الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[حرف الميم]
541-
محارب بن دثار [1] ع ابن كُرْدوس بْن قِرْواش السَّدُوسي الكوفي الفقيه. ولي قضاءَ الكوفة لخَالِد بْن عَبْد اللَّه القسري. وحدّث عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، وعَبْد اللَّه بْن يزيد الخطْمي، والأسود بن يزيد، وغيرهم. وعنه زبيد اليامي، ومسعر، وسفيان، وشعبة، وقيس بن الربيع، وخلق. وكان ثقة ثبتا. وقال سفيان الثوري: ما يخيل إلي أني رأيت أحدا أفضله على محارب بن دثار.
وقال ابن سعد [2] : كان من المرجئة الأولى الذين يرجئون عليّا وعثمان
[1] الطبقات الكبرى 6/ 307، الطبقات لخليفة 160- 161، تاريخ خليفة 351 و 361، التاريخ الكبير 8/ 28- 29 رقم 2040، الثقات للعجلي 421 رقم 1539، المعارف 490، المعرفة والتاريخ 674- 675، تاريخ أبي زرعة 2/ 677، الجرح والتعديل 8/ 416- 417 رقم 1899، أخبار القضاة 3/ 10 و 22 و 23 و 35 و 36، مشاهير علماء الأمصار 110 رقم 837، ربيع الأبرار 2/ 132 و 4/ 17، الكامل في التاريخ 5/ 141، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 84 رقم 116، تهذيب الكمال 3/ 1306- 1307، تحفة الأشراف 13/ 353 رقم 1262، ميزان الاعتدال 3/ 441 رقم 7078، الكاشف 3/ 108 رقم 5398، سير أعلام النبلاء 5/ 217- 219 رقم 89، المغني في الضعفاء 2/ 542 رقم 5187، تهذيب التهذيب 10/ 49- 51 رقم 80، تقريب التهذيب 2/ 230 رقم 932، خلاصة تذهيب التهذيب 395.
[2]
الطبقات الكبرى 6/ 307.
إلى أمر الله، ولا يشهدون عليهما بإيمان ولا بكفر. وقَالَ ابن مَعِين وأحمد وغيرُهما: ثقه. وقَالَ سُفْيان بْن عُيَيْنَة: رأيت مُحَاربًا يقضي فِي المسجد.
ورَوى عَبْد اللَّه بْن إدريس عَنْ أَبِيهِ قَالَ: رأيت الحَكَم، وحمّاد بْن أَبِي سُلَيْمَان فِي مجلس حُكْم مُحَارب بْن دِثار، أحدهما عَنْ يمينه والآخر عَنْ شماله. وقَالَ الثَّورِي: استُعْمِل مُحَاربُ عَلَى القضاء، فبكى أهلُه، وعُزل عَنِ القضاء فبكى أهلُه.
وقَالَ سعد بْن الصَّلْت: ثنا هارون بْن الْجَهْمُ، ثنا عَبْد الملك بْن عُمَيْر قَالَ: كنت فِي مجلس قضاء مُحَارب، فادّعى رَجُل عَلَى رَجُل فأنكر، فَقَالَ:
ألك بَيِّنَة؟ قَالَ: نعم، فلان. قَالَ خصْمه: إنّا للَّه، لئن شهِد عليّ ليشهدنّ بزُورٍ، ولئن سألتَني عَنْه لأُزَكِيَّنه، فلما جاء الشاهد، قَالَ مُحَارب: حدّثنا ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إنّ الطَّير لَتَضْرِب بمناقيرها وتقذف ما فِي حواصلها مِنْ هَوْلِ يوم القيامة، وإنّ شاهد الزُّور لا تقارُّ قَدَمَاهُ عَلَى الأرض حتى يُقْذَفَ بِهِ فِي النار [1] . ثم قَالَ: بِمَ تشهد؟ قَالَ: قد نِسيتُ، أرجعُ فأتذكَّر. تُوُفِّي مُحَارب بْن دِثار سنة ستّ عشرة ومائة.
[1] قال الذهبي في ميزان الاعتدال 4/ 282: هارون بن الجهم بن ثوير. حدّث عنه سعد بن الصّلت بحديث منكر، عن عبد الملك بن عمير. عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ..
وذكر بعضه.
قال العقيلي في الضعفاء الكبير 4/ 363: هارون بن الجهم بن ثوير بن أبي فاختة، عن عبد الملك بن عمير، يخالف في حديثه، وليس بمشهور بالنقل. ثم ساق الحديث باختلاف ألفاظه عمّا هنا. ثم قال: ليس له من حديث عبد الملك بن عمير أصل، وإنما هذا حديث محمد بن الفرات الكوفي، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، حدّثناه الصائغ، عن شبابة، عن محمد بن الفرات.
وقد أخرج ابن ماجة هذا الحديث مختصرا في سننه، رقم 2373 عن ابن عمر مرفوعا، وفي سنده محمد بن الفرات أبو علي الكوفي التميمي الجرمي، وهو ممّن رمي بالكذب والضعف.
وأورده الهيثمي في «مجمع الزوائد» 4/ 200 ونسبه للطبراني في «المعجم الأوسط» وقال:
وفيه من لا أعرفه. وذكره الحاكم في «المستدرك على الصحيحين» 4/ 98، والقاضي وكيع في «أخبار القضاة» 3/ 34، والحافظ الصوري في «الفوائد المنتقاة والغرائب الحسان عن الشيوخ الكوفيين» المنتخبة على أبي عبد الله العلويّ، مخطوط الظاهرية ضمن مجموع، ورقة 128 ب، وهو بتحقيقنا يصدر قريبا إن شاء الله.
والمستغرب أن الحاكم صحّح الحديث في مستدركه، ووافقه الحافظ الذهبي في مختصره
542-
(محفوظ بْن عَلْقَمَة الحضْرَمِيّ الحمصي [1] ، أَبُو جُنادة) د ق- رَوى عَنْ أَبِيهِ، وعَبْد الرَّحْمَن بْن عائذ، وغيرهما، وأرسل عَنْ سَلْمان الفارسيّ، وغيره. رَوى عَنْه أخوه نصر بْن عَلْقَمَة، والوضين بْن عطاء، وثور بْن يزيد، ومُحَمَّد بْن راشد. وثَّقه دُحَيْم، وابن مَعِين.
543-
(مُحِلُّ بْن خليفة الطّائي الكوفي)[2] خ د ن ق- عَنْ جدّه عَدِيّ بْن حاتم، وأَبِي السَّمح خادم النَّبيّ صلى الله عليه وسلم. وعَنْه سعد أَبُو مجاهد الطّائي، وأَبُو الزَّعْراء يحيى بْن الوليد الطّائي، وشُعْبَة، وسُفْيان، وغيرهم. وثّقه ابن مَعِين.
544-
(مُحَمَّد بْن إبْرَاهِيم بْن الحارث التَّيْمي القرشيّ)[3] ع- أبو عبد الله المدني، وكان جدُّه الحارث بْن صَخْر مِنَ المهاجرين، وهو ابن عمّ أَبِي بَكْر الصِّدِّيق. رَوى عَنْ أسامة بْن زيد، وأَبِي سَعِيد الْخُدْرِيِّ، وجابر بن عبد الله،
[ () ] للمستدرك المذكور، مع أنه أنكر الحديث في ميزانه، ونقل تضعيف الإمام أحمد وأبي داود لمحمد بن الفرات. وانظر الضعفاء الصغير للبخاريّ 276 رقم 339 والضعفاء والمتروكين للنسائي 303 رقم 533 (مكرر) ، والضعفاء والمتروكين للدارقطنيّ 153 رقم 476، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2148- 2150 وفيه نصّ على إنكار الحديث.
[1]
التاريخ الكبير 8/ 58 رقم 2137، تاريخ أبي زرعة 2/ 712- 713، الجرح والتعديل 8/ 422 رقم 1921، مشاهير علماء الأمصار 182 رقم 1441، تهذيب الكمال 3/ 1309، الكاشف 3/ 110 رقم 5413، تهذيب التهذيب 10/ 59 رقم 97، تقريب التهذيب 2/ 232 رقم 950، خلاصة تذهيب التهذيب 395.
[2]
التاريخ الكبير 8/ 20 رقم 2003، المعرفة والتاريخ 2/ 657، الجرح والتعديل 8/ 413 رقم 1884، تهذيب الكمال 3/ 1309، ميزان الاعتدال 3/ 445 رقم 7095، الكاشف 3/ 110 رقم 5414، تهذيب التهذيب 10/ 60 رقم 98، تقريب التهذيب 2/ 232 رقم 951، خلاصة تذهيب التهذيب 370.
[3]
الطبقات لخليفة 256، تاريخ خليفة 352، التاريخ الكبير 1/ 22- 23 رقم 17، الثقات للعجلي 400 رقم 1432، المعرفة والتاريخ 2/ 466- 467 و 476- 477، تاريخ أبي زرعة 2/ 720، الجرح والتعديل 7/ 184 رقم 1042، المراسيل 188 رقم 344، الضعفاء الكبير 4/ 20- 21 رقم 1574، الثقات لابن حبّان 5/ 381، مشاهير علماء الأمصار 78 رقم 560، الكامل في ضعفاء الرجال 6/ 2143، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 76- 77 رقم 4، تهذيب الكمال 3/ 1156- 1157، المغني في الضعفاء 2/ 544 رقم 5203، ميزان الاعتدال 3/ 445 رقم 7097، سير أعلام النبلاء 5/ 294- 296 رقم 140، الكاشف 3/ 14 رقم 4764، جامع التحصيل 320- 321 رقم 664، تهذيب التهذيب 9/ 5- 7 رقم 8، تقريب التهذيب 2/ 140 رقم 4، خلاصة تذهيب التهذيب 324، شذرات الذهب 1/ 157.
وعلقمة بْن وقّاص، وعيسى بْن طلحة بْن عُبَيْد اللَّه، وطائفة مِنْ قُدَماء التّابعين، ورأى سعد بْن أَبِي وقّاص، وغيره. وكان أحدَ الفقهاء الثّقات.
ورَوى عَنْه يحيى بْن سَعِيد الأنصَارِيّ، وهشام بْن عُرْوَة، وابنه مُوسَى بْن مُحَمَّد، ويزيد بْن عَبْد اللَّه بْن الهاد، ويحيى بْن أبي كثير، وأبو عمرو الأَوزاعيّ، وابن إسحاق، وآخرون. وكان عريف بني تميم، تُوُفِّي سنة عشرين ومائة، وقيل سنة تسع عشرة ومائة.
545-
(مُحَمَّد بْن جَعْفَر بْن الزُّبَيْر بْن العوَّام)[1] الأَسَدِيُّ الْمَدَنِيّ. عَنْ عمّه عُرْوَة، وابن عمّه عبّاد بْن بد اللَّه. وعَنْه عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي جَعْفَر، وابن جريج، والوليد بن كثير، وابن إسحاق، وغيرهم. وهو معدود فِي الفقهاء، وثَّقه النّسائي، وَتُوُفِّيَ شابًا، وكان أَبُوهُ ممّن طال عمره، وبقى إلى خلافة سُلَيْمَان ابن عَبْد الملك.
546-
(مُحَمَّد بْن سَعِيد بْن المسيّب)[2] المخزومي الْمَدَنِيّ. عَنْ أَبِيهِ.
وعَنْه ابناه عمران، وطلحة، ويحيى بْن سَعِيد الأنصَارِيّ، وابن إِسْحَاق.
547-
(مُحَمَّد بْن سهل بْن أَبِي حَثْمَة الأَوْسي الأنصَارِيّ)[3] رَوى عَنْ أَبِيهِ ورافع بْن خُدَيْج، ومُحيّصَة بْن مسعود. وعنه بريد بن أبي حبيب، وحجاج بن أرطأة.
