الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْحَاكِم فِي رِوَايَة أَسأَلك الْجنَّة وَأَعُوذ بك من النَّار (قَوْله يَا قيوم) هُوَ الَّذِي بِهِ قيام كل شَيْء وَهُوَ قَائِم على كل شَيْء //
فصل فِي فضل أَسمَاء الله الْحسنى
(أَسمَاء الله الْحسنى الَّتِي أمرنَا بِالدُّعَاءِ بهَا وَمن أحصاها دخل الْجنَّة وَلَا يحفظها أحد إِلَّا دخل الْجنَّة (خَ. م. ت. س. ق.)) // الحَدِيث أخرجه من ذكره المُصَنّف رحمه الله وَهُوَ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه وَأخرجه ايضا من حَدِيثه ابْن خُزَيْمَة وَأَبُو عوانه وَابْن جرير وَابْن أبي حَاتِم وَالطَّبَرَانِيّ وَابْن مَنْدَه وَابْن مرْدَوَيْه وَأَبُو نعيم وَالْبَيْهَقِيّ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِن لله تسعا وَتِسْعين اسْما مائَة إِلَّا وَاحِدًا من أحصاها دخل الْجنَّة إِنَّه وتر يحب الْوتر وَفِي لفظ ابْن مرْدَوَيْه وَأبي نعيم من دَعَا بهَا اسْتَجَابَ الله دعاءه وَفِي لفظ للْبُخَارِيّ وَلَا يحفظها أحد إِلَّا دخل الْجنَّة وَهَذَا اللَّفْظ يُفَسر معنى قَوْله أحصاها فالاحصاء هُوَ الْحِفْظ وَهَكَذَا قَالَ الْأَكْثَرُونَ وَقيل أحصاها قَرَأَهَا كلمة كلمة كَأَنَّهُ يعدها وَقيل أحصاها علمهَا وتدبر مَعَانِيهَا واطلع على حقائقها وَقيل أطَاق الْقيام بِحَقِّهَا وَالْعَمَل بمقتضاها وَالتَّفْسِير الأول هُوَ الرَّاجِح المطابق للمعنى اللّغَوِيّ وَقد فسرته الرِّوَايَة المصرحة بِالْحِفْظِ كَمَا عرفت وَهَذَا الحَدِيث قد ورد من طَرِيق جمَاعَة من الصَّحَابَة خَارج الصَّحِيحَيْنِ وَالْحجّة بِمَا فيهمَا على انْفِرَاده قَائِمَة //
(هُوَ الله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الرَّحْمَن الرَّحِيم الْملك القدوس السَّلَام الْمُؤمن الْمُهَيْمِن الْعَزِيز الْجَبَّار المتكبر الْخَالِق الباريء المصور الْغفار القهار الْوَهَّاب الرَّزَّاق الفتاح الْعَلِيم الْقَابِض الباسط الْخَافِض الرافع الْمعز المذل السَّمِيع الْبَصِير الحكم الْعدْل اللَّطِيف الْخَبِير الْحَلِيم الْعَظِيم الغفور الشكُور الْعلي الْكَبِير الحفيظ المقيت الحسيب الْجَلِيل الْكَرِيم الرَّقِيب الْمُجيب الْوَاسِع الْحَكِيم الْوَدُود الْمجِيد
الْبَاعِث الشَّهِيد الْحق الْوَكِيل الْقوي المتين الْوَلِيّ الحميد المحصي المبديء المعيد المحيي المميت الْحَيّ القيوم الْوَاجِد الْمَاجِد الْوَاحِد الْأَحَد الصَّمد الْقَادِر المقتدر الْمُقدم الْمُؤخر الأول الآخر الظَّاهِر الْبَاطِن الْوَالِي المتعالي الْبر التواب المنتقم الْعَفو الرءوف مَالك الْملك ذُو الْجلَال وَالْإِكْرَام المقسط الْجَامِع الْغَنِيّ الْمُغنِي الْمَانِع الضار النافع النُّور الْهَادِي البديع الْبَاقِي الْوَارِث الرشيد الصبور (ت. حب)) // الحَدِيث أخرجه التِّرْمِذِيّ وَابْن حبَان كَمَا قَالَ المُصَنّف رحمه الله وَهُوَ من حَدِيث أَبى هُرَيْرَة رضي الله عنه وَأخرجه من حَدِيثه ابْن خُزَيْمَة وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَالْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَالتِّرْمِذِيّ رَوَاهُ عَن الْجوزجَاني عَن صَفْوَان بن صَالح عَن الْوَلِيد بن مُسلم عَن شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا وَقَالَ بعد إِخْرَاجه هَذَا حَدِيث غَرِيب وَقد روى من غير وَجه عَن أبي هُرَيْرَة وَلَا نعلم فِي شَيْء من الرِّوَايَات ذكر الْأَسْمَاء الْحسنى إِلَّا فِي هَذَا الحَدِيث انْتهى وَرَوَاهُ الْآخرُونَ من طَرِيق صَفْوَان بِإِسْنَادِهِ الْمَذْكُور وَأخرجه ابْن ماجة من طَرِيق أُخْرَى عَن مُوسَى بن عقبَة عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه مَرْفُوعا فروى الْأَسْمَاء الْمُتَقَدّمَة بِزِيَادَة ونقصان وَذكره آدم بن أبي إِيَاس بِسَنَد آخر وَلَا يَصح وَقد صَححهُ ابْن حبَان وَالْحَاكِم من حَدِيث أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه وَقَالَ النَّوَوِيّ فِي الْأَذْكَار أَنه حَدِيث حسن وَقَالَ ابْن كثير فِي تَفْسِيره وَالَّذِي عول عَلَيْهِ جمَاعَة من الْحفاظ أَن سرد الْأَسْمَاء مدرج فِي هَذَا الحَدِيث وَإِنَّمَا ذَلِك كَمَا رَوَاهُ الْوَلِيد بن مُسلم وَعبد الْملك
ابْن مُحَمَّد الصغاني عَن زُهَيْر بن مُحَمَّد أَنه بلغه عَن غير وَاحِد من أهل الْعلم أَنهم قَالُوا ذَلِك أَي أَنهم جمعوها من الْقُرْآن كَمَا روى جَعْفَر بن مُحَمَّد وسُفْيَان بن عُيَيْنَة وَأَبُو زيد اللّغَوِيّ قَالَ ثمَّ ليعلم أَن الْأَسْمَاء الْحسنى لَيست بمنحصرة فِي التِّسْعَة وَالتسْعين بِدَلِيل مَا رَوَاهُ الإِمَام أَحْمد فِي مُسْنده عَن يزِيد بن هَارُون عَن فُضَيْل بن مَرْزُوق عَن أبي سَلمَة الْجُهَنِيّ عَن الْقَاسِم بن عبد الرَّحْمَن عَن أَبِيه عَن عبد الله بن مَسْعُود رضي الله عنه عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَنه قَالَ مَا أصَاب أحدا قطّ هم وَلَا حزن فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي عَبدك وَابْن عَبدك وَابْن أمتك ناصيتي بِيَدِك مَاض فِي حكمك عدل فِي قضاؤك أَسأَلك بِكُل اسْم هُوَ لَك سميت بِهِ نَفسك أَو أنزلته فِي كتابك أَو عَلمته أحدا من خلقك أَو استأثرت بِهِ فِي علم الْغَيْب عنْدك أَن تجْعَل الْقُرْآن الْعَظِيم ربيع قلبِي وَنور بَصرِي وجلاء حزني وَذَهَاب همي وغمي إِلَّا أذهب الله همه وغمه وحزنه وأبدله مَكَانَهُ فَرحا قيل يَا رَسُول الله أَلا نتعلمها فَقَالَ بلَى يَنْبَغِي لمن سَمعهَا أَن يتعلمها //
