَلَى يَدِكَ؟ قَالَ: يَا رِيَاحُ رَأَيْتَهُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: مَا أَحْسِبُكَ إِلا رَجُلا صَالِحًا، ذاك أخي الخضر، أتاني فأعلمني أنّي سَأَلِي أَمْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ، وَأَنِّي سَأَعْدِلُ فِيهَا [2] . رواته ثقات [3] .

[1] حلية الأولياء 5/ 254.

[2]

المعرفة والتاريخ 1/ 577، حلية الأولياء 5/ 254، سيرة عمر بن عبد العزيز لابن عبد الحكم ص 32- 33، وفيه أن المتحدّث هو «مزاحم» وليس «رياح بن عبيدة» ، والخبر أيضا في سيرة عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي- ص 43، والبداية والنهاية 1/ 333- 334، الإصابة 1/ 446 وسيرة عمر للآجريّ- ورقة 3 ب.

[3]

إلّا أن «محمد بن عبد العزيز» المعروف بالرملي، فمجروح عند العلماء كما يقول ابن الجوزي، فهو يروي عن القاسم بن غصن الّذي يروي أيضا المناكير عن المشاهير ويقلب.

ص: 191

جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنْ هَزَّانَ بْنِ سَعِيدٍ: حَدَّثَنِي رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ قَالَ: لَمَا ثَقُلَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، رَآنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي الدَّارِ فَقَالَ: يَا رَجَاءُ، أُذَكِّرُكَ اللَّهَ أَنْ تُذَكِّرَنِي أَوْ تُشِيرَ بِي، فو الله مَا أَقْدَرُ عَلَى هَذَا الأَمْرِ، فَانْتَهَرْتُهُ وَقُلْتُ: إِنَّكَ لَحَرِيصٌ عَلَى الْخِلافَةِ، أَتَطْمَعُ أَنْ أُشِيرَ عَلَيْهِ بِكَ، فَاسْتَحْيَا، وَدَخَلْتُ، فَقَالَ لِي سُلَيْمَانُ: يَا رَجَاءُ، مَنْ تَرَى لِهَذَا الأَمْرِ؟ قُلْتُ:

اتَّقِ اللَّهَ، فَإِنَّكَ قَادِمٌ عَلَى رَبِّكَ وَسَائِلُكَ عَنْ هَذَا الأَمْرِ، وَمَا صَنَعْتَ فِيهِ، قَالَ: فَمَنْ تَرَى؟ قُلْتُ: عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ. قَالَ: كَيْفَ أَصْنَعُ بِعَهْدِ عَبْدِ الْمَلِكِ إِلَيَّ، وَإِلَى الْوَلِيدِ فِي ابْنَيْ عَاتِكَةٌ، أَيُّهُمَا بَقِيَ؟ قُلْتُ تَجْعَلُهُ مِنْ بَعْدِهِ، قَالَ: أَصَبْتَ، هَاتِ صَحِيفَةً، فَكَتَبَ عَهْدَ عُمَرَ، وَيَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ مِنْ بَعْدِهِ، ثُمَّ دَعَوْتُ رِجَالا فَدَخَلُوا عَلَيْهِ، فَقَالَ: عَهْدِي فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ مَعَ رَجَاءٍ، اشْهَدُوا وَاخْتُمُوا الصَّحِيفَةَ، فَمَا لَبَثَ أَنْ مَاتَ، فَكَفَفْتُ النِّسَاءَ عَنِ الصِّيَاحِ، وَخَرَجْتُ إِلَى النَّاسِ، فَقَالُوا: كَيْفَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ؟ قُلْتُ: لَمْ يَكُنْ مُنْذُ اشْتَكَى أَسْكَنَ مِنْهُ السَّاعَةَ، قَالُوا: للَّه الْحَمْدُ.

الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حسان الكناني قال: لما مرض سليمان بدابق، قال لرجاء بن حيوة: من لِلأَمْرِ أَسْتَخْلِفُ ابْنَيْ؟ قَالَ: ابْنُكَ غَائِبٌ، قَالَ: فَالآخَرُ، قَالَ: صَغِيرٌ، قَالَ: فَمَنْ تَرَى؟ قَالَ: أَرَى أَنْ تَسْتَخْلِفَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ، قَالَ: أَتَخَوَّفُ بَنِي عَبْدِ الْمَلِكِ! قَالَ: وَلِّ عُمَرَ، وَمِنْ بَعْدِهِ يَزِيدَ، وَاخْتُمِ الْكِتَابَ، وَتَدْعُوهُمْ إِلَى بَيْعَتِهِ مَخْتُومًا، قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتَ، ائْتِنِي بِقِرْطَاسٍ، فَدَعَا بِقِرْطَاسٍ، وَكَتَبَ الْعَهْدَ، وَدَفَعَهُ إِلَى رجاء، وقال:

اخرج إلى الناس فليبايعوا على مَا فِيهِ مَخْتُومًا، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ، فَامْتَنَعُوا، فَقَالَ:

انْطَلِقْ إِلَى صَاحِبِ الْحَرَسِ وَالشُّرَطِ فَاجْمَعِ النَّاسَ وَمُرْهُمْ بِالْبَيْعَةِ، فَمَنْ أَبَى فَاضْرِبْ عُنُقَهُ، فَفَعَلَ، فَبَايَعُوا عَلَى مَا فِي الْكِتَابِ، قَالَ رَجَاءٌ: فَبَيْنَا أَنَا رَاجِعٌ إِذَا بِمَوْكِبِ هِشَامٍ، فَقَالَ: تَعْلَمُ مَوْقِعَكَ مِنَّا، وَإِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ صنع شيئا

[ () ] الأسانيد. (المجروحين لابن حبان 2/ 213) .

ص: 192

مَا أَدْرِي مَا هُوَ، وَأَنَا أَتَخَوَّفُ أَنْ يَكُونَ قَدْ أَزَالَهَا عَنِّي، فَإِنْ يَكُنْ عَدَلَهَا عني فأعلمني ما دام في الأمر نفس، قُلْتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، يَسْتَكْتِمُنِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَمْرًا أطلعك عليه، لا يكون ذا أبدا! قال: فَأَدَارَنِي وَأَلاحَنِي، فَأَبَيْتُ عَلَيْهِ، وَانْصَرَفَ، فَبَيْنَا أَنَا أَسِيرُ، إِذْ سَمِعْتُ جَلَبَةً خَلْفِي، فَإِذَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَقَالَ لِي: يَا رَجَاءُ إِنَّهُ قَدْ وَقَعَ فِي نَفْسِي أَمْرٌ كَبِيرٌ أَتَخَوَّفُ أَنْ يَكُونَ هَذَا الرَّجُلُ قَدْ جَعَلَهَا إلي، ولست أقوم بهذا الشأن، فأعلمني ما دام في الأمر نفس، لعلي أتخلص منه مَا دَامَ حَيًّا، قُلْتُ سُبْحَانَ اللَّهِ، يَسْتَكْتِمُنِي أمير المؤمنين أمرا أطلعك عليه! فأدارني وَأَلاحَنِي، فَأَبَيْتُ عَلَيْهِ، وَثَقُلَ سُلَيْمَانُ، وَحُجِبَ النَّاسُ، فَلَمَّا مَاتَ أَجْلَسْتُهُ وَسَنَّدْتُهُ وَهَيَّأْتُهُ، وَخَرَجْتُ إِلَى الناس، فقالوا: كيف أصبح أمير المؤمنين؟ قلت: أَصْبَحَ سَاكِنًا، وَقَدْ أَحَبَّ أَنْ تُسَلِّمُوا عَلَيْهِ وَتُبَايِعُوا بَيْنَ يَدَيْهِ، وَأَذِنْتُ لِلنَّاسِ، فَدَخَلُوا، وَقُمْتُ عِنْدَهُ، فَقُلْتُ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَأْمُرُكُمْ بِالْوُقُوفِ، ثم أخذت الكتاب من عنده، وتقدّمت إليهم، وَقُلْتُ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُبَايِعُوا عَلَى مَا فِي هَذَا الْكِتَابِ، فَبَايَعُوا وَبَسَطُوا أَيْدِيهِمْ، فَلَمَّا بَايَعْتُهُمْ وَفَرَغْتُ، قُلْتُ لَهُمْ: آجَرَكُمُ اللَّهُ فِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، قَالُوا: فَمَنْ؟ فَفَتَحْتُ الْكِتَابَ، فَإِذَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَتَغَيَّرَتْ وجوه بني عبد الملك، فلما قرءوا:«بَعْدَهُ يَزِيدُ» فَكَأَنَّهُمْ تَرَاجَعُوا، فَقَالُوا: أَيْنَ عُمَرُ؟

