الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لأننا نَعلَم أن الله سبحانه وتعالى محُيط بكلِّ شيءٍ عِلمًا أزَلًا وأبدًا، ومَن ظَنَّ أن الله تعالى لا يَعلَم الشيء إلا بعد وجودِه فقَدْ كفَرَ.
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:
إثبات الآخِرة، ووُجوب الإيمان بها.
الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:
أنَّ الشَّكَ فيما يَجِب فيه اليقين كُفْر؛ لقوله تعالى: {مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ} ، ولم يَقُلْ: إنَّه مُنكِر لها؛ لأنَّه قد تكون ظاهِر الحال أنه لمَّا قال: يُؤمِن بالآخِرة. كأن يقول: الذي يُقابِله يَكفُر بالآخِرة. لكن قال تعالى: {مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ} ؛ لنَستَفيد منه فائِدةً وهو أنَّ ما يُطلَب فيه اليقين يَكون الشكُّ فيه كالإنكار كفرًا.
الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ:
عُموم رِعاية الله تعالى ومُراقَبته لكلِّ شيء، تُؤخَذ من قوله تعالى:{وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ} .
الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ:
أن رُبوبية الله تَنقَسِم إلى: خاصَّة وعامَّة، والخاصَّة إلى أَخص وإلى خاصَّة؛ لقوله تعالى:{وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ} ، فهذه الرُّبوبيةُ أخَصُّ من الخاصَّة، فإنَّ رُبوبية الله لخواصِّ عِباده كالأنبياء أخصُّ من ربوبيته لعُموم المُؤمنين، ورُبوبيته للمُؤمِنين أخصُّ من رُبوبيته لعامَّة النَّاس، كما في قوله تعالى:{إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [النمل: 91]، ولمَّا كانت الرُّبوبية خاصَّة هنا قد تُوهِم اختِصاص رُبوبيته بهذا البَلْدةِ بعد هذا قال تعالى:{وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ} .
* * *