الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:
إثبات الأَسْباب، تُؤخَذ من قوله عز وجل:{فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا} فجعَل الله تعالى سبَبَ الإِرْسال إِعْراضَهم.
الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:
أنَّ المعاصيَ سبَبٌ لزوال النِّعَم؛ لقَوْله سبحانه وتعالى: {فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا} بينما كانوا مُنعَّمين، لمَّا أَعرَضوا أُرسِل عليهم هذا السَّيْلُ المُدمِّرُ.
وهذا له شواهِدُ في القرآن كثيرة، منها قوله عز وجل:{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ (112)} [النحل: 112].
الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ:
أنَّ المطَر الذي هو نِعْمة ورَحْمة قد يَكون نِقْمةً وعَذابًا؛ لقوله سبحانه وتعالى: {سَيْلَ الْعَرِمِ} ، فإن السَّيْل في الأصل الذي هو اجتِماع المطَر حتى يَتدَفَّق، الأصل أَنه خَيْر كما قال تعالى:{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ (27)} [السجدة: 27]، وهذا خَيْر، ولكنه أحيانًا يَكون عذابًا.
الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ:
بَيان ضَلال أُولئك القومِ الذين إذا أَصابَتْهم مِثْلُ هذه المَصائِبِ من الفَيضانات وما أَشبَهَها لم يَتَأثَّروا لذلك، ويَقولون: هذا مُقتَضى الطبيعة. فإن هذه الفَيَضاناتِ التي تُدمِّر إنما هي عُقوبة من الله؛ ليَبْتَلِيَ بها أُولَئِك المُعذَّبين، وَيرتَدِع بها مَن كان على شاكِلَتِهم.