الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فَقَالَ هَذَا ملك نزل الأَرْض لم ينزل قطّ فَسلم فَقَالَ أبشر بنورين اتيتهما لم يؤتهما نَبِي قبلك فَاتِحَة الْكتاب وخواتيم سُورَة الْبَقَرَة لن تقْرَأ بِحرف مِنْهُمَا إِلَّا أَعْطيته (م)) // الحَدِيث أخرجه مُسلم كَمَا قَالَ المُصَنّف رحمه الله وَهُوَ من حَدِيث ابْن عَبَّاس رضي الله عنهما قَالَ بَينا جِبْرِيل قَاعِدا الحَدِيث الخ وَأخرجه من حَدِيثه أَيْضا النَّسَائِيّ وَالْحَاكِم وَقَالَ صَحِيح على شَرطهمَا (قَوْله نقيضا) بالنُّون وَالْقَاف وَالضَّاد الْمُعْجَمَة وَهُوَ الصَّوْت (قَوْله لم ينزل قطّ) هَذَا يدل على انه نزل بِالْفَاتِحَةِ وخواتيم سُورَة الْبَقَرَة ملك غير جِبْرِيل وَقيل إِن جِبْرِيل نزل قبل هَذَا الْملك معلما ومخبرا بنزول الْملك فَهُوَ مشارك لَهُ فِي إنزالها وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ إِن جِبْرِيل نزل بهَا أَولا بِمَكَّة ثمَّ أنزل هَذَا الْملك ثَانِيًا بثوابها (قَوْله بنورين) قد فسرهما بقوله فَاتِحَة الْكتاب وخواتيم سُورَة الْبَقَرَة (قَوْله إِلَّا أَعْطيته) أَي أَعْطَيْت ثَوَابه أَو أعطَاهُ الله ثَوَاب مَا اشْتَمَل عَلَيْهِ من الدُّعَاء كَمَا فِي خَوَاتِيم سُورَة الْبَقَرَة فَإِنَّهَا دُعَاء وَهَكَذَا الْفَاتِحَة فَأَنَّهَا ثَنَاء وَدُعَاء كَمَا ثَبت فِي صَحِيح مُسلم وَغَيره من حَدِيث أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول قَالَ الله سبحانه وتعالى قسمت الصَّلَاة بيني وَبَين عَبدِي نِصْفَيْنِ ولعبدي مَا سَأَلَ الحَدِيث //
فضل سُورَة الْبَقَرَة
(إِن الشَّيْطَان ليفر من الْبَيْت الَّذِي تقْرَأ فِيهِ سُورَة الْبَقَرَة (م)) // الحَدِيث أخرجه مُسلم كَمَا قَالَ المُصَنّف رحمه الله وَهُوَ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ لَا تجْعَلُوا بُيُوتكُمْ مَقَابِر إِن الشَّيْطَان يفر من الْبَيْت الَّذِي تقْرَأ فِيهِ سُورَة الْبَقَرَة وَأخرجه أَيْضا من حَدِيثه النَّسَائِيّ وَالتِّرْمِذِيّ (قَوْله يفر من الْبَيْت الَّذِي تقْرَأ فِيهِ سُورَة الْبَقَرَة) ظَاهره أَنه يفر إِذا سَمعهَا مرّة وَلَا يعود بعد ذَلِك لِأَن بِقِرَاءَتِهَا مرّة فِي الْبَيْت قد صدق على هَذِه الْقِرَاءَة بِهَذِهِ السُّورَة فِي الْبَيْت أَنَّهَا قُرِئت فِيهِ وَلَكِن سَيَأْتِي تَقْيِيد هَذَا الْمَنْع
بِثَلَاثَة أَيَّام أَو ثَلَاث لَيَال وَأخرجه الْحَاكِم وَصَححهُ عَن ابْن عَبَّاس مَوْقُوفا عَلَيْهِ قَالَ اقْرَءُوا سُورَة الْبَقَرَة فَإِن الشَّيْطَان لَا يدْخل بَيْتا تقْرَأ فِيهِ سُورَة الْبَقَرَة وَحسن إِسْنَاده الْمُنْذِرِيّ وَفِي أول الحَدِيث دَلِيل على أَنه مَا يَنْبَغِي للْإنْسَان أَن يتْرك الْقِرَاءَة فِي بَيته وَأَنه يَنْبَغِي أَن يَجْعَل فِي بَيته جُزْءا من تِلَاوَته وبعضا من صلَاته الَّتِي يتَنَفَّل بهَا //
(اقْرَءُوا الْبَقَرَة فَإِن أَخذهَا بركَة وَتركهَا حسرة وَلَا تستطيعها البطلة (م)) // الحَدِيث أخرجه مُسلم كَمَا قَالَ المُصَنّف رحمه الله وَهُوَ من حَدِيث أبي أُمَامَة الْبَاهِلِيّ رضي الله عنه قَالَ سَمِعت رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول اقْرَءُوا الْقُرْآن فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْم الْقِيَامَة شَفِيعًا لأَصْحَابه اقْرَءُوا الزهراوين الْبَقَرَة وَآل عمرَان فَإِنَّهُمَا يأتيان يَوْم الْقِيَامَة كَأَنَّهُمَا غمامتان أَو غيابتان أَو كَأَنَّهُمَا فرقان من طير صواف تحاجان عَن أصحابهما اقْرَءُوا سُورَة الْبَقَرَة فَإِن أَخذهَا بركَة وَتركهَا حسرة وَلَا تستطيعها البطلة قَالَ مُعَاوِيَة بن سَلام بَلغنِي أَن البطلة السَّحَرَة (قَوْله والبطلة) بِفَتْح الْبَاء والطاء وَاللَّام يُقَال أبطل إِذا جَاءَهُ بِالْبَاطِلِ وَقيل هم الشجعان من أهل الْبَاطِل //
