الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القبر المنفرد، وفناءه المضاف إليه، وذكر الآمدي وغيره أنه لا تجوز الصلاة فيه أي المسجد الذي قبلته إلى القبر، حتى يكون بين الحائط وبين المقبرة حائل آخر، وذكر بعضهم: هذا منصوص أحمد»
قلت: وقد ذكر شيخ الإسلام في «الفتاوى» وغيرها اتفاق العلماء على كراهة الصلاة في المساجد المبنية على القبور وحكى بطلانها فيها في مذهب أحمد، وذلك مستفاد من أحاديث النهى عن اتخاذ القبور مساجد، وبنائها عليها، وهى مسألة هامة قد أغفلها عامة الفقهاء، ولذلك أحببت أن أنبه عليه، وأن لا أخلى هذه التعليقات منها، وقد فصلت القول فيها في «التعليقات الجياد» و «أحكام الجنائز» و «تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد» .
"تمام المنة"(ص298 - 299).
[149] باب حكم اتخاذ القبور مساجد وإيقاد السرج عليها
[روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم]:
«لعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج» .
(ضعيف)
[قال الإمام]:
ولعن المتخذين على القبور المساجد متواتر عنه صلى الله عليه وآله وسلم في " الصحيحين " وغيرهما من حديث عائشة وابن عباس وأبي هريرة وزيد بن ثابت وأبي عبيدة بن الجراح وأسامة بن زيد، وقد سقت أحاديثهم وخرجتها في " التعليقات الجياد على زاد المعاد " ثم في " تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد "، وهو مطبوع،
ونص حديث عائشة وابن عباس مرفوعاً:
"لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا من قبور أنبيائهم مساجد" زاد أحمد في روايته: "يحرم ذلك على أمته" وأخرج أيضاً من حديث ابن مسعود مرفوعاً:
"إن من شرار الناس من تدركه الساعة وهم أحياء، ومن يتخذ القبور مساجد".
ومع هذه الأحاديث الكثيرة في لعن من يتخذ المساجد على القبور تجد كثيرا من المسلمين يتقربون إلى الله ببنائها عليها والصلاة فيها، وهذا عين المحادة لله ورسوله، انظر " الزواجر في النهي عن اقتراف الكبائر " للفقيه أحمد بن حجر الهيثمي (1/ 121) وقد صرح بعض الحنفية وغيرهم بكراهة الصلاة فيها، بل نقل بعض المحققين اتفاق العلماء على ذلك، فانظر " فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية"(1/ 107، 2/ 192)" وعمدة القاري شرح صحيح البخاري " للعيني الحنفي (4/ 149) وشرحه للحافظ ابن حجر (3/ 106)،
وأما لعن المتخذين عليها السرج. فلم نجد في الأحاديث ما يشهد له، فهذا القدر من الحديث ضعيف، وإن لهج إخواننا السلفيون في بعض البلاد بالاستدلال به، ونصيحتي إليهم أن يمسكوا عن نسبته إليه صلى الله عليه وآله وسلم لعدم صحته، وأن يستدلوا على منع السرج على القبور بعمومات الشريعة، مثل قوله صلى الله عليه وآله وسلم:«كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار» ، ومثل نهيه صلى الله عليه وآله وسلم عن إضاعة المال، ونهيه عن التشبه بالكفار ونحو ذلك.
"الضعيفة"(1/ 393، 395 - 396).