الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
غزوة المريسيع
ثم خرج صلى الله عليه وسلم إلى غزاة المريسيع، يوم الاثنين لليلتين خلتا من شعبان سنة خمس من الهجرة، فأوقع بنى المصطلق من خزاعة، وعاد لهلال رمضان، فغاب شهرا إلا ليلتين، وعند ابن إسحاق: أنها كانت في شعبان من السنة السادسة، [واستخلف على المدينة زيد بن حارثة][ (1) ] .
[المريسيع] : بضم أوله وفتح ثانيه بعده ياء ساكنة، وسين مكسورة مهملة، بعدها ياء أخرى، وعين مهملة، على لفظ التصغير: قرية من وادي القرى، كان الزبير بن خبيب بن ثابت بن عبد اللَّه بن الزبير نازلا في ضيعته بالمريسيع، مقيما في مسجدها، لا يخرج منها إلا إلى وضوء، فكان دهره كالمعتكف] [ (2) ] .
[قال البخاري: المريسيع: ماء بنجد، في ديار بنى المصطلق من خزاعة][ (2) ] .
[قال ابن إسحاق: من ناحية قديد إلى الشام، غزاة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم سنة ست، فهي غزوة المريسيع، وغزوة بنى المصطلق، وغزوة نجد، قال ابن إسحاق: سنة ست، وقال موسى بن عقبة: سنة أربع، قال الزهري: وفيها كان حديث الإفك][ (2) ] .
[قال ابن إسحاق: فأقام رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالمدينة بعض جمادى الآخرة ورجبا، ثم غزا بنى المصطلق من خزاعة، في شعبان سنة ست][ (2) ] .
[ (1) ] قال ابن هشام: واستعمل على المدينة أبا ذر الغفاريّ، ويقال: نميلة بن عبد اللَّه الليثي.
[ (2) ] المرجع السابق (سيرة ابن هشام) : 4/ 252.
[قالوا: [لما] بلغ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن بنى المصطلق يجمعون له، وقائدهم الحارث بن أبى ضرار، أبو جويرية بنت الحارث، زوج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فلما سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بهم خرج إليهم حتى لقيهم على ماء لهم يقال له:
المريسيع من ناحية قديد إلى الساحل، فتزاحف الناس واقتتلوا فهزم اللَّه بنى المصطلق، وقتل من قتل منهم، ونفل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أبناءهم، ونساءهم، وأموالهم] [ (1) ] .
[وقد استشهد رجل من المسلمين يقال له: هشام بن صبابة، أصابه رجل من الأنصار من رهط عبادة بن الصامت، وهو يرى أنه من العدو، فقتله خطأ][ (1) ] .
[ثم راح رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالناس، وسلك الحجاز حتى نزل على ماء بالحجاز فويق النقيع يقال له: بقعاء، فلما راح رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم هبت على الناس ريح شديدة آذتهم، وتخوفوها][ (1) ] .
[فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: لا تخافوها، فإنما هبت لموت عظيم من عظماء الكفار، فلما قدموا المدينة وجدوا رفاعة بن زيد بن التابوت، أحد بنى قينقاع، وكان عظيما من عظماء اليهود، وكهفا للمنافقين، مات في ذلك اليوم][ (1) ] .
[وقدم مقيس بن صبابة من مكة مسلما- فيما يظهر- فقال: يا رسول اللَّه، جئتك مسلما، وجئتك أطلب دية أخى، قتل خطأ، فأمر له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بدية أخيه هشام بن صبابة، فأقام عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم غير كثير، ثم عدا على قاتل أخيه فقتله، ثم خرج إلى مكة مرتدا][ (1) ] .
[ (1) ](المرجع السابق) .
[وكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قد أصاب منهم سبيا كثيرا، فشا قسمه بين المسلمين، وكان فيمن أصيب من السبايا جويرية بنت الحارث بن أبى ضرار زوج رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم][ (1) ] .
[وقد أقبل رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من سفره ذلك، حتى إذا كان قريبا من المدينة، وكانت معه عائشة في سفره ذلك، قال فيها أهل الإفك ما قالوا][ (1) ] .
[ (1) ](سيرة ابن هشام) : 4/ 252 وما بعدها مختصرا، وحديث الإفك معروف أمسكنا عن ذكره لطوله واشتهاده.