الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَثَبت فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا من حَدِيث حَفْصَة بنت سِيرِين فِي خُرُوج النِّسَاء يَوْم الْعِيد وَفِيه وليشهدن الْخَيْر ودعوة الْمُسلمين فَهَذَا دَلِيل على أَن مجامع الْمُسلمين من مَوَاطِن الدُّعَاء (قَوْله وَعند تغميض الْمَيِّت) أَقُول الدَّلِيل على ذَلِك مَا أخرجه مُسلم وَأهل السّنَن من حَدِيث أم سَلمَة قَالَت دخل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سَلمَة وَقد شقّ بَصَره فاغمضه فَقَالَ إِن الرّوح إِذا قبض تبعه الْبَصَر فَضَجَّ نَاس من أَهله فَقَالَ لَا تدعوا على أَنفسكُم إِلَّا بِخَير فَإِن الْمَلَائِكَة يُؤمنُونَ على مَا تَقولُونَ ثمَّ قَالَ اللَّهُمَّ اغْفِر لأبي سَلمَة وَأَرْفَع دَرَجَته فِي المهديين وأخلفه فِي عقبَة فِي الغابرين واغفر لنا وَله يَا رب الْعَالمين وأفسح لَهُ فِي قَبره وَنور لَهُ فِيهِ (قَوْله والحضور عِنْد الْمَيِّت) أَقُول ثَبت هَذَا اللَّفْظ فِي بعض النّسخ وَلم يثبت فِي أَكْثَرهَا وَلَعَلَّ وَجهه مَا أخرجه النَّسَائِيّ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِذا حضر الْمُؤمن أَتَت مَلَائِكَة الرَّحْمَة الحَدِيث فَيكون الدُّعَاء عِنْد حُضُور هَؤُلَاءِ الْمَلَائِكَة مَقْبُولًا (قَوْله وَعند نزُول الْغَيْث) أَقُول وَجهه مَا تقدم من حَدِيث سهل بن سعد عِنْد أبي دَاوُد بِلَفْظ وَتَحْت الْمَطَر وَأخرجه أَيْضا الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير وَابْن مرْدَوَيْه وَالْحَاكِم من حَدِيثه وَهُوَ حَدِيث صَحِيح وَوَقع فِي بعض النّسخ من هَذَا الْكتاب زِيَادَة وَهُوَ قَوْله وَعند الزَّوَال فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء وَلم تثبت فِي أَكثر النّسخ وَوجه ذَلِك أَنه ذكره الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان
فصل فِي أَمَاكِن الْإِجَابَة وَهِي الْمَوَاضِع الْمُبَارَكَة
(وَلَا أعلم دَلِيلا فِي ذَلِك ورد عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم إِلَّا مَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ بِسَنَد جيد إِن الدُّعَاء مستجاب عِنْد رُؤْيَة الْكَعْبَة)
(قَوْله وَهِي الْمَوَاضِع الْمُبَارَكَة) أَقُول وَجه ذَلِك أَنه يكون فِي هَذِه الْمَوَاضِع
الْمُبَارَكَة مزِيد اخْتِصَاص فقد يكون مَا لَهَا من الشّرف وَالْبركَة مقتضيا لعود بركتها على الدَّاعِي فِيهَا وَفضل الله وَاسع وعطاؤه جم وَقد تقدم حَدِيث هم الْقَوْم لَا يشقى بهم جليسهم فَجعل جليس أُولَئِكَ الْقَوْم مثلهم مَعَ أَنه لَيْسَ مِنْهُم وَإِنَّمَا عَادَتْ عَلَيْهِ بركتهم فَصَارَ كواحد مِنْهُم فَلَا يبعد أَن تكون الْمَوَاضِع الْمُبَارَكَة هَكَذَا فَيصير الْكَائِن فِيهَا الدَّاعِي لرَبه عِنْدهَا مشمولا بِالْبركَةِ الَّتِي جعلهَا الله فِيهَا فَلَا يشقى حِينَئِذٍ بِعَدَمِ قبُول دُعَائِهِ (قَوْله وَلَا أعلم دَلِيلا ورد عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم إِلَّا مَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ) أَقُول لَعَلَّه يُشِير إِلَى مَا أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير والأوسط من حَدِيث ابْن عَبَّاس رضي الله عنهما عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ لَا ترفع الْأَيْدِي إِلَّا فِي سَبْعَة مَوَاطِن حِين تفتتح الصَّلَاة وَحين تدخل الْمَسْجِد الْحَرَام فتنظر إِلَى الْبَيْت وَحين تقوم على الصَّفَا وَحين تقوم على الْمَرْوَة وَحين تقوم مَعَ النَّاس عَشِيَّة عَرَفَة وَتجمع العشاءين وَحين ترمي الْجَمْرَة وَلَفظه فِي الْأَوْسَط أَنه قَالَ رفع الْيَدَيْنِ إِذا رَأَيْت