المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب أبنية المصادر - ارتشاف الضرب من لسان العرب - جـ ٢

[أبو حيان الأندلسي]

الفصل: ‌باب أبنية المصادر

[الجزء الثاني]

‌باب أبنية المصادر

الفعل ثلاثي ورباعي، وكلاهما مجرد ومزيد، الثلاثي المجرد إن كان على وزن فعل: متعديًا فمصدره يجيء على فعول كجحود، وفعل كسرق، وفعل كخنق، وفعل كشغل، وفعل كذكر، وفعلان: كليان، وروى فيه كسر اللام، وزعم المبرد أنه الأصل، وفتح استثقالاً للكسر مع اجتماع يائين، وفعلان كحرمان، وفعلان كشكران، وفعلان كعرفان، وفعال كسؤال، وفعال كقضاء، وفعال ككذاب، وفعالة كنصاحة وفعالة

ص: 483

كعبادة، وفعلة: كرحمة، وفعلة: حمية، وفعلة: كغلبة، وفعلى: كشكوى، وفعلى: كذكرى، وفعلى: كرجعى، وفعيلة: كخديعة، وفعيلية: كوليدية، وفعولية: كخصوصية، وفعلية: كحقرية، وفعلنية: كسحفنية، وفعلوت: كملوكت، وفوعل: كسودد، وفعيلى: كحثيثى، وفعلى: كغلبى.

وجاء في معتل اللام على فعل كقرى، وعلى فعل كهدى، وفي

ص: 484

المعتل العين كقيدودة، وصيرورة وإن كان قاصرًا فمصدره على فعل كعجز، وفعل كفسق، وفعل: كمكث وفعل كحلم، وفعل: كخبث، وفعل: كخلف، وفعلة: كخيبة، وفعلة: كشعرة، وفعلة: كقدرة، مصدر قدر على الشيء وفعال: كذهاب، وفعال: كفراغ مصدر فرغ، وهي لغة تميمية وفعال: كمزاح، وفعيل: كوجيب، وفعالة: كعزازة، وفعالة: كعمارة، مصدر عمرت الدار، وفعالة: كدعابة، وفعول: كحلول، وفعول: كصيور، وفعولة: كفسوحة فسح الشيء صلب، وفعيلة: كنميمة، وفعلان:

ص: 485

كرجحان، وفعلان: كعدوان، وفعلان: كنسمان، وفعلان: كنسلان وفعلى: كجمزى، وفعلاء: كهلكاء، وفعلاء: كغلواء، وفعلاء: كخيلاء، وفعالة: كزعارة، وتفعلة: كتحلة، وتفعلة: كتهلكة، وفعلية: كزهوية، وفعيلاء: كهجيراء وافعيلاء: كاهجيراء، ومفعولاء: كمحلوفاء، ومفعلة: كمأوية مصدر أوى إذا رحمه، ومفعلة: مثلث العين مقدرة، ومفعل مثلثها: كمهلك، وجاء في المعتل اللام بكى وعلى فعل:

ص: 486

رنا، وفي المعتل العين على فيعولة: كبينونة.

وإن كان على وزن فعل متعديًا، فمصدره على فعل كعمل، وفعل: كرضى، وفعل: كلقى، وفعل: كشرب، وفعل: كحفظ، وفعلان: كلقيان، وفعلان: كشنآن، وفعلان: كشنآن، وفعال: كضمان، وفعال: كسفاد وفعالة: كسآمة، وفعالة: كوراثة، وفعالة: كفجاءة، وفعلة: كلقية، وفعلة: كخيلة، وفعلة: كرحبة، وفعول: كقبول، وفعول: كلزوم، وفعالية: كفهامية، وفعلوت: كرغبوت، وفعلوتا: كرحموتا.

