الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(من أحكام الصلاة)
139 -
(6) قوله تبارك وتعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف: 204].
* اختلف العلماءُ في سببِ نُزولها:
فقيل: إنها نزلَتْ في تحريمِ الكَلام في الصَّلاةِ، وكانوا يتكلَّمونَ في الصَّلاة بِحَوائِجِهم (1).
وقيل: إن فَتًى كانَ يقرأُ خَلْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فيما يَقْرَأُ فيه النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فأنزل اللهُ سبحانَه الآية فيه (2).
وكذا رُويَ عن أبي هُريرة قال: نزلتْ في رَفْع الصَّوتِ (3) وهُمْ خَلْفَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم (4).
(1) انظر: "القراءة خلف الإمام" للبخاري (ص: 117)، و"تفسير الطبري"(9/ 163)، و"تفسير ابن أبي حاتم"(5/ 1645)، و"القراءة خلف الإمام" للبيهقي (ص:109).
(2)
رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(5/ 1646)، والبيهقي في "السنن الكبرى"(2/ 155)، عن مجاهد. وانظر:"تفسير الطبري"(9/ 163).
(3)
في "ب": "الأصوات".
(4)
رواه البخاري في "القراءة خلف الإمام"(279)، والدارقطني في "سننه"(1/ 326)، وتمام الرازي في "فوائده"(1/ 72)، وابن عساكر في=
فتمسَّكَ بهذهِ الآيةِ مَنْ منعَ القِراءَةَ خَلْفَ الإمامِ في الصَّلاةِ الجَهْرِيَّةِ، ويُروى عنِ ابنِ مَسْعودٍ -رضيَ اللهُ تعالى عنه-: أنه صَلَّى بأصحابِه، فقرأ قومٌ خَلْفَهُ، فقال: ما لكم لا تعقلون؟ {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (1)[الأعراف: 204].
وبهذا قالَ مالِكٌ، والشافعيُّ في أحدِ قوليه (2).
وفي المسألةِ اختلافٌ كبيرٌ بينَ الصحابةِ وغيرِهِمْ؛ لتعارُضِ الأحاديثِ في ذلكَ، وقد جَمَعَ الإمامُ محمدُ بنُ إسماعيلَ البخاريّ في ذلكَ جُزْءاً، وكان رأيُهُ قراءةَ الفاتِحَةِ خَلْفَ الإمامِ مُطْلَقاً لقوله صلى الله عليه وسلم:"لا صَلاةَ لِمَنْ لَا يَقْرأُ بفاتِحَةِ الكِتَابِ" متفق عليه (3)، وهو الصحيحُ من قولِ الشافعيِّ، وموضعُ المُجاراةِ في ذلكَ في غيرِ هذا المقامِ.
* * *
= "تاريخ دمشق"(31/ 70 - 71).
(1)
رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره"(5/ 1646)، وابن عبد البر في "التمهيد"(11/ 29). وانظر جميع الآثار التي ذكرت آنفًا في "الدر المنثور" للسيوطي (3/ 634 - 635).
(2)
وذهب الحنابلة إلى أنه لا قراءة للمأموم فيما يجهر فيه الإمام، وذهب الحنفية إلى المنع من القراءة خلف الإمام مطلقًا. انظر:"الموطأ" للإمام مالك (1/ 85)، و"الاستذكار" لابن عبد البر (1/ 462)، و"الأم" للإمام الشافعي (7/ 207)، و"الحاوي الكبير" للماوردي (2/ 141)، و"أحكام القرآن" للجصاص (4/ 216)، و"المبسوط" للسرخسي (199)، و"المغني" لابن قدامة (1/ 329).
(3)
رواه البخاري (723)، ومسلم (394) عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه.