الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ:
أنَّ أكثَرَ النَّاس لا يَعلَمون الحِكْمة من إرسال الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يَعلَمون أَنه رسول، أمَّا الأوَّلَ فواضِح: أنَّ أكثَرَ النَّاس لا يَعلَمون الحِكْمة من إرسال الرُّسُل، وأمَّا الثَّاني ففيه نظَر؛ لأنَّ الرسالة بلَغَتْ أكثَرَ النَّاس، وستَبلُغ النَّاس جميعاً حتَّى تَقوم عليهم الحجَّة.
الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ:
أنَّ الأكثَرية لا يَلزَم أن يَكون الصَّوابُ معها، لأنَّ أكثَرَ النَّاس لا يَعلَمون فهُمْ في جَهْل، إِذ إِنَ المُتمَسك بالأديان قَليل، والمُتمَسك بالأديان هو صاحِب العِلْم، وهو صاحِب اليقين.
الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ:
إثباتُ الأَسباب، تُؤخَذ من قوله تعالى:{إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ} على المَعنَى الأَخير الثَّاني الذي هو (كافَة) بمَعنَى: مانِع؛ لأنَّ الرسول عليه الصلاة والسلام سبَب، وليس بمُوجِب، فهو سبَب للهِداية، ولكن:{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [القصص: 56].
الْفَائِدَةُ الثَّامِنَةُ:
إثبات أفعال الله تعالى الاختِيارية، تُؤخَذ من قوله سبحانه وتعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ} ؛ لأنَّ هذا فِعْل من الأفعال المُتعَلقة بمَشيئته سبحانه وتعالى.
الْفَائِدَةُ التَّاسِعَةُ:
إقامة الحجَّة على الخلْق؛ لقوله عز وجل: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} فلَمْ يَبقَ لأَحَد حُجَّة على الله بعد الرُّسُل، وهل يُؤخَذ
منها عُذْر مَن لم تَبلُغه الرسالةُ؟
الجوابُ: نعَمْ؛ لقوله سبحانه وتعالى: {بَشِيرًا وَنَذِيرًا} ؛ لأنَّ مَن لم تَبلُغْه الرسالةُ لم تَتَحصل له بِشارة ولا نِذارة.
فَإنْ قِيلَ: ما حُكْم مَن لم تَبلُغه الرسالة؟
فالجوابُ: حُكْمه أنَّه لا يَخلُو من أَمْرين: إمَّا أن يَكون مُقصِّرًا في طلَب الحقِّ فهذا لا عُذرَ له؛ لأنَّه مُقصر، وإما ألا يَكون مُقصرًا بحيثُ لم يَبلُغْه أيُّ شيء عن الرسالات، ولم يَطرَأ في قلبه أيُ شيء من ذِكْر الرسالات فهذا نَقول: إنَّه يُحكَم له في الدُّنيا بما هو عليه من دِين، وأما في الآخِرة فأمْره إلى الله تعالى، ما نَشهَد عليه بشيءٍ.
* * *