الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل
إذا كان في الاسم تاء التأنيث حذفتها، فإن كان قبلها ألف، قلبتها إلى أصلها فتقول في فتاة وقناة: فتيات وقنوات، وإن كانت همزة أصلية أو مبدلة أو ملحقة، فكحالها في التثنية، وقالوا في بنت: بنات فلم يردوا المحذوف، وفي أخت: أخوات فردوا، وفي هنة: هنات فلم يردوا، وهنوات فردوا وفي سنة: سنوات فردوا، وقالوا: لثات جمع لثة فلم يردوا وفي ذات: ذوات فلم يردوا، ولو ردوا لقالوا: ذويات أو ذايات على رأي من رأى أن اللام المحذوفة أصلها ياء، وقالوا: أمهات وأمات في أم، وقد سمع أمهة، وقال الفراء: تقول هذه أم وهذه أمة وإنما يقول: أمهات من يقول أمة وأمات للذين يقولون أم.
وما آخره ألف مما زاد على ثلاثة قلبت في هذا الجمع ياء فتقول في سعدى: سعديات، وربما حذفت الألف الزائدة، خامسة كقولهم في جمع هراوى جمع هراوة: هراوات، وفيما زاد على خمسة قولك في: قبعثرى: قبعثرات.
وإذا كان المؤنث بالهاء أو مجردًا عنها ثلاثيًا، فإن كان مضعفا أو معتلا اعتلالا ميتا جمع على حاله، فتقول في جمع: درة ودرة ودرة وقامة وسورة وقيمة، ودر، ودر، ودر، ونار، ونور، وريم مسمى بها درات، وكذا باقيها، وذكر ابن الخباز في سورة: السكون والفتح في الواو، والفتح وهم أو اعتلالاً حيًا كبيضة
وجوزة، فهذيل بن مدركة تفتح الياء والواو، وقرأ ابن أبي إسحاق والأعمش [ثلاث عورات لكم] بفتح الواو.
وقال شاعرهم:
أخو بيضات ..........
…
................
بفتح الياء وغيرهم يسكن الياء والواو، وقال ابن الأنباري: بنو تميم يقولون: روضات، وجوزات، وعورات، وسائر العرب بالإسكان.
واتفقت العرب على عيرات بفتح الياء. وفي المصباح: هذيل تقول: ديمات بالفتح في جميع هذا الباب، والعرب كلهم تقول: عيرات جمع عير بالفتح، انتهى. والصحيح أن عيرات بكسر العين جمع عير، والعير مؤنث، وأصل العير: الإبل التي يحمل عليها الأحمال وقيل: قافلة الحمير ثم كثر فقيل لكل قافلة، وذهب المبرد
والزجاج إلى أنه عيرات بفتح العين قال المبرد: جمع عير وهو الحمار. وقال الزجاج: جمع عير الذي في الكتف أو القدم وهو مؤنث.
فإن كان الاسم الساكن العين الثلاثي في صفة غير مضعف ولا معتل نحو: ضخمة، وجلفة، وضحكة، وجونة، وغيلة فليس إلا السكون في جميع لغات العرب هذيل وغيرهم خلافًا لقطرب؛ فإنه أجاز الفتح في جمع فعلة نحو: صعبات قياسا على ما سمع من كهلة وكهلات بالفتح، وكهلات بالسكون أشهر وقالت العرب: شاة لجبة بسكون الجيم، وفتح اللام وكسرها وضمها وهي التي قل لبنها، وقالوا: ربعة، وقالوا: لجبة وربعة بفتح الجيم والباء، وقالوا في الجمع: لجبات وربعات بالفتح، فزعم ابن مالك: أن لجبات جمع لجبة الساكنة الجيم، وأنه التزم في جمعه فعلات وأنه غلب في ربعة الساكنة الباء ربعات بفتحها، والذي أذهب إليه أنه استغنى بجمع لجبة وربعة المفتوحى العين عن جمع لجبة وربعة الساكنيها.
وقال أصحابنا: لجبة وربعة الساكنة العين: يجوز في جمعها التسكين لأنهما صفتان، والفتح لأنهما استعملا استعمال الأسماء فوليتا العوامل تقول: جاءني ربعة، وحلبت لجبة، قال ابن مالك: ويجوز في لجبة القياس وفاقًا لأبي العباس يعني أنك تقول: لجبات بالسكون كما تقول ضخمات، وظاهر قوله: والتزم فعلات في لجبة أنه لم يسمع من العرب في لجبة الساكنة الجيم إلا الفتح في الجمع، وقد ذكرنا أنه يجوز أن يكون من باب الاستغناء فلا يكون جمعا للجبة.
