الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الآية (31)
* * *
* * *
وقوله رحمه الله: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا} مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ] لا يَنبَغي أن نُخصِّص ما عمَّمه الله عز وجل، فالصواب: وقال الذين كفَروا من أهل مكَّةَ وغيرهم، قالوا:{لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ} - والعِياذُ بالله تعالى- أَتَوْا بـ (لَن) الدَّالَّة على تَأكيد النَّفيِ، ولم يَقولوا: لا نُؤمِن. بل قالوا: {لَنْ نُؤْمِنَ} يُؤكِّدون انتِفاء إيمانهم بالقُرآن في المُستَقبَل.
وقوله تعالى: {لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ} هذه الإشارة للقَريب تَحقيرًا له، كما في قوله تعالى:{أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ} [الأنبياء: 36]، {أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا} [الفرقان: 41].
وقوله سبحانه وتعالى: {الْقُرْآنِ} على وَزْن (فُعْلان) فهل هو بمَعنَى: المَقروء، أو بمَعنَى: القارِئ، أو هو مَصدَر بمَعنَى الجَمْع؟
الجوابُ: أن فيه خِلافًا عِند عُلَماء العَرَبيَّة رحمهم الله، والصوابُ: أنَّه مُتضَمِّن للمَعاني كُلِّها فهو قارِئ؛ أي: جامِع؛ لأنَّه مُهَيْمِن على الكُتُب السابِقة وجميع ما فيها
من المَصالِح مَوْجودٌ فيه وهو مَقروء؛ لأنَّ الناس يَقرَؤُونه وَيتْلونه، وهو جَمْع أيضًا؛ لأنه جامِع لكل شيء والفُعْلان بمَعنَى المَصدَر وارِد ومَوْجود في اللُّغة العربية، مثل: الشُّكْران والكُفْران والنُّكْران، وما أَشبَه ذلك.
والمُراد بالقُرآن هنا الكِتاب الذي أَنزَله الله سبحانه وتعالى على محُمَّد صلى الله عليه وسلم وهو اسمٌ خاصٌّ به بهذا القُرآن.
وقوله تعالى: {وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ} يَعنِي: ولا نُؤمِن بالذي [تَقَدَّمَهُ كَالتَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ الدَّالَّيْنِ عَلَى الْبَعْثِ بِإِنْكَارِهِمْ لَهُ] يَعنِي ولا نُؤمِن أيضًا بالذي بين يَدَيْه، والمُراد على رَأْيِ المُفَسِّر رحمه الله بما بَيْن يَدَيْه: ما سبَقَه، وليس ما يَأتِي بعدَه، ويُحتَمَل أن المُراد بقَوْله: ولا بالَّذي بين يَدَيْه، أي: ما يَأتي ممَّا أَخبَر به، فإنَّ ما بين يدَيِ الشيء مُستَقِرٌّ كما قال الله سبحانه وتعالى:{يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ} [طه: 110]، والمَعنَيان صَحيحان، وإذا كانت الآيةُ تَحتَمِل مَعنيَيْن صَحيحين لا يَتَنافَيان وجَبَ حَمْلُها على الجميع؛ لأنَّ القُرآن شامِل وواسِع، فقوله تعالى:{وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ} أي: ولا بالَّذي يَأتِي بعده ممَّا أَخبَر به أو (ولا بِالَّذي بين يَدَيْه) ما تُقدِّمه من الكُتُب كالتَّوْراة والإنجيل.
وقوله سبحانه وتعالى: {وَلَوْ تَرَى} قال المُفَسِّر رحمه الله: [يا مُحَمَّدُ {إِذِ الظَّالِمُونَ} الْكَافِرُونَ {مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ}]{وَلَوْ تَرَى} أي: {وَلَوْ} شَرْطية، وفِعْل شَرْطها {تَرَى} ، وهي غَيرُ جازِمة وجوابُها مَحذوف؛ أي: لرَأَيْتَ أَمْرًا فظيعًا، وجوابُ الشَّرْط في مِثْل هذا التَّركيبِ أَعظَمُ من ذِكْره؛ لأن النَّفْس تَذهَب في تَقديره كل مَذهَب من الفَظاعة والبَشاعة.