ص: 487

وإن كان قاصرًا فمصدره على فعل: كسقم، وفعل: كجذب، وفعل: كرى، وفعل: كشبع، وفعلة: كشهوة، وفعلة: كحمسة، وفعلة: كقوة، وفعال: كنشاط، وفعول: كلدون، وفعلة: كبسطة، وفعالة: كضمانة، مصدر ضمن إذا لزمته العلة، وإن كان على وزن فعل فمصدره على فعل: كقبح، وفعال: كجمال، وفعولة: كقبوحة، وفعل: كعظم، وفعلة: ككثرة، وفعلة: كقحة، وفعلة: كجرأة، وفعل: كضعف وفعل: كشرف، وفعل: كحلم، وفعل: كجرم، وفعال: كصيال، وفعالية: كرفاهية، وفعلياء: ككبرياء

، فجميع هذه الأبنية التي ذكرناها لا تنقاس في أبوابها.

وأما المصدر على زنة مفعول فأثبته الأخفش والفراء، وأنكره سيبويه، وأما على وزن فاعل وفاعلة، فقيل منه الفالج، ولاغية، والفاصلة،

ص: 488

والقافية، والكاذبة، والدالة، وقم قائمًا قيل بمعنى اللغو، والفصل، والقفو والكذب، والدلالة، والقيام.

والغالب أن يعني بفعالة وفعولة المعاني الثابتة كالفطانة، والسهولة، كان الفعل من فعل كالبراعة أو فعل كالجهالة أو فعل كالجزالة، وكونها من فعل وفعل يحفظ وليس بمقيس. وأما من فعل فهو المصدر المقيس فيه بنص سيبويه، وجاءت منه ألفاظ كثيرة جدًا، وغلط ابن عصفور، فزعم أن المقيس في فعل هو فعل نحو: قبح وحسن، أما (فعول) فجاءت منه ألفاظ في المعاني الثابتة فلا ينقاس، والغالب أيضًا أن يعني بفعالة الحرف وشبهها كالتجارة، ومنها الولايات كالخلافة.

وزعم ابن عصفور، أن «فعالة» ينقاس في الولايات والصنائع، ونص غيره على كثرة ذلك، ويعني بفعال ما فيه امتناع كالشراد، والجماح، وزعم ابن عصفور، أنه ينقاس في الهياج وما يجرى مجراه كالنكاح، والوداق، وفي الأصوات كالصياح، وفي انقضاء أوان الشيء كالجذاذ فإذا أرادوا الفعل بنوا على فعل قالوا حصد وجد.

وقال سيبويه: وأما الوسم فجاء على فعال إذا أرادوا الأثر نحو: العلاط

ص: 489

والكشاح، والعمل يكون فعلاً نحو وسمت وسمًا، وذكر ابن عصفور «أن فعالاً مقيس في الأصوات نحو: الصراخ وشذ الغواث «بفتح الغين» ، وفي الأدواء كالسكات قال: ويطرد أيضًا في مفترق الأجزاء كالحطام، فإن لحقته التاء اطرد في الفضلات كالنخامة، وأن فعيلاً يطرد في الأصوات نحو: النبيح والهدير» انتهى.

وكثر في ضروب السير كالذميل، والرسيم، ويعني بفعلان ما فيه تقلب وزعزعة، ونص أصحابنا على أنه مقيس في ذلك قال سيبويه: وأكثر ما يجيء الفعلان في هذا الضرب ولا يجيء فعله يتعدى الفاعل إلا أن يشذ شيء منه نحو: شنئته شنآنًا ولا يعلم غيره، فأما الحيدان، والميلان فحملهما سيبويه على غير القياس، ويعني بفعل الأعراض، كفرح وترح وبفعلة الألوان كحمرة.

وقد تخرج هذه المعاني عن بعض هذه الأوزان كما قد تكون هذه الأوزان لغير هذه المعاني والمقيس من فعل وفعل المتعديين فعل، هذا مذهب سيبويه والأخفش، وذلك فيما لم يسمع فيه غيره.

ص: 490

وشرط ابن مالك في فعل المتعدي كونه يفهم عملاً بالفم نحو: لقم وزرد، ولم يشترطه سيبويه، وذهب الفراء إلى أنه يجوز القياس على فعل مع ورود السماع بغيره، وذهب أبو زيد أحمد بن سهل إلى أنه لا يجوز القياس على فعل، مع عدم السماع، وقال أبو القاسم بن جودي: فعل وفعل وفعل إنما يؤخذ سماعًا، وكذا مصادرها؛ لأنها جاءت سمة لهذه الأوزان انتهى.