الْبَيْت وَفِيه وَعند رمي الْجمار وَإِذا أُقِيمَت الصَّلَاة قَالَ الهيثمي فِي مجمع الزَّوَائِد فِي الْإِسْنَاد الأول مُحَمَّد بن أبي ليلى وَهُوَ سيئ الْحِفْظ وَحَدِيثه حسن اه وَفِي الْإِسْنَاد الثَّانِي عَطاء بن السَّائِب وَقد اخْتَلَط وَكَانَ على المُصَنّف رحمه الله أَن يَجْعَل هَذِه الْمَوَاضِع الْمَذْكُورَة فِي هَذَا الحَدِيث مَنْصُوصا عَلَيْهَا لهَذَا الحَدِيث وَلَا يخص رُؤْيَة الْبَيْت وَأخرج مُسلم من حَدِيث أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه فِي حَدِيثه الطَّوِيل أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَتَى الصَّفَا وَصلى عَلَيْهِ حَتَّى نظر إِلَى الْبَيْت وَرفع يَدَيْهِ وَجعل يحمد الله وَيَدْعُو مَا شَاءَ الله أَن يَدْعُو وَأخرج الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير والأوسط من حَدِيث حذيفه بن أسيد أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذا نظر إِلَى الْبَيْت قَالَ اللَّهُمَّ زد بَيْتك هَذَا تَعْظِيمًا وتشريفا وتكريما وَبرا ومهابة وَفِي إِسْنَاده عَاصِم بن سُلَيْمَان الكوزي وَهُوَ مَتْرُوك كَمَا قَالَ الهيثمي
(وَورد مجربا فِي مَوَاضِع كَثِيرَة مَشْهُورَة فِي الْمَسَاجِد الثَّلَاثَة وَبَين الجلالتين من سُورَة الْأَنْعَام وَفِي الطّواف وَعند الْمُلْتَزم وَفِيه حَدِيث مَرْفُوع روينَاهُ مسلسلا)
(قَوْله وَورد مجربا) أَقُول لَعَلَّ وَجه مَا ثَبت بِهَذَا التجريب مزِيد شرف هَذِه الْمَوَاضِع وَلذَلِك مدخلية فِي قبُول الدُّعَاء كَمَا قدمنَا قَرِيبا وَقد ثَبت فِيمَا يُضَاعف أجر الصَّلَاة فِي الْمَسْجِد الْحَرَام وَفِي مَسْجده صلى الله عليه وسلم مَا هُوَ مَعْرُوف فَغير بعيد أَن يكون فِيهَا مَقْبُولًا زِيَادَة على مَا فِي غَيرهَا (قَوْله وَفِيه حَدِيث مَرْفُوع) أَقُول هُوَ مَا أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير من حَدِيث ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ مَا بَين الرُّكْن وَالْمقَام مُلْتَزم مَا يَدْعُو بِهِ صَاحب عاهة إِلَّا برِئ قَالَ فِي مجمع الزَّوَائِد وَفِيه عباد بن كثير الثَّقَفِيّ وَهُوَ مَتْرُوك وَبِهَذَا تعرف أَن الحَدِيث ضَعِيف بالمرة فَلَا يَصح مَا وَقع فِي بعض نسخ هَذَا الْكتاب بِلَفْظ وَفِيه حَدِيث صَحِيح
(وَفِي دَاخل الْبَيْت وَعند زَمْزَم وعَلى الصَّفَا والمروة وَفِي الْمَسْعَى وَخلف الْمقَام وَفِي عَرَفَات والمزدلفة وَمنى وَعند الجمرات الثَّلَاث)
(قَوْله وَفِي دَاخل إِلَى آخر مَا ذكره) أَقُول لما ثَبت فِي صَحِيح مُسلم أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم لما دخل الْبَيْت دَعَا فِي نواحيه وَثَبت فِي الصَّحِيحَيْنِ أَنه صلى الله عليه وسلم لما دخل الْبَيْت دَعَا على نفر من قُرَيْش وَظَاهر كَلَامه أَنه لم يثبت فِي هَذِه الْمَوَاضِع شَيْء إِلَّا مُجَرّد التجريب كَمَا تقدم وَفِيه نظر وَقد تقدم حَدِيث ابْن عَبَّاس رضي الله عنهما الْمَذْكُور قَرِيبا أَن من جملَة الْمَوَاضِع السَّبْعَة الَّتِي ترفع فِيهَا الْأَيْدِي حِين تقوم على الصَّفَا وَحين تقوم على الْمَرْوَة وَحين تقف مَعَ النَّاس عَشِيَّة عَرَفَة وَتجمع العشاءين وَعند رمي الْجمار يَرْمِي وَيَدْعُو وَثَبت فِي صَحِيح البُخَارِيّ وَغَيره أَنه كَانَ يرفع يَدَيْهِ عِنْد رمي الْجمار وَيَدْعُو وَثَبت عِنْد مُسلم وَأهل السّنَن أَنه صلى الله عليه وسلم دَعَا عِنْد الْمشعر الْحَرَام وَأخرج أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة من حَدِيث جَابر رضي الله عنه أَنه صلى الله عليه وسلم رقى على الصَّفَا فَوحد الله وَكبره وَهَلله ثمَّ دَعَا بَين ذَلِك وَفعل على الْمَرْوَة كَمَا فعل على الصَّفَا