الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
السنا
خرّج الترمذي من حديث عبد الحميد بن جعفر قال: حدثني عتبة بن عبد اللَّه، عن أسماء بنت عميس [رضى اللَّه عنها قالت:] إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سألها: بم تستمشين؟ قالت: بالشّبرم، قال: حار، حار، وقال: ثم استمشيت بالسنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لو أن شيئا كان فيه شفاء من الموت لكان في السنا.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب.
وخرّج الحاكم من حديث ابن جريج، عن سعيد بن عقبة الزرقيّ، عن رعة بن عبد اللَّه بن زياد، أن عمر بن الخطاب رضى اللَّه عنه، حدّثه عن أسماء بنت عميس، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم دخل عليها ذات يوم عندها شبرم تدقه، فقال: ما تصنعين بهذا؟ قالت: نسقيه فلانا؟ قالت: يشربه فلان، فقال: لو أن شيئا يدفع الموت، أو ينفع الموت، نفع السنا.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وله شاهد من حديث البصريين، عن أسماء بنت عميس [رضى اللَّه عنها] ، فذكر حديث عبد الحميد بن جعفر.
وللنّسائىّ من حديث محمد بن عمارة، عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن أبى طلحة، عن أنس بن مالك رضى اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: ثلاث فيهن شفاء من كل داء إلا السام: [السنا] والسنوت، قال محمد: ونسيت الثالثة، قالوا: يا رسول اللَّه! هذا السّنا قد عرفناه، فما السنوت؟ قال: لو شاء اللَّه لعرفكموه.
والسنوت [ (1) ] : الرّب، وقيل: العسل، وقيل: الكمون
[ (1) ] قال العلّامة ابن القيم: وفيه سبعة أقوال، أحدهما: أنه العسل، الثاني: أنه ربّ عكّة السمن يخرج
يمانية، وقيل: هو نبت شبيه بالكمون، وقيل: الرّازيانج، وقيل: الشّبت [ (1) ]، وقوله:
هم السّمن بالسّنوت لا السّمن فيهم
…
وهم يسقون جارهم أن يقرّدا
فسّره يعقوب بأنه الكمون، وفسّره ابن الأعرابي بأنه نبت شبيه بالكمون، والسّنوت: لغة فيه. ذكر ذلك ابن سيده [ (2) ] .
[ () ] خططا سوداء على السمن، الثالث: أنه حبّ يشبه الكمون، وليس بكمون، الرابع: الكمون الكرماني، الخامس أنه الشّبت، السادس: أنه التّمر، السابع: أنه الرّازيانج. (زاد المعاد) : 4/ 320.
[ (1) ] الشّبتّ: نبات من فضيلة الخيميات يشبه الشمر، وهو من التوابل.
[ (2) ] راجع التعليق السابق والّذي قبله.