المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ما يقال لهرب الشياطين - تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين

[الشوكاني]

فهرس الكتاب

- ‌السَّنَد

- ‌رِوَايَة المُصَنّف رَحْمَة الله للعدة

- ‌تحفة الذَّاكِرِينَ بعدة الْحصن الْحصين

- ‌تَرْجَمَة ابْن الْجَزرِي رحمه الله

- ‌خطْبَة ابْن الْجَزرِي رحمه الله

- ‌فِي‌‌ فضل الذّكروَالدُّعَاء وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على النَّبِي صلى الله عليه وسلم وآداب ذَلِك

- ‌ فضل الذّكر

- ‌دُعَاء عمر بن عبد الْعَزِيز رحمه الله

- ‌فضل الذّكر على الصَّدَقَة

- ‌استشكال بعض أهل الْعلم لهَذَا الحَدِيث وَالْجَوَاب عَنهُ

- ‌أفضل الْأَعْمَال ذكر الله

- ‌استشكال بعض أهل الْعلم

- ‌تَفْضِيل الذّكر على الْجِهَاد

- ‌مثل الَّذِي يذكر الله وَالَّذِي لَا يذكرهُ كالحي وَالْمَيِّت

- ‌فضل الدُّعَاء

- ‌بحث نَفِيس فِي كَون الدُّعَاء يرد الْقَضَاء

- ‌فضل الصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عليه وسلم

- ‌فصل فِي آدَاب الذّكر

- ‌فصل فِي آدَاب الدُّعَاء

- ‌سيد الْمجَالِس قبالة الْقبْلَة

- ‌مسح الْوَجْه باليدين فِي الدُّعَاء

- ‌وَجه التوسل بالأنبياء بالصالحين

- ‌فِي أَوْقَات الْإِجَابَة وَأَحْوَالهَا وأماكنها وَمن يُسْتَجَاب لَهُ وَبِمَ يُسْتَجَاب وَاسم الله الْأَعْظَم وأسمائه الْحسنى وعلامة الاستجابة وَالْحَمْد عَلَيْهَا

- ‌فصل فِي أَوْقَات الْإِجَابَة وَأَحْوَالهَا

- ‌فصل فِي أَمَاكِن الْإِجَابَة وَهِي الْمَوَاضِع الْمُبَارَكَة

- ‌فصل الَّذين يُسْتَجَاب دعاؤهم وَبِمَ يُسْتَجَاب

- ‌فصل فِي بَيَان اسْم الله الْأَعْظَم

- ‌ مَا ورد فِي تعْيين الِاسْم الْأَعْظَم

- ‌اخْتلف فِي الِاسْم الْأَعْظَم على نَحْو أَرْبَعِينَ قولا

- ‌أرجح مَا ورد فِي تعْيين الِاسْم الْأَعْظَم

- ‌فصل فِي فضل أَسمَاء الله الْحسنى

- ‌فصل فِي عَلامَة استجابة الدُّعَاء

- ‌فِيمَا يُقَال فِي الصَّباح والمساء وَاللَّيْل وَالنَّهَار خُصُوصا وعموما وأحوال النّوم واليقظة

- ‌فصل فِي أذكار الصَّباح والمساء

- ‌فصل فِيمَا يُقَال فِي اللَّيْل وَالنَّهَار جَمِيعًا

- ‌فصل فِيمَا يُقَال فِي النَّهَار

- ‌فصل فِيمَا يقْرَأ فِي اللَّيْل

- ‌فصل فِي النّوم واليقظة

- ‌فصل فِي آدَاب الرُّؤْيَا

- ‌فِيمَا يتَعَلَّق بالطهور وَالْمَسْجِد وَالْأَذَان وَالْإِقَامَة وَالصَّلَاة الرَّاتِبَة وصلوات منصوصات

