الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الثالث: ما جاء في الميزان
434 -
حدثنا هشام بن عمار قال: ثنا سعيد بن يحيى، عن عبد الملك ابن أبي سليمان، عن عمرو، عن الحسن أنه سئل عن الميزان؟ فقال: نعم له لسان وكفتان
(1)
.
=
وجهه يوم القيامة). رواه البخاري (4760).
ومنهم من يحشر كالذر، وهم المتكبرون:
فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان. "أخرجه الترمذي في السنن (4/ 268 رقم 2492) وقال: هذا حديث حسن. وانظر صحيح الترغيب والترهيب للشيخ الألباني (2911).
ومنهم من يحشر وليس على وجهه مزعة لحم.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتيَ يومَ القيامة ليس في وجهه مُزعة لحم". رواه البخاري (1474).
هذه بعض الصور التي يكون عليها الناس عندما يحشرون، والمقام هنا لا يتسع لذكر جميع أحوال الناس عند الحشر. وانظر للمزيد كتاب:"الحياة الآخرة" للدكتور غالب بن علي عواجي (1/ 207 - 217).
(1)
مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 402). =
435 -
قال حرب الكرماني فيما ينقله عن مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المعروفين بها: والميزان حق توزن به الحسنات والسيئات كما شاء الله أن توزن به
(1)
.
=
الإسناد ضعيف: هشام بن عمار الدمشقي: صدوق مقرئ، كبر فصار يتلقن، فحديثه القديم أصح، مات سنة (245)، تقدم في الأثر (38)، وعبد الملك بن أبي سليمان ميسرة العَزْرمي: صدوق له أوهام. التقريب (ص 304). وعمرو: هو ابن عبيد التميمي البصري المعتزلي، كان داعية إلى بدعته، اتهمه جماعة مع أنه كان عابداً. التقريب (ص 361).
وأخرجه اللالكائي في شرح الاعتقاد (2210) من طريق عبد الملك بن أبي سليمان قال: ذكر الميزان عند الحسن فقال
…
الأثر.
(1)
مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص 358).
التعليق: تعريف الميزان: هو ميزان حقيقي حسي له كفتان يضعه الله تعالى يوم القيامة، لوزن الأعمال وغيرها، إظهارا لكمال عدله. انظر التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية للشيخ عبد العزيز الرشيد (ص 228)، وكتاب "تحقيق البرهان في إثبات حقيقة الميزان لمرعي الحنبلي" تحقيق: سليمان بن صالح الخزي (ص 7).
وأهل السنة والجماعة يؤمنون بالميزان، وأنه حق دل على ذلك الكتاب والسنة وأقوال السلف. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=
فمن الكتاب العزيز قوله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ (47)} [الأنبياء: 47].
وقوله تعالى: {وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (8) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ (9)} [الأعراف: 8 - 9].
ومن السنة المطهرة: قوله صلى الله عليه وسلم: "كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله العظيم، سبحان الله وبحمده". أخرجه البخاري (6406)، ومسلم (2694).
وقوله صلى الله عليه وسلم: "ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق". أخرجه أبو داود في السنن (5/ 275 رقم 4766)، والترمذي في السنن (3/ 536 رقم 2002) وقال: هذا حديث حسن صحيح. وانظر السلسلة الصحيحة (876).
وقوله صلى الله عليه وسلم: "الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان". أخرجه مسلم (223).
وقوله صلى الله عليه وسلم "إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة وقال اقرؤوا إن شئتم {فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105)} [الكهف: 105]. أخرجه البخاري (4729)، ومسلم (2785).
وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله سيخلص رجلا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=
فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا كل سجل مثل مد البصر ثم يقول: أتنكر من هذا شيئا؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟ فيقول: لا يا رب فيقول: أفلك عذر؟ فيقول: لا يا رب، فيقول: بلى إن لك عندنا حسنة فإنه لا ظلم عليك اليوم، فتخرج بطاقة فيها: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فيقول: احضر وزنك فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات فقال: إنك لا تظلم قال: فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة فلا يثقل مع اسم الله شيء". أخرجه الترمذي في السنن (4/ 379 - 380 رقم 2639)، وأبو القاسم ابن حمزة في جزء البطاقة (2). وانظر السلسلة الصحيحة (135).
قال ابن أبي العز في شرح الطحاوية (ص 419): "فثبت وزن الأعمال والعامل وصحائف الأعمال، وثبت أن الميزان له كفتان، والله تعالى أعلم بما وراء ذلك من الكيفيات.
فعلينا الإيمان بالغيب كما أخبرنا الصادق صلى الله عليه وسلم من غير زيادة ولا نقصان، ويا خيبة من ينفي وضع الموازين القسط ليوم القيامة كما أخبر الشارع؛ لخفاء الحكمة عليه، ويقدح في النصوص بقوله: لا يحتاج إلى الميزان إلا البقال والفوال! وما أحراه بأن يكون من الذين لا يقيم الله لهم يوم القيامة وزنا".