فَطَلَبُوهُ، فَإِذَا هُوَ فِي الْمَسْجِدِ، فَأَتَوْا فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ بِالْخِلافَةِ، فَعُقِرَ بِهِ فَلَمْ يَسْتَطِعِ النُّهُوضَ، حَتَّى أَخَذُوا بِضَبْعَيْهِ فَأَصْعَدُوهُ الْمِنْبَرَ، فَجَلَسَ طَوِيلا لا يَتَكَلَّمُ، فَلَمَّا رَآهُمْ رَجَاءُ جَالِسِينَ، قَالَ: أَلا تَقُومُونَ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَتُبَايِعُونَهُ، فَنَهَضُوا إليه فبايعوه رجلا رجلا، ومد يده إليهم، فَصَعَدَ إِلَيْهِ هِشَامٌ، فَلَمَّا مَدَّ يَدَهُ إِلَيْهِ قَالَ: يَقُولُ هِشَامٌ إِنَّا للَّه وَإِنَّا إِلَيْهِ راجعون، فقال: عمر إنّا للَّه حِينَ صَارَ يَلِي هَذَا الأَمْرَ أَنَا وَأَنْتَ، ثُمَّ قَامَ فَحَمِدَ اللَّهَ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي لَسْتُ بِقَاضٍ وَلَكِنِّي مُنَفِّذٌ، وَلَسْتُ بِمُبْتَدِعٍ، وَلَكِنِّي مُتَّبِعٌ، وَإِنَّ مَنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الأَمْصَارِ إِنْ أَطَاعُوا كَمَا أَطَعْتُمْ فَأَنَا وَالِيكُمْ، وَإِنْ أَبَوْا فَلَسْتُ لَكُمْ بِوَالٍ، ثُمَّ نَزَلَ يَمْشِي، فَأَتَاهُ صَاحِبُ الْمَرَاكِبِ، فَقَالَ: مَا هَذَا! قَالَ: مَرْكَبُ

ص: 193

الْخِلافَةِ، قَالَ: لا، ائْتُونِي بِدَابَّتِي، ثُمَّ إِنَّهُ كَتَبَ إِلَى الْعُمَّالِ فِي الأَمْصَارِ، قَالَ رَجَاءٌ: كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّهُ سَيَضْعُفُ، فَلَمَّا رَأَيْتُ صُنْعَهُ فِي الْكِتَابِ عَلِمْتُ أَنَّهُ سَيَقْوَى [1] .

قَالَ عُمَرُ بْنُ مُهَاجِرٍ: صَلَّى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَغْرِبَ، ثُمَّ صَلَّى عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ وَغَيْرُهُ: وَذَلِكَ يَوْمُ الْجُمْعَةِ عَاشِرُ صَفَرٍ سَنَةَ تِسْعٍ.

قُلْتُ: وَكَانَ عُمَرُ فِي خِلافَةِ سُلَيْمَانَ كَالْوَزِيرِ لَهُ.

أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: ثَنَا سُفْيَانُ: حَدَّثَنِي مَنْ شَهِدَ دَابِقَ، وَكَانَ مُجْتَمَعَ غَزْوِ النَّاسِ، فَمَاتَ سُلَيْمَانُ، وَكَانَ رَجَاءٌ صَاحِبَ مَشُورَتِهِ وَأَمْرِهِ، فَأَعْلَمَ النَّاسَ بِمَوْتِهِ، وَصَعَدَ الْمِنْبَرَ، وَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ كَتَبَ كِتَابًا وَعَهِدَ عَهْدًا وَمَاتَ، أَفَسَامِعُونَ أَنْتُمْ مُطِيعُونَ؟ قَالُوا: نَعَمْ، وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: نَسْمَعُ وَنُطِيعُ إِنْ كَانَ فِيهِ اسْتِخْلافُ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: فَجَذَبَهُ النَّاسُ حَتَّى سَقَطَ وَقَالُوا: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا، فَقَالَ رَجَاءٌ: قُمْ يَا عُمَرُ، فَقَالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ إنّ هذا لأمر مَا سَأَلْتُهُ اللَّهَ قَطُّ. وَعَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: لَمَّا انْصَرَفَ عُمَرُ عَنْ قَبْرِ سُلَيْمَانَ، قَدَّمُوا لَهُ مَرَاكِبَ سُلَيْمَانَ، فَقَالَ:

فَلَوْلا التُّقَى ثُمَّ النُّهَى خشْيَةَ الرَّدَى

لَعَاصَيْتُ فِي حُبِّ الصِّبَى كُلَّ زَاجِرِ

قَضَى مَا قَضَى فيما مضى ثُمَّ لا تُرَى

لَهُ صَبْوَةٌ أُخْرَى اللَّيَالِي الْغَوَابِرِ

لا قُوَّةَ إِلا باللَّه، قَدِّمُوا بَغْلَتِي [2] خَالِدُ بْنُ مِرْدَاسٍ: ثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: شَهِدْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ حِينَ جَاءَهُ أَصْحَابُ الْمَرَاكِبِ يَسْأَلُونَهُ الْعُلُوفَةَ وَرِزْقَ خَدَمِها، قال: ابعث بها

[1] راجع تاريخ الرسل والملوك للطبري 6/ 550- 553، وانظر بعض خطبة عمر في حلية الأولياء 5/ 295- 296، والطبقات الكبرى 250- 251، المعرفة والتاريخ 1/ 574- 575، سيرة عمر لابن الجوزي- ص 56، وسيرة عمر للآجرّي- ورقة 8 ب.

[2]

صفة الصفوة 2/ 113، والبيتان في الطبقات لابن سعد 5/ 340.

ص: 194

إِلَى أَمْصَارِ الشَّامِ يَبِيعُونَهَا فِيمَنْ يَزِيدُ، وَاجْعَلْ أَثْمَانَهَا فِي مَالِ اللَّهِ، تَكْفِينِي بَغْلَتِي هَذِهِ الشَّهْبَاءُ.

سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ: ثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عن عمرو بن زاذان مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ لَهُ، إذا رجع من جنازة سليمان: ما لي أَرَاكَ مُغْتَمًّا؟ قَالَ: لَمِثْلُ مَا أَنَا فِيهِ فَلْيُغْتَمُّ، لَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الأُمَّةِ إِلا وَأَنَا أُرِيدَ أَنْ أُوصِلَ إِلَيْهِ حَقَّهُ غَيْرَ كَاتِبٍ إِلَيَّ فِيهِ، وَلا طَالِبَهُ مِنِّي.

إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ، أَنَّ عُمَرَ بن عبد العزيز لما استخلف قام في النَّاسِ، فَحَمَدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ لا كِتَابَ بَعْدَ الْقُرْآنِ، ولا نَبِيَّ بَعْدَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، أَلا وَإِنِّي لَسْتُ بِقَاضٍ، وَلَكِنِّي مُنَفِّذٌ، وَلَسْتُ بِمُبْتَدِعٍ، وَلَكِنِّي مُتَّبِعٌ، إِنَّ الرَّجُلَ الْهَارِبَ مِنَ الإِمَامِ الظَّالِمِ لَيْسَ بِظَالِمٍ، أَلا لا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ. رَوَاهُ مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، وَزَادَ فِيهِ: لَسْتُ بِخَيْرٍ مِنْ أَحَدٍ مِنْكُمْ، وَلَكِنِّي أَثْقَلُكُمْ حِمْلا.

أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ الرَّمْلِيُّ: ثَنَا يُونُسُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، يَكْتُبُ إِلَيْهِ بِسِيرَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي الصَّدَقَاتِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ بِالَّذِي سَأَلَ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ: إِنَّكَ إِنْ عَمِلْتَ بِمِثْلِ عَمَلِ عُمَرَ فِي زَمَانِهِ، وَرِجَالِهِ فِي مِثْلِ زَمَانِكَ وَرِجَالِكَ، كُنْتَ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرًا مِنْ عُمَرَ.

حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ أَنَّ رَجُلا جَاءَ إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي النَّوْمِ، وَأَبُو بَكْرٍ عَنْ يَمِينِهِ، وَعُمَرُ عَنْ شِمَالِهِ، فَإِذَا رَجُلانِ يَخْتَصِمَانِ، وَأَنْتَ بَيْنَ يَدَيْهِ جَالِسٌ، فَقَالَ لَكَ: يَا عُمَرُ إِذَا عَمِلْتَ فَاعْمَلْ بِعَمَلِ هَذَيْنِ- لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ- فَاسْتَحْلَفَهُ عُمَرُ باللَّه لَرَأَيْتَ هَذَا؟

فَحَلَفَ لَهُ، فَبَكَى. وَرُوِيَتْ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ، وَأَنَّ الرَّائِيَ عُمَرَ نَفْسَهُ. قال ميمون ابن مِهْرَانَ: إِنَّ اللَّهَ يَتَعَاهَدُ النَّاسَ بِنَبِيٍّ بَعْدَ نَبِيٍّ، وَإِنَّ اللَّهَ تَعَاهَدَ النَّاسَ

ص: 195

بِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.

حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ لَمَّا اسْتُخْلِفَ بَكَى، فَقَالَ: يَا أَبَا فُلانُ أَتَخْشَى عَلَيَّ؟ قَالَ: كَيْفَ حُبُّكَ لِلدِّرْهَمِ؟ قَالَ: لا أُحِبُّهُ، قَالَ: لا تَخَفْ فَإِنَّ اللَّهَ سَيُعِينُكَ [1] .

جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: جَمَعَ عُمَرُ بن عبد العزيز بني مَرْوَانَ حِينَ اسْتُخْلِفَ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَتْ لَهُ فَدَكٌ [2] يُنْفِقُ مِنْهَا، وَيَعُودُ مِنْهَا عَلَى صَغِيرِ بَنِيهِمْ، وَيُزَوِّجُ مِنْهَا أَيِّمَهُمْ، وَإِنَّ فَاطِمَةَ رضي الله عنها سَأَلَتْهُ أَنْ يَجْعَلَهَا لَهَا، فَأَبَى، فَكَانَتْ كَذَلِكَ حَيَاةُ أَبِي بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرَ، قَالَ: ثُمَّ أَقْطَعَهَا مَرْوَانُ، ثُمَّ صَارَتْ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَرَأَيْتُ أَمْرًا مَنَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاطِمَةَ، لَيْسَ لِي بِحَقٍّ، وَإِنِّي أُشْهِدُكُمْ إِنِّي قَدْ رَدَدْتُهَا عَلَى مَا كَانَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاطِمَةَ، لَيْسَ لِي بِحَقٍّ، وإنّي أشهدكم أنّي رَدَدْتُهَا عَلَى مَا كَانَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ قَالَ: فَلَمَّا وُلِّيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بَدَأَ بِلُحْمَتِهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، فَأَخَذَ مَا بِأَيْدِيهِمْ، وَسَمَّى أَمْوَالَهُمْ مَظَالِمَ، فَفَزَعَتْ بَنُو أُمَيَّةَ إِلَى عَمَّتِهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ مَرْوَانَ، فَأَتَتْهُ لَيْلا، فَأَنْزَلَهَا عَنْ دَابَّتِهَا، فلما أخذت مجلسها قالت: يَا عَمَّةُ أَنْتِ أَوْلَى بِالْكَلامِ فَتَكَلَّمِي، قَالَتْ: تَكَلَّمْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ نَبِيَّهُ رَحْمَةً، ثُمَّ اخْتَارَ لَهُ مَا عِنْدَهُ، فَقَبَضَهُ اللَّهُ، وَتَرَكَ لَهُمْ نَهْرًا شُرْبُهُمْ سَوَاءٌ، ثُمَّ قَامَ أَبُو بَكْرٍ، فَتَرَكَ النَّهْرَ عَلَى حَالِهِ، ثُمَّ وُلِّيَ عُمَرُ، فَعَمِلَ عَمَلَ صَاحبِهِ، ثُمَّ لَمْ يَزَلِ النَّهْرُ يَشُقُّ مِنْهُ يَزِيدُ، وَمَرْوَانُ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ، وَالْوَلِيدُ، وَسُلَيْمَانُ، حَتَّى أَفْضَى الأَمْرُ إِلَيَّ، وَقَدْ يَبِسَ النَّهْرُ الأَعْظَمُ، وَلَنْ يُرْوَى أَصْحَابُ النَّهْرِ الأَعْظَمِ حَتَّى يَعُودَ النّهر إلى ما كان عليه،

[1] في سيرة عمر لابن الجوزي 180 «سيغيثك» .

[2]

فدك: بالتحريك. قرية بالحجاز بينها وبين المدينة يومان وقيل ثلاثة، في عصر ياقوت.

(معجم البلدان 4/ 238) .

ص: 196

فَقَالَتْ: حَسْبُكَ قَدْ أَرَدْتُ كَلامَكَ وَمُذَاكَرَتَكَ، فَأَمَّا إِذَا كَانَتْ مَقَالَتُكَ هَذِهِ، فَلَسْتُ بِذَاكِرَةٍ لَكَ شَيْئًا، فَرَجَعْت إِلَيْهِمْ فَأَبْلَغَتْهُمْ كَلامَهُ.

هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ: ثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ، عَنْ فُرَاتِ بن سليمان، عن ميمون ابن مِهْرَانَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقُولُ: لَوْ أَقَمْتُ فِيكُمْ خَمْسِينَ عَامًا مَا اسْتَكْمَلْتُ فِيكُمُ الْعَدْلَ، إِنِّي لَأُرِيدُ الأَمْرَ فَأَخَافُ أَنْ لا تَحْمِلَهُ قُلُوبُكُمْ، فَأُخْرِجُ مِنْهُ طَمَعًا مِنْ طَمَعِ الدُّنْيَا، فَإِنْ أَنْكَرَتْ قُلُوبُكُمْ هَذَا سَكَنَتْ إِلَى هَذَا.

ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، قُلْتُ لِطَاوُسٍ: هُوَ الْمَهْدِيُّ؟ يَعْنِي عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: هُوَ مَهْدِيٌّ وَلَيْسَ بِهِ، إِنَّهُ لَمْ يَسْتَعْمِلِ الْعَدْلَ كُلَّهُ. ابْنُ عَوْنٍ قَالَ: كَانَ ابْنُ سِيرِينَ إِذَا سُئِلَ عَنِ الطَّلَاءِ قَالَ: نَهَى عَنْه إِمَامُ هُدًى، يَعْنِي عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ.

حَرْمَلَةُ: سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ: الْخُلَفَاءُ خَمْسَةً: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَقَدْ وَرَدَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ نَحْوُهُ.

ابن وهب: حدّثني ابن زَيْدٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَسِيدٍ قَالَ: وَاللَّهِ مَا مَاتَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلَ يَجِيءُ بِالْمَالِ الْعَظِيمِ فَيَقُولُ: اجْعَلُوا هَذَا حَيْثُ تَرَوْنَ، فَمَا يَبْرَحُ حَتَّى يَرْجِعَ بِمَالِهِ كُلِّهِ، قَدْ أَغْنَى عُمَرُ النَّاسَ.

سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ: ثَنَا جُوَيْرِيَةُ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى فَاطِمَةَ ابْنَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَأَثْنَتْ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَتْ: لَوْ كَانَ بَقِيَ لَنَا مَا احْتَجْنَا بَعْدُ إِلَى أَحَدٍ.

إِبْرَاهِيمُ الْجَوْزَجَانِيُّ: ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الأَسَدِيُّ: ثَنَا عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ، حَدَّثَنِي عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، حَدَّثَتْنِي فَاطِمَةُ امْرَأَةُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّهَا دَخَلَتْ عَلَيْهِ وَهُوَ جَالِسٌ فِي مُصَلاهُ تَسِيلُ دُمُوعُهُ عَلَى لِحْيَتِه، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلِشَيءٍ حَدَثَ؟ قَالَ: يَا فَاطِمَةُ إِنِّي تَقَلَّدْتُ مِنْ أَمْرِ أُمَّةِ مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم أَسْوَدَهَا وَأَحْمَرَهَا، فَتَفَكَّرْتُ فِي الْفَقِيرِ الْجَائِعِ، وَالْمَرِيضِ الضَّائِعِ، وَالْعَارِي

ص: 197

الْمَجْهُودِ [1] ، وَالْمَظْلُومِ الْمَقْهُورِ، وَالْغَرِيبِ الأَسِيرِ، وَالشَّيْخِ الْكَبِيرِ، وَذِي الْعِيَالِ الْكَثِيرِ، وَالْمَالِ الْقَلِيلِ، وَأَشْبَاهِهِمْ فِي أَقْطَارِ الأَرْضِ وَأَطْرَافِ الْبِلادِ، فَعَلِمْتُ أَنَّ رَبِّي سَائِلِي عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَخَشِيتُ أَنْ لا تَثْبُتُ لِي حُجَّةً، فَبَكَيْتُ..