ومصدر فعل اللازم ينقاس على فعول كقعد قعودًا ما لم يغلب فيه فعالة أو فعال، أو فعال أو فعيل أو فعلان، أو يندر فيه فعول كسكوت، وكون القياس فيه فعول هو مذهب سيبويه، والأخفش والجمهور والخلاف فيه كالخلاف في (فعل) هل هو مقيس فيما سمع وما لم يسمع، أو مقيس فيما لم يسمع أو يقتصر فيه على مورد السماع، وقال أبو العباس بن الحاج: والمعتل العين من هذا الباب يقل فيه فعول لثقله نحو: قام قيامًا، ويستثقلونه أيضًا في المعتل اللام نحو: دنا دنوا، فيفرون إلى فعال نحو: بنى بناءً، وإلى فعل مشى مشيًا، ففعول في هذين النوعين معتل العين والمعتل اللام قليل، والأكثر فيها ما مثلت، وهو الذي ينبغي أن يقاس عليه عند عدم السماع، وفعل فيهما عندي أقل من فعال، وفعال.

ص: 491

والقياس في فعل فعل كفرح وترح وهكذا أطلق أكثر النحاة وينبغي أن يقيد بما قاله ابن الحاج.

غير المتعدي من فعل قسمان: أحدهما: ما كان علاجًا وعملاً وكان اسم الفاعل منه فاعلاً فمصدره الفعول كفعل اللازم نحو: قدم قدومًا، ولصق به لصوقًا.

القسم الثاني: ما لم يكن عملاً، ولا علاجًا واسم الفاعل منه أحد هذه الأوزان: فعل، وأفعل، وفعلان، وهو يتسع اتساعًا كثيرًا في باب الأدواء وما أشبهها، وفي باب الجوع، والعطش، وما شابه ذلك، وما ناسبه بوجه ما، وقد يجرون أضداد هذه الأشياء مجراها لما بين الطرفين من التقابل، ويكون أيضًا في باب الألوان وفي باب الخصال، والأحوال الثابتة، وجملة ذلك مما لم يكن عملاً ولا علاجًا مصدره فعل نحو: عمى عمى، وحبط حبطًا.

والمرة من الفعل الثلاثي التام تبنى على فعلة نحو: ضربة وجلسة قياسًا مطردًا وشذ إتيانه، ولقاءة، ويجوز أتية، ولقية على القياس.

ص: 492

وفي البسيط: ليس لحوق هذه الهاء قياسًا فلا يقال فهمة ولا غلمة، انتهى. والمزيد تدخل الهاء على مصدره القياسي فتقول: انطلقت انطلاقة واستخرجت استخراجة؛ فإن كان المصدر قد وضع على الهاء نحو: رحمة، وتغرية، ومضاربة، فتبين الوحدة بالصفة فتقول: مضاربة واحدة.

والهيئة من الثلاثي المجرد المتصرف التام تبنى على فعلة تقول: هو حسن الركبة والجلسة قياسًا مطردًا، وشذ فعلة من غيره قالوا: هو حسن العمة والخمرة من اعتم واختمرت أي لبست الخمار. الرباعي المجرد جاء على وزن واحد وهو فعلل نحو: دحرج ومصدره المقيس فعللة نحو: دحرجة وسمع فيه فعلال قالوا سرهاف، وكثر في المضاعف قالوا: زلزال، وشذ في فعلل فعللى قالوا: قهقر القهقري، وقرطب القرطبي، وفعللاء قالوا: قرفص القرفصاء، وتقدم ذكر الملحق بفعلل ومصدره كمصدره المقيس قالوا: جلبب جلببة، وشذ في

ص: 493

مصدر حوقل: حيقال، ومصدر زلزل، زلزال، وزلزلة، وزلزيل، وزلزليل وكلها بمعنى زلزال، وفي مصدر قرقر قرقرير، ويجوز فتح أول مصدر فعلل المضاعف فتقول: زلزال، ويكثر إن يراد بفعلال اسم فاعل كصلصال بمعنى مصلصل.

