المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌[حرف الفاء] 527- فاطمة بنت الحسين [1] د ت ق ابنة - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ٧

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد السابع (سنة 101- 120) ]

- ‌الطَّبَقَةُ الْحَادِيَةَ عَشَرَةَ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةَ إِحْدَى وَمِائَةٍ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَمِائَةٍ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةَ ثَلاثٍ وَمِائَةٍ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةَ سِتٍّ وَمِائَةٍ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةَ سَبْعٍ وَمِائَةٍ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةَ ثَمَانٍ وَمِائَةٍ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةَ تِسْعٍ وَمِائَةٍ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةَ عَشْرٍ وَمِائَةٍ

- ‌تَرَاجِمُ أَعْيَانِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ عَلَى حُرُوفِ الْمُعْجَمِ

- ‌[حَرْفُ الأَلِفِ]

- ‌[حرف الباء]

- ‌[حرف التَّاءِ]

- ‌[حرف الثاء]

- ‌[حرف الْجِيمِ]

- ‌[حرف الْحَاءِ]

- ‌[حرف الخاء]

- ‌[حرف الدَّالِ]

- ‌[حرف الذَّالِ]

- ‌[حرف الرَّاءِ]

- ‌[حرف الزاي]

- ‌[حرف السين]

- ‌[حرف الشين]

- ‌[حرف الصاد]

- ‌[حرف الضاد]

- ‌[حرف الطاء]

- ‌[حرف الْعَيْنِ]

- ‌[حرف الْفَاءِ]

- ‌[حرف الْقَافِ]

- ‌[حرف الْكَافِ]

- ‌[حرف اللام]

- ‌[حرف الْمِيمِ]

- ‌[حرف النُّونِ]

- ‌[حرف الْهَاءِ]

- ‌[حرف الْوَاوِ]

- ‌[حرف الياء]

- ‌[الكنى]

- ‌الطَّبَقَةُ الثَّانِيَةُ عَشْرَةُ

- ‌ذِكْرُ سَنَةِ إِحْدَى عَشْرَةَ وَمِائَةٍ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ

- ‌[حوادث] سنة خمس عشرة وَمِائَةٍ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةِ سِتَّ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةِ سَبْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةِ ثَمَانِ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةِ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَةٍ

- ‌[حَوَادِثُ] سَنَةَ عِشْرِينَ وَمِائَةٍ

- ‌ذِكْرُ رِجَالِ هَذِهِ الطَّبَقَةِ عَلَى الْحُرُوفِ

- ‌[حَرْفُ الأَلِفِ]

- ‌[حرف الْبَاءِ]

- ‌[حرف التَّاءِ]

- ‌[حرف الثَّاءِ]

- ‌[حرف الْجِيمِ]

- ‌[حرف الحاء]

- ‌[حرف الْخَاءِ]

- ‌[حرف الذَّالِ]

- ‌[حرف الراء]

- ‌[حرف الزاي]

- ‌[حرف السين]

- ‌[حرف الشِّينِ]

- ‌[حرف الصاد]

- ‌[حرف الضاد]

- ‌[حرف الطاء]

- ‌[حرف العين]

- ‌[حرف الغين]

- ‌[حرف الفاء]

- ‌[حرف القاف]

- ‌[حرف اللام]

- ‌[حرف الميم]

- ‌[حرف النون]

- ‌[حرف الهاء]

- ‌[حرف الواو]

- ‌[حرف الياء]

- ‌[الكنى]

الفصل: ‌ ‌[حرف الفاء] 527- فاطمة بنت الحسين [1] د ت ق ابنة

[حرف الفاء]

527-

فاطمة بنت الحسين [1] د ت ق ابنة عليّ بن أبي طالب، أخت سُكَيْنَة [2] . روت عَنْ أبيها، وعَنْ عَائِشَةَ، وابن عَبَّاس، وعَنْ جدّتها فاطمة الزَّهراء مُرسِلا. وَعَنْهَا بنوها حسن، وإِبْرَاهِيم، وعَبْد اللَّه، وأمّ جَعْفَر، أولاد الحَسَن بْن الحَسَن بْن عليّ، ورَوى عَنْهَا أيضًا ابنُها مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرو بْن عثمان الديباج [3] ، وأَبُو المقدام هشام بْن زياد، وشَيْبة بْن نَعَامة، وآخرون.