الْفِرْيَابِيُّ: ثَنَا الأَوْزَاعِيُّ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ جَالِسًا فِي بَيْتِهِ، وَعِنْدَهُ أَشْرَافُ بَنِي أُمَيَّةَ، فَقَالَ: تُحِبُّونَ أَنْ أُوَلِّيَ كُلَّ رَجُلٍ مِنْكُمْ جُنْدًا؟ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ: لِمَ تَعْرِضْ عَلَيْنَا مَا لا تَفْعَلُهُ! قَالَ: تَرَوْنَ بِسَاطِي هَذَا، إِنِّي لأَعْلَمُ أَنَّهُ يَصِيرُ إِلَى بِلًى وَفَنَاءٍ، وَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ تُدَنِّسُوهُ بِأَرْجُلِكُمْ، فَكَيْفَ أُوَلِّيكُمْ دَيْنِي، أُوَلِّيكُمْ أَعْرَاضَ الْمُسْلِمِينَ وَأَبْشَارَهُمْ، هَيْهَاتَ لَكُمْ هَيْهَاتَ! فَقَالُوا لَهُ:

لِمَ، أَمَا لَنَا حَقٌّ؟ قَالَ: مَا أَنْتُمْ وَأَقْصَى رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ عِنْدِي فِي هَذَا الأَمْرِ إِلا سَوَاءَ، إِلا رَجُلا مِنَ الْمُسْلِمِينَ حَبَسَهُ عَنِّي طُولُ شُقَّتِهِ [2] .

حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ: أَنْبَأَ حُمَيْدٌ قَالَ: أَمَلَّ عَلَيْنَا الْحَسَنُ رِسَالَةً إِلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَأَبْلَغَ، ثُمَّ شَكَا الْحَاجَةَ وَالْعِيَالَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ لا تُهَجِّنْ هَذَا الْكِتَابَ بِالْمَسْأَلَةِ، اكْتُبْ هَذَا فِي غَيْرِ ذَا، قَالَ: دَعْنَا مِنْكَ، فَأَمَرَ بِعَطَائِهِ، قَالَ:

قُلْتُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ اكْتُبْ إِلَيْهِ فِي الْمَشُورَةِ فَإِنَّ أَبَا قِلابَةَ قَالَ: كَانَ جِبْرِيلُ يَنْزِلُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالْوَحْيِ، فَمَا مَنَعَهُ ذَلِكَ أَنْ أَمَرَهُ اللَّهُ بِالْمَشُورَةِ، فَقَالَ: نَعَمْ، فَكَتَبَ بِالْمَشُورَةِ، فَأَبْلَغَ فِيهَا أَيْضًا.

أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُعَاقِبَ رَجُلا حَبَسَهُ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ، ثُمَّ عَاقَبَهُ، كَرَاهِيَةَ أَنْ يَعْجَلَ فِي أَوَّلِ غَضَبِهِ.

مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ الْحِمْصِيُّ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ سُوَيْدٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ صَلَّى بِهُمُ الْجُمْعَةَ، ثُمَّ جَلَسَ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ مَرْقُوعُ الْجَيْبِ مِنْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعْطَاكَ، فَلَوْ لبست،

[1] في البداية والنهاية زيادة: «واليتيم المكسور والأرملة الوحيدة» .

[2]

راجع حلية الأولياء 5/ 270- 271.

ص: 198

فَنَكَّسَ مَلِيًّا ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: أُفَضِّلُ الْقَصْدَ عِنْدَ الْجِدَّةِ، وَأُفَضِّلُ الْعَفْوَ عِنْدَ الْمَقْدِرَةِ [1] .

سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ:

إِنَّ نَفْسِي نَفْسٌ تَوَّاقَةٌ، لَمْ تُعْطَ مِنَ الدُّنْيَا شَيْئًا إِلا تَاقَتْ إِلَى مَا هُوَ أَفْضَلُ مِنْهُ.

قَالَ سَعِيدٌ: يُرِيدُ الْجَنَّةَ [2] .

حَمَّادُ بْنُ وَاقِدٍ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ: النَّاسُ يَقُولُونَ: إِنِّي زَاهِدٌ، إِنَّمَا الزَّاهِدُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الَّذِي أَتَتْهُ الدُّنْيَا فَتَرَكَهَا.

الَفِسَوِيُّ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: دَعَانِي الْمَنْصُورُ قَالَ: كَمْ كَانَتْ غَلَّةُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ حِينَ أَفْضَتْ إِلَيْهِ الْخِلافَةُ؟ قُلْتُ: خَمْسُونَ أَلْفَ دِينَارٍ، فَقَالَ: كَمْ كَانَتْ غَلَّتُهُ يَوْمَ مَاتَ؟ قُلْتُ: مَا زَالَ يَرُدُّهَا حَتَّى كَانَتْ مِائَتَيْ دِينَارٍ [3] . وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَنْ مُسْلِمَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَإِذَا عَلَيْهِ قَمِيصٌ وَسِخٌ فَقُلْتُ لامْرَأَتِهِ فَاطِمَةَ، وَهِيَ أُخْتُ مُسْلِمَةَ، اغْسِلُوا قَمِيصَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَتْ: نَفْعَلُ [4] ، ثُمَّ عُدْتُ فَإِذَا الْقَمِيصُ عَلَى حَالِهِ، فَقُلْتُ لَهَا! فَقَالَتْ: وَاللَّهِ مَا لَهُ قَمِيصٌ غَيْرُهُ [5] .

إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ، قَالَ: كَانَتْ نَفَقَةُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ كُلَّ يَوْمٍ دِرْهَمَيْنِ.

سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ عَوْنِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ قَالَ: دَخَلَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ

[1] الطبقات الكبرى 5/ 402.

[2]

قال في سير أعلام النبلاء 5/ 134: «فلما أعطيت مالا أفضل منه في الدنيا، تاقت إلى ما هو أفضل منه، يعني الجنّة» .

[3]

قارن الخبر بما في حلية الأولياء 5/ 257، ففيه أن غلّة عمر كانت أربعين ألف دينار، ثم قلّت إلى أربعمائة دينار. وانظر ج 5/ 258، وفي المعرفة والتاريخ 1/ 605 رواية- أخرى.

[4]

في الأصل «نقعد» وهو تصحيف.

[5]

الطبقات الكبرى 5/ 297، سيرة عمر لابن عبد الحكم 50، المعرفة والتاريخ 1/ 600، سيرة عمر لابن الجوزي 153، صفة الصفوة 2/ 120.

ص: 199

عَلَى زَوْجَتِهِ فَقَالَ: عِنْدَكِ دِرْهَمٌ نَشْتَرِي بِهِ عِنَبًا؟ قَالَتْ: لا، أَنْتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ لا تَقْدِرُ عَلَى دِرْهَمٍ! قَالَ: هَذَا أَهْوَنُ مِنْ مُعَالَجَةِ الْأَغْلَالِ فِي جَهَنَّمَ [1] .

يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ: ثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ: ثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكَاهِلِيُّ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَلْبِسُ الْفَرْوَةَ الْكُبُلَ [2] ، وَكَانَ سِرَاجُ بَيْتَهُ عَلَى ثَلاثِ قَصَبَاتٍ، فَوْقَهُنَّ طِينٌ. وَعَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ قَالَ: أَمَرَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ غُلامَهَ أَنْ يُسَخِّنَ لَهُ مَاءً، فَانْطَلَقَ فَسَخَّنَ قُمْقُمًا فِي مَطْبَخِ الْعَامَّةِ، فَأَمَرَهُ عُمَرُ أَنْ يَأْخُذَ بِدِرْهَمٍ حَطَبًا يَضَعَهُ فِي الْمَطْبَخِ [3] .

ابْنُ الْمُبَارَكِ فِي «الزُّهْدِ» [4] : أَنْبَأَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَشِيطٍ: ثنا سليمان بن حميد، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ نَافِعٍ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمَلِكِ، فَقَالَ لَهَا: أَخْبِرِينِي عَنْ عُمَرَ، قَالَتْ: مَا اغْتَسَلَ مِنْ جَنَابَةٍ مُنْذُ اسْتُخْلِفَ [5] .