ومصدر ما زاد على أربعة إن كان في أول ماضيه همزة وصل وهو ستة وعشرون بناءً بالمتفق عليه والمختلف فيه؛ فإنه يزاد قبل آخر المصدر ألف، ويكسر ثالثه فتقول: انطلاق، واقتدار، واستخراج؛ فإن كان استفعل عينه حرف علة وصح في المصدر نحو: استحوذ استحواذًا، أو أعل نحو: استقام واستبان حذف هو، أو ألف إفعال على الخلاف ولزمته التاء، فقيل الاستقامة والاستبانة، وشذ استقاء وهو مصدر استقى فجاء بغير هاء. وراحة مصدر استراح، وشذ في «افتعل» صحيح العين مصدرًأ «تؤدة» ، وتؤبة، وخلفة مصدر اتأد، واتأب، واختلف.

ص: 494

فإن كانت عين افتعل، وانفعل حرف علة، واعتل فيه اعتل في المصدر نحو: انقاد انقيادًا، واختار اختيارًا، وتحرك قبل الألف وشذ حوطة، وحيطة، وغيبة، وخيرة في احتاط، واغتاب، واختار، وإن صح فيه صح فيه نحو: اجتور اجتوارًا وانطوى انطواءً.

وإن كان آخر الفعل مدغمًا فك نحو: ارتد ارتدادًا واقشعر اقشعرارًا.

فإن كان قبل المدغم ألف نحو: احمار قلبت ياء نحو: احميرار، وإن كان قبل الآخر مدغم صحيح فعلى حاله نحو: ازمل ازمالاً، أو معتل نحو: اعلوط فتقول: اعلواطًا، وأجاز فيه بعضهم اعليواطًا، بقلب الأولى ياء.

وإن كان على افعوعل نحو: اغدودن انقلبت ياء فقلت اغديدانًا، أو افعولل عند من أثبته نحو: اعثوجج قلبت أيضًا ياء وقيل لا تقلب.

وافتعل إذا كان بعد تائه حرف صحيح أدغمت فيه نحو: قتل، وخصم في اقتتل واختصم فالمستعمل في مصدره، إذا أدغم ففتحت فاؤه أو كسرت، أو اتبعت عينه كسرة ما قبلها قتال، وخصام وشذ الحسن فقرأ [إلا من خطف] بتشديد الطاء، الخطفة بكسر الخاء، وفتح الطاء مشددة، وزعم ابن كيسان أن مصدر ما أدغم فعل كقراءة الحسن.

ص: 495

ومصدر أفاعل وافعل اللذين أصلهما تفعل وتفاعل نحو: اطاير في تطاير، واطير في تطير بضم ما قبل الآخر فتقول: اطايرا، واطيرا، وشذ في اقشعر، واطمأن، واشرأب: طمأنينة، وقشعريرة، وشرأبيبة وقيل هي أسماء وضعت موضع المصدر.

ومصدر ما في أوله تاء مثل: تدحرج والملحق به إن صح آخره ضم ما قبله نحو: تدحرج، وتكسل، وتغافل، أو اعتلت قلبت الضمة كسرة، وصار من باب المنقوص نحو: تعد، وترام، وشذ تكلام، وتجمال، وتملاق في تكلم، وتجمل، وتملق، وكبرياء، وجبروت، ووضوء، وطهور وتقدمة، وطيرة، وأناة مصدر: تكبر، وتجبر، وتوضأ، وتطهر، وتقدم، وتطير، وتأنى، ولم يجيء من المصادر على وزن فعلة إلا تخير خيرة وتطير طيرة.

وزعم الأخفش، وابن السراج أن (فعولاً) في المصادر صفة للمصدر المقيس حذف وأقيمت الصفة مقامه، وشذ تفاوت بفتح الواو وكسرها في مصدر تفاوت، وطعنان في مصدر تطاعن.

