الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[وقال ابن سعد: أخبرنا هاشم بن القاسم، حدثنا إسرائيل عن جابر، عن أبى جعفر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعط بالسمسم، ويغسل رأسه بالسدر][ (1) ] .
وأمّا الحنّاء
فخرّج الإمام أحمد من حديث قائد مولى عبد اللَّه بن على، عن أبى رافع، عن جدته سلمى [رضى اللَّه عنها] قالت: كنت أخدم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فما كانت تصيبه قرحة ولا نكتة، إلا أمرنى بأن أضع عليها الحناء.
وتقدم في الحجامة طرف من ذلك [ (2) ] .
وأمّا السّفرجل
فخرج البيهقي من طريق عبد الرحمن بن حماد بن عمران بن موسى [بن طلحة، عن أبيه، عن طلحة بن عبيد اللَّه] قال: دخلت على رسول اللَّه
[ () ] أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ [النساء: 78]، وقوله تعالى حكاية عن الكفار: وَقالُوا لِإِخْوانِهِمْ إِذا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كانُوا غُزًّى لَوْ كانُوا عِنْدَنا ما ماتُوا وَما قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ [آل عمران: 156] .
وفيه وجه آخر وهو: أن يكون معنى نهى عمران بن حصين خاصة، عن الكي في علة بعينها، لعلمه أنه لا ينجع، ألا تراه يقول:«فما أفلحنا ولا أنجحنا» ، وقد كان به الناصور، فلعله إنما نهاه عن استعمال الكي في موضعه من البدن.
والعلاج: إذا كان فيه الخطر العظيم كان محظورا، والكي في بعض الأعضاء يعظم خطره، وليس كذلك في بعض الأعضاء، فيشبه أن يكون النهى منصرفا إلى النوع المخوف منه. واللَّه تعالى أعلم (معالم السنن) مختصرا.
[ (1) ](طبقات ابن سعد) : 1/ 448.
والسعوط: ما يجعل في الأنف مما يتداوى به، وقد سبق شرحه وتخريج أحاديثه في بابه.
[ (2) ] سبق تعريف الحناء والكلام عنها في الحجامة، وذكرنا ما قاله ابن القيم في (زاد المعاد) : 4/ 89- 90، عن فوائدها ومنافعها.
صلّى اللَّه عليه وسلّم وفي يده سفرجلة، فألقاها إليّ وقال: دونكها أبا محمد، فإنّها تجمّ الفؤاد [ (1) ] .
وخرّجه الحاكم من حديث عبد الرحمن بن حماد بن مثله أو قريبا منه [وقال: هذا حديث صحيحة الإسناد][ (2) ] .
[ (1) ] وأخرجه ابن ماجة في (السنن) : 2/ 1118، كتاب الأطعمة، باب (61) أكل الثمار، حديث رقم (3369)، ورواته قبل طلحة: نقيب بن حاجب، وأبو سعيد، وعبد الملك الزبيري، ثلاثتهم مجاهيل.
[ (2) ](المستدرك) : 4/ 456، كتاب الطب، حديث رقم (8265) ، وما بين الحاصرتين ليست في (المستدرك) ، وسكت عنه الحافظ الذهبي في (التلخيص) ، وفي سنده عبد الرحمن بن حماد بن عمران بن موسى بن طلحة، قال أبو حاتم، منكر الحديث، وقال ابن حبان وغيره: لا يحتج به.
ورواه النسائي من طريق آخر، وقال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في جماعة من أصحابه، وبيده سفرجلة يقلبها، فلما جلست إليه، دحا بها إليّ ثم قال:«دونكها أبا ذرّ، فإنّها تشد القلب، وتطيب النفس، وتذهب بطحاء الصدر» وهو ضعيف أيضا. قال العلامة ابن القيم: وقد روى في السفرجل أحاديث أخر، هذا أمثلها ولا تصح.
والسفرجل: بارد يابس، ويختلف في ذلك باختلاف طعمه، وكله بارد قابض، جيد للمعدة، والحلو منه أقل برودة ويبسا، وأميل إلى الاعتدال، والحامض أشدّ قبضا ويبسا وبرودة، وكله يسكن العطش والقيء، ويدرّ البول، ويعقب الطبع، وينفع من قرحة الأمعاء، ونفث الدم، والهيضة، وينفع من الغيثان، ويمنع من تصاعد الأبخرة إذا استعمل بعد الطعام، وحراقة أغصانه وورقه المغسول كالتوتياء في فعلها.
وهو قبل الطعام يقبض، وبعده يلين الطبع، ويسرع بانحدار الثفل، والإكثار منه مضر بالعصب، مولد للقولنج، ويطفئ المرة الصفراء المتولدة في المعدة.
وإن شوى كان أقل لخشونته، وأخف، وإذا قوّر وسطه، ونزع حبه، وجعل فيه العسل، طيّن جرمه بالعجين وأودع الرماد الحار، نفع نفعا حسنا.
وأجود ما أكل مشويا أو مطبوخا بالعسل، وحبّه ينفع من خشونة الحلق، وقصبة الرئة، وكثير من الأمراض، ودهنه يمنع العرق، ويقوى المعدة، والمربى منه يقوى المعدة والكبد، ويشد القلب، ويطيب النفس.
ومعنى تجم الفؤاد: تريحه، وقيل: تفتحه وتوسعه من جمام الماء، وهو اتساعه وكثرته والطخاء للقلب مثل الغيم على السماء. قال أبو عبيد: الطخاء ثقل وغشي، تقول: ما في السماء طخاء، أي:
سحاب وظلمة (زاد المعاد) : 4/ 321.