وَلَا يخفاك أَن هَذَا الْعدَد قد صَححهُ إمامان وَحسنه إِمَام فَالْقَوْل بِأَن بعض أهل الْعلم جمعهَا من الْقُرْآن غير سديد وَمُجَرَّد بُلُوغ وَاحِد أَنه رفع ذَلِك لَا ينتهض لمعارضة الرِّوَايَة وَلَا تدفع الْأَحَادِيث بِمثلِهِ وَأما الحَدِيث الَّذِي ذكره عَن الإِمَام أَحْمد فغايته أَن الْأَسْمَاء الْحسنى أَكثر من هَذَا الْمِقْدَار وَذَلِكَ لَا يُنَافِي كَون هَذَا الْمِقْدَار هُوَ الَّذِي ورد التَّرْغِيب فِي إحصائه وَحفظه وَهَذَا ظَاهر مَكْشُوف لَا يخفى وَمَعَ هَذَا فقد أخرج سرد الْأَسْمَاء بِهَذَا الْعدَد الَّذِي ذكره التِّرْمِذِيّ وَابْن مرْدَوَيْه وَأَبُو نعيم من حَدِيث ابْن عَبَّاس وَابْن عمر رضي الله عنهم قَالَا قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَاهُ وَأخرج ابْن أبي الدُّنْيَا وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَأَبُو الشَّيْخ وَابْن مرْدَوَيْه كِلَاهُمَا فِي التَّفْسِير وَأَبُو نعيم فِي الْأَسْمَاء الْحسنى وَالْبَيْهَقِيّ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه بِلَفْظ إِن لله تسعا وَتِسْعين اسْما من أحصاها دخل الْجنَّة أسأَل الله الرَّحْمَن الرَّحِيم الْإِلَه
الرب الْملك القدوس السَّلَام الْمُؤمن الْمُهَيْمِن الْعَزِيز الْجَبَّار المتكبر الْخَالِق البارئ المصور الْحَكِيم الْعَلِيم السَّمِيع الْبَصِير الْحَيّ القيوم الْوَاسِع اللَّطِيف الْخَبِير الحنان المنان البديع الغفور الْوَدُود الشكُور الْمجِيد المبدئ المعيد النُّور البارئ (وَفِي لفظ) الْقَائِم الأول الآخر الظَّاهِر الْبَاطِن الْعَفو الْغفار الْوَهَّاب الْفَرد (وَفِي لفظ) الْقَادِر الْأَحَد الصَّمد الْوَكِيل الْكَافِي الْبَاقِي المغيث الدَّائِم المتعالي ذَا الْجلَال وَالْإِكْرَام الْمولى النصير الْحق الْمُبين الْوَارِث الْمُنِير الْبَاعِث الْقَدِير (وَفِي لفظ) الْمُجيب المحيي المميت الحميد (وَفِي لفظ) الْجَمِيل الصَّادِق الحفيظ الْمُحِيط الْكَبِير الْقَرِيب الرَّقِيب الفتاح التواب الْقَدِيم الْوتر الفاطر الرَّزَّاق الْعلي الْعَظِيم الْغَنِيّ الْملك المقتدر الأكرم الرؤوف الْمُدبر الْمَالِك القاهر الْهَادِي الشاكر الْكَرِيم الرفيع الشَّهِيد الْوَاحِد ذَا الطول ذَا المعارج ذَا الْفضل الخلاق الْكَفِيل الْجَلِيل وَفِي إِسْنَاده ضعف وَفِي الْبَاب غير مَا ذكر وَقد أَطَالَ الْكَلَام أهل الْعلم على الْأَسْمَاء الْحسنى قَالَ ابْن حزم جَاءَت فِي إحصائها يَعْنِي الْأَسْمَاء الْحسنى أَحَادِيث مضطربة لَا يَصح مِنْهَا شَيْء أصلا وَبَالغ بَعضهم فِي تكثيرها حَتَّى قَالَ ابْن الْعَرَبِيّ فِي شرح التِّرْمِذِيّ حاكيا عَن بعض أهل الْعلم أَنه جمع من الْكتاب وَالسّنة من أَسمَاء الله تَعَالَى ألف اسْم انْتهى
وانهض مَا ورد فِي إحصائها الحَدِيث الَّذِي ذكره المُصَنّف فلنتكلم على تَفْسِير مَا اشْتَمَل عَلَيْهِ بِاخْتِصَار