قَالَ يحيى بْن بُكَيْر: ثنا اللَّيْث قَالَ: أَبَى الحُسَين أن يُستَأمر، فقاتلوه وقتلوه، وقتلوا ابنه وأصحابه، وَانْطَلَقَ بِبَنِيهِ عَلِيٍّ، وَفَاطِمَةَ، وَسُكَيْنَةَ، إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ، فَبَعَثَ بِهِمْ إِلَى يَزِيدَ، فَجَعَلَ سُكَيْنَةَ خَلْفَ سَرِيرِهِ لِئَلَّا تَرَى رَأْسَ أبيها. وقَالَ الزُّبَيْر وغيره: مات الحسن بن الحسن عَنْ فاطمة، فتزوجّها عَبْد اللَّه المُطَرِّف، ويقال: أصْدَقَها ألفَ ألفِ دِرهم. قَالَ ابن عُيَيْنَة: بقيت فاطمة إلى سنة نيِّف عشرة ومائة، وَيُرْوَى أنّها وَفَدت عَلَى هشام بْن عَبْد الملك.

528-

(فاطمة بنت عَبْد الملك بْن مروان)[4] تزوّجها ابن عمّها عمر بن عبد

[1] الطبقات الكبرى 8/ 473- 474، نسب قريش 51، المعارف 199- 200 و 213 و 333، التاريخ لابن معين 2/ 739، الثقات لابن حبّان 3/ 216، المعرفة والتاريخ 3/ 265، الكامل في التاريخ 5/ 518 و 522 و 6/ 216، تهذيب الكمال 3/ 1192، الكاشف 3/ 432 رقم 110، جامع التحصيل 394 رقم 1032، تهذيب التهذيب 12/ 442- 443 رقم 2863، تقريب التهذيب 2/ 609 رقم 5، خلاصة تذهيب التهذيب 494، التذكرة الحمدونية 1/ 482، جمهرة أنساب العرب 41 و 83.

[2]

في الأصل «مسكينة» وهو خطأ.

[3]

سمّي بذلك لجماله (الطبقات الكبرى 8/ 473) .

[4]

الأخبار الموفّقيات 209، جمهرة أنساب العرب 88، المعرفة والتاريخ 1/ 569- 571 و 600- 601، الكامل في التاريخ 4/ 517- 519 و 5/ 41 و 61 و 64 و 65.

ص: 442

العزيز، ثم خَلَف عليها سُلَيْمَان بْن دَاوُد بْن مروان بْن الحَكَم، وكان أعْوَر، فقيل: هذا الْخَلَفَ الأعور، فَوَلَدتْ لَهُ عَبْد الملك، وهشامًا. وحكى عَنْهَا عطاء بْن أَبِي رَبَاح، والمُغيرة بْن حكيم. تُوُفِّيت فِي خلافة أخيها هشام فيما أرى.

529-

(فاطمة الصُّغْرَى ابنة الإِمَام عليّ)[1] ن- بن أبي طالب. روت عن يبيها مُرسِلا، وعَنْ أسماء بنت عُمَيْس. وَعَنْهَا الحَكَم بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي نعم، وموسى الْجُهَني، ونافع بْن أَبِي نُعَيم، وآخرون. تزوّجت بغير واحد مِنْ أشراف قُرَيش، منهم ابن عمّها أَبُو سَعِيد بْن عَقِيل. وفي سُنَن النّسائيّ أنّ موسى الجهنيّ قال: دخلت عليها، فقيل لها: كم لك؟ فقالت: ستٌّ وثمانون سنة، قُلْتُ: ما سَمِعْتُ شيئًا؟ قالت: لا، ولكن أخبرَتْني أسماءُ بنتُ عُمَيْس أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«يا عليّ أنتَ منّي بمنزلة هارون مِنْ مُوسَى» [2] . تُوُفِّيت سنة سبعَ عشرةَ ومائة.

530-

(فاطمة بنت المنذر بن الزّبير بن العوّام)[3] ع- الأسديّة المدينة.

