الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هذا متعذِّر.
ويقول الفقير: ليت لي مالًا فأتصدقَ به. هَذَا عَسيرٌ وليس متعذِّرًا.
قوله: {يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا} من أيِّ القسمين؟ هَذَا من المستحيل؛ لِأَنَ الأمرَ فات.
قوله: {يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا} أي سلكتُ سبيلًا، وهو الطَّريق الموصِل إلى اللَّهِ سبحانه وتعالى.
وقول المُفَسِّر رحمه الله: [{مَعَ الرَّسُولِ} مُحَمَّد]، بناء عَلَى أَنَّ الآيةَ يُقْصَدُ بها عُقبة بن أبي مُعَيْط، فعلى هَذَا تكون (أل) للعهد الذِّهنيِّ، وإذا قُلْنا بالعموم -وهو الأرجحُ- فإن المرادَ بالرَّسول هنا من أُرسِلَ إلى قومِه، فتكون (أل) للجِنسِ، للعموم، لِأَنَّ المرادَ بها جِنْس الرَّسول الشامل لمُحَمَّد صلى الله عليه وسلم وغيره.
من فوائد الآية الكريمة:
الْفَائِدَة الأولى: أَنَّهُ يَجِب على المرءِ أنْ يختارَ لنفسِه الأصحابَ: أهل العلم والدِّين، ويؤخَذ من قوله:{وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ} إلى قوله: {يَاوَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا} .
الْفَائِدَة الثَّانية: بيان حال الظالِم يوم القيامةِ، وأنه يندَم ندمًا عظيمًا، ويظهر ندمُه بالقول وبالفعل. والدلالة على أَنَّهُ بالقول في قوله تَعَالَى:{يَاوَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا} ، وبالفعل في قوله تَعَالَى:{وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ} .
الْفَائِدَة الثالثة: التحذير من الظُّلْم الَّذِي يَصُدُّ به الإنْسَانُ عن دِينِ اللَّهِ، أو التحذير من الظُّلْم الَّذِي يُوجِب أو يُوقِع الإنْسَان في مخالفةِ الرسُلِ؛ لِقَوْلِه عز وجل:
{وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ} ؛ لِأَنَّ الغرضَ من ذلكَ التحذيرُ، ليس مُجَرَّد القصة، بل الغرض أن يحذر الإنْسَان من هَذَا الأمرِ الَّذِي يَكُون مآلُ صاحبِه إلى هَذَا الحالِ.
* * *