(فَنَقُول) الله علم دَال على المعبود بِحَق دلَالَة جَامِعَة لجَمِيع مَعَاني الْأَسْمَاء الْآتِيَة وَالَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ صفته والرحمن الرَّحِيم صفتان للْمُبَالَغَة من الرَّحْمَة وَالْملك ذُو الْملك وَالْمرَاد بِهِ الْقَدِير على إِيجَاد مَا يَشَاء واختراع مَا يُرِيد والقدوس المنزه عَن صِفَات النَّقْص وَالسَّلَام الْمُسلم عباده عَن المهالك أَو ذُو السَّلامَة من كل آفَة وَنقص وَالْمُؤمن الْمُصدق رسله أَو الَّذِي أَمن الْبَريَّة والمهيمن الرَّقِيب المبالغ فِي المراقبة وَالْحِفْظ والعزيز ذُو الْعِزَّة الْغَالِب لغيره والجبار الَّذِي جبر خلقه على مَا يَشَاء والخالق الْمُقدر الْمُبْدع والمتكبر ذُو الْكِبْرِيَاء والبارئ الَّذِي خلق الْخلق والمصور مبدع
المخترعات والغفار ستار القبائح والذنُوب والقهار الَّذِي قهر مخلوقاته كَيفَ يَشَاء والوهاب كثير الْأَنْعَام والرزاق معطي الأرزاق لجَمِيع من يحْتَاج إِلَى الرزق من مخلوقاته والفتاح الْحَاكِم بَين الْخَلَائق أَو الَّذِي يفتح خَزَائِن الرَّحْمَة لِعِبَادِهِ والعليم الْعَالم بِكُل مَعْلُوم والقابض الَّذِي يضيق على من يَشَاء والباسط الَّذِي يُوسع لمن يَشَاء والخافض الَّذِي يخْفض من عَصَاهُ والرافع الَّذِي يرفع من أطاعه والمعز الَّذِي يَجْعَل من يَشَاء عَزِيزًا والمذل الَّذِي يَجْعَل من يَشَاء ذليلا والسميع الْمدْرك لكل مسموع والبصير الْمدْرك لكل مبصر وَالْحكم الَّذِي يحكم بَين عباده وَالْعدْل الَّذِي يعدل فِي قَضَائِهِ واللطيف الْعَالم بخفيات الْأُمُور والملاطف لِعِبَادِهِ والخبير الْعَالم ببواطن الْأُمُور وحقائقها والحليم الَّذِي لَا يستفزه الْغَضَب والعظيم الَّذِي لَا يتصوره عقل وَلَا يُحِيط بِهِ فهم والغفور كثير الْمَغْفِرَة والشكور المثني على المطيعين من عباده الْمُعْطِي لَهُم ثَوَاب مَا فَعَلُوهُ من الْخَيْر والعلي الْبَالِغ فِي علو الْمرتبَة وَالْكَبِير الَّذِي تقصر الْعُقُول عَن إِدْرَاك حَقِيقَته والحفيظ الْحَافِظ لجَمِيع خلقه عَن المهالك والمقيت بِالْقَافِ والتحتية وَالتَّاء الْمُثَنَّاة من فَوق خَالق الأقوات وَوَقع فِي نُسْخَة من هَذَا الْكتاب عوض المقيت المغيث بالغين الْمُعْجَمَة والتحتية والثاء الْمُثَلَّثَة وَهُوَ المغيث لمن إستغاثه وَأكْثر النّسخ من هَذَا الْكتاب على النُّسْخَة الأولى وَهُوَ كَذَلِك فِي غير هَذَا الْكتاب والحسيب الْكَافِي أَو المحاسب والجليل المنعوت بنعوت الْجلَال والكريم المتفضل على خلقه بِكُل خير من غير سُؤال وَلَا وَسِيلَة والرقيب مراقب الْأَشْيَاء وملاحظها فَلَا يعزب عَنهُ شَيْء والمجيب الَّذِي يُجيب دَعْوَة من دَعَاهُ والواسع الَّذِي وسع غناهُ مَا يَحْتَاجهُ عباده والحكيم ذُو الْحِكْمَة الْبَالِغَة والودود الْمُحب لأوليائه والمجيد المتبالغ فِي الْمجد وَهُوَ سَعَة الْكَرم والباعث لمن فِي الْقُبُور والشهيد الْعَالم بظواهر الْأَشْيَاء فَلَا يغيب عَنهُ شَيْء وَالْحق الثَّابِت أَو الْمظهر للحق وَالْوَكِيل الْقَائِم بِأُمُور عباده وَالْقَوِي الَّذِي لَا يلْحقهُ ضعف والمتين الَّذِي لَهُ كَمَال الْقُوَّة وَالْوَلِيّ النَّاصِر أَو الْمُتَوَلِي لأمور الْخَلَائق والحميد الْمُسْتَحق
للثناء والمبدىء الْمظهر للشَّيْء من الْعَدَم والمعيد الَّذِي يُعِيد مَا فني والمحيي الَّذِي يُعْطي الْحَيَاة لمن يَشَاء والمميت لمن أَرَادَ من خلقه والحي الدَّائِم الْحَيَاة والقيوم الْقَائِم بِأُمُور خلقه والواجد بِالْجِيم الَّذِي يجد كل مَا يُريدهُ والماجد المتعالي المتنزه والصمد الَّذِي يصمد إِلَيْهِ فِي الْحَوَائِج جَمِيع خلقه ويلتجئون أليه والقادر المتمكن من كل مَا يُريدهُ بِلَا معالجة والمقتدر الْمُتَوَلِي على كل ذِي قدرَة والمقدم الَّذِي يقدم بعض الْأَشْيَاء على بعض والمؤخر الَّذِي يُؤَخر بَعْضهَا عَن بعض وَالْأول مبدأ الْوُجُود وَالْآخر مُنْتَهى الْوُجُود وَالظَّاهِر الَّذِي ظهر بآياته وَالْبَاطِن الَّذِي بطن بِذَاتِهِ والوالي الَّذِي يتَوَلَّى أُمُور خلقه والمتعالي الْبَالِغ فِي الْعُلُوّ المتنزه عَن النَّقْص وَالْبر المحسن بِالْخَيرِ والتواب الَّذِي يرجع بالأنعام على كل مذنب والمنتقم المعاقب للعصاة وَالْعَفو كثير الْعَفو عَن السَّيِّئَات والرؤوف ذُو الرَّحْمَة الْبَالِغَة وَمَالك الْملك الَّذِي يفعل فِي ملكه مَا يُرِيد وَذُو الْجلَال وَالْإِكْرَام الَّذِي لَا شرف وَلَا كَمَال إِلَّا وَهُوَ مُسْتَحقّه وَلَا مكرمَة إِلَّا مِنْهُ والمقسط الْعَادِل فِي أَحْكَامه وَالْجَامِع الْمُؤلف بَين شتات الْحَقَائِق الْمُخْتَلفَة والغني المستغني عَن كل شَيْء وَالْمُغني لِعِبَادِهِ عَن غَيره يُعْطي من يَشَاء مَا يَشَاء وَالْمَانِع الرافع لأسباب الْهَلَاك أَو مَانع من يسْتَحق الْمَنْع والضار الَّذِي يضر من يَشَاء والنافع الَّذِي ينفع من أَرَادَ والنور الظَّاهِر بِنَفسِهِ وَالْهَادِي الَّذِي يهدي خلقه إِلَى مَا يُرِيد والبديع الْمُبْدع وَهُوَ الْآتِي بِمَا لم يسْبق أليه وَالْبَاقِي الدَّائِم الْوُجُود وَالْوَارِث الْبَاقِي بعد فنَاء الْعباد والرشيد الَّذِي تكون تدبيراته على غَايَة الصَّوَاب والسداد والمرشد لِلْخلقِ إِلَى مصالحهم والصبور الَّذِي لَا يعجل بالمؤاخذة لمن عَصَاهُ //
(من كَانَ دعاؤه اللَّهُمَّ أحسن عاقبتنا فِي الْأُمُور كلهَا وأجرنا من خزي الدُّنْيَا وَعَذَاب الْآخِرَة مَاتَ قبل أَن يُصِيبهُ الْبلَاء (ط)) // الحَدِيث أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير كَمَا قَالَ المُصَنّف رحمه الله وَهُوَ من حَدِيث بسر بن أبي أَرْطَاة وَأخرجه أَيْضا من حَدِيثه أَحْمد فِي مُسْنده وَابْن
