الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر شريك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قبل البعث
[قال أبو بكر بن أبى [شيبة] ، حدثنا عفان، حدثنا وهيب، حدثنا عبد اللَّه بن عثمان بن [خيثم] ، عن مجاهد، عن السائب، أنه كان يشارك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قبل الإسلام في التجارة، فلما كان يوم الفتح، أتاه فقال:
مرحبا بأخي وشريكي، كان لا يداري، ولا يمارى، يا سائب! كنت تعمل أعمالا في الجاهلية لا تتقبل منك، وهي اليوم تتقبل منك، وكان ذا سلف وصلة] [ (1) ] .
وقال الزبير بن بكار: وحدثني أبو ضمرة، أنس بن عياض الليثي، قال:
حدثني أبو السائب، عبد اللَّه بن السائب المخزومي، قال: كان جدي أبو السائب شريك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في الجاهلية، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: نعم الشريك، كان أبو السائب لا يشارى ولا يمارى] .
[وخرج أبو نعيم الأصفهاني، من حديث الأعمش، عن مجاهد، قال:
حدثني مولاي عبد اللَّه بن السائب، قال: كنت شريك النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية، فلما قدمت المدينة، قال: تعرفني؟ قلت: نعم، كنت شريكي، قال: نعم الشريك، لا تدارى، ولا تمارى] [ (2) ] .
[وقال ابن عبد البر: الحديث في من كان شريك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مضطرب جدا، من يجعل الشركة للسائب بن أبى السائب، ومنهم من
[ (1) ](مصنف ابن أبى شيبة) : 7/ 410، كتاب المغازي، باب (34) فتح مكة، حديث رقم (36937) ، وما بين الحاصرتين ليس في (خ) .
[ (2) ](مجمع الزوائد) : 9/ 409. وما بين الحاصرتين ليس في (ج) في كل المواضع.
يجعلها لأبى السائب أبيه، ومنهم من يجعلها لقيس بن السائب، ومنهم من يجعلها لعبد اللَّه بن السائب، [و] هذا اضطراب لا يثبت به شيء، ولا تقوم به حجة] [ (1) ] .
[وقال الزبير بن بكار، في كتاب (نسب قريش) ومنه نقلت: وولد عائذ ابن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم، أبا السائب، واسمه صيفي، وأبا رفاعة، واسمه أمية، وعتيق، وزهير، فولد أبو السائب بن عائد. السائب، قتل ببدر كافرا، والمسيب وأبا نهيك، واسمه عبد اللَّه، وأبا عطاء، واسمه عبد اللَّه، أسر ببدر] .
[قال: ومن ولد أبى السائب بن عائذ، أو السائب الّذي كان يستغرب في الشعر إذا استحسنه، وكان علماء قريش يذكرون منه عفافا، ثم ذكر حديث أبى السائب، عبد اللَّه بن السائب [قال] : كان جدي أبو السائب شريك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. وذكر ابن إسحاق فيمن قتل ببدر من المشركين:
السائب بن أبى السائب بن عائذ بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم [ (2) ] .
[قال ابن هشام عفى اللَّه عنه: السائب بن أبى السائب، شريك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، الّذي جاء فيه الحديث،
عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: نعم الشريك السائب،
[ (1) ](الاستيعاب) : 3/ 915، ترجمة رقم (1543) ، 3/ 1288- 1289، ترجمة قيس بن السائب رقم (2133) .
[ (2) ]
وقال أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي: فمن ولد أبى السائب: عبد اللَّه بن أبى السائب، كان شريكا للنّبيّ صلى الله عليه وسلم في الجاهلية، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فقال: يا رسول اللَّه أتعرفنى؟
قال: ألست شريكي؟ قال: بلى يا رسول اللَّه. فكنت خير شريك، كنت لا تدارى لا تمارى.
[مات عبد اللَّه بن أبى السائب بمكة في إمارة ابن الزبير، وقال الحافظ في (الإصابة) : والمحفوظ أن هذا لأبيه السائب] . (جمهرة النسب) : 90.
[لا يشارى، ولا يمارى] .
وكان أسلم فحسن إسلامه فيما بلغنا] [ (1) ] .
[وذكر ابن شهاب الزهري، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة، عن ابن عباس، أن السائب بن أبى السائب بن عائذ بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم، ممن بايع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من قريش، وأعطاه يوم الجعرانة من غنائم حنين][ (2) ] .
[وقال أبو محمد بن حزم: والسائب بن أبى السائب بن عائذ بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم، اختلف فيه، فقيل: لم يقتل يومئذ- يعنى يوم بدر- بل أسلم بعد ذلك][ (3) ] .
