الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الخامس ما جاء في نبز أهل البدع لأهل السنة بأسماء شنيعة
424 -
قال حرب الكرماني فيما ينقله عن مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المعروفين بها: وقد أحدث أهل الأهواء والبدع والخلاف أسماء شنيعة قبيحة فسموا بها أهل السنة يريدون بذلك عيبهم والطعن عليهم، والوقيعة فيهم والازراء بهم عند السفهاء والجهال
(1)
.
- فأما المرجئة فإنهم يسمون أهل السنة شُكاكًا
(2)
، وكذبت المرجئة، بل هم أولى بالشك وبالتكذيب.
=
عبد العزيز الدوري، والموسوعة الميسرة (2/ 1078 - 1079).
(1)
قال الإمام أبو حاتم الرازي: "وعلامة أهل البدع: الوقيعة في أهل الأثر، وعلامة الزنادقة: تسميتهم أهل السنة حشوية، يريدون إبطال الآثار، وعلامة الجهمية: تسميتهم أهل السنة مُشَبِّهة، وعلامة القدرية: تسميتهم أهل الأثر مُجْبِرَة، وعلامة المرجئة: تسميتهم أهل السنة مخالفة ونقصانية، وعلامة الرافضة: تسميتهم أهل السنة ناصبة، ولا يلحق أهل السنة إلا اسم واحد، ويستحيل أن تجمعهم هذه الأسماء". أخرجه اللالكائي في شرح الاعتقاد (1/ 179).
(2)
لأنهم يستثنون في الإيمان.
- وأما القدرية فإنهم يسمون أهل السنة والإثبات: مجُبرة
(1)
، وكذبت القدرية، بل هم أولى بالكذب والخلاف، أنفوا قدرة الله عن خلقه، وقالوا له ما ليس بأهل له تبارك وتعالى.
- وأما الجهمية: فإخهم يسمون أهل السنة مشبهة
(2)
، وكذبت الجهمية أعداء الله، بل هم أولى بالتشبيه والتكذيب، افتروا على الله الكذب وقالوا على الله الزور والإفك وكفروا في قولهم.
- وأما الرافضة: فإخهم يسمون أهل السنة ناصبة، وكذبت الرافضة، بل هم أَوْلى بهذا الاسم إذ ناصبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم السب والشتم وقالوا فيهم غير الحق، ونسبوهم إلى غير العدل كذبًا وظلمًا، وجرأة على الله واستخفافًا لحق الرسول، والله أولى بالتغيير والانتقام منهم.
- وأما الخوارج فإنهم يسمون أهل السنة والجماعة مرجئة، وكذبت
(1)
نسبة إلى الجبر. والجبرية يقولون: أن الإنسان مجبر على أفعاله، وينفون عن العبد القدرة والمشيئة والاختيار. وهي أصناف: جبرية خالصة وهي التي لا تثبت للعبد فعلا ولا قدرة على الفعل. وهو مذهب الجهم بن صفوان وأتباعه. وجبرية متوسطة: وهي التي تثبت للعبد قدرة غير مؤثرة أصلا. انظر: الملل والنحل (1/ 86 - 85).
(2)
لأنهم يثبتون صفات الله تعالى كما يليق به.
الخوارج، بل هم المرجئة يزعمون أنهم على إيمان دون الناس ومن خالفهم كفار.
- وأما أصحاب الرأي والقياس فإنهم يسمون أصحاب السنة نابتة، وكذب أصحاب الرأي أعداء الله، بل هم النابتة تركوا أثر الرسول وحديثه وقالوا بالرأي، وقاسوا الدين با لاستحسان، وحكموا بخلاف الكتاب والسنة، وهم أصحاب بدعة جهلة ضلال طلاب دنيا بالكذب والبهتان.
فرحم الله عبدًا قال بالحق، واتبع الأثر، وتمسك بالسنة، واقتدى بالصالحين، وجانب أهل البدع وترك مجالستهم ومحادثتهم احتسابًا وطلبًا للقربة من الله وإعزاز دينه، وما توفيقنا إلا بالله
(1)
.
(1)
مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 366).
انظر في الرد على من أطلق هذه العبارات على أهل السنة: مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية (5/ 111، 33/ 171)، وكتاب وسطية أهل السنة بين الفرق للدكتور محمد باكريم (ص 143 - 174).