الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
غزوة بنى النضير
ثم خرج صلى الله عليه وسلم إلى غزوة بنى النضير من اليهود، في ربيع الأول، على رأس سبعة وعشرين شهرا من الهجرة، في قول الواقدي. وقال الزهري:[هي] غزوة كانت على رأس ستة أشهر من وقعة [بدر] قبل أحد. وجعلها ابن إسحاق بعد بئر معونة وأحد، فحصرهم ست ليالي، حتى أنزلهم وجلاهم عن المدينة، ثم عاد بعد خمسة عشر يوما [ (1) ] ، [واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم][ (2) ] .
[قال ابن إسحاق: ثم خرج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى بنى النضير يستعينهم في دية القتيلين من بنى عامر، فلما أتاهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قالوا: نعم يا أبا القاسم، نعينك على ما أحببت مما استعنت بنا عليه][ (3) ] .
[ثم خلا بعضهم ببعض فقالوا: إنكم لن تجدوا الرجل على مثل حاله هذه- ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى جنب جدار من بيوتهم قاعد- فمن رجل يعلو على هذا البيت، فيلقى عليه صخرة فيريحنا منه؟][ (3) ] .
[فانتدب لذلك عمرو بن جحاش بن كعب، أحدهم، فقال: أنا لذلك، فصعد ليلقى عليه صخرة كما قال، ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه، فيهم: أبو بكر، وعمر وعلى- رضوان اللَّه تعالى عليهم][ (3) ] .
[ (1) ] قال الواقدي: كانت في ربيع الأول، على رأس سبعة وثلاثين شهرا من مهاجرة النبي صلى الله عليه وسلم.
(المغازي) : 1/ 363.
[ (2) ] زيادة للسياق من كتب السيرة.
[ (3) ](سيرة ابن هشام) : 4/ 43- 146 مختصرا.
[فأتى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الخبر من السماء بما أراد القوم، فقام وخرج راجعا إلى المدينة، فلما استلبث النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه، قاموا في طلبه، فلقوا رجلا مقبلا من المدينة، فسألوه عنه، فقال: رأيته داخلا المدينة، فأقبل أصحاب رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم حتى انتهوا إليه صلى الله عليه وسلم، فأخبرهم الخبر بما كانت اليهود أرادت من الغدر به، وأمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالتهيؤ لحربهم والسير إليهم][ (1) ] .
[قال ابن إسحاق: فتحصنوا منه في الحصون، فأمر رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بقطع النخيل والتحريق فيها، فنادوه: أن يا محمد! قد كنت تنهى عن الفساد وتعيبه على من صنعه، فما بال قطع النخيل وتحريقها؟][ (1) ] .
[قال أهل التأويل: وقع في نفوس المسلمين من هذا الكلام شيء، حتى أنزل اللَّه تعالى: ما قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوها قائِمَةً عَلى أُصُولِها، واللينة: ألوان التمر ما عدا العجوة والبرني، ففي هذه الآية: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحرق من نخلهم إلا ما ليس بقوت للناس، وكانوا يقتاتون العجوة، وقال تعالى: لِينَةٍ، ولم يقل: نخلة على العموم، تنبيها على كراهة قطع ما يقتات ويغذو من شجر العدو، إذا رجى أن يصير إلى المسلمين][ (1) ] .
[وخلوا الأموال لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فكانت لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خاصة، يضعها حيث يشاء، فقسمها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم على المهاجرين الأولين دون الأنصار، إلا أن سهل بن حنيف وأبا دجانة سماك بن خرشة ذكرا فقرا، فأعطاهما رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم][ (1) ] .
[ولم يسلم من بنى النضير إلا رجلان: يامين بن عمير، أبو كعب بن عمرو بن جحاش، وأبو سعد بن وهب أسلما على أموالهما فأحرزاها][ (1) ] .
[ (1) ](سيرة ابن هشام) : 4/ 143- 146 مختصرا.
[قال ابن إسحاق: وقد حدثني بعض آل يامين: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال ليامين: ألم تر ما لقيت من ابن عمك، وما هم به؟
فجعل يامين بن عمير لرجل جعلا على أن يقتل له عمرو بن جحاش، فقتله فيما يزعمون] .
[ونزل في بنى النضير سورة الحشر بأسرها، يذكر فيها ما أصابهم اللَّه به من نقمته، وما سلط عليهم به رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وما عمل به فيهم [ (1) ]] .
[ (1) ] (سيرة ابن هشام: 4/ 143- 146 مختصرا.