يَحْيَى بْنُ حمزة: ثنا عمرو بن مهاجر أن عمر بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ يُسْرِجُ عَلَيْهِ الشَّمْعَةَ مَا كَانَ فِي حَوَائِجِ الْمُسْلِمِينَ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ حَوَائِجِهِمْ أَطْفَأَهَا، ثُمَّ أَسْرَجَ عَلَيْهِ سِرَاجَهُ [6] .

خالد بن مرداس: ثَنَا الْحَكَمُ قَالَ: كَانَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ثَلاثُمِائَةُ حَرَسِيٍّ، وَثَلاثُمِائَةُ شُرَطِيٍّ، فَشَهِدْتُهُ يَقُولُ لِحَرَسِهِ: إِنَّ لِي عَلَيْكُمْ بِالْقَدَرِ حَاجِزًا، وَبِالأَجَلِ حَارِسًا، مَنْ أَقَامَ مِنْكُمْ فَلَهُ عَشَرَةُ دَنَانِيرَ، ومن شاء فليلحق بأهله.

[1] حلية الأولياء 5/ 259.

[2]

في: النهاية في غريب الحديث: الكبل: فرو كبير. وفي البداية والنهاية: كان يلبس الفروة الغليظة.

[3]

انظر الخبر مطوّلا في: المعرفة والتاريخ 1/ 579.

[4]

ص 311 رقم 890.

[5]

والخبر في حلية الأولياء 5/ 259، وسيرة عمر لابن عبد الحكم 52، ولابن الجوزي 58.

[6]

المعرفة والتاريخ 1/ 579.

ص: 200

إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُهَاجِرٍ قَالَ: اشْتَهَى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ تُفَّاحًا، فَأَهْدَى لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ تُفَّاحًا، فَقَالَ: مَا أَطْيَبَ رِيحَهُ وَأَحْسَنَهُ، ارْفَعْهُ يَا غُلامُ لِلَّذِي أَتَى بِهِ، وَأَقْرِئْ فُلانًا السَّلامَ، وَقُلْ لَهُ: إِنَّ هَدِيَّتَكَ وَقَعَتْ عِنْدَنَا بِحَيْثُ نُحِبُّ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، ابْنُ عَمِّكَ وَرَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ، وَقَدْ بَلَغَكَ أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَأْكُلُ الْهَدِيَّةَ، فَقَالَ: وَيْحَكَ، إِنَّ الْهَدِيَّةَ كَانَتِ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم هَدِيَّةً، وَهِيَ الْيَوْمِ لَنَا رِشْوَةٌ.

ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: قَالَ لِي رَجَاءُ بْنُ حَيْوَةَ: مَا أَكْمَلَ مُرُوءَةَ أَبِيكَ، سَمُرْتُ عِنْدَهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَعَشِي السِّرَاجُ، فَقَالَ لِي: مَا تَرَى السِّرَاجَ قَدْ عَشِيَ، قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: وَإِلَى جَانِبِه وَصِيفٌ رَاقِدٌ، قُلْتُ: أَلا أُنَبِّهُهُ؟ قَالَ: لا، قُلْتُ: أَفَلا أَقُومُ؟ قَالَ: لَيْسَ مِنْ مُرُوءَةِ الرَّجُلِ اسْتِخْدَامُهُ ضَيْفَهُ، فَقَامَ إِلَى بَطَّةِ الزَّيْتِ وَأَصْلَحَ السِّرَاجَ، ثُمَّ رَجَعَ، وَقَالَ: قُمْتُ وَأَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَرَجَعْتُ وَأَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ [1] .

حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ رَجَاءٍ أَبِي الْمِقْدَامِ الرَّمْلِيِّ، عَنْ نُعَيْمٍ كَاتِبِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ عُمَرَ قَالَ: إِنَّهُ لَيَمْنَعُنِي مِنْ كَثِيرٍ مِنَ الْكَلامِ مَخَافَةُ الْمُبَاهَاةِ [2] .

سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ: ثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، ثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ حُكَيْمٍ: قَالَتْ لِي فَاطِمَةُ امْرَأَةُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِنَّهُ يَكُونُ فِي النَّاسِ مَنْ هُوَ أَكْثَرُ صَلاةً وَصِيَامًا مِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَطُّ أَشَدَّ فَرَقًا مِنْ رَبِّهِ مِنْ عُمَرَ، كَانَ إِذَا صَلَّى الْعِشَاءَ قَعَدَ فِي مَسْجِدِهِ، ثُمَّ يَرْفَعُ يَدَيْهِ، فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى تَغْلِبَهُ عَيْنُهُ، ثُمَّ يَنْتَبِهُ، فَلا يَزَالُ يَدْعُو رَافِعًا يَدَيْهِ يَبْكِي حَتَّى تَغْلِبَهُ عَيْنُهُ [3] . رَوَى مثله

[1] المعرفة والتاريخ 1/ 577- 578.

[2]

الزهد لابن المبارك 44 رقم 137.

[3]

حلية الأولياء 5/ 260، المعرفة والتاريخ 1/ 571 وفيه «حتى تغلبه عينه» .

ص: 201

ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، وَزَادَ: يَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ لَيْلَةِ أَجْمَعَ [1] .

هِشَامُ بْنُ الْغَازِ [2]، عَنْ مَكْحُولٍ قَالَ: لَوْ حَلَفْتُ لَصَدَقْتُ، مَا رَأَيْتُ أَزْهَدَ وَلا أَخْوَفَ للَّه مِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ.

أَبُو جَعْفَرٍ الرَّمْلِيُّ: ثَنَا النَّضْرُ بْنُ عَرَبِيٌّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَكَانَ لا يَكَادُ يَبْكِي، إِنَّمَا هُوَ يَنْتَفِضُ أَبَدًا، كَأَنَّ عَلَيْهِ حُزْنُ الْخَلْقِ.

الْفَسَوِيُّ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِشَامِ بْنِ يَحْيَى، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: حَدِّثْنِي، فَحَدَّثْتُهُ حَدِيثًا بَكَى مِنْهُ بُكَاءً شَدِيدًا، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَوْ عَلِمْتُ لَحَدَّثْتُكَ حَدِيثًا أَلْيَنَ مِنْهُ. قَالَ: يَا مَيْمُونُ إِنَّا نَأْكُلُ هَذِهِ الشَّجَرَةَ الْعَدَسَ، وَهِيَ مَا عَلِمْتَ، مُرِقَّةٌ لِلْقَلْبِ مُعْزِرَةٌ لِلدَّمْعَةِ، مُذِلَّةٌ لِلْجَسَدِ.

عَنْ عَطَاءٍ قَالَ: كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَجْمَعُ كُلَّ لَيْلَةٍ الْفُقَهَاءَ، فَيَتَذَاكَرُونَ الْمَوْتَ وَالْقِيَامَةَ، ثُمَّ يَبْكُونَ، حَتَّى كَأَنَّ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ جَنَازَةً.

وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ وَغَيْرِهِ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ إِذَا ذُكِرَ الْمَوْتُ اضْطَرَبَتْ أَوْصَالُهُ.

قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى [3] : حَدَّثَنِي أَرْطَأَةُ قَالَ: قِيلَ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ:

لَوْ جَعَلْتَ عَلَى طَعَامِكَ أَمِينًا لا تُغْتَالُ، وَحَرَسًا إِذَا صَلَّيْتَ، وَتَنَحَّ عَنِ الطَّاعُونَ، قَالَ: اللَّهمّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ إِنِّي أَخَافُ يَوْمًا دُونَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فلا تؤمّن خوفي.

[1] العبارة في: الزهد لابن المبارك 308 رقم 884: «فيفعل مثل ذلك ليلته أجمع» ، وانظر حلية الأولياء 5/ 260.

[2]

في الأصل «الغار» ، وهو: هشام بن الغاز بن ربيعة. أبو العباس الصيداوي المتوفى سنة 153 هـ. وكان على بيت مال أبي جعفر المنصور. (انظر ترجمته ومصادرها في كتابنا:

«موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان الإسلامي- ق 1 ج 5/ 146- 148 رقم 1771 طبعة المركز الإسلامي للإعلام والإنماء ببيروت 1984) .

[3]

هو: أبو مطيع الأطرابلسي، من أهل طرابلس الشام المتوفى بعد سنة 170 هـ. (انظر عن ترجمته ومصادرها في موسوعة علماء المسلمين

ق 1 ج 5/ 77- 85 رقم 1692) .