- ‌فصل الطّهُور

- ‌فصل فِي أذكار الْخُرُوج إِلَى الْمَسْجِد

- ‌فصل الْأَذَان

- ‌فصل فِيمَا يُقَال فِي الصَّلَاة الْمَكْتُوبَة

- ‌سُجُود التِّلَاوَة

- ‌مَا يُقَال بَين السَّجْدَتَيْنِ

- ‌التَّشَهُّد

- ‌صفة الصَّلَاة على النَّبِي صلى الله عليه وسلم فِيهِ

- ‌فضل التَّطَوُّع

- ‌فصل الصَّلَوَات المنصوصات

- ‌صَلَاة الطّواف

- ‌صَلَاة الْكَعْبَة

- ‌صَلَاة الإستخارة

- ‌صَلَاة الزواج

- ‌صَلَاة التَّوْبَة

- ‌صَلَاة الْآبِق والضياع

- ‌صَلَاة حفظ الْقُرْآن

- ‌صَلَاة الضّر وَالْحَاجة

- ‌صَلَاة التَّسْبِيح

- ‌صَلَاة الْقدوم من السّفر

- ‌فصل الزَّكَاة

- ‌فصل السّفر

- ‌فصل الْحَج

- ‌فصل الْجِهَاد

- ‌فصل النِّكَاح

- ‌فِيمَا يتَعَلَّق بالشخص من أُمُور مختلفات بإختلاف الْحَالَات

- ‌فصل فِي نَفسه

- ‌فصل المَال وَالرَّقِيق وَالْولد

- ‌فصل الرُّؤْيَة

- ‌فصل فِي بَيَان مَا يُقَال عِنْد سَماع صياح الديكة وَغَيرهَا

- ‌فصل فِي كَيْفيَّة السَّلَام ورده

- ‌فِيمَا يهم من عوارض وآفات فِي الْحَيَاة إِلَى الْمَمَات

- ‌دُعَاء الكرب والهم وَالْغَم والحزن

- ‌مَا يُقَال عِنْد الْفَزع

- ‌مَا يُقَال لهرب الشَّيَاطِين

- ‌مَا يَقُوله من خدرت رجله

- ‌مَا يُقَال عِنْد الْغَضَب

- ‌فصل فِيمَا يَقُوله حد اللِّسَان

- ‌مَا يُقَال إِذا ابْتُلِيَ بِالدّينِ

- ‌مَا يَقُول لمن أُصِيب بِعَين

- ‌مَا يُقَال للمصاب بلمة من الْجِنّ

- ‌مَا يُقَال للمعتوه

- ‌مَا يُقَال للديغ

- ‌مَا يُقَال للمحروق

- ‌مَا يَقُول من احْتبسَ بَوْله أَو بِهِ حَصَاة

- ‌مَا يُقَال لمن بِهِ قرحَة أَو جرح

- ‌مَا يَقُول من أَصَابَهُ رمد

- ‌مَا يَقُول من حصل لَهُ حمى

- ‌مَا يَقُول من اشْتَكَى ألما أَو شَيْئا فِي جسده

- ‌مَا يَقُول إِذا عَاد مَرِيضا

- ‌مَا يَقُول المحتضر

- ‌مَا يَقُوله من مَاتَ لَهُ ولد

- ‌مَا يُقَال فِي العزاء

- ‌كَيْفيَّة الصَّلَاة على الْمَيِّت

- ‌مَا يُقَال إِذا وَضعه فِي الْقَبْر

- ‌مَا يُقَال إِذا فرغ من الدّفن

- ‌مَا يُقَال إِذا زار الْقُبُور

- ‌فصل الذّكر

- ‌حَدِيث البطاقة

- ‌فصل الاسْتِغْفَار

- ‌فضل الْقُرْآن الْعَظِيم وسور مِنْهُ وآيات

- ‌فضل سُورَة الْفَاتِحَة

- ‌فضل سُورَة الْبَقَرَة

- ‌فضل الْبَقَرَة وَآل عمرَان

- ‌فضل آيَة الْكُرْسِيّ

- ‌فضل آخر سُورَة الْبَقَرَة

- ‌فضل سُورَة الْأَنْعَام

- ‌فضل سُورَة الْكَهْف

- ‌فضل سُورَة يس

- ‌فضل سُورَة الْفَتْح

- ‌فضل سُورَة الْملك

- ‌فضل سُورَة الزلزلة

- ‌فضل سُورَة الْكَافِرُونَ

- ‌فضل إِذا جَاءَ نصر الله

- ‌فضل قل هُوَ الله أحد

- ‌فضل سورتي الفلق وَالنَّاس

الفصل: ‌ما يقال لهرب الشياطين

