الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بحق في الوجود إلا الله، فلا يجوز له أن ينقض هذه العقيدة، عقيدة التوحيد في عبادة الله وحده لا شريك له عملياً، كثير من المسلمين اليوم يدعون في الشدائد غير الله، كما كان المشركون يفعلون تماماً، فهذا ينادي البدوي، وهذا ينادي عبد القادري الجيلاني، وهذا ينادي الشاذلي،
…
إلى آخره.
كل هؤلاء الأشخاص يُعْبَدُون اليوم من كثير من المسلمين بسبب جهلهم معنى هذه الكلمة لا إله إلا الله، أي: لا معبود بحق في الوجود إلا الله، ولهذا كان أول ما دعا إليه الرسول عليه السلام هو هذه الكلمة الطيبة، كما قال صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الصحيح:«أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم عند الله» .
«أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله» لا يعني: أن لا رب، وإنما يعني أن لا معبود بحق إلا الله، فمن اعتقد أن لا معبود بحق إلا الله آمن بأن الرب واحد لا شريك له، لكن من آمن بأن الرب واحد لا شريك له بذاته، قد يكفر بالعبودية، بعبادة الله وحده لا شريك له، لأنه من عبادة الله الدعاء، فإذا دعا غير الله فقد اتخذه إلهاً من دون الله تبارك وتعالى.
"الهدى والنور"(178/ 50: 02: 01)
[129] باب ذكر أخذ الميثاق
من ذرية بني آدم وهل كان على الحقيقة
؟
نقل الآلوسي في "الآيات البينات" عن البيضاوي أنه حمل آية الميثاق على التمثيل لا الحقيقة وذلك في "تفسيره"، [فعلق الألباني قائلاً]:
وهو [أي تفسير البيضاوي] المعروف بـ " أنوار التنزيل وأسرار التأويل "(3/ 33) قال في معنى الآية: " نَزَّل تمكين بني آدم من العلم بربوبيته بنصب الدلائل وخلق الاستعداد فيهم وتمكنهم من معرفتها والإقرار بها منزلة الإشهاد والاعتراف تمثيلاً وتخييلاً فلا قول ثَم ولا شهادة حقيقة ". وقد تعقبه جماعة منهم العلامة علي القاري في " المرقاة " فقال (1/ 140):
وفيه أن هذا يرجع إلى مذهب المعتزلة، ومنهم الخطيب الكازروني في حاشيته عليه رد عليه تأويله المذكور بكلام قوي، ومما قاله:" إن الواجب على المفسر المحقق أن لا يفسر القرآن برأيه إذا وجد نقلاً معتمداً عن السلف فكيف بالنص القاطع من النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟ "، فراجعه فإنه مهم.
ومنهم الإمام الشوكاني في " فتح القدير "(2/ 250 - 252).وصديق حسن خان في " فتح البيان "(3/ 404 - 409) وكتابه " الدين الخالص "(1/ 391).و" أضواء البيان "(2/ 335 - 338) للشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمهم الله تعالى.
[ثم ذكر الآلوسي في نفس السياق تفسير والده "روح المعاني"، فعلق الألباني قائلاً]:
ورَدَّ فيه [أي رَد َّالآلوسي الأب في تفسيره] تأويل البيضاوي المذكور وقال: " يأبى عنه كل الإباء حديث ابن عباس [هو حديث" إن الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بـ (نعمان) يوم عرفة وأخرج من صلبه كل ذرية ذرأها فنثرهم بين يديه كالذر ثم كلمهم قبلاً قال: «ألست بربكم قالوا: بلى» ". قال الألباني: وهو حديث صحيح بل هو متواتر المعنى كما بينته في " الصحيحة " (1623)].
ثم ذكر أن المعتزلة ينكرون أخذ الميثاق التالي المشار إليه في الأخبار