ص: 496

ومصدر أفعل إفعال نحو: أكرم إكرام، فإن أعلت عين فعله نحو: أقام وأبان لزمته الهاء فقيل إقامة، وإبانة، والخلاف في المحذوف كهو في استقامة واستبانة، وجاء في سورة الأنبياء:[وإقام الصلاة] وحسنه مقارنته لما بعده من قوله تعالى: [وإيتاء الزكاة]، وقالوا: أريته إراءً وأصله: إرءاءً، فنقلت حركة الهمزة وحذفت وقالوا: إراة وكان قياسه إراية بالياء وقيل: إراة مصدر راء كقوله: جاء إجاة، وشذ تقرة وتقرارة في مصدر أقررت، وقرض، وغلق في مصدر أقرض، وأغلق، ونبات، وعطاء، وفتيا، وفتوى، وتقيا وتقوى، ورعيا ورعوى، وعدوى، وألية، وطاقة، وجابة وطاعة

ص: 497

وغارة ورزمة، وجلبة في مصدر أفعل نحو: أنبت وكذا باقيها، ووزن طاقة ونظيرها من المعتل عند الخليل فعلة، وعند الأخفش فالة، وشذ الحصر، والقبل، والدبر، والفحش، واليسر، والفخر وهي مصادر لأفعل.

ومصدر فعل: إن كان معتل اللام تفعلة نحو: زكى تزكية، وشذ تنزى (أي تحرك)، وقياسه «تنزية» ، والتحيى جمع تحية لا مصدر حيا،

ص: 498

أو صحيحة غير مهموز تفعيل نحو: كرم تكريمًا، وشذ فيه تفعلة نحو: جرب تجربة في ألفاظ، وفعال قالوا: كلمته كلامًا، وحملته حمالاً وقد خرج عليه قوله تعالى:[وكذبوا بآياتنا كذابا] في قراءة من خفف من المشدد، وقيل هو مصدر على غير المصدر.

أو مهموزًا على تفعيل نحو: تنبئ وعلى تفعلة نحو: تنبئة قياسًا مطردًا فيهما: وتفعيل فيه أكثر وأجود قاله أبو زيد.

ومصدر فاعل المنقاس مفاعلة نحو: خاصم مخاصمة وباشر مباشرة وسمع فعال وفيعال قيل وهو أصل فعال وشذ يوام، وهذه المصادر التي شذت عن القياس أكثرها يسميها معظم النحاة أسماء مصادر لا مصادر، ويسميها بعض اللغويين مصادر لفعل لم تجر عليه ولا مشاحة في الاصطلاح.

ومن المصادر ما يجيء على تفعال كالتكرار، والترداد، وهي كثيرة،

ص: 499

وذكر بعضهم أن ذلك مقيس، ومذهب البصريين أنه مصدر يدل على الكثرة، وليس مبنيًا على فعل المشدد العين الذي يراد به التكثير.

وذهب الفراء وغيره من الكوفيين إلى أن التفعال بمنزلة التفعيل، والألف عوض من الياء، وهذه المصادر بفتح التاء، فأما التسيار، والتلقاء، فاسمان وضعا موضع المصدر، وزعم الأعلم، أنهما مصدران، وشذ في كسرتيهما ومعناهما التكثير، وهو مخالف لنص سيبويه، وإنما جاء كسر التاء في هذا الوزن في أسماء تحفظ نحو تمساح، ومن المصادر ما جاء على فعيلى نحو: الهزيمى، والدليلى، وهو بناء يدل على التكثير، وجاءت منه ألفاظ، ولا يطرد خلافًا لمن زعم أنه يطرد، وأكثره مقصورًا وجاء بعضه ممدودًا، وقاس عليه الكسائي فأجاز المد في جميع ما ورد من ذلك.

ويجيء المصدر مما زاد على ثلاثة أحرف على صفة اسم المفعول منه فتقول: منطلق، ومستخرج، ومدحرج قياسًا مطردًا في اسم المفعول والمصدر والزمان والمكان، والثلاثي يأتي مصدره والزمان والمكان على مفعل بفتح العين إلا مصدر

ص: 500

يفعل بكسر العين، فيأتي مفتوحًا نحو: مضرب في معنى ضرب، ومفر في معنى فرار، وما عينه ياء نحو: محيض، ومبيت كالصحيح العين، فالمصدر بالفتح، والزمان والمكان بالكسر نحو: المقيل والمغيب، أو يخير في بناء المصدر على مفعل أو مفعل أو يقتصر فيه على السماع ثلاثة مذاهب، والثالث أحوط فلا تقول في المعاش، المعيش إلا إن سمع، ولا في المحيض: المحاض، إلا إن سمع، وأجاز بعض النحاة الكسر والفتح مصادر كانت أو أسماء مكان أو زمان، وأجاز الممال والمميل، والمغالب، والمغيب.