// الحَدِيث أخرجه أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ كَمَا قَالَ المُصَنّف رحمه الله وَهُوَ من حَدِيث عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ يعلمهُمْ من الْفَزع كَلِمَات أعوذ بِكَلِمَات الله التَّامَّة من غَضَبه وعقابه وَشر عباده وَمن همزات الشَّيَاطِين وَأَن يحْضرُون الحَدِيث وَقد قدمنَا الْكَلَام عَلَيْهِ وشرحنا مَا يحْتَاج مِنْهُ إِلَى شرح وَأخرجه أَيْضا النَّسَائِيّ وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حسن غَرِيب (قَوْله وَمن همزات الشَّيَاطِين) جمع همزَة وَهِي النخس والغمز وكل شَيْء همزته فقد دَفعته (قَوْله وَأَن يحْضرُون) بِكَسْر النُّون وَأَصله يحضرونني فحذفت النُّون الأولى لدُخُول الناصب عَلَيْهِ وحذفت الْيَاء تَخْفِيفًا وَبقيت نون الْوِقَايَة مَكْسُورَة لتدل على الْيَاء المحذوفة //

‌مَا يُقَال لهرب الشَّيَاطِين

(أَيَّة الْكُرْسِيّ (ت) وَكَذَا الْأَذَان (م) وَكَذَا إِذا تغولت الغيلان (مص)) // الحَدِيث أخرجه مُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه كَمَا قَالَ المُصَنّف رحمه الله وَهُوَ مروى من حَدِيث جَابر وَأبي هُرَيْرَة رضي الله عنهما وَسعد بن أبي وَقاص رضي الله عنه وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة هُوَ ثَابت فِي صَحِيح مُسلم عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَنه قَالَ إِن الشَّيْطَان إِذا نُودي بِالصَّلَاةِ ولى لَهُ حصاص أَي ضراط وَقد تقدم حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَغَيره فِي أَمر الشَّيْطَان الَّذِي جَاءَ يسرق تمر الصَّدَقَة فأرشده إِلَى قِرَاءَة آيَة الْكُرْسِيّ فَقَالَ صلى الله عليه وسلم فَلَقَد صدقك وَهُوَ كذوب فكون الشَّيْطَان يهرب من آيَة الْكُرْسِيّ هُوَ ثَابت فِي الصَّحِيحَيْنِ كَمَا قدمنَا وَحَدِيث سعد بن أبي وَقاص أخرجه الْبَزَّار قَالَ أمرنَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا تغولت لنا الغول أَو إِذا رَأينَا الغول أَن ننادي بِالْأَذَانِ قَالَ فِي مجمع الزَّوَائِد

ص: 305

وَرِجَاله ثِقَات إِلَّا أَن الْحسن الْبَصْرِيّ لم يسمع من سعد فِيمَا أَحسب وَلَفظ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط من حَدِيث أبي هُرَيْرَة الْمَذْكُور قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا تغولت لكم الغول فَنَادوا بِالْأَذَانِ فَإِن الشَّيْطَان إِذا سمع النداء أدبر وَله حصاص وَفِي إِسْنَاده عدي بن الْفضل وَهُوَ مَتْرُوك (قَوْله تغولت الغيلان) هم جنس من الْجِنّ قيل هم سحرتهم وَمعنى تغولت تلونت فِي صور وَالْمرَاد ادفعوا شَرها بِالْأَذَانِ وَقيل الغول بِالضَّمِّ هم السعالى وهم أَخبث الْجِنّ //

