الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأمّا كيف سيره صلى الله عليه وسلم
فخرج البخاري من حديث مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، أنه قال: سئل أسامة- وأنا جالس- كيف كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يسير في حجة الوداع حين دفع؟
قال: كان يسير العنق، فإذا وجد فجوة نص، قال هشام: والنص، فوق العنق، قال أبو عبد اللَّه: فجوة، متسع، والجمع فجوات وفجاء، وكذلك ركوة وركاء.
ذكره في كتاب الجهاد [ (1) ] ، وفي آخر حجة الوداع [ (2) ] . وخرجه مسلم من
[ (1) ]
(فتح الباري) : 6/ 171، كتاب الجهاد والسير، باب (136) السرعة في السير، وقال أبو حميد:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: إني متعجل إلى المدينة، فمن أراد أن يتعجل معى فليتعجل، حديث رقم (2999) .
[ (2) ](فتح الباري) : 3/ 660، كتاب الحج، باب 92 السير إذا دفع من عرفة، حديث رقم (1666) .
وأخرجه أيضا في كتاب المغازي، باب (78) حجة الوداع، حديث رقم (4413) .
وفي (مسلم بشرح النووي) : 9/ 38، كتاب الحج، باب (47) الإفاضة من عرفات إلى المزدلفة واستحباب صلاتي المغرب والعشاء جميعا بالمزدلفة في هذه الليلة، حديث رقم (283) ، (284) .
قوله: «وكان يسير العنق فإذا وجد فجوة نص» ، وفي الرواية الأخرى:«قال هشام: والنص فوق العنق» أما العنق فبفتح العين والنون، والنص بفتح النون وتشديد الصاد المهملة، وهما نوعان من إسراع السير، وفي العنق نوع من الرّفق، والفجوة بفتح الفاء المكان المتسع، ورواه بعض الرواة في الموطأ «فرجة» بضم الفاء وفتحها، وهي بمعنى الفجوة، وفيه من الفقه استحباب الرّفق في السير في حال الزحام، فإذا وجد فرجه استحب الإسراع ليبادر إلى المناسك، وليتسع له الوقت ليمكنه الرّفق في حال الزحمة، واللَّه تعالى أعلم. (مسلم بشرح النووي) .
وفي (سنن أبى داود) : 2/ 472- 473، كتاب مناسك الحج، باب (64) الدفعة من عرفة، حديث رقم (1923) .
حديث الربيع بن حماد، حدثنا هشام عن أبيه، فذكره. ومن حديث حميد بن عبد الرحمن عن هشام.
وخرج الحاكم من حديث الإمام أحمد، حدثنا إسماعيل بن أبى علية، حدثنا الحجاج بن أبى عثمان، عن أبى الزبير، أن جابر بن عبد اللَّه [رضى اللَّه عنهما] حدثهم قال: كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يتخلف عن المسير، [فيزجى] الضعيف ويردف، ويدعو لهم. [قال:] صحيح على شرط مسلم. [ولم يخرجاه][ (1) ] .
[ () ] العنق: السير الوسيع، والنص: أرفع السير، وهو من قولهم: نصصت الحديث إذا رفعته إلى قائله ونسبته إليه، ونصصت العروس إذا رفعتها فوق المنصة، والفجوة: الفرجة بين المكانين.
وفي هذا بيان أن السكينة والتؤدة المأمور بهما إنما هي من أجل الرّفق بالناس، لئلا يتصادموا، فإذا لم يكن زحام، وكان في الموضع سعة سار كيف شاء. (معالم السنن) وأخرجه الإمام مالك في (الموطأ) : 270 كتاب الحج، باب السير في الدفعة، حديث رقم (888) .
وأخرجه النسائي في (السنن) : 5/ 285- 286، كتاب المناسك، باب (205) كيف السير من عرفة، حديث رقم (2023) .
وابن ماجة في (السنن) : 2/ 1004، كتاب المناسك، باب (58) الدفع من عرفة، حديث رقم (3017) وفي هامشه:«العنق» : سير سريع معتدل، و «نص» : أي حرك الناقة يستخرج أقصى سيرها.
والدارميّ في السنن: 2/ 57، كتاب الحج، باب كيف السير في الإفاضة من عرفة.
وأخرجه الإمام أحمد في (المسند) : 6/ 266- 267 من حديث أسامة بن زيد، حديث رقم (21276)، ولفظه: «كان سيره صلى الله عليه وسلم العنق، فإذا وجد فجوة نص، والنص فوق العنق، وأنا رديفه، وحديث رقم (21326) بنحوه.
[ (1) ](المستدرك) : 2/ 126، كتاب الجهاد، حديث رقم (2541) وقال الحافظ الذهبي في (التلخيص) : على شرط مسلم.