حبَان فِي صَحِيحه وَالْحَاكِم فِي مُسْتَدْركه قَالَ الهيثمي وَإسْنَاد أَحْمد وَأحد اسنادي الطَّبَرَانِيّ ثقاة انْتهى وَكلهمْ رَوَوْهُ بِلَفْظ اللَّهُمَّ أحسن عاقبتنا فِي الْأُمُور كلهَا وأجرنا من خزي الدُّنْيَا وَعَذَاب الْآخِرَة وَزَاد الطَّبَرَانِيّ فِي أَوله وَآخره مَا ذكره المُصَنّف هَهُنَا فَلهَذَا عزى الحَدِيث أليه وَبسر هُوَ ابْن أبي أَرْطَاة لَا ابْن أَرْطَاة كَمَا يَقُول كثير من النَّاس قَالَ ابْن حجر فِي الْإِصَابَة انه ابْن أبي أَرْطَاة قَالَ ابْن حبَان وَمن قَالَ ابْن أَرْطَاة فقد وهم وَهُوَ الَّذِي ولاه مُعَاوِيَة الْيمن وَفعل تِلْكَ الأفاعيل قَالَ ابْن عَسَاكِر لَهُ بهَا آثَار غير محمودة وَقَالَ يحيى بن معِين كَانَ بسر رجل سوء وَأهل الدينة يُنكرُونَ سَمَاعه من النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَفِي الحَدِيث دَلِيل على مَشْرُوعِيَّة سُؤال الله عز وجل أَن يحسن للداعي عَاقِبَة أُمُوره كلهَا وَأعظم الْأُمُور واجلها وأهمها حسن خَاتِمَة عمره فَإِنَّهُ يلقى ربه على مَا ختم لَهُ بِهِ إِن خيرا فخيرا وَإِن شرا فشرا وَلِهَذَا يَقُول صلى الله عليه وسلم فِي حَدِيث أخرجه الْبَزَّار عَن ابْن عمر رضي الله عنهما أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ الْعَمَل بخواتيمه ثَلَاث مَرَّات وَفِي إِسْنَاده عبد الرَّحْمَن بن مَيْمُون القداح وَهُوَ ضَعِيف وَقَالَ الْبَزَّار هُوَ صَالح قَالَ الهيثمي فِي مجمع الزَّوَائِد وَبَقِيَّة رِجَاله رجال الصَّحِيح وَأخرج أَحْمد وَأَبُو يعلى وَالْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط من حَدِيث أنس رضي الله عنه أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ لَا عَلَيْكُم أَن لَا تعجلوا بِأحد حَتَّى تنظروا بِمَا يخْتم لَهُ فَإِن الْعَامِل يعْمل زَمَانا من عمره أَو بُرْهَة من دهره بِعَمَل صَالح لَو مَاتَ عَلَيْهِ دخل الْجنَّة ثمَّ يتَحَوَّل فَيعْمل عملا سَيِّئًا وَإِن العَبْد ليعْمَل البرهة من دهره بِعَمَل سيء لَو مَاتَ عَلَيْهِ دخل النَّار ثمَّ يتَحَوَّل فَيعْمل عملا صَالحا وَإِذا أَرَادَ الله بِعَبْد خيرا اسْتَعْملهُ قبل مَوته قَالُوا يَا رَسُول الله وَكَيف يَسْتَعْمِلهُ قَالَ يوفقه لعمل صَالح ثمَّ يقبضهُ عَلَيْهِ قَالَ الهيثمي رجال أَحْمد رجال الصَّحِيح وَأخرج أَحْمد وَأَبُو يعلى من حَدِيث عَائِشَة رضي الله عنها مَرْفُوعا نَحوه قَالَ الهيثمي وَبَعض أسانيده رِجَاله رجال الصَّحِيح وَهَكَذَا أخرج نَحوه الْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط من حَدِيث أبي