(وَمن ابتلى بالوسوسة فليستعذ بِاللَّه ولينته (خَ. م)) أَو ليقل آمَنت بِاللَّه وَرُسُله (م) الله أحد الله الصَّمد لم يلد وَلم يُولد وَلم يكن لَهُ كفوا أحد ثمَّ ليتفل عَن يسَاره ثَلَاثًا وليستعذ بِاللَّه من الشَّيْطَان الرَّجِيم وَمن فتنتة (س. د)) // الحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ كَمَا قَالَ المُصَنّف رحمه الله وَهُوَ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَأْتِي الشَّيْطَان أحدكُم فَلْيقل من خلق كَذَا من خلق كَذَا حَتَّى يَقُول من خلق رَبك فَإِذا بلغ فليستعذ بِاللَّه ولينته وَفِي لفظ لمُسلم من حَدِيثه فَلْيقل آمَنت بِاللَّه وَرُسُله وَفِي رِوَايَة لأبي دَاوُد وَالنَّسَائِيّ من حَدِيثه أَيْضا فَقولُوا {الله أحد الله الصَّمد لم يلد وَلم يُولد وَلم يكن لَهُ كفوا أحد} ثمَّ ليتفل عَن يسَاره ثَلَاثًا وليستعذ بِاللَّه من الشَّيْطَان الرَّجِيم وَفِي لفظ للنسائي ثمَّ ليتفل عَن يسَاره ثَلَاثًا وليستعذ بِاللَّه مِنْهُ وَمن فتنته وَفِي الحَدِيث دَلِيل على أَنه يجب على من بلغت بِهِ الوسوسة الشيطانيه إِلَى هَذَا الْحَد أَن يَنْتَهِي عَن ذَلِك وَيتْرك ويشتغل بِغَيْرِهِ مِمَّا يلهيه وَيصرف ذهنه عَنهُ وَيَقُول أمنت بِاللَّه وَيَتْلُو {قل هُوَ الله أحد} ويتفل ثَلَاثًا عَن يسَاره دفعا للشَّيْطَان الَّذِي قد أَتَى بِهَذِهِ الوسوسة ويستعيذ بِاللَّه مِنْهُ وَمن فتنته //

ص: 306

(وَإِن كَانَت الوسوسة فِي الْأَعْمَال فَإِن ذَلِك شَيْطَان يُقَال لَهُ خنزب فليتعوذ بِاللَّه مِنْهُ وليتفل عَن يسَاره ثَلَاثًا (م) // الحَدِيث أخرجه مُسلم كَمَا قَالَ المُصَنّف رحمه الله وَهُوَ من حَدِيث عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ أَنه أَتَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُول الله إِن الشَّيْطَان قد حَال بيني وَبَين صَلَاتي وقراءتي يلبسهَا عَليّ فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ذَاك شَيْطَان يُقَال لَهُ خنزب فَإِذا أحسسته فتعوذ بِاللَّه مِنْهُ واتفل عَن يسارك ثَلَاثًا قَالَ فَفعلت ذَلِك فأذهبه الله عني (قَوْله خنزب) بخاء مُعْجمَة مَكْسُورَة ثمَّ نون سَاكِنة ثمَّ زَاي مَفْتُوحَة ثمَّ بَاء مُوَحدَة قَالَ النَّوَوِيّ وَاخْتلف الْعلمَاء فِي ضبط الْخَاء مِنْهُ فَمنهمْ من فتحهَا وَمِنْهُم من كسرهَا وَهَذَانِ مشهوران وَمِنْهُم من ضمهَا حَكَاهُ ابْن الْأَثِير فِي نِهَايَة الْغَرِيب وَالْمَعْرُوف الْفَتْح وَالْكَسْر انْتهى وَأخرج أَبُو دَاوُد بِإِسْنَاد جيد عَن أبي زميل قَالَ قلت لِابْنِ عَبَّاس مَا شَيْء أَجِدهُ فِي صَدْرِي قَالَ مَا هُوَ قلت وَالله لَا أَتكَلّم بِهِ قَالَ لي أَشَيْء من شكّ وَضحك قَالَ مَا نجا مِنْهُ أحد حَتَّى أنزل الله سبحانه وتعالى {فَإِن كنت فِي شكّ مِمَّا أنزلنَا إِلَيْك} الْآيَة فَقَالَ إِذا وجدت فِي نَفسك شَيْئا فَقل هُوَ الأول وَالْآخر وَالظَّاهِر وَالْبَاطِن وَهُوَ بِكُل شَيْء عليم وَفِي الْبَاب أَحَادِيث كَثِيرَة مِنْهَا قَوْله صلى الله عليه وسلم نَحن أَحَق بِالشَّكِّ من إِبْرَاهِيم وَهُوَ فِي الصَّحِيح وَورد فِي بعض الْأَحَادِيث أَن هَذَا الشَّك هُوَ صَرِيح الْإِيمَان وَقد كتبنَا فِي ذَلِك رِسَالَة جَوَابا عَن سُؤال بعض الْأَعْلَام من أهل الديار الْبَعِيدَة فَليرْجع إِلَيْهَا فَإِن فِيهَا مَا يدْفع الشُّبْهَة وَيرْفَع الشَّك مَعَ الْجمع بَين الْأَحَادِيث الْوَارِدَة فِي هَذَا الشَّأْن //

