الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لزيارة قبر الرسول؟ فذكرت حديث أبي هريرة وهذا صواب، لكن لم يكن السؤال هكذا، كان السؤال: هل يجوز زيارة قبر الرسول؟ واضح الآن الفرق؟
مداخلة: واضح.
الشيخ: طيب! يعود السؤال: هل يجوز زيارة قبر الرسول؟
مداخلة: نعم يجوز.
الشيخ: فإذًا: لا إشكال.
(فتاوى جدة -الأثر-" (3/ 01: 09: 05)
[224] باب الانتصار لشيخ الإسلام
في قوله بحرمة شد الرحال بقصد زيارة قبر النبي
سؤال: باختصار! نقل ابن حجر رحمه الله في الفتح في المجلد الثالث أنه قال: من أبشع المسائل التي ذكرت عن شيخ الإسلام ابن تيمية أنه منع شد الرحال إلى قبر النبي عليه الصلاة والسلام، انتهى كلامه بتصرف، فيفهم من ذلك أن ابن حجر يعتمد على قوله هذا بأحاديث وأقوال ..
مداخلة: فيفهم من كلامك
…
فهمت الآن عن النسبة التي فهمت: أن ابن حجر يعتمد على أحاديث طيب! ويرى بجواز شد الرحال إلى قبر النبي عليه الصلاة والسلام.
الشيخ: ما هي الأحاديث؟
مداخلة: ما أدري، ما يفهم من هذا الآن؟
الشيخ: لا.
مداخلة: وإلا ماذا يفهم؟
الشيخ: يفهم باستغراب هذا القول ولا يعني أن هناك أحاديث؛ لأنه يجب أن نستحضر في أذهاننا أن الأحكام الشرعية لا تثبت بأحاديث صريحة كلها، تارةً هكذا وتارةً باستنباط، وتارةً بالقياس، طيب! فإذا كان هناك استنباط وقياس ورأيت إنسانًا ذهب إلى قول ما واستغربته أنت ليس من الضروري أن تتصور أن هذا القول يوجد عليه حديث، ممكن أن يكون بالقياس، طيب! والآن: فسؤالك: هل الأحاديث تجيز شد الرحل إلى قبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أم لا، أم أنت تريد أن تسأل ما موقفك من استغراب الحافظ ابن حجر لقول ابن تيمية أنه لا يجوز شد الرحل إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟
مداخلة: نعم يا شيخ.
الشيخ: وهو؟
مداخلة: استغراب الحافظ
الشيخ: أنا أقول: قوله هو المستغرب، قول ابن حجر هو المستغرب، لماذا؟ لأنه يعلم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم:«لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد» وذكرها، وفي رواية لمسلم:«لا تشدوا الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد» فالآن: المسجد النبوي لم يكن القبر فيه، تعرف هذه الحقيقة؟ فهل كان شد الرحل فيه قبل دفنه عليه السلام وبعدما قال هذا الحديث مشروعًا أم لا؟ أعيد ما قلته: عندما قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد» كان ميتًا أم كان حيًا؟
مداخلة: حيًا.
الشيخ: كان قبره في المسجد؟
مداخلة: لا.
الشيخ: كان شد الرحل إلى المسجد مشروعًا؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: نعم، عندما أصبح القبر في المسجد بعد موته عليه السلام بزمان، وبعدما أجروا التوسعة، أصبح الآن القبر في المسجد، هل تغير الحكم السابق؟
مداخلة: لا ما تغير.
الشيخ: إذًا: بقي الحكم السابق كما هو، ولذلك يقول ابن تيمية أو غيره: أن الذي يسافر إلى المدينة فيجب أن يخلص النية لشد الرحل إلى مسجده عليه السلام؛ ذلك لأن الصلاة فيه بألف صلاة، فإذا وصل إلى ذلك المكان أو المقام فأمكن أن يزور قبر الرسول عليه السلام كما يزور أي قبر من قبور الأولياء أو الأنبياء أو الصالحين، بينما إذا عكس النية فنوى أن يشد الرحل لزيارة قبره عليه السلام هذا أولًا لا حديث فيه إطلاقًا، وثانيًا: قلب الحكم الشرعي، فالحكم الشرعي قال: لا تشد الرحال إلا إلى المسجد، فكيف هو عكس الموضوع وشد الرحل إلى القبر، واضح؟
مداخلة: نعم.
الشيخ: فإذًا: قول ابن حجر هو المستغرب، وأظنكم تعلمون قوله صلى الله عليه وآله وسلم:«إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى» (1) وفي حديث الفقراء الذي فيه: «إن لكم في كل تسبيحة صدقة وتحميدة صدقة وأمر بمعروف ونهي عن منكر» ثم
(1) البخاري (رقم1) ومسلم (رقم5036).