الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السَّادِس) فِيمَا يتَعَلَّق بالأمور العلوية كسحاب ورعد وبرق ومطر وريح وهلال وقمر (الْبَاب السَّابِع) فِيمَا يتَعَلَّق بأحوال بني آدم من أُمُور مختلفات باخْتلَاف الْحَالَات (الْبَاب الثَّامِن) فِيمَا يهم من عوارض وآفات فِي الْحَيَاة إِلَى الْمَمَات (الْبَاب التَّاسِع) فِي ذكر ورد فَضله وَلم يخص بِوَقْت من الْأَوْقَات واستغفار يمحو الخطيئات وَفضل الْقُرْآن الْعَظِيم وسور مِنْهُ وآيات (الْبَاب الْعَاشِر) فِي أدعية صحت عَنهُ صلى الله عليه وسلم مطلقات غير مقيدات فجَاء بِحَمْد الله كَبِير الْمِقْدَار غَايَة فِي الِاخْتِصَار جَامعا للصحيح من الْأَخْبَار لم يؤلف مثله فِي الْأَعْصَار جمع بَين الذّكر النَّبَوِيّ والْحَدِيث المصطفوي وَالْخَيْر الدنيوي والأخروي لَو كتب بِمَاء الذَّهَب لَكَانَ من حَقه أَن يكْتب بل بسواد الأحداق لَاسْتَحَقَّ وَكَانَ أَجْدَر أَن يسطر على كل حَدِيث مِنْهُ صَحِيح مجرب أسأَل الله أَن ينفع بِهِ أَهله وَأَن يولينا جَمِيعًا فَضله وَأَن ينصر بِهِ كل مظلوم وَأَن يرْزق بِهِ كل محروم وَأَن يجْبر بِهِ كل مكسور وَأَن يُؤمن بِهِ كل مذعور وَأَن يفرج بِهِ عَن كل مكروب وَأَن يرد بِهِ عَن كل محروب انْتهى قَالَ رحمه الله
الْبَاب الأول
فِي
فضل الذّكر
وَالدُّعَاء وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على النَّبِي صلى الله عليه وسلم وآداب ذَلِك
فضل الذّكر
قَالَ صلى الله عليه وسلم قَالَ الله تَعَالَى (أَنا عِنْد ظن عَبدِي بِي وَأَنا مَعَه إِذا ذَكرنِي فَإِن ذَكرنِي فِي نَفسه ذكرته فِي نَفسِي وَإِن ذَكرنِي فِي ملاء ذكرته فِي ملاء خير مِنْهُ)(خَ. م) // الحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ وَمُسلم كَمَا قَالَ المُصَنّف رحمه الله وَهُوَ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه وَتَمَامه فَإِن اقْترب إِلَيّ شبْرًا اقْتَرَبت مِنْهُ
ذِرَاعا وَإِن اقْترب إِلَيّ ذِرَاعا اقْتَرَبت مِنْهُ باعا وَإِن أَتَانِي يمشي أَتَيْته هرولة وَأخرجه أَيْضا من حَدِيثه التِّرْمِذِيّ وَأخرجه أَحْمد فِي الْمسند من حَدِيث أنس رضي الله عنه وَأخرجه أَيْضا ابْن شاهين فِي التَّرْغِيب فِي الذّكر من حَدِيث ابْن عَبَّاس بِلَفْظ ابْن آدم إِن ذَكرتني فِي نَفسك ذكرتك فِي نَفسِي وَإِن ذَكرتني فِي مَلأ ذكرتك فِي مَلأ أفضل مِنْهُم وَأكْرم وَإِن دَنَوْت مني شبْرًا دَنَوْت مِنْك ذِرَاعا وَإِن دَنَوْت مني ذِرَاعا دَنَوْت مِنْك باعا وَإِن مشيت إِلَيّ هرولت إِلَيْك وَفِي إِسْنَاده معمر بن زَائِدَة قَالَ الْعقيلِيّ لَا يُتَابع على حَدِيثه وَأخرجه أَيْضا أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَأحمد فِي الْمسند من حَدِيث أنس أَيْضا بِلَفْظ إِذا تقرب مني عَبدِي شبْرًا تقربت مِنْهُ ذِرَاعا وَإِذا تقرب مني ذِرَاعا تقربت مِنْهُ باعا وَإِذا أَتَانِي يمشي أَتَيْته هرولة وَمن حَدِيث قَتَادَة أَيْضا وَأخرجه بِهَذَا الْإِسْنَاد البُخَارِيّ من حَدِيث قَتَادَة عَن أنس وَمن حَدِيث التَّمِيمِي عَنهُ أَيْضا وَأخرجه مُسلم أَيْضا من حَدِيث أبي ذَر رضي الله عنه بِلَفْظ وَمن تقرب مني شبْرًا تقربت مِنْهُ ذِرَاعا وَمن تقرب مني ذِرَاعا تقربت مِنْهُ باعا وَمن أَتَانِي يمشي