(وَإِذا عطس فَلْيقل الْحَمد لله على كل حَال (خَ. د)) // الحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد كَمَا قَالَ المُصَنّف رحمه الله وَهُوَ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ إِذا عطس أحدكُم فَلْيقل الْحَمد لله وَليقل لَهُ أَخُوهُ أَو صَاحبه يَرْحَمك الله فَإِذا قَالَ لَهُ يَرْحَمك الله فَلْيقل يهديكم الله وَيصْلح بالكم وَزَاد أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ بِإِسْنَاد صَحِيح على كل حَال

ص: 307

(الْحَمد لله رب الْعَالمين (د 0 حب)) // الحَدِيث أخرجه أَبُو دَاوُد وَابْن حبَان كَمَا قَالَ المُصَنّف رحمه الله وَهُوَ من حَدِيث سَالم بن عبيد أَنه كَانَ فِي سفر فعطس رجل من الْقَوْم فَقَالَ السَّلَام عَلَيْك فَقَالَ عَلَيْك وعَلى أمك وَكَأن الرجل وجد أَي غضب أَو حزن نَفسه فَقَالَ إِنِّي لم أقل إِلَّا مَا قَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم عطس رجل عِنْد النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ السَّلَام عَلَيْكُم فَقَالَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم عَلَيْك وعَلى أمك إِذا عطس أحدكُم فَلْيقل الْحَمد لله رب الْعَالمين وَليقل لَهُ من يرد عَلَيْهِ يَرْحَمك الله وَليقل يغْفر الله لي وَلكم وَصَححهُ ابْن حبَان وَأخرجه أَيْضا من حَدِيثه النَّسَائِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ هَذَا حَدِيث اخْتلفُوا فِي رِوَايَته عَن مَنْصُور وَقد أدخلُوا بَين هِلَال بن سِنَان وَبَين سَالم رجلا //