و(لو) تَأتي باللُّغة العَرَبية على عِدَّة مَعانٍ؛ تَأتي بـ (ما) الشَّرْطية كما هنا، وتَأْتي
مَصدَرية كما في قوله تعالى: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} [القلم: 9].
وقول المُفَسِّر رحمه الله: [يا مُحَمَّدُ] قمَرَ المُفَسِّر رحمه الله الضميرَ على الرسول صلى الله عليه وسلم، مع أنه يَحتَمِل أن يَكون المُراد به كلُّ مخُاطَب؛ يَعنِي: ولو ترَى أيُّها المُخاطَب حالَ هَؤلاء لرَأَيْت أمرًا فظيعًا.
وقوله تعالى: {إِذِ الظَّالِمُونَ} : {إِذِ} بمَعنَى: (وَقْت) أو (حين) فهي ظَرْف زمان، و {الظَّالِمُونَ} مُبتَدَأ و {مَوْقُوفُونَ} خبَرُه، والمُراد بالظالمين هنا قال المُفَسِّر رحمه الله:[الْكَافِرُونَ]، وإنما خصَّها بالكافِرين مع أنَّ الظُّلْم أَعمُّ بقرينة السِّياق، حيث قال الله عز وجل في آخِرها:{وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا} [سبأ: 33]، فكان المُراد بالظالمين هنا الكافِرين.
وهل كل ظالمٍ كافِر؟
الجوابُ: لا؛ ولهذا لمَّا قال الله تعالى: {وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} قال العُلَماءُ رحمهم الله: نَحمَد الله تعالى أَنْ لم يَقُل: والظالمِون هم الكافِرون.
وقوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ} أي: مَحبوسون، فمَعنى (وَقَفَه) أي: حبَسَه، ومِنه سُمِّيَ الوَقْف للمال الحَبيس الذي تُحبَس عَيْنه وتُسبَّل مَنْفَعته، فمَعنى {مَوْقُوفُونَ} أي: مَحبوسون عند الله عز وجل.
وقوله سبحانه وتعالى: {عِنْدَ رَبِّهِمْ} ولم يَقُلْ: عند الله سبحانه وتعالى؛ لأنَّ مِثل هذا الفِعْلِ العظيمِ الدالِّ على العظَمة يَتَناسَب مع الرُّبوبية، لكَمال رُبوبيته عز وجل وكَمال مُلْكه وسُلْطانه، تَجِد هؤلاءِ الظلَمةَ الذين عندهم من العُتُوِّ والاستِكْبار والعِناد في الدنيا في أذَلُّ شيء أمام رُبوبية الله عز وجل.
وقوله تعالى: {يَرْجِعُ} بمَعنَى: يَرُدُّ؛ وعلى هذا فتكون مُتعَدِّية؛ لأن رَجَع تَأتي لازِمةً وتَأتي مُتعَدِّية، فقَوْلُك: رجَعْتُ من مكَّةَ إلى المدينة. هذه لازِمة؛ لأنها لم تَنصِب المَفعول، وقوله تعالى:{فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ} [التوبة: 83]، هذه مُتعَدِّية، وهنا قال عز وجل:{يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ} فهذه مُتَعَدِّية؛ أي: يَردُّهم، و {الْقَوْلَ} هنا مُبهَم ومجُمَل، ثُمَّ فصَّله بقوله تعالى:{يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا} .
