الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب البناء
البناء: لزوم آخر الكلمة سكونًا أو حركة لغير عامل، والسكون أصل والحركة فرع في المبني، لكونه معربًا قبل البناء نحو: يا زيد، ومن قبل، وهل تضربن، أو لشبه المبني بالمعرب نحو: ضرب، أو لكونه حرفًا تحرك ما قبله نحو (ذية)، أو لكونه على حرف كواو العطف، أو لالتقاء الساكنين نحو: أمس.
وأصل حركة التقاء الساكنين الكسر، وأصل حركة غير التقائهما الفتح، ولا يعدل عنها إلا لإتباع نحو مذ، أو لكونها في كلمة كالواو في نظيرتها نحو: نحن ونظيرتها همو، أو لشبه بما هي فيه نحو: اخشوا القوم، أو لكونها لم تكن لها حالة الإعراب نحو: من قبل، أو لشبهها بذلك نحو: يا زيد،
أو نطلب تخفيف نحو: أين، أو لفرق بين أداتين نحو: لموسى غلام، ولموسى غلام، أو الفرق بين معنى أداة نحو: يا لزيد لعمرو، أو لمجانسة عمل نحو: باء الجر ولامه أو مقابل المجانس نحو: لام الأمر في نحو: ليقم زيد، أو لكون الحركة للحرف في الأصل نحو: مذ اليوم؛ أو لشبه محلها بما في كنف هاء التأنيث، وما خرج عن هذا فشاذ.
والحروف كلها مبنية، والفعل الماضي مبني على الفتح، والأمر بغير لام مذهب البصريين أنه مبني على السكون نحو: اضرب إلا إن كان مضاعفًا، فيجوز ضمه، وفتحه، وكسره. ومذهب الكوفيين أنه معرب.
والمضارع معرب، إلا إن اتصلت به نون الإناث، فالجمهور على أنه مبني خلافًا لقوم منهم ابن درستويه، فإنه زعم أنه معرب، وتبعهم السهيلي.
وإن اتصلت به نون التوكيد، فثلاثة مذاهب يفصل في الثالث بين ما رفع بالنون فيكون معربًا، وما لم يرفع بها فيكون مبنيًا.
والأسماء أكثرها معرب، والموجب للبناء عند الفارسي شبه الحرف كالمضمرات أو تضمن معناه كأسماء الشروط تضمنت معنى (إن)، وأسماء الاستفهام تضمنت معنى الهمزة، وزاد غير الفارسي: أو وقع موقع المبني نحو: نزال، ويا زيد، والبناء واجب في هذه الأقسام الثلاثة، وجائز فيما ضارع ما وقع موقع المبني وهو العلم المؤنث المعدول الكائن على فعال في لغة الحجاز، أو خرج عن نظائره وهو (أي) الموصولة إذا حذف صدر صلتها، أو كانت مضافة، وذلك في مذهب سيبويه نحو: اضرب أيهم قائم، وامرر بأيهم خارج، أو أضيف إلى مبني، وليس محل مبني، ومنه أن يضاف الزمان إلى جملة مصدرة بماض، فإعرابه أحسن؛ فإن صدرت بمضارع وجب الإعراب عند البصريين، وجاز عند الكوفيين نحو: أجيء في يوم يقدم زيد، وإلى جملة اسمية جاز فيه الإعراب والبناء نحو: صحبتك من يوم زيد أمير، والمبني على حركة إن كان حرفًا، أو فعلاً ماضيًا سئل لم بني على حركة، ولم خص بتلك الحركة، وإن كان اسمًا سئل عن ذينك، ولأي شيء بني، وشخصيات المبني يأتي ذكرها مفرقًا في الأبواب.
فأما الأسماء المسكنة قبل التركيب، كحروف الهجاء: ألف، باء، تا، ثا، جيم، وكأسماء العدد: واحد، اثنان، ثلاثة، فلا توصف ببناء، ولا إعراب خلافًا لمن زعم أنها معربة في الحكم لا في اللفظ، وخلافًا لمن ذهب إلى أنها مبنية، وهو اختيار ابن مالك.
والمبني مفرد ومركب، المفرد: اسم وبني منه على الفتح نحو: أين، وعلى الكسر نحو: أمس، وعلى الضم قبل إذا كان غاية، وفعل بني منه الماضي على فتحة، وأمر، وفيه الخلاف أهو مبني أو معرب، وحرف؛ منه ما يبني على ضمة وذلك منذ إذا جرت على أجود القولين، ورب في لغة، وم في قول من لم يجعلها بقية «أيم» ، ومن الثلاثة ما يبني على السكون نحو: كم، واضرب، ومن.
والمركب منه ما ذكر في الظروف، وما ذكر في آخر باب الحال، وما ذكر في
العدد وما ركب تركيب مزج على أحد الوجوه التي فيه، ومن المركب (حيص بيض)، (الخازباز).
فأما (حيص بيض) فتقول العرب: (وقعوا في حيص بيص) أي في اختلاط من أمرهم لا مخرج لهم منه جعلا اسمًا واحدًا، وبنيا على الفتح حكاه أبو عمرو، وحكى (في حيص بيص) بكسر الحاء والباء والبناء، وحكى (في حيص بيص) بكسر أولهما، وآخرهما، والتنوين، وحكى إنك لتحسب على الأرض (حيصا بيصًا) ويقال: حاص باص لغة في حيص بيص ويقال: حيص بيص قال:
صارت عليه الأرض حيص بيص
حتى يلف عيصه بعيصى
وأنشد الأصمعي:
قد كانت خراجًا ولوجًا صيرفًا
…
لم تلتحصنى حيص بيص لحاص
قال الفراء: حاص عنه وانحاص عدل، وقال بعضهم: هما اسمان من حيص وبوص جعلا واحدًا، وأخرج البوص على لفظ الحيص، ليزدوجا، والحيص: الرواغ والتخلف، والبوص: السبق والفرار، ومعناه كل شيء يتخلف عنه، ويفر منه.
وأما «الخازباز» فهما اسمان جعلا اسمًا واحدًا، وبنيا على الكسر، ويطلق على الذباب وعلى صوته، وعلى نبت، وعلى داء، وعلى السنور، وهو مبني على الكسر رفعًا ونصبًا وجرًا. وقال الشاعر:
.............
…
وجن الخازباز به جنونا
وقال الآخر:
والخازباز السنم المجودا
وقال آخر:
يا خازباز أرسل اللهازما
فالأول: الذباب، والثاني: نبت، والثالث: داء، وذكروا فيه سبع لغات خازباز، وخازباز، وخازباء، وخزباز، وهذه إعرابها في الآخر، (وخازباز) إعراب المتضايفين، وخازباز مبنيان على الفتح، والخازباز مبنيان على الكسر.