(الْحَمد لله حمدا كثيرا طيبا مُبَارَكًا فِيهِ مُبَارَكًا عَلَيْهِ كَمَا يحب رَبنَا ويرضى (د 0 ت)) // الحَدِيث أخرجه أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ كَمَا قَالَ المُصَنّف رحمه الله وَهُوَ من حَدِيث رِفَاعَة بن رَافع رضي الله عنه قَالَ صليت خلف النَّبِي صلى الله عليه وسلم فعطست فَقلت الْحَمد لله حمدا كثيرا طيبا مُبَارَكًا فِيهِ مُبَارَكًا عَلَيْهِ كَمَا يحب رَبنَا ويرضى فَلَمَّا صلى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم انْصَرف فَقَالَ من الْمُتَكَلّم فِي الصَّلَاة فَقَالَ لَهُ رِفَاعَة بن رَافع أَنا يَا رَسُول الله قَالَ لَهُ كَيفَ قلت قَالَ قلت الْحَمد لله حمدا كثيرا طيبا مُبَارَكًا فِيهِ مُبَارَكًا عَلَيْهِ كَمَا يحب رَبنَا ويرضى فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لقد ابتدرها بضعَة وَثَلَاثُونَ ملكا أَيهمْ يصعد بهَا قَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن قَالَ كَأَن هَذَا الحَدِيث عِنْد بعض أهل الْعلم فِي التَّطَوُّع لِأَن غير وَاحِد من التَّابِعين قَالُوا إِذا عطس الرجل فِي الصَّلَاة الْمَكْتُوبَة إِنَّمَا يحمد الله فِي نَفسه وَلم يوسعوا لَهُ بِأَكْثَرَ من ذَلِك //

ص: 308

(وَليقل لَهُ يَرْحَمك الله (خَ 0 د 0 ت 0 س) وليرد عَلَيْهِ يهديكم الله وَيصْلح بالكم (خَ)) // الحَدِيث هُوَ طرف من حَدِيث أبي هُرَيْرَة الْمُتَقَدّم قَرِيبا وَقد ذكرنَا لَفظه (قَوْله بالكم) البال الشَّأْن وَالْمعْنَى أصلح الله شَأْنكُمْ وَقد قدمنَا حَدِيث أبي هُرَيْرَة الثَّابِت فِي الصَّحِيح الْوَارِد فِي التشميت بِلَفْظ حق الْمُسلم على الْمُسلم سِتّ وَمِنْهَا إِذا عطس فشمته وَالْأَحَادِيث الْوَارِدَة فِي التشميت متضمنة الْأَوَامِر كَقَوْلِه فليحمد الله وَليقل الآخر يَرْحَمك الله وَإِذا قَالَ يَرْحَمك الله فَلْيقل يهديكم الله وَيصْلح بالكم وَالْأَمر مَعْنَاهُ الْحَقِيقِيّ الْوُجُوب على مَا هُوَ الْحق فَالظَّاهِر وجوب الْحَمد عِنْد أَن يعطس الْعَاطِس ثمَّ وجوب أَن يَقُول لَهُ أَخُوهُ يَرْحَمك الله ثمَّ وجوب أَن يرد عَلَيْهِ بقوله يهديكم الله وَيصْلح بالكم وَالْأَصْل عدم وجود الصَّارِف عَن الْمَعْنى الْحَقِيقِيّ وَقد تَأَكد ذَلِك بِكَوْنِهِ من حق الْمُسلم على الْمُسلم وَقد قَالَ بِالْوُجُوب ابْن الْعَرَبِيّ الْمَالِكِي وَابْن أبي زيد كَمَا حكى ذَلِك ابْن الْقيم فِي زَاد الْمعَاد قَالَ وَلَا دَافع لَهُ بِحَدِيث البُخَارِيّ وَأَنه فرض عين //

(يغْفر الله لي وَلكم (د. ت. حب)) // الحَدِيث أخرجه أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن حبَان كَمَا قَالَ المُصَنّف رحمه الله وَهُوَ من حَدِيث رفاعه بن رَافع الْمُتَقَدّم قَرِيبا وَقد ذكرنَا لَفظه وَالْأولَى الْعَمَل بِمَا فِي الصَّحِيح من قَوْله يهديكم الله وَيصْلح بالكم وَلَا سِيمَا مَعَ الِاخْتِلَاف فِي إِسْنَاد هَذَا الحَدِيث كَمَا قدمنَا عَن التِّرْمِذِيّ وَأخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير والأوسط من حَدِيث ابْن مَسْعُود رضي الله عنه قَالَ كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنَا إِذا عطس أحدكُم فَلْيقل الْحَمد لله رب الْعَالمين فَإِذا قَالَ ذَلِك فَلْيقل من عِنْده يَرْحَمك الله فَإِذا قَالَ ذَلِك فَلْيقل يغْفر الله لي وَلكم وَفِي إِسْنَاده عَطاء بن السَّائِب وَقد اخْتَلَط //

