الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من فوائد الآية الكريمة:
الْفَائِدَةُ الأُولَى:
فيها دليل على أن محُمَّدًا صلى الله عليه وسلم عَبْد مَأْمور لا رَبّ آمِر؛ لقوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ} .
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ:
عُموم رِسالة النبيِّ صلى الله عليه وسلم على رَأْيِ المُفَسِّر رحمه الله {إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ} فهو كَقَوْله صلى الله عليه وسلم: "وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً"
(1)
، أو لقوله تعالى:{لِلنَّاسِ} ؛ لأنَّ (النَّاس) هُنا تُفيد العُموم؛ لأنَّ فيها رَأيا آخَرَ يَقول: (كافَّة) بمَعنَى: (كَاف)؛ يَعنِي: إلَّا تكفُّ النَّاس عن الشِّرْك والعِصيان، أو إلَّا كافَّة للنَّاس، أي: جامِعًا لهم على التَّوْحيد والإِخْلاص، وعلى هذا فتكون حالًا من الكافِ في قوله تعالى:{أَرْسَلْنَاكَ} والتاء فيها على هذا المَعنَى للمُبالَغة، كقوله سبحانه وتعالى:{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً} [النحل: 120] أي: إمامًا، وكما يُقال: هذا عَلَّامة، أي: علَّام، لكن تكون التاء للمُبالَغة، فصار عِندنا في (كافَّة) قَوْلان: أن تكون حالًا من النَّاس مُقدَّمة عليها، وأن تكون حالًا من الكاف في قوله تعالى:{أَرْسَلْنَاكَ} ، وعلى هذا الوَجْهِ تكون {كَافَّةً} بمَعنَى:(كافّ) أي: جامع، أو (كافّ) أي: مانِع تكفُّ النَّاس، ونَستَفيد العُموم من قوله تعالى:{لِلنَّاسِ} .
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ:
أنَّ رسالة النبيِّ صلى الله عليه وسلم تَتَضمَّن شَيْئَيْن: هُما البِشارة والإنذار، البِشارة للطائِع بالثواب، والإنذار للعاصِي بالعُقوبة.
الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ:
الإشارة إلى الحِكْمة من إرسال الرُّسُل، وهي التَّبشير والتَّنذير؛
(1)
أخرجه البُخاريّ: كتاب الصَّلاة، باب قول النَّبيّ صلى الله عليه وسلم:"جعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا"، رقم (438)، ومسلم: كتاب المساجد، باب جعلت لي الأرض مسجداً وطهورا، رقم (521)، من حديث جابر رضي الله عنه.