[وقال أبو عمر بن عبد البر: اختلف في إسلامه، ثم ذكر قول ابن إسحاق، وقول الزبير الّذي تقدم ذكره، ثم قال: وقد نقض الزبير ذلك في موضعين من كتابه، فذكر ما أورده الزبير من حديثه، عن يحيى بن محمد ابن عبد اللَّه بن ثوبان، عن جعفر بن عكرمة، عن يحيى بن كعب، عن أبيه كعب، مولى سعيد بن العاصي، وهو يطوف بالبيت ومعه جنده، فرجموا
[ (1) ](سيرة ابن هشام) : 3/ 268، وقال في هامشه: وذكر فيمن قتل من المشركين: السائب بن أبى السائب، واسم أبى السائب صيفي بن عابد [أو ابن عائذ] ، وأنكر ابن هشام أن يكون السائب قتل كافرا، قال: وقد أسلم وحسن إسلامه. وفي هذا الموضوع اضطراب لا يثبت به شيء، ولا تقوم به حجة، واللَّه تعالى أعلم.
ثم ذكره ابن هشام في باب توزيع غنائم حنين على المبايعين من قريش، قال ابن هشام: ومن بنى مخزوم بن يقظة
…
والسائب ابن أبى السائب بن عائذ بن عبد اللَّه بن عمر بن مخزوم. (سيرة ابن هشام) : 5/ 172.
[ (2) ] راجع التعليق السابق.
[ (3) ] الّذي قاله أبو محمد بن حزم: وولد عبد اللَّه بن عائذ: السائب، وولد أبو السائب- وهو صيفي بن عائذ- المسيب بن أبى السائب، والسائب بن أبى السائب، وأبا نهيك بن أبى السائب، فولد السائب:
عبد اللَّه بن السائب، شريك رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فولد عبد اللَّه أبو السائب: السائب بن أبى السائب، قتل يوم بدر كافرا. (جمهرة أنساب العرب لابن حزم) :143.
السائب بن صيفي بن عائذ، فسقط، فوقف عليه معاوية- وهو يومئذ خليفة- فقال: ارفعوا الشيخ، فلما قام قال: هيا معاوية! أجئتنا بأوباش الناس يصرعوننا حول البيت، [أما] واللَّه لقد أردت أن أتزوج أمك، فقال معاوية: ليتك فعلت فجاءت بمثل أبى السائب، يعنى عبد اللَّه بن السائب] [ (1) ] .
[قال ابن عبد البر: وهذا واضح في إدراكه الإسلام، وفي طول عمره، تم ذكر حديث الزبير الّذي تقدم ذكره، من
قوله صلى الله عليه وسلم: نعم الشريك كان أبو السائب] [ (1) ] .
[قال ابن عبد البر: وهذا كله من الزبير مناقضة لما ذكر أن السائب بن السائب قتل يوم بدر كافرا، ثم ذكر ابن عبد البر قول ابن هشام الّذي تقدم ذكره، ثم قال: وهذا أولى ما عول عليه في هذا الباب، يعنى أن السائب بن السائب من المؤلفة قلوبهم، وممن حسن إسلامه منهم][ (1) ] .
وقد خرج حديث السائب- رحمه الله أبو داود في سننه [ (2) ] ، وابن ماجة [ (3) ] أيضا من حديث سفيان، قال: حدثني إبراهيم بن المهاجر، عن
[ (1) ] ما بين الحاصرتين ليس في (ج) .
[ (2) ](سنن أبى داود) : 5/ 170- 171، كتاب الأدب، باب (20) في كراهية المراء، حديث رقم (4836) .
وقال في هامشه: السائب هذا قد ذكر بعضهم أنه قتل كافرا يوم بدر، قتله الزبير بن العوام، وذكر بعضهم أنه أسلم وحسن إسلامه، وهذا هو المعول عليه، وقد ذكره غير واحد من الأئمة في كتب الصحابة، والسائب بن أبى السائب من المؤلفة قلوبهم [من المنذري باختصار] .
قال الشيخ:
قوله: «لا تدارى»
يعنى لا تخالف ولا تمانع، وأصل الدرء: الدفع، يصفه صلى الله عليه وسلم بحسن الخلق والسهولة في المعاملة.
وقوله: «لا تمارى»
يريد المراء والخصومة، (معالم السنن) .
[ (3) ](سنن ابن ماجة) : 2/ 768، كتاب التجارات، باب (63) الشركة والمضاربة، حديث رقم
مجاهد، عن [قائد] السائب عن السائب قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فجعلوا يثنون عليّ ويذكرونني، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أنا أعلمكم- يعنى به- فقلت: صدقت، بأبي [أنت][ (1) ] وأمى، كنت شريكي، فنعم الشريك، كنت لا تدارى ولا تمارى. رواه عند أبى داود: يحيى عن سفيان، وهذه سياقته، ذكره في كتاب الأدب. ورواه عند ابن ماجة: عبد الرحمن بن مهدي، ولفظه: عن السائب أنه قال للنّبيّ صلى الله عليه وسلم: كنت شريكي في الجاهلية، فكنت خير شريك، كنت لا تدارينى، ولا تمارينى] [ (2) ] .
[ () ](2287)، وقال في هامشه:«لا تدارينى» من درأ بالهمز إذا دفع، وفي النهاية) : أصله يدارئنى مهموز، وجاء في الحديث غير مهموز ليزاوج يمارينى.
«ولا تمارينى» من المراء وهو الجدال، والمراد أنه كان شريكا موافقا، لا يخالف ولا ينازع.
[ (1) ] زيادة للسياق من (سنن أبى داود) .
[ (2) ] ما بين الحاصرتين ليس في (ج) .