(يَرْحَمنَا الله وَإِيَّاكُم وَيغْفر الله لنا وَلكم (ط))

ص: 309

// الحَدِيث أخرجه مَالك فِي الْمُوَطَّأ كَمَا قَالَ المُصَنّف رحمه الله وَهُوَ من حَدِيث ابْن عمر رضي الله عنهما مَوْقُوفا عَلَيْهِ أَنه كَانَ إِذا عطس فَقيل لَهُ يَرْحَمك الله قَالَ يَرْحَمنَا الله وَإِيَّاكُم وَيغْفر الله لنا وَلكم وَوَقع فِي بعض النّسخ فِي كتاب المُصَنّف هُنَا مَكَان رمز الْمُوَطَّأ رمز الطَّبَرَانِيّ وَهُوَ غلط وَقد قدمنَا أَن الأولى التشميت بِمَا ثَبت فِي الصَّحِيح وَهُوَ أَيْضا ثَبت بذلك اللَّفْظ الْمَذْكُور فِي الصَّحِيح من حَدِيث جمَاعَة فِي غير الصَّحِيح وأكثرها أَحَادِيث صَحِيحَة فَمَا يحسن الْعُدُول عَنْهَا إِلَى حَدِيث ضَعِيف أَو إِلَى قَول صَحَابِيّ //

(وَإِن كَانَ كتابيا قيل لَهُ يهديكم الله وَيصْلح بالكم (ت. د. مس)) // الحَدِيث أخرجه التِّرْمِذِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك كَمَا قَالَ المُصَنّف رحمه الله وَهُوَ من حَدِيث أبي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ كَانَ الْيَهُود يتعاطسون عِنْد النَّبِي صلى الله عليه وسلم يرجون أَن يَقُول لَهُم يَرْحَمكُمْ الله فَيَقُول لَهُم يهديكم الله وَيصْلح بالكم فَهَذَا لفظ التِّرْمِذِيّ قَالَ بعد إِخْرَاجه حسن صَحِيح وَكَذَا صَححهُ الْحَاكِم وَأخرجه أَيْضا النَّسَائِيّ وَفِي الحَدِيث تشميت الذِّمِّيّ بِهَذَا اللَّفْظ وَلَا يُقَال لَهُ إِذا عطس يَرْحَمك الله كَمَا يُقَال للْمُسلمِ //

(وَمن قَالَ كل عطسة الْحَمد لله رب الْعَالمين على كل حَال مَا كَانَ لم يجد وجع ضرس وَلَا أذن أبدا (مص. مو)) // الحَدِيث أخرجه ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه مَوْقُوفا كَمَا قَالَ المُصَنّف رحمه الله على عَليّ بن أبي طَالب رضي الله عنه وَيُمكن أَن يكون ذَلِك لشَيْء قد حفظه عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَيُمكن أَن يكون مُسْتَند ذَلِك التجريب وَمِمَّا يُؤَيّد الأول مَا أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط من حَدِيث حُذَيْفَة رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا عطس الْعَاطِس فشمته وَلَو خلف سَبْعَة أبحر وَمن شمت عاطسا ذهب عَنهُ ذَات الْجنب ووجع الضرس والأذنين وَفِي إِسْنَاده مُحَمَّد بن مُحصن الْعُكَّاشِي وَهُوَ مَتْرُوك //

(وَمن آدَاب العطاس) مَا أخرجه التِّرْمِذِيّ وَأَبُو دَاوُد من حَدِيث أبي

ص: 310