548-
(محمد بن عبيد الله بن سعيد)[4] خ م د ت س [5]- أبو عون الثقفي
[1] الطبقات لخليفة 260، التاريخ الكبير 1/ 54- 56 رقم 114، الجرح والتعديل 7/ 221 رقم 1221، تهذيب الكمال 3/ 1182، الكاشف 3/ 25 رقم 4838، تهذيب التهذيب 9/ 93 رقم 124، تقريب التهذيب 2/ 150 رقم 103، خلاصة تذهيب التهذيب 330.
[2]
التاريخ الكبير 1/ 92 رقم 254، الجرح والتعديل 7/ 262 رقم 1434، تهذيب الكمال 3/ 1203، تهذيب التهذيب 9/ 189- 190 رقم 284، تقريب التهذيب 2/ 165 رقم 254، خلاصة تذهيب التهذيب 338.
[3]
التاريخ الكبير 1/ 107- 108 رقم 306، الجرح والتعديل 7/ 277 رقم 1501.
[4]
التاريخ الكبير 1/ 170- 171 رقم 511، الثقات للعجلي 409 رقم 1481، المعرفة والتاريخ 2/ 274 و 751 و 3/ 100 و 255، تاريخ أبي زرعة 1/ 647، الجرح والتعديل 8/ 1 رقم 2، تهذيب الكمال 3/ 1237، الكاشف 3/ 65 رقم 5102، تهذيب التهذيب 9/ 322 رقم 532، تقريب التهذيب 2/ 187 رقم 492.
[5]
في طبعة القدسي 4/ 299 «ن» بدل «س» والتصويب من مصادر الترجمة.
الكوفي الأعور. روى عن جابر بن سمرة، وابن الزبير، والقاضي شُرَيْح، ووَرَّاد كاتب المُغيرة، وأَبِي صالح الحنفي عَبْد الرَّحْمَن. وعَنْه الْعَبَّاس بْن ذَرِيح [1] وابن سوقة، ومسعر، وسفيان، وشُعْبَة. قَالَ أَبُو أسامة، عَنْ أبي جناب قَالَ: حدّثني أَبُو عَوْن الثقفي قَالَ: كنت أقرأ عَلَى أَبِي عَبْد الرَّحْمَن السَّلَميّ.
قَالَ خليفة [2] : مات أَبُو عَوْن سنة عشرين ومائة. وثّقه ابن مَعِين [3] وأَبُو زُرْعة.
549-
مُحَمَّدُ بْن عَليّ بْن الحسين [4] ع ابن عَلَى بْن أَبِي طَالِب الْهَاشِمِيُّ الْعَلَوِيُّ، أَبُو جعفر الباقر سيّد بني
[1] في الأصل «ذريج» وهو تحريف، والتصحيح من تقريب التهذيب 1/ 396 حيث قال: بفتح المعجمة وكسر الراء وآخره مهملة.
[2]
تاريخ خليفة 358.
[3]
التاريخ 2/ 529.
[4]
الطبقات الكبرى 5/ 320- 324، نسب قريش 59- 60، الطبقات لخليفة 255، تاريخ خليفة 349، التاريخ لابن معين 2/ 531، التاريخ الكبير 1/ 183 رقم 564، التاريخ الصغير 127، الثقات للعجلي 410 رقم 1486، المعارف 175، المعرفة والتاريخ 1/ 360 و 2/ 9- 10، تاريخ اليعقوبي 2/ 320- 321، تاريخ أبي زرعة 1/ 294- 295، الكنى والأسماء 1/ 134، المنتخب من ذيل المذيّل 641، تاريخ الرسل والملوك 7/ 181 و 208 و 569، حلية الأولياء 3/ 180- 192 رقم 235، الجرح والتعديل 8/ 26 رقم 117، المراسيل 185- 186 رقم 340، مشاهير علماء الأمصار 62 رقم 420، العيون والحدائق 3/ 97 و 230، طبقات الفقهاء 64، ثمار القلوب 283، ربيع الأبرار 4/ 328، جمهرة أنساب العرب 59- 61، رجال الطوسي 102، الكامل في التاريخ 5/ 62 و 180، صفة الصفوة 2/ 108- 112 رقم 171، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 87- 88 رقم 18، تهذيب الكمال 3/ 1245- 1245، تحفة الأشراف 13/ 361 رقم 1275، تذكرة الحفّاظ 1/ 124- 125 رقم 109، الكاشف 3/ 71 رقم 5142، العبر 1/ 142 و 148، سير أعلام النبلاء 4/ 401- 409 رقم 158، دول الإسلام 1/ 79، التذكرة الحمدونية 1/ 109 و 115 و 268 و 387 و 2/ 176 و 273، خلاصة الذهب المسبوك 40، البداية والنهاية 9/ 309- 312، مرآة الجنان 1/ 247- 248، الوافي بالوفيات 4/ 102- 103 رقم 1583، جامع التحصيل 327- 328 رقم 700، جامع الترمذي 1/ 287، الوفيات لابن قنفذ 110- 111 رقم 114، وفيات الأعيان 3/ 314، تهذيب التهذيب 9/ 350- 352 رقم 580، تقريب التهذيب 2/ 192 رقم 542، النكت الظراف 13/ 362، طبقات الحفّاظ للسيوطي 49، خلاصة تذهيب التهذيب 352، تاريخ الخميس 2/ 356، مروج الذهب 3/ 232، الأئمة الاثنا عشر 81، طبقات المفسّرين للداوديّ 2/ 198- 199 رقم 537، شذرات الذهب 1/ 149، الذريعة إلى تصانيف الشيعة 1/ 315.
هاشم فِي زمانه. رَوى عَنْ جدَّيْه الحَسَن، والحُسَين، وعَائِشَة، وأمّ سَلَمَةَ، وابن عَبَّاس، وابن عمر، وأبي سعيد الخدري، وجابر، وسمرة بن جندب، وعبد الله بن جعفر، وأبيه، وسعيد بن المسيب، وطائفة. وعنه ابنه جعفر الصادق، وعمرو بن دينار، والأعمش، وربيعة الرأي، وابن جريج، والأوزاعي، ومرة بن خالد، ومخول [1] بن راشد، وحرب بن سريج، والقاسم ابن الفضل. الحراني، وآخرون. قال أحمد بن البرقي: مولده سنة ست وخمسين. قُلْتُ: فَعَلِيٌّ هذا لم يسمع مِنْ عَائِشَةَ، ولا مِنْ جَدَّيْه، مَعَ أنّ روايته عَنْ جدّه الحَسَن بخطّه، وعَنْ عَائِشَةَ، فِي سُنَن النّسائي، فهي مُنقطعه، وروايته عَنْ سَمُرَة عند أَبِي دَاوُد.
وكان أحد مِنْ جمع العلم، والفِقْه، والشَرَف، والديانة، والثّقة، والسُّؤْدُد، وكان يَصْلُح للخلافة، وهو أحد الاثَنْي عشر الذين تعتقد الرّافضةُ عِصْمَتَهُم، ولا عصمة إلا لنبيّ، لأنّ النّبيّ إذا أخطأ لا يُقَرّ عَلَى الزَّلَّة، بل يعاتب بالوحي عَلَى هفوةٍ إنْ ندر وُقُوعُها منه، ويتوب إلى اللَّه تعالى، كما جاء فِي سجدة (ص)[2] أنّها توبة نبيُّ [3] ، وأما قولهم الباقر، فهو مِنْ بقر الْعِلْمَ أي شَقَّة فعرف أصله وخَفِيِّه.
قَالَ ابن فضيل، عن سالم بن أبي حفصة: سَأَلت أَبَا جَعْفَر وابنه جَعْفَر الصّادق، عَنْ أَبِي بَكْر، وعُمَر، فقالا لي: يا سالم تولهما وابرأ من عدوهما، فإنهما كانا إمامي هُدًى [4] . هذه حكاية مليحة، لأنّ راوِيَيْها سالمُ وابنُ فُضَيْل، من أعيان الشّيعة، لكنّ شيعةَ زمانِنا عثَّرَهُم اللَّهُ ينالون مِنَ الشّيخَيْن، يحملون هذا القول مِنَ الباقر والصّادق رحِمَهُما اللَّه عَلَى التَّقِيَّةِ. قَالَ إسحاق الأزرق، عَنْ بسّام الصَّيْرَفي: سَأَلت أَبَا جَعْفَر، عَنْ أَبِي بَكْر، وعمر، فقال: والله إنّي
[1] مهمل في الأصل، والتصحيح من تقريب التهذيب 2/ 236 وقال: بوزن محمد.
[2]
هي السورة رقم 38.
[3]
يشير إلى الآية رقم 24.
[4]
الطبقات الكبرى 5/ 321.
لأتَوَلاهما وأستغفر لهما، وما أدركتُ أحدًا مِنْ أهل بيتي إلا وهو يتولاهما [1] . وعَنْ عَبْد اللَّه بْن مُحَمَّد بْن عقيل قَالَ: كنت أَنَا وأَبُو جَعْفَر نختلف إلى جَابِر، نكتب عَنْه فِي ألواح. ورَوى أن أَبَا جَعْفَر كَانَ يصلّي فِي اليوم والليلة مائة وخمسين ركعةً، وقد عدّه النّسائي وغيره فِي فُقَهاء التّابعين بالمدينة.
قَالَ لَيْث بْن أَبِي سُلَيْم: دخلت عَلَى أَبِي جَعْفَر مُحَمَّد بْن عليّ وهو يبكي ويذكر ذنوبَه. تُوُفِّي أَبُو جَعْفَر سنة أربع عشرة ومائة، قاله أَبُو نُعَيم، ومُصْعَب الزُّبَيْرِيّ [2]، وسَعِيد بْن عُفَيْر. وقيل: سنة سبع عشرة ومائة. وله إخوة أشراف: زَيْد الَّذِي صُلِب، وعُمَر، وحُسَين، وعَبْد اللَّه بنو زَيْن العابدين، رحمه الله عليهم.
550-
(مُحَمَّد بْن عمرو بن عطاء القرشيّ)[3] ع- العامري، أبو عبد الله. عَنْ أَبِي حُمَيْد السّاعدِي، فِي عشرة مِنَ الصّحابة، فِي وصف صلاة النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وابن عَبَّاس، وأَبِي قَتَادةُ، وعَنْ سَعِيد بْن المسيّب، وغيرهم. وعَنْه مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن حلحلة، وعمرو بن يحيى المازني، والوليد بْن كثير، وابن عَجْلان، وعَبْد الحميد بْن جَعْفَر، وابن إسحاق، وابن أَبِي ذئب، وآخرون.
قَالَ ابن سعد: كانت لَهُ هيئة ومروءة، كانوا يتحدّثون أَنَّهُ تُفْضي الخلافَة أليه لهيبته وعقله وكماله، لقي ابن عَبَّاس وغيره، وكان ثقةً لَهُ أحاديث.
تُوُفِّي فِي آخر خلافة هشام بْن عَبْد الملك.
[1] الطبقات الكبرى 5/ 321.
[2]
نسب قريش 59.
[3]
الطبقات لخليفة 263، تاريخ خليفة 362، التاريخ لابن معين 2/ 533، التاريخ الكبير 1/ 189 رقم 577، المعرفة والتاريخ 2/ 477، تاريخ أبي زرعة 1/ 524 و 636، الجرح والتعديل 8/ 29 رقم 131، مشاهير علماء الأمصار 74 رقم 527، تهذيب الكمال 3/ 1252، الكاشف 3/ 74- 75 رقم 5168، تهذيب التهذيب 9/ 373- 375 رقم 616، تقريب التهذيب 2/ 196 رقم 582، خلاصة تذهيب التهذيب 345.