وفائِدة الإِبْهام المُفصَّل عظيمة؛ لأنه إذا أَجمَل أَوَّلًا وأَبهَم، فإن النَّفْس تَتَطلَّع إلى بيان ذلك الشيءِ وتَفصيله، فعندما أَقرَأُ:{يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ} ماذا يَكون ذِهْنك؟
الجوابُ: يَكون ذِهْنك مُتَطَلِّعًا إلى بيان هذا القولِ الذي يَتَراجَعونه، لكن لو قال:"ولو ترَى إذِ الظالمِون مَوقوفون عند رَبِّهم يَقول الذين استُضْعِفوا" هكذا جاءَت لم يَكُن لها من التَّمكُّن في الذِّهْن مِثل ما كان لها حينما أُبهِمَ القَولُ، ثُم بُيِّنَ أو أُجمِل، ثُم فُصِّل.
وقوله عز وجل: {يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ} ماذا يَقولون؟ [{يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا} الْأَتْبَاعُ {لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا} الرُّؤُسَاءِ {لَوْلَا أَنْتُمْ} صَدَدْتُمُونَا عَنِ الْإِيمَانِ {لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ} بِالنَّبِيِّ](لولا) هذه شَرْطية، ويُقال فيها: حَرْف امتِناع لوجوب؛ لأنه امتَنَع جوابُها؛ لوجود شَرْطها، وتَأتي (لولا) الشَّرْطية كما هنا، وتَأتي للتَّحضيض، كما في قوله تعالى:{لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ} [النور: 13] وتَأتي للنَّفْي، كما في قوله عز وجل:{فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ} [يونس: 98]، المَعنَى: فما كانت قَرية آمَنَتْ فنَفَعها إيمانُها إلَّا قوم يُونُسَ لمَّا آمَنوا، وهنا يَقول: لولا أَنتُمْ.
وابنُ مالِك رحمه الله يَقول:
وَبَعْدَ لَوْلَا غَالِبًا حَذْفُ الخَبْرْ
…
حَتْمٌ. . . . . .
(1)
فالمُبتَدَأ مَوجود هنا وهو (أنتُم)، والخَبَر مَحذوف قدَّره المُفَسّر رحمه الله بقَولِه:[صَدَدْتُمُونَا] وعَرَف أنه في هذا اللَّفْظِ من قولهم: {أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى} فلا نُقدِّر هنا: لولا أنتم مَوْجودون، لأنَّ الصدَّ أخَصُّ من مُطلَق الوجود، وإذا كان لنا طريقٌ إلى تَقدير الأخَصِّ فهو أَوْلى من تقدير الأعَمِّ.
ولهذا قُلْنا: إن القارِئَ إذا قال: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) يُقدِّر المُتعَلّق بقوله: أَقرَأُ. لا بقَوْله: أَبتَدِئ، لأنَّ (أَبتَدِئ) عامَّة و (أَقرَأُ) خاصَّة، وهنا يُمكِن أن نَقول: لولا أنتم مَوْجودون. لكن ما دُمْنا نَجِد فِعْلًا أخَصَّ وهو الصدُّ المَدلول عليه بقوله تعالى: {أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ} فإنه يَجِب أن نُقدِّر لولا أَنتُمْ صدَدْتمُونا {لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ} هذا هو جَواب الشَّرْط لكُنَّا مُؤمِنين؛ ولهذا اقتَرَن باللام.
وقوله: [{لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ} بالنبيِّ]صلى الله عليه وسلم، والأصحُّ أنَّه أَعَمُّ، أي: لكُنَّا مُؤمِنين بما تَشمَله رِسالة النبيِّ صلى الله عليه وسلم، من الإيمان بالله تعالى، ومَلائِكته وكتُبِه ورُسُله واليوم الآخِر، وبغير ذلك ممَّا يَجِب الإيمان به.
من فوائد الآية الكريمة:
الْفَائِدَة الأُولَى: بيانُ عُتوِّ هؤلاءِ الكافِرين، وأنهم لم يَرجُوا الإيمانَ، بل قالوا:{لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ} .
الْفَائِدَةُ الثَّانِيَةُ: مُبالغَتُهم في الطُّغْيان والعُدوان، حيث أَشاروا إلى القرآن الكريم
(1)
الألفية (ص: 18).