[1] المعارف 211، جمهرة أنساب العرب 125، تهذيب الكمال 3/ 1693، الكاشف 3/ 432 رقم 111، جامع التحصيل 394 رقم 1034، تهذيب التهذيب 12/ 443 رقم 2865، تقريب التهذيب 2/ 609 رقم 7، خلاصة تذهيب التهذيب 494.

[2]

أخرجه البخاري في فضائل أصحاب النبيّ، باب مناقب عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِب رضي الله عنه، وفي المغازي، باب غزوة تبوك، ومسلم رقم (2404) في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب من فضائل عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِب رضي الله عنه، والترمذي رقم (3731) في المناقب، باب مناقب عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِب رضي الله عنه، والإمام أحمد في المسند 1/ 170 و 177 و 179 و 182 و 184 و 185 و 3/ 32، والطبراني في المعجم الكبير 11/ 74 و 11087، ورواه خيثمة بن سليمان الأطرابلسي في فضائل الصحابة (انظر كتابنا من حديث خيثمة بن سليمان الأطرابلسي- ص 199 طبعة دار الكتاب العربيّ، بيروت 1980) ، وموضّح أوهام الجمع والتفريق للخطيب البغدادي 2/ 88، ومناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لابن المغازلي- ص 276 رقم 29 و 30 من كتاب المسند لأبي الحسين عبد الوهاب الكلابي، الملحق به في آخره، وتاريخ دمشق (ترجمة الإمام علي المستخرجة من تاريخ دمشق لابن عساكر- تحقيق محمد باقر المحمودي 1/ 321 وما بعدها) ، ومعجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي- بتحقيقنا- ص 240 رقم 196.

[3]

المعارف 492، الطبقات الكبرى 8/ 477، المعرفة والتاريخ 3/ 13، الثقات للعجلي 523 رقم 2109، تاريخ أبي زرعة 1/ 621، جمهرة أنساب العرب 123، تهذيب الكمال

ص: 443

رَوَتْ عَنْ جدّتها أسماء بنت أَبِي بَكْر، وأمّ سَلَمَةَ. رَوى عَنْهَا زوجها هشام بْن عُرْوَة، ومُحَمَّد بْن سُوقة، وإسحاق. وثّقها أَحْمَد الْعِجْلِيُّ [1] . وكانت أسنّ مِنْ زوجها بثلاث عشرة سنة.

531-

(الفضل بْن الحَسَن بْن عَمْرو بْن أُمَّية الضَّمْريّ)[2] حدث بمصر عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وابن عُمَر، وابن أمّ الحَكَم. رَوى عَنْه ابنه حسن، وعُبَيْد اللَّه بْن أَبِي جَعْفَر، ويزيد بن أبي حبيب، وعيّاش بن عقبة، وابن إسحاق، وآخرون. ما أعلم بِهِ بأسًا.

532-

الفضل [3] بْن قُدَامة [4] أَبُو النَّجْم الْعِجْلِيُّ الراجز، مِنْ طبقة العَجَّاج فِي الرَّجْز، وربّما قدَّمه بعضُهم عَلَى العَجَّاج. لَهُ مدائح فِي هشام بن عبد الملك وغيره. ومن رَجْزِه:

أوْصَيْتُ مِنْ بَرَّةَ قلبًا حُرَّا

بالكلب خيرا والحماة شرّا

[2] / 6693، الكاشف 3/ 432 رقم 114، تهذيب التهذيب 12/ 444 رقم 2869، تقريب التهذيب 2/ 609 رقم 11، خلاصة تذهيب التهذيب 494.

[1]

الثقات 523.

[2]

التاريخ الكبير 7/ 114- 115 رقم 505، الثقات للعجلي 383 رقم 1350، الجرح والتعديل 7/ 60 رقم 346، تهذيب الكمال 2/ 1095، الكاشف 2/ 328 رقم 4531، تهذيب التهذيب 8/ 269- 270 رقم 502، تقريب التهذيب 2/ 110 رقم 32، الثقات لابن حبّان 5/ 296، خلاصة تذهيب التهذيب 308.