وإن كان اسما غير مضعف ولا معتل على وزن فعل نحو: دعد، أو فعلة نحو: جفنة فتفتح العين في الجمع تقول: دعدات، وجفنات، وكثر التسكين في الشعر.
فإن كان معتل اللام نحو: ظبية، وغلوة، فذكر ابن جني أن قومًا من العرب يسكنون العين من المعتل اللام اختيارًا.
وقال ابن مالك: وربما عدل من الفتح إلى السكون لشبه الصفة كقولهم: أهل وأهلات، وبالفتح أشهر، وحكى الفراء: أهلة وقد تسكن فعلات المصدر (كحشرات) تشبيهًا بالصفة؛ لأنه قد يوصف به قال أبو الفتح: ظبيات أسهل من رفضات لاعتلال اللام، ورفضات أسهل من ثمرات؛ لأن المصدر يشبه الصفة فإذا قيل امرأة كلبة؛ ففي جمعها الفتح اعتبارًا بالأصل، والتسكين اعتبارًا بالعارض انتهى.
وأصحابنا لا يستثنون من فعلة الاسم شيئًا سواء كان اسمًا صحيح اللام أم معتله مصدرًا أم غيره.
وإن كان على فعل، أو فعلة، أو فعل، أو فعلة نحو: جمل، وغرفة، وهند، وسدرة، ففيها التسكين على الأصل فتقول: جملات، وغرفات، وهندات وسدرات، ويجوز الاتباع لحركة الفاء فتقول: غرفات وهي لغة الحجاز وأسد، والتسكين لغة تميم وناس من قيس. وتقول: سدرات، وهندات، تتبع العين الفاء، وهي لغة نص عليها الأخفش، ونص سيبويه على جواز ذلك وإطراده، وقصره الفراء على المسموع.
وفي كتاب أبي الحسن الهيثم: لا يجيز الكوفيون كسرات: يعني بكسر السين
في جمع كسرة. ويجوز الفتح فتقول: غرفات، وهندات وهي: لغة حكاها الأخفش وغيره، وزعم قوم: أن الفتح في غرفات إنما هو على أنه جمع غرف الذي هو جمع غرفة فهو جمع الجمع.
وإن كان معتل اللام بالواو نحو: خطوة ففيه اللغات الثلاث ونحو: كلية، ورشوة، ولحية فالسكون والفتح، وشذ: جروات بكسر الراء جمع جروة، وفي الاتباع في (لحية)، خلاف بين البصريين منهم [من منع وهو اختيار ابن عصفور، ومنهم] من أجاز، وهو اختيار أبي الحسن بن الضائع أحد شيوخنا، وكل جمع لما لا يعقل يقال فيه: بنات كذا، وإن كان مذكره ابن، وسواء كان علمًا نحو: ابن آوى أو نكرة نحو: ابن لبون تقول: بنات
عرس، وبنات آوي، وبنات نعش، وبنات قترة في ابن آوى، وابن نعش، وابن قترة: ضرب من الحيات كذا حكى سيبويه، وقال أبو مهدية: هو ذكر الأفعى، وجاء في الشعر بنون نعش قال:
..................
…
إذا ما بنو نعش دنوا فتصوبوا
وقال:
وجاءت جيأل وبنو أبيها
…
......................
وهذه ضرورة، والقياس بنات نعش، وبنات أبيها، ويونس يقول: بنات الدايات، وبنات الأطباق، وأمهات
العوامر، وآباء الضبيرات، وآباء براقشات، وسيبويه لا يجمع ما أضيف إليه تقول: بنات داية، وبنات طبق، وأمات عامر، وآباء ضبيرة وهو الصحيح، والمسموع من العرب، قالت العرب بنات بعرة للمعز، وبنات خودة للضأن، والتثنية والجمع في الكنى في الاسم الأول دون الثاني تقول: أبوا بكر وآباء بكر. قال سيبويه: هذا قول يونس، وهذا أحسن من آباء الزيدين، وقاله بعضهم. وقال الكوفيون تقول: أبوا زيدين، وتأنيث حروف المعجم أكثر من التذكير، ويجمع بالألف والتاء تقول: ألفات وجيمات وما على حرفين ثانيهما ألف فيه القصر والمد تقول: هذه با وهذه يا فإذا جمعت قلت: في الأول بيات وفي الثاني: ياءات.