بما يَدُلُّ على التَّحقير في قوله: {بِهَذَا الْقُرْآنِ} ، فإن الإشارة هُنا بالقريب لدُنُوِّ مَرتبته على زَعْمهم.
وفيه أيضًا من تمَاديهم في الطُّغْيان أنهم قالوا: لن نُؤمِن به، ولا بالذي بين يَدَيْه. سواءٌ قُلْنا: إن الذي بين يَدْيه: ما أَخبَر به عن المُستَقبَل، أو: ما سَبَقه من الكُتُب؛ فإن هذا يَدُلُّ على المُبالَغة في العُتُوِّ والعِناد.
الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: وفي قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ} إلخ؛ بيانُ عِظَم عُقوبة هؤلاءِ المُكذِّبين؛ لأن تَقدير الجواب يَدُلُّ على ذلك، وقد قدَّرْناه في تفسيرِنا: بأنه لرأيْت أمرًا عظيمًا أو فظِيعًا.
الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: أن الكُفْر ظُلْم؛ لقوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ} ؛ لأنه قال {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا} ، ثُمَّ قال:{وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ} ، ويُؤيِّد ذلك قولُه تعالى في سورة البقَرة:{وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [البقرة: 254].
الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: حُسْن الإظهار في مَوْضع الإِضْمار إذا اقتَضَتِ البَلاغة ذلك؛ لقوله تعالى: {إِذِ الظَّالِمُونَ} ، ولم يَقُل: ولو ترَى إذ هُمْ مَوْقوفون.
وللإِظْهار في مَوْضِع الإِضْمار فوائِدُ:
منها إرادةُ العُموم، بحيث يَشمَل هؤلاءِ المَذكورين وغيرَهم.
ومنها بَيانُ وَصْف لمَن يَعود الضمير عليه لم يَكن مَوجودًا من قبلُ، بمعنى: التَسجيل عليهم بما يَقتَضيه هذا الوَصْفُ، إذ إنه لو قيل: ولو ترَى إذ هم مَوْقوفون ما استَفَدْنا أن هؤلاء كانوا ظالمين، فلما قال عز وجل:{وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ} سجَّل عليه أنه ظُلْم.
الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: إثبات البَعْث والجزاء؛ لقوله سبحانه وتعالى: {مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ} ، وهو أحَدُ أركان الإيمان السِّتَّة التي لا يَتِمُّ الإيمان إلَّا بها.
الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ: إظهارُ النَّدَم من هؤلاء حيثُ صار كلُّ واحِد منهم يَحمِل الأفعال السَّيِّئة على الآخَر؛ لقوله تعالى: {يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ} .
الْفَائِدَةُ الثَّامِنةُ: أن من الفَصاحة: ذِكْر القول مجُمَلًا، ثُم يُفصَّل، فإن هذا من البَلاغة؛ لمِا أَشَرْنا إليه من التفسير من أنه ذَكَر مجُمَلًا تَشوَّفتِ النفسُ إلى مَعْناها والتَّفصيلِ فيه، حتى يَرِد إليها وهي مُشتاقة إليه.
الْفَائِدَةُ التَّاسِعَةُ: إثبات الأسباب؛ تُؤخَذ من قوله عز وجل: {لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ} ، وهو صحيح من وجهٍ؛ وهو أنهم سبَب في إضلالهم، لكنه لا عُذْرَ لهم فيه؛ لأن الله تعالى أَعطاهم قُدْرة واختِيارًا، وأَرسَل إليهم الرُّسُل، وبيَّن لهم الحقَّ؛ فنحن نَقول: نعَمْ، لولا هؤلاءِ الدُّعاةُ لكانوا مُؤمِنين؛ لأن الدَّعْوة تَسلَم من المُعارِض، ولكنه لا عُذْرَ لهم؛ لأنهم باستِطاعَتهم أن يُخالِفوهم ويُؤمِنوا.