أَتَيْته هرولة وَأخرج البُخَارِيّ تَعْلِيقا من حَدِيث أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِن الله يَقُول أَنا مَعَ عَبدِي إِذا ذَكرنِي وتحركت بِي شفتاه قَوْله قَالَ الله تَعَالَى (أَنا عِنْد ظن عَبدِي بِي) فِيهِ ترغيب من الله عز وجل لِعِبَادِهِ بتحسين ظنونهم وَأَنه يعاملهم على حسبها فَمن ظن بِهِ خيرا أَفَاضَ عَلَيْهِ جزيل خيراته وأسبل عَلَيْهِ جميل تفضلاته ونثر عَلَيْهِ محَاسِن كراماته وسوابغ عطياته وَمن لم يكن فِي ظَنّه هَكَذَا لم يكن الله تَعَالَى لَهُ هَكَذَا وَهَذَا هُوَ معنى كَونه سبحانه وتعالى عِنْد ظن عَبده فعلى العَبْد أَن يكون حسن الظَّن بربه فِي جَمِيع حالاته ويستعين على تَحْصِيل ذَلِك باستحضاره مَا ورد من الْأَدِلَّة الدَّالَّة على سَعَة رَحْمَة الله سبحانه وتعالى كَحَدِيث أبي هُرَيْرَة فِي الصَّحِيحَيْنِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لما قضى الله أَمر الْخلق كتب كتابا فَهُوَ عِنْده فَوق عَرْشه إِن رَحْمَتي سبقت غَضَبي وَفِي رِوَايَة
غلبت غَضَبي وكحديثه أَيْضا فِي الصَّحِيحَيْنِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِن لله مائَة رَحْمَة أنزل مِنْهَا رَحْمَة وَاحِدَة بَين الْجِنّ والأنس والبهائم والهوام فبها يتعاطفون وَبهَا يتراحمون وَبهَا يعْطف الْوَحْش على وَلَده وَأخر الله تسعا وَتِسْعين رَحمَه يرحم بهَا عباده يَوْم الْقِيَامَة وكحديث عمر بن الْخطاب رضي الله عنه فِي الصَّحِيحَيْنِ قَالَ قدم على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم سبى فَإِذا امْرَأَة من السَّبي قد تحلب ثديها تسْعَى إِذْ وجدت صَبيا فِي السَّبي فَأَخَذته فَأَلْصَقته بِبَطْنِهَا وأرضعته فَقَالَ لنا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَتَرَوْنَ هَذِه طارحة وَلَدهَا فِي النَّار فَقُلْنَا لَا وَهِي تقدر على أَن لَا تطرحه فَقَالَ الله أرْحم بعباده من هَذِه بِوَلَدِهَا وَمثل هَذَا مَا أخرجه أَبُو دَاوُد عَن بعض الصَّحَابَة قَالَ بَينا نَحن عِنْد النَّبِي صلى الله عليه وسلم إِذْ أقبل رجل عَلَيْهِ كسَاء وَفِي يَده شَيْء قد التف عَلَيْهِ فَقَالَ يَا رَسُول الله مَرَرْت بغيضة شجر فِيهَا أصوات فراخ طَائِر فأخذتهن فوضعتهن فِي كسائي فَجَاءَت أمهن فدارت على رَأْسِي فَكشفت لَهَا عَنْهُن فَوَقَعت عَلَيْهِنَّ فلففتهن بكسائي فهن أولاء معي فَقَالَ ضعهن فوضعتهن فَأَبت أمهن إِلَّا لزومهن فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أتعجبون لرحم أم الأفراخ بفراخها فوالذي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لله أرْحم بعباده من أم الأفراخ بفراخها ارْجع بِهن حَتَّى تضعهن من حَيْثُ أخذتهن وأمهن مَعَهُنَّ فَرجع بِهن وَمن هَذَا الْقَبِيل مَا ورد فِيمَن قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله وَهِي أَحَادِيث صَحِيحَة كَثِيرَة وَفِي الْبَاب أَحَادِيث لَا يَتَّسِع لَهَا إِلَّا مؤلف مُسْتَقل ويغنى عَن الْجَمِيع مَا أخبرنَا بِهِ الرب سبحانه وتعالى فِي كِتَابه من أَن رَحْمَتي وسعت كل شَيْء وَمن أَنه كتب على نَفسه الرَّحْمَة فَإِن هَذَا وعد من الله عز وجل وَهُوَ لَا يخلف على خلقه الْوَعْد وَخير مِنْهُ لِعِبَادِهِ وَهُوَ صَادِق الْمقَال على كل حَال //