551-
(محمد بن قيس بن مخرمة)[1] م ت س [2]- بْن المطَّلب بْن عَبْد مَنَاف المُطَّلبي الحجازي. عَنْ عَائِشَةَ، وأَبِي هُرَيْرَةَ. وعَنْه ابنه حُكَيْم، وعُمَر بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَيْصن، وابن عَجْلان، وابن إسحاق، وغيرهم. وثَّقه أَبُو دَاوُد.
552-
(مُحَمَّد بْن كعب القُرَظي)[3] ع- مُخْتَلَفٌ فِي وفاته، وقد مرّ فِي الطبقة الماضية. وقد قَالَ الواقديّ، وخليفة، والفلاس: إنه توفي سنة سبع عشرة.
قَالَ الواقدي: عاش ثمانيًا وسبعين سنة، وكان ممّن جمع بين العِلْم والعمل.
553-
(مُحَمَّد بْن أَبِي المجالد)[4] خ- د س [5] ق- روى عن مولاه
[1] تاريخ خليفة 323، التاريخ لابن معين 2/ 535، التاريخ الكبير 1/ 211- 212 رقم 665، الثقات للعجلي 411 رقم 1492، المعرفة والتاريخ 3/ 75، الجرح والتعديل 8/ 63 رقم 280، تهذيب الكمال 3/ 1261، تحفة الأشراف 13/ 365 رقم 1278، ميزان الاعتدال 4/ 16 رقم 8093، الكاشف 3/ 81 رقم 5207، جامع التحصيل 329 رقم 705، تهذيب التهذيب 9/ 412 رقم 674، تقريب التهذيب 2/ 202 رقم 644، خلاصة تذهيب التهذيب 356.
[2]
في الأصل «ق» بدل «س» ، وفي طبعة القدسي «ن» بدل «س» وقال: التصويب من خلاصة التذهيب. والصحيح «س» كما في الخلاصة والميزان والكاشف والتهذيب والتقريب.
[3]
الطبقات لخليفة 263، التاريخ لابن معين 2/ 536، تاريخ خليفة 348، التاريخ الكبير 1/ 216- 217 رقم 679، الثقات للعجلي 411 رقم 1495، المعارف 458- 459 و 486، المعرفة والتاريخ 1/ 563- 565، تاريخ أبي زرعة 1/ 245 الجرح والتعديل 8/ 67 رقم 303، مشاهير علماء الأمصار 65 رقم 436، الثقات لابن حبّان 5/ 351، حلية الأولياء 3/ 212- 221 رقم 238، صفة الصفوة 2/ 132- 133 رقم 176، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 90 رقم 23، تهذيب الكمال 3/ 1262- 1263، تحفة الأشراف 13/ 366 رقم 1279، الكاشف 3/ 81 رقم 5214، سير أعلام النبلاء 5/ 65- 68 رقم 23، البداية والنهاية 9/ 257، جامع التحصيل 329 رقم 707، تهذيب التهذيب 9/ 420- 422 رقم 689، تقريب التهذيب 2/ 203 رقم 659، خلاصة تذهيب التهذيب 357، شذرات الذهب 1/ 136.
[4]
قيل في اسمه «عبد الله» أيضا، فالذي ترجم له باسم محمد: البخاري في التاريخ 1/ 231 رقم 725، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 8/ 106- 107 رقم 458 والمزّي في تهذيب الكمال 3/ 1265 وترجم له الذهبي باسم «عبد الله» في الكاشف 2/ 110 رقم 2980 وابن حجر في تهذيب التهذيب 5/ 388- 389 رقم 660، وتقريب التهذيب 1/ 445 رقم 585، والخزرجي في خلاصة تذهيب التهذيب 212.
[5]
في طبعة القدسي 4/ 301 «ن» بدل «س» ، والتصحيح من مصادر الترجمة.
عبد الله بن أبي أوفى، وعبد الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ. وعَنْه أَبُو إسحاق السّبيعي، وشُعْبَة، والحَسَن بْن عمارة، وغيرهم. وكان ثقة.
554-
(مروان الأصغر)[1] خ م د ت- أبو خلف البصري. عن ابن عمر، وأنس ابن مالك، ومسروق، وأَبِي وائل، وغيرهم. وعَنْه خَالِد الحذّاء، وعَوْف، وشُعْبَة. وجماعة.
555-
(مروان أَبُو لُبابة الورّاق)[2] ت س [3]- بَصْرِيّ، ثقة. سَمِعَ مِنْ عَائِشَةَ. وعَنْه هشام بْن حسّان، وحمّاد بْن زيد. يقع حديثه عالية فِي الصّيام لأبي يوسف القاضي.
556-
(مُسْلِم بْن مخراق)[4] م د ن- أبو الأسود والد سوادة العبدي الْبَصْرِيّ القطان. عَن ابن عَبَّاس، ومعقل بْن يسار، وأبي بكرة الثقفي، وأسماء بِنْت أَبِي بَكْر. وعنه ابن عون، وشعبة، وابنه سوادة، والقاسم بْن الفضل الحداني. وثّقه النّسائيّ.
[1] ورد الأصغر، بالغين المعجمة، والأصفر، بالفاء. انظر: الطبقات لخليفة 213، والتاريخ الكبير 7/ 369 رقم 1581، والجرح والتعديل 8/ 271 رقم 1239، تهذيب الكمال 3/ 1317- 1318، الكاشف 3/ 117 رقم 5468، تهذيب التهذيب 10/ 98- 99 رقم 178، تقريب التهذيب 2/ 240 رقم 1027، خلاصة تذهيب التهذيب 373.
[2]
التاريخ الكبير 7/ 372 رقم 1593، الجرح والتعديل 8/ 272 رقم 1242، تهذيب الكمال 3/ 1318، الكاشف 3/ 117 رقم 5469، تهذيب التهذيب 10/ 98- 99 رقم 178، تقريب التهذيب 2/ 240 رقم 1028، خلاصة تذهيب التهذيب 373.
[3]
في طبعة القدسي 4/ 301 «ن» بدل «س» والتصحيح من مصادر الترجمة.
[4]
وهو الّذي يقال له «القرّي» أيضا، ويقال غير ذلك انظر:
التاريخ لابن معين 2/ 563، التاريخ الكبير 7/ 271 رقم 1146 و 1147، الجرح والتعديل 8/ 194 رقم 848، الثقات للعجلي 428 رقم 1571 و 1572، الثقات لابن حبّان 7/ 447، تهذيب الكمال 3/ 1327، الكاشف 3/ 125 رقم 5525، تهذيب التهذيب 10/ 136- 137 رقم 249، تقريب التهذيب 2/ 246 رقم 1099، خلاصة تذهيب التهذيب 376.
557-
(مسلم بن ينّاق الخزاعي مولاهم الكوفي)[1] م س [2]- عَن ابن عَبَّاس، وابن عُمَر. وعنه إِبْرَاهِيم بْن نَافِع الْمَكِّيّ، وحاتم بْن أَبِي صغيرة وشعبة. وثق وهو والد الْحَسَن.
558-
(مُسْلِم البطين)[3] ع- أبو عبد الله الكوفي. عَن إِبْرَاهِيم التيمي، وعلي ابن الْحُسَيْن، وسعيد بْن جُبَيْر، ومجاهد، وغيرهم. وعنه مخول بْن راشد، وابن عون، والأعمش، وعبد الرَّحْمَن المسعودي، وآخرون.
وثقه أَحْمَد وغيره.
559-
(مَسْلَمةُ بْن عَبْد الله بن ربعي)[4] د س [5] ق- الجهنيّ الدمشقيّ الدّاراني. رَوى عن عمّه أَبِي مشجعة، خَالِد بْن اللَّجلاج [6] ، وعُمَر بْن عَبْد العزيز، وغيرهم. وعَنْه مُحَمَّد بْن عَبْد الشّيعي، ومُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن عُلاثة [7] الْعُقَيْليُّ، وسَعِيد بْن عَبْد العزيز، وغيرهم. وما علمت فيه جرحا.
[1] الطبقات لخليفة 281، التاريخ لابن معين 2/ 564- 565، التاريخ الكبير 7/ 277 رقم 1171، المعرفة والتاريخ 1/ 436 و 2/ 103، الجرح والتعديل 8/ 198 رقم 867، تهذيب الكمال 3/ 1329، الكاشف 3/ 127 رقم 5534، تهذيب التهذيب 10/ 142 رقم 263، تقريب التهذيب 2/ 248 رقم 1113، خلاصة تذهيب التهذيب 371.
[2]
في طبعة القدسي 4/ 301 «ن» بدل «س» والتصحيح من مصادر ترجمته.
[3]
هو: مسلم بن عمران، ويقال ابن أبي عمران. وترجمته في:
التاريخ الكبير 7/ 268- 269 رقم 1135، المعرفة والتاريخ 2/ 547- 548، الكنى والأسماء 2/ 6، الجرح والتعديل 8/ 191 رقم 840، تهذيب الكمال 3/ 1326- 1327، الكاشف 3/ 125 رقم 5520، تهذيب التهذيب 10/ 134 رقم 244، تقريب التهذيب 2/ 246 رقم 1094، خلاصة تذهيب التهذيب 376، أنساب الأشراف 1/ 286.
[4]
التاريخ الكبير 7/ 388 رقم 1686، تاريخ أبي زرعة 1/ 57 و 360، الجرح والتعديل 8/ 269 رقم 1226، تهذيب الكمال 3/ 1329، الكاشف 3/ 127 رقم 5536، تهذيب التهذيب 10/ 143- 144 رقم 275، تقريب التهذيب 2/ 248 رقم 1122، خلاصة تذهيب التهذيب 377.
[5]
في طبعة القدسي 4/ 302 «ن» بدل «س» ، والتصحيح من مصادر الترجمة.
[6]
مهمل في الأصل، والتصويب من تقريب التهذيب 1/ 218.
[7]
علاثة: بضمّ أوله، كما في المشتبه 1/ 478.
560-
مسلمة بن عبد الملك [1] د ابن مروان بْن الحَكَم الأمير أَبُو سَعِيد، وأبو الأصبغ الأموي. ويسمّى الجرادة الصّفراء. سَمِعَ عُمَر بْن عَبْد العزيز. رَوى عَنْه معاوية بْن صالح، ويحيى بْن يحيى الغسّاني، وجماعة. وله دار بدمشق. ولي غزْوَ القسطنطينية لأخيه سُلَيْمَان، وغزا الرومَ مرّات، وكان بطلا شجاعًا مهيبًا، لَهُ آثار حميدة فِي الحروب، وقد ولي لأخيه يزيد بْن عَبْد الملك إمرةَ العراقَيْن، ثم عُزِل، وولي أرمينية حِفْظًا لذلك الثغر. وأول ما ولي غزوَ الروم فِي آخر دولة أَبِيهِ، فافتتح ثلاثةَ حصون.
وفي سنة تسعٍ وثمانين غزا عَمُّورِية، والتقى المشركين فهزمهم. وفي
[1] تاريخ خليفة 301- 303 و 305- 307 و 312- 316 و 319- 320 و 325- 328 و 332- 334 و 337- 341 و 343- 345 و 350- 352 و 361، التاريخ الكبير 7/ 387 رقم 1683 دون ترجمة، المحبّر 26 و 445 و 482، الأخبار الطوال 325 و 332 و 334، عيون الأخبار (انظر فهرس الأعلام 4/ 219) ، المعارف 359- 360 و 364- 365 و 556 و 571، نسب قريش 165 و 202 و 305، المعرفة والتاريخ 1/ 579 و 585 و 600 و 2/ 51 و 101 و 226، الأخبار الموفقيّات 49 و 50 و 199 و 121، تاريخ أبي زرعة 1/ 337 و 623، فتوح البلدان 176 و 178 و 190 و 198 و 243 و 244، أنساب الأشراف ق 3 (د. الدوري) 104 و 169 و 183، ق 4/ (د. عباس) 608، ج 5/ 112 و 161 و 162 و 181 و 182 و 307، العقد الفريد (انظر فهرس الأعلام 7/ 151) ، الأمالي للقالي 1/ 14 و 3/ 220، ذيل الأمالي 27، الجرح والتعديل 8/ 266 رقم 1214، تاريخ الرسل والملوك (انظر فهرس الأعلام) 10/ 415، تاريخ اليعقوبي 2/ 317- 318، الفرج بعد الشدّة 1/ 245 و 339 و 350 و 353 و 2/ 29- 30 و 164 و 165 و 167، ربيع الأبرار 4/ 206 و 290 و 326 و 371، العيون والحدائق 3 (انظر فهرس الأعلام) ص 605، جمهرة أنساب العرب 89 و 103- 105 و 109 و 116 و 145 و 444، ثمار القلوب 15، الكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 343- 344، التذكرة الحمدونية 1/ 147- 149 و 253 و 2/ 72 و 101 و 102 و 133 و 188 و 273 و 418 و 419 و 480، تهذيب الكمال 3/ 1329، وفيات الأعيان 6/ 303- 307، نهاية الأرب للنويري 21/ 421، الكاشف 3/ 127 رقم 5537، دول الإسلام 1/ 83، سير أعلام النبلاء 5/ 241- 242 رقم 103، مرآة الجنان 1/ 257، البداية والنهاية 9/ 328- 329، تهذيب التهذيب 10/ 144 رقم 276، تقريب التهذيب 2/ 248 رقم 1123، النجوم الزاهرة 1/ 285، معجم بني أميّة 164- 165 رقم 344، وهو في تاريخ دمشق (مخطوط الظاهريّة) 16/ 222 ب- 226 ب.
سنة تسعين، افتتح خمسة حصون. وفي سنة إحدى عُزِل مُحَمَّد بْن مروان عَنْ أرمينية، وأَذْرَبَيْجان بمَسْلَمةُ، فغزا عامئِذٍ التُّرْكُ حتى بلغ البابَ، مِنْ قِبَل بحر أَذْرَبَيْجان، فافتتح مدائنَ وحصونًا، ودان لَهُ مِنْ وراء الباب، ثم افتتح سندرة، ثمّ حجّ بالنّاس، ثم افتتح بعد ذَلِكَ فتحًا كبيرًا، وشهد غير مَصَافّ.
قَالَ زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ: أَنْبَأَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَبْدِ [1] اللَّهِ بْنِ بِشْرٍ الْغَنَوِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَتُفْتَحَنَّ القُسْطَنْطِينيَّةُ، ولَنِعْم الأميرُ أميرُها» [2] قَالَ: فَدَعَانِي مُسْلِمَةُ، فَحَدَّثْتُهُ بِهَذَا الْحَدِيثِ، فَغَزَاهُمْ.
رَوَاهُ أَبُو كُرَيْبٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْفُرَاتِ، عَنْ زَيْدٍ، وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَآخِرُ عَنْ زَيْدٍ فَقَالَ: الْخَثْعَمِيُّ، بَدَلَ الْغَنَوِيِّ.
قَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: وَسَارَ مُسْلِمَةُ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ فِي طَلَبِ التُّرْكِ، وَذَلِكَ فِي شِدَّةِ الثَّلْجِ وَالْمَطَرِ، حَتَّى جَاوَزَ الْبَابَ، وَخَلَّفَ الْحَارِثَ بْنَ عَمْرٍو الطَّائِيَّ فِي بُنْيَانِ الْبَابِ وَتَحْصِينِهِ، فَافْتَتَحَ عِدَّةَ حُصُونٍ، فَحَرَقَ أَعْدَاءُ اللَّهِ أَنفُسَهُمْ فِي مَدَائِنِهِمْ عِنْدَ الْغَلَبَةِ. وَقَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ: فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَمِائَةٍ غَزَا مَسْلَمةُ التُّرْكَ وَالسِّنْدَ.
وقَالَ ابن عُيَيْنَة: ثنا أَبِي: سَمِعْتُ مَسْلَمةُ بْن عَبْد الملك يَقُولُ: لو رأيتَني أَنَا وعُمَر بْن عَبْد العزيز ننتهي إلى الزَّرْعَ فيُقْحِمُ عُمَر فَرَسَه، وأكُفُّ فَرَسِي. وسمعت مَسْلَمةُ يَقُولُ: إن أقلّ النَّاسَ همًّا فِي الدنيا، أقلّهم همّا فِي الآخرة.
قَالَ أَبُو الحَسَن المدائني: قَالَ مَسْلَمةُ لنَصِيب: سلْني! قَالَ: لا: فإنّ كفَّكَ بالجزيل أكثر مِنْ مسألتي باللّسان. فأعطاه ألفَ دينار. وقَالَ سَعِيد بْن عَبْد العزيز: أوصى مَسْلَمةُ بثُلُثِ ماله لطّلاب الأدب، وقَالَ: إنّها صناعة مَجْفُوُّ أهلُها. قَالَ الزُّبَيْر بْن بكّار للوليد بن يزيد، يرثي عمّه مسلمة:
[1] في طبعة القدسي 4/ 302 «عبيد» ، والتصحيح من مسند أحمد، وتقريب التهذيب 1/ 404.
[2]
مسند أحمد 4/ 335 وله بقية: «لنعم الجيش ذلك الجيش» .
أقول وما الْبُعْدُ إلا الردَّى
…
أَمَسْلَمُ لا تَبْعَدَنْ مَسْلَمة
فقد كنتَ نُورًا لنا فِي البلادِ
…
مُضِيئًا فقد أصْبَحَتْ مُظْلِمَة [1]
ونَكْتُمُ موتَكَ نخشَى اليقين
…
فأبدى اليقينُ عَنِ الْجُمْجُمَهْ
تُوُفِّي مَسْلَمةُ سنة عشرين ومائة. قاله خليفة [2] . وقَالَ ابن عائذ: سنة إحدى.
561-
(مِشْرَح [3] بْن هاعان)[4] د ت ق- أبو المصعب المعافري [5] المصري. عَنْ عُقبة بْن عامر، وغيره. وعَنْه بَكْر بْن عُمَر، وعَبْد اللَّه بْن المغيرة، واللَّيْث ابن سعد، وابن لهيعة، وآخرون. وثّقه ابن مَعِين. وقد ليَّنَه ابن حِبّان فَقَالَ: لَهُ مناكير. وقَالَ ابن يونس: تُوُفِّي قريبًا مِنْ عشرين، وكان على المنجيق الَّذِي رمى بِهِ الكعبة.
562-
(مُصْعَب بْن شَيْبة)[6] م 4- بن جبير بن شيبة بن عثمان الحجبي المكّي القرشي العبدري. عَن صفيّة بنت شَيْبة عمّه أَبِيهِ، وطَلْق بْن حبيب.
وعَنْه ابنه زُرَارة وزكريّا بْن أَبِي زائدة، وابن جُرَيْج، ومِسْعَر، وآخرون. قَالَ أبو
[1] البيتان الأوّلان في نسب قريش 165.
[2]
تاريخ خليفة 350.
[3]
مشرح: بكسر أوّله وسكون ثانيه. (المشتبه في أسماء الرجال 2/ 591) .
[4]
الطبقات لخليفة 293، التاريخ الكبير 8/ 45 رقم 2095، الثقات للعجلي 429 رقم 1576، المعرفة والتاريخ 1/ 462 و 2/ 500، الكنى والأسماء 2/ 115، الجرح والتعديل 8/ 431- 432 رقم 1973، الثقات لابن حبّان 5/ 452، تهذيب الكمال 3/ 1331، ميزان الاعتدال 4/ 117 رقم 8549، الكاشف 3/ 129 رقم 5553، تهذيب التهذيب 10/ 155 رقم 295، تقريب التهذيب 2/ 250 رقم 1143، حسن المحاضرة 1/ 110، خلاصة تذهيب التهذيب 396.
[5]
المعافري: بفتح الميم والعين وبعد الألف فاء مكسورة، نسبة إلى المعافر بن يعفر بن مالك.. بن قحطان. (اللباب 3/ 229) .
[6]
التاريخ الكبير 7/ 352 رقم 1520، الثقات للعجلي 430 رقم 1580، الجرح والتعديل 8/ 305 رقم 1409، تهذيب الكمال 3/ 1332، المغني في الضعفاء 2/ 660 رقم 6264، ميزان الاعتدال 4/ 120- 121 رقم 8563، الكاشف 3/ 130- 131 رقم 5562، تهذيب التهذيب 10/ 162 رقم 307، تقريب التهذيب 2/ 251 رقم 1155، خلاصة تذهيب التهذيب 378.
حاتم [1] . لا يحمدونه. وقَالَ الدارَقُطْنيُّ: لَيْسَ بالقويّ،. احتجّ بِهِ مُسْلِم وغيره.
563-
(المطَّلِب بْن عَبْد اللَّه بْن حَنْطَب القرشيّ المخزومي)[2] 4- عن عمر، وغيره مرسلا، وعن أبي هُرَيْرَةَ، وابن عَبَّاس، وعَبْد اللَّه بْن عَمْرو، وجابر بن عبد الله، وجماعة، وعنه ابناه حكم، وعبد العزيز، وعبد الله بن طاوس، ومولاه عمرو بن أبي عمرو، وابن جريج، والأوزاعي، وزهير بن محمد التميمي، وآخرون. وثقه أبو زرعة والدارقطني. وكان مروان بن الحكم خاله، ويروى عَنْ خاله الآخر أَبِي سَلَمَةَ. قَالَ أَبُو حاتم [3] : لم يدرك عَائِشَةَ، وعامّة حديثه مَرَاسيل. وقَالَ أَبُو زُرْعة: أرجو أن يكون سَمِعَ منها.
وقَالَ ابن سعد: لَيْسَ يُحْتَجّ بحديثه لأنّه ممن يُرْسِل كثيرًا.
قُلْتُ: وفد عَلَى هشام بْن عَبْد الملك، فوصله لقَرابته بسبعة عشر ألف دينار. بقي إلى حدود العشرين ومائة، ولعلّه عاش بعد ذَلِكَ، فاللَّه أعلم.
564-
(مُعَاذ بْن عَبْد اللَّه بْن خبيب [4] المدني)[5] 4- عن أبيه، وعقبة بْن عامر، وابن عَبَّاس، وجابر بْن عَبْد الله، وعن سعيد بن المسيّب، وجماعة.
[1] الجرح والتعديل 8/ 305.
[2]
الطبقات لخليفة 245 و 256، التاريخ لابن معين 2/ 570- 571، التاريخ الكبير 8/ 7 رقم 1942، المعرفة والتاريخ 1/ 223 و 246 و 282 و 374 و 459 و 472 و 3/ 162، تاريخ أبي زرعة 2/ 720، المراسيل 209- 210 رقم 280، الجرح والتعديل 8/ 359 رقم 1643، مشاهير علماء الأمصار 74 رقم 421، تهذيب الكمال 3/ 1336، تحفة الأشراف 13/ 390 رقم 1293، ميزان الاعتدال 4/ 129 رقم 8593، الكاشف 3/ 133 رقم 5581، جامع التحصيل 347 رقم 774، تهذيب التهذيب 10/ 178- 179 رقم 332. تقريب التهذيب 2/ 254 رقم 1176، خلاصة تذهيب التهذيب 379، سير أعلام النبلاء 5/ 317 رقم 154.