وما فاؤه واو صحت لامه، وكان على فعل يفعل نحو: وعد ويعد فثلاثتها على مفعل بكسر العين نحو موعد.

وفي التسهيل: أن طيئًا لا تلتزم ذلك، ولم يبين حالهم في المصدر والزمان والمكان، وإن كان على فعل يفعل، ولم تتحرك فاؤه في المضارع نحو: وجل يوجل، وأكثر العرب على الكسر في المفعل تقول: موجل

ص: 501

كموعد، وبعضهم يفتح في المصدر، ويكسر في الزمان والمكان، وزعم الجوهري، أن الكسر والفتح في يوجل وبابه في المفعل منه قياس مطرد قال: ولم يأت في ولي: يلي وبابه إلا الكسر، وظاهر كلام سيبويه أنه لا ينقاس، وإن تحركت فاؤه، والفتح في المفعل قولاً واحدًا نحو: وددت أود مودة، وحكى الفراء في المفعل من وضع يضع موضع بالفتح.

وكل مفعل مما فاؤه واو وصحت لامه؛ فإنه بكسر العين إلا موكل، وموطن، وموهب، وموحد، ومورد، وموهبة، وموألة، ومورق؛ فإنه بفتح العين، وشذ من هذا الذي أصلنا في المفعل أشياء للمكان مشرق، ومغرب ومرفق، ومنبت، ومجزر، ومسقط، ومظنة ومذمة، ومحل، ومفرق الرأس، ومفرق

ص: 502

الطريق، ومسكن، ومطلع، ومنسك بالكسر وقياسها الفتح لأن مضارعها بضم العين، فأما (المسجد) فذهب أبو عبيد إلى أنه من باب مشرق وهو موضع السجود، وذهب سيبويه إلى أنه اسم للبيت، ولا يراد به موضع السجود، ولو أردت ذلك لقلت مسجد بفتح الجيم، ومن كلام الحجاج «ليلزم كل رجل مسجدنا» بفتح الجيم أراد موضع سجوده.

وقال الفراء: سمعنا المسجد، والمسكن، والمطلع بالفتح يعني في المكان، وأجاز هو وأبو عبيد، وابن قتيبة في مشرق، وما بعده الفتح قياسًا، وإن لم يسمع؛ قال أبو عبيد: والمصادر نصب على كل حال، وأشياء للمصدر مكبر، ومرزئة، ومشيئة، وقياسها الفتح، لأن مضارعها مفتوح العين، ومرجع، ومعرفة، ومغفرة، ومأوية، ومعصية، ومحمية، وقياسها بالفتح؛ لأن عين مضارعها مكسورة، ومما جاء بالفتح والكسر وعين مضارعها مضمومة، مفرق ومحشر، ومسكن، ومعتبة، ومنسك، ومحل، ومناص، وأما «المطلع» فالفتح فيه القياس، والكسر هو الشاذ، وعلى أنه مصدر بالكسر ذكره سيبويه وقال غيره: المصدر بالفتح، والمكان بالكسر.

ص: 503

وأما «مدب» فمضارعه بالضم وليس بقياس، وروى: مدب بالكسر، وهو القياس؛ لأنه مضعف لازم، ومما جاء فيه الفتح والكسر أيضًا، وعين مضارعه مكسورة: مأوى الإبل، ومعجز، ومعجزة ومظلمة، ومزلة، ومضربة السيف، وما عين مضارعه مفتوحة: موضع، وموجل، وموقعة الطائر، ومحمدة، ومحسبة، وعلق مظنة، وجاء مثلثًا مهلك، ومقدرة، ومأربة، ومقبرة، ومزرعة، ومشرقة، ومعذرة.

وقال سيبويه: ليس في الكلام مفعل، وأثبته بعض الكوفيين، وقال قد جاء على مفعل كمكرم ومعون، وجاء أيضًا مالك، وقرئ [إلى ميسرة]، وقيل حذفت منه التاء، وسمع مهلكة،

ص: 504

ومكرمة، ومعونة، ومألكة، وجاءت بغير تاء في الشعر أو في شاذ من القراءة، فاحتمل أن يكون أصلهما التاء فحذفت، واحتمل أنه حذفت التاء «من ميسرة» لأجل الإضافة على مذهب الفراء.