هُرَيْرَة قَالَ الهيثمي رجال الطَّبَرَانِيّ رجال الصَّحِيح وَأخرج الْبَزَّار الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير وَالصَّغِير من حَدِيث عميرَة وَكَانَ من أَصْحَاب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم نَحوه قَالَ الهيثمي ورجالهم ثِقَات وَأخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير والأوسط من حَدِيث عبد الله بن مَسْعُود وَفِي إِسْنَاده عمر بن إِبْرَاهِيم الْعَبْدي وَقد وَثَّقَهُ غير وَاحِد وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط من حَدِيث عَليّ بن أبي طَالب رضي الله عنه نَحوه وَفِيه أَنه قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الْأَعْمَال بخواتيمها الْأَعْمَال بخواتيمها الْأَعْمَال بخواتيمها وَفِي إِسْنَاده حَمَّاد بن وَاقد الصفار قَالَ الهيثمي وَهُوَ ضَعِيف وَأخرج نَحوه الطَّبَرَانِيّ عَن أَكْثَم بن أبي الجون وَقَالَ الهيثمي وَإِسْنَاده حسن وَقد ثَبت فِي الصَّحِيح حَدِيث أَن الرجل ليعْمَل بِعَمَل أهل الْجنَّة إِلَى آخر الحَدِيث وَهُوَ بِمَعْنى الْأَحَادِيث الْمَذْكُورَة هُنَا وَأخرج أَحْمد الْبَزَّار وَالطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَالْكَبِير من حَدِيث عَمْرو بن الْحمق الْخُزَاعِيّ أَنه سمع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَقُول إِذا أَرَادَ الله بِعَبْد خيرا اسْتَعْملهُ قبل مَوته قيل وَمَا اسْتَعْملهُ قبل مَوته قَالَ يفتح لَهُ عملا صَالحا بَين يَدي مَوته حَتَّى يرضى عَنهُ قَالَ الهيثمي رجال أَحْمد وَالْبَزَّار رجال الصَّحِيح وَأخرج أَحْمد من حَدِيث جُبَير بن نفير نَحوه وَفِي إِسْنَاده بَقِيَّة بن الْوَلِيد قَالَ الهيثمي وَبَقِيَّة رِجَاله ثِقَات وَأخرج أَحْمد وَالطَّبَرَانِيّ من حَدِيث سُرَيج بن النُّعْمَان قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا أَرَادَ الله بِعَبْد خيرا غسله قيل وَمَا غسله قَالَ يفتح لَهُ عملا صَالحا قبل مَوته ثمَّ يقبضهُ عَلَيْهِ وَفِي إِسْنَاده بَقِيَّة بن الْوَلِيد وَقد صرح بِالسَّمَاعِ عَنهُ وَبَقِيَّة رِجَاله ثِقَات كَمَا قَالَ الهيثمي وَأخرجه أَيْضا الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط من حَدِيث عَائِشَة مَرْفُوعا قَالَ الهيثمي رِجَاله رجال الصَّحِيح غير يُونُس ابْن عُثْمَان وَهُوَ ثِقَة وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط عَن أنس بن مَالك رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا أَرَادَ الله بِعَبْد خيرا اسْتَعْملهُ ثمَّ صمت قَالُوا فِيمَا ذَا يَا رَسُول الله قَالَ يَسْتَعْمِلهُ عملا صَالحا قبل أَن يَمُوت قَالَ الهيثمي رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط عَن شَيْخه أَحْمد بن مُحَمَّد بن نَافِع وَلم أعرفهُ وَبَقِيَّة