الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثالث: ما جاء في ذراري المشركين
478 -
قال إسحاق: ولا يشهد أحدكم لصبي يموت أني أشهد أن هذا في الجنة. قال: وسُئل ابن عباس عن الولدان أفي الجنة هم؟ قال حسبك ما اختصم فيه موسى والخضر
(1)
(2)
.
(1)
وهو ما قصه الله علينا في القرآن في سورة الكهف قال تعالى: {فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا} [الكهف:74]، فكان جواب الخضر لموسى عليهما السلام {وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا} [الكهف: 80 - 81].
(2)
مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 350).
أثر ابن عباس أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير (7/ 2379)، والحاكم في المستدرك (2/ 401)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي، ومن طريق الحاكم أخرجه أيضا البيهقي في القضاء والقدر (3/ 906 - 907).
التعليق: اختلف العلماء رحمهم الله في حكم أطفال المشركين يوم القيامة.
فمنهم من قال: هم في الجنة. وقال بعضهم: هم في النار تبعا لآبائهم. وقال بعضهم: هم خدام أهل الجنة. وقال بعضهم: هم تحت المشيئة. ومنهم من قال: أخهم يمتحنون في عرصات القيامة. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=
وتوقف آخرون وأرجؤوا أمرهم إلى الله تعالى. انظر فتح الباري لابن حجر (3/ 312 - 313)، والفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم (4/ 127 - 136)، وأحكام أهل الذمة لابن القيم (2/ 1086 - 1137)، وطريق الهجرتين له (ص 571 - 587).
وقد بين ابن القيم أنه ليس معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "الله أعلم بما كانوا عاملين "التوقف وعدم الحكم لهم بجنة أو نار، بل إنما معنى الحديث "الله أعلم بما كانوا يعملون لو عاشوا، فهو سبحانه وتعالى يعلم القابل منهم للهدى، العامل به لو عاش، والقابل منهم للكفر، المؤثر له لو عاش، لكن لا يدل هذا على أنه يجزيهم بمجرد علمه، فيهم بلا عمل يعملونه، وإنما يدل على أنه يعلم منهم ما هم عاملون بتقدير حياتهم
…
". طريق الهجرتين (ص 572).
والأظهر أن أطفال المشركين يمتحنون يوم القيامة، فمن أطاع دخل الجنة، ومن عصا دخل النار. فهناك يظهر منهم ما علمه الله، ويجزيهم على ما ظهر من العلم، وهو إيمانهم وكفرهم، لا على مجرد العلم. وهو ما ذهب إليه شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم ومن وافقهما. قال شيخ الإسلام: "وهذا أجود ما قيل في أطفال المشركين وعليه تتنزل جميع الأحاديث. مجموع الفتاوى (4/ 247)، وانظر المصدر نفسه (4/ 246، 303، 312 - 18/ 142)، والصفدية له (2/ 244 - 245)، وإعلام الموقعين لابن القيم (4/ 272 - 273)، وأحكام أهل الذمة (2/ 1137 - 1138)، وطريق الهجرتين له (ص 587).
المبحث الرابع:
ما جاء في وسوسة القلوب