وتبنى مفعلة من الاسم الثلاثي اللفظ أو الأصل، لسبب كثرتها أو محلها، فمن الأول: الولد مبخلة مجبنة، والولد مجهلة، وكفر المنعم مخبثة، والشراب مطيبة النفس، والطعام محسنة للجسم، والحرب مأتمة وميتمة، وكثرة

ص: 505

الشرب مبولة، وهذا الأمر مخلفة لذلك ومجدرة، ومقمنة، ومحركة، وطعام متخمة، ومن الثاني: مأسدة، ومسبعة، ومذأبة، ومثعلة، ومظبأة ومفعاة، ومقثاة والهاء لازمة له، ولا يقال مأسد ولا مسبع، وقال سيبويه: وليس في كل شيء يقال إلا أن تقيس أي إن قست على ما تكلمت به العرب فهذا لفظه، وقال سيبويه: أرض محياة: كثير حياتها وقال بعضهم هي واو.

وقال في العين: أرض محواة، وقد جاء في المحل: مفعلة بضم العين، وحكى أبو عبيد عن الأحمر مزبلة، ومطبخة، ومقثأة بالضم والفتح، وقيل: ومفعل لمكان مطبخ لمكان الطبخ، ومرفق لبيت الخلاء، وقال الأخفش

ص: 506

في الأوسط: مربد اسم لم يرد بكسر الميم معنى وكذلك مطبخ؛ لأن المكان قياسه أن يكون مطبخ، وقال الأصمعي والكسائي: مربد الإبل بالكسر، لأنه يربدها أي يحبسها، وقد ربدتها، وميلغة الكلب أي التي يلغ فيها، فإن كان الاسم غير ثلاثي لم يبن منه ما يدل على الكثرة، إلا ما شذ.

حكى سيبويه: أرض مثعلبة ومعقربة أي كثرة الثعالب والعقارب ولا يقاس عليهما، فلا يقال: أرض مضفدعة، والذي حكاه سيبويه بفتح اللام والراء على زنة المفعول، وحكى أبو زيد عن العرب أنهم يجعلونه بزنة اسم الفاعل بكسر اللام، والراء يريدون الكثرة، وحكى بعض اللغويين: مكان معقرب وأرض معقربة بكسر الراء فيهما، وصدغ معقرب بفتح الراء لا غير، ومن النادر في قولهم: أرض معقرة على وزن مفعلة أي كثير العقارب، كأنه رد الرباعي إلى الثلاثي ثم بنى منه مفعلة بفتح الميم والقاف، وسكون العين كأنهم لاحظوا في العقرب معنى العقر.

ويصاغ من مصدر لفعل ثلاثي لآلة، وعلاج اسم فاعل على مفعل نحو: مخرز، ومصفى، ومكسر بكسر الميم، وندر الفتح نحو: منقل والتثليث نحو: معزل والكسر أشهر، ومفعل في بعضها مقصور من مفعال، ولذلك صح

ص: 507

مخيط ولا ينقاس هذا القصر إلا في الشعر لا يقال في مصباح: مصبح، وقد يصاغ أيضًا على مفعال نحو: مصباح، ومقراض، ومحراث، ومنقاش، وقد تلحقه التاء نحو: مكسحة، ومسلة، ومطهرة، ومرآة، فأما (منارة) فليس بآلة، وإنما هي للمكان الذي ترفع عليه المسرجة، و «المسرجة» هي الآلة، وهي التي توضع فيها الفتيلة والذهن، ويصاغ أيضًا على فعال نحو: إراث، وسراد، ولا يطرد «فعال» في الآلة وجاء بالضم في الميم وعين الكلمة: مسعط ومنخل ومدهن ومدق ومكحلة ومخرصة ومنصل لم يذهب بها مذهب ما صيغ من المصدر، ولكنهم جعلوها أسماء لهذه الأوعية [وقال بعض العرب: مدق جاء به على القياس حكاه الأخفش في الأوسط وقال فيه: قال] بعضهم: مرفق للذي في اليد جعله مما يرتفق به فكسر الميم.

ص: 508