[3]

قال أبو عمرو الشيبانيّ: اسمه المفضّل، وقال ابن الأعرابي: اسمه الفضل، هكذا نقل أبو الفرج في الأغاني 10/ 150 وساق نسبه إلى ربيعة بن نزار. وذكره ابن حزم بالفضل أيضا في الجمهرة.

[4]

الشعر والشعراء 2/ 502- 507 رقم 110، المعارف 97، عيون الأخبار 2/ 86 و 4/ 51 و 58، العقد الفريد 1/ 175 و 318- 319 و 3/ 7- 12، الأمالي 1/ 57 (بالهامش) و 108 و 2/ 134 و 145 و 233، ذيل الأمالي 70، الأغاني 10/ 150- 161، طبقات الشعراء لابن سلّام 576، معجم الشعراء للمرزباني 310، الموشّح 213، سمط اللآلئ 327، أمالي المرتضى 1/ 40 و 216 و 350 و 2/ 147 و 266، ثمار القلوب 71، جمهرة أنساب العرب 314، معجم الشعراء في لسان العرب 423 رقم 1087، معاهد التنصيص 1/ 19- 26 و 77 و 78، خزانة الأدب 1/ 103، الكامل في الأدب للمبرّد 2/ 70، ديوان المعاني 1/ 113، محاضرات الأدباء للراغب 1/ 280، وانظر مقالة بعنوان: أمّ الأراجيز لأبي النجم العجليّ- لمحمد بهجة الأثري- نشرتها مجلة المجمع العلمي بدمشق- تموز وآب 1968- مجلّد 8- ج 7 و 8.

ص: 444

لا تَسْأمي خنقًا [1] لها وجَرًا

حتى تَرَى حلَو الحياةَ مُرَّا

ومن شعره:

لقد عَلِمَتْ عُرْسِي فلانةٌ أنّني

طويل سنى ناري بعيدٌ خُمُودُها

إذا حلَّ ضَيْفي بالفلاةِ فلم أجدْ

سوى مَنْبِتِ الأطنابِ شَبَّ وَقُودُها

وله:

والمرءُ كالحالم فِي المنام

يَقُولُ إنّي مُدْرِكُ أمامي

فِي قابلٍ ما فاتَني فِي العام

والمرءُ يُدْنيه مِنَ الحِمامِ

مَرُّ اللّيالي السُّودِ والأيامِ

إنّ الفَتَى يصحّ للأسقامِ

كالغرض المنصوبِ للسِّهامِ

أخطأ رامٍ وأصابَ رامِ

حكى الزُّبَيْر بْن بكّار قال: قَالَ هشام للشعراء: صِفُوا لي إِبلا، قَالَ أَبُو النَّجم: فذهب بي الرَّوِيُّ إلى أنْ قلت:

وصارت الشّمس كعين الأحول [2]

[1] في الأغاني 10/ 156 «ضربا» بدل «خنقا» . وفي الشعر والشعراء 2/ 506 اختلف الشطر الثاني من البيت فهو:

والحيّ عمّيهم بشرّ طرّا

[2]

قال ابن قتيبة في «عيون الأخبار 4/ 58» : «أنشد أبو النجم هشام بن عبد الملك أرجوزته التي أوّلها:

الحمد للَّه الوهوب المجزل

فلم يزل هشام يصفّق بيديه استحسانا لها، حتى إذا بلغ قوله في صفة الشمس:

فهي في الأفق كعين الأحول

صغواء قد كادت ولمّا تفعل

أمر بوجء رقبته وإخراجه، وكان هشام أحول» .

وقال ابن عبد ربّه الأندلسيّ في العقد الفريد 1/ 318: «وذكروا عن أبي النجم العجليّ أنه أنشد هشاما شعره الّذي يقول فيه:

الحمد للَّه الوهوب المجزل

وهو من أجود شعره، حتى انتهى إلى قوله:

والشمس في الجوّ كعين الأحول

وكان هشام أحول، فأغضبه ذلك، فأمر به فطرد، فأمّل أبو النجم رجعته، فكان يأوي إلى المسجد، فأرق هشام ذات ليلة فقال لحاجبه: ابغني رجلا عربيا فصيحا يحدّثني وينشدني، فطلب له ما سأل، فوجد أبا النجم، فأتى به، فلما دخل عليه قال: أين تكون منذ أقصيناك؟