[3]
الجرح والتعديل 8/ 359.
[4]
في طبعة القدسي 4/ 304 «حبيب» بالحاء المهملة، وهو تحريف، والتصويب من مصادر ترجمته.
[5]
التاريخ الكبير 7/ 362 رقم 1561، تاريخ أبي زرعة 1/ 633، الجرح والتعديل 8/ 426- 247 رقم 1118، المؤتلف لعبد الغني بن سعيد 47، تهذيب الكمال 3/ 1339، تحفة الأشراف 13/ 392 رقم 1296، الكاشف 3/ 136 رقم 5601، تهذيب التهذيب 10/ 191- 192 رقم 359، تقريب التهذيب 2/ 256 رقم 1203، خلاصة تذهيب التهذيب 380.
وعَنْه زيد ابن أسلم، وبُكَيْر بْن الأشجّ. وأسامة بْن زيد اللَّيْثي، وهشام بْن سعد. وثّقه ابن مَعِين. مات سنة ثماني عشرة ومائة.
565-
معاوية بن قرّة [1] ع ابن إياس بْن هلال، أَبُو إياس المُزَني البصريّ. عَنْ أَبِيهِ، وأَبِي أيّوب الأنصَارِيّ، وابن عَبَّاس، وأَبِي هُرَيْرَةَ، وابن عُمَر، ومَعْقِلِ بْن يَسار، وعبد الله ابن مُغَفَّلٍ، وعائذ بْن عَمْرو المُزَنّيين، وعدّة. وعَنْه ابنه إياس القاضي، وثابت البُنَانيّ، وخَالِد بْن مَيْسرة، وقَتَادة، وقُرّة بْن خَالِد، وشُعْبَة، والقاسم الحُدّاني، وشبيب بْن شَيْبة، وخلق آخرهم أَبُو عَوَانَة. سَمِعَ منه أَبُو عَوَانَة فَرْدَ حديثٍ، وهو أكبر شيْخ لَهُ. وثَّقه أَبُو حاتم [2] وغيره.
ويقال إنّه وُلد يوم الجمل، وكان يومُ الجمل فِي سنة ثلاثٍ وثلاثين مِنَ الهجرة. قَالَ معاوية بْن قُرّة: لقيت ثلاثين صحابيًّا [3] . وقَالَ ابن المبارك فِي كتاب «الزُّهد» [4] : أَنْبَأَ سُفْيان الثَّورِي قَالَ: وفد الحَجَّاج عَلَى عَبْد الملك بْن مروان، وممّن معه معاوية بْن قُرّة، فسأله عَنِ الحَجَّاج، فَقَالَ: إنْ صدقناكم
[1] الطبقات الكبرى 7/ 221، الطبقات لخليفة 207، تاريخ خليفة 257، التاريخ لابن معين 2/ 574، التاريخ الكبير 7/ 330 رقم 1413، الثقات للعجلي 432 رقم 1596، المعرفة والتاريخ 2/ 295- 296، و 3/ 46- 47، تاريخ أبي زرعة 1/ 636، الكنى والأسماء 1/ 115، الجرح والتعديل 8/ 378- 379 رقم 1734، المراسيل 201 رقم 368، الثقات لابن حبّان 5/ 413، مشاهير علماء الأمصار 92 رقم 674، تهذيب الكمال 3/ 382، تحفة الأشراف 13/ 392 رقم 1297، الكاشف 3/ 5632، سير أعلام النبلاء 5/ 153- 155 رقم 55، جامع التحصيل 348 رقم 778، تقريب التهذيب 2/ 261 رقم 1242، تهذيب التهذيب 10/ 216- 217 رقم 399، خلاصة تذهيب التهذيب 382.
[2]
الجرح والتعديل 8/ 379.
[3]
وقال: رأيت عدّة مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كثيرة منهم خمسة وعشرون من مزينة. (التاريخ الكبير 7/ 330) .
[4]
ص 477 رقم 1354.
قتلتمونا، وإنْ كَذَبْناكم خِفْنا اللَّه تَعالى، فنظر إِلَيْهِ الحَجَّاج، فَقَالَ عَبْد الملك:
لا تعرِضْ لَهُ، فنفاه الحَجَّاج إلى السَّنْد.
وقَالَ حمّاد بْن سَلَمَةَ: ثنا حَجَّاج الأسود، أنّ معاويةَ بْن قُرّة قَالَ: مِنْ يدلّني عَلَى رَجُل بكّاءٍ باللّيل بسّام بالنّهار. وقَالَ أسد بْن مُوسَى: ثنا عَوْن بْن مُوسَى، سَمِعَ معاوية بْن قُرّة يَقُولُ: لأنْ يكون فِي نَفاق أحبّ إليّ مِنْ كذا، أعُمَرُ بْن الْخَطَّاب يخشاه، وآمنُه أَنَا؟
قُلْتُ: كَانَ معاوية بْن قُرّة مِنْ جِلَّة علماء التَّابعين بالبصرة: تُوُفِّي بها سنة ثلاث عشرة ومائة، رحمة اللَّه تعالى.
قَالَ أَبُو عُبَيْد القاسم بْن سلام: قُرّة بْن إياس مِنْ مُزَيْنَة، ومُزَيْنَة امْرَأَة، وهي بنت كلب بْن وَبْرة. وقَالَ ضَمْرَةُ، عن ابن شَوْذب، قَالَ: لقي الْحَسَنُ معاويةَ، فاعتنقه وضمّه إِلَيْهِ فما انشرح لذلك مُعَاويَة. وقَالَ عَوْن بْن مُوسَى:
سَمِعْتُ معاويةَ بْن قُرّة يَقُولُ: عوِّدوا نساءكم: «لا» . وقَالَ حَجَّاج بْن مُحَمَّد:
ثنا شُعْبَة: قُلْتُ لمعاوية: أكان أبوك مِنَ الصّحابة؟ قَالَ: لا، ولكنْ كَانَ عَلَى عهد النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قد حلب وصرّ. وقَالَ أَبُو دَاوُد: ثنا شُعْبَة، عَنْ معاوية بْن قُرّة، عَنْ أَبِيهِ، إِنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وقد حلب وَصَرَّ.
566-
(معاوية بْن هشام)[1] بْن عَبْد الملك بْن مروان، أَبُو شاكر الأموي، الدمشقي، وهو والد صقر بني أُمَّية عَبْد الرَّحْمَن بْن معاوية الدّاخل إلى الأندلس، عند غَلَبة بني الْعَبَّاس عَلَى الأمر. وكان مُعَاويَة هذا جوادًا ممدَّحًا، ولي غزْوَ الصّائفة فِي خلافة أَبِيهِ غير مرّة، وكان البطّال عَلَى طلائعه، وقد افتتح عدَّة حُصون. مات سنة تسع عشرة ومائة.
[1] نسب قريش 167، المحبّر 441، المعارف 365، تاريخ خليفة 337- 341 و 343 و 345، 346 و 348- 349 و 353 و 360، تاريخ أبي زرعة 1/ 203، المعرفة والتاريخ 2/ 394، جمهرة أنساب العرب 93- 94، تاريخ اليعقوبي 2/ 328- 329، تاريخ الرسل والملوك (انظر فهرس الأعلام) 10/ 420، العيون والحدائق 3/ 90- 91 و 107 و 121، الكامل في التاريخ 5/ 179- 182، النجوم الزاهرة 2/ 284، معجم بني أمية 177 رقم 361، وانظر:
تاريخ دمشق (مخطوط الظاهرية) 16/ 391 ب.
567-
(مَعْبَد بْن خَالِد الْجَدَلي الكوفي القاصّ العابد)[1] ع- أبو القاسم. رَوى عَنْ جَابِر بْن سَمُرَة، والمستورد بْن شدّاد، وحارثة بْن وهب، وعَنْ مسروق، وعَبْد اللَّه بْن شدّاد بْن الهاد، وطائفة. وعَنْه حَجَّاج بْن أرطأة، ومِسْعَر، وسُفْيان، وشُعْبَة. وثّقوه، ومات سنة ثماني عشرة ومائة.
568-
(المغيرة بْن حكيم الصنعاني)[2] من أبناء فارس.
روى عَنْ أَبِيهِ، وابن عُمَر، وصفية بنت شيبة، وأم كُلْثُوم بنت وطاوس، وغيرهم.
وعَنْه، ابن جُرَيْج، وجرير بْن حازم، وعَبْد العزيز بْن أَبِي رواد، وعقيل بْن خَالِد، وآخرون.
وثَّقه ابن مَعِين [3] وغيره.
569-
(المغيرة بْن سَعِيد البَجَلي الكوفي)[4] ، لعنه اللَّه.
قَالَ أَبُو مُحَمَّد بْن حَزْمٍ [5] فِي الْمِلَلِ وَالنِّحَلِ: كان يقول إن معبوده على
[1] الطبقات لخليفة 160، التاريخ الكبير 7/ 399 رقم 1744، الثقات للعجلي 433 رقم 1599، المعرفة والتاريخ 3/ 89 و 226، الجرح والتعديل 8/ 280 رقم 1284، الثقات لابن حبّان 7/ 494، مشاهير علماء الأمصار 166 رقم 1314، تهذيب الكمال 3/ 1348- 1349، الكاشف 3/ 141 رقم 5637، تهذيب التهذيب 10/ 221- 222 رقم 404، تقريب التهذيب 2/ 261 رقم 1248، خلاصة تذهيب التهذيب 382.
[2]
انظر ترجمته في: التاريخ الكبير للبخاريّ 7/ 317، ومشاهير علماء الأمصار لابن حبان 124، وتهذيب التهذيب لابن حجر 10/ 258 وله ذكر عند ابن سعد في الطبقات الكبرى 5/ 367 وتقريب التهذيب لابن حجر 2/ 268، والتاريخ لابن معين 2/ 579 رقم 4420، وتاريخ أبي زرعة 1/ 609 رقم 1732.
[3]
هو يحيى بن معين بن عون أبو زكريا المرّي، ولد في خلافة أبي جعفر المنصور سنة 158 في آخرها، ومات بالمدينة سنة 233 هـ. قيل إنه خلّف مائة قمطر من الكتب وأربعة عشر قمطرا.
[4]
ترجمته في ميزان الاعتدال 4/ 160- 162، الجرح والتعديل 8/ 223، التاريخ لابن معين 2/ 579 رقم 2527.
[5]
المتوفى 456 هـ. له: «الفصل في الملل والأهواء والنحل» . أما «الملل والنحل» فهو عنوان كتاب للشهرستاني المتوفى 548 هـ. وهو المقصود هنا.
صورة رَجُل عَلَى رأسه تاج وإن أعضاءه عَلَى عدد حروف الهجاء [1] . وإنه لما أراد أن يخلق الخلق تكلم باسمه [2] أفطار فوقع عَلَى تاجه ثم كتب بإصبعه أعمال العباد مِنَ المعاصي والطاعات، فلما رأى المعاصي ارفضّ عرقًا، فاجتمع مِنْ عَرَقِهِ بحران أحدهما ملح مظلم والثاني عذب، فاطّلع فِي البحر فرأى ظلّه فأخذه فقلع عيني ظلّه فخلق مِنْ عيني ظلّه الشمس والقمر، وخلق الكُفّار مِنَ البحر الملح [3] .