ص: 202

رَوَى عَنِ ابْنِ أَبِي عَبْلَةَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ: لَقِيَنِي يَهُودِيٌّ فَقَالَ:

إِنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ سَيَلِي، ثُمَّ لَقِيَنِي آخِرَ وِلايَةِ عُمَرَ، فَقَالَ: صَاحِبُكَ قَدْ سُقِيَ فَمُرْهُ فَلْيَتَدَارَكْ، فَأَعْلَمْتُ عُمَرَ، فَقَالَ: قَاتَلَهُ اللَّهُ، مَا أَعْلَمَهُ؟ لَقَدْ عَلِمْتُ السَّاعَةَ الَّتِي سُقِيتُ فِيهَا، وَلَوْ كَانَ شِفَائِي أَنْ أَمْسَحَ شَحْمَةَ أُذُنِي وَأُوتَى بِطِيبٍ فَارْفَعْهُ إِلَى أَنْفِي مَا فَعَلْتُ. رَوَاهُ النَّاسُ عَنْ ضَمْرَةَ عَنْهُ، وَلَكِنَّ بَعْضُهُمْ قَالَ:

عَمْرُو بْنُ مُهَاجِرٍ، بَدَلَ الْوَلِيدِ [1] .

مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ مُشْكَانَ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا يَقُولُ النَّاسُ فِيَّ؟ قُلْتُ: يَقُولُونَ مَسْحُورٌ، قَالَ: مَا أَنَا بِمَسْحُورٍ، ثُمَّ دَعَا غُلامًا لَهُ فَقَالَ: وَيْحَكَ مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ تُسْقِينِي السُّمَّ؟

قَالَ: أَلْفُ دِينَارٍ أُعْطِيتُهَا، عَلَى أَنْ أُعْتَقَ، قَالَ: هَاتِهَا، فَجَاءَ بِهَا، فَأَلْقَاهَا فِي بَيْتِ الْمَالِ، وَقَالَ: اذْهَبْ حَيْثُ لا يَرَاكَ أَحَدٌ.

قُلْتُ: كَانَتْ بَنُو أُمَيَّةَ قَدْ تَبَرَّمَتْ بِعُمَرَ، لِكَوْنِهِ شَدَّدَ عَلَيْهِمْ، وَانْتَزَعَ كَثِيرًا مِمَّا فِي أَيْدِيهِمْ مِمَّا قَدْ غَصَبُوهُ، وَكَانَ قَدْ أَهْمَلَ التَّحَرُّزَ، فَسَقَوْهُ السُّمَّ.

سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ: قُلْتُ لِعَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ: مَا آخِرُ مَا تَكَلَّمَ بِهِ أَبُوكَ عِنْدَ مَوْتِهِ؟ فَقَالَ: كَانَ لَهُ مِنَ الْوَلَدِ أَنَا، وَعَبْدِ اللَّهِ، وَعَاصِمٍ، وَإِبْرَاهِيمَ، وَكُنَّا أُغَيْلِمَةً، فَجِئْنَا كَالْمُسَلِّمِينَ عَلَيْهِ وَالْمُوَدِّعِينَ لَهُ، فَقِيلَ لَهُ:

تَرَكْتَ وَلَدَكَ لَيْسَ لَهُمْ مَالٌ، وَلَمْ تُؤْوِهِمْ إِلَى أَحَدٍ! فَقَالَ: مَا كُنْتُ لَأُعْطِيَهُمْ مَا لَيْسَ لَهُمْ، وَمَا كُنْتُ لِآخُذَ مِنْهُمْ حَقًّا هُوَ لَهُمْ، وَإِنَّ وَلِيِّي فِيهِمُ اللَّهُ الَّذِي يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ، وَإِنَّمَا هُمْ أَحَدُ رَجُلَيْنِ، رَجُلٌ صَالِحٌ أَوْ فَاسِقٌ، وَقِيلَ إِنَّ الَّذِي كَلَّمَهُ فِيهِ خَالُهُمْ مُسْلِمَةُ [2] .

حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، قِيلَ لِعُمَرَ بْنِ عبد العزيز: يا أمير المؤمنين،

[1] المعرفة والتاريخ 1/ 605.

[2]

صفة الصفوة 2/ 125 وفيه العبارة مختلفة، وانظر سيرة عمر لابن الجوزي 319، والمعرفة والتاريخ 1/ 620.

ص: 203

لَوْ أَتَيْتَ الْمَدِينَةَ، فَإِنْ مُتَّ دُفِنْتَ فِي مَوْضِعِ الْقَبْرِ الرَّابِعِ، مَوْضِعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: وَاللَّهِ لِأَنْ يُعَذِّبَنِي اللَّهُ بِكُلِّ عَذَابٍ إِلا النَّارَ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَعْلَمَ اللَّهُ مِنِّي أَنِّي أَرَانِي لِذَلِكَ الْمَوْضِعِ أَهْلا [1] . رَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَوْذَبٍ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ مِثْلَهُ.

جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ: حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ بْنُ حُكَيْمٍ: قَالَتْ لِي فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمَلِكِ: كُنْتُ أَسْمَعُ عُمَرَ فِي مَرَضِهِ يَقُولُ: اللَّهمّ أَخْفِ عَلَيْهِمْ أَمْرِي وَلَوْ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، فَقُلْتُ لَهُ يَوْمًا: أَلا أَخْرُجُ عَنْكَ، فَإِنَّكَ لَمْ تَنَمْ، فَخَرَجْتُ عَنْهُ، فَجَعَلْتُ أَسْمَعُهُ يَقُولُ: تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ 28: 83 [2] . مِرَارًا، ثُمَّ أَطْرَقَ فَلَبِثَ طَوِيلا لا يُسْمَعُ لَهُ حِسٌّ، فَقُلْتُ لِوَصِيفٍ: وَيْحَكَ انْظُرْ، فَلَمَّا دَخَلَ صَاحَ، فَدَخَلْتُ فَوَجَدْتُهُ مَيِّتًا، قَدْ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ عَلَى الْقِبْلَةِ، وَوَضَعَ إِحْدَى يَدَيْهِ عَلَى فِيهِ، وَالأُخْرَى عَلَى عَيْنَيْهِ [3] .

هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ الرَّقِّيُّ: ثَنَا أَبِي، ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ الرَّقِّيُّ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حَسَّانَ قَالَ: لَمَّا احْتَضَرَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: اخْرُجُوا عَنِّي، فَقَعَدَ مُسْلِمَةُ، وَفَاطِمَةُ عَلَى الْبَابِ، فَسَمِعُوهُ يَقُولُ: مَرْحَبًا بِهَذِهِ الْوُجُوهِ، لَيْسَتْ بِوُجُوهِ إِنْسٍ وَلا جَانٍّ، ثُمَّ قَالَ: تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ 28: 83 الآيَةَ، ثُمَّ هَدَأَ الصَّوْتُ، فَقَالَ مُسْلِمَةُ لِفَاطِمَةَ: قَدْ قُبِضَ صَاحِبُكِ، فَدَخَلُوا فَوَجَدُوهُ قَدْ قُبِضَ [4] .

رَوَى هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ خَالِدٍ الرَّبَعِيِّ قال: إنّا نجد في التّوراة أنّ

[1] سيرة عمر لابن الجوزي 323، الطبقات الكبرى 5/ 404، المعرفة والتاريخ 1/ 608.

[2]

سورة القصص، الآية 83.

[3]

حلية الأولياء 5/ 335، سيرة عمر لابن الجوزي 325- 326، وسيرته للآجري 83، الطبقات الكبرى 5/ 407.

[4]

راجع المصادر السابقة.

ص: 204

السّماوات وَالأَرْضَ تَبْكِي عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ أربعين صَبَاحًا [1] . جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِشَامٍ قَالَ: لَمَّا جَاءَ نَعْيُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: مَاتَ خَيْرُ النَّاسِ [2] . سُلَيْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الأَقْطَعِ: ثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ الْخَصِيُّ غُلامُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: بَعَثَنِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِدِينَارَيْنِ إِلَى أَهْلِ الدَّيْرِ، فَقَالَ: إِنْ بِعْتُمُونِي مَوْضِعَ قَبْرِي، وَإِلا تَحَوَّلْتُ عَنْكُمْ [3] .

ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مَالِكٍ، أَنَّ صَالِحَ بْنَ عَلِيٍّ لَمَّا قَدِمَ الشَّامَ سَأَلَ عَنْ قَبْرِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، فَلَمْ يَجِدْ أَحَدًا يُخْبِرُهُ، حَتَّى دُلَّ عَلَى رَاهِبٍ فَقَالَ: قَبْرُ الصِّدِّيقِ تُرِيدُونَ، هُوَ فِي تِلْكَ الْمَزْرَعَةِ [4] .

مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ فِي «الطَّبَقَاتِ» [5] وَغَيْرُهُ: أَنَا عَبَّادُ بْنُ عَمْرٍو الْوَاشِجِيُّ:

ثَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ- لَقِيتُهُ مِنْ نَحْوِ خَمْسِينَ سَنَةً، وَكَانَ فَاضِلا خَيِّرًا- عَنْ يُوسُفَ بْنِ مَاهِكٍ قَالَ: بَيْنَا نَحْنُ نُسَوِّي التُّرَابَ عَلَى قَبْرِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، إِذْ سَقَطَ عَلَيْنَا كِتَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، أَمَانٌ مِنَ اللَّهِ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ مِنَ النَّارِ [6] .

الْوَلِيدُ بْنُ هِشَامٍ الْقَحْذَمِيُّ [7] ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَنَّ عُمَرَ تُوُفِّيَ يَوْمَ الْجُمْعَةِ لِخَمْسٍ بَقِينَ مِنْ رَجَبٍ، سَنَةَ إِحْدَى وَمِائَةٍ، بِدَيْرِ سَمْعَانَ، مِنْ أَعْمَالِ حِمْصٍ، وَصَلَّى عَلَيْهِ يَزِيدُ [8] بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، وهو ابن تسع وثلاثين سنة وستّة

[1] وفي سيرة عمر لابن الجوزي 329 رواية فيها «أربعين سنة» .

[2]

وفي السيرة لابن الجوزي 329 قال: «إنا للَّه وإنا إليه راجعون، يا صاحب كل خير» .

[3]

السير 323، الطبقات الكبرى 5/ 404- 405.

[4]

السيرة 331.

[5]

ج 5/ 407.

[6]

السيرة 328، وفي سير أعلام النبلاء للمؤلّف 5/ 144 قوله:«قلت» مثل هذه الآية لو تمّت لنقلها أهل ذاك الجمع، ولما انفرد بنقلها مجهول، مع أن قلبي منشرح للشهادة للعمر أنه من أهل الجنة» .

[7]

القحذمي: بفتح القاف وسكون الحاء المهملة وفتح الذال المعجمة. نسبة إلى جدّ أبي عبد الرحمن الوليد بن هشام بن قحذم القحذمي البصري. (اللباب 3/ 16) .

[8]

ويقال: مسلمة بن عبد الملك. (انظر سيرة عمر لابن الجوزي 328، سير أعلام النبلاء

ص: 205

أَشْهُرٍ. وَقَالَ أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ: تُوُفِّيَ بِدَيْرِ سَمْعَانَ، لِعَشْر بَقِينَ مِنْ رَجَبٍ، وَآخَرُونَ قَالُوا: فِي رَجَبٍ، وَلَمْ يُؤَرِّخُوا الْيَوْمَ.

وَمَنَاقِبُهُ طَوِيلَةٌ اكْتَفَيْنَا بِهَذَا.

197-

(عُمَرُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ أَفْلَحَ)[1] خ م- مَوْلَى أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ.

عَنْ: ابْنِ عُمَرَ، وَسَفِينَةَ، وَابْنِ سَفِينَةَ، وَنَافِعٍ مَوْلَى أَبِي قَتَادَةَ.

وَعَنْهُ: يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ، وَأَخُوهُ سَعْدِ بْنُ سَعِيدٍ، وَابْنُ عَوْنٍ.

قَالَ النَّسَائِيُّ: ثِقَةٌ.

198-

عُمَرُ بْنُ عُبَيْرَةَ [2] ابْنِ مُعَيَّةَ [3] بْنِ سُكَيْنٍ، أَبُو الْمُثَنَّى الْفَزَارِيُّ أَمِيرُ الْعِرَاقَيْنِ، وليهما ليزيد ابن عَبْدِ الْمَلِكِ، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ هِشَامٌ عَزَلَهُ. قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ: فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ غَزَا مُسْلِمَةُ الْقُسْطَنْطِينِيَةَ، وَكَانَ عَلَى أَهْلِ الْبَحْرِ عُمَرُ بْنُ هُبَيْرَةَ.

قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ: وَجُمِعَتْ إِمْرَةُ الْعِرَاقِ فِي أَوَّلِ سَنَةِ ثَلاثٍ وَمِائَةٍ لابْنِ هُبَيْرَةَ، فرَوَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ هُبَيْرَةَ جَمَعَ فُقَهَاءَ الْبَصْرَةِ وَالْكُوفَةِ فَقَالَ: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَكْتُبُ إِلَيَّ فِي أُمُورٍ أَعْمَلُ بها؟

[5] / 144) .

[1]

الطبقات لخليفة 265، التاريخ الكبير 6/ 188 رقم 2126، تاريخ الثقات 360 رقم 1245، الجرح والتعديل 6/ 130 رقم 706، مشاهير علماء الأمصار 133 رقم 1043، تهذيب الكمال 2/ 1022، الكاشف 2/ 277 رقم 4169، تهذيب التهذيب 7/ 493 رقم 816، تقريب التهذيب 2/ 62 رقم 499، خلاصة تذهيب التهذيب 285- 286.

[2]

تاريخ اليعقوبي 2/ 299، تاريخ خليفة 314- 315، المعارف 408، مروج الذهب 4/ 37، تاريخ الرسل والملوك 6/ 523 و 530، العيون والحدائق 3/ 31 و 75 و 81- 87، تاريخ دمشق 36/ 195- 198 (مخطوطة التيمورية) ، الكامل في التاريخ 5/ 97- 98 و 103، وفيات الأعيان 2/ 71 و 72 و 203 و 204 و 229 و 3/ 203 و 204 و 229 و 3/ 15 و 488 و 6/ 243 و 280- 282 و 313، خزانة الأدب 3/ 144، سير أعلام النبلاء 4/ 562 رقم 221.

[3]

في الأصل، وفي سير أعلام النبلاء 4/ 562 «معاوية» ، وما أثبتناه عن وفيات الأعيان 6/ 313 في ترجمة ابنه يزيد. وهو تصغير معاوية.

ص: 206

فَقَالَ الشَّعْبِيُّ: أَنْتَ مَأْمُورٌ، وَالتَّبِعَةُ عَلَى مَنْ أَمَرَكَ، فَأَقْبَلَ ابْنُ هُبَيْرَةَ عَلَى الْحَسَنِ فَقَالَ: مَا تَقُولُ؟ قَالَ: قَدْ قَالَ هَذَا، قَالَ: فَقُلْ أَنْتَ، قَالَ: اتَّقِ اللَّهَ، فَكَأَنَّكَ بِمَلَكِ الْمَوْتِ قَدْ أَتَاكَ فَاسْتَنْزَلَكَ عَنْ سَرِيرِكَ هَذَا، وَأَخْرَجَكَ مِنْ سَعَةِ قَصْرِكَ إِلَى ضِيقِ قَبْرِكَ، فَإِنَّ اللَّهَ يُنَجِّيكَ مِنْ يَزِيدَ، وَلا يُنَجِّيكَ يَزِيدُ مِنَ اللَّهِ، فَإِيَّاكَ أَنْ تعرض للَّه بِالْمَعَاصِي، فَإِنَّهُ لا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ، قَالَ: فَخَرَجَ عَطَاؤُهُمْ وَفَضَلَ الْحَسَنُ [1] .

قال ابن عون: أرسل عمر بن هبيرة إلى ابن سيرين، فأتاه فقال: كيف تركت أهل مصر؟ قَالَ: تَرَكْتُهُمْ وَالظُّلْمُ فِيهِمْ فَاشٍ، فَغَضِبَ، وَأَبُو الزِّنَادِ حَاضِرٌ، فَجَعَلَ يَقُولُ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ، إِنَّهُ شَيْخٌ، إِنَّهُ شَيْخٌ.

وَعَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ زِيَادٍ قَالَ: لَمَّا استُخْلِفَ هِشَامٌ بَعَثَ عَلَى الْعِرَاقِ خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْقَسْرِيَّ، فَدَخَلَ وَاسِطَ، وَقَدْ تَهَيَّأَ ابْنُ هُبَيْرَةَ لِلْجُمُعَةِ، وَالْمِرْآةُ فِي يَدِهِ يُسَوِّي عِمَّتَهُ، إِذْ قِيلَ: هَذَا خَالِدُ قَدْ دَخَلَ، فَقَالَ: هَكَذَا تَقُومُ السَّاعَةُ بَغْتَةً، فَأَخَذَهُ خَالِدٌ فَقَيَّدَهُ وَأَلْبَسَهُ عَبَاءَةً، فَقَالَ: بِئْسَ مَا سَنَنْتَ عَلَى أَهْلِ الْعِرَاقِ، أَمَا تَخَافُ أَنْ تُؤْخَذَ بِمِثْلِ هَذَا! قَالَ: فَاكْتَرَى مَوَالِي ابْنِ هُبَيْرَةَ دَارًا نَقَّبُوا مِنْهَا سَرَبًا إِلَى السِّجْنِ، كَمَا ذَكَرْنَا فِي الْحَوَادِثِ. وَقَدْ تَوَلَّى الْعِرَاقَيْنِ أَيْضًا وَلَدُهُ يَزِيدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ هُبَيْرَةَ.

199-

(عُمَرُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ)[2] بْنِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ. كَانَ لَعَّابًا مُتَنَعِّمًا، وَكَانَ يُقَالُ لَهُ فَحْلُ بَنِي مَرْوَانَ، لِأَنَّهُ كَانَ يَرْكَبُ مَعَهُ سِتُّونَ ابْنًا لِصُلْبِهِ [3] .

[1] انظر: حلية الأولياء 2/ 149- 150، عيون الأخبار 2/ 141، الإمامة والسياسية 343- 344، التذكرة الحمدونية 1/ 158- 159 رقم 352، محاضرات الأبرار 1/ 117، شرح النهج 16/ 158.

[2]

تاريخ خليفة 302 و 311 و 312، المحبّر 25- 26، المعرفة والتاريخ 1/ 575، تاريخ الرسل والملوك 6/ 468 و 496 و 498 و 7/ 169 و 232، تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية 13/ 184) معجم بني أميّة 135- 136 رقم 266.

[3]

انظر الخبر في: المعارف 359.

ص: 207

200-

(عَمْرُو بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عَبَدَةَ الْمَصْرِيُّ)[1] ق- مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ.

عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، وَأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ.

وَعَنْهُ: يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ فَقَطْ. تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلاثٍ مائة.

201-

(عَمْرُو بْنُ هَرِمٍ الأَزْدِيُّ الْبَصْرِيّ)[2] م ت ن ق- عَنْ: أَبِي الشَّعْثَاءِ، وَرِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَطَائِفَةٍ.

وَعَنْهُ: حَبِيبُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ الْجَرْمِيُّ، وَسَالِمٌ الْمُرَادِيُّ، وَأَبُو بِشْرٍ جَعْفَرُ بْنُ إِيَاسٍ.

وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ.

202-

(عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ)[3] ابْنِ الأَمِيرِ شُرَحْبِيل بْن حَسَنة الكِندي الْمَصْريّ القاضي، أَبُو شُرَحبِيلٍ. رَوَى عَنْ أَبِي خِرَاشٍ، صَحَابِيٌّ.

وَعَنْهُ: عَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ الْقِتْبَانِيُّ، وَمُوسَى بْنُ أَيُّوبَ الْغَافِقِيُّ.

قَالَ ابْنُ يُونُسَ: كَانَ قَاضِي مِصْرَ وَصَاحِبَ شُرَطِهَا فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ وَقَبْلَهَا، ثُمَّ وُلِّيَ مِصْرَ سَنَةَ ثَلاثٍ وَمِائَةٍ.

(عِمْرَانُ بْنُ مِلْحَانَ) ع- هُوَ أَبُو رَجَاءٍ. سَيَأْتِي.

[1] التاريخ الكبير 6/ 378 رقم 2694، المعرفة والتاريخ 2/ 473 و 519، الجرح والتعديل 6/ 266 رقم 1471، تهذيب الكمال 2/ 1054، ميزان الاعتدال 3/ 292 رقم 6467، الكاشف 2/ 298 رقم 4315، المغني في الضعفاء 2/ 491 رقم 4724، تهذيب التهذيب 8/ 116- 117 رقم 192، تقريب التهذيب 2/ 81 رقم 701، خلاصة تذهيب التهذيب 294، حسن المحاضرة 1/ 106.

[2]

التاريخ الكبير 6/ 380 رقم 2700، تاريخ الثقات 372 رقم 1292، الجرح والتعديل 6/ 267 رقم 1476، ميزان الاعتدال 3/ 291 رقم 6464، المغني في الضعفاء 2/ 491 رقم 4721، الكاشف 2/ 297 رقم 4310، تهذيب الكمال 2/ 1053، تهذيب التهذيب 8/ 113 رقم 186، تقريب التهذيب 2/ 80 رقم 696، خلاصة تذهيب التهذيب 294.

[3]

التاريخ الكبير 6/ 420 رقم 2848، الجرح والتعديل 6/ 301 رقم 1673، الولاة وكتاب القضاة 326- 329.

ص: 208

203-

(عمير مولى أمّ الفضل)[1] خ م د ن- وَقِيلَ مَوْلَى ابْنِهَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ. عن: ابن عبّاس، وأسامة بن زيد، وأبو جُهَيْمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الصِّمَّةَ، وَأُمِّ الْفَضْلِ ابْنَةِ الْحَارِثِ.

وَعَنْهُ سَالِمٌ أَبُو النَّضْرِ، وَالأَعْرَجُ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ رَجَاءٍ الزُّبَيْدِيُّ.

وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ، وَمَاتَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ.

204-

(عَنْبَسَةُ بْنُ سُحَيْمٍ الْكَلْبِيُّ)[2] الأَمِيرُ، مُتَوَلِّي بِلادِ الأَنْدَلُسِ مِنْ قِبَلِ بَنِي أميّة. قال ابْنُ يُونُسَ: تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ.

205-

(عِيَاضُ بن عبد الله)[3] ع- بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ الْعَامِرِيُّ الْحِجَازِيُّ، وَلَدُ أَمِيرِ الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ لِعُثْمَانَ، نَشَأَ بِمِصْرَ، الْقُرَشِيُّ الْمَكِّيُّ.

حَدَّثَ بِمِصْرَ وَالْحِجَازِ عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وَأَبِي سَعِيدٍ، وَابْنِ عُمَرَ.

وعنه: بكير بن الأشج، وزيد بن أسلم، وسعيد المقبري- وهو من أقرانه- وابن عجلان، وإسماعيل بن أمية، وداود بن قيس، وعبيد الله بن عمر، وآخرون.

ثقة حجة.

206-

(عيسى بن عاصم الكوفي)[4] د ن ق- عَنِ: الْقَاضِي شُرَيْحٍ،

[1] الطبقات لخليفة 248، التاريخ الكبير 6/ 532 رقم 3227، الجرح والتعديل 6/ 380 رقم 2105، تهذيب الكمال 2/ 1062.

[2]

الكامل في التاريخ 5/ 136 و 490، البيان المغرب 1/ 49.

[3]

الطبقات الكبرى 5/ 242، التاريخ الكبير 8/ 21 رقم 94، تاريخ الثقات 378، رقم 1328، الجرح والتعديل 6/ 408 رقم 2284، الثقات لابن حبّان 5/ 264. تهذيب الكمال 2/ 1076، الكاشف 2/ 312- 313 رقم 4425، سير أعلام النبلاء 4/ 516 رقم 208، تهذيب التهذيب 8/ 200- 201 رقم 369، تقريب التهذيب 2/ 96 رقم 857، خلاصة تذهيب التهذيب 301.

[4]

التاريخ الكبير 6/ 395 رقم 2756، التاريخ لابن معين 2/ 463، المعرفة والتاريخ 2/ 666، الجرح والتعديل 6/ 283 رقم 1568، تهذيب الكمال 2/ 1080، الكاشف 2/ 315 رقم 4448، تهذيب التهذيب 8/ 216- 217 رقم 399، تقريب التهذيب 2/ 99 رقم 888، خلاصة تذهيب التهذيب 302.

ص: 209

وَزِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ، وَعَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ الْكِنْدِيِّ.

وَعَنْهُ: مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، وَسَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ، وَجَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، وَغَيْرُهُمْ وَكَانَ صَدُوقًا نَزَلَ أَرْمِينِيَّةَ.

ص: 210