ص: 445

فغضب هشام- وكان أحْوَل- فَقَالَ: أَخْرِجوا هذا، ثم بعد مدّة أُدْخِلْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: أَلَك أهْلٌ؟ قُلْتُ: نعم، وابنتان، قَالَ: هَلْ زوَّجْتَهُما؟ قُلْتُ:

إحداهما، قَالَ: فما أوصَيْتَها؟ قُلْتُ:

أوصيت مِنْ بَرَّةَ قلبًا حُرَّا

بالكلب خيرًا والحَماةِ شَرَّا

لا تسأمي خَنْقًا لها وجَرًّا

والحيُّ عُمِّيهم بشَرّ طُرَّا

وإنْ حَبَوُكِ ذَهَبًا ودُرًّا

حتى يَرَوْا حُلْوَ الحياةِ مُرّا

فضحك هشام حتى استلقى وقَالَ: ما هذه، وصيَّةُ يعقوب بَنِيه! قُلْتُ:

يا أمير المؤمنين، ولا أَنَا مثل يعقوب عليه السلام، قَالَ: فما زِدْتَها؟ قُلْتُ:

سبي الحماة وابْهَتِي عليها

وإنْ دَنَتْ فازدلفي إليها

واقرعي بالفهر مرفقيها

وظاهري اليد بِهِ عَلَيْهَا

لا تُخْبِري الدَّهْرَ بِهِ ابنَتَيْها

[ () ] قال: حيث ألقاني رسولك. قال: فمن كان أبا النجم أبا مثواك؟ قال: رجلين، أتغدّى عند أحدهما، وأتعشّى عند الآخر. قال: فما لك من الولد؟ قال: ابنتان قال: أزوّجتهما؟ قال:

زوّجت إحداهما. قال: فبم أوصيتها ليلة أهديتها؟ قال: قلت لها:

سبّي الحماة وابهتي عليها

وإن أبت فازدلقي إليها

ثم اقرعي بالعود مرفقيها

وجدّدي الخلف به عليها

قال: فهل أوصيتها بعد هذا؟ قال: نعم:

أوصيت من برّة قلبا برّا

بالكلب خيرا والحماة شرا

لا تسأمي خنقا لها وجَرًّا

والحيُّ عُمِّيهم بشَرّ طُرَّا

وإنْ كسوك ذهبا ودرّا

حتى يروا خلو الحياة مرّا

قال هشام: ما هكذا أوصى يعقوب ولده، قال أبو النجم: ولا أنا كيعقوب ولا ولدي كولده.

قال: فما حال الأخرى؟ قال: هي ظلّامة التي أقول فيها:

كأن ظلّامة أخت شيبان

يتيمة ووالداها حيّان

الرأس قمل كلّه وصئبان

وليس في الرّجل إلا خيطان

فهي التي يذعر منها الشيطان

قال هشام لحاجبه: ما فعلت بالدنانير التي أمرتك بقبضها؟ قال: هي عندي، وهي خمسمائة دينار. قال له: ادفعها لأبي النجم ليجعلها في رجلي ظلّامة مكان الخيطين» .

وراجع في ذلك الأغاني 10/ 155- 157، والشعر والشعراء 2/ 503، ومعاهد التنصيص 1/ 21- 23 وغيره.

ص: 446

وقال: فما فعلت أختها؟ قُلْتُ: دَرَجَت بين أبيات الحيّ ونَفَعَتْنا، قَالَ:

فما قُلْتُ فيها؟ قُلْتُ:

كأنّ ظَلامَةَ أختَ شَيْبانْ

يتيمةٌ ووالداها حَيَّانْ

الرأسُ قَمْلٌ كُلُّهُ وصِئْبَانْ

وليس فِي الرِّجْلَيْن إلا خَيْطانْ

فهي التي يَذْعر منها الشَّيْطَانْ

فَوَصَلني هشامُ بدنانير، وقَالَ: اجْعَلْها فِي رِجْلَيْ ظَلامَة. وهو القائل:

أنا أبو النّجم وشعري شعري [1]

[1] وبعده:

للَّه درّي ما يجنّ صدري

(أمالي المرتضى 1/ 350) .

ص: 447