وقَالَ أَبُو بَكْر بْن عيّاش [4] : رأيت خَالِد بْن عَبْد اللَّه [5] حين أتى بالمغيرة بْن سَعِيد وأصحابه فقتل منهم رجلا ثم قَالَ للمغيرة أخيه- وكان يريهم أَنَّهُ يحيى الموتى- فقَالَ: والله ما أحيي الموتى: فأمر الأمير خَالِد بطن [6] قصب فأضرم نارًا ثُمَّ قَالَ للمغيرة: اعتنقه، فتمنّع، فعدا رَجُل مِنْ أصحابه فاعتنقه فأكلته النار، فَقَالَ خَالِد: هذا والله كَانَ أحق بالرياسة منك! ثم قتله [7] وقتل أصحابه.
قَالَ ابن عَوْن: سَمِعْتُ إبْرَاهِيم النَّخْعي يَقُولُ: إياكم والمغيرة بْن سَعِيد وأبا عَبْد الرَّحْمَن فإنهما كذّابان.
ورَوى الفضل بْن مُوسَى السيناني، عمّن أخبره، عَنِ الشَّعْبي أَنَّهُ قَالَ للمغيرة بْن سَعِيد: ما فعل حبّ عليٍّ رضي الله عنه؟ قَالَ فِي العَظْم واللَّحم [8] والعُرُوق، فَقَالَ الشَّعْبي: اجمعه قبل أن يغلي.
[1] في: التبصير في الدين: «على صورة حروف الهجاء» .
[2]
أي الأعظم، كما في «الملل والنحل» للشهرستاني.
[3]
في «الملل والنحل» : «ثم خلق الخلق كله من البحرين فخلق المؤمنين من البحر النيّر والكفّار من البحر المظلم» .
[4]
هو شعبة بن عياش بن سالم الأسدي الكوفي المتوفى سنة 194 هـ. بالكوفة. عالم بالقراءات. وقد اختلفوا في اسمه. (انظر: تقريب التهذيب 2/ 399) .
[5]
ستأتي ترجمته في الطبقة التالية. وهو القسري.
[6]
الطن: بضم الطاء، حزمة القصب. (القاموس المحيط للفيروزآبادي) .
[7]
كان قتله في سنة 119 هـ. (انظر: الطبري 7/ 128 و 129) .
[8]
في ميزان الاعتدال 4/ 160 «العظم والعصب والعروق» .
وقَالَ شبابة: ثنا عَبْد الأعلى بْن أَبِي المساور [1] : سَمِعْتُ المغيرة الكذّاب يَقُولُ: إن اللَّه يأمر بالعدل (عَليّ) والإحسان (فاطمة) وإيتاء ذي القربى (الحَسَن، والحُسَين) وينهى عَنِ الفحشاء (أَبِي بَكْر) والمنكر (عُمَر) والبغي (عثمان) .
ورَوى أَبُو معاوية، عن الأعمش قال: أدركت الناس يسمّونهم الكذّابين ولا عليكم أن لا تذكروا ذَلِكَ عني فإني لا آمنهم أن يقولوا وجدنا الأعمش عَلَى امْرَأَة، وقد آتاني المغيرة بْن سَعِيد فوثب وثبة صار فِي قبلة البيت فقلت:
ما شأنك؟ قال: إن حيطانكم نجسة. فقلت: أكان عليّ يحيى الموتى؟ قَالَ:
إي والذي نفسي بيده لو شاء لأحيا عادًا وثمود. قُلْتُ: مِنْ أَيْنَ علمت؟ قَالَ:
إني أتيت رجلا مِنْ أهل البيت فتفل فِي فيّ فما بقي شيء إلا وأنا أعلمه، ثم تنفس الصعداء. فقلت: ما شأنك؟ قَالَ: طوبى لمن رَوى مِنْ ماء الفرات.
قُلْتُ: وهل لنا شراب غيره؟ قَالَ: أترى أشرب منه: قُلْتُ: فمن أَيْنَ تشرب؟
قَال: مِنْ بئر لبعض هَؤُلاءِ المرجئة [2] .
وعَنْ أَبِي يوسف القاضي، أن الأعمش قَالَ: لما وقع المغيرة [3] فيما وقع مِنَ الخزي أتيته فَقَالَ: يا أَبَا مُحَمَّد طوبى لمن شرب شربة مِنْ ماء الفرات، قُلْتُ: أو لست عَلَى أفنية الفرات؟ قَالَ: يختلسه عنا أصحاب ابن هبيرة.
وقَالَ الجوزجاني: قتل المغيرة بْن سَعِيد عَلَى ادّعاء النُّبُّوة [3] .
وقَالَ أَبُو عَوَانَة، عَنِ الأعمش قَالَ: أتاني المغيرة بْن شُعْبَة فذكر عليًّا وذكر
[1] في الأصل «المسافر» والتصويب من ميزان الاعتدال والخلاصة.
[2]
المرجئة: فرقة ظهرت أثناء الخلاف بين معاوية وعليّ، تكلمت في الإيمان والعمل، ووافقت الخوارج في بعض المسائل التي تتعلق بالإمامة. والمرجئة: الإرجاء على معنيين. أحدهما التأخير، والثاني إعطاء الرجاء. وإطلاق اسم المرجئة على الفرقة بالمعنى الأول هو الصحيح لأنهم كانوا يؤخرون العمل عن النيّة والقصد. (انظر: الملل والنحل للشهرستاني- 2/ 23 و 58) .
[3]
أحوال الرجال- ص 50 رقم 21.
الأنبياء ففضّل عليًّا عليهم ثم قَالَ: كَانَ عليّ بالبصرة فأتى أعمى فمسح يده عَلَى عينيه فأبصر ثم قَالَ للأعمى: أتحب أن ترى الكوفة؟ قَالَ: نعم، قَالَ:
فأمر بالكوفة فحملت إِلَيْهِ حتى نظر إليها ثم قَالَ لها: ارجعي، فرجعت، فقلت: سبحان اللَّه سبحان اللَّه، فلما رأى إنكاري عَلَيْهِ تركني وقام. وقد ذكره ابن عَدِيّ فِي الضعفاء [1] فقال: لم يكن بالكوفة ألعن مِنَ المغيرة بْن سَعِيد فيما يُرْوَى عَنْه مِنَ التزوير عَلَى عليّ رضي الله عنه وعلى أهل البيت وهو دائم الكذب عليهم [2] ولا أعرف لَهُ حديثًا مسندًا.
570-
(الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ)[3] ، بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هشام بْن المغيرة المخزومي أخو أَبِي بَكْر بْن عَبْد الرَّحْمَن. رَوى عَنْ أَبِيهِ.
وعَنْه: ابنه يحيى، وابن إسحاق، ومالك بْن أنس.
وكان سيدًا جوادًا سخيًا غازيًا مجاهدًا، ولا أعلم بِهِ بأسًا إن شاء اللَّه، وهو مقلّ. أرسل عَنِ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، وعَنْ خَالِد بْن الوليد.
قَالَ الواقدي: خرج المغيرة إلى الشّام غير مرة غازيًا وكان فِي جيش مَسْلَمةُ الذين احتبسوا بالروم- يعني بقسطنطينية- حتى أقفلهم عُمَر بْن عَبْد العزيز، وذهبت عنيه. وكان ثقة قليل الحديث.
وقَالَ أَبُو حاتم: صالح الحديث.
قُلْتُ: الأخبار فِي جودة وبذله كثيرة.
571-
(المغيرة بْن فروة الدمشقي)[4]- د- عَنْ معاوية بْن أبي سفيان، ومالك بن هبيرة.
[1] الكامل في ضعفاء الرجال 6/ 2352.
[2]
كان أبو جعفر محمد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب يقول: «اللَّهمّ إني أبرأ إليك من المغيرة بن سعيد وبيّان» . (طبقات ابن سعد 5/ 321) .
[3]
مات في ولاية يزيد بن عبد الملك (التاريخ الكبير 7/ 320، المشاهير 74، ميزان الاعتدال 4/ 164، الجرح والتعديل 8/ 325، التاريخ لابن معين 2/ 581 رقم 939) .
[4]
التاريخ الكبير 7/ 320، تهذيب التهذيب 10/ 267، الخلاصة 385، الجرح 8/ 227، تاريخ أبي زرعة 2/ 695 رقم 2150- 2153 وفيه كنيته «أبو الأزهر» .
وعَنْه: عَبْد الله بْن العلاء بْن زيد، وسَعِيد بْن عَبْد العزيز.
572-
(المغيرة بْن النُّعْمان النَّخْعي الكوفي)[1] سوى ت- عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر وغيره.
وعَنْه: مِسْعَر، وسُفْيان، وشُعْبَة، وشَرِيك.
وثَّقه أَبُو دَاوُد. تُوُفِّي فِي حدود العشرين ومائة. وهو قليل الرواية.
573-
(مكحول بْن أَبِي مسلم)[2]- م 4- أبو عبد الله.
فقيه الشام وشيخ أهل دمشق.
أرسل عَنِ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم، وعَنْ أَبِي بْن كعب، وعُبَادَةُ بْن الصامت، وعَائِشَة، وطائفة.
ورَوى عَنْ: أَبِي أُمَامة، وواثلة بْن الأسقع، وأنس بْن مالك، وعَبْد الرَّحْمَن بْن غنم، وابن محيريز، ومحمود بْن الربيع، وأَبِي سلام الأسود، وأَبِي إدريس الخَوْلاني، وشرحبيل بْن السمط، وخلق كثير.
وعَنْه: أيّوب بْن مُوسَى، وثور بْن يزيد، والعلاء بْن الحارث، وعامر الأحول، وحجّاج بن أرطأة، وحفص بْن غيلان، وزيد بْن واقد، وابن زَبْر، والأَوزاعيّ، وسَعِيد بْن عَبْد العزيز، وابن إِسْحَاق، وعلى بْن أَبِي حملة، ومُحَمَّد بن راشد، وحميد الطويل، وخلق كثير.
وداره بدمشق فِي طرف سوق الأحد.
[1] التاريخ الكبير 7/ 325، ابن سعد 6/ 329، الجرح 8/ 231، الخلاصة 385.
[2]
مشاهير علماء الأمصار 114، البداية والنهاية 9/ 305، التاريخ الكبير 8/ 21، النجوم الزاهرة 1/ 272، مرآة الجنان 1/ 243، الإكمال 5/ 1، ابن سعد 7/ 453، حلية الأولياء 5/ 177، الجرح والتعديل 8/ 407، تذكرة الحفاظ 107، المعارف 452، طبقات الشيرازي 75، ميزان الاعتدال 4/ 177، تهذيب التهذيب 10/ 289، حسن المحاضرة 1/ 119، شذرات الذهب 1/ 146، وفيات الأعيان 5/ 280، الخلاصة 386، التاريخ لابن معين 2/ 584 رقم 5167. سير أعلام النبلاء 5/ 155 رقم 57 طبقات خليفة 310، تاريخ خليفة 345، التاريخ الصغير 2/ 272، تهذيب الأسماء واللغات 2/ 113 و 114، العبر 1/ 140، طبقات الحفاظ 42، تاريخ أبي زرعة 1/ 245 رقم 291- 295.
وكان أَبُوهُ مولى امْرَأَة مِنْ هُذَيْلٍ [1] ويقال هُوَ مِنْ أولاد كسرى [2] واسمه زبر.
وقيل: هُوَ زبر بْن شاذل بْن سند بْن شروان بن كسرى من سبي كابل [3] .
روى سَعِيد بْن عَبْد العزيز، عَن مكحول أَنَّهُ كَانَ يرمي ويقول: أَنَا الغلام الهذلي.
وأما عبد الله بن العلاء بْن زَبْر [4] فَقَالَ: سَمِعْتُ مكحولا يَقُولُ: كنت عبدًا لسعيد بْن العاص فوهبني لامرأة مِنْ هذيل فأنعم اللَّه عليّ- يعني بمصر- فما خرجت منها حتى ظننت أَنَّهُ لَيْسَ بها علم إلا وقد سمعته، ثم قدمت المدينة فما خرجت منها حتى ظننت أَنَّهُ لَيْسَ بها علم إلا وقد سَمِعْتُهُ، ثم لقيت الشَّعْبي فلم أر مثْلَه. رواها الوليد بْن مُسْلِم، عَنْه.
