المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌باب التنوين وهي نون ساكنة زائدة تلحق آخر الكلمة وهو أقسام: - ارتشاف الضرب من لسان العرب - جـ ٢

[أبو حيان الأندلسي]

الفصل: ‌ ‌باب التنوين وهي نون ساكنة زائدة تلحق آخر الكلمة وهو أقسام:

‌باب التنوين

وهي نون ساكنة زائدة تلحق آخر الكلمة وهو أقسام: تنوين التمكين وفائدته بقاء الاسم على أصالته؛ إذ لم يشبه المبني فيبنى، ولا الفعل فيمنع الصرف، ويسمى تنوين الصرف قاله سيبويه، وقيل: دخل فرقًا بين ما ينصرف وبين ما لا ينصرف، وحكى عن سيبويه، وخص به المنصرف لخفته، وقال الكسائي والفراء فرقًا بين الاسم والفعل، وقال قطرب، وبعض الكوفيين، والسهيلي فرقًا بين المفرد والمضاف.

وتنوين التنكير: وهو ما يلحق بعض الأسماء المبنية فرقًا بين معرفتها ونكرتها نحو: مررت بسيبويه، وسيبويه آخر، وصه إذا أردت السكوت، وصه إذا أردت سكوتًا، وإيه إذا استزدته من حديث معلوم، وإيه إذا استزدته من حديث مجهول، ويطرد فيما آخره (ويه) ولا يطرد في أسماء الأفعال، وسيأتي ما استعمل منها معرفة فقط، وما استعمل منها نكرة فقط، وما استعمل معرفة ونكرة، إن شاء الله تعالى.

ص: 667

وتنوين العوض: وهو يلحق (إذ) عوضًا من الجمل المحذوفة المضاف إليها (إذ) ولذلك لا يجتمعان، ويأتي الكلام عليها في الظروف إن شاء الله تعالى.

ومثاله: [وأنتم حينئذ تنظروني] أي حين إذ بلغت الحلقوم، ويلحق أيضًا الجمع المتناهي المعتل اللام الذي لا ينصرف رفعًا وخفضًا نحو: قام جوار، ومررت بجوار، ونحو: يرم علمًا، ويعيل تصغير يعلى، وهو عوض من الياء المحذوفة لحركتها هذا مذهب سيبويه، خلافًا للمبرد، والزجاجي، زعمًا أنه عوض من الحركة فقط، وزعم بعض النحاة أنه تنوين صرف.

وأما كل وبعض؛ فقيل: التنوين فيها عوض عما أضيفا إليه، وقيل تنوين تمكين، وأما: ولات أوان، فذهب الجمهور إلى أن الكسرة إعراب، وتنوينه تنوين

ص: 668

تمكين، وذهب المبرد إلى أنها ليست إعرابًا، وهو تنوين عوض من الجملة المحذوفة، تقول: جئتك أوان قام زيد، وأوان الحجاج أمير، حذفت الجملة، وعوض منها التنوين.

وتنوين المقابلة: وهو اللاحق ما جمع بالألف والتاء المزيدتين نحو: مسلمات قابل نون مسلمين، ولذلك ثبت مسمى به كما ثبتت النون إذا سمي بما هي فيه، وزعم الربعي: أنه تنوين صرف، ونقل لي عن بعضهم أنه تنوين عوض من الفتحة التي كان يستحقها.

ص: 669

وتنوين يلحق الروى المطلق وحروفه الياء والواو والألف، يعوضون التنوين من هذه الحروف، وذلك في لغة كثير من بني تميم، وقيس، إذا أنشدوا.

وأهل الحجاز لا يعوضون؛ بل يبقون حروف الإطلاق إذا أنشدوا، ويسميه أصحابنا تنوين الترنم، وقال ابن مالك: هو يشعر بترك الترنم،

ص: 670

وهذا التنوين يلحق الاسم المتمكن مصحوبًا بأل، وغير مصحوب، والاسم المبني، والفعل ماضيًا ومضارعًا، والحرف.

وتنوين يلحق الروى المقيد، وأنكره الزجاج، والسيرافي، وتأولا ما ورد من ذلك، وأثبته الأخفش، وسماه التنوين الغالي، وسمي الحركة قبلها بالغلو، وتدخل فيما دخل فيه التنوين، الذي قبله من الاسم المتمكن ذي أل وغيره، والمبني من الاسم والحرف وفي الفعل، والمشهور أنه قسم برأسه مغاير لتنوين الترنم، وذهب بعضهم إلى أنه ضرب من تنوين الترنم، واختار هذا القول: أبو البقاء بن يعيش، وانقسام التنوين إلى هذه الأقسام هو مذهب الجمهور، وذهب أبو الحجاج يوسف بن معزوز إلى أن الأربعة الأول هو: تنوين التمكين وهو تنوين الصرف قال: وهو مذهب سيبويه وقال: وظاهر قول سيبويه في الذي يسمونه: تنوين الترنم أنه ليس بتنوين، إنما هو: نون بدل من المدة لا تنوين، فعلى هذا لا يكون التنوين إلا قسمًا واحدًا، وهو تنوين التمكين والمسمى تنوين الصرف، وقد انقضى الكلام في الجملة الأولى.

ص: 671

الجملة الثانية في أحكام الكلمة حال التركيب

وهي إعرابية، وغير إعرابية، وغير الإعرابية: البناء والحكاية والإدغام من كلمتين والتقاء الساكنين من كلمتين، والتقاء الهمزتين من كلمتين، ولحاق علامة التأنيث لأجل مرفوعه والعدد والكناية عن والوقف.

ص: 672