(لكل شَيْء سَنَام وسنام الْقُرْآن الْبَقَرَة (ت. حب. مس)) // الحَدِيث أخرجه التِّرْمِذِيّ وَابْن حبَان وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك كَمَا قَالَ المُصَنّف رحمه الله وَهُوَ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لكل شَيْء سَنَام وَإِن سَنَام الْقُرْآن سُورَة الْبَقَرَة وفيهَا آيَة هِيَ سيدة آي الْقُرْآن آيَة الْكُرْسِيّ قَالَ التِّرْمِذِيّ حسن غَرِيب وَصَححهُ ابْن حبَان وَالْحَاكِم وَأخرجه ابْن حبَان فِي صَحِيحه من حَدِيث سهل بن سعد رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِن لكل شَيْء سناما وَإِن سَنَام الْقُرْآن سُورَة الْبَقَرَة من قَرَأَهَا فِي بَيته لَيْلًا لم يدْخل الشَّيْطَان بَيته ثَلَاث لَيَال وَمن قَرَأَهَا فِي بَيته نَهَارا لم يدْخل الشَّيْطَان بَيته ثَلَاثَة أَيَّام (قَوْله لكل شَيْء سَنَام) سَنَام الشَّيْء أَعْلَاهُ
فَالْمَعْنى أَن سُورَة الْبَقَرَة أَعلَى الْقُرْآن وأرفعه قيل وَالْمرَاد بِكَوْنِهَا سناما لِلْقُرْآنِ أَنَّهَا جمعت من الْأَحْكَام مَا لم يجمعه غَيرهَا وَقيل لطولها طولا يزِيد على كل سُورَة من سور الْقُرْآن وَالظَّاهِر أَن هَذِه الْفَضِيلَة لَهَا ثَابِتَة من غير نظر إِلَى طولهَا أَو جمعهَا لكثير من الْأَحْكَام وَلِهَذَا كَانَ أَخذهَا بركَة وَكَانَ الشَّيْطَان يفرمن الْبَيْت الَّذِي تقْرَأ فِيهِ //
(من قَرَأَهَا لَيْلًا لم يدْخل الشَّيْطَان بَيته ثَلَاث لَيَال وَمن قَرَأَهَا نَهَارا لم يدْخل الشَّيْطَان بَيته ثَلَاثَة أَيَّام (حب)) // الحَدِيث أخرجه ابْن حبَان فِي صَحِيحه كَمَا قَالَ المُصَنّف رحمه الله وَهُوَ من حَدِيث سهل بن سعد رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِن لكل شَيْء سناما وَإِن سَنَام الْقُرْآن سُورَة الْبَقَرَة من قَرَأَهَا الحَدِيث الخ وَقد قدمنَا لفظ هَذَا الحَدِيث فِي شرح الحَدِيث الَّذِي قبله وَفِيه دَلِيل أَن قرَاءَتهَا لَيْلًا تمنع الشَّيْطَان من دُخُول الْبَيْت ثَلَاث لَيَال وقراءتها نَهَارا تمنع الشَّيْطَان من دُخُول الْبَيْت ثَلَاثَة أَيَّام فَيكون هَذَا الحَدِيث مُبينًا لحَدِيث أبي هُرَيْرَة الْمُتَقَدّم إِن الشَّيْطَان يفر من الْبَيْت الَّذِي تقْرَأ فِيهِ //
(أَعْطَيْت الْبَقَرَة من الذّكر الأول (مس)) // الحَدِيث أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك كَمَا قَالَ المُصَنّف رحمه الله وَهُوَ من حَدِيث معقل بن يسَار رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم اعْمَلُوا بِالْقُرْآنِ أحلُّوا حَلَاله وحرموا حرَامه وَاقْتَدوا بِهِ وَلَا تكفرُوا بِشَيْء مِنْهُ وَمَا تشابه عَلَيْكُم مِنْهُ فَردُّوهُ إِلَى الله وَإِلَى أولى الْعلم من بعدِي كَمَا يُخْبِرُوكُمْ وآمنوا بِالتَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيل وَالزَّبُور وَمَا أُوتى النَّبِيُّونَ من رَبهم وَلْيَسَعْكُمْ الْقُرْآن وَمَا فِيهِ من الْبَيَان فَإِنَّهُ شَافِع مُشَفع وَمَا حل مُصدق وَإِنِّي أَعْطَيْت سُورَة الْبَقَرَة من الذّكر الأول إِلَى آخر الحَدِيث وَقد قدمْنَاهُ فِي فَضَائِل الْفَاتِحَة لِأَن المُصَنّف ذكر طرفا مِنْهُ هُنَالك وطرفا مِنْهُ هُنَا فَذكر هُنَالك قَوْله وَأعْطيت فَاتِحَة الْكتاب من تَحت الْعَرْش وَهَذَا الْفضل هُوَ آخر هَذَا الحَدِيث وَذكر هُنَا قَوْله وَأعْطيت