وقَالَ يحيى بْن حمزة، عَنْ أَبِي وهب الكلاعي- عَبْد الله بن عبيد-، عن مكحول قَالَ: أعتقت بمصر فلم أدع بها علمًا إلا حَوَيْته فيما أرى، ثم أتيت العراق فلم أدع بها علمًا إلا حويت عَلَيْهِ فيما أرى، ثم أتيت المدينة فكذلك ثم أتيت الشّام فغربلتها، كل ذَلِكَ أسأل عَنِ النقل، وذكر الحديث فِي النقل.
وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ: سَمِعْتُ مكحولا يقول: طفت الأرض كلها في طلب العلم.
وقَالَ الزُّهري: العلماء ثلاثة فذكر منهم مكحولا.
وقَالَ أَبُو حاتم الرازي: ما أعلم بالشام أفقه مِنْ مكحول.
وقَالَ ابن زيد: سَمِعْتُ الزهري يقول: العلماء أربعة: سعيد بالمدينة
[1] هذيل بن مدركة. كانت ديارهم حوالي مكة ولهم بها عدد وعدّة ومنعة. وفيهم نيّف وسبعون شاعرا مشاهير. (انظر: جمهرة أنساب العرب- ابن حزم 198) .
[2]
في البداية والنهاية: وكان نوبيا. وفي شذرات الذهب: كان مولى لامرأة من قيس.
[3]
بضم الباء واللام. أرض بين الهند ونواحي سجستان، ومدينتها العظمى «أو هند» . قال ابن الفقيه: كابل من ثغور طخارستان. (ياقوت 4/ 426) .
[4]
بفتح الزاي وسكون الباء الموحدة.
والشعبي بالكوفة، والحَسَن بالبصرة، ومكحول بالشّام.
وقَالَ سَعِيد بْن عَبْد العزيز: قَالَ مكحول: ما سَمِعْتُ شيئًا فاستودعته صدري إلا وجدته حين أريد. ثم قَالَ سَعِيد: كَانَ مكحول أفقه مِنَ الزُّهْرِيّ وكان بريئًا مِنَ القَدَر [1] .
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ: صحبت مكحولا فِي أسفار كثيرة يحمل فيها ديكًا لا يفارقه.
وقَالَ سَعِيد بْن عَبْد العزيز: أعطى مكحول مرة عشرة آلاف دينار فكان يعطي الرجل خمسين دينارًا ثمن الفرس.
وقَالَ عثمان بْن عطاء الخراساني: كَانَ مكحول يَقُولُ: كل من لا يستطيع أن يَقُولُ «قل» كَانَ أعجميًا [2] .
وقَالَ أَحْمَد الْعِجْلِيُّ: مكحول ثقة دمشقي.
وقَالَ ابن خراش: صَدُوق يرى القَدَر.
وقَالَ يحيى بْن مَعِين: كَانَ قَدَرِيًّا ثم رجع عَنْه.
وقَالَ الأَوزاعيّ: لم يبلغنا أن أحدًا مِنَ التابعين تكلم فِي القدر إلا الحَسَن، ومكحول، فكشفنا عَنْ ذَلِكَ فإذا هُوَ باطل.
وقَالَ سَعِيد بْن عَبْد العزيز: جلس مكحول وعطاء بْن أَبِي رباح يفتيان النَّاسَ يعني فِي الموسم، فكان لمكحول الفضل عَلَيْهِ حتى بلغا جزاء الصيد فكأن عطاء كَانَ أنفذ فِي ذَلِكَ منه. قَالَ سَعِيد: وسئل مكحول عَنِ الرجل يدرك مِنَ الجمعة ركعة فقال: ما أفتيت فيها منذ ثلاثين سنة.
قَالَ أَبُو زُرْعة: دلّنا قوله عَلَى أَنَّهُ أفتى فِي أيام عَبْد الملك.
قَالَ سَعِيد: وكان إذا سئل يَقُولُ: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا باللَّه، هذا رأي والرأي يخطئ ويصيب.
[1] فرقة من المرجئة الخوارج. (انظر: الشهرستاني 2/ 58 و 59) .
[2]
في البداية والنهاية لابن كثير: كان مكحول لا يستطيع أن يقول «قل» وإنما يقول «كل» .
وقَالَ إِسْمَاعِيل بْن عيّاش، عَنْ تميم بْن عطية قَالَ: كثيرًا ما كنت أسمع مكحولا يسأل فيقول: «ندانم» يعني: لا أدري.
وقَالَ سَعِيد بْن عَبْد العزيز: لم يكن عندنا أحد أحسن سمتًا فِي العبادة مِنْ مكحول، وربيعة بْن يزيد.
ورَوى غير واحد، عَنْ مكحول قَالَ: لأن أقْدَمَ فتُضْربَ عُنُقي أحب إليّ مِنْ أنْ ألي القضاء، ولأن أليَ القضاء أحبّ إليّ مِنْ أن أَلِيَ بيت المال.
وقَالَ: إن يكن فِي مخالطة النَّاسَ خير فالعزلة أسلم.
وقَالَ ابن جَابِر: أقبل يزيد بْن عَبْد الملك إلى مكحول فِي أصحابه فهممنا بالتوسعة فَقَالَ مكحول: مكانكم، دعوه يجلس حيث أدرك يتعلّم التواضع.
وقَالَ سَعِيد بْن عَبْد العزيز: كانوا يؤخّرون الصَّلاة فِي أيام الوليد بْن عَبْد الملك ويستحلفون النَّاسَ أنهم ما صلّوا، فأتى عَبْد اللَّه بْن أَبِي زكريّا فاستحلف ما صلّى فحلف، وأتى مكحول فاستحلف، فَقَالَ: فلِمَ جئنا إذًا؟
فترك.
ورَوى نُعَيم بْن حمّاد قَالَ: ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
كتب عمر بْن عَبْد العزيز أن انظروا إلى الأحاديث التي رواها مكحول فِي الدِّيات أحرقوها. قَالَ: فأُحرقت.
وقَالَ رجاء بْن أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْد مولى سُلَيْمَان قَالَ: ما سَمِعْتُ رجاء بْن حَيْوَة يلعن أحدًا إلا يزيد بْن المهلّب، ومكحولا.
قُلْتُ: لعنه لكلامه فِي القدر.
قَالَ عليّ بْن أَبِي حمله: كُنَّا عَلَى ساقية بأرض الروم والناس يمرُّون وذلك فِي الغَلَس وأَبُو شَيْبة يقصّ فدعا فَقَالَ: اللَّهمّ ارزقنا طيبًا واستعملنا صالحًا.
وقَالَ مكحول وهو في القوم: إن اللَّه لا يرزق إلا طيبا، ورجاء بن حيوة
وعديّ بْن عَدِيّ ناحية. فَقَالَ أحدهما لصاحبه: أتسمع؟ قَالَ: نعم فقيل لمكحول: إنهما سمعا قولك: فشُق عَلَيْهِ. فَقَالَ لَهُ عَبْد اللَّه بْن زيد: أَنَا أكفيك رحمًا قَالَ: فأتاه فأجرى ذكر مكحول وقَالَ: دعه أليس هُوَ صاحب الكلمة؟ قَالَ: فما تَقُولُ فِي رَجُل قتل يهوديًّا فأخذ منه ألف دينار فكان ينفق منها أرِزْقٌ رزقه اللَّه؟! قَالَ، كلٌّ مِنْ عند اللَّه. قَالَ ابن أَبِي حملة: أَنَا شهدتهما حين تكلّما.
وقَالَ عاصم بْن رجاء بْن حَيْوَة: جاء مكحول إلى أَبِي فَقَالَ: يا أَبَا المقدام إنهم يريدون دمي! قَالَ: قد حذَّرتك القرشيين ومُجالستَهم ولكن أدنَوْك وقرّبوك فحدّثتهم بأحاديث فلما أفشوها عنك كرهتها.
وقَالَ رجاء بْن أَبِي سَلَمَةَ: قَالَ مكحول: ما زلت مستقلا بمريعاتي حتى أعانهم عليّ رجاء، وذلك أَنَّهُ رَجُل أهل الشّام فِي أنفسهم.
ورَوى إبْرَاهِيم بْن عَبْد اللَّه بْن نُعَيم، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سألني مكحول خَلاء فأخليته فتشهّد ثم ذكر أَنَّهُ رفع إلى الضَّحَّاك بْن عَبْد الرَّحْمَن أَنَّهُ رأس القدرية فأمر الضَّحَّاك الحاجب أن لا يدخله كما يدخلني فِي الخاصة، فتّبرأ مكحول مِنْ ذَلِكَ وسأل أَبِي أن يعلم الضَّحَّاك ذَلِكَ ففعل حتى رددته إلى منزلته.
وقَالَ أَبُو مسهر: كَانَ سَعِيد بْن عَبْد العزيز يبرّئ مكحولا ويرفعه عَنِ القدر.
قَالَ أَبُو مسهر وطائفة: تُوُفِّي مكحول سنة ثلاث عشرة.
وقَالَ أَبُو نُعَيم، ودُحَيم: سنة اثنتي عشرة ومائة.
ويقال: سنة ثماني عشرة. وهو وَهْم.
574-
(مكحول أَبُو عَبْد اللَّه الأَزْدِيّ الْبَصْرِيّ)[1]- ب خ- عَنِ ابن عُمَر، وأنس بْن مالك. وعنه: عمارة بن زاذان، وهارون بن موسى، والربيع بن صبيح.
[1] التاريخ الكبير 8/ 22، تهذيب التهذيب 10/ 293، تقريب التهذيب 2/ 273، خلاصة التذهيب 387، الجرح 8/ 407، التاريخ لابن معين 2/ 584 رقم 3802، سير أعلام النبلاء 5/ 160 رقم 58.
قال أبو حاتم الرّازيّ: لا بأس به، ما أقرب أحاديثه عَنِ ابن عُمَر، وهو بصري.
وقال عباس، عن ابن مَعِين: ثقة.
575-
(المنهال بْن عَمْرو الأسدي)[1]- خ 4- مولاهم الكوفي.
عَنْ: أنس بْن مالك، وعَبْد الرَّحْمَن [2] وزِرّ بْن حبيش، وأَبِي عُمَر زاذان، وسَعِيد بْن جُبَيْر.
وعَنْه: حَجَّاج بْن أرطأة، وزيدُ بْن أَبِي أُنَيْسَةَ، وشُعْبَة، والمسعودي، وسوار بْن مُصْعَب، وآخرون.
ثم إن شُعْبَة ترك الرواية عَنْه لكونه سَمِعَ مِنْ داره آله طرب [3] .
ووثقه ابن مَعِين وغيره.
وقَالَ الدارَقُطْنيُّ: صَدُوق.
وقَالَ أَبُو مُحَمَّد بْن حزم: لَيْسَ بالقوي.
قُلْتُ: تفرّد بحديث منكر ونكير عَنْ زاذان عَنِ البَرَاء. وقد قرأ القرآن عَلَى سَعِيد بْن جُبَيْر. قرأ عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى القاضي.
وقَالَ الأَعْمَشُ [4] عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
نَزَلَ [5] الْقُرْآنُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا لَيْلَةَ الْقَدْرِ جُمْلَةً وَاحِدَةً فَدُفِعَ إِلَى جِبْرِيلَ فَكَانَ يُنَزِّلُهُ.
576-
(مُوسَى بْن أنس بن مالك)[6]- ع- عن أبيه.
