الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأمّا ما يصنع إذا قدم من سفر
فخرج البخاري [ (1) ] من حديث محمد بن شهاب، عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن كعب، عن أبيه، وعمه عبيد اللَّه بن كعب بن مالك [رضى اللَّه عنه قال:] أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم من سفر ضحى، دخل المسجد فصلى ركعتين قبل أن يجلس. وذكره مسلم بنحو ذلك [ (2) ] .
وخرّجه النسائي بهذا السند، ولفظه: أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان لا يقدم من سفر إلا نهارا ضحى، فإذا قدم بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين، ثم جلس [ (3) ] .
[ (1) ](فتح الباري) : 6/ 238، كتاب الجهاد، باب (198) الصلاة إذا قدم من سفر، حديث رقم (3088) .
[ (2) ](مسلم بشرح النووي) : 5/ 235- 236، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب (12) استحباب الركعتين في المسجد لمن قدم من سفر أول قدومه، حديث رقم (716) .
في هذه الأحاديث استحباب ركعتين للقادم من سفره في المسجد أول قدومه، وهذه الصلاة مقصودة للقدوم من السفر، لا أنها تحية المسجد، والأحاديث المذكورة صريحة فيما ذكرته. وفيه استحباب القدوم أوائل النهار، وفيه أنه يستحب للرجل الكبير في المرتبة، ومن يقصده الناس إذا قدم من سفر للسلام عليه أن يقعد أول قدومه قريبا من داره في موضع بارز سهل على زائريه، إما المسجد، وإما غيره. (شرح النووي) .
[ (3) ](سنن النسائي) : 2/ 386، كتاب المساجد، باب (38) الرخصة في الجلوس فيه والخروج منه بغير صلاة، حديث رقم (830) ، وهو حديث طويل، وفيه:«ثم جلس للناس» .
وأخرجه الإمام مسلم في كتاب التوبة، باب (9) حديث توبة كعب بن مالك وصاحبيه، حديث رقم (2769) ، وهو حديث طويل، وفيه:«وكان [رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم] إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين، ثم جلس للناس، فلما فعل ذلك جاءه المخلفون فطفقوا يعتذرون إليه، ويحلفون له، وكانوا بضعة وثمانين رجلا، فقبل منهم رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم علانيتهم، وبايعهم، واستغفر لهم، وكل سرائرهم إلى اللَّه» .
وخرّجه ابن حيان من حديث الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن تميم، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن كعب، عن كعب بن مالك [رضى اللَّه عنه] قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر، بدأ بالمسجد، فصلى فيه ركعتين، ثم يقعد ما قدر له في مسائل الناس وسلامهم [ (1) ] .
وخرّج البخاري من حديث شعبة، عن محارب بن دثار، عن جابر بن عبد اللَّه رضى اللَّه [عنهما] ، أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة، نحر جزورا أو بقرة، زاد معاذ عن شعبة، عن محارب، سمع جابر بن عبد اللَّه: اشترى منى النبي صلى الله عليه وسلم بعيرا [بأوقيتين] ودرهم أو درهمين، فلما قدم صرارا، أمر ببقرة فذبحت، فأكلوا منها، فلما قدم المدينة أمرنى أن آتى المسجد فأصلى ركعتين، ووزن ثمن البعير. ذكره في كتاب الجهاد، وترجم عليه باب:
الطعام عند القدوم [ (2) ] .
[ () ] وأخرجه أبو داود في (السنن) : 3/ 320- 321، كتاب الجهاد، باب (178) في الصلاة عند القدوم من السفر، حديث رقم (2781) ، وفي باب (173) في إعطاء البشير، حديث رقم (2773) .
وأخرجه الإمام أحمد في (المسند) : 4/ 490، حديث رقم (15345) ، (15346) ، (15347) ، (15348) بسياقات مختلفة، كلهم من حديث كعب بن مالك الأنصاري رضى اللَّه عنه.
وأخرجه ابن عدي في (الكامل) : 4/ 293، في ترجمة عبد الرحمن بن يزيد بن تميم، شامي دمشقي، رقم (153/ 1120)، ولفظه:«كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين ثم يقعد ما قدر له لمسائل الناس ولكلامهم» .
قال: وقوله في هذا المتن: «يقعد لمسائل الناس وكلامهم» لا أعرفه إلا من حديث ابن تميم هذا عن الزهري.
[ (1) ](أخلاق النبي) : 244.
[ (2) ](فتح الباري) : 6/ 238، كتاب الجهاد والسير، باب (199) ، الطعام عند القدوم، وكان ابن عمر يفطر لمن يغشاه، حديث رقم (3089) .