الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثانيا: كتب الحديث فى العصر العباسى
كان اهتمام المشتغلين بالحديث فى العصر الأموى منصرفا- فى المقام الأول- إلى كتابة الروايات، وهو ما عرف بمصطلح «تقييد العلم» وإلى جمع النصوص المتفرقة وهو ما عرف بمصطلح «التدوين» وإلى تأليف رسائل مفردة لتحقيق هدف بعينه. وفى أواخر العصر الأموى وأوائل العصر العباسى رتبت المادة ترتيبا مبوّبا حسب الموضوعات المختلفة وهو ما عرف بمصطلح «تصنيف الحديث» . أما فى النصف الثانى من القرن الثانى للهجرة، فقد رتبت المادة وفق أسماء الصحابة الذين أخذوا عن الرسول فظهرت كتب «المساند» وفى هذا الوقت أيضا ظهرت كتب الطبقات الأولى للمحدثين.
وأقدم كتاب ذو ترتيب منهجى نعرفه هو: كتاب السنن فى الفقه لمكحول ابن أبى مسلم الشامى (المتوفى سنة 112 هـ/ 730 م أو 116 هـ، انظر. ابن النديم، Goldziher ،Muh.II 212، 227 والمراجع الأخرى المذكورة فى الاعلام للزركلى 8/ 212).
ولكن البداية المعترف بها بصفة عامة لتصنيف الأحاديث تقع ما بين سنتى 125 هـ/ 742 م و 150 هـ/ 767 م، وذلك فى زمان وضع فيه كل من ابن إسحاق وأبى مخنف وعوانة بن الحكم، وغيرهم مؤلفاتهم فى مجال تدوين التاريخ، وهذه المؤلفات الجامعة الشاملة ذات الترتيب المنهجى إنما جمعت من الرسائل المفردة السابقة.
وتحمل الكتب الأولى ذات الترتيب المنهجى عناوين مثل «مصنّف» ، «سنن» و