[1] التاريخ الكبير 8/ 12، تهذيب التهذيب 10/ 319- 321، التقريب 2/ 278، ميزان الاعتدال 4/ 192. الخلاصة 388، الجرح 8/ 356، التاريخ لابن معين 2/ 590 رقم 1987، طبقات خليفة 160، معرفة القراء 2/ 315، سير أعلام النبلاء 5/ 184 رقم 64.
[2]
هو: ابن أبي ليلى.
[3]
قال الذهبي في الميزان: وهذا لا يوجب غمز الشيخ.
[4]
تفرّد الأعمش عن المنهال بالخبر المذكور. (الميزان 4/ 192) .
[5]
في الميزان: «أنزل» .
[6]
طبقات ابن سعد 7/ 192، الجرح 8/ 133، تهذيب التهذيب 10/ 335، التقريب
وعَنْه: ابن عَوْن، وعُبَيْد اللَّه بْن مُحْرِز، وشُعْبَة، وغيرهم.
وولي قضاء البصرة. وكان مِنْ ثقات البصريين.
577-
(مُوسَى بْن أَبِي تميم)[1] ، عَنْ سعيد بن يسار.
وعنه مالك وسليمان بن بلال.
578-
(مُوسَى بْن أَبِي عثمان التُّبّان)[2]- د ن ق-.
عَنْ: أَبِيهِ، وأَبِي يحيى الْمَكِّيّ، وسعيد بن جبير، وجماعة.
وعنه: أَبُو الزناد، وشُعْبَة، وسُفْيان.
وثَّقه ابن حِبّان.
579-
(موسى بن وردان)[3]- د ت ق- القرشي العامري المصري القاصّ أبو عمر مولى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ.
رَوى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وكعب بْن عجرة، وأَبِي سَعِيد، وجابر، وأنس بْن مالك، وسَعِيد بْن المسيّب. وأرسل عَنْ أَبِي الدِّرْداء، وجماعة.
وعَنْه: الحَسَن بْن ثَوْبَان، ومُحَمَّد بْن أبي حميد، وعياش بن عباس القتباني، واللَّيْث بْن سعد وابن لَهِيعَة، وضمام بْن إسماعيل، وآخرون.
وكان صاحب مال وتجارة. ضَعَّفَهُ ابْنُ مَعِينٍ.
وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ به بأس.
وقال أبو داود: ثقة.
قال ابن يونس: توفي سنة سبع عشرة ومائة.
[2] / 281.
[1]
تهذيب التهذيب 10/ 338، التقريب 2/ 281، الخلاصة، 30.
[2]
التاريخ الكبير 7/ 290، تهذيب التهذيب 10/ 360، التقريب 2/ 386، الخلاصة 391.
[3]
التاريخ الكبير 7/ 297، تهذيب التهذيب 10/ 376، التقريب 2/ 289، ميزان الاعتدال 4/ 226، المجروحين والضعفاء 2/ 239، البداية والنهاية 9/ 314، الخلاصة 393، الجرح 8/ 165، التاريخ لابن معين 2/ 597 رقم 864 و 5179 و 5196، المعرفة والتاريخ 2/ 492، سير أعلام النبلاء 5/ 107 رقم 43، شذرات الذهب 1/ 154.
580-
(موسى بن يسار المدني)[1]- م د ن ق- مولى قيس بْن مَخْرَمَة [2] .
سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ.
وعَنْه: ابن أخيه مُحَمَّد بْن إسحاق، ودَاوُد بْن قيس، وعَبْد الرَّحْمَن بْن الغسيل.
وثّقه ابن مَعِين.
581-
(ميمون بْن سُياه أَبُو بحر الْبَصْرِيّ)[3]- خ ن-.
كَانَ أسنّ مِنَ الحَسَن الْبَصْرِيّ. قاله كهمس.
رَوى عَنْ: جُنْدُب البجلي، وأنس بْن مالك، وشهر بْن حوشب، وغيرهم.
وعَنْه: حُمَيْد الطويل، وسلام بْن مسكين، ومنصور بْن سعد، وصالح المرّي، وحزم القُطَعي [4] .
وكان يقال لَهُ سيد القراء لعبادته وفضله رحمه الله. وثَّقه أَبُو حاتم.
وقَالَ أَبُو دَاوُد: لَيْسَ بذاك.
وضعّفه ابن مَعِين.
وحديثه بعُلُوٌّ فِي جزء الحفار [5] .
582-
(ميمون بن مهران الجزري)[6]- م 4-.
[1] الجرح 8/ 167، ميزان الاعتدال 4/ 226، تهذيب التهذيب 10/ 372، التقريب 2/ 289، التاريخ لابن معين 2/ 597 رقم 660، الخلاصة 393، التاريخ الكبير 7/ 398، سير أعلام النبلاء 5/ 106 رقم 41، العقد الثمين 7/ 310، تاريخ أبي زرعة 1/ 384 رقم 856.
[2]
هي في التاريخ الكبير 7/ 298 «ابن محرمة القرشي» . والأصح «مخرمة» بالخاء المعجمة.
[3]
الجرح 8/ 233، التاريخ الكبير 7/ 339، تهذيب التهذيب 10/ 388، التقريب 2/ 291، ميزان الاعتدال 2/ 233، الخلاصة 394، التاريخ لابن معين 2/ 598 رقم 3380.
[4]
في الأصل «القطيعي» ، والصواب «القطعي» بضم القاف وفتح الطاء، كما في: اللباب 2/ 271 وميزان الاعتدال وتهذيب التهذيب.
[5]
كذا في الأصل وفي طبعة القدسي 5/ 8 ولعلّه الصّفّار» .
[6]
الجرح 8/ 233، التاريخ الكبير 7/ 338، تهذيب التهذيب 10/ 290، الخلاصة 394 وله أخبار في طبقات ابن سعد 4/ 165 و 5/ 371 و 380، و 394 و 395 و 7/ 477، التاريخ لابن معين 2/ 599 رقم 5396، طبقات خليفة 319، المعرفة والتاريخ 2/ 389، حلية الأولياء 4/ 82، طبقات الفقهاء 77، العبر 1/ 147، سير أعلام النبلاء 5/ 71 رقم 28، تذكرة
الفقيه أبو أيوب عالم الجزيرة وسيّدها. أعتقته امْرَأَة مِنْ بني نصر بْن معاوية بالكوفة فنشأ بها ثم سكن الرقة.
ورَوى عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ، وعَائِشَة، وابن عباس، وابن عمر، وأم الدِّرْداء، وطائفة. وأرسل عَنْ عُمَر، والزُّبَيْر بن العوّام.
وعنه: ابنه عمر، وأبو بشر جعفر بن إياس، وحجاج بن أرطأة، وخصيف، وسالم بن أبي المهاجر، والأوزاعي، وجعفر بن برقان، ومعقل بن عبد الله، وأبو المليح الحسن بن عمر الرقيان [1] ، وخلق كثير.
قال أحمد بن حنبل: هو أوثق من عكرمة وقيل مولده عام توفي علي رضي الله عنه [2] .
وقد وثقه النسائي وغيره.
وروى سعيد بن عبد العزيز، عَنْ سُلَيْمَان بْن مُوسَى قَالَ: هَؤُلاءِ الأربعة علماء النَّاسَ فِي زمن هشام بْن عَبْد الملك: مكحول، والحَسَن، والزهري، وميمون بْن مهران.
ورَوى إِسْمَاعِيل بْن عُبَيْد اللَّه، عَنْ ميمون بْن مهران قَالَ: كنت أفضِّل عليَا عَلَى عثمان، فَقَالَ لي عُمَر بْن عَبْد العزيز: أيهما أحب إليك، رَجُل أسرع فِي الدماء أو رَجُل أسرع فِي المال؟ فرجعت وقلت: لا أعود. وقَالَ: كنت عند عُمَر بْن عَبْد العزيز فلما قمت قَالَ: إذا ذهب هذا وضُربَاؤه صار النَّاسَ بعده رجراجة [3] .
[ () ] الحفاظ 1/ 98، البداية والنهاية 9/ 314، طبقات الحفاظ 39، شذرات الذهب 1/ 154، تاريخ أبي زرعة 1/ 249.
[1]
في الأصل «الرقبان» والصحيح «الرّقيان» نسبة إلى مدينة الرّقّة.
[2]
أي سنة 40 هـ.
[3]
في تارج العروس: الرجرجة من الناس: من لا عقل له ومن لا خير فيه.. يقال رجراجة من الناس ورجرجة. وفي النهاية لابن الأثير: الناس رجاج بعد هذا الشيخ- يعني ميمون بن مهران- هم رعاع الناس وجهّالهم. والعبارة عند أبي زرعة 1/ 49 رقم 304: «قال عمر بن عبد العزيز: إذا ذهب هذا وضرباؤه فلم يبق من الناس إلّا رجاجة، يعني ميمون» .
قَالَ أَبُو المليح الرَّقّي: ما رأيت رجلا أفضل مِنْ ميمون بْن مهران. وقَالَ عَمْرو بْن ميمون بْن مهران: قَالَ أَبِي: وددت أن إصبعي قطعت من هاهنا وأني لم ألِ لعُمَر بْن عَبْد العزيز ولا لغيره.
قُلْتُ: كَانَ قد ولي لَهُ خراج الجزيرة وقضاءها.
وروي أن ميمون بْن مهران صلّى فِي سبعة عشر يومًا سبعة عشر ألف ركعة، فلما كَانَ فِي اليوم الثامن عشر انقطع فِي جوفه شيءٍ فمات. وعَنْ ميمون بْن مهران قَالَ: لا يكون الرجل تقيًا حتى يكون أشد محاسبة لنفسه مِنَ الشريك لشريكه، وحتى يعلم مِنْ أَيْنَ ملبسه ومشربه.
وقَالَ أَبُو المليح الرَّقّي: جاء رَجُل يخطب بنت ميمون بْن مهران، فَقَالَ: لا أرضاها لك لأنها تحب الحليّ وَالْحُلَلَ! قَالَ: فعندي هذا. قَالَ:
الآن لا أرضاك لها.
وقَالَ مَعْمَر بْن سُلَيْمَان، عَنْ فرات بْن السائب، عَنْ ميمون بْن مهران قَالَ:
ثلاث لا تبلونّ نفسك بهن: لا تدخل عَلَى السلطان وإن قُلْتُ: آمرُهُ بطاعة اللَّه، ولا تُصغينَّ سمعك الَّذِي هوى فإنك لا تدري ما يعلق بقلبك منه. ولا تدخل عَلَى امرأة وإن قُلْتَ: أُعلّمها كتاب اللَّه.
وقَالَ أَبُو المليح، عَنْ حبيب بْن أَبِي مرزوق قَالَ: قَالَ ميمون: وددت أن عيني ذهبت وبقيت الأخرى أتمتع بها وأني لم أعمل عملا قط. وقَالَ أَبُو المليح عَنْ ميمون قَالَ: لا تضرب المملوك فِي كل ذنب ولكن احفظ لَهُ، فإذا عصى اللَّه فعاقبه عَلَى المعصية وذكَّره الذنوب التي بينك وبينه.
وقَالَ أَبُو الحَسَن الميموني: قَالَ لي أَحْمَد بْن حنبل: إني لأُشَبِّه ورع جدِّك بورع ابن سيرين.
وقَالَ أَبُو المليح: قَالَ ميمون: إذا أتى أحد باب السلطان فاحتجب عَنْه فليأت بيتَ الرَّحْمَن فإنه مفتوح فليصلّ ركعتين وليسأل حاجته.
توفي ميمون سنة سبع عشرة ومائة على الصحيح [1] .
[1] في التاريخ الكبير 7/